تاريخ الإنسانية المزور
إن تاريخ الإنسانية مزوّر و مبني على أكاذيب !.. إن ما تقدّمه المؤسسات الأكاديمية من معلومات حول المراحل التاريخية التي أوصلت الإنسان العصري إلى ما هو عليه اليوم هو عبارة عن وهم !.
هذا ما نسمعه من حين لآخر من قبل الكثير من علماء الآثار و المختصين في الحضارات الإنسانية الذين يطلون علينا فجأة من خلال وسائل الإعلام المختلفة ثم يختفون و لم نسمع عنهم أو عن أعمالهم فيما بعد !.
فنسمع مثلاً السيد " رون كوك " الباحث في علم الآثار و الحضارات القديمة ( مؤلف كتاب " أنيغنمي " ) ، و البروفيسور ليون براون الخبير في المخطوطات القديمة و المختص في رموز حضارات المايا ، يصرحان بأن هناك الكثير من الدلائل الجديدة التي قامت السلطات العلمية النافذة بإخفائها عن الجماهير لأسباب ربما لا تتجاوز حد الكسل و الإهمال !. فالعلماء و البروفيسوريين و أسياد المؤسسات العلمية المختلفة لا يريدون لخبطة عالمهم الأكاديمي الرتيب فقط من أجل معلومة صغيرة جديدة منافية لنظرتهم العلمية التقليدية !. لقد كنا يوماً أعضاء في تلك المؤسسات الأكاديمية و نعلم كيف تجري الأمور !. هذا ما يقولانه العالمان ..
هكذا إذاً ، فظهور حقيقة صغيرة منافية لرؤية البيروقراطية العلمية التقليدية قد تقلب عالمهم الأكاديمي الصغير رأساً على عقب !. ماذا سيحصل لهم لو ظهرت الحقيقة الكبيرة بجميع أبعادها ؟!..
ماذا لو ظهرت الأدلّة الثابتة على أن هذه الأرض قد زخرت يوماً بحضارات إنسانية راقية تفوق تلك التي نعيشها اليوم ؟!.. حضارات من زمن سحيق .. تستخدم آلات طائرة ، سيارات ، كمبيوترات ، أجهزة راديو و تلفزيون ، أسلحة دمار شامل ، أجهزة إشعاعية مشابهة لليزر ، مراكب فضائية ، أدوية متقدمة جداً ، هندسة جينية راقية المستوى ، هندسة معمارية رفيعة بالغة الإبداع ...!! هذا ما تقوله الاكتشافات الأثرية الغير معلنة ! و التي تشير إلى أن تلك العلوم المتقدمة كانت محصورة على فئة قليلة ذات سلطة سياسية و مالية هائلة ! و هذه النخبة من الناس حكمت الشعوب كالآلهة ! حكمتهم بواسطة تلك التكنولوجيات و التقنيات المتطوّرة التي استخدموها لمآربهم الشريرة ! فنشروا الرعب بين الشعوب و حكموهم كالعبيد !..
ماذا حصل عندما وصل العصر الجليدي في نهاياته إلى نقطة الصفر ، أو تعرّضت الأرض لوابل من الشهب و النيازك الدورية التي طالما تعرّضت لها كل عدّة آلاف من السنين ! و بدأت تلك الجبال الجليدية الهائلة بالذوبان ، فتسرّبت إلى عمق المحيطات ، مما أدى إلى فيضانات هائلة قامت بجرف حضارات إنسانية مزدهرة إلى المجهول !؟. و عملت تلك الكميات الضخمة من المياه و تياراتها الجارفة على تغيير ملامح سطح الأرض بالكامل !؟.
ما الذي ضاع و دفن تحت مئات أو ربما آلاف الأمتار من الوحل و الرسوبيات الجيولوجية المتراكمة ؟. ألم يتم العثور على أدلّة تثبت هذا الحدث التاريخي في أعماق المحيطات البعيدة و على السواحل المتفرقة هنا و هناك !؟. ألم تتحدّث النصوص القديمة عن فيضانات عارمة قضت على البشرية ( فيضان نوح مثلاً ، و عدّة روايات أخرى مصدرها الهند و الصين و الأمريكيتين و أستراليا ... جميعها اجتمعت على حدث عظيم كهذا )
تاريخنا الحقيقي هو في قاع المحيطات
هل يمكن لهذه الفئة التي حكمت الأرض يوماً أن تكون قد نجت من هذه الكوارث الطبيعية و انتقلت إلى الجبال و الهضاب المرتفعة و انتظرت حتى تنتهي كل هذه التغييرات الأرضية الهائلة التي لا تستطيع أي تكنولوجيا متطوّرة إيقافها أو التحكّم بها !؟. فبنوا مقرّات مؤقتة يقيمون فيها حتى تنتهي هذه الفترة الكارثية المفاجئة !.
لقد حكمت هذه الفئة القليلة من البشر شعوب الأرض في إحدى مراحل التاريخ !. و كانت متقدّمة جداً فكرياّ و تقنياً و معرفياً !. و كان ذلك قبل أكثر من خمسة عشر ألف سنة ! هذا ما تقوله الدلائل الأثرية المستخرجة من مختلف أنحاء العالم ! و جميعها تشير إلى وجود هذا العصر الاستبدادي ! و تدعم بالبراهين و الإثباتات الجديدة يوماً بعد يوم عن طريق اكتشافات باحثي الآثار و خبراء الحضارات الإنسانية القديمة !.
لكن نتائج هذه الأبحاث لا تصل إلى الجماهير و لم تسمع عنها الشعوب !. لأن هذه الحقائق الغريبة تتطلّب سنوات عديدة من عمليات تحضيرية لتأهيلها ثقافياً و نفسياً و إعتقادياً حتى تتمكّن من استيعابها و التعايش معها كواقع حقيقي !.
إن هذه الحقائق أكبر بكثير من ما يمكن للإنسان العادي تحملّه و استيعابه ! هذه هي حجّة القائمين على هذه الأسرار ، و الذين يرفضون الإعلان عنها !. فلهذا السبب ، يفضّل أسياد المؤسسات الأكاديمية تعليم الشعوب الأفكار التقليدية التي تسرد قصة نشوء الحضارات .
إن التصرفات التي يبدونها و ردود أفعالهم المشبوهة تشير إلى وجود مؤامرة مقصودة بين هؤلاء البيروقراطيين الأكاديميين تهدف إلى إخفاء الحقيقة !. حقيقة وجود حضارات غامضة لا يمكن استيعاب مدى عظمتها ، لكنهم قاموا بتشويه صورتها بشكل مقصود ! عن طريق وصف شعوبها بالمتوحشين و عبدة الأصنام و الكهنة الأشرار ! يوصفون طقوسهم و شعوذاتهم المتوحّشة بطريقة تقزّز النفوس ! كل هذا من أجل النزول بمستواها الراقي إلى مستويات وضيعة لا يمكن سوى الاستخفاف بقيمتها الثقافية و العلمية . لكنهم تجاهلوا تلك الإنجازات المعمارية الجبارة التي تملأ الأرض . و التي تنفي أن يكونوا مشيديها بهذه الدرجة الوضيعة من التوحّش و الانحطاط !. إن الآلاف من تلك الإنجازات العظيمة التي حققها إنسان ما قبل التاريخ هي أقوى من الافتراضات و الحجج الواهنة التي يصرّح بها رجال المؤسسات العلمية ذات الأفق المحدود . لكن ما باليد حيلة ، إنهم النخبة العلمية التي تدير المؤسسات و الجامعات و الأكاديميات ذات الوزن الكبير ! و هذا ما يجعل صوتهم هو المسموع !. و يبدو أنهم قد اتفقوا على دعم رواية مشتركة حول تاريخ الإنسانية . و هي القصة المألوفة لدى جميع الشعوب . لكن لماذا ؟!. هل هم خائفون من الحقيقة ؟.. أو أنهم يخفون شيء أكبر و أعظم ؟!. أو ربما لمجرّد أنهم يريدون المحافظة على مناصبهم ؟.
يبدو أن البروفيسور زكريا ستشن قد ذهب أبعد من تلك الروايات التقليدية بكثير . فقد ذكر في كتبه ( سلسلة كتب بعنوان : تاريخ الأرض ) ، أنه اعتمد على أدلة جمعها من مخطوطات و سجلات قديمة من مصر الفرعونية و السومريين و الحثيين و حضارة التيواناكو في جنوب أمريكا ( بوليفيا ) ، و خرج بحقيقة ثابتة تؤكّد مجيء مخلوقات فضائية تشبه الإنسان ، و سكنت الأرض منذ نصف مليون سنة !. و كشف عن الكثير من الحقائق بخصوص تلك الإنجازات الهندسية و المعمارية العظيمة مثل الأهرامات و معبد بعلبك و موقع تيوتيهوكان و برج بابل و غيرها من صروح قديمة . و لم تجد تساؤلات ستشن الكثيرة حول هذه الصروح الأجوبة المناسبة لها بين المجتمع العلمي الذي لازال يعتمد على المنطق التقليدي البدائي في عملية تفسير تلك الإنجازات الجبارة !.
