ليس بعد قول الرسول صلي الله عليه وسلم قول اخي الكريم ولاكن اليك هذه المواقف من حياة الرسول صلي الله عليه وسلم
نموذج من عفو النبي صلى الله عليه وسلم
قدوتنا عليه افضل الصلاة واتم التسليم
في معركة حُنين أسر المسلمون عدداً كبيراً من المشركين، ومنهم الشيماء بنت الحارث بن عبد العُزى أخت الرسول صلى الله عليه وسلم من الرضاعة. وحدث أن عنّفها بعض الحرس، فقالت للمسلمين: إني لأخت صاحبكم من الرضاعة. فلم يصدقوها حتى أتوا بها إلى الرسول (ص) فقالت له: يا رسول الله، إني لأختك من الرضاعة. قال: وما علامة ذلك. قالت: عضة عضضتنيها في ظهري وأنا متوركتك (حاملتك على وركي)؛ فبسط لها الرسول صلى الله عليه وسلم رداءه، وأجلسها عليه، وخيّرها. وقال: إن أحببتِ فعندي محبةً مكرمةً، وإن أحببتِ أن أمتعك (أي أعطيك ما يكون به الانتفاع) وترجعي إلى قومك فعلتُ. قالت: بل تمتعني وتردني إلى قومي. فمتعها رسول الله وردّها إلى قومها .
لما وقعت ابنة حاتم الطائي في أسر المسلمين مع سبايا من طيء؛ اقتادهن المسلمون إلى قرب بيت الرسول. فلما مر بها قالت: يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد (الزائر) فامنن علي منّ الله عليك. قال: ومنْ وافدك؟ قالت عدي بن حاتم. قال: الفار من الله ورسوله. فلم يستجب النبي صلى الله عليه وسلم لطلبها.
وكررت المرأة هذا الطلب عدة مرات. ولما يئست أشار إليها رجل من المسلمين، كان يسير خلف، الرسول أن قومي فكلميه. فقالت: يا محمد إن رأيتَ أن تخلي عنا ولا تشمت بنا أحياء العرب، فإني ابنة سيد قومي، وإن أبي كان يحمي الذمار، ويفك العاني، ويشبع الجائع، ويكسو العاري، ويقري الضيف، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط، أنا ابنة حاتم طيء. فقال رسول الله: يا جارية هذه صفة المؤمنين حقاً، لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه؛ خلّوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، والله يحب مكارم الأخلاق. فقام أبو بردة بن نيار فقال: يا رسول الله تحب مكارم الأخلاق. فقال رسول الله: 'والذي نفسي بيده لا يدخل أحد الجنة إلا بحسن الخلق'
وقال فيها: 'ارحموا عزيز قوم ذل، وغنياً افتقر، وعالماً ضاع بين الجهال ؛ وامتن عليها رسول الله بقومها، فأطلقهم تكريماً لها، فاستأذنته في الدعاء له، فأذن لها، وقال لأصحابه: اسمعوا وعوا. فقالت: أصاب الله ببرك مواقعه، ولا جعل لك إلى لئيم حاجة، ولا سلب نعمة عند كريم قوم إلا وجعلك سبباً في ردها عليه" . ويذكر المؤرخون للسيرة النبوية أن ابنة حاتم هذه قد ذهبت إلى الشام وأخبرت أخاها عدي بن حاتم أن يحضر إلى المدينة مسلماً تائباً فيعفو عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ وهذا ما حصل .
بقلم الاستاذ الدكتور محمد درنيقة
وهذا رد لاحد الاخوه واراه منطقي جدا