خط مارث أو خط مارث الدفاعي أو خط ماجينو الصحراوي هو نظام تحصينات بناه الفرنسيون، قبل الحرب العالمية الثانية بين سنتي 1936 و 1940، قرب مدينة مارث الواقعة بين مدينتي قابس و مدنين في الجنوب التونسي. وصُمّم المشروع للدفاع ضد هجمات الإيطاليين من ليبيا ونواياهم التوسعية نحو تونس، حيث ضم خط مارث 40 مستودعا للمشاة و8 مستودعات للمدفعية و15 مركز قيادة و28 نقطة ارتكاز. ولكن بعد سقوط فرنسا وقيام عملية المشعل (Operation Torch) سقطت هذه التحصينات في أيدي قوات المحور، فاستخدمها الإيطاليون و الألمان للدفاع ضد البريطانيين
أسباب إنشاء خط " ماجينو "
بعد عام 1918م وانتصار فرنسا، بدأت الدراسات حول ما يجنب فرنسا أي عدوان مرتقب، خصوصًا على الحدود الشمالية الشرقية مع ألمانيا، وتحديدًا في منطقتي الألزاس واللورين، وبعد دراسة للاستراتيجية الألمانية التي تبنّت نظرية الحرب الخاطفة، ونتيجة للتأثر بحمامات الدم التي شهدتها فرنسا بين عامي 1914م ، 1918م والتي أصابت الرأي العام الفرنسي بالحساسية لفقد ملايين الأرواح، وبعد أن امتلأ ذهن القادة الفرنسيين بأفكار سقيمة عن قلة المواليد في فرنسا وعدم التناسب بين عدد الفرنسيين وعدد الألمان، قام وزير الحربية الفرنسي "أندريه ماجينو" ( 1877م - 1932م ) بإقناع البرلمان الفرنسي بفكرته التي تقضي بناء خط حصين لا يمكن اختراقه لتعويض النقص البشري وحماية الآلاف من أرواح الجنود الفرنسيين، وعلاوة على إتاحة الفرصة أمام القوات الفرنسية - في حالة وقوع هجمات - لاتخاذ الأوضاع المناسبة أمام جحافل التشكيلات الألمانية المهاجمة، وقد صوّت مجلس الشيوخ الفرنسي على ما يسمى ب "قانون ماجينو"، وتم تخصيص مبلغ 2.9 مليار فرنك فرنسي لتشييد الحصون التي تم بناؤها على طول الحدود الألمانية والإيطالية في الفترة بين عامي 1929م و1940م، وبذلك تم تخصيص الجزء الأكبر من ميزانية الدفاع الفرنسية لإنشاء الدفاعات الحصينة على طول الحدود، وبخاصة المواجهة لألمانيا، والتي امتدت من سويسرا إلى الأردن شمالاً، ومن الألب إلى البحر المتوسط جنوباً، ووضعت فرنسا آمالها في هذا الخط الذي سيحصد أكبر عدد من الألمان، معتقدةً أن الأمر سيقف عند حد التحام فرق المشاة الألمانية بفرق المشاة الفرنسية المتفوقة عددياً. أما الدبابات والطائرات فكانت القيادة الفرنسية ترى أنها ثانوية، ومن هنا لم يتدبروا فيما يجب عليهم أن يفعلوه إذا ما تم اختراق هذا الخط. ومن الأهداف الرئيسة لإنشاء هذا الخط تحقيق الدفاع عن الحدود الفرنسية بأقل حجم من القوات بالتعاون بين المشاة ومدفعية الحصون وعناصر الاستطلاع .
تحصينات الخط
1- روعي عند تصميم الدشم إمكانية تحملها للإصابات المباشرة دون أن تدمر، حتى وصل سمك الحوائط الخرسانية المسلحة للدشمة ثلاثة أمتار ونصف المتر، وبهذا تستطيع تلقي ثلاث قذائف في وقت واحد ، مع الاستفادة من ناتج الحفر، بحيث لا يقل سمكه فوق التحصينات والملاجئ عن (20) متراً، كما روعي عند اختيار مواقع الدشم والتحصينات الاستفادة الكاملة من طبيعة الأرض بما يحقق توافر مجالات جيدة للمراقبة وتوجيه النيران، مع الاستفادة من السواتر الطبيعية حتى تكون المدافع المضادة للدبابات محمية بالنيران، وتشرف على مناطق قتل جيدة للدبابات المعادية.
2- أنشئت أعلى الدشم أبراج مدرعة للمدافع الرشاشة، كما زُوِّدت كل دشمة بمولِّد كهربائي وخنادق تحت الأرض، وأحيطت بنطاقات من قضبان السكك الحديدية والأسلاك الشائكة.
3- أنشئت بجانب الدشم والتحصينات مستودعات ومخازن وأماكن لإيواء قوات الخدمة العاملة والاحتياط، وميادين للرماية، وورش، وشبكة مواصلات داخل الأنفاق لربط النقاط الحصنية ببعضها، وتم تخزين كميات من الوقود والمياه والذخائر والأطعمة تكفي لثلاثة أشهر من القتال.
تسليح الخط
روعي عند تسليح نقاط الخط أن تتوافق الأسلحة مع الهدف الذي صنعت من أجله ومع أماكنها المختارة في التحصينات، وكان أهم الأسلحة المدفع الرشاش " رابيل " الذي يطلق (500 ) طلقة في الدقيقة، ويبلغ مداه (2400) مترٍ، ومدافع مضادة للدبابات من عيار (37، 47) ملليمتر ، ويصل مداها إلى (800) مترٍ، علاوة على مدافع الهاون والهاوتزر من الأعيرة المختلفة.
السقوط الدرامي
عند اندلاع الحرب العالمية الثانية كانت فرنسا مستعدة إلى درجة كبيرة لملاقاة ألمانيا، فهي تملك القوات والعتاد وخط (ماجينو) الحصين على طول حدودها مع ألمانيا، لكنها تفتقد الروح القتالية التي ملأت جوانبها عام 1914م، واكتفت بأن تتوارى وراء خطها المنيع الذي وثقت فيه ثقة تصل إلى حد العقيدة الدينية ووفرت له أكفأ قوادها وضباطها .
وما أن حل السابع عشر من يونيو 1940م حتى تمكنت القوات الألمانية من التوغل داخل الأراضي الفرنسية، بعد أن قامت فرق البانزر الألمانية بتجنب دفاعات خط "ماجينو" والتفت حوله وحولت الهجوم من اتجاه الشمال الغربي، حيث كانت القوات الألمانية على علم بأن امتداد هذا الخط على الحدود البلجيكية وحتى بحر الشمال لا يتمتع بالكفاءة نفسها لبقية الخط، وتم تدمير الجيش الفرنسي تدميراً كاملاًًًًًًًً، واستسلمت القوات الفرنسية أمام الألمان في منتصف ليل 25 يونيو 1940م باستثناء قوات خط "ماجينو" التي رفضت الاستسلام حتى بداية شهر يوليو، ولكنها استسلمت في النهاية وإن تعللت بأن استسلامها ليس بسبب الاكتساح الألماني، وإنما بسبب الإنذار الذي وجهته لهم الحكومه الفرنسية.
دور الخط في هزيمة فرنسا
جاءت هزيمة فرنسا نتيجة حتمية لجيش يتبع استراتيجية بالية تعتمد على القتال في ميدان ثابت أمام جيش يتبع أساليب ميكانيكية حديثة تعتمد على التعاون الوثيق بين الطائرة والدبابة، إضافة إلى أن خط "ماجينو" لم يكن يمتد بطول الحدود الفرنسية، بل كان يتوقف عن الحدود البلجيكية التي رفضت حكومتها امتداد الخط شمالاً لاتجاه أراضيها، مما جعل (هتلر) يوجه ضربته في هذا الاتجاه.
لم ُتمكّن حصون الخط القوات الفرنسية من تطبيق مبدأ خفة الحركة والقدرة على المناورة ، كما أنها لم تصمد تماماً أمام ضربات الألمان الجوية.
لقد تفوق الألمان في السرعة وقوة النيران حيث كان لها جيشان، جيش قوامه المشاة والمدفعية، والآخر قوامه الدبابات والطيران، وكلاهما يعمل في إطار خطة موحدة تتسم بالمرونة وسرعة التوسع في القيام بحركات الالتفاف والتطويق ، وبذلك تمكنوا من تفادي حصون خط "ماجينو" وتحركوا في الأراضي المفتوحة التي تمنح القوات المدرعة والمشاة سرعة الحركة بالتعاون مع سلاح الجو الألماني المتفوق، ودخلت القوات الألمانية فرنسا من الباب الشمالي الشرقي دون أن يؤدي خط "ماجينو" مهمة قتالية تذكر رغم تحصيناته الدفاعية الهائلة.
خط ماجينيو
أسباب إنشاء خط " ماجينو "
بعد عام 1918م وانتصار فرنسا، بدأت الدراسات حول ما يجنب فرنسا أي عدوان مرتقب، خصوصًا على الحدود الشمالية الشرقية مع ألمانيا، وتحديدًا في منطقتي الألزاس واللورين، وبعد دراسة للاستراتيجية الألمانية التي تبنّت نظرية الحرب الخاطفة، ونتيجة للتأثر بحمامات الدم التي شهدتها فرنسا بين عامي 1914م ، 1918م والتي أصابت الرأي العام الفرنسي بالحساسية لفقد ملايين الأرواح، وبعد أن امتلأ ذهن القادة الفرنسيين بأفكار سقيمة عن قلة المواليد في فرنسا وعدم التناسب بين عدد الفرنسيين وعدد الألمان، قام وزير الحربية الفرنسي "أندريه ماجينو" ( 1877م - 1932م ) بإقناع البرلمان الفرنسي بفكرته التي تقضي بناء خط حصين لا يمكن اختراقه لتعويض النقص البشري وحماية الآلاف من أرواح الجنود الفرنسيين، وعلاوة على إتاحة الفرصة أمام القوات الفرنسية - في حالة وقوع هجمات - لاتخاذ الأوضاع المناسبة أمام جحافل التشكيلات الألمانية المهاجمة، وقد صوّت مجلس الشيوخ الفرنسي على ما يسمى ب "قانون ماجينو"، وتم تخصيص مبلغ 2.9 مليار فرنك فرنسي لتشييد الحصون التي تم بناؤها على طول الحدود الألمانية والإيطالية في الفترة بين عامي 1929م و1940م، وبذلك تم تخصيص الجزء الأكبر من ميزانية الدفاع الفرنسية لإنشاء الدفاعات الحصينة على طول الحدود، وبخاصة المواجهة لألمانيا، والتي امتدت من سويسرا إلى الأردن شمالاً، ومن الألب إلى البحر المتوسط جنوباً، ووضعت فرنسا آمالها في هذا الخط الذي سيحصد أكبر عدد من الألمان، معتقدةً أن الأمر سيقف عند حد التحام فرق المشاة الألمانية بفرق المشاة الفرنسية المتفوقة عددياً. أما الدبابات والطائرات فكانت القيادة الفرنسية ترى أنها ثانوية، ومن هنا لم يتدبروا فيما يجب عليهم أن يفعلوه إذا ما تم اختراق هذا الخط. ومن الأهداف الرئيسة لإنشاء هذا الخط تحقيق الدفاع عن الحدود الفرنسية بأقل حجم من القوات بالتعاون بين المشاة ومدفعية الحصون وعناصر الاستطلاع .
تحصينات الخط
1- روعي عند تصميم الدشم إمكانية تحملها للإصابات المباشرة دون أن تدمر، حتى وصل سمك الحوائط الخرسانية المسلحة للدشمة ثلاثة أمتار ونصف المتر، وبهذا تستطيع تلقي ثلاث قذائف في وقت واحد ، مع الاستفادة من ناتج الحفر، بحيث لا يقل سمكه فوق التحصينات والملاجئ عن (20) متراً، كما روعي عند اختيار مواقع الدشم والتحصينات الاستفادة الكاملة من طبيعة الأرض بما يحقق توافر مجالات جيدة للمراقبة وتوجيه النيران، مع الاستفادة من السواتر الطبيعية حتى تكون المدافع المضادة للدبابات محمية بالنيران، وتشرف على مناطق قتل جيدة للدبابات المعادية.
2- أنشئت أعلى الدشم أبراج مدرعة للمدافع الرشاشة، كما زُوِّدت كل دشمة بمولِّد كهربائي وخنادق تحت الأرض، وأحيطت بنطاقات من قضبان السكك الحديدية والأسلاك الشائكة.
3- أنشئت بجانب الدشم والتحصينات مستودعات ومخازن وأماكن لإيواء قوات الخدمة العاملة والاحتياط، وميادين للرماية، وورش، وشبكة مواصلات داخل الأنفاق لربط النقاط الحصنية ببعضها، وتم تخزين كميات من الوقود والمياه والذخائر والأطعمة تكفي لثلاثة أشهر من القتال.
تسليح الخط
روعي عند تسليح نقاط الخط أن تتوافق الأسلحة مع الهدف الذي صنعت من أجله ومع أماكنها المختارة في التحصينات، وكان أهم الأسلحة المدفع الرشاش " رابيل " الذي يطلق (500 ) طلقة في الدقيقة، ويبلغ مداه (2400) مترٍ، ومدافع مضادة للدبابات من عيار (37، 47) ملليمتر ، ويصل مداها إلى (800) مترٍ، علاوة على مدافع الهاون والهاوتزر من الأعيرة المختلفة.
السقوط الدرامي
عند اندلاع الحرب العالمية الثانية كانت فرنسا مستعدة إلى درجة كبيرة لملاقاة ألمانيا، فهي تملك القوات والعتاد وخط (ماجينو) الحصين على طول حدودها مع ألمانيا، لكنها تفتقد الروح القتالية التي ملأت جوانبها عام 1914م، واكتفت بأن تتوارى وراء خطها المنيع الذي وثقت فيه ثقة تصل إلى حد العقيدة الدينية ووفرت له أكفأ قوادها وضباطها .
وما أن حل السابع عشر من يونيو 1940م حتى تمكنت القوات الألمانية من التوغل داخل الأراضي الفرنسية، بعد أن قامت فرق البانزر الألمانية بتجنب دفاعات خط "ماجينو" والتفت حوله وحولت الهجوم من اتجاه الشمال الغربي، حيث كانت القوات الألمانية على علم بأن امتداد هذا الخط على الحدود البلجيكية وحتى بحر الشمال لا يتمتع بالكفاءة نفسها لبقية الخط، وتم تدمير الجيش الفرنسي تدميراً كاملاًًًًًًًً، واستسلمت القوات الفرنسية أمام الألمان في منتصف ليل 25 يونيو 1940م باستثناء قوات خط "ماجينو" التي رفضت الاستسلام حتى بداية شهر يوليو، ولكنها استسلمت في النهاية وإن تعللت بأن استسلامها ليس بسبب الاكتساح الألماني، وإنما بسبب الإنذار الذي وجهته لهم الحكومه الفرنسية.
دور الخط في هزيمة فرنسا
جاءت هزيمة فرنسا نتيجة حتمية لجيش يتبع استراتيجية بالية تعتمد على القتال في ميدان ثابت أمام جيش يتبع أساليب ميكانيكية حديثة تعتمد على التعاون الوثيق بين الطائرة والدبابة، إضافة إلى أن خط "ماجينو" لم يكن يمتد بطول الحدود الفرنسية، بل كان يتوقف عن الحدود البلجيكية التي رفضت حكومتها امتداد الخط شمالاً لاتجاه أراضيها، مما جعل (هتلر) يوجه ضربته في هذا الاتجاه.
لم ُتمكّن حصون الخط القوات الفرنسية من تطبيق مبدأ خفة الحركة والقدرة على المناورة ، كما أنها لم تصمد تماماً أمام ضربات الألمان الجوية.
لقد تفوق الألمان في السرعة وقوة النيران حيث كان لها جيشان، جيش قوامه المشاة والمدفعية، والآخر قوامه الدبابات والطيران، وكلاهما يعمل في إطار خطة موحدة تتسم بالمرونة وسرعة التوسع في القيام بحركات الالتفاف والتطويق ، وبذلك تمكنوا من تفادي حصون خط "ماجينو" وتحركوا في الأراضي المفتوحة التي تمنح القوات المدرعة والمشاة سرعة الحركة بالتعاون مع سلاح الجو الألماني المتفوق، ودخلت القوات الألمانية فرنسا من الباب الشمالي الشرقي دون أن يؤدي خط "ماجينو" مهمة قتالية تذكر رغم تحصيناته الدفاعية الهائلة.
خط ماجينيو
التعديل الأخير: