المملكة تتصدر العالم في تحلية المياه ببلوغ إنتاجها 1107 ملايين متر مكعب سنوياً
صناعة تحلية المياه أصبحت من أهم الصناعات الحيوية عالمياً
الرياض - واس
شهدت صناعة تحلية المياه في المملكة تحولات كبيرة منذ بدأها قبل 91 عاما بأمر موحد هذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- في عام 1346ه باستيراد آليتين كبيرتين لتقطير مياه البحر بهدف إيجاد مصدر ثابت للمياه العذبة لسكان جدة ولتخفيف المعاناة التي تواجه الحجاج والمعتمرين وزوار المشاعر المقدسة في مكة المكرمة عند وصولهم إلى جدة عن طريق البحر، من هنا كانت الانطلاقة الحقيقية لصناعة تحلية مياه البحر في مملكتنا الحبيبة لتتوالى بعدها مشروعات محطات التحلية ليقفز الإنتاج من 300 متر مكعب ماء يوميا إلى أضعاف هذا الرقم ليصل إنتاج محطات التحلية بحسب إحصائيات المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة لعام 1435-1436ه إلى 1107 ملايين متر مكعب من المياه المحلاة سنوياً، لتتبوأ المملكة مركز الصدارة عالميا في هذا المجال.
وبحيث أصبحت صناعة تحلية المياه من أهم الصناعات الحيوية عالمياً، اكتسبت هذه الصناعة في المملكة على وجه الخصوص أهمية خاصة وذلك لندرة الموارد المائية العذبة حتى أضحت تحلية المياه المالحة الخيار الاستراتيجي، وتبعاً لذلك توسعت المملكة في إنشاء العديد من محطات التحلية على الساحلين الغربي والشرقي.
وتشير الإحصائيات إلى أن هناك 17 دولة في العالم تواجه ندرة مطلقة في المياه، والمملكة من أعلى خمس دول في العالم تعاني ندرة المياه، كما أن البيئة الصحراوية للمملكة تحتم التعامل مع الماء بوصفه المورد الحرج الأول من بين المواد الطبيعية في المملكة، كما أن تزايد استهلاك المياه في المملكة بمقدار 7.5 ضعفاً من عام 1980م وحتى عام 2000، حيث يبلغ نصيب الفرد حالياً من المياه في المملكة 256 لتر لكل يوم.
ولذلك حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله- على تنمية قطاع تحلية المياه المالحة من خلال ضخ عشرات المليارات من الريالات للمشروعات الضخمة التي تنفذ في كل أرجاء البلاد، إضافة إلى تنفيذ شبكة كبيرة من خطوط الأنابيب لنقل المياه المحلاة إلى الجهات المستفيدة، وأقيمت على شبكة خطوط الأنابيب العديد من محطات لضخ المياه إلى خزانات تجميع رئيسية، إلى جانب محطات لخلط المياه المحلاة بالمياه الجوفية ومحطات طرفية لتسهم جميعها في تعزيز النهضة الحضارية الشاملة التي عمت البلاد.
وتفيد الإحصائيات الرسمية لدى وزارة المياه والكهرباء إلى أن تركيب أدوات ترشيد المياه في المنزل توفر في الاستهلاك بنحو 40%، وفي دارسة على أحد الجوامع الكبيرة في مدينة الرياض تبين أن وفر المياه باستخدام أدوات الترشيد يوفر 8.7 ملايين لتر ماء سنويا، كما يمكن تقسيم استهلاك المنزل للمياه على النحو الاتي الحنفيات 16%، غسيل الملابس 22%، تسربات 14%، أخرى 5%، الاستحمام 17%، صناديق الطرد (السيفون) 26%.
وبحسب آخر الإحصاءات المعلنة بلغت كمية المياه المحلاة المصدرة من محطات المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة 550.1 مليون متر مكعب من محطات الساحل الشرقي بنسبة 49.7% تغذي محافظات المنطقة الشرقية ومنطقتي الرياض والقصيم ومحافظات سدير والوشم، إضافة إلى 557.5 مليون متر مكعب من محطات الساحل الغربي بنسبة 50.3% لتغذية المشاعر المقدسة ومنطقة مكة المكرمة ومحافظة جدة ومنطقة المدينة المنورة وعدد من المحافظات المحاذية للساحل في مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة وتبوك والباحة وعسير وجازان.