من أسرار وأحداث حرب 1967 ..قصة السفينة ليبرتي (السفينه لامريكيه التي قصفتها اسرائيل)
عندما حدث مصيبة نكست 5 يونيو 1967 ، كثر الحديث عن تدخل الأمريكيين فى الحرب ... بل قال عبدالحكيم عامر ، ان الطائرات الأمريكية تدخلت بشكل مباشر فى غارات مهاجمة المعسكرات والقواعد الجوية والمطارات المصرية ....
طلب عبدالناصر الدليل الواضح ...
ولكن الأذاعة المصرية والأعلام .. وصوت العرب كانو أسرع من البرق فى نشر هذه الأخبار ...
بل نشرت الصحف المصرية أخبار إشتراك الأمريكان فى الحرب
كنت فى بيروت .. وأتانا أخبار أخرى ... فقد كانت الحرية فى الكتابة والقول والنشر ... لا تقارن مع (مغلقات) ... مصر
سمعنا عن سفينة تجسس أمريكية وتدخلها ... (وسمعنا عن تدخلهم فى المحادثة التليفونية بين عبدالناصر والملك حسين ... وسمعنا وسمعنا ...)
المهم ...
تكملة لكشف الأسرار .. وتكملة الناقص .. وتصحيح المعوج .. أبدأ هنا بنسخ قصة "ليبرتى" سفينة التجسس الأمريكية التى كانت أمام الشاطىء المصرى .. الأسرائيلى ... وهاجمها الأسرائيليين بالطائرات ...
هذا الموضوع ، هو بداية لموضوع كبير ضخم ، سأكتمله لنا .. بشكل تدريجى .. مع إضافة الصور والمعلومات والخرائط
الفيلم التالي يبين ، مهاجمة إسرائيل للسفينة ليبرتي ويؤكد لماذا هاجمت اسرائيل السفينة يو اس اس ليبرتى USS LIBERTY
د. يحى الشاعر
اقتباس:
كتلة الأسرار: قصة السفينة ليبرتي (السفينه لامريكيه التي قصفتها اسرائيل)
كامبردج بوك ريفيوز
=============
في وسط معمعة حرب الأيام الستة, وتحديداً ظهيرة يوم الخميس الثامن من حزيران 1967 قصفت طائرات حربية إسرائيلية وطوربيدات من البحرية الإسرائيلية سفينة التجسس الأميركية "ليبرتي" التي كانت متوقفة قبالة مدينة العريش المصرية, فأوقعت 34 قتيلاً أميركياً وعشرات الجرحى الآخرين من طاقمها.
غلاف الكتاب
-اسم الكتاب:Body of Secrets: How America’s NSA and Britain’s GCHQ Eavensdrop on the World
كتلة الأسرار: كيف تسترق الولايات المتحدة وبريطانيا السمع على العالم
-المؤلف: جيمس بامفورد
-عدد الصفحات:204
-الطبعة: الأولى 2001
-الناشر: (London: Century Books, 2001)
من يومها والحادث يعتبر أحد الألغاز الغامضة وذلك لأن الإسرائيليين كانوا على معرفة يقينية بهوية السفينة التي كانت ترفع العلم الأميركي والتي رصدتها أجهزة المراقبة الإسرائيلية عدة أيام. والغريب في أمر هذا اللغز أن الرئيس الأميركي جونسون قبل بسرعة التفسير الإسرائيلي المتساذج على الآخرين والذي برر الضربة بأنها مجرد "خطأ". جونسون أصدر على التو أوامر تقضي بإغراق السفينة وطي ملفها, مثيراً غضب قبطانها وزملائه ممن بقوا على قيد الحياة, وذلك قبل أن يصلها الصحفيون و"يسببوا إحراجاً لأحد أهم حلفاء أميركا". الغريب أيضا أن تلك الحادثة لم يتم التساؤل حولها في الكونغرس الأميركي ولم يتم توكيل أية لجنة للتحقيق في ملابساتها.
تفاصيل اللغز الغامض
هذا اللغز الغامض تم الكشف عن تفاصيله المثيرة مؤخراً في هذا الكتاب الذي صدر في الولايات المتحدة بعنوان "كتلة الأسرار" من تأليف جيمس بامفورد وأثار ضجة وضيقا في بعض الدوائر الاستخباراتية الغربية.
”
تستخدم كثير من سفن التجسس الأميركية التي تمخر في المحيطات والتابعة لوكالة الأمن القومي
كلمات General Technical Research أي "سفينة بحث تقني عام" وهي تغطية بحثية وعلمية
”
تقول التفاصيل إنه في فجر يوم 8 حزيران توجهت "ليبرتي" من موقعها قريباً من شاطئ ساحل العاج وبناء على تعليمات عليا تجاه شرق المتوسط للاقتراب أكثر ما يمكن من ميدان العمليات الحربية بين إسرائيل والمصريين بهدف التجسس والتقاط الرسائل اللاسلكية وتزويد القيادة الأميركية بتقارير ميدانية ساخنة. وفور اقترابها من مدينة العريش كانت طائرات الاستكشاف الإسرائيلية تحلق فوقها وتنقل رسالة إلى إلى قيادتها الأرضية تقول "إننا نستطيع قراءة أحرف كبيرة على السفينة هي GTR5 وهي اختصار لكلمات General Technical Research أي "سفينة بحث تقني عام" وهو التغطية البحثية والعلمية التي كانت تستخدمها كثير من سفن التجسس الأميركية التي تمخر عباب المحيطات والتابعة لوكالة الأمن القومي.
كما حلقت طائرات إسرائيلية أخرى على ارتفاع منخفص جداً من السفينة لدرجة أن أحد بحارتها قال إنه تبادل التحية بالتلويح بالأيدي والابتسامات مع الطيار, وأن طاقم الطائرة كان باستطاعته أن يرى الرتبة التي يحملها البحار على كتفه, وليس فقط العلم والإشارات الأميركية الكثيفة على السفينة. وسوف تغدو هذه المعلومات البسيطة بالغة الأهمية في وقت لاحق عندما تزعم إسرائيل أنها ظنت أن السفينة معادية وقصفتها بناء على ذلك.
قتل الأسرى المصريين
في التاسعة وخمس دقائق كانت منارة مدينة العريش ترى بوضوح من على السفينة, ولم يكن في ذلك المنظر أي شيء ملفت للانتباه. غير أن اقتراب السفينة أكثر وأكثر قبالة المدينة كان السبب الذي دفع بالإسرائيليين لقصفها. ففي تلك الساعات بالضبط وخلف المنارة التي رآها طاقم السفينة عن بعد كانت وحدات من الجيش الإسرائيلي تنفذ بدم بارد إحدى مجازر القتل الجماعي لأسرى الجيش المصري.
وكما يقول المؤلف فقد تبدى للإسرائيليين بعد مرور ثلاثة أيام على بداية الحرب والاكتساح الذي قاموا به لسيناء وتكاثر عدد الأسرى المصريين أن هؤلاء الأسرى باتوا يشكلون عبئا لا يمكن تحمله. فليس هناك مكان لإيوائهم في خضم أيام الحرب, ولا وسائل لنقلهم إلى إسرائيل, ولا عدد كاف من الجنود الإسرائيليين لحراستهم والإشراف عليهم, لذا فإن الحل الأمثل كان قتلهم والتخلص منهم على الفور.
”
إسرائيل نسجت أكاذيب كثيرة خلال حرب 67 ووزعتها على كل العناوين: أكاذيب للإعلام العالمي حول البادئ بالحرب, وأكاذيب لمجلس الأمن, وأكاذيب للولايات المتحدة, وأكاذيب للرأي العام الإسرائيلي وهكذا فقد كانت حقيقة وتفاصيل ما حدث مدفونة تحت أرتال من الأكاذيب المتنوعة
”
وقد ذكر شهود عيان ممن نجوا, من على ظهر السفينة "ليبرتي" بأنهم شاهدوا بأعينهم تفاصيل عملية الإبادة مثل إجبار ما يقارب من ستين جندياً مصرياً على الاصطفاف في صف واحد بجوار مسجد العريش ثم إطلاق النار عليهم دفعة واحدة من البنادق الرشاشة الإسرائيلية وكيف تحول رمل الصحراء تحت أقدامهم إلى بركة من اللون الأحمر. ولهذا السبب فإن إبادة "ليبرتي" نفسها صارت مطلوبة لأن من عليها كانوا هم الشهود الأهم, إن لم يكونوا الوحيدين, على تلك المجزرة. هذا فضلا عن أن أجهزة التنصت والتجسس المجهزة بها السفينة, بحكم وظيفتها, كانت تؤهلها لتسجيل الاتصالات بين الوحدات الإسرائيلية التي نفذت المجزرة وقياداتها العليا وهذا يوسع نطاق الإدانة ويحرم إسرائيل من الزعم في المستقبل بأن تلك المجزرة, فيما لو اكتشفت, إنما كانت تصرفا "فرديا" ولم تصدر أوامر عليا بتنفيذها.
ويقول المؤلف إن إسرائيل نسجت أكاذيب كثيرة خلال تلك الحرب ووزعتها على كل العناوين: أكاذيب للإعلام العالمي حول البادئ بالحرب, وأكاذيب لمجلس الأمن, وأكاذيب للولايات المتحدة, وأكاذيب للرأي العام الإسرائيلي وهكذا فقد كانت حقيقة وتفاصيل ما حدث مدفونة تحت أرتال من الأكاذيب المتنوعة.
مع حلول منتصف النهار, وكانت المجزرة لا زالت دائرة, أرسل ضابط إسرائيلي إشارة إلى قياداته تقول بأن السفينة الراسية قبالة العريش تقصف الجيش الإسرائيلي, في كذبة كبرى ذلك أن سفينة التجسس لم يكن بمقدورها أن تقصف كونها ليست سفينة حربية. ورغم أن طائرات وأجهزة وسفن الاستكشاف الإسرائيلية كانت قد رصدت السفينة الأميركية لمدة ست ساعات متواصلة من الساعة السادسة صباحا وحتى الثانية عشر ظهرا, وتأكدت من هويتها الأميركية بما لا يدع مجالاً لأدنى إشكال, إلا أن القرار كان قد اتخذ بقصف السفينة مهما كانت حليفة لأنها صارت شاهدا على المجزرة.
ولتنفيذ عملية التخلص من السفينة انطلقت ثلاثة طرادات بحرية من ميناء أسدود على بعد خمسين ميلاً من السفينة, كما تحركت طائرات ميراج حربية إسرائيلية باتجاه "الهدف" مزودة بمدافع من عيار 50 ملم وقنابل نابالم. ومن دون أي تحذير بدأت الطرادات والطائرات بقصف السفينة في وقت واحد مما أصاب طاقمها الأميركي الذي بوغت بالمفاجأة بالرعب.
ويقول أحد الضباط الذين نجوا إنه لم تكن هناك أي إشارات أو ألوان على الطائرات بحيث يمكن معرفة هويتها. وفي لحظات القصف المتواصل ركض مسؤولو الاتصال في السفينة نحو أجهزة الإرسال وأرسلوا رسائل استغاثة للأسطول الأميركي السادس ولكل من يمكن أن يسمع تلك الرسائل. لكن سرعان ما تمكنت الطائرات الإسرائيلية من إسكات أجهزة الإرسال على ظهر السفينة أيضاً وقطعتها عن العالم الخارجي لتسهيل "إبادتها" بصمت. وبعد أن أنهت طائرات الميراج مهمتها غادرت وجاء مكانها سرب من مقاتلات سوبر مستيرز التي تابعت قصف السفينة لكن باستخدام قنابل النابالم هذه المرة.
جونسون يغرق السفينة وسرها
كل هذه التفاصيل وغيرها كثير بقي طي الكتمان في مخازن وكالة الأمن القومي التي عرف لاحقاً أنها كانت تراقب عن كثب كل تفاصيل عملية القصف ومتأكدة من أنها ليست "خطأً", وذلك بسبب وجود طائرة تجسس أميركية قدمت من أجواء أثينا إلى شرق المتوسط في مهمة تجسس روتينية وكانت تحوم في أجواء المنطقة التي كانت تقف فيها السفينة. وكان أن التقطت تلك الطائرة رسائل بالعبرية بين الطيارين الإسرائليين حول نجاحهم في قصف "هدف بحري", وبعد تحليل المعلومات تأكد الأميركيون أن سفينتهم كانت هي الهدف. لكن التحرك الأميركي لنجدة السفينة المنكوبة لم يبدأ إلا بعد ساعتين من بداية تدميرها عندما حرك الأسطول السادس بعض الوحدات البحرية باتجاه موقع السفينة.
”
وصلت رسالة سريعة من إسرائيل تطلب من جونسون "دفن الموضوع" الذي استجاب على التو مبرراً ذلك بأن كون السفينة كانت قريبة من مواقع الإسرائيليين والمصريين فإن ذلك سوف يفسر من قبل العرب بأنها كانت تتجسس لصالح إسرائيل. وتم استدعاء الطائرات الحربية الأميركية التي توجهت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه, وقد استشاط قائد السفينة غضباً وهو يعلم أن "النجدة" قد عادت أدراجها في الوقت الذي كانت تتعرض فيه سفينته للغرق
”
أما سياسياً فقد وصلت الأنباء إلى الرئيس جونسون أثناء اجتماع له مع بعض أعضاء لجنة التشريعات في الكونغرس, حيث قطع الاجتماع مستشاره للأمن القومي, ولت روستو, قائلاً له بأن "ليبرتي" ضربت في شرق المتوسط. وسرعان ما تحرك الرئيس ورئيس وكالة الأمن القومي ومركز الاستطلاع المشترك لاستدراك "الإحراج" الذي قد يسببه الحادث لإسرائيل, وبالتالي صدرت الأوامر فوراً بإغراق السفينة وإبعاد آثار الحادث عن عيون الصحفيين.
ووصلت رسالة سريعة من إسرائيل تطلب من جونسون "دفن الموضوع" الذي استجاب على التو مبرراً ذلك بأن كون السفينة كانت قريبة من مواقع الإسرائيليين والمصريين فإن ذلك سوف يفسر من قبل العرب بأنها كانت تتجسس لصالح إسرائيل.
وتم استدعاء الطائرات الحربية الأميركية التي توجهت من الأسطول السادس باتجاه السفينة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه, وذلك لعدم إثارة الانتباه, وقد استشاط قائد السفينة غضباً وهو يعلم أن "النجدة" قد عادت أدراجها في الوقت الذي كانت تتعرض فيه سفينته للغرق وسطحها مغطى بأشلاء زملائه ودمائهم.
وفي طول وعرض الكتاب يظل المؤلف يطرح بإلحاح لماذا لم يثر هذا الموضوع أمام الكونغرس رغم أن الأدلة الدامغة كلها تشير إلى مسؤولية إسرائيل عن إغراق "ليبرتي"؟.
المصدر : الجزيرة نت
من أسرار وأحداث حرب 1967،
قصة السفينة ليبرتي (السفينه لامريكيه التي قصفتها اسرائيل)
قصة السفينة ليبرتي (السفينه لامريكيه التي قصفتها اسرائيل)
عندما حدث مصيبة نكست 5 يونيو 1967 ، كثر الحديث عن تدخل الأمريكيين فى الحرب ... بل قال عبدالحكيم عامر ، ان الطائرات الأمريكية تدخلت بشكل مباشر فى غارات مهاجمة المعسكرات والقواعد الجوية والمطارات المصرية ....
طلب عبدالناصر الدليل الواضح ...
ولكن الأذاعة المصرية والأعلام .. وصوت العرب كانو أسرع من البرق فى نشر هذه الأخبار ...
بل نشرت الصحف المصرية أخبار إشتراك الأمريكان فى الحرب
كنت فى بيروت .. وأتانا أخبار أخرى ... فقد كانت الحرية فى الكتابة والقول والنشر ... لا تقارن مع (مغلقات) ... مصر
سمعنا عن سفينة تجسس أمريكية وتدخلها ... (وسمعنا عن تدخلهم فى المحادثة التليفونية بين عبدالناصر والملك حسين ... وسمعنا وسمعنا ...)
المهم ...
تكملة لكشف الأسرار .. وتكملة الناقص .. وتصحيح المعوج .. أبدأ هنا بنسخ قصة "ليبرتى" سفينة التجسس الأمريكية التى كانت أمام الشاطىء المصرى .. الأسرائيلى ... وهاجمها الأسرائيليين بالطائرات ...
هذا الموضوع ، هو بداية لموضوع كبير ضخم ، سأكتمله لنا .. بشكل تدريجى .. مع إضافة الصور والمعلومات والخرائط
الفيلم التالي يبين ، مهاجمة إسرائيل للسفينة ليبرتي ويؤكد لماذا هاجمت اسرائيل السفينة يو اس اس ليبرتى USS LIBERTY
د. يحى الشاعر
اقتباس:
كتلة الأسرار: قصة السفينة ليبرتي (السفينه لامريكيه التي قصفتها اسرائيل)
كامبردج بوك ريفيوز
=============
في وسط معمعة حرب الأيام الستة, وتحديداً ظهيرة يوم الخميس الثامن من حزيران 1967 قصفت طائرات حربية إسرائيلية وطوربيدات من البحرية الإسرائيلية سفينة التجسس الأميركية "ليبرتي" التي كانت متوقفة قبالة مدينة العريش المصرية, فأوقعت 34 قتيلاً أميركياً وعشرات الجرحى الآخرين من طاقمها.
غلاف الكتاب
-اسم الكتاب:Body of Secrets: How America’s NSA and Britain’s GCHQ Eavensdrop on the World
كتلة الأسرار: كيف تسترق الولايات المتحدة وبريطانيا السمع على العالم
-المؤلف: جيمس بامفورد
-عدد الصفحات:204
-الطبعة: الأولى 2001
-الناشر: (London: Century Books, 2001)
من يومها والحادث يعتبر أحد الألغاز الغامضة وذلك لأن الإسرائيليين كانوا على معرفة يقينية بهوية السفينة التي كانت ترفع العلم الأميركي والتي رصدتها أجهزة المراقبة الإسرائيلية عدة أيام. والغريب في أمر هذا اللغز أن الرئيس الأميركي جونسون قبل بسرعة التفسير الإسرائيلي المتساذج على الآخرين والذي برر الضربة بأنها مجرد "خطأ". جونسون أصدر على التو أوامر تقضي بإغراق السفينة وطي ملفها, مثيراً غضب قبطانها وزملائه ممن بقوا على قيد الحياة, وذلك قبل أن يصلها الصحفيون و"يسببوا إحراجاً لأحد أهم حلفاء أميركا". الغريب أيضا أن تلك الحادثة لم يتم التساؤل حولها في الكونغرس الأميركي ولم يتم توكيل أية لجنة للتحقيق في ملابساتها.
تفاصيل اللغز الغامض
هذا اللغز الغامض تم الكشف عن تفاصيله المثيرة مؤخراً في هذا الكتاب الذي صدر في الولايات المتحدة بعنوان "كتلة الأسرار" من تأليف جيمس بامفورد وأثار ضجة وضيقا في بعض الدوائر الاستخباراتية الغربية.
”
تستخدم كثير من سفن التجسس الأميركية التي تمخر في المحيطات والتابعة لوكالة الأمن القومي
كلمات General Technical Research أي "سفينة بحث تقني عام" وهي تغطية بحثية وعلمية
”
تقول التفاصيل إنه في فجر يوم 8 حزيران توجهت "ليبرتي" من موقعها قريباً من شاطئ ساحل العاج وبناء على تعليمات عليا تجاه شرق المتوسط للاقتراب أكثر ما يمكن من ميدان العمليات الحربية بين إسرائيل والمصريين بهدف التجسس والتقاط الرسائل اللاسلكية وتزويد القيادة الأميركية بتقارير ميدانية ساخنة. وفور اقترابها من مدينة العريش كانت طائرات الاستكشاف الإسرائيلية تحلق فوقها وتنقل رسالة إلى إلى قيادتها الأرضية تقول "إننا نستطيع قراءة أحرف كبيرة على السفينة هي GTR5 وهي اختصار لكلمات General Technical Research أي "سفينة بحث تقني عام" وهو التغطية البحثية والعلمية التي كانت تستخدمها كثير من سفن التجسس الأميركية التي تمخر عباب المحيطات والتابعة لوكالة الأمن القومي.
كما حلقت طائرات إسرائيلية أخرى على ارتفاع منخفص جداً من السفينة لدرجة أن أحد بحارتها قال إنه تبادل التحية بالتلويح بالأيدي والابتسامات مع الطيار, وأن طاقم الطائرة كان باستطاعته أن يرى الرتبة التي يحملها البحار على كتفه, وليس فقط العلم والإشارات الأميركية الكثيفة على السفينة. وسوف تغدو هذه المعلومات البسيطة بالغة الأهمية في وقت لاحق عندما تزعم إسرائيل أنها ظنت أن السفينة معادية وقصفتها بناء على ذلك.
قتل الأسرى المصريين
في التاسعة وخمس دقائق كانت منارة مدينة العريش ترى بوضوح من على السفينة, ولم يكن في ذلك المنظر أي شيء ملفت للانتباه. غير أن اقتراب السفينة أكثر وأكثر قبالة المدينة كان السبب الذي دفع بالإسرائيليين لقصفها. ففي تلك الساعات بالضبط وخلف المنارة التي رآها طاقم السفينة عن بعد كانت وحدات من الجيش الإسرائيلي تنفذ بدم بارد إحدى مجازر القتل الجماعي لأسرى الجيش المصري.
وكما يقول المؤلف فقد تبدى للإسرائيليين بعد مرور ثلاثة أيام على بداية الحرب والاكتساح الذي قاموا به لسيناء وتكاثر عدد الأسرى المصريين أن هؤلاء الأسرى باتوا يشكلون عبئا لا يمكن تحمله. فليس هناك مكان لإيوائهم في خضم أيام الحرب, ولا وسائل لنقلهم إلى إسرائيل, ولا عدد كاف من الجنود الإسرائيليين لحراستهم والإشراف عليهم, لذا فإن الحل الأمثل كان قتلهم والتخلص منهم على الفور.
”
إسرائيل نسجت أكاذيب كثيرة خلال حرب 67 ووزعتها على كل العناوين: أكاذيب للإعلام العالمي حول البادئ بالحرب, وأكاذيب لمجلس الأمن, وأكاذيب للولايات المتحدة, وأكاذيب للرأي العام الإسرائيلي وهكذا فقد كانت حقيقة وتفاصيل ما حدث مدفونة تحت أرتال من الأكاذيب المتنوعة
”
وقد ذكر شهود عيان ممن نجوا, من على ظهر السفينة "ليبرتي" بأنهم شاهدوا بأعينهم تفاصيل عملية الإبادة مثل إجبار ما يقارب من ستين جندياً مصرياً على الاصطفاف في صف واحد بجوار مسجد العريش ثم إطلاق النار عليهم دفعة واحدة من البنادق الرشاشة الإسرائيلية وكيف تحول رمل الصحراء تحت أقدامهم إلى بركة من اللون الأحمر. ولهذا السبب فإن إبادة "ليبرتي" نفسها صارت مطلوبة لأن من عليها كانوا هم الشهود الأهم, إن لم يكونوا الوحيدين, على تلك المجزرة. هذا فضلا عن أن أجهزة التنصت والتجسس المجهزة بها السفينة, بحكم وظيفتها, كانت تؤهلها لتسجيل الاتصالات بين الوحدات الإسرائيلية التي نفذت المجزرة وقياداتها العليا وهذا يوسع نطاق الإدانة ويحرم إسرائيل من الزعم في المستقبل بأن تلك المجزرة, فيما لو اكتشفت, إنما كانت تصرفا "فرديا" ولم تصدر أوامر عليا بتنفيذها.
ويقول المؤلف إن إسرائيل نسجت أكاذيب كثيرة خلال تلك الحرب ووزعتها على كل العناوين: أكاذيب للإعلام العالمي حول البادئ بالحرب, وأكاذيب لمجلس الأمن, وأكاذيب للولايات المتحدة, وأكاذيب للرأي العام الإسرائيلي وهكذا فقد كانت حقيقة وتفاصيل ما حدث مدفونة تحت أرتال من الأكاذيب المتنوعة.
مع حلول منتصف النهار, وكانت المجزرة لا زالت دائرة, أرسل ضابط إسرائيلي إشارة إلى قياداته تقول بأن السفينة الراسية قبالة العريش تقصف الجيش الإسرائيلي, في كذبة كبرى ذلك أن سفينة التجسس لم يكن بمقدورها أن تقصف كونها ليست سفينة حربية. ورغم أن طائرات وأجهزة وسفن الاستكشاف الإسرائيلية كانت قد رصدت السفينة الأميركية لمدة ست ساعات متواصلة من الساعة السادسة صباحا وحتى الثانية عشر ظهرا, وتأكدت من هويتها الأميركية بما لا يدع مجالاً لأدنى إشكال, إلا أن القرار كان قد اتخذ بقصف السفينة مهما كانت حليفة لأنها صارت شاهدا على المجزرة.
ولتنفيذ عملية التخلص من السفينة انطلقت ثلاثة طرادات بحرية من ميناء أسدود على بعد خمسين ميلاً من السفينة, كما تحركت طائرات ميراج حربية إسرائيلية باتجاه "الهدف" مزودة بمدافع من عيار 50 ملم وقنابل نابالم. ومن دون أي تحذير بدأت الطرادات والطائرات بقصف السفينة في وقت واحد مما أصاب طاقمها الأميركي الذي بوغت بالمفاجأة بالرعب.
ويقول أحد الضباط الذين نجوا إنه لم تكن هناك أي إشارات أو ألوان على الطائرات بحيث يمكن معرفة هويتها. وفي لحظات القصف المتواصل ركض مسؤولو الاتصال في السفينة نحو أجهزة الإرسال وأرسلوا رسائل استغاثة للأسطول الأميركي السادس ولكل من يمكن أن يسمع تلك الرسائل. لكن سرعان ما تمكنت الطائرات الإسرائيلية من إسكات أجهزة الإرسال على ظهر السفينة أيضاً وقطعتها عن العالم الخارجي لتسهيل "إبادتها" بصمت. وبعد أن أنهت طائرات الميراج مهمتها غادرت وجاء مكانها سرب من مقاتلات سوبر مستيرز التي تابعت قصف السفينة لكن باستخدام قنابل النابالم هذه المرة.
جونسون يغرق السفينة وسرها
كل هذه التفاصيل وغيرها كثير بقي طي الكتمان في مخازن وكالة الأمن القومي التي عرف لاحقاً أنها كانت تراقب عن كثب كل تفاصيل عملية القصف ومتأكدة من أنها ليست "خطأً", وذلك بسبب وجود طائرة تجسس أميركية قدمت من أجواء أثينا إلى شرق المتوسط في مهمة تجسس روتينية وكانت تحوم في أجواء المنطقة التي كانت تقف فيها السفينة. وكان أن التقطت تلك الطائرة رسائل بالعبرية بين الطيارين الإسرائليين حول نجاحهم في قصف "هدف بحري", وبعد تحليل المعلومات تأكد الأميركيون أن سفينتهم كانت هي الهدف. لكن التحرك الأميركي لنجدة السفينة المنكوبة لم يبدأ إلا بعد ساعتين من بداية تدميرها عندما حرك الأسطول السادس بعض الوحدات البحرية باتجاه موقع السفينة.
”
وصلت رسالة سريعة من إسرائيل تطلب من جونسون "دفن الموضوع" الذي استجاب على التو مبرراً ذلك بأن كون السفينة كانت قريبة من مواقع الإسرائيليين والمصريين فإن ذلك سوف يفسر من قبل العرب بأنها كانت تتجسس لصالح إسرائيل. وتم استدعاء الطائرات الحربية الأميركية التي توجهت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه, وقد استشاط قائد السفينة غضباً وهو يعلم أن "النجدة" قد عادت أدراجها في الوقت الذي كانت تتعرض فيه سفينته للغرق
”
أما سياسياً فقد وصلت الأنباء إلى الرئيس جونسون أثناء اجتماع له مع بعض أعضاء لجنة التشريعات في الكونغرس, حيث قطع الاجتماع مستشاره للأمن القومي, ولت روستو, قائلاً له بأن "ليبرتي" ضربت في شرق المتوسط. وسرعان ما تحرك الرئيس ورئيس وكالة الأمن القومي ومركز الاستطلاع المشترك لاستدراك "الإحراج" الذي قد يسببه الحادث لإسرائيل, وبالتالي صدرت الأوامر فوراً بإغراق السفينة وإبعاد آثار الحادث عن عيون الصحفيين.
ووصلت رسالة سريعة من إسرائيل تطلب من جونسون "دفن الموضوع" الذي استجاب على التو مبرراً ذلك بأن كون السفينة كانت قريبة من مواقع الإسرائيليين والمصريين فإن ذلك سوف يفسر من قبل العرب بأنها كانت تتجسس لصالح إسرائيل.
وتم استدعاء الطائرات الحربية الأميركية التي توجهت من الأسطول السادس باتجاه السفينة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه, وذلك لعدم إثارة الانتباه, وقد استشاط قائد السفينة غضباً وهو يعلم أن "النجدة" قد عادت أدراجها في الوقت الذي كانت تتعرض فيه سفينته للغرق وسطحها مغطى بأشلاء زملائه ودمائهم.
وفي طول وعرض الكتاب يظل المؤلف يطرح بإلحاح لماذا لم يثر هذا الموضوع أمام الكونغرس رغم أن الأدلة الدامغة كلها تشير إلى مسؤولية إسرائيل عن إغراق "ليبرتي"؟.
المصدر : الجزيرة نت