لكن كل من يزور تلك الصروح ، لابد من أن يخرج بقناعة تقول : إن استنتاجات الأكاديميين التي تخص طريقة تشييدها غير واقعية أبداً ! و لا ترقى إلى مستوى هذه المعجزات الهندسية العظيمة !.
أما إذا شاهدت رسومات نازكا في البيرو ، تلك الأشكال المرسومة في الصحراء و يبلغ طول كل منها عدة كيلومترات ! و لا يمكن مشاهدتها كاملاً إلا إذا كنت محلّقاً في السماء ( بالطائرة ) ! حينها ستتعرّف على مستوى تلك الحضارات الغامضة !.
قام اليابانيون منذ عدة سنوات بمحاولة بناء هرم مصغّر يبلغ ارتفاعه 35 قدم . ( بينما الهرم الأصلي يبلغ ارتفاعه 482 قدم ! ) . و استخدموا أحدث التقنيات و الوسائل المعمارية المعروفة في عصرنا الحديث . لكنهم فشلوا في هذا المشروع !.
لقد فشل الإنسان العصري في استنساخ المنجزات التي قام بها الإنسان القديم !.
الهرم الأكبر يحتوي على 2.3 مليون حجر يزن 100 طن ! و هذه الأحجار مركّبة بدقة و إتقان كبيرين . يقول المؤرخون أن مدّة بناء هذا الهرم استغرقت عشرين عام . هذا يعني أن المصريين قاموا بتركيب 6.7 أحجار في الدقيقة الواحدة !. و إذا كان هذا صحيحاً ، فلا بدّ من وجود تقنيات و قوى لم نألفها بعد !.
أما معبد بعلبك في لبنان ، فنرى أن تلك الأحجار الطويلة التي تزن 1000طن لا زالت تمثّل لغز كبير بالنسبة للمهندسين المعماريين في عصرنا الحديث !. هناك الآلاف من هذه الظواهر الغير قابلة للتفسير حول العالم ...
أما إذا انتقلنا إلى أمريكا الجنوبية ، بلاد العجائب ، و رأينا تلك النماذج المجنّحة في كولومبيا ! و الأهرامات العملاقة في حوض الأمازون ! المشيّدة على منحدرات جبلية مكسوّة بغابات كثيفة يصعب اختراقها ! حينها نعرف أنه هناك شيء كبير لازلنا نجهله !.
رسومات نازكا ..
لا يمكن رؤيتها سوى من السماء
هذه مناطق لا يمكن اكتشافها أو تكوين صورة شاملة عنها سوى بواسطة الأقمار الصناعية !. هذه الغابات الكثيفة تخفي الكثير من المعجزات !. أبنية ضخمة تعود إلى أكثر من 8000 سنة أو أكثر ! هذا ما استنتجته فحوص الراديوكاربون . لكن رغم كل ما توصّل له المكتشفون حتى الآن إلا أنهم لازالوا على أعتاب عالم مجهول ! عالم غامض يخفي في طياته تاريخ الإنسانية الحقيقي !.
أما في بوليفيا ، فأثار مدينة تيواناكو ، الواقعة بجانب بحيرة تيتيكاكا ، لازالت تمثّل سؤال كبير بالنسبة للإنسانية جمعاء !. نجد في هذا الموقع آثار مدينة سحيقة في القدم ( أقدم مدينة في التاريخ !) ، و فيها أكثر أنظمة مياه تعقيداً ! حتى بالنسبة لعصرنا الحديث ! لم يرى الخبراء أو يسمعوا بما يضاهيها بالدقة و التعقيد !. أما أنظمة الري المؤلفة من قنوات و ممرات مائية تحت أرضية و أنظمة هيدروليكية ، فهي معجزة هندسية خارقة !.
و قد أعاد عالم الآثار " ألان كولاتا " من جامعة شيكاغو ، تشغيل هذا النظام المائي بعد صيانته و ترميمه ، في سبيل إرواء الحقول الزراعية الاصطناعية من أجل إطعام السكان المحليين . مع العلم أن تلك المنطقة صحراوية غير قابلة للزراعة ، لكن الحقول الزراعية الاصطناعية التي أنشأها القدماء في وسط الصحراء يمكنها إطعام 100.000 من السكان !.
و لازالت عمليات التنقيب جارية في ذلك الموقع ، و قد اكتشفوا أساسات تعود لبناء ضخم تبلغ مساحته 2.5 ميل مربع !. و هناك بقايا اهرامات مركّبة من أحجار معشوقة ببعضها البعض يزن كل حجر 160طن !. و تخفي جدران هذه الهياكل المعمارية المعقّدة بين أحجارها أنظمة هيدروليكية تعمل على تنظيم المياه و توزيعها . أما الأحجار فهي موصولة ببعضها بواسطة كلابات نحاسية تساعد على تماسكها !.
لكن رغم كل هذا فإنهم لم يجدوا أي نقوش أو ما يشير إلى أن هذه المدينة قد استخدمت الكتابة أو أي شيء يدلّ على لغة معيّنة ! مع أنهم وجدوا مخططات تشبه اللوحات الالكترونية !... كيف استطاع هؤلاء العباقرة المعماريين إنجاز هذه المعجزات دون الاستعانة باللغة المكتوبة ؟!.
هناك الآلاف من الحقائق التي نجهلها عن العالم القديم ، عالم ما قبل التاريخ ، حقائق تخصّ أسلافنا القدماء . و بنفس الوقت نجد الآلاف من العوائق التي تمنعنا من معرفتها .
و لدي الآلاف من الأمثلة على تلك العوائق .. دعونا نتعرّف على إحداها :
البروفيسور " أيلز هاردليكا " الذي كان مسئول عن مؤسسة السمثسونيان في واشنطن لعدة سنوات . كان هذا الرجل الأكاديمي المستبدّ محكوم بقناعة غير قابلة للنقاش ، تقول أن الكائن البشري لم يكن موجوداً في القارة الأمريكية قبل نهاية العصر الجليدي . و يرجع السبب إلى الشرائح الجليدية الهائلة التي عملت على إعاقة هجرته إليها . و قد دافع عن هذه الفرضية بطريقة متطرّفة إلى درجة أن محاولة معارضتها أو دحضها من قبل أحدهم يعتبر انتحار أكاديمي محتم !. فالجميع كانوا يخافون فجوره و سطوته المستبدّة !. و تمكّن هذا الرجل من فرض أفكاره على علماء الأنثربولوجيا لعقود طويلة من الزمن !. لقد مارس الاستبداد الفكري بكل مقاييسه !.
و شاءت الأقدار أن يقوم البروفيسور فرانك هيبن من جامعة نيومكسيكو بالكشف عن بقايا و آثار تثبت أن الإنسان كان موجود فعلاً في الأمريكيتين قبل انتهاء العصر الجليدي بفترة طويلة جداً !. و قد وثّق اكتشافه الجديد و ألّف كتاب ( في العام 1946م ) يشرح فيه استنتاجاته و الإثباتات التي اعتمد عليها في فرضيته الجديدة . كان هذا الرجل الطيّب رئيس قسم الأنثروبولوجيا في جامعة نيومكسيكو ، و كان عالم أثار محترم ذات سمعة طيبة .
لكن ماذا حصل بعد أن نشر أعماله ؟ ... لقد فتحت عليه أبواب الجحيم !..
كانت أفكار هاردليكا مسيطرة على عقول الأكاديميين في تلك الفترة لدرجة أنهم لم يعترفوا أساساً باكتشافات البروفيسور هيبن الجديدة ! و تعرّض لحملة عشواء من قبلهم ، بإدارة هاردليكا ، و كانت النتيجة : طرد البروفيسور من الجامعة ، دمّرت حياته المهنية تماماً ، و لم يسمح له بالتعليم أبداً !. أما الموقع الأثري الذي يحمل الإثبات على فرضيته ، فقد دمّر تماماً على يد مجهولين !. و دمّر هذا الرجل تماماً و اختفى عن الساحة الأكاديمية و لم يسمع بعدها عنه أحد !. لكن بعد ذلك بسنوات ، و بعد أن مات الدكتاتور الأكاديمي هاردليكا ، اكتشفت المئات من المواقع الأثرية التي تدعم فرضية هيبن . أوّلها كان موقع مونت فيرمنت في جنوب تشيلي . و بعدها راحت تظهر المواقع بالتتالي ! فانهارت الفرضية القديمة و ظهرت الحقيقة !
لو أن المنطق الذي يحكمنا هو أكثر انفتاحاً و ذات أفق أرحب و أوسع ، لو أن القائمين على المؤسسات العلمية العالمية هم أكثر شرفاً و إنسانية من ما هم عليه اليوم ، لو أن أصوات المئات من الخبراء الشرفاء وجدت طريقها إلى الشعوب ، لتخبرهم عن ما توصلوا إليه من اكتشافات و استنتاجات .... لربما عرفنا الحقيقة منذ زمن طويل ... بكل أبعادها ....!
إن تاريخ الإنسانية مزوّر و مبني على أكاذيب !.. إن ما تقدّمه المؤسسات الأكاديمية من معلومات حول المراحل التاريخية التي أوصلت الإنسان العصري إلى ما هو عليه اليوم هو عبارة عن وهم !.
هذا ما نسمعه من حين لآخر من قبل الكثير من علماء الآثار و المختصين في الحضارات الإنسانية الذين يطلون علينا فجأة من خلال وسائل الإعلام المختلفة ثم يختفون و لم نسمع عنهم أو عن أعمالهم فيما بعد !.
فنسمع مثلاً السيد " رون كوك " الباحث في علم الآثار و الحضارات القديمة ( مؤلف كتاب " أنيغنمي " ) ، و البروفيسور ليون براون الخبير في المخطوطات القديمة و المختص في رموز حضارات المايا ، يصرحان بأن هناك الكثير من الدلائل الجديدة التي قامت السلطات العلمية النافذة بإخفائها عن الجماهير لأسباب ربما لا تتجاوز حد الكسل و الإهمال !. فالعلماء و البروفيسوريين و أسياد المؤسسات العلمية المختلفة لا يريدون لخبطة عالمهم الأكاديمي الرتيب فقط من أجل معلومة صغيرة جديدة منافية لنظرتهم العلمية التقليدية !. لقد كنا يوماً أعضاء في تلك المؤسسات الأكاديمية و نعلم كيف تجري الأمور !. هذا ما يقولانه العالمان ..
هكذا إذاً ، فظهور حقيقة صغيرة منافية لرؤية البيروقراطية العلمية التقليدية قد تقلب عالمهم الأكاديمي الصغير رأساً على عقب !. ماذا سيحصل لهم لو ظهرت الحقيقة الكبيرة بجميع أبعادها ؟!..
ماذا لو ظهرت الأدلّة الثابتة على أن هذه الأرض قد زخرت يوماً بحضارات إنسانية راقية تفوق تلك التي نعيشها اليوم ؟!.. حضارات من زمن سحيق .. تستخدم آلات طائرة ، سيارات ، كمبيوترات ، أجهزة راديو و تلفزيون ، أسلحة دمار شامل ، أجهزة إشعاعية مشابهة لليزر ، مراكب فضائية ، أدوية متقدمة جداً ، هندسة جينية راقية المستوى ، هندسة معمارية رفيعة بالغة الإبداع ...!! هذا ما تقوله الاكتشافات الأثرية الغير معلنة ! و التي تشير إلى أن تلك العلوم المتقدمة كانت محصورة على فئة قليلة ذات سلطة سياسية و مالية هائلة ! و هذه النخبة من الناس حكمت الشعوب كالآلهة ! حكمتهم بواسطة تلك التكنولوجيات و التقنيات المتطوّرة التي استخدموها لمآربهم الشريرة ! فنشروا الرعب بين الشعوب و حكموهم كالعبيد !..
ماذا حصل عندما وصل العصر الجليدي في نهاياته إلى نقطة الصفر ، أو تعرّضت الأرض لوابل من الشهب و النيازك الدورية التي طالما تعرّضت لها كل عدّة آلاف من السنين ! و بدأت تلك الجبال الجليدية الهائلة بالذوبان ، فتسرّبت إلى عمق المحيطات ، مما أدى إلى فيضانات هائلة قامت بجرف حضارات إنسانية مزدهرة إلى المجهول !؟. و عملت تلك الكميات الضخمة من المياه و تياراتها الجارفة على تغيير ملامح سطح الأرض بالكامل !؟.
ما الذي ضاع و دفن تحت مئات أو ربما آلاف الأمتار من الوحل و الرسوبيات الجيولوجية المتراكمة ؟. ألم يتم العثور على أدلّة تثبت هذا الحدث التاريخي في أعماق المحيطات البعيدة و على السواحل المتفرقة هنا و هناك !؟. ألم تتحدّث النصوص القديمة عن فيضانات عارمة قضت على البشرية ( فيضان نوح مثلاً ، و عدّة روايات أخرى مصدرها الهند و الصين و الأمريكيتين و أستراليا ... جميعها اجتمعت على حدث عظيم كهذا )
هل يمكن لهذه الفئة التي حكمت الأرض يوماً أن تكون قد نجت من هذه الكوارث الطبيعية و انتقلت إلى الجبال و الهضاب المرتفعة و انتظرت حتى تنتهي كل هذه التغييرات الأرضية الهائلة التي لا تستطيع أي تكنولوجيا متطوّرة إيقافها أو التحكّم بها !؟. فبنوا مقرّات مؤقتة يقيمون فيها حتى تنتهي هذه الفترة الكارثية المفاجئة !.
لقد حكمت هذه الفئة القليلة من البشر شعوب الأرض في إحدى مراحل التاريخ !. و كانت متقدّمة جداً فكرياّ و تقنياً و معرفياً !. و كان ذلك قبل أكثر من خمسة عشر ألف سنة ! هذا ما تقوله الدلائل الأثرية المستخرجة من مختلف أنحاء العالم ! و جميعها تشير إلى وجود هذا العصر الاستبدادي ! و تدعم بالبراهين و الإثباتات الجديدة يوماً بعد يوم عن طريق اكتشافات باحثي الآثار و خبراء الحضارات الإنسانية القديمة !.
لكن نتائج هذه الأبحاث لا تصل إلى الجماهير و لم تسمع عنها الشعوب !. لأن هذه الحقائق الغريبة تتطلّب سنوات عديدة من عمليات تحضيرية لتأهيلها ثقافياً و نفسياً و إعتقادياً حتى تتمكّن من استيعابها و التعايش معها كواقع حقيقي !.
إن هذه الحقائق أكبر بكثير من ما يمكن للإنسان العادي تحملّه و استيعابه ! هذه هي حجّة القائمين على هذه الأسرار ، و الذين يرفضون الإعلان عنها !. فلهذا السبب ، يفضّل أسياد المؤسسات الأكاديمية تعليم الشعوب الأفكار التقليدية التي تسرد قصة نشوء الحضارات .
إن التصرفات التي يبدونها و ردود أفعالهم المشبوهة تشير إلى وجود مؤامرة مقصودة بين هؤلاء البيروقراطيين الأكاديميين تهدف إلى إخفاء الحقيقة !. حقيقة وجود حضارات غامضة لا يمكن استيعاب مدى عظمتها ، لكنهم قاموا بتشويه صورتها بشكل مقصود ! عن طريق وصف شعوبها بالمتوحشين و عبدة الأصنام و الكهنة الأشرار ! يوصفون طقوسهم و شعوذاتهم المتوحّشة بطريقة تقزّز النفوس ! كل هذا من أجل النزول بمستواها الراقي إلى مستويات وضيعة لا يمكن سوى الاستخفاف بقيمتها الثقافية و العلمية . لكنهم تجاهلوا تلك الإنجازات المعمارية الجبارة التي تملأ الأرض . و التي تنفي أن يكونوا مشيديها بهذه الدرجة الوضيعة من التوحّش و الانحطاط !. إن الآلاف من تلك الإنجازات العظيمة التي حققها إنسان ما قبل التاريخ هي أقوى من الافتراضات و الحجج الواهنة التي يصرّح بها رجال المؤسسات العلمية ذات الأفق المحدود . لكن ما باليد حيلة ، إنهم النخبة العلمية التي تدير المؤسسات و الجامعات و الأكاديميات ذات الوزن الكبير ! و هذا ما يجعل صوتهم هو المسموع !. و يبدو أنهم قد اتفقوا على دعم رواية مشتركة حول تاريخ الإنسانية . و هي القصة المألوفة لدى جميع الشعوب . لكن لماذا ؟!. هل هم خائفون من الحقيقة ؟.. أو أنهم يخفون شيء أكبر و أعظم ؟!. أو ربما لمجرّد أنهم يريدون المحافظة على مناصبهم ؟.
يبدو أن البروفيسور زكريا ستشن قد ذهب أبعد من تلك الروايات التقليدية بكثير . فقد ذكر في كتبه ( سلسلة كتب بعنوان : تاريخ الأرض ) ، أنه اعتمد على أدلة جمعها من مخطوطات و سجلات قديمة من مصر الفرعونية و السومريين و الحثيين و حضارة التيواناكو في جنوب أمريكا ( بوليفيا ) ، و خرج بحقيقة ثابتة تؤكّد مجيء مخلوقات فضائية تشبه الإنسان ، و سكنت الأرض منذ نصف مليون سنة !. و كشف عن الكثير من الحقائق بخصوص تلك الإنجازات الهندسية و المعمارية العظيمة مثل الأهرامات و معبد بعلبك و موقع تيوتيهوكان و برج بابل و غيرها من صروح قديمة . و لم تجد تساؤلات ستشن الكثيرة حول هذه الصروح الأجوبة المناسبة لها بين المجتمع العلمي الذي لازال يعتمد على المنطق التقليدي البدائي في عملية تفسير تلك الإنجازات الجبارة !.
لكن كل من يزور تلك الصروح ، لابد من أن يخرج بقناعة تقول : إن استنتاجات الأكاديميين التي تخص طريقة تشييدها غير واقعية أبداً ! و لا ترقى إلى مستوى هذه المعجزات الهندسية العظيمة !.
أما إذا شاهدت رسومات نازكا في البيرو ، تلك الأشكال المرسومة في الصحراء و يبلغ طول كل منها عدة كيلومترات ! و لا يمكن مشاهدتها كاملاً إلا إذا كنت محلّقاً في السماء ( بالطائرة ) ! حينها ستتعرّف على مستوى تلك الحضارات الغامضة !.
قام اليابانيون منذ عدة سنوات بمحاولة بناء هرم مصغّر يبلغ ارتفاعه 35 قدم . ( بينما الهرم الأصلي يبلغ ارتفاعه 482 قدم ! ) . و استخدموا أحدث التقنيات و الوسائل المعمارية المعروفة في عصرنا الحديث . لكنهم فشلوا في هذا المشروع !.
لقد فشل الإنسان العصري في استنساخ المنجزات التي قام بها الإنسان القديم !.
الهرم الأكبر يحتوي على 2.3 مليون حجر يزن 100 طن ! و هذه الأحجار مركّبة بدقة و إتقان كبيرين . يقول المؤرخون أن مدّة بناء هذا الهرم استغرقت عشرين عام . هذا يعني أن المصريين قاموا بتركيب 6.7 أحجار في الدقيقة الواحدة !. و إذا كان هذا صحيحاً ، فلا بدّ من وجود تقنيات و قوى لم نألفها بعد !.
أما معبد بعلبك في لبنان ، فنرى أن تلك الأحجار الطويلة التي تزن 1000طن لا زالت تمثّل لغز كبير بالنسبة للمهندسين المعماريين في عصرنا الحديث !. هناك الآلاف من هذه الظواهر الغير قابلة للتفسير حول العالم ...
أما إذا انتقلنا إلى أمريكا الجنوبية ، بلاد العجائب ، و رأينا تلك النماذج المجنّحة في كولومبيا ! و الأهرامات العملاقة في حوض الأمازون ! المشيّدة على منحدرات جبلية مكسوّة بغابات كثيفة يصعب اختراقها ! حينها نعرف أنه هناك شيء كبير لازلنا نجهله !.
رسومات نازكا ..
لا يمكن رؤيتها سوى من السماء
هذه مناطق لا يمكن اكتشافها أو تكوين صورة شاملة عنها سوى بواسطة الأقمار الصناعية !. هذه الغابات الكثيفة تخفي الكثير من المعجزات !. أبنية ضخمة تعود إلى أكثر من 8000 سنة أو أكثر ! هذا ما استنتجته فحوص الراديوكاربون . لكن رغم كل ما توصّل له المكتشفون حتى الآن إلا أنهم لازالوا على أعتاب عالم مجهول ! عالم غامض يخفي في طياته تاريخ الإنسانية الحقيقي !.
أما في بوليفيا ، فأثار مدينة تيواناكو ، الواقعة بجانب بحيرة تيتيكاكا ، لازالت تمثّل سؤال كبير بالنسبة للإنسانية جمعاء !. نجد في هذا الموقع آثار مدينة سحيقة في القدم ( أقدم مدينة في التاريخ !) ، و فيها أكثر أنظمة مياه تعقيداً ! حتى بالنسبة لعصرنا الحديث ! لم يرى الخبراء أو يسمعوا بما يضاهيها بالدقة و التعقيد !. أما أنظمة الري المؤلفة من قنوات و ممرات مائية تحت أرضية و أنظمة هيدروليكية ، فهي معجزة هندسية خارقة !.
و قد أعاد عالم الآثار " ألان كولاتا " من جامعة شيكاغو ، تشغيل هذا النظام المائي بعد صيانته و ترميمه ، في سبيل إرواء الحقول الزراعية الاصطناعية من أجل إطعام السكان المحليين . مع العلم أن تلك المنطقة صحراوية غير قابلة للزراعة ، لكن الحقول الزراعية الاصطناعية التي أنشأها القدماء في وسط الصحراء يمكنها إطعام 100.000 من السكان !.
و لازالت عمليات التنقيب جارية في ذلك الموقع ، و قد اكتشفوا أساسات تعود لبناء ضخم تبلغ مساحته 2.5 ميل مربع !. و هناك بقايا اهرامات مركّبة من أحجار معشوقة ببعضها البعض يزن كل حجر 160طن !. و تخفي جدران هذه الهياكل المعمارية المعقّدة بين أحجارها أنظمة هيدروليكية تعمل على تنظيم المياه و توزيعها . أما الأحجار فهي موصولة ببعضها بواسطة كلابات نحاسية تساعد على تماسكها !.
لكن رغم كل هذا فإنهم لم يجدوا أي نقوش أو ما يشير إلى أن هذه المدينة قد استخدمت الكتابة أو أي شيء يدلّ على لغة معيّنة ! مع أنهم وجدوا مخططات تشبه اللوحات الالكترونية !... كيف استطاع هؤلاء العباقرة المعماريين إنجاز هذه المعجزات دون الاستعانة باللغة المكتوبة ؟!.
هناك الآلاف من الحقائق التي نجهلها عن العالم القديم ، عالم ما قبل التاريخ ، حقائق تخصّ أسلافنا القدماء . و بنفس الوقت نجد الآلاف من العوائق التي تمنعنا من معرفتها .
و لدي الآلاف من الأمثلة على تلك العوائق .. دعونا نتعرّف على إحداها :
البروفيسور " أيلز هاردليكا " الذي كان مسئول عن مؤسسة السمثسونيان في واشنطن لعدة سنوات . كان هذا الرجل الأكاديمي المستبدّ محكوم بقناعة غير قابلة للنقاش ، تقول أن الكائن البشري لم يكن موجوداً في القارة الأمريكية قبل نهاية العصر الجليدي . و يرجع السبب إلى الشرائح الجليدية الهائلة التي عملت على إعاقة هجرته إليها . و قد دافع عن هذه الفرضية بطريقة متطرّفة إلى درجة أن محاولة معارضتها أو دحضها من قبل أحدهم يعتبر انتحار أكاديمي محتم !. فالجميع كانوا يخافون فجوره و سطوته المستبدّة !. و تمكّن هذا الرجل من فرض أفكاره على علماء الأنثربولوجيا لعقود طويلة من الزمن !. لقد مارس الاستبداد الفكري بكل مقاييسه !.
و شاءت الأقدار أن يقوم البروفيسور فرانك هيبن من جامعة نيومكسيكو بالكشف عن بقايا و آثار تثبت أن الإنسان كان موجود فعلاً في الأمريكيتين قبل انتهاء العصر الجليدي بفترة طويلة جداً !. و قد وثّق اكتشافه الجديد و ألّف كتاب ( في العام 1946م ) يشرح فيه استنتاجاته و الإثباتات التي اعتمد عليها في فرضيته الجديدة . كان هذا الرجل الطيّب رئيس قسم الأنثروبولوجيا في جامعة نيومكسيكو ، و كان عالم أثار محترم ذات سمعة طيبة .
لكن ماذا حصل بعد أن نشر أعماله ؟ ... لقد فتحت عليه أبواب الجحيم !..
كانت أفكار هاردليكا مسيطرة على عقول الأكاديميين في تلك الفترة لدرجة أنهم لم يعترفوا أساساً باكتشافات البروفيسور هيبن الجديدة ! و تعرّض لحملة عشواء من قبلهم ، بإدارة هاردليكا ، و كانت النتيجة : طرد البروفيسور من الجامعة ، دمّرت حياته المهنية تماماً ، و لم يسمح له بالتعليم أبداً !. أما الموقع الأثري الذي يحمل الإثبات على فرضيته ، فقد دمّر تماماً على يد مجهولين !. و دمّر هذا الرجل تماماً و اختفى عن الساحة الأكاديمية و لم يسمع بعدها عنه أحد !. لكن بعد ذلك بسنوات ، و بعد أن مات الدكتاتور الأكاديمي هاردليكا ، اكتشفت المئات من المواقع الأثرية التي تدعم فرضية هيبن . أوّلها كان موقع مونت فيرمنت في جنوب تشيلي . و بعدها راحت تظهر المواقع بالتتالي ! فانهارت الفرضية القديمة و ظهرت الحقيقة !
لو أن المنطق الذي يحكمنا هو أكثر انفتاحاً و ذات أفق أرحب و أوسع ، لو أن القائمين على المؤسسات العلمية العالمية هم أكثر شرفاً و إنسانية من ما هم عليه اليوم ، لو أن أصوات المئات من الخبراء الشرفاء وجدت طريقها إلى الشعوب ، لتخبرهم عن ما توصلوا إليه من اكتشافات و استنتاجات .... لربما عرفنا الحقيقة منذ زمن طويل ... بكل أبعادها ....!
التعديل الأخير: