لا تقدّم كل التعديلات والتّحسينات التي خضعت لها دبابات الميركافا، حلولاً وافية للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية عموماً، ولأطقم هذه الدبابات خصوصاً، في مواجهة ما تعرف إسرائيل أنه بحوزة حزب الله، في ظلّ تردّد أميركي في إعلان نجاح أنظمة التدريع الإسرائيلية
تعمل الصناعات العسكرية الإسرائيلية على معالجة نقاط الضعف التي كشفتها حرب تموز 2006. بالنسبة إلى سلاح البر، واجهت دبابات الميركافا، بجيليها الثالث والرابع، تحدّياً جدّياً بعملها في مواجهة صواريخ مضادة للدروع وسيرها على طرقات وعرة.
ولأن خيار الدفع بقوات برية سيكون المفضّل في أي مواجهة مقبلة، أولت المؤسسة العسكرية إدخال تعديلات على الميركافا تحديداً، والآليات عامة، أهمية خاصة.
لقد تحولت الميركافا من دبابة قتال رئيسية إلى آلية قتال متعددة الاستخدام، من خلال دمج نظم المعلومات بالمرونة في الحركة والقوة النارية إلى القدرة على حماية الطاقم.
مرّت الميركافا بمراحل عدة في تصميمها منذ البدء بتصنيعها أواخر القرن العشرين. غير أن تجربة الجيش الإسرائيلي في لبنان كشفت الحاجة إلى تعديلات تكيّف الدبابة في المعارك «غير المتكافئة»، حين تواجه عبوات ناسفة وقذائف مضادة لدروع الآليات الضخمة.
تكمن خطورة الأسلحة المستخدمة في مواجهة الميركافا في لبنان بأنها قابلة للاستخدام من الجهات والمسافات المختلفة.
التحسينات وعناصر التطوير
حتى الساعة، شملت عمليات التطوير في الدبابة الإسرائيلية العناصر الآتية:
ـــــ تجهيز الدبابة بنظام رؤية حراري مزدوج المدى (لتغطية قنوات 3 ـ 5 ميكرون و8 ـ 12 ميكرون)، ما يؤمن أداءً محسّناً في جميع ظروف الرؤية، ليل نهار، وفي مختلف الظروف المناخية، لجهة تعقّب أي نشاط بري بشري. كما أُضيفت تحسينات أخرى لنظم الرؤية تتضمن «راصد أهداف» صُمّم لمواجهة المروحيات (أو الطائرات الصغيرة) التي تحلّق على علوّ منخفض.
ـــــ إضافة حلقة مؤلفة من مربعات رؤية بانوراميّة تزيد من نطاق الرؤية، لتحسين القدرات العملية للطاقم وقائد الدبابة. هذا الجهاز الإلكتروني يعرض حركة القوات الإسرائيلية المحيطة من خلال بثّ مشفرّ داخل غرفة القيادة في الآلية على هيئة «صورة بانورامية». ويستطيع الجنود من خلال هذا الجهاز مشاهدة انتشار كل الوحدات العسكرية حتى في المواقع المكتظّة بالسكان، بحيث يسمح ذلك بتلافي الوقوع في الأخطاء والتداخلات بين وحدات الجيش الإسرائيلي (كما حصل في العدوان الأخير على غزة).
ـــــ إضافة منظار خاص بقائد الدبابة مزوّد بنظام رؤية حرارية وحاسوب خاص للقدرة على التحكم بالنيران، ما يتيح لقائد الدبابة وآمر المدفع ضرب أهداف متعدّدة في آن واحد، الأمر الذي يضاعف قدرات الدبابة على المراقبة وضرب الأهداف.
ـــــ دمج محطة نيران يجري التحكم بها لاسلكياً، تتضمن مدفع رشاش من عيار 7,62 ميليمترات وآخر من عيار 12,7 ميليمتراً جرى تركيبهما فوق المدفع الرئيسي، ودمجهما بنظام التحكم بالنيران، ما يتيح لطاقم الدبابة استخدام أي من المدفعين كقناصة شديدة الفاعلية والدقة على المديين المتوسط والقصير.
ـــــ وصْلُ مدفع الهاون، من عيار 60 ميليمتراً الموجود تحت الدرع، بنظام التحكم بالنيران من أجل الحصول على تصويب آلي، واستخدام ذخيرة ذات مدى طويل كجزء من عملية التطوير التلسكوبي.
ـــــ تعديل نظام التحكم بالنيران (ضمن نظام الحماية تروفي) بما يتيح استخدام قذائف ضد الأفراد والمواد المتفجرة المعروفة اختصاراً بـ«أبام». القذائف المخصصة لهذه الحالات هي من طراز «كالانيت»، عيار 120 ميليمتراً، التي تسمح باستهداف فرق المشاة والمباني والمنشآت المحصّنة. تعمل قذائف «كالانيت» بآلية مختلفة، إذ إنها لا تتجه مباشرة نحو الهدف، بل إلى نقطة محددة في الجو (أعلى بقليل من الهدف)، بحيث تتوقف وتُطلق ستة مقذوفات أسطوانية الشكل في اتجاهات مختلفة.
ـــــ استحداث موقع للقناص عند باب الدخول الخلفي للدبابة، في تعديل يحاكي حرب المدن، حيث يستهدف القناص المشاة والقوات المعادية المجهزة بصواريخ مضادة للدروع من الزاوية الأكثر ضعفاً في الدبابة، عبر إطلاق النار عليهم من «الطلاقات» في الجهة الخلفية.
ـــــ تعديلات في التصميم لناحية إضافة صفائح (في بطن الدبابة) من مواد مطوّرة لحماية الجزء السفلي وأطراف البدن من العبوات الناسفة، في ضوء تعرض ثلاث دبابات ميركافا لهذا النوع من الهجمات خلال حرب تموز.
ـــــ اعتماد مقاعد Autoflug المزوّدة بنظام للسلامة، بهدف تأمين حماية إضافية للطاقم من الألغام الجانبية والسفلية وانفجارات الصواريخ المضادة للدروع، بالإضافة إلى مساهمتها بتخفيف الإرهاق والتعب الناجمين عن المهمات الطويلة.
يشار إلى أنه جرى اختبار العديد من أنواع المقاعد في الميركافا، الجيل الرابع، إلى أن تمّ اعتماد مقاعد قابلة للارتفاع للسائق ولقائد الدبابة، فيما ثُبّتت مقاعد الطاقم وآمر المدفع. ولكن لم تعتمد المقاعد في خطوط إنتاج الدبابات، لذا، تجرى حالياً دراسة إمكان استخدام مقاعد Autoflug المزوّدة بنظم الحماية في آلية «نمير» Namer الجديدة وناقلات جند عدة يقوم الجيش الإسرائيلي بتطويرها.
ـــــ استحداث «جهاز صدم» يمكّن الميركافا من هدم ما يعوق طريقها (تعديل مخصّص لحرب المدن)، وعدم تعريض المدفع وأجهزة الرؤية للضرر. كما تتيح سلسلة جر مركّبة مسبقاً استخراج واسترجاع دبابة معطوبة بواسطة دبابة أخرى أو جرافة من دون تعريض الطاقم للخطر.
ـــــ إعادة تصميم النظام الشبكي داخل الدبابة، بوصله بأربع شبكات احتياطية، تستخدم نظام TCP/IP (بروتوكول التحكم بالبث| بروتوكول الإنترنت) القياسي. تتم إدارة الشبكة بواسطة «سيرفر» يحوي نظاماً رقمياً للتحكم بتوزيع الطاقة للبرج والأسلحة ونظم المراقبة. كذلك، تم تحديث وتزويد شبكات الميركافا بنظام ربط خارجي لاسلكي، ما يتيح لدبابات الجيل الرابع مشاركة معلومات من مجسّات الاستشعار وشاشات العرض البانورامية مع الدبابات المتقاربة أو وحدات أخرى.
«تروفي» لا يعجب الأميركيين
طوّرت هيئة الصناعات العسكرية الإسرائيلية «رافاييل» ودائرة الأبحاث والتطوير نظام الدفاع الناشط «تروفي» (أو «معطف الريح» بالعبرية)، أحد أنظمة التدريع الرئيسية، بهدف تأمين أكبر قدر ممكن من الحماية للدبابات.
ووقّعت شركة «جنرال ديناميكس» الأميركية اتفاقية مع هيئة الصناعات العسكرية الإسرائيلية لتجهيز المدرعات الأميركية بهذا النظام الجديد، غير أن هذا الاتفاق لم يدخل حيّز التنفيذ نتيجة تساؤلات عديدة حول «تروفي».
ومع حلول منتصف عام 2007، اتخذت وزارة الدفاع الإسرائيلية قراراً بتدريع الجيل الجديد من «ميركافا 4» بنظام «تروفي»، كما تم ترشيح النظام لحماية المدرعة الجديدة «نمير».
يمثّل «تروفي» منطقة حماية نصف دائرية حول الآلية. ويتألف من ثلاثة عناصر رئيسية تقوم بـ: تحديد التهديد، تعقّبه واعتراضه.
ويتألف جهاز «تحديد التهديد» من مجموعة مجسّات استشعار، بينها رادارات مسطّحة، موزّعة بطريقة «استراتيجية» في الآلية لتأمين تغطية وحماية دائرية شاملة.
لحظة تحديد التهديد، تفتح مجموعة «الإجراء المضاد»، وهي عبارة عن جهاز يتحرك تبعاً لاتجاه التهديد، حيث تتم عملية الإطلاق أوتوماتيكيّاً في مسار مقذوفي لاعتراض التهديد من على مسافة بعيدة نسبياً.
بحسب ما تذكر تقارير أميركية، صُمّم نظام «تروفي» ليرسل «شظايا شعاعية» قادرة على اعتراض أي تهديد «حراري» (أي من خلال تعقّب حرارة الجسم المتّجه إلى الآلية) بما في ذلك صواريخ «أر بي جي» على بعد 10 إلى 30 متراً من سطح الآلية المدرعة، علماً بأنه يجري باستمرار تطوير مجموعة «الإجراء المضاد» في النظام لتكون قادرة على التعامل مع كل التهديدات ذات «الطاقة الحركية» في المستقبل.
تمّ تصميم «تروفي» ليعمل في بيئة حاشدة (حيث تعمل المدرعات الى جانب المشاة)، وفي مختلف الظروف المناخية. وحين يكون خارج العمل، يُحفظ النظام تحت درع على سطح الآلية.
إشارة الى أن النظام قادر على إعادة التشغيل والإطلاق أوتوماتيكياً في مواجهة مجموعة تهديدات أو هجمات متلاحقة.
ومع ذلك، وبالرغم من عمليات التطوير المستمرة، يعاني النظام من نقاط ضعف واضحة كان لها الأثر الأكبر في تقديرات وتقارير عسكرية أميركية أدت الى رفض استخدام النظام كوسيلة رئيسية لحماية القوات في العراق.
وتتمثل أبرز نقاط الضعف في:
ـــــ عدم توافر قدرات إعادة إطلاق أوتوماتيكياً.
ـــــ إحدى أهمّ سلبيّات «تروفي» أنه غير قادر على التعامل مع التهديدات التي تزيد سرعتها عن سرعة الصوت (معدل 340 متراً في الثانية).
ـــــ متى تمّ تشغيل النظام في مواجهة صاروخ مضاد للدروع، تصبح الجهة الأخرى مكشوفة لصاروخ ثانٍ، أي باستطاعة «تروفي» حماية محور واحد من جوانب الآلية فقط، ما يعني أنه يجب وضع أكثر من نظام على كل آلية في أكثر من جانب.
ـــــ الأضرار الجانبية: في ساحة معركة ضيقة، يستطيع «تروفي» اعتراض صاروخ مضادّ للدروع، لكنه قد يقتل 20 جندياً إسرائيلياً (قريبين من الآلية).
خيارات المقاومة
يدّعي الإسرائيليون بأن نظام «تروفي» يوفر حماية كاملة للدبابة من كل الاتجاهات، إلا أن علامات استفهام عديدة تُطرح حول مدى فاعلية النظام، ويشير إليها رفض الجيش الأميركي حتى اللحظة استخدامه على دبابته وآلياته في العراق.
كذلك، يشير العميد في قسم إدارة الأنظمة في الجيش الأميركي جيفري سورنسون إلى أنه حتى الآن لم يجر تقويم للأضرار التي قد يسبّبها «تروفي» في صفوف القوات المحيطة بالآلية.
في أيلول 2006، اختبر الجيش الأميركي مجموعة أنظمة تدريع، لكن لم يكن «تروفي» ضمن الخيارات. وقد برّر حينها العميد سورنسون هذا القرار بالقول إن «نظام تروفي غير فعّال»، مشيراً إلى أن الإسرائيليين يعملون على هذا النظام منذ 10 سنوات من دون نتيجة. وأضاف «لو كان هذا الشيء يعمل جيداً، فلماذا لم يوضع على الدبابات التي دخلت الى لبنان؟».
وبحسب التقارير المختلفة، لا يبدو أن النظام المذكور قد أوجد الحلول التي يبحث عنها الجيش الإسرائيلي لحماية آلياته ودباباته.
وبغض النظر على قدرة الصناعات العسكرية على معالجة نقاط الضعف وتطوير عمل نظام «تروفي»، فإن عمل الإسرائيليين الحثيث على نظام «ايرون فيست» (القبضة الحديدية) على نحو موازٍ لـ«تروفي»، والبحث في إمكان وضع النظامين معاً على الآليات، يدلّ دلالة قاطعة على عدم اقتناع الجيش الإسرائيلي بفاعلية النظام «تروفي».
أضف الى ذلك، مسألة الوقت والتمويل اللازمين لتوفير هذا النظام لجميع الآليات، مع ملاحظة عامل مهم في هذا المجال يكمن في أنه على الرغم من أن القسم اللوجستي وقوات الدعم في الجيش الإسرائيلي هي التي تدير خطوط إنتاج الميركافا، إلا أن 25 في المئة فقط ينتجها فعلياً الجيش، فيما تُنتج 75 في المئة من مجمل دبابات الميركافا شركات تسلّح محلية.
كذلك تبرز إشكالية عدم وجود حل واقعي في حال تعرّض الآلية لأكثر من صاروخ في الوقت نفسه.
في الخلاصة، تعترف تقارير أميركية بأن مواد ناسفة تزن نصف طن قادرة على وضع حدّ لفاعلية نظام «تروفي» في حالات عمله النموذجية، ولميركافا الجيل الرابع بكل تعديلاتها.
ومن المعروف أن رجال المقاومة استخدموا، في تموز 2006، عبوات تراوح وزنها بين 150 و500 كيلوغرام لإعاقة تقدم الدبابات الإسرائيلية. ويروي المقاومون أن الإسرائيليين، عندما تقدموا مرات عديدة في عيتا الشعب ومارون الراس لسحب دباباتهم، لم يجدوا سوى قطع صغيرة متناثرة بفعل العبوات.
لقد أظهرت الاختبارات والدراسات التي أجراها الخبراء الأميركيون والإسرائيليون على الدبابات المستهدفة في حرب تموز، ومن بينها 18 دبابة ميركافا من الجيل الرابع، أن حزب الله يعلم تماماً نقاط ضعف الميركافا، ويملك المعلومات والقدرات اللازمة للتعاطي مع التعديلات الجديدة، أي ما يكفي من صقيع للتعامل مع هذا المعطف.
وأصدر معهد «جايمس تاون» للدراسات الأمنية وشؤون مكافحة الإرهاب تقريراً بحثياً تحت عنوان «إبداعات حزب الله في استخدام السلاح ضد الدروع» في حرب تموز 2006، خلص الى أن «أحد أهم الجوانب التي ينبغي التحقيق فيها في الجانب الإسرائيلي هو الخاصرة الضعيفة للفيالق المدرعة في مقابل الأسلحة المضادة للدروع المتميزة بصغر حجمها وسهولة نقلها وسبل توجيهها».
ويوضح التقرير أن «إبداع حزب الله في استخدامه سلاحاً ضد الدروع كان السبب وراء معظم الخسائر الإسرائيلية، كما أنه أعطى لهذه الأسلحة الصغيرة، لكن الفعالة، أهمية جديدة في مجال التكتيك الميداني».
يملك حزب الله القدرات اللازمة للتعاطي مع التعديلات الجديدة
ويعدد التقرير «التشكيلة الواسعة» من الأسلحة ضد الدروع التي يمتلكها حزب الله، والتي تشمل «الصواريخ الموجهة سلكياً وقاذفات «ار بي جي». كما تتضمن التشكيلة الصاروخ الأوروبي «ميلان» والصواريخ «سبيغوت» و«ميتيس» و«ساغر» ذات التصميم الروسي، فضلاً عن «كورنيت» الذي زوّدته به سوريا، وهو صاروخ قادر على استهداف الطائرات المروحية المحلّقة على علوّ منخفض».
أما عن الهدف الاستراتيجي لحزب الله من استخدام هذه الصواريخ فهو شلّ دبابة الميركافا «التي صمّمت لتوفير الحماية القصوى لطاقمها، عبر التدريع الثقيل وفتحات الهروب الخلفية، علماً بأن التشديد على سلامة الطاقم هو ليس ببساطة لأسباب إنسانية، فإسرائيل غير قادرة على تأمين أعداد لامحدودة من الطواقم المدربة والجاهزة للقتال في حال ارتفاع الخسائر.
هناك حكمة عسكرية أميركية شائعة تفيد بأن «الدبابة الجيدة هي الدبابة التي تضمّ طاقماً جيداً». فهل استعاد الجندي الإسرائيلي حقاً عنصر الثقة اللازمة للجلوس في آليات يمكن أن تتحوّل إلى نعوش لمن فيها.
تعمل الصناعات العسكرية الإسرائيلية على معالجة نقاط الضعف التي كشفتها حرب تموز 2006. بالنسبة إلى سلاح البر، واجهت دبابات الميركافا، بجيليها الثالث والرابع، تحدّياً جدّياً بعملها في مواجهة صواريخ مضادة للدروع وسيرها على طرقات وعرة.
ولأن خيار الدفع بقوات برية سيكون المفضّل في أي مواجهة مقبلة، أولت المؤسسة العسكرية إدخال تعديلات على الميركافا تحديداً، والآليات عامة، أهمية خاصة.
لقد تحولت الميركافا من دبابة قتال رئيسية إلى آلية قتال متعددة الاستخدام، من خلال دمج نظم المعلومات بالمرونة في الحركة والقوة النارية إلى القدرة على حماية الطاقم.
مرّت الميركافا بمراحل عدة في تصميمها منذ البدء بتصنيعها أواخر القرن العشرين. غير أن تجربة الجيش الإسرائيلي في لبنان كشفت الحاجة إلى تعديلات تكيّف الدبابة في المعارك «غير المتكافئة»، حين تواجه عبوات ناسفة وقذائف مضادة لدروع الآليات الضخمة.
تكمن خطورة الأسلحة المستخدمة في مواجهة الميركافا في لبنان بأنها قابلة للاستخدام من الجهات والمسافات المختلفة.
التحسينات وعناصر التطوير
حتى الساعة، شملت عمليات التطوير في الدبابة الإسرائيلية العناصر الآتية:
ـــــ تجهيز الدبابة بنظام رؤية حراري مزدوج المدى (لتغطية قنوات 3 ـ 5 ميكرون و8 ـ 12 ميكرون)، ما يؤمن أداءً محسّناً في جميع ظروف الرؤية، ليل نهار، وفي مختلف الظروف المناخية، لجهة تعقّب أي نشاط بري بشري. كما أُضيفت تحسينات أخرى لنظم الرؤية تتضمن «راصد أهداف» صُمّم لمواجهة المروحيات (أو الطائرات الصغيرة) التي تحلّق على علوّ منخفض.
ـــــ إضافة حلقة مؤلفة من مربعات رؤية بانوراميّة تزيد من نطاق الرؤية، لتحسين القدرات العملية للطاقم وقائد الدبابة. هذا الجهاز الإلكتروني يعرض حركة القوات الإسرائيلية المحيطة من خلال بثّ مشفرّ داخل غرفة القيادة في الآلية على هيئة «صورة بانورامية». ويستطيع الجنود من خلال هذا الجهاز مشاهدة انتشار كل الوحدات العسكرية حتى في المواقع المكتظّة بالسكان، بحيث يسمح ذلك بتلافي الوقوع في الأخطاء والتداخلات بين وحدات الجيش الإسرائيلي (كما حصل في العدوان الأخير على غزة).
ـــــ إضافة منظار خاص بقائد الدبابة مزوّد بنظام رؤية حرارية وحاسوب خاص للقدرة على التحكم بالنيران، ما يتيح لقائد الدبابة وآمر المدفع ضرب أهداف متعدّدة في آن واحد، الأمر الذي يضاعف قدرات الدبابة على المراقبة وضرب الأهداف.
ـــــ دمج محطة نيران يجري التحكم بها لاسلكياً، تتضمن مدفع رشاش من عيار 7,62 ميليمترات وآخر من عيار 12,7 ميليمتراً جرى تركيبهما فوق المدفع الرئيسي، ودمجهما بنظام التحكم بالنيران، ما يتيح لطاقم الدبابة استخدام أي من المدفعين كقناصة شديدة الفاعلية والدقة على المديين المتوسط والقصير.
ـــــ وصْلُ مدفع الهاون، من عيار 60 ميليمتراً الموجود تحت الدرع، بنظام التحكم بالنيران من أجل الحصول على تصويب آلي، واستخدام ذخيرة ذات مدى طويل كجزء من عملية التطوير التلسكوبي.
ـــــ تعديل نظام التحكم بالنيران (ضمن نظام الحماية تروفي) بما يتيح استخدام قذائف ضد الأفراد والمواد المتفجرة المعروفة اختصاراً بـ«أبام». القذائف المخصصة لهذه الحالات هي من طراز «كالانيت»، عيار 120 ميليمتراً، التي تسمح باستهداف فرق المشاة والمباني والمنشآت المحصّنة. تعمل قذائف «كالانيت» بآلية مختلفة، إذ إنها لا تتجه مباشرة نحو الهدف، بل إلى نقطة محددة في الجو (أعلى بقليل من الهدف)، بحيث تتوقف وتُطلق ستة مقذوفات أسطوانية الشكل في اتجاهات مختلفة.
ـــــ استحداث موقع للقناص عند باب الدخول الخلفي للدبابة، في تعديل يحاكي حرب المدن، حيث يستهدف القناص المشاة والقوات المعادية المجهزة بصواريخ مضادة للدروع من الزاوية الأكثر ضعفاً في الدبابة، عبر إطلاق النار عليهم من «الطلاقات» في الجهة الخلفية.
ـــــ تعديلات في التصميم لناحية إضافة صفائح (في بطن الدبابة) من مواد مطوّرة لحماية الجزء السفلي وأطراف البدن من العبوات الناسفة، في ضوء تعرض ثلاث دبابات ميركافا لهذا النوع من الهجمات خلال حرب تموز.
ـــــ اعتماد مقاعد Autoflug المزوّدة بنظام للسلامة، بهدف تأمين حماية إضافية للطاقم من الألغام الجانبية والسفلية وانفجارات الصواريخ المضادة للدروع، بالإضافة إلى مساهمتها بتخفيف الإرهاق والتعب الناجمين عن المهمات الطويلة.
يشار إلى أنه جرى اختبار العديد من أنواع المقاعد في الميركافا، الجيل الرابع، إلى أن تمّ اعتماد مقاعد قابلة للارتفاع للسائق ولقائد الدبابة، فيما ثُبّتت مقاعد الطاقم وآمر المدفع. ولكن لم تعتمد المقاعد في خطوط إنتاج الدبابات، لذا، تجرى حالياً دراسة إمكان استخدام مقاعد Autoflug المزوّدة بنظم الحماية في آلية «نمير» Namer الجديدة وناقلات جند عدة يقوم الجيش الإسرائيلي بتطويرها.
ـــــ استحداث «جهاز صدم» يمكّن الميركافا من هدم ما يعوق طريقها (تعديل مخصّص لحرب المدن)، وعدم تعريض المدفع وأجهزة الرؤية للضرر. كما تتيح سلسلة جر مركّبة مسبقاً استخراج واسترجاع دبابة معطوبة بواسطة دبابة أخرى أو جرافة من دون تعريض الطاقم للخطر.
ـــــ إعادة تصميم النظام الشبكي داخل الدبابة، بوصله بأربع شبكات احتياطية، تستخدم نظام TCP/IP (بروتوكول التحكم بالبث| بروتوكول الإنترنت) القياسي. تتم إدارة الشبكة بواسطة «سيرفