قالت صحيفة فايننشال تايمز إن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين لا يحاول إعادة إحياء الاتحاد السوفياتي السابق كما يُتهم عادة، لكنه في الطريق لبناء شبه اتحاد أوروبي من الجمهوريات السوفياتية السابقة.
وأوضحت الصحيفة أنه تم إعلان اتحاد جمركي قبل سنة بين روسيا وروسيا البيضاء وكزاخستان، حيث تم إلغاء التعريفة الجمركية ومراقبة البضائع بين الدول الثلاث.
وسيشهد يناير/كانون الثاني المقبل اتساع هذا "الفضاء الاقتصادي المشترك" بضمان الانتقال الحر للبضائع والخدمات ورؤوس الأموال في اقتصاد واحد عدد سكانه 165 مليون نسمة، أي 60% من عدد سكان الاتحاد السوفياتي السابق.
وقالت الصحيفة إن قمة موسكو هذا الشهر شهدت وضع رؤساء وزارات البلدان الثلاث خطة طموحة وهي تحويل التجمع إلى "اتحاد أوراسيا الاقتصادي" بحلول العام 2013، وكان هناك أيضا حديث عن عملة موحدة.
وقال رئيس الوزراء الروسي إن "هذا حدث ذو رمز جيوسياسي مهم، وللمرة الأولى منذ سقوط الاتحاد السوفياتي، تم اتخاذ الخطوة الحقيقية الأولى باتجاه إعادة الروابط الطبيعية والاقتصادية والتجارية في فضاء دول الاتحاد السابق".
وأوضحت الصحيفة أن هذا الكلام قد يحتوي على بعض المبالغة، لكنه التجمع الوحيد الذي يشهد تقدما، وهذا خلافا لباقي المحاولات السابقة لإعادة إدماج دول الاتحاد السوفياتي السابق.
واقترح بوتين أنه بمجرد الانتهاء من تأسيس الفضاء الاقتصادي المشترك، ستعمد دول المجموعة إلى بدء محادثات حول اتفاق للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي، وبالنظر إلى 18 عاما من الحوار غير المثمر بين روسيا ومنظمة التجارة العالمية، فإن نجاح التكتل الجديد سيحقق نظرة بوتين التي أعلنها بألمانيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي والمتمثلة في تأسيس مجموعة متجانسة من الاقتصادات تمتد من لشبونة إلى فلاديفوستوك.
وقالت الصحيفة إن إعادة الروابط بين دول الاتحاد السوفياتي السابق كان هدف بوتين منذ وقت طويل، ففي عام 2000 وقع مع نحو نصف دول الاتحاد سابقا اتفاقا لتأسيس كومنولث الدول المستقلة، لكنه ظل في إطار المحادثات ولم ير النور عمليا.
لكنه منذ عام 2009 واصل العمل المكثف للتكامل مع دولتين من كومنولث الدول المستقلة للوصول إلى المجموعة الحالية، حيث وجد تجاوبا من الرئيس الكزاخي نور سلطان نزارباييف، كما أن روسيا البيضاء التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على روسيا وجدت نفسها تتجاوب مع الفكرة وفق مبدأ الجزرة والعصا.
وقالت الباحثة في إتش.آي.أس غلوبل إنسايت ليليت جيفورجيان "أصبحت الرؤية أكثر اقترابا من تأسيس شبه اتحاد أوروبي داخل دول الاتحاد السوفياتي السابق".
وأوضحت الصحيفة أن ضم كزاخستان صاحبة الاقتصاد الأكثر نجاحا في دول الاتحاد السوفياتي السابق يهدف إلى مساندة روسيا لمواجهة النمو الصيني المتزايد في المنطقة، كما أن قرغيزستان وطاجيكستان المجاورتين أبدتا رغبتهما في الانضمام.
وقالت الصحيفة إن الذين يعرفون بوتين يقولون إنه يسعى جادا لإكمال المجموعة الجديدة بضم أوكرانيا الجار السلافي الكبير، وهو ما يضيف 45 مليون إنسان ليصبح عدد سكان المجموعة مساويا لثلاثة أرباع عدد سكان الاتحاد السوفياتي السابق.
وقال نيكولاي بيتروف من معهد كارنيغي بموسكو "سواء انضمت أوكرانيا أم لا، فإن بوتين انتبه بذكاء واستغل انشغال الغرب بملف ديونها، وعندما تكون روسيا في وضع أفضل نسبيا من كثير من دول منطقة اليورو، فهو الوقت المناسب لترويج أفكار الاندماج".
المصدر : فايننشال تايمز
وأوضحت الصحيفة أنه تم إعلان اتحاد جمركي قبل سنة بين روسيا وروسيا البيضاء وكزاخستان، حيث تم إلغاء التعريفة الجمركية ومراقبة البضائع بين الدول الثلاث.
وسيشهد يناير/كانون الثاني المقبل اتساع هذا "الفضاء الاقتصادي المشترك" بضمان الانتقال الحر للبضائع والخدمات ورؤوس الأموال في اقتصاد واحد عدد سكانه 165 مليون نسمة، أي 60% من عدد سكان الاتحاد السوفياتي السابق.
وقالت الصحيفة إن قمة موسكو هذا الشهر شهدت وضع رؤساء وزارات البلدان الثلاث خطة طموحة وهي تحويل التجمع إلى "اتحاد أوراسيا الاقتصادي" بحلول العام 2013، وكان هناك أيضا حديث عن عملة موحدة.
وقال رئيس الوزراء الروسي إن "هذا حدث ذو رمز جيوسياسي مهم، وللمرة الأولى منذ سقوط الاتحاد السوفياتي، تم اتخاذ الخطوة الحقيقية الأولى باتجاه إعادة الروابط الطبيعية والاقتصادية والتجارية في فضاء دول الاتحاد السابق".
وأوضحت الصحيفة أن هذا الكلام قد يحتوي على بعض المبالغة، لكنه التجمع الوحيد الذي يشهد تقدما، وهذا خلافا لباقي المحاولات السابقة لإعادة إدماج دول الاتحاد السوفياتي السابق.
واقترح بوتين أنه بمجرد الانتهاء من تأسيس الفضاء الاقتصادي المشترك، ستعمد دول المجموعة إلى بدء محادثات حول اتفاق للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي، وبالنظر إلى 18 عاما من الحوار غير المثمر بين روسيا ومنظمة التجارة العالمية، فإن نجاح التكتل الجديد سيحقق نظرة بوتين التي أعلنها بألمانيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي والمتمثلة في تأسيس مجموعة متجانسة من الاقتصادات تمتد من لشبونة إلى فلاديفوستوك.
وقالت الصحيفة إن إعادة الروابط بين دول الاتحاد السوفياتي السابق كان هدف بوتين منذ وقت طويل، ففي عام 2000 وقع مع نحو نصف دول الاتحاد سابقا اتفاقا لتأسيس كومنولث الدول المستقلة، لكنه ظل في إطار المحادثات ولم ير النور عمليا.
لكنه منذ عام 2009 واصل العمل المكثف للتكامل مع دولتين من كومنولث الدول المستقلة للوصول إلى المجموعة الحالية، حيث وجد تجاوبا من الرئيس الكزاخي نور سلطان نزارباييف، كما أن روسيا البيضاء التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على روسيا وجدت نفسها تتجاوب مع الفكرة وفق مبدأ الجزرة والعصا.
وقالت الباحثة في إتش.آي.أس غلوبل إنسايت ليليت جيفورجيان "أصبحت الرؤية أكثر اقترابا من تأسيس شبه اتحاد أوروبي داخل دول الاتحاد السوفياتي السابق".
وأوضحت الصحيفة أن ضم كزاخستان صاحبة الاقتصاد الأكثر نجاحا في دول الاتحاد السوفياتي السابق يهدف إلى مساندة روسيا لمواجهة النمو الصيني المتزايد في المنطقة، كما أن قرغيزستان وطاجيكستان المجاورتين أبدتا رغبتهما في الانضمام.
وقالت الصحيفة إن الذين يعرفون بوتين يقولون إنه يسعى جادا لإكمال المجموعة الجديدة بضم أوكرانيا الجار السلافي الكبير، وهو ما يضيف 45 مليون إنسان ليصبح عدد سكان المجموعة مساويا لثلاثة أرباع عدد سكان الاتحاد السوفياتي السابق.
وقال نيكولاي بيتروف من معهد كارنيغي بموسكو "سواء انضمت أوكرانيا أم لا، فإن بوتين انتبه بذكاء واستغل انشغال الغرب بملف ديونها، وعندما تكون روسيا في وضع أفضل نسبيا من كثير من دول منطقة اليورو، فهو الوقت المناسب لترويج أفكار الاندماج".
المصدر : فايننشال تايمز