محمود شوكت باشا
[FONT="]نسبه:[/FONT]
[FONT="]هو [/FONT][FONT="]محمود شوكت رابع أنجال سليمان فائق بك ابن الحاج طالب[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]قيل الكثير حول نسب محمود شوكت باشا فنسبه البعض الى آل العمري (وهي عائلة عراقية وهم عرب أقحاح يعودون بنسبهم الى عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه) فيما قال آخرون انه شيشاني الأصل.[/FONT]
[FONT="]والأرجح أن الرجل شيشاني الأصل والدليل [/FONT][FONT="]دوره القيادي البارز في تأسيس جمعية الاتحاد والتعاون الشركسية في استانبول عام 1908م وهي أول مؤسسة قوقازية في المنفى خارج الوطن الأم بعد التهجير المأساوي للشراكسة عن وطنهم الأم قي شمال القوقاز عام 1864 م .[/FONT]
[FONT="]وأما نسبة بعض المراجع له الى بيت العمري فهو التباس [/FONT][FONT="]سببه أن محمود شوكت باشا وهادي باشا العمري هم أولاد خالة وخدموا معا في الجيش العثماني وقد وصل هادي باشا العمري الى منصب رئيس أركان الجيش العثماني وبقي به فترة ليست بالطويلة أحيل بعدها الى التقاعد في نفس الوقت الذي وصل فيه محمود شوكت باشا الى قيادة الجيش العثماني الثالث.[/FONT]
[FONT="]وحول هذا الالتباس يقول خيري العمري في كتابه شخصيات عراقية[/FONT][FONT="] (([/FONT][FONT="]وكان سبب هذا الخطأ أن محمود شوكت باشا هو ابن خالة هادي باشا العمري فتوهم الناس أنه لا بد أن يكون عمريا كابن خالته، وقد راج هذا الخطأ في العراق والبلاد العربية الأخرى، ونظم شوقي قصيدة في مدح محمود شوكت باشا ذكر فيها أنه "ابن الأكارم من بني عمر"، وفعل مثل ذلك شاعر عراقي حيث وصف محمود شوكت باشا بأنه "بجده عمر اقتدى")) (علي الوردي، لمحات اجتماعية، ج3، ص 169-170، نقلاً من كتاب: شخصيات عراقية، لخيري العمري، بغداد 1955، ج1، ص4).[/FONT]
[FONT="]وأي كان الأصل العرقي للرجل فهو عراقي المولد والنشأة وأهله ذابوا منذ عهد بعيد في النسيج العراقي وأصبحوا جزءا منه ولذلك فان المؤرخين العراقيين كانو دائما يذكرونه خلال ترجمتهم للشخصيات العراقية البارزة.[/FONT]
[FONT="]كان جده الحاج طالب من عامة الشعب في العراق(وربما كان من الطبقة الفقيرة او المتوسطة) وأما أبوه سليمان فائق بك فقد كان من المتعلمين الذين شقوا طريقهم بنجاح واستطاع أن يصل الى وظيفة [/FONT][FONT="]متصرف لواء المنتفق في محافظة ذي قار حاليا جنوب العراق[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]مولده ونشأته:[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]ولد محمود شوكت باشا في بغداد [/FONT][FONT="]عام 1857[/FONT][FONT="] وتلقى تعليمه المدرسي فيها حتى عام 1875.[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]دراسته العسكرية وسجله العسكري:[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]وحين أنهى المدرسة اصطحبه والده الى الآستانة عاصمة الخلافة العثمانية ليقوم بتسجيله في الكلية الحربية التي تخرج منها عام 1880 ثم دخل بعدها كلية الأركان وتخرج منها عام 1882 برتبة يوزباشي (نقيب) ركن وأرسل في الحملة العسكرية العثمانية الى مصر عام 1882 للتعامل مع ثورة عرابي باشا(كان عرابي باشا قد ثار على الخديوي توفيق والمصالح البريطانية في مصر فطلبت فرنسا وبريطانيا من السلطان عبد الحميد ارسال حملة لاطفاء ثورته فماطل السلطان عبد الحميد في ذلك وكان يقوم سرا بتأييد أحمد عرابي فقامت بريطانيا بارسال قواتها التي خاضت معارك مع أحمد عرابي الذي انتصر في معركة كفر الدوار وأفشل دخول الانكليز لمصر من جهة الاسكندرية ولكن حين بدأ ميزان القوى يختل ضد أحمد عرابي لصالح البريطانيين الذين حولو اتجاه هجومهم ودخلو من جهة القناة وكان توفيق خديوي مصر قد أعلن تاييده لهم اضطر السلطان عبد الحميد الثاني تحت التهديد البريطاني بفصل ولاية مصر عن الدولة العثمانية الى اعلان أحمد عرابي عاصيا وأرسل قوة من الجيش تحت غطاء المشاركة في ضبط الأوضاع ولم تصل القوة الى مصر ولم تشارك في أية معارك قتالية حيث كان الانكليز قد حسموا المواجهات لصالحهم بعد معركة التل الكبير وقد بقي الجزء الأكبر من تلك القوة في كريت وكان الغرض الحقيقي لتلك القوة التأكيد على بقاء مصر قانونيا ولاية عثمانية وانتزاع زمام المبادرة في ضبط أوضاع مصر من أيدي القوات البريطانية ورغم أن السلطان عبد الحميد رحمه الله فعل ما فعل مضطرا بعد ان رأى يد بريطانيا قد أمسكت بمصر الا أن فعلته زلة لم نكن نريدها من رجل بعظمته ولكل حصان كبوة ونسأل الله أن تذوب تلك الزلة في بحار حسناته).[/FONT]
[FONT="]وقد بقي محمود شوكت باشا مع تلك القوة في كريت ثم عاد الى تركيا ثم [/FONT][FONT="]عين مدرسا في مدرسة الأركان عام 1883 ورافق القائد الألماني كولمار فرايهر فون در كولتز الذي استعان به لترجمة الكتب العسكرية إلى التركية.[/FONT]
[FONT="]أصبح والياً على كوسوفو عام 1905م، ثم قائداً لقوات الدولة في سلانيك ومفتشاً في الروملي (قائد الجيش الثالث).[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]السلطان عبد الحميد والحرب مع روسيا وايقاف الدستور:[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]قام السلطان عبد الحميد بحل البرلمان وايقافه العمل بالدستور لأجل غير مسمى بعد نتائج الحرب مع روسيا التي استمرت الى العام 1978 والتي لم يشأ دخولها ولكنه دخلها بضغط من الصدر الأعظم مدحت باشا الذي استعان بقوة البرلمان وحرك عليه طلاب المدارس الدينية وضباط الجيش الذين خرجو في مظاهرات مؤيدة للحرب ورافضة لقرارت مؤتمر الأستانة التي اقترحت فيها الدول الأوروبية القيام بتسوية تنص على اصلاحات في الولايات البلقانية لصالح السكان المسيحيين.[/FONT]
[FONT="]وقد كان الجيش الروسي في تلك الحرب 3 أضعاف الجيش العثماني اضافة الى تفوق كاسح في عدد المدافع وشارك معه قوات رومانيا وبلغاريا وصربيا والجبل الأسود.[/FONT]
[FONT="]وقد جرت كثير من المعارك في الحرب في القوقاز والبلقان تخللتها هزائم وانتصارات نجح خلالها الجيش العثماني في البداية في دحر الروس رغم تفوقهم في العدد والسلاح في القوقاز ومطاردتهم الى داخل الأراضي الروسية تحت قيادة المجاهد البطل أحمد مختار باشا ولكن الروس عززوا قواتهم واستطاعو تحريض عدد من الزعماء القبليين الأكراد في شرق الأناضول على القيام ببعض القلاقل ضد التجنيد الالزامي ورفض تقديم المساندة للقوات العثمانية فلم يتلقى القائد أحمد مختار باشا تعزيزات فاستعاد الروس المواقع التي استولى عليها العثمانيون داخل أراضيهم ثم تخطوا خط الحدود السابق واحتلوا عددا من المدن داخل الأراضي العثمانية ثم توقف تقدمهم عند أرضروم التي شارك الأهالي الجيش في الدفاع عنها حتى اشتهر من أبطال المقاومة فيها العجوز نينة خاتون.[/FONT]
[FONT="]وأما في البلقان فقد ارتكب القائد عبد الكريم باشا أخطاء سمحت للروس بعبور الدانوب وأدى رفض مدحت باشا وفريقه وقت الحرب اصلاحات يسيرة لصالح رومانيا كان عبد الحميد لا يمانع بها الى انضمامها الكامل لجانب الروس فشاركت بجيشها الذي يقارب ال100 ألف مقاتل الى جانب الروس وسمحت لها بعبور أراضيها فاجتازو بذلك مضيق شبكا وتقدمو نحو بلفنة في بلغاريا والتي صمدت فيها القوات العثمانية تحت قيادة القائد المجاهد الغازي عثمان باشا واستطاعت احراز 3 انتصارات باهرة على القوات الروسية المهاجمة وكبدت الروس خسائر هائلة فأنعم عليه السلطان عبد الحميد بلقب الغازي فدفع الروس بتعزيزات من بينها الفرقة القيصرية الخاصة والقوات السيبيرية وحضر القيصر أليكسي الثاني نفسه على رأس المعركة لقيادتها وقام الروس بقواتهم المتفوقة بحصار القوات العثمانية في بلفنة بثلاث خطوط دفاعية لاستنزافها وبعد حصار طويل أوشكت فيه المؤن والذخائر على النفاذ قام الغازي عثمان باشا بشن هجوم معاكس في محاولة لاختراق الحصار فاخترق الخطين الأول والثاني واستولى على عدد من مدافعهم ولكنه أصيب بجراح عند الخط الثالث ووقع في الأسر وسادت الجيش حالة من الفوضى فاستسلم ودخل الروس بلفنة.[/FONT]
[FONT="]وبعد بلفنة تقدم الروس واستولوا على أدرنة حتى وصلو ضواحي اسطنبول وهنا اتصل السلطان عبد الحميد بالملكة فيكتوريا التي كانت تخشى وصول الروس للمياه الدافئة فأرسل الانكليز أسطولهم للدفاع عن اسطنبول وهددوا روسيا بدخول الحرب فأوقف الروس تقدمهم على مقربة من اسطنبول وفرضوا على الدولة العثمانية توقيع اتفاقية سان ستيفانو المذلة والتي وقعها وزير الخارجية العثماني باكيا بعدأ ن هدده القائد الروسي بالزحف على اسطنبول فورا اذا رفض التوقيع دون مبالاة بالأسطول الانكليزي.[/FONT]
[FONT="]وأمسك السلطان عبد الحميد بعدها بزمام الدولة بمفرده وانتظر انسحاب القوات الروسية وفقا لاتفاقية سان ستيفانو ولعب دبلوماسيا على الخلافات الأوروبية وتم عقد مؤتمر برلين الذي خفف كثيرا من معاهدة سان ستيفانو والحق أنه رغم ان أن قرارت مؤتمر برلين افضل بكثير جدا من معاهدة سان ستيفانو الا أننا لا نستطيع أن نعطيها الثناء الكامل فهي أعادت كل الأراضي العثمانيين في جبهة القوقاز وأعادت الكثير من الأراضي للعثمانيين في جبهة البلقان وسلخت أراضي أخرى واضطرت الدولة العثمانية فيها لاجراء اصلاحات أكثر لصالح الأرمن في شرق الأناضول والمسيحيين في مقدونيا.[/FONT]
[FONT="]وهي بالطبع أفضل من معاهدة سان ستيفانو بكثير ولكنها أسوأ بكثير من قرارات مؤتمر الأستانة والتي كانت قرارت سهلة وزهيدة كان يمكن بها تجنب الحرب التي قضمت أرضي من الدولة العثمانية وأدت الى غرق الدولة العثمانية بكثير من اللاجئين المسلمين من القوقاز ومسلمي البلقان الذين لجئوا الى الشام والاناضول والأستانة حيث نام الكثير منهم في مساجد اسطنبول الى أن تقوم الدولة بايجاد المأوى لهم هذا عدا عن التكاليف المالية التي جعلت الخزينة تعاني الى آخر فترة السلطان عبد الحميد من تكاليف تلك الحرب.[/FONT]
[FONT="]كل ذلك كان من الممكن تجنبه لو طاوع مدحت باشا السلطان وقبل قرارات مؤتمر الأستانة والتي ادى رفضها الى رفع الغطاء الأوروبي عن العثمانيين واعطى روسيا الذريعة للحرب.[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]نشاط محمود شوكت باشا في معارضة السلطان عبد الحميد:[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]تأثر محمود شوكت باشا بالأفكار الغربية حول الدستور والمساواة والحداثة مثل الكثيرين من ضباط الجيش العثماني وقد أدت تلك الأفكار في وقت سابق الى نشوء مجموعة الشبيبة العثمانية والتي صارت فيما بعض حركة سرية تعرف باسم تركيا الفتاة التي خلعت السلطان عبد الحميد فيما بعد وصارت تسمى بحزب الاتحاد والترقي وقد كان محمود شوكت باشا معارضا لسياسة الحكم الفردي التي انتهجها السلطان عبد الحميد منذ حله للبرلمان وايقافه العمل بالدستور وقد كان عضوا في جماعة تركيا الفتاة.[/FONT]
[FONT="]وشارك في اجبار السلطان عبد الحميد على اعادة العمل بالدستور(المشروطية) عام 1908م، وفي عام 1909 بعد أحداث 31 آذار زحف بالجيش الثالث من سلانيك إلى اسطنبول واحتل القصر وأجبر السلطان عبد الحميد الثاني على التنازل عن العرش وتم تعيين السلطان محمد رشاد بدلا من السلطان عبد الحميد ولكنه كان صورة حاكم حيث كان الحكم لحزب الاتحاد والترقي.
[/FONT] [FONT="]مناصب محمود شوكت باشا بعد الانقلاب ثم مقتله:[/FONT]
[FONT="]أصبح وزيرا للحربية في عام 1910 في وزارة محمد كامل پاشا قبرصلي، ثم تعيينه بدعم من زعماء حزب الاتحاد والترقي صدرا أعظم للدولة العثمانية ( أي رئيساً للوزراء) في 22 يناير 1913.[/FONT]
[FONT="]وتم اغتيال محمود شوكت باشا في مدينة اسطنبول بخمس رصاصات، مِن قبل المتطرفين الطورانيين في حزب الاتحاد والترقي الذين كانو ينشطون في تصفية العناصر غير التركية وابعادها عن مراكز القوة في الدولة العثمانية وكان ذلك في 13 يونيو 1913 عند باب وزارة الحربية.[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]مؤلفات محمود شوكت باشا:[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="] * ألّف كتاباً عن مذكراته اليومية بعنوان " مذكرات محمود شوكت باشا اليومية ".[/FONT]
[FONT="] * اللوغارتمات وأصول الهندسة.[/FONT]
[FONT="] * الهندسة المجسمة.[/FONT]
[FONT="] * محاضرات في النفير العام والبنادق.[/FONT]
[FONT="] * ألأزياء العسكرية والتشكيلات العثمانية[/FONT]
[FONT="] * لم يقتصر همه على التصانيف العلمية والعسكرية، بل ترجم روايات أدبية كرواية (في ظلال الزيزفون) للكاتب الفرنسي الفونس كار (1808 - 1890).[/FONT]
[FONT="]مصير الدولة العثمانية بعد انقلاب 1909[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]وقد توالت أحداث عصفت بالامبراطورية العثمانية منذ انقلاب 1909 كحرب اليمن والحرب مع ايطاليا حول ليبيا عام 1911-1912حربي البلقان [/FONT][FONT="]1912-1913[/FONT][FONT="]الأولى والثانية أدت الى اقصاء الرؤوس القوية في حزب الاتحاد والترقي واستفراد الباشوات الثلاثة (جمال باشا-طلعت باشا-أنور باشا) بالحكم في الدولة العثمانية منذ العام 1913 مع الابقاء شكليا على الدستور والبرلمان اضافة الى الابقاء على السلطان محمد رشاد الخامس في منصب أشبه بمنصب الملك البريطاني الى أن توفي عام 1918 قبيل هدنة مودرس بقليل وحل محله السلطان محمد وحيد الدين السادس حاليا وقد دعيت فترتهم بفترة دكتاتورية الباشوات الثلاثة والتي استمرت حتى هدنة مودرس 1918 التي خرجت بها الدولة العثمانية من الحرب العالمية الاولى بخسارة معظم أراضيها وانتهى بذلك حكم الاتحاد والترقي وتولت البلاد حكومة انتقالية جرت خلالها الكثير من الاحداث ودخول القوات الأوروبية الأراضي التركية وظهور مصطفى كمال أتاتورك الذي أسس حكومة مستقلة في أنقرة وصراعه مع السلطان في الأستانة واخيرا استيلائه على الأستانة وترك السلطان محمد وحيد الدين للعرش عام 1922 حيث تم الغاء السلطنة وتأسيس الجمهورية التركية الحالية والابقاء فقط على مركز الخلافة الديني حيث تم تعيين عبد المجيد الثاني خليفة واستمر حتى عام 1924 حين تم الغاء الخلافة ونفي آل عثمان من تركيا وخرج بذلك بني عثمان من التاريخ بعد أكثر من ستة قرون بدأها أجدادهم كزعماء لعشيرة تركمانية أوغوزية هاجرت من الموطن الأصلي للأتراك في آسيا الوسطى ثم أمراء عند السلاجقة ثم سلاطين قرنين من الزمن ابتداء بجدهم عثمان الأول ثم جمعوا بين السلطنة والخلافة أربعة قرون منذ عهد سليم الأول ثم الخلافة دون السلطنة سنتين (عبد المجيد الثاني) ثم تحولو بعدها الى أسرة من الأسر ذات الأصل الأرستقراطي تعيش في المنفى مشتتة.[/FONT]
[FONT="]هو [/FONT][FONT="]محمود شوكت رابع أنجال سليمان فائق بك ابن الحاج طالب[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]قيل الكثير حول نسب محمود شوكت باشا فنسبه البعض الى آل العمري (وهي عائلة عراقية وهم عرب أقحاح يعودون بنسبهم الى عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه) فيما قال آخرون انه شيشاني الأصل.[/FONT]
[FONT="]والأرجح أن الرجل شيشاني الأصل والدليل [/FONT][FONT="]دوره القيادي البارز في تأسيس جمعية الاتحاد والتعاون الشركسية في استانبول عام 1908م وهي أول مؤسسة قوقازية في المنفى خارج الوطن الأم بعد التهجير المأساوي للشراكسة عن وطنهم الأم قي شمال القوقاز عام 1864 م .[/FONT]
[FONT="]وأما نسبة بعض المراجع له الى بيت العمري فهو التباس [/FONT][FONT="]سببه أن محمود شوكت باشا وهادي باشا العمري هم أولاد خالة وخدموا معا في الجيش العثماني وقد وصل هادي باشا العمري الى منصب رئيس أركان الجيش العثماني وبقي به فترة ليست بالطويلة أحيل بعدها الى التقاعد في نفس الوقت الذي وصل فيه محمود شوكت باشا الى قيادة الجيش العثماني الثالث.[/FONT]
[FONT="]وحول هذا الالتباس يقول خيري العمري في كتابه شخصيات عراقية[/FONT][FONT="] (([/FONT][FONT="]وكان سبب هذا الخطأ أن محمود شوكت باشا هو ابن خالة هادي باشا العمري فتوهم الناس أنه لا بد أن يكون عمريا كابن خالته، وقد راج هذا الخطأ في العراق والبلاد العربية الأخرى، ونظم شوقي قصيدة في مدح محمود شوكت باشا ذكر فيها أنه "ابن الأكارم من بني عمر"، وفعل مثل ذلك شاعر عراقي حيث وصف محمود شوكت باشا بأنه "بجده عمر اقتدى")) (علي الوردي، لمحات اجتماعية، ج3، ص 169-170، نقلاً من كتاب: شخصيات عراقية، لخيري العمري، بغداد 1955، ج1، ص4).[/FONT]
[FONT="]وأي كان الأصل العرقي للرجل فهو عراقي المولد والنشأة وأهله ذابوا منذ عهد بعيد في النسيج العراقي وأصبحوا جزءا منه ولذلك فان المؤرخين العراقيين كانو دائما يذكرونه خلال ترجمتهم للشخصيات العراقية البارزة.[/FONT]
[FONT="]كان جده الحاج طالب من عامة الشعب في العراق(وربما كان من الطبقة الفقيرة او المتوسطة) وأما أبوه سليمان فائق بك فقد كان من المتعلمين الذين شقوا طريقهم بنجاح واستطاع أن يصل الى وظيفة [/FONT][FONT="]متصرف لواء المنتفق في محافظة ذي قار حاليا جنوب العراق[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]مولده ونشأته:[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]ولد محمود شوكت باشا في بغداد [/FONT][FONT="]عام 1857[/FONT][FONT="] وتلقى تعليمه المدرسي فيها حتى عام 1875.[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]دراسته العسكرية وسجله العسكري:[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]وحين أنهى المدرسة اصطحبه والده الى الآستانة عاصمة الخلافة العثمانية ليقوم بتسجيله في الكلية الحربية التي تخرج منها عام 1880 ثم دخل بعدها كلية الأركان وتخرج منها عام 1882 برتبة يوزباشي (نقيب) ركن وأرسل في الحملة العسكرية العثمانية الى مصر عام 1882 للتعامل مع ثورة عرابي باشا(كان عرابي باشا قد ثار على الخديوي توفيق والمصالح البريطانية في مصر فطلبت فرنسا وبريطانيا من السلطان عبد الحميد ارسال حملة لاطفاء ثورته فماطل السلطان عبد الحميد في ذلك وكان يقوم سرا بتأييد أحمد عرابي فقامت بريطانيا بارسال قواتها التي خاضت معارك مع أحمد عرابي الذي انتصر في معركة كفر الدوار وأفشل دخول الانكليز لمصر من جهة الاسكندرية ولكن حين بدأ ميزان القوى يختل ضد أحمد عرابي لصالح البريطانيين الذين حولو اتجاه هجومهم ودخلو من جهة القناة وكان توفيق خديوي مصر قد أعلن تاييده لهم اضطر السلطان عبد الحميد الثاني تحت التهديد البريطاني بفصل ولاية مصر عن الدولة العثمانية الى اعلان أحمد عرابي عاصيا وأرسل قوة من الجيش تحت غطاء المشاركة في ضبط الأوضاع ولم تصل القوة الى مصر ولم تشارك في أية معارك قتالية حيث كان الانكليز قد حسموا المواجهات لصالحهم بعد معركة التل الكبير وقد بقي الجزء الأكبر من تلك القوة في كريت وكان الغرض الحقيقي لتلك القوة التأكيد على بقاء مصر قانونيا ولاية عثمانية وانتزاع زمام المبادرة في ضبط أوضاع مصر من أيدي القوات البريطانية ورغم أن السلطان عبد الحميد رحمه الله فعل ما فعل مضطرا بعد ان رأى يد بريطانيا قد أمسكت بمصر الا أن فعلته زلة لم نكن نريدها من رجل بعظمته ولكل حصان كبوة ونسأل الله أن تذوب تلك الزلة في بحار حسناته).[/FONT]
[FONT="]وقد بقي محمود شوكت باشا مع تلك القوة في كريت ثم عاد الى تركيا ثم [/FONT][FONT="]عين مدرسا في مدرسة الأركان عام 1883 ورافق القائد الألماني كولمار فرايهر فون در كولتز الذي استعان به لترجمة الكتب العسكرية إلى التركية.[/FONT]
[FONT="]أصبح والياً على كوسوفو عام 1905م، ثم قائداً لقوات الدولة في سلانيك ومفتشاً في الروملي (قائد الجيش الثالث).[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]السلطان عبد الحميد والحرب مع روسيا وايقاف الدستور:[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]قام السلطان عبد الحميد بحل البرلمان وايقافه العمل بالدستور لأجل غير مسمى بعد نتائج الحرب مع روسيا التي استمرت الى العام 1978 والتي لم يشأ دخولها ولكنه دخلها بضغط من الصدر الأعظم مدحت باشا الذي استعان بقوة البرلمان وحرك عليه طلاب المدارس الدينية وضباط الجيش الذين خرجو في مظاهرات مؤيدة للحرب ورافضة لقرارت مؤتمر الأستانة التي اقترحت فيها الدول الأوروبية القيام بتسوية تنص على اصلاحات في الولايات البلقانية لصالح السكان المسيحيين.[/FONT]
[FONT="]وقد كان الجيش الروسي في تلك الحرب 3 أضعاف الجيش العثماني اضافة الى تفوق كاسح في عدد المدافع وشارك معه قوات رومانيا وبلغاريا وصربيا والجبل الأسود.[/FONT]
[FONT="]وقد جرت كثير من المعارك في الحرب في القوقاز والبلقان تخللتها هزائم وانتصارات نجح خلالها الجيش العثماني في البداية في دحر الروس رغم تفوقهم في العدد والسلاح في القوقاز ومطاردتهم الى داخل الأراضي الروسية تحت قيادة المجاهد البطل أحمد مختار باشا ولكن الروس عززوا قواتهم واستطاعو تحريض عدد من الزعماء القبليين الأكراد في شرق الأناضول على القيام ببعض القلاقل ضد التجنيد الالزامي ورفض تقديم المساندة للقوات العثمانية فلم يتلقى القائد أحمد مختار باشا تعزيزات فاستعاد الروس المواقع التي استولى عليها العثمانيون داخل أراضيهم ثم تخطوا خط الحدود السابق واحتلوا عددا من المدن داخل الأراضي العثمانية ثم توقف تقدمهم عند أرضروم التي شارك الأهالي الجيش في الدفاع عنها حتى اشتهر من أبطال المقاومة فيها العجوز نينة خاتون.[/FONT]
[FONT="]وأما في البلقان فقد ارتكب القائد عبد الكريم باشا أخطاء سمحت للروس بعبور الدانوب وأدى رفض مدحت باشا وفريقه وقت الحرب اصلاحات يسيرة لصالح رومانيا كان عبد الحميد لا يمانع بها الى انضمامها الكامل لجانب الروس فشاركت بجيشها الذي يقارب ال100 ألف مقاتل الى جانب الروس وسمحت لها بعبور أراضيها فاجتازو بذلك مضيق شبكا وتقدمو نحو بلفنة في بلغاريا والتي صمدت فيها القوات العثمانية تحت قيادة القائد المجاهد الغازي عثمان باشا واستطاعت احراز 3 انتصارات باهرة على القوات الروسية المهاجمة وكبدت الروس خسائر هائلة فأنعم عليه السلطان عبد الحميد بلقب الغازي فدفع الروس بتعزيزات من بينها الفرقة القيصرية الخاصة والقوات السيبيرية وحضر القيصر أليكسي الثاني نفسه على رأس المعركة لقيادتها وقام الروس بقواتهم المتفوقة بحصار القوات العثمانية في بلفنة بثلاث خطوط دفاعية لاستنزافها وبعد حصار طويل أوشكت فيه المؤن والذخائر على النفاذ قام الغازي عثمان باشا بشن هجوم معاكس في محاولة لاختراق الحصار فاخترق الخطين الأول والثاني واستولى على عدد من مدافعهم ولكنه أصيب بجراح عند الخط الثالث ووقع في الأسر وسادت الجيش حالة من الفوضى فاستسلم ودخل الروس بلفنة.[/FONT]
[FONT="]وبعد بلفنة تقدم الروس واستولوا على أدرنة حتى وصلو ضواحي اسطنبول وهنا اتصل السلطان عبد الحميد بالملكة فيكتوريا التي كانت تخشى وصول الروس للمياه الدافئة فأرسل الانكليز أسطولهم للدفاع عن اسطنبول وهددوا روسيا بدخول الحرب فأوقف الروس تقدمهم على مقربة من اسطنبول وفرضوا على الدولة العثمانية توقيع اتفاقية سان ستيفانو المذلة والتي وقعها وزير الخارجية العثماني باكيا بعدأ ن هدده القائد الروسي بالزحف على اسطنبول فورا اذا رفض التوقيع دون مبالاة بالأسطول الانكليزي.[/FONT]
[FONT="]وأمسك السلطان عبد الحميد بعدها بزمام الدولة بمفرده وانتظر انسحاب القوات الروسية وفقا لاتفاقية سان ستيفانو ولعب دبلوماسيا على الخلافات الأوروبية وتم عقد مؤتمر برلين الذي خفف كثيرا من معاهدة سان ستيفانو والحق أنه رغم ان أن قرارت مؤتمر برلين افضل بكثير جدا من معاهدة سان ستيفانو الا أننا لا نستطيع أن نعطيها الثناء الكامل فهي أعادت كل الأراضي العثمانيين في جبهة القوقاز وأعادت الكثير من الأراضي للعثمانيين في جبهة البلقان وسلخت أراضي أخرى واضطرت الدولة العثمانية فيها لاجراء اصلاحات أكثر لصالح الأرمن في شرق الأناضول والمسيحيين في مقدونيا.[/FONT]
[FONT="]وهي بالطبع أفضل من معاهدة سان ستيفانو بكثير ولكنها أسوأ بكثير من قرارات مؤتمر الأستانة والتي كانت قرارت سهلة وزهيدة كان يمكن بها تجنب الحرب التي قضمت أرضي من الدولة العثمانية وأدت الى غرق الدولة العثمانية بكثير من اللاجئين المسلمين من القوقاز ومسلمي البلقان الذين لجئوا الى الشام والاناضول والأستانة حيث نام الكثير منهم في مساجد اسطنبول الى أن تقوم الدولة بايجاد المأوى لهم هذا عدا عن التكاليف المالية التي جعلت الخزينة تعاني الى آخر فترة السلطان عبد الحميد من تكاليف تلك الحرب.[/FONT]
[FONT="]كل ذلك كان من الممكن تجنبه لو طاوع مدحت باشا السلطان وقبل قرارات مؤتمر الأستانة والتي ادى رفضها الى رفع الغطاء الأوروبي عن العثمانيين واعطى روسيا الذريعة للحرب.[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]نشاط محمود شوكت باشا في معارضة السلطان عبد الحميد:[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]تأثر محمود شوكت باشا بالأفكار الغربية حول الدستور والمساواة والحداثة مثل الكثيرين من ضباط الجيش العثماني وقد أدت تلك الأفكار في وقت سابق الى نشوء مجموعة الشبيبة العثمانية والتي صارت فيما بعض حركة سرية تعرف باسم تركيا الفتاة التي خلعت السلطان عبد الحميد فيما بعد وصارت تسمى بحزب الاتحاد والترقي وقد كان محمود شوكت باشا معارضا لسياسة الحكم الفردي التي انتهجها السلطان عبد الحميد منذ حله للبرلمان وايقافه العمل بالدستور وقد كان عضوا في جماعة تركيا الفتاة.[/FONT]
[FONT="]وشارك في اجبار السلطان عبد الحميد على اعادة العمل بالدستور(المشروطية) عام 1908م، وفي عام 1909 بعد أحداث 31 آذار زحف بالجيش الثالث من سلانيك إلى اسطنبول واحتل القصر وأجبر السلطان عبد الحميد الثاني على التنازل عن العرش وتم تعيين السلطان محمد رشاد بدلا من السلطان عبد الحميد ولكنه كان صورة حاكم حيث كان الحكم لحزب الاتحاد والترقي.
[/FONT] [FONT="]مناصب محمود شوكت باشا بعد الانقلاب ثم مقتله:[/FONT]
[FONT="]أصبح وزيرا للحربية في عام 1910 في وزارة محمد كامل پاشا قبرصلي، ثم تعيينه بدعم من زعماء حزب الاتحاد والترقي صدرا أعظم للدولة العثمانية ( أي رئيساً للوزراء) في 22 يناير 1913.[/FONT]
[FONT="]وتم اغتيال محمود شوكت باشا في مدينة اسطنبول بخمس رصاصات، مِن قبل المتطرفين الطورانيين في حزب الاتحاد والترقي الذين كانو ينشطون في تصفية العناصر غير التركية وابعادها عن مراكز القوة في الدولة العثمانية وكان ذلك في 13 يونيو 1913 عند باب وزارة الحربية.[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]مؤلفات محمود شوكت باشا:[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="] * ألّف كتاباً عن مذكراته اليومية بعنوان " مذكرات محمود شوكت باشا اليومية ".[/FONT]
[FONT="] * اللوغارتمات وأصول الهندسة.[/FONT]
[FONT="] * الهندسة المجسمة.[/FONT]
[FONT="] * محاضرات في النفير العام والبنادق.[/FONT]
[FONT="] * ألأزياء العسكرية والتشكيلات العثمانية[/FONT]
[FONT="] * لم يقتصر همه على التصانيف العلمية والعسكرية، بل ترجم روايات أدبية كرواية (في ظلال الزيزفون) للكاتب الفرنسي الفونس كار (1808 - 1890).[/FONT]
[FONT="]مصير الدولة العثمانية بعد انقلاب 1909[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]وقد توالت أحداث عصفت بالامبراطورية العثمانية منذ انقلاب 1909 كحرب اليمن والحرب مع ايطاليا حول ليبيا عام 1911-1912حربي البلقان [/FONT][FONT="]1912-1913[/FONT][FONT="]الأولى والثانية أدت الى اقصاء الرؤوس القوية في حزب الاتحاد والترقي واستفراد الباشوات الثلاثة (جمال باشا-طلعت باشا-أنور باشا) بالحكم في الدولة العثمانية منذ العام 1913 مع الابقاء شكليا على الدستور والبرلمان اضافة الى الابقاء على السلطان محمد رشاد الخامس في منصب أشبه بمنصب الملك البريطاني الى أن توفي عام 1918 قبيل هدنة مودرس بقليل وحل محله السلطان محمد وحيد الدين السادس حاليا وقد دعيت فترتهم بفترة دكتاتورية الباشوات الثلاثة والتي استمرت حتى هدنة مودرس 1918 التي خرجت بها الدولة العثمانية من الحرب العالمية الاولى بخسارة معظم أراضيها وانتهى بذلك حكم الاتحاد والترقي وتولت البلاد حكومة انتقالية جرت خلالها الكثير من الاحداث ودخول القوات الأوروبية الأراضي التركية وظهور مصطفى كمال أتاتورك الذي أسس حكومة مستقلة في أنقرة وصراعه مع السلطان في الأستانة واخيرا استيلائه على الأستانة وترك السلطان محمد وحيد الدين للعرش عام 1922 حيث تم الغاء السلطنة وتأسيس الجمهورية التركية الحالية والابقاء فقط على مركز الخلافة الديني حيث تم تعيين عبد المجيد الثاني خليفة واستمر حتى عام 1924 حين تم الغاء الخلافة ونفي آل عثمان من تركيا وخرج بذلك بني عثمان من التاريخ بعد أكثر من ستة قرون بدأها أجدادهم كزعماء لعشيرة تركمانية أوغوزية هاجرت من الموطن الأصلي للأتراك في آسيا الوسطى ثم أمراء عند السلاجقة ثم سلاطين قرنين من الزمن ابتداء بجدهم عثمان الأول ثم جمعوا بين السلطنة والخلافة أربعة قرون منذ عهد سليم الأول ثم الخلافة دون السلطنة سنتين (عبد المجيد الثاني) ثم تحولو بعدها الى أسرة من الأسر ذات الأصل الأرستقراطي تعيش في المنفى مشتتة.[/FONT]
التعديل الأخير: