--------------------------------------------------------------------------------
متابعة لما أنشره ...
فيما يلى سطور عن ... التدخل الأميركي في حرب 1967 .... لما فيهم من معلومات ... تزيح الستار قليلا عن ... فترة هامة فى تاريخ مصر ....
نجد حقائق .... منطوية بين السطور ... وأيضا مكتوبة بشكل واضح
د. يحى الشاعر
http://samy-sharaf1.bravehost.com/
http://samy-sharaf.bravehost.com/
http://yahia-al-shaer.com/
التدخل الأميركي في حرب 1967
في الساعات الأولى من يوم الثالث من حزيران عام 1967 تم إيقاظ طياري سرب الاستطلاع التكتيكي الثامن والثلاثين التابع للجناح السادس والعشرين من سرب الاستطلاع التكتيكي لسلاح الجو الأميركي وأُمروا بالاتجاه إلى "مورون" في إسبانيا لإجراء تدريبات لحساب حلف الناتو.
كان الطيارين يقودون طائرات من طراز "آر ـ أف ـ 4 ـ سي" وهي أحدث ما توصل إليه الفن على صعيد الاستطلاع التكتيكي. وتستخدم تلك الطائرات كاميرات ذات عدسات فعالة لأبعاد مختلفة بالإضافة إلى رادار مُثبت في مقدمة الطائرة ورادار آخر مثبت على جانب الطائرة لأغراض الاستطلاع الجانبي في الأجواء المنخفضة والعالية. وتستطيع تلك الطائرات التحليق ليلاً أو نهاراً لأنها مجهزة بجهاز لقياس الحساسية يستخدم الأشعة تحت الحمراء التي تقوم برسم خريطة حرارية لمنطقة العمليات الاستطلاعية. كما أنها قادرة على تحليل المعلومات الواردة من رادار الاستطلاع الجانبي المثبت على متنها بواسطة جهاز الربط والتحليل المتطور الذي تستخدمهز وكانت الطائرات تحمل أجهزة متطورة جواً لأغراض الملاحة الجوية وأجهزة لقياس الارتفاع وأجهزة اتصال تستخدم موجة التوتر العالي التي تُمكن الطيارين من الاتصال مع أي نقطة من النقاط الواقعة في مجال عملياتها. وهكذا فقد كانت تلك الطائرات غاية في التطور، وكان قد مضى على استخدامها من قبل سلاح الجو الأميركي ثلاثة أعوام فقط في ذلك التاريخ.
في صباح الثالث من حزيران قامت أربعة من تلك الطائرات بالإقلاع من قاعدة "رامستين" باتجاه القاعدة الجوية الأميركية في "مورون" في اسبانيا. كما تم إرسال طائرة نقل هائلة الحجم من طراز "سي ـ 141" من القاعدة الأميركية في منطقة "هيفورد العليا" في ضواحي مدينة أكسفورد في بريطانيا إلى قاعدة "موردن" في اسبانيا، وتم تحميل كمية كبيرة من الأجهزة المعقدة وعدد كبير من المكعبات التي تشبه الصناديق والتي تستخدم لغراض التصوير الفضائي وتظهير الفلام. ورافق تلك الأجهزة والمعدات سبعة خبراء في حقل التصوير الفضائي تابعين لسرب الاستطلاع التكتيكي السابع عشرز التابع لجناح الاستطلاع التكتيكي السادس والستين في "هيفورد العليا" قرب مدينة أكسفورد في بريطانيا. ما أن وصلت الطائرات إلى قاعدة "موردت" في اسبانيا حتى تم سحبها إلى منطقة نائية في القاعدة. عقب ذلك، أُعطيت التعليمات السرية للطيارين (الذين اعتقدوا أنهم في طريقهم للقيام ببعض العمليات التدريبية) وأُعلموا أنهم متجهين إلى منطقة نائية في صحراؤ النقب لتزويد الإسرائيليين بمساعدات استطلاعية تكتيكية ضد العرب، وأعلم الطيارين أن هذه المهمة مصنفة على أساس أنها سرية جداً (Top Secret). ثم أُعطي الطيارين والفنيين جوازات سفر مدنية ودفاتر تعليمات لتشغيل مختبرات التصوير وتم إفهامهم أنه في حالة حدوث أي مشاكل عليهم أن يدَّعوا أنهم مدنيين أميركيين متعاقدين مع الحكومة الإسرائيلية. ثم سُحبت منهم بطاقات المخابرات (لأنهم تابعين للمخابرات) وأُخذت ملابسهم العسكرية وسُلِّموا ملابس عمل مدنية ونُقلوا مع معداتهم الهائلة الحجم على متن عدة طائرات نقل من طراز (سي ـ 130) عقب ذلك تم طلاء نجمة داوود وخلفيتها الزرقاء (العلم الإسرائيلي) على ذيول طائرات الاستطلاع (آ ـ أن ـ 4 ـ سي) وكُتبت أرقام على ذيول تلك الطائرات مُوافقة لأرقام فعلية مستخدمة من قبل سلاح الجو الإسرائيلي.
وفي مساء ذات اليوم أقلعت طائرات النقل (سي ـ 130) وحطَّت في مطار صغير مهجوز في منطقة نائية من صحراء النقب في الجنوب الغربي للقاعدة الجوية الإسرائيلية في طبيرشبعا". وكان الفرنسيين قد استخدموا تلك القاعدة في عملية سرية للغاية أثناء حرب السويس حين استخدموا طائرات "الميستير" وطائرات "تندر ستريك" لمنح إسرائيل غطاءاً جوياً ضد الطائرات العربية عام 1956 وفي صباح اليوم التالي قام سلاح الجو الإسرائيلي بأكبر هجوم جوي في تاريخ الشرق الأوسط…. لقد بدأت الحرب…
وقد بدأت العمليات التجسسية الأميركية في صباح ذات اليوم. إذ حلقت طائرات التجسس والاستطلاع الأميركية فوق القواعد الجوية المدمرة والمحترقة في الأردن وسوريا ومصر وقامت باستخدام كاميرات تصوير أمامية وبانورامية وجانبية لتصوير القواعد الجوية العربية. وقامت تلك الطائرات بعشرة طلعات يومياً في الأجواء المنخفضة والعليا وصوَّرت كل منها فيلماً طوله (500) قدم في كل طلعة جرى تظهيرها في المختبرات في صحراء النقب. وكانت أجهزة الطائرات تقوم بتسجيل تاريخ وتوقيت وارتفاع وخطوط العرض والطول وزاوية الانحراف ودرجة الميل والانحدار ورقم السرب والمهمة على طرف شريط الأفلام بشكل أوتوماتيكي وفوري. وكان الفنيين الأميركيين يقدمون بأعمال الصيانة للطائرات عقب عودتها من مهمتها في كل مرة. إلا أن تفسير وتحليل تلك الأفلام كان محصوراً بشكل كامل بيد الإسرائيليين.
إذ أرسلت المخابرات الإسرائيلية فريقاً مؤلفاً من (60) خبيراً لفحص وتحليل عشرات آلاف الأقدام من الأفلام التي كانت الطائرات الأميركية تصوِّرها كل يوم. وقد طُبع أربعة نسخ من الأفلام أُعطيت الأولى للإسرائيليين فوراً والثانية في نهاية المهمة يوم الثاني عشر من حزيران). أما النسختين الباقيتين فقد سُلمت إلى رجال المخابرات الأميركية الذين كانوا يصلون إلى القاعدة بطائرات صغيرة لاستلام الأفلام وغرسالها إلى الولايات المتحدة يومياً. وهكذا كما نرى فإن الولايات المتحدة كانت تعلم ما يجري بالتفصيل. وقد أُعجب الخبراء الأميركيين بقدرات رجال المخابرات الإسرائيلية الذين أُرسلوا لتفسير وتحليل الأفلام ووصفوهم بأنهم على مستوى عالٍ من المعرفة في مجالهم.
في اليوم الثالث للمهمة أمرت المخابرات الميركية الطيارين والفنيين الأميركيين في قاعدة النقب بتثبيت قنابل فوسفورية على جوانب مكعبات التصوير المصنوعة من الألمنيوم. وهذه القنابل هي من النوع المحرم الذي إذا انفجر أحال المكعبات إلى رماد أما الغرض من هذا الإجراء الأمني فهو تمكين الأميركيين من ترك القاعدة بسرعة كبيرة دون أن يخلفوا أي أثر لمنع انكشاف العملية السرية أو تعرضها للهجوم المعادي.
في هذه الأثناء تصاعدت الاتهامات العربية بأن الولايات المتحدة قامت بتزويد إسرائيل بمساعدات ميدانية على شكل دعم جوي تكتيكي بمساعدة طائرات تابعة للاسطول السادس. أما الحقيقة التي كُشفت مؤخراً فهي أن طائرات الاسطول السادس لم تُشارك أبداً في العمليات القتالية لأن المشاركة قَدِمتْ من اسبانيا وبريطانيا. كما أنها لم تكن طائرات مقاتلة كما اعتقد العرب وقتها وإنما كانت طائرات تجسس واستطلاع متطورة.
وقد اضطر جونسون لنفي الاتهامات العربية مما جعل العملية المذكورة أعلاه أكثر حساسية مما كانت عليه حين القيام بها، خصوصاً أن الاتهامات العربية أعقبها هجوم على بعض السفارات والمنشآت الأميركية في العالم العربي.
وفي الثامن من حزيران طرأ تغير على العمليات الأميركية. ففي الأيام الأولى للحرب قام سلاح الجو الإسرائيلي بالتركيز على تدمير أكبر كمية من الطائرات والقواعد الجوية العربية لإجبار الجيوش العربية على مواجهة الطائرات الإسرائيلية بدباباتهم في الصحراء المكشوفة دون غطاء جوي. ولهذا فإن مهمة طائرات الاستطلاع والتجسس الأميركية تركزت في المرحلة الأولى للقتال على تصوير وتقييم الخسائر التي حلت بالقواعد الجوية العربية. وقد تطلب ذلك القيام بعمليات استطلاع نهاري وليلي وغن كان التركيز منصباً على ما أن دُمرت أسلحة الجو العربية على المدارج حتى وجد العرب أنفسهم مضطرين إلى تحريك قواتهم ومعداتهم العسكرية أثناء الليل لتجنب الهجمات الجوية الإسرائيلية. في هذه اللحظات تغيرت مهمة طائرات التجسس الأميركية المرابطة في صحراء النقب وبدأت تقوم بعمليات استطلاع ليلي لاستكشفا التحركات العربية العسكرية وذلك لتمكين الطيران الإسرائيلي بالقيام بهجوم دقيق وبالتالي مدمر ضد القوات والدبابات العربية في صباح اليوم التالي.
كما أن استطلاعات يومي الثامن والتاسع من حزيران مكنت القادة العسكريين الإسرائيليين أيضاً من تقييم القوة المصرية والأردنية المتبقية بدقة كبيرة، مما ساعد على سهولة اتخاذ القرارات بخصوص انتقاء الوحدات العسكرية الوادجب إرسالها إلى الشمال للهجوم على سوريا، بالإضافة إلى تمكين الإسرائيليين من تحريك تلك الوحدات على وجه الدقة وذلك لضمان عدم تعرضها للخطر.
وقد استخدمت طائرات التجسس الأميركية أجهزة متنوعة في عمليات الاستطلاع الليلي ضد الجيوش العربية وعلى رأسها الأشعة تحت الحمراء لالتقاط الحرارة المنبعثة من محركات الدبابات وحاملات الجنود، والرادار المثبت على جانب الطائرة لرسم أشكال هندسية يمكن تظهيرها على أفلام. ومع أن هذه الطريقة ليست بدقة التصوير الفوتوغرافي إلا أنها تتميز عنه بأنها تسمح بتصوير تحركات وكثافة الجنودن ويمكن أخذها ليلاً حتى عبر الضباب.
ما إن انتقلت المعركة إلى الأراضي السورية حتى تغيرت مهمة طائرات التجسس الأميركية من جديد وبدأت بعمليات استطلاع تكتيكي عن كثب للمواقع السورية في الجولان وفي شمال الهضبة.
وبحلول يوم الثاني عشر من حزيران انتهت مهمة طائرات التجسس وقامت طائرات النقل من طراز (سي ـ 130) بتحميل مكعّبات التصوير وباقي أجهزة تظهير الأفلام وتحليلها وعادت إلى قواعدها. كما أن الطيارين والفنيين الأميركيين عادوا على متن طائرات التجسس إلى قاعدة "مورون" في اسبانيا للإدلاء بتقاريرهم عن العملية.
كانت عمليات التجسس الأميركية سراً في غاية الخطورة من وجهة نظر الأميركيين بسبب النتائج الخطيرة التي قد تحدث من جرّاء افتضاحها على صعيد العلاقات العربية ـ الأميركية. وحين عاد الطيارين والفنيين تم استلام التقارير منهم بشكل إفرادي ثم على شكل مجموعات، وتم توضيح الأبعاد السياسية الخطيرة لتلك العملية لجميع الأفراد وأُمروا بعدم إفشاء العملية مهما كانت الأسباب وحُظِّر عليهم التحدث عن العملية حتى فيما بينهم. ثم قام رجال المخابرات الذين أُرسلوا خصيصاً من واشنطن بتسليم التقارير وقاموا بالتحقيق مع الضباط والخبراء في جو تسوده السرية التامة. ثم أُمر الضباط الطيارين والفنيين بخلع ملابسهم المدنية وتسليم جوازات سفرهم ودفاتر التعليمات المعطاة لهم وتم جمع كل تلك الأشياء في كومة على أحد جوانب حظيرة الطائرات ثم مشى الرجال وهم عراة إلى الطرف الآخر من الحظيرة لاسترداد ملابسهم العسكرية الأصلية وبطاقات المخابرات. وكان الطيارين والفنيين قد أُمروا قبل أن يعودوا من إسرائيل من قبل المخابرات الأميركية أن لا يُحضروا من إسرائيل أية هدايا أو أغراض أو أي شيء، ومُنعوا حتى من أخذ صورة فوتوغرافية لبعضهم على الأراضي الإسرائيلية في محاولة لمحو جميع آثار العملية من شدة سريتها. بعد ذلك عاد طياري السرب الثامن والثلاثين إلى قاعدة "رامستين" في ألمانيا الغربية، وعاد الفنيين وطياري السرب السابع عشر إلى قاعدة "هيغورد العليا" في بريطانيا وصدرت الأوامر بترفيع جميع الذين شاركوا بالعلمية.
إلا أن العملية السرية كُشفت حين قام الباحث الأميركي ستيغن غرين بالاطلاع على تفاصيلها أثناء تحضيره لكتابه المتعلق بالعلاقات الأميركية الإسرائيلية. وقام غرين بمقابلة عدة طيارين وفنيين من الذين شاركوا في العلمية السرية ثم قام بدراسة ميدانية للظروف المحيطة عبر الوثائق السرية المحفوظة في وثائق المخابرات الأميركية التي طلب من السلطات الأميركية الاطلاع عليها. وحين اتصل غرين بكبار ضباط وزارة الدفاع وكبار مسؤولي وزارة الخارجية والبيت الأبيض للتحقيق بالموضوع رفض الجميع رفضاً قاطعاً التحدث غليه. وعلى الأثر سارعت مخابرات القوى الجوية بالاتصال بجميع أعضاء السرب السابع عشر للاستطلاع التكتيكي وأمرتهم بالصمت المطلق بخصوص العملية السرية. ولم يدر بخلدها أن ستيغن غرين قد سبها وتحدث مع بعض هؤلاء الضباط وأعلموه التفاصيل التي ذكرتها في الصفحات السابقة أعلاه. وقد أثار كشف العملية السرية ضجة كبيرة في أوربا وأميركا وأفردت صحيفة التايمز البريطانية مساحة للتعليق على العملية السرية(45).
لقد ساعدت عمليات الاستطلاع والتجسس الأميركية اسرائيليين على تحقيق أهدافهم البرية في وقت محدود جداً، تماماً كالمساعدة التي قدمها رئيس الوفد الأميركي في الأمم المتحدة الصهيوني آرثر غولدبرغ عن طريق اتباع سياسة المماطلة والتأخير والتسويف التي ابتعها لتمكين الإسرائيليين من تحقيق أهدافهم العسكرية. فقد كان الاستراتيجيين والأميركيين والإسرائيليين على ثقة تامة بأنه ما أن يندلع القتال حتى تتصاعد الضغوط الدولةي لوقف إطلاق النارز لهذا فقد كان من الضروري لإسرائيل أن تسيطر على مناطق استراتيجية معينة وخلال فترة قصيرة جداً قبل أن يجري تجميد خطوط وقف إطلاق النار. ولهذا فإن المساعدة الاستطلاعية التكتيكية الأميركية لم تكن مهمة فحسب بل كانت جوهرية لنجاح الخطة الإسرائيلية.
ولكن هل كان الاستطلاع الجوي هو المساعدة الميدانية الوحيدة التي قدمتها الولايات المتحدة لإسرائيل؟ الجواب هو النفي، لأن إسرائيل تلقت مساعدة من نوع آخر، وعلى الأخص من قبل مخابرات سلاح الإشارة الأميركي حيث قام أفراد تابعين لسلاح الإشارة باستخدام أجهزة اتصال متطورة جداً لمساعدة الإسرائيليين في التشويش على الاتصالات العربية الميدانية وإرهاقها. كما ذكر العالم الإستراتيجي الإسرائيلي "ميخائيل بارزوحار" أن رئاسة الأركان العامة الأميركية قامت بوضع خطتي طورائ احتياطية في عام 1967 إذا كانت نتائج القتال سيئة على إسرائيل. وقد تضمنت الخطة الأولى إنزال مظلي واسع النطاق وقصف بحري في سيناء، وتضمنت الخطة الثانية نقل القوات الأميركية جواً إلى إسرائيل ونشرها بحيث تشكل منطقة عازلة حول المناطق الآهلة بالمدنيين والمعرضة للسقوط في يد "العدو". إلا أن هذه الخطط هُجرت في المراحل الأولى للقتال بعد أن تبين لرئاسة الأركان العامة الأميركية أن أجهزة المخابرات الأميركية أجمعت في تقديراتها بأن العرب لا يمكن أن يكسبوا الحرب اطلاقاً(46).
وهكذا فإن المساعدات الأميركية السرية لإسرائيل كانت جزءاً من سيناريو خطير الغاية منه إحراج وتخجيل السوفييت عن طريق تمكين إسرائيل من تدمير الجيوش العربية التي سلحوها ثم مساعدة إسرائيل على احتلال رقعة كبيرة من الأراضي حتى تجبر العرب على التفاوض المباشر مع إسرائيل من مركز ضعف ولإجبارهم على الاعتراف بإسرائيل وفتح أبواب العالم العربي لها لفتح أسواق جديدة وضمان أمنها بشكل نهائي.
د. يحى الشاعر
http://samy-sharaf1.bravehost.com/
http://samy-sharaf.bravehost.com/
http://yahia-al-shaer.com/
متابعة لما أنشره ...
فيما يلى سطور عن ... التدخل الأميركي في حرب 1967 .... لما فيهم من معلومات ... تزيح الستار قليلا عن ... فترة هامة فى تاريخ مصر ....
نجد حقائق .... منطوية بين السطور ... وأيضا مكتوبة بشكل واضح
د. يحى الشاعر
http://samy-sharaf1.bravehost.com/
http://samy-sharaf.bravehost.com/
http://yahia-al-shaer.com/
التدخل الأميركي في حرب 1967
في الساعات الأولى من يوم الثالث من حزيران عام 1967 تم إيقاظ طياري سرب الاستطلاع التكتيكي الثامن والثلاثين التابع للجناح السادس والعشرين من سرب الاستطلاع التكتيكي لسلاح الجو الأميركي وأُمروا بالاتجاه إلى "مورون" في إسبانيا لإجراء تدريبات لحساب حلف الناتو.
كان الطيارين يقودون طائرات من طراز "آر ـ أف ـ 4 ـ سي" وهي أحدث ما توصل إليه الفن على صعيد الاستطلاع التكتيكي. وتستخدم تلك الطائرات كاميرات ذات عدسات فعالة لأبعاد مختلفة بالإضافة إلى رادار مُثبت في مقدمة الطائرة ورادار آخر مثبت على جانب الطائرة لأغراض الاستطلاع الجانبي في الأجواء المنخفضة والعالية. وتستطيع تلك الطائرات التحليق ليلاً أو نهاراً لأنها مجهزة بجهاز لقياس الحساسية يستخدم الأشعة تحت الحمراء التي تقوم برسم خريطة حرارية لمنطقة العمليات الاستطلاعية. كما أنها قادرة على تحليل المعلومات الواردة من رادار الاستطلاع الجانبي المثبت على متنها بواسطة جهاز الربط والتحليل المتطور الذي تستخدمهز وكانت الطائرات تحمل أجهزة متطورة جواً لأغراض الملاحة الجوية وأجهزة لقياس الارتفاع وأجهزة اتصال تستخدم موجة التوتر العالي التي تُمكن الطيارين من الاتصال مع أي نقطة من النقاط الواقعة في مجال عملياتها. وهكذا فقد كانت تلك الطائرات غاية في التطور، وكان قد مضى على استخدامها من قبل سلاح الجو الأميركي ثلاثة أعوام فقط في ذلك التاريخ.
في صباح الثالث من حزيران قامت أربعة من تلك الطائرات بالإقلاع من قاعدة "رامستين" باتجاه القاعدة الجوية الأميركية في "مورون" في اسبانيا. كما تم إرسال طائرة نقل هائلة الحجم من طراز "سي ـ 141" من القاعدة الأميركية في منطقة "هيفورد العليا" في ضواحي مدينة أكسفورد في بريطانيا إلى قاعدة "موردن" في اسبانيا، وتم تحميل كمية كبيرة من الأجهزة المعقدة وعدد كبير من المكعبات التي تشبه الصناديق والتي تستخدم لغراض التصوير الفضائي وتظهير الفلام. ورافق تلك الأجهزة والمعدات سبعة خبراء في حقل التصوير الفضائي تابعين لسرب الاستطلاع التكتيكي السابع عشرز التابع لجناح الاستطلاع التكتيكي السادس والستين في "هيفورد العليا" قرب مدينة أكسفورد في بريطانيا. ما أن وصلت الطائرات إلى قاعدة "موردت" في اسبانيا حتى تم سحبها إلى منطقة نائية في القاعدة. عقب ذلك، أُعطيت التعليمات السرية للطيارين (الذين اعتقدوا أنهم في طريقهم للقيام ببعض العمليات التدريبية) وأُعلموا أنهم متجهين إلى منطقة نائية في صحراؤ النقب لتزويد الإسرائيليين بمساعدات استطلاعية تكتيكية ضد العرب، وأعلم الطيارين أن هذه المهمة مصنفة على أساس أنها سرية جداً (Top Secret). ثم أُعطي الطيارين والفنيين جوازات سفر مدنية ودفاتر تعليمات لتشغيل مختبرات التصوير وتم إفهامهم أنه في حالة حدوث أي مشاكل عليهم أن يدَّعوا أنهم مدنيين أميركيين متعاقدين مع الحكومة الإسرائيلية. ثم سُحبت منهم بطاقات المخابرات (لأنهم تابعين للمخابرات) وأُخذت ملابسهم العسكرية وسُلِّموا ملابس عمل مدنية ونُقلوا مع معداتهم الهائلة الحجم على متن عدة طائرات نقل من طراز (سي ـ 130) عقب ذلك تم طلاء نجمة داوود وخلفيتها الزرقاء (العلم الإسرائيلي) على ذيول طائرات الاستطلاع (آ ـ أن ـ 4 ـ سي) وكُتبت أرقام على ذيول تلك الطائرات مُوافقة لأرقام فعلية مستخدمة من قبل سلاح الجو الإسرائيلي.
وفي مساء ذات اليوم أقلعت طائرات النقل (سي ـ 130) وحطَّت في مطار صغير مهجوز في منطقة نائية من صحراء النقب في الجنوب الغربي للقاعدة الجوية الإسرائيلية في طبيرشبعا". وكان الفرنسيين قد استخدموا تلك القاعدة في عملية سرية للغاية أثناء حرب السويس حين استخدموا طائرات "الميستير" وطائرات "تندر ستريك" لمنح إسرائيل غطاءاً جوياً ضد الطائرات العربية عام 1956 وفي صباح اليوم التالي قام سلاح الجو الإسرائيلي بأكبر هجوم جوي في تاريخ الشرق الأوسط…. لقد بدأت الحرب…
وقد بدأت العمليات التجسسية الأميركية في صباح ذات اليوم. إذ حلقت طائرات التجسس والاستطلاع الأميركية فوق القواعد الجوية المدمرة والمحترقة في الأردن وسوريا ومصر وقامت باستخدام كاميرات تصوير أمامية وبانورامية وجانبية لتصوير القواعد الجوية العربية. وقامت تلك الطائرات بعشرة طلعات يومياً في الأجواء المنخفضة والعليا وصوَّرت كل منها فيلماً طوله (500) قدم في كل طلعة جرى تظهيرها في المختبرات في صحراء النقب. وكانت أجهزة الطائرات تقوم بتسجيل تاريخ وتوقيت وارتفاع وخطوط العرض والطول وزاوية الانحراف ودرجة الميل والانحدار ورقم السرب والمهمة على طرف شريط الأفلام بشكل أوتوماتيكي وفوري. وكان الفنيين الأميركيين يقدمون بأعمال الصيانة للطائرات عقب عودتها من مهمتها في كل مرة. إلا أن تفسير وتحليل تلك الأفلام كان محصوراً بشكل كامل بيد الإسرائيليين.
إذ أرسلت المخابرات الإسرائيلية فريقاً مؤلفاً من (60) خبيراً لفحص وتحليل عشرات آلاف الأقدام من الأفلام التي كانت الطائرات الأميركية تصوِّرها كل يوم. وقد طُبع أربعة نسخ من الأفلام أُعطيت الأولى للإسرائيليين فوراً والثانية في نهاية المهمة يوم الثاني عشر من حزيران). أما النسختين الباقيتين فقد سُلمت إلى رجال المخابرات الأميركية الذين كانوا يصلون إلى القاعدة بطائرات صغيرة لاستلام الأفلام وغرسالها إلى الولايات المتحدة يومياً. وهكذا كما نرى فإن الولايات المتحدة كانت تعلم ما يجري بالتفصيل. وقد أُعجب الخبراء الأميركيين بقدرات رجال المخابرات الإسرائيلية الذين أُرسلوا لتفسير وتحليل الأفلام ووصفوهم بأنهم على مستوى عالٍ من المعرفة في مجالهم.
في اليوم الثالث للمهمة أمرت المخابرات الميركية الطيارين والفنيين الأميركيين في قاعدة النقب بتثبيت قنابل فوسفورية على جوانب مكعبات التصوير المصنوعة من الألمنيوم. وهذه القنابل هي من النوع المحرم الذي إذا انفجر أحال المكعبات إلى رماد أما الغرض من هذا الإجراء الأمني فهو تمكين الأميركيين من ترك القاعدة بسرعة كبيرة دون أن يخلفوا أي أثر لمنع انكشاف العملية السرية أو تعرضها للهجوم المعادي.
في هذه الأثناء تصاعدت الاتهامات العربية بأن الولايات المتحدة قامت بتزويد إسرائيل بمساعدات ميدانية على شكل دعم جوي تكتيكي بمساعدة طائرات تابعة للاسطول السادس. أما الحقيقة التي كُشفت مؤخراً فهي أن طائرات الاسطول السادس لم تُشارك أبداً في العمليات القتالية لأن المشاركة قَدِمتْ من اسبانيا وبريطانيا. كما أنها لم تكن طائرات مقاتلة كما اعتقد العرب وقتها وإنما كانت طائرات تجسس واستطلاع متطورة.
وقد اضطر جونسون لنفي الاتهامات العربية مما جعل العملية المذكورة أعلاه أكثر حساسية مما كانت عليه حين القيام بها، خصوصاً أن الاتهامات العربية أعقبها هجوم على بعض السفارات والمنشآت الأميركية في العالم العربي.
وفي الثامن من حزيران طرأ تغير على العمليات الأميركية. ففي الأيام الأولى للحرب قام سلاح الجو الإسرائيلي بالتركيز على تدمير أكبر كمية من الطائرات والقواعد الجوية العربية لإجبار الجيوش العربية على مواجهة الطائرات الإسرائيلية بدباباتهم في الصحراء المكشوفة دون غطاء جوي. ولهذا فإن مهمة طائرات الاستطلاع والتجسس الأميركية تركزت في المرحلة الأولى للقتال على تصوير وتقييم الخسائر التي حلت بالقواعد الجوية العربية. وقد تطلب ذلك القيام بعمليات استطلاع نهاري وليلي وغن كان التركيز منصباً على ما أن دُمرت أسلحة الجو العربية على المدارج حتى وجد العرب أنفسهم مضطرين إلى تحريك قواتهم ومعداتهم العسكرية أثناء الليل لتجنب الهجمات الجوية الإسرائيلية. في هذه اللحظات تغيرت مهمة طائرات التجسس الأميركية المرابطة في صحراء النقب وبدأت تقوم بعمليات استطلاع ليلي لاستكشفا التحركات العربية العسكرية وذلك لتمكين الطيران الإسرائيلي بالقيام بهجوم دقيق وبالتالي مدمر ضد القوات والدبابات العربية في صباح اليوم التالي.
كما أن استطلاعات يومي الثامن والتاسع من حزيران مكنت القادة العسكريين الإسرائيليين أيضاً من تقييم القوة المصرية والأردنية المتبقية بدقة كبيرة، مما ساعد على سهولة اتخاذ القرارات بخصوص انتقاء الوحدات العسكرية الوادجب إرسالها إلى الشمال للهجوم على سوريا، بالإضافة إلى تمكين الإسرائيليين من تحريك تلك الوحدات على وجه الدقة وذلك لضمان عدم تعرضها للخطر.
وقد استخدمت طائرات التجسس الأميركية أجهزة متنوعة في عمليات الاستطلاع الليلي ضد الجيوش العربية وعلى رأسها الأشعة تحت الحمراء لالتقاط الحرارة المنبعثة من محركات الدبابات وحاملات الجنود، والرادار المثبت على جانب الطائرة لرسم أشكال هندسية يمكن تظهيرها على أفلام. ومع أن هذه الطريقة ليست بدقة التصوير الفوتوغرافي إلا أنها تتميز عنه بأنها تسمح بتصوير تحركات وكثافة الجنودن ويمكن أخذها ليلاً حتى عبر الضباب.
ما إن انتقلت المعركة إلى الأراضي السورية حتى تغيرت مهمة طائرات التجسس الأميركية من جديد وبدأت بعمليات استطلاع تكتيكي عن كثب للمواقع السورية في الجولان وفي شمال الهضبة.
وبحلول يوم الثاني عشر من حزيران انتهت مهمة طائرات التجسس وقامت طائرات النقل من طراز (سي ـ 130) بتحميل مكعّبات التصوير وباقي أجهزة تظهير الأفلام وتحليلها وعادت إلى قواعدها. كما أن الطيارين والفنيين الأميركيين عادوا على متن طائرات التجسس إلى قاعدة "مورون" في اسبانيا للإدلاء بتقاريرهم عن العملية.
كانت عمليات التجسس الأميركية سراً في غاية الخطورة من وجهة نظر الأميركيين بسبب النتائج الخطيرة التي قد تحدث من جرّاء افتضاحها على صعيد العلاقات العربية ـ الأميركية. وحين عاد الطيارين والفنيين تم استلام التقارير منهم بشكل إفرادي ثم على شكل مجموعات، وتم توضيح الأبعاد السياسية الخطيرة لتلك العملية لجميع الأفراد وأُمروا بعدم إفشاء العملية مهما كانت الأسباب وحُظِّر عليهم التحدث عن العملية حتى فيما بينهم. ثم قام رجال المخابرات الذين أُرسلوا خصيصاً من واشنطن بتسليم التقارير وقاموا بالتحقيق مع الضباط والخبراء في جو تسوده السرية التامة. ثم أُمر الضباط الطيارين والفنيين بخلع ملابسهم المدنية وتسليم جوازات سفرهم ودفاتر التعليمات المعطاة لهم وتم جمع كل تلك الأشياء في كومة على أحد جوانب حظيرة الطائرات ثم مشى الرجال وهم عراة إلى الطرف الآخر من الحظيرة لاسترداد ملابسهم العسكرية الأصلية وبطاقات المخابرات. وكان الطيارين والفنيين قد أُمروا قبل أن يعودوا من إسرائيل من قبل المخابرات الأميركية أن لا يُحضروا من إسرائيل أية هدايا أو أغراض أو أي شيء، ومُنعوا حتى من أخذ صورة فوتوغرافية لبعضهم على الأراضي الإسرائيلية في محاولة لمحو جميع آثار العملية من شدة سريتها. بعد ذلك عاد طياري السرب الثامن والثلاثين إلى قاعدة "رامستين" في ألمانيا الغربية، وعاد الفنيين وطياري السرب السابع عشر إلى قاعدة "هيغورد العليا" في بريطانيا وصدرت الأوامر بترفيع جميع الذين شاركوا بالعلمية.
إلا أن العملية السرية كُشفت حين قام الباحث الأميركي ستيغن غرين بالاطلاع على تفاصيلها أثناء تحضيره لكتابه المتعلق بالعلاقات الأميركية الإسرائيلية. وقام غرين بمقابلة عدة طيارين وفنيين من الذين شاركوا في العلمية السرية ثم قام بدراسة ميدانية للظروف المحيطة عبر الوثائق السرية المحفوظة في وثائق المخابرات الأميركية التي طلب من السلطات الأميركية الاطلاع عليها. وحين اتصل غرين بكبار ضباط وزارة الدفاع وكبار مسؤولي وزارة الخارجية والبيت الأبيض للتحقيق بالموضوع رفض الجميع رفضاً قاطعاً التحدث غليه. وعلى الأثر سارعت مخابرات القوى الجوية بالاتصال بجميع أعضاء السرب السابع عشر للاستطلاع التكتيكي وأمرتهم بالصمت المطلق بخصوص العملية السرية. ولم يدر بخلدها أن ستيغن غرين قد سبها وتحدث مع بعض هؤلاء الضباط وأعلموه التفاصيل التي ذكرتها في الصفحات السابقة أعلاه. وقد أثار كشف العملية السرية ضجة كبيرة في أوربا وأميركا وأفردت صحيفة التايمز البريطانية مساحة للتعليق على العملية السرية(45).
لقد ساعدت عمليات الاستطلاع والتجسس الأميركية اسرائيليين على تحقيق أهدافهم البرية في وقت محدود جداً، تماماً كالمساعدة التي قدمها رئيس الوفد الأميركي في الأمم المتحدة الصهيوني آرثر غولدبرغ عن طريق اتباع سياسة المماطلة والتأخير والتسويف التي ابتعها لتمكين الإسرائيليين من تحقيق أهدافهم العسكرية. فقد كان الاستراتيجيين والأميركيين والإسرائيليين على ثقة تامة بأنه ما أن يندلع القتال حتى تتصاعد الضغوط الدولةي لوقف إطلاق النارز لهذا فقد كان من الضروري لإسرائيل أن تسيطر على مناطق استراتيجية معينة وخلال فترة قصيرة جداً قبل أن يجري تجميد خطوط وقف إطلاق النار. ولهذا فإن المساعدة الاستطلاعية التكتيكية الأميركية لم تكن مهمة فحسب بل كانت جوهرية لنجاح الخطة الإسرائيلية.
ولكن هل كان الاستطلاع الجوي هو المساعدة الميدانية الوحيدة التي قدمتها الولايات المتحدة لإسرائيل؟ الجواب هو النفي، لأن إسرائيل تلقت مساعدة من نوع آخر، وعلى الأخص من قبل مخابرات سلاح الإشارة الأميركي حيث قام أفراد تابعين لسلاح الإشارة باستخدام أجهزة اتصال متطورة جداً لمساعدة الإسرائيليين في التشويش على الاتصالات العربية الميدانية وإرهاقها. كما ذكر العالم الإستراتيجي الإسرائيلي "ميخائيل بارزوحار" أن رئاسة الأركان العامة الأميركية قامت بوضع خطتي طورائ احتياطية في عام 1967 إذا كانت نتائج القتال سيئة على إسرائيل. وقد تضمنت الخطة الأولى إنزال مظلي واسع النطاق وقصف بحري في سيناء، وتضمنت الخطة الثانية نقل القوات الأميركية جواً إلى إسرائيل ونشرها بحيث تشكل منطقة عازلة حول المناطق الآهلة بالمدنيين والمعرضة للسقوط في يد "العدو". إلا أن هذه الخطط هُجرت في المراحل الأولى للقتال بعد أن تبين لرئاسة الأركان العامة الأميركية أن أجهزة المخابرات الأميركية أجمعت في تقديراتها بأن العرب لا يمكن أن يكسبوا الحرب اطلاقاً(46).
وهكذا فإن المساعدات الأميركية السرية لإسرائيل كانت جزءاً من سيناريو خطير الغاية منه إحراج وتخجيل السوفييت عن طريق تمكين إسرائيل من تدمير الجيوش العربية التي سلحوها ثم مساعدة إسرائيل على احتلال رقعة كبيرة من الأراضي حتى تجبر العرب على التفاوض المباشر مع إسرائيل من مركز ضعف ولإجبارهم على الاعتراف بإسرائيل وفتح أبواب العالم العربي لها لفتح أسواق جديدة وضمان أمنها بشكل نهائي.
المراجع
(1) مجلة نيو أوتولوك "New Outlook" الإسرائيلية، عدد أيلول ـ سبتمبر 1963، الصفحات (19 ـ 14).
(2) يقوم مبدأ "الحرب الوقائية" على مفهوم "الضربة الأولى"، وهذا يعني البدء في العلمايت العسكرية ومحاولة تدمير الآلة العسكرية المعادية وسحب المبادرة منها قبل أن تتحرك فعلاً. ولعل حرب عام 1967 هي خير مثال لهذا النوع من الحرب.
(3) سمحا فلافان: "منطق رائع لكنه خاطئ"، مجلة نيو أوتولوك، عدد أيلول ـ سبتمبر ـ 1963، الصفحة (26).
(4) "سرّي"، برقية رقم "325" صادرة عن القنصلية الأميركية في القدس إلى وزير الخارجية بتاريخ 14/5/1965، ملفات الأمن القومي، ملف إسرائيل، المجلد الرابع، برقيات الفترة 2/65 حتى 11/65، مكتبة الرئيس لنيدون جونسون.
(5) المرجع السابق.
(6) "سري"، برقية رقم (26) صادرة عن القنصلية الأميركية في القدس مرفوعة إلى وزير الخارجية بتاريخ 21/7/1964، ملفات الأمن القومي، ملف إسرائيل، المجلد الثاني، برقيات الفترة من 4/64 حتى 8/64، مكتبة الرئيس ليندون جونسون.
(7) "سري"، تقرير مرفوع إلى رئيس المخابرات المركزية بعنوان: "تقرير الوضع الدولي"، تاريخ 9/6/1964.
(8) "سري": مذكرة مرفوعة من جورج بول وزير الخارجية الأميركية إلى الرئيس ليندون جونسون بعنوان: "زيارة ليفي أشكول رئيس وزراء إسرائيل"، ملف الوثائق السرية رقم 193 ـ دي/ 1979.
(9) ستيفن غرين: "الانحياز"، لندن: 1984، الصفحات 149، 150،161.
(10) كلايد مارث: "إسرائيل واتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية": دراسة لحساب هيئة المرجع التشريعي في الكونغرس الأميركي بتاريخ 6/2/1969.
(11) "سري": مذكرة وزير الخارجية الأميركية كريستيان هيرتر إلى بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل بتاريخ 4/8/1960، ملفات وزير الخارجية الصندوق رقم (9)، أوراق شهر آب ـ أغسطس 1960، مكتب الرئيس ايزنهاور.
(12) "سري": مذكرة وزارة الخارجية الأميركية بخصوص المحادثات رفعها إيرل راسيل بتاريخ 19/5/1965، ملفات الأمن القومي، ملف إسرائيل، المجلد الرابع، مذكرات وبرقيات الفترة من 2/65 حتى 11/65، مكتبة الرئيس لندون جونسون.
(13) "سري": مذكرة من روبرت كومر إلى الرئيس لندون جونسون، تاريخ 18/1/1966، ملفات الأمن القومي، ملف إسرائيل، المجلد الخامس، مذكرات الفترة من 12/65 حتى 9/66، مكتبة الرئيس ليندون جونسون.
(14) فؤاد جابر: "إسرائيل والأسلحة النووية"، المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، لندن، 1971، الصفحات (15 ـ 17).
(15) سليفيا كروسبي: "فرنسا وإسرائيل منذ السويس وحتى حرب الأيام الستة"، جامعة برنتسيتون: نيوجيرسي، 1974، الصفحة (115).
(16) ستيفن غرين: "الانحياز"، لندن، 1948، الصفحة 150.
(17) صحيفة الصنداي تايمز البريطانية، لندن، 12/10/1986.
(18) صحيفة الواشنطن بوست، واشنطن، 27/5/1987.
(19) يائير افرون: "إسرائيل والذرة (1957 ـ 1967)"، أوربيس، الجزء الرابع، شتاء 1974، الصفحة 1331.
(20) كلايد مارك: "إسرائيل ومعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية"، دراسة معدّة للكونغرس الأميركي بتاريخ 6/2/1969، الصفحة 4.
(21) "سري": نص المحادثات بين بن غوريون رئيس وزراؤ إسرائيل والرئيس ايزنهاور بتاريخ 10/3/1960، مكتب سكرتير الرئيس، الصندوق رقم (8) السلسلة الدولية، ملف إسرائيل، مكتبة الرئيس ايزنهاور.
(22) "سري": مذكرة من وزير الدفاع إلى الرئيس الأميركي بعنوان: "انتشار الأسلحة النووية بوجود أو غياب اتفاقية منع التجارب النووية"، رُفعت بتاريخ 12/2/1963، الملف رقم 49 ـ بي/1978.
(23) "سري": تقرير مرفوع من شيرمان كنت رئيس الدائرة القومية لشؤون التقييم إلى رئيس المخابرات المركزية بتاريخ 6/3/1963، الملف رقم 352 ـ بي/1979.
(24) أوبري هودز:"مستقبل إسرائيل في الشرق الأوسط"، نيويورك، 1968، الصفحة 232.
(25) صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، نيويورك 8/12/1964، الصفحة 23، 6.
(26) "سري": برقية رقم دي ـ تي ـ جي/ 312152، مرفوعة من الملحق الجوي في تل أبيب إلى قيادة القوى الجوية في واشنطن، تاريخ آذار ـ مارس/ 1965، ملفات الأمن القومي، ملف إسرائيل المجلد الرابع، برقيات الفترة من 2/65 حتى 11/65، مكتبة الرئيس لندنون جونسون.
(27) "سري": مذكرة من والت روستو مستشار الرئيس الخاص لشؤون الأمن القومي إلى الرئيس ليندون جونسون، تاريخ 25/5/1967، ملف الأمن القومي، الوثائق التاريخية لمجلس الأمن القومي، أزمة الشرق الأوسط، مذكرات الفترة من 12/5/1967 حتى 19/6/1967، المجلد الثانين مكتب الرئيس جونسون.
(28) "سري": مذكرة من دين راسل وزير الخارجية إلى الرئيس لندون جونسون رُفعت بتاريخ 26/5/1967، ملفات الأمن القومي، ملف إسرائيل، الصندوق رقم 142، المجلد الثاني عشرن مكتبة الرئيس ليندون جونسون.
(29) المرجع السابق.
(30) مقابلة مع ريتشارد هيلمز رئيس المخابرات المركزية رقم (1) مسجلة بتاريخ 4/4/1969، أوراق التاريخ الشفهي، مكتبة الرئيس ليندون جونسون.
(31) ميخائيل بارزوحارك "السفارات في أزمة"، إنفلوود كليف، نيوجيرسين الولايات المتحدة، 1970، الصفحات 114 ـ 115.
(32) مقابلة مع هاري ماكفيرسون رقم (1)، مسجلة بتاريخ 5/12/1968، مشروع التاريخ الشفهي، مكتبة الرئيس ليندون جونسون.
(33) "سري جداً" Top Secret: مذكرة وجدول مرفق من هارولد ساندرز إلى لويس بيفينز بتاريخ 23/5/1967، بالاضافة إلى تقرير مارفن واتسون إلى الرئيس بتاريخ 5/6/1967.
(34) هاري ايليز: "معضلة إسرائيل"، واشنطن دي. سي، 1973، الصفحة (59).
(35) المرجع السابق. الصفحة (59).
(36) ونستون وراندولف تشرشل: "حرب الأيام الستة"ن بوسطن، 1967، الصفحة 85).
(37) صحيفة النيويورك تايمز، نيويورك 7/6/1967، الصفحة الأولى.
(38) أنتوني بيرسون: "مؤامرة الصمت"، لندنك 1978، الصفحات 17، 19و 20 ـ 21، 23.
(39) المرجع السابق، الصفحة 104.
(40) المرجع السابق، الصفحات 116 ـ 117، 120.
(41) "سري": تقرير من والت روستو إلى وزير الخارجية ووزير الدفاع بتاريخ 4/6/1967، ملفات الأمن القومي، أزمة الشرق الأوسط، الفترة من 12/5/ حتى 19/6/ 1967، مكتبة جونسون.
(42) "سري": تقرير من والت روستو إلى الرئيس جونسون بتاريخ 5/6/1967، مكتبة جونسون.
(43) "سري": مذكرة من والت روستو إلى الرئيس ليندون جونسون بتاريخ 6/6/1967، ملفات الأمن القومي، أزمة الشرق الأوسط، مذكرات الفترة من 12/5/ حتى 19/6/ 1967، المجلد الرابع، مكتبة الرئيس ليندون جونسون.
(44) "سري": مذكرة من والت روستو إلى الرئيس جونسون بتاريخ 7/6/1967، ملفات الأمن القومي، أزمة الشرق الأوسط، مذكرات الفترة من 12/5/1967 حتى 19/6/1967، المجلد الرابع، مكتبة الرئيس ليندون جونسون.
(45) صحيفة التايمز البريطانية، مقال كتبة إدوارد موريتايمر للتعليق على الأسرار التي كشفها ستيفن غرين بعنوان "علاقة خاصة من طرف واحد"، 13/4/1984.
(46) ميخائيل بار زوحار: "السفارات في أزمة".
(47) جيمس بامفورد: "قصر الدهشة"، بوسطن 1982، الصفحة 219.
(48) برنامج "الهجوم على ليبرتي". التلفزيون البريطاني (بي بي سي). كانون الثاني 1978.
(49) مجلة نيوزويك الأميركية 14/6/1967.
د. يحى الشاعر
د. يحى الشاعر
http://samy-sharaf1.bravehost.com/
http://samy-sharaf.bravehost.com/
http://yahia-al-shaer.com/
التعديل الأخير: