اخي الكريم القيسي : ما كنت احب ان اعرض مقطع الفديو هذا ابدا وانا معك ان من حق الناس ان يحتفلوا بشكل عائلي وخاص وهذا شأننا جميعا ولكن هذا المقطع يعود لعام 1987 يعني ابان ايام كانت الحرب العراقية الايرانية على اشد وزرها وانا متأكد ومتيقن انه في نفس ليلة الحفلة الحمراء هذه كانت هناك امهات عراقيات يستلمن توابيت ابنائهم من جبهات المعارك وكن يصرخن من شدة الفاجعة والالم وهول المصيبة . الم يكن حري بسيدة العراق الاولى ( ساجدة) تؤجل حفلتها الى مابعد الحرب و ان تلبس الاسود على ابناء العراق الشهداء وان تشارك الامهات والزوجات والاخوات والبنات الحزن على روح كل شهيد روى بدمه الطاهر ارض العراق وان تزور الجرحى وتواسي اليتامى والارامل الامهات الثكلى ؟ انها قمة الانانية وعدم الشعور بالمسؤولية والاستهترار بأرواح الناس . لاشك ان هناك رجال اشراف حتى في حقبة حكم الدكتاتور خدموا بلدهم ونصحوا لله ولعباده و قدموا الخدمة الشريفة للبلد بكل اخلاص وتفاني و لكن جهد هؤلاء الخيرين ضاع مع رجل مستبد كان يرى نفسه فوق النقد وفوق المحاسبة وفوق القانون وفوق كل شي . واجدك مع شديد الاسف تقارب مقاربة غير صحيحة بين حال السجون ايام صدام و الفترة الحالية . سجون صدام كانت تملى بالمعارضين و المناهضين للحكم والذين كانوا ينتظرون تنفيذ حكم الاعدام فيهم بعد محاكمة شكلية في محكمة الثورة (سيئة الصيت ) وكانت المشانق بأنتظارهم اما اليوم فلاشك هناك في السجون من هو مظلوم واطالب من هنا بأطلاق سراح كل من لم تثبت عليه تهمة ارتكاب جريمة و اليوم السجون العراقية تخلو من سجناء الرأي او سجناء الصحافة ولكن انت تعرف البلد في حرب مع الارهاب . امريكا مثلا بعد ان تعرضت لاحداث 11 سبتمبر انشأت كما هو معروف سجن ( غوانتنامو ) وجرى اعتقال الالاف من مشارق الارض ومغاربها واستمرت التحقيقات مع البعض سنوات طوال فمنهم من هو بريء ومنهم من هو مجرم فمابالك في العراق الاقل امكانية وخبرة من الولايات المتحدة في مجال مكافحة الارهاب و استغرب من قولك (مافائدة ان تتكلم ماتريد ثم تجد نفسك بعد مرور ساعات واذا انت في سجون مكافحة الارهاب ) واذكرك بالسيدة هناء ادور الناشطة الحقوقية التي عبرت عن افكارها على الملاء وبوجهه رئيس الوزراء و خرجت المسيرات ضد تردي وضع الكهرباء وخرجت مسيرات في سامراء لدعم نائب الرئيس طارق الهاشمي وخرجت المظاهرات في ساحة التحرير التي تطالب بالتغيير ولم يكن هناك اعتقالات و انما اعتقلت مجموعة محدودة كان من بينها المجرم (فراس الجبوري) بطل جريمة عرس الدجيل المعروفة . واليوم البرلمان العراقي يحاسب امين بغداد وسبقها محاسبة وزير التجارة وسبقها محاسبة وزير الكهرباء و استدعاء رئيس الوزراء و محاسبة القادة الامنيين وحاليا التصويت على الميزانية العامة للدولة اخي الديمقراطية ليست ان تتظاهر وحسب وانما ان تتقبل الطرف الاخر بكل رحابة صدر وان تتسمع لافكار الاخرين وان تتشارك مع الناس في صنع المستقبل الافضل للبلد . الديمقراطية تعني الحكم (الرشيد) للاغلبية مع احترام حقوق الاقلية .