رد: يوم الغضب مصر تثور
غضب متزايد بمصر رغم خطاب مبارك
تصاعدت حدة الاحتجاجات, في خامس أيام الغضب بمصر, وتحدى عشرات الآلاف قرار حظر التجول الذي تم تمديده ليبدأ من الرابعة عصرا حتى الثامنة صباحا.
وقال مراسل الجزيرة نت في القاهرة إن متظاهرين يحاصرون مقر اجتماع الحكومة الجديدة في القرية الذكية بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي, في حين تحركت دبابات لحماية الوزراء.
كما ذكر مراسل الجزيرة أن أكثر من خمسين ألف متظاهر يحتشدون بميدان التحرير بقلب القاهرة, رافعين علم مصر, ومطالبين بتنحي الرئيس
حسني مبارك.
خيبة أمل
وجاء تصاعد المظاهرات رغم خطاب مبارك إلى الشعب في ساعة متأخرة من يوم أمس وإقالته الحكومة, وهو ما اعتبره متظاهرون مخيبا للآمال, كما قال مراسل الجزيرة.
وذكر شهود لرويترز أن الشرطة المصرية تطلق عيارات قرب محتجين تجمعوا في الشوارع الجانبية المؤدية إلى ميدان التحرير بوسط العاصمة اليوم السبت غير أنه لم يتضح ما إن كانت ذخيرة حية.
وانتشرت قوات الجيش في الشوارع وعند المواقع الحساسة ومن بينها محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون الذي حاول المتظاهرون اقتحامه أمس.
جاء ذلك بينما لا تزال الحرائق مشتعلة في مقر الحزب الحاكم وبعض المؤسسات الأخرى والدخان يتصاعد منها, في ظل غياب قوات الشرطة.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن هناك حالة من الانفلات الأمني تسود ميدان التحرير وأن هناك مناوشات بين لصوص حضروا لنهب المحال التجارية مسلحين بالأسلحة البيضاء والعصي، ومتظاهرين شكلوا دروعا بشرية لحماية الممتلكات العامة.
وكشفت صور من القاهرة في صبيحة الاحتجاجات حجم الدمار وسيارات الشرطة المحترقة، وما تعرضت له العديد من المنشآت العامة والخاصة وكان أكثرها تضررا المقر الرئيسي للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم حيث أُحرق المبنى ونهبت محتوياته.
أعمال سلب وحرائق واسعة (الأوروبية)
مئات القتلى
وقال مراسل الجزيرة إن أعمال التخريب التي وقعت قام بمعظمها كثير من المشبوهين والمساجين الذين فروا من أقسام الشرطة. وتحدث شهود عيان لرويترز عن نهب أحد متاجر كارفور في القاهرة.
وقال مراسل الجزيرة نت في القاهرة إن قوات الجيش ألقت القبض على مجموعة من ضباط الأمن حاولوا نهب بعض محتويات المتحف الوطني بمساعدة بعض المتظاهرين.
وفي حلوان قال مراسل الجزيرة نت إن مبنى أمن الدولة ونقطة مرور حلوان والإدارة المحلية أحرقت بالكامل.
في هذه الأثناء, تحدثت تقديرات متفاوتة عن سقوط مئات القتلى ونحو ألفي مصاب في الاحتجاجات التي عمت المحافظات المصرية على مدى الأيام القليلة الماضية.
كما تواصلت الهجمات على أقسام الشرطة، حيث أحرق محتجون قسم مدينة السلام وأخرجوا زملاءهم الذين اعتقلتهم قوات الأمن أمس.
ونقل عن شهود عيان أن 18 شخصا قتلوا في اشتباكات مع الشرطة بميدان المطرية. وتحدثت مصادر للجزيرة عن سقوط عشرات الجرحى بمنطقة التوفيقية بالقاهرة وسط مناشدات لإسعافهم.
وقد شهدت عدة سجون مصادمات متصاعدة, حيث ذكر مراسل الجزيرة نت أن قوات الأمن اقتحمت سجن القطا بدلتا مصر وتحدث عن عشرات القتلى. كما تحدث عن تمرد بسجن أبو زعبل الذي يضم سجناء سياسيين, وأشار إلى إطلاق نار على المعتقلين.
الإسكندرية
وفي الإسكندرية ورد إلى الجزيرة نت أن مظاهرات حاشدة للتنديد بخطاب مبارك والمطالبة بتنحيه تجوب شارع المحافظة الذي شهد إحراق مبنى المحافظة أمس فضلا عن إحراق أقسام الشرطة في مناطق المنشية ومحرم بيك وباب شرق وسيدي جابر والمنتزه والعطارين.
وتحدثت مراسلة الجزيرة عن أكثر من عشرين جثة لأشخاص سقطوا باحتجاجات أمس، في حين أشار مراسل الجزيرة نت في الإسكندرية إلى أن عدد القتلى وصل إلى 23.
وذكر مراسل الجزيرة نت أن مواطنين حاصروا مقر أمن الدولة في منطقة الفراعنة بالإسكندرية وعناصر الأمن المتواجدة داخله تطلق الرصاص الحي.
قوات الجيش تواجه مهمة صعبة من أجل ضبط الأمن
(رويترز)
كما اقتحم متظاهرون مصانع حديد عز والدخيلة التابعة لرجل الأعمال أحمد عز وهو شخصية نافذة في النظام والحزب الحاكم, حيث جرى الاستيلاء على كامل محتويات المصنع.
وكانت المظاهرات عمت أمس كل أنحاء المدينة من منطقة العامرية في أقصى غربي المدينة إلى منطقة أبو قير في أقصى شرقيها، حيث اختفت قوات الأمن من الشوارع, وسيطر المتظاهرون على أغلب المواقع.
السويس غاضبة
وفي السويس أفادت مراسلة الجزيرة دينا سمك بأن مئات الأشخاص تجمعوا مجددا أمام قسم شرطة الأربعين مرددين هتافات ضد مبارك بينما يسيطر الجيش على معظم شوارع المنطقة ويحاول أن يحمي المؤسسات الحكومية.
وأشارت إلى احتراق قسم الأربعين فضلا عن معرض للسيارات قيل إن صاحبه أطلق النار فأردى ستة أشخاص، وهو ما أكده شاهد عيان في اتصال مع الجزيرة.
وأفادت نقلا عن مصادر طبية في مشفى السويس العام بمقتل 17 شخصا وإصابة أكثر من 180 بينهم 25 حالة حرجة، وذكرت أن الأهالي يتجمعون أمام مشرحة السويس العامة للتعرف على جثث أبنائهم والمطالبة بالتحقيق لمعرفة من أطلق النار عليهم.
وقال صحفيون للجزيرة إن الشرطة أطلقت الرصاص الحي على المواطنين في السويس بأوامر من القيادات.
وفي السويس أيضا أعلن عمال مصنع السويس للصلب إضرابا مفتوحا حتى إسقاط النظام المصري لكنهم لم يتحدثوا حتى الآن عن الخروج للشارع لحماية آلات المصنع.
أما في المنصورة ذكر المدون حسام يحيى للجزيرة أن الهدوء الحذر ما زال مستمرا في المدينة لكن يتوقع أن تخرج مظاهرات تمت الدعوة إليها أمس.
وقال إن الأمن الذي انسحب من القاهرة بعد دخول الجيش في الغالب نزل إلى المدن القريبة مثل المنصورة والمحلة الكبرى والإسماعلية والسويس.
وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بوقوع صدامات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن في مدينة الإسماعيلية شمالي شرقي مصر. كما وردت أنباء عن مقتل خمسة أشخاص في دمنهور.
يشار إلى أنه, رغم فرض حظر التجول في القاهرة الكبرى والإسكندرية والسويس منذ الليلة الماضية وحتى صباح اليوم لم يلاحظ أي التزام بهذا الحظر.
وجددت القوات المسلحة في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه دعوتها إلى ضبط النفس والتزام حظر التجول، فيما ناشدت قوات الجيش المتظاهرين بالابتعاد عن منطقة مبنى الإذاعة والتلفزيون وسط القاهرة.