اكد ضابط اميركي كبير الخميس ان احتمال نجاح الثوار في الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي ضئيل، مشيرا الى ان النزاع يقترب من مأزق على الارجح.
الا ان حلف شمال الاطلسي نفى وجود "مأزق" على الصعيد السياسي او العسكري. وقالت المتحدثة باسمه اوانا لانغسكو "لا وجود لمأزق" في ليبيا "بل على العكس، المجتمع الدولي يتقدم نحو ايجاد حل سياسي".
وصرح الجنرال الاميركي كارتر هام الذي قاد المرحلة الاولى من الحملة الجوية على ليبيا ان عمليات القصف الجوي الدولية نجحت في حماية المدنيين في جزئها الاكبر لكن نظام القذافي لن يسقط بالوسائل العسكرية على الارجح.
وردا على سؤال خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ حول فرص نجاح الثوار في "التقدم" الى طرابلس والاطاحة بالقذافي، قال "اقدر انه احتمال ضئيل".
وعندما الح عليه السناتور جون ماكين بالسؤال عما اذا كان الوضع وصل الى "مأزق" او الى "مأزق قريب"، قال "اوافق على ذلك ميدانيا".
وتحت ضغط اسئلة اعضاء المجلس، قال الجنرال ان "الوصول الى مأزق ليس الحل المفضل" في ليبيا لكن هذه النتيجة تبدو "مرجحة" الآن اكثر مما كانت عند بدء الغارات الجوية في 19 آذار/مارس.
الا ان هام اشار الى ان طرد القذافي من السلطة ليس جزءا من تفويض بعثة الامم المتحدة لحماية المدنيين والادارة الاميركية ارادت الاعتماد على الوسائل الدبلوماسية ووسائل اخرى لاجباره على التخلي عن السلطة.
وتعكس تصريحات هام قلقا لدى واشنطن والعواصم الاوروبية من ان يصل القتال الى طريق مسدود في ليبيا حيث يسيطر القذافي بقوة على طرابلس بينما يعجز المتمردون غير المنظمين عن تحقيق تقدم حتى بغطاء من القوة الجوية لحلف شمال الاطلسي.
الا ان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه بدا اكثر تفاؤلا بتأكيده ان نظام القذافي سيسقط بالتأكيد.
وفي واشنطن انتقد ماكين واعضاء آخرون في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ادارة الرئيس باراك اوباما لمعالجتها الوضع بشكل غير كامل، مؤكدين ان طرد القذافي كان يجب ان يكون جزءا من المهمة العسكرية.
لكن هام حذر من ان الويات المتحدة حاولت "تغيير النظام" في مكان اخر في الماضي.
وقال "لدينا تاريخ في محاولة لاستخدام القوة العسكرية لتغيير النظام لم تكن ناجحة"، في اشارة الى العراق.
واضاف انه من الممكن نشر قوة برية دولية اذا رحل القذافي او عندما يرحل، لكنه حذر من ان وجودا اميركيا قد يثير استياء في المنطقة.
وقال "من الممكن بحث مثل هذا الاحتمال. لكنني ارى شخصيا انه نظرا للظروف في المنطقة، الظروف ليست مثالية حاليا لنشر جنود اميركيين بسبب ردود الفعل التي قد يثيرها ذلك".
وردا على سؤال لاعضاء مجلس الشيوخ حول تسليح الثوار الليبيين، اوضح الجنرال الاميركي ان لديه "معلومات مفادها ان بعض الدول العربية بدأت فعلا تسليحهم حاليا".
لكنه شدد على ضرورة التزام الحذر لتجنب وصول هذه الاسلحة الى متطرفين.
وذكر مثالا على ذلك خطر استيلاء الثوار على عدد من الصواريخ المحمولة التي يبلغ عددها نحو 20 الفا في ليبيا، مشيرا الى ان ذلك "مصدر قلق اقليمي ودولي".
وبعدما تقدموا ستين كيلومترا الى مدينة سرت مسقط رأس القذافي في 28 آذار/مارس، تراجع الثوار باستمرار 400 كيلمترا امام تقدم قوات التحالف على الرغم من غارات التحالف.
وقال الجنرال هام ان الضربات الجوية التي يشنها التحالف سمحت "بتقليص قدرة نظام القذافي بشكل كبير" على استهداف المدنيين باستثناء مدينة مصراتة المحاصرة.
واوضح الجنرال ان العقيد القذافي نشر قوات ودبابات في بعض احياء مصراتة ما جعل الضربات اكثر تعقيدا بسبب وجود مدنيين.
واشار الى ان طائرات "اي سي-130" التي يمكنها ضرب دبابات واهدافا برية بقوة اصبحت متوفرة لدى قيادة الحلف الاطلسي لاستخدامها للعملية الجوية اذا احتاج الامر.
وكان القادة العسكريون الاميركيون قالوا ان هذه الطائرات وغيرها من المقاتلات والقاذفات ستسحب من العملية لكنها ستبقى بتصرف الحلف لاستخدامها عند الحاجة.
(ميدل ايست)