الشيخ فركوس:من ماتوا في هذه الثورات "قتالهم جاهلي"
القرضاوي واللحيدان والعودة:نحسبهم شهداء عند الله
القرضاوي واللحيدان والعودة:نحسبهم شهداء عند الله
اعتبر الشيخ أبي عبد المعزّ محمّد علي فركوس، في فتوى مفاجئة وصادمة للرأي العام العربي، كل من سقط في الأحداث التي شهدتها بعض الدول العربية مؤخرا، بأنهم "ليسوا من الشهداء مطلقًا لا في أحكام الدنيا ولا في الآخرة"، بل "قتالهم جاهلي".
ونسب الشيخ فركوس في فتواه التي نشرها عبر موقعه الالكتروني، من سقط في الأحداث، إلى الموت من أجل "القوميّة العربيّة أو غيرها من القوميّات، أو عصبيّةً لدولةٍ على أخرى، أو حميّةً لقبيلةٍ على أختها، أو يموت في سبيل المطالبة بتحكيم النُّظُم والتشريعات الوضعيّة أو ترسيخها كالنظام الديمقراطيّ أو الاشتراكيّ أو الليبرالي وغيرها من الأنظمة المستوردة"، وكذلك إلى من "يُقتل من أجل تحقيق المبادئ والإيديولوجيّات الفلسفيّة شرقيّةً كانت أم غربيّة، ونحوها من الأنواع المعدودة من القتال الجاهليّ"، معتبرا أن هذا "لا صلةَ له بالجهاد في سبيل الله الذييكون المقصود منه اعلاء كلمة الله ونصْرَ الإسلام والتمكين للمسلمين .لإقامة الدين وإظهار شعائره
- وقال الشيخ فركوس وهو أحد أعلام التيار السلفي في الجزائر والعالم الإسلامي في الفتوى التي عنونها بـ"حكم اعتبار القتيل في المظاهرات من الشهداء"، إن الشهداء ثلاثة أقسام، شهيدٌ في الدنيا والآخرة، شهيدٌ في الآخرة دون أحكام الدنيا، وشهيدٌ في الدنيا دون الآخرة، وأعطى لكل صنف من هؤلاء مرتبته عند الله عز وجل، وأخرج قتلى الأحداث التي تشهدها العديد من الدول العربية والذي اعتبر موتهم "قتالا جاهليا"، من التصنيفات الثلاثة بأي شكل من الأشكال، مضيفا أن الإسلام إذا كان ينهى أشدّ النهي عن دعوة الجاهليّة، ويحذّر منها، لأنّها تشكّل خطرًا عظيمًا على عقيدة المسلم ودينه فإن"الموت في سبيلهاأعظمُ خطرًا وأكبرُ جُرْمًا وأسوأُ مصيرًا ".
- وبدأ الشيخ فركوس فتواه هذه، بحكم المظاهرات والمسيرات والاعتصامات بالساحات، وقال إن حكمها "بغضّ النظر عن صفتها عنفيّةً كانت أو سلميّةً ليست من عملنا نحن المسلمين ولا من دعوتنا، ولا هي من وسائل النهي عن المنكر، بل هي من أساليب النظام الديمقراطي الذي يُسند الحكمَ للشعب، فمنه وإليه"، مضيفا أن المظاهر الثوريّة والاحتجاجيّة في العالَم الإسلاميّ متولّدةٌ من الثورة الفرنسيّة وما تلاها من ثوراتٍ وانقلاباتٍ في أوربا في العصر الحديث، و"أمّتنا بهذا النمط من التقليد والإتباع تدعّم التغريب وتفتح باب الغزو الفكري، باتّخاذ الأساليب الثوريّة وأشكال الانتفاضات أنموذجًا غربيًّا وغريبًا عن الإسلام، يحمل في طيّاته الفتن والمضارّ النفسيّة والماليّة والخُلُقيّة"، معتبرا أن الحقوق "إنّما يُتوصّل إليها بالوسائل المشروعة والبدائل الصحيحة، وكل دعوة إلى الروابط النَّسَبِيّة والمذهبيّة والطائفيّة والعصبيّة مهما كانت صفتُها وتنوّعت، فهي في ميزان الشرع، من عزاء الجاهليّة"، يقول الشيخ فركوس. واستطردت فتواه المطولة في سوق الأدلة من الكتاب والسنة، كما اعتمد على أقوال العلماء التي توضح الشروط التي يجب توفرها ليكون المقتول شهيدا.
- الشيخ فركوس خالف إجماع العلماء المعاصرين
- ضحايا الثورات شهداء في نظر القرضاوي، العودة،اللحيدان وحجازي
- أجمعت آراء عدد من العلماء المعاصرين في العالم الإسلامي ودعاته، حول شرعية المظاهرات والثورات الشعبية، كما اعتبروا ضحاياها شهداء، ففي الوقت الذي اعتبر فيه الدكتور القرضاوي القتلى، شهداء في الجنة وشبّه من قاتلهم بجنود فرعون، أيّده صفوت حجازي وشن حربا على كل من شكك في شرعية موتهم.وخص الشيخ اللحيدان ليبيا وسوريا بفتوى تجيز قتل القذافي والخروج على الأسد والعالم سلمان العودهأيّد الحراك الشعبي وأكد شرعية المظاهرات
- وقد تميّز الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في فتاواه الأخيرة حول الثورات العربية سواء من حيث صداها واستقبالها من قبل الجماهير، حيث أفتى بأن من يقتل في مواجهة "الظلمة والطواغيت هم شهداء عند ربهم يرزقون"، في حين أن "القتلى من أعوان وجنود فرعون فهم في جهنم وبئس المصير، بسبب استباحتهم دم الأبرياء العزل ورفع السلاح في وجوههم لقتلهم"، ولم يتوقف الشيخ القرضاوي عند هذا الحد، بل شبّه الشباب الثائر الذي اعتصم بميدان التحرير بأنهم مثل الأنصار في عهد الرسول صلى الله عليه وسم، الذين كانوا يفضلون المهاجرين من مكة مع الرسول ويؤثرونهم على أنفسهم، كما حث المسلمين على إخراج الزكاة لمساندة الجهاد ضد الحكام الطغاة والظالمين، واعتبر الزكاة والتصدق لمساندة المجاهدين ضد الحكام الظلمة بأنه "جهاد في سبيل الله"، وأكد وجوب الخروج ضد الحاكم الظالم خاصة وأن القرآن الكريم يحذر من الركون والإذعان لفرعون، كما أطلق هجوما ناريا على الشيوخ وعلماء الدين من "الموالين للسلطة"، الذين هاجموا الثورات الشعبية، فتواه هذه لم تكن على ثائري مصر وحدها، بل أطلق أيضا عدة فتاوى تشرّع الخروج في مظاهرات في كل من اليمن، ليبيا، سوريا، وقال ان قتلاها شهداء.
- فتوى الشيخ القرضاوي أيّدها الداعية المصري صفوت حجازي، وكان على رأس الدعاة الذين دعوا لمساندة الشباب الثائر، مما جعله يلقّب بـ"شيخ الثورة" في مصر، ودعا الشباب لعدم السماع للدعاة الذين "يثبطون الهمم"، ويحرمون الخروج على الحاكم.
- من جهته الشيخ صالح اللحيدان خصص في فتواه الوضع في سوريا وليبيا، حيث دعا الثائرين السوريين إلى مواصلة ثورتهم، وإن "قُتل الثلث من الشعب ليبقى الثلثان"، وأرجع ذلك كون الأسد "حاكم نُصَيْري ليس بمسلم"، وأنه بعثي، من الذين "يرون أن البعث هو الرب"، أما عن فتواه في ليبيا فيرى القذافي عدوا للإسلام لذا دعا للتخلص منه.
- وفي السياق ذاته أثنى الشيخ الدكتور سلمان العودة، المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، على الحراك الشعبي والشبابي الذي تشهده بعض الدول العربية، وأكد شرعية التظاهر السلمي، مشيدا بقدرة الشباب الثائر في الانضباط أثناء تظاهرهم، وأنه أبان عن حالة من الوعي والحراك المنظم المنضبط، وحالة من صناعة معادلة جديدة لا تقوم على الرعب والخوف الذي تصنعه أجهزة الأمن، وإنما تقوم على الاحترام والشراكة والمطالبة العادلة بالحقوق، على حد تعبيره، داعيا لأن يكون الجميع معه و"لا نسمح أن يغتصب من أي طرف كان ولا أن يتم الاعتداء عليه".
التعديل الأخير: