أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قرر أن يكون الرد الإسرائيلي على الخطوات التركية بطرد الدبلوماسيين من أنقرة بسلسلة خطوات، بينها دعم الميليشيا الكردية والتعاون مع الأرمن والقيام بحملة دبلوماسية – قضائية لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا.
وقالت الصحيفة، في عددها الصادر في 9 أيلول/ سبتمبر، إن كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية عقدوا اجتماعا تمهيدا لمداولات ستجريها الوزارة برئاسة ليبرمان حول الرد الإسرائيلي على طرد الدبلوماسيين الإسرائيليين، وإعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن تعليق الاتفاقيات التجارية الأمنية بين الدولتين، وتلويحه بأن سفن مساعدات إلى قطاع غزة سترافقها بوارج حربية تركية.
وفي نهاية اجتماع المسؤولين في الخارجية الإسرائيلية، في 8 أيلول/ سبتمبر، تم تسليم ليبرمان تقديرات مفادها أن تركيا ليست معنية باعتذار إسرائيلي على مقتل 9 نشطاء أتراك في أسطول الحرية العام الماضي، وإنما تفضل استغلال الخلافات مع إسرائيل من أجل رفع مكانتها في العالم الإسلامي.
وتابعت الصحيفة أن ليبرمان قرر على إثر هذه التقديرات أنه لا جدوى من البحث عن معادلات مبتكرة للاعتذار، بادعاء أنها لن تُـقبل في تركيا التي ستضع مطالب جديدة "بهدف إذلال إسرائيل"، وأنه من الأفضل تركيز الجهود على معاقبتها.
ونتيجة لهذه التقييمات، قررت وزارة الخارجية الإسرائيلية بناء "صندوق أدوات" سياسي وأمني ضد تركيا، يتضمن أن تصدر إسرائيل في المرحلة الأولى تحذير سفر إلى تركيا لجميع الإسرائيليين الذين خدموا في الجيش الإسرائيلي، وخصوصا في فترة الحرب على غزة أو شاركوا في عمليات عسكرية ضد مسلحين فلسطينيين.
وسيكون تحذير السفر هذا متشددا للغاية، كونه لا يحذر من السفر إلى تركيا وحسب، وإنما من السفر إلى أي مكان في العالم عبر تركيا.
وقالت الصحيفة أن القرار بهذا الخصوص يستند إلى معلومات تفيد بأن تركيا تخطط "لاصطياد" إسرائيليين لديهم ماض عسكري وتوقيفهم ومحاكمتهم.
والخطوة الثانية التي يتوقع أن يتخذها ليبرمان تتعلق بالتعاون من الأرمن، والاعتراف بداية بمجزرة الأرمن التي ارتكبتها تركيا خلال الأعوام 1915 – 1918، عندما كان الأرمن يخضعون للامبراطورية العثمانية قبل تفككها.
ويعتزم ليبرمان خلال زيارته للولايات المتحدة، في وقت لاحق من الشهر الحالي، إلتقاء قياديين في منظمات أرمنية التي تعتبر ثاني أكبر لوبي بعد اللوبي اليهودي "أيباك"، والاقتراح عليهم التعاون ضد تركيا ما قد يقود إلى اعتراف إسرائيلي بمجزرة الأرمن، كما أن إسرائيل قد تدعم الجانب الأرميني في نزاعه مع تركيا حول السيطرة على جبل أرارات.
والجبهة الثالثة التي تعتزم إسرائيل فتحها ضد تركيا تتعلق بالأقلية الكردية في شرق تركيا، والتي تطالب باستقلال إقليم كردستان المقسم بين تركيا وسوريا والعراق وإيران.
وفي هذا السياق، يعتزم ليبرمان عقد لقاءات معلنة مع قياديين أكراد في أوروبا بهدف التعاون معهم وتعزيز قوتهم في جميع المستويات التي بالإمكان طرحها على الرأي العام العالمي، علما أن إسرائيل على دراية بأن الأكراد سيطلبون من إسرائيل مساعدات عسكرية مثل التزود بالسلاح وإجراء تدريبات عسكرية، وهو ما سيشكل خطوة إسرائيلية خطيرة ضد تركيا.
إضافة إلى ذلك سيطالب ليبرمان السفارات الإسرائيلية في العالم برصد انتهاكات حقوق إنسان في تركيا، تقود إلى رفع دعاوى ضد تركيا.
وترأّس المداولات التي جرت في وزارة الخارجية الإسرائيلية رئيس دائرة تركز الأنشطة الدبلوماسية في جميع السفارات الإسرائيلية في العالم ران كوريئيل، واستندت هذه المداولات إلى قرار إسرائيل "بعدم ضبط النفس أمام نوايا أردوغان بالعمل لصالح حماس".
وتقرر في المداولات أن وضع تركيا ليس جيدا في الحلبة الدولية، وأن علاقاتها متوترة مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) واليونان وسوريا وإيران.
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن ليبرمان قوله "سنجبي ثمنا من أردوغان يوضح له أنه ليس مجديا التحرش بإسرائيل، وأن الأفضل لتركيا أن تتعامل معنا باحترام ونزاهة أساسية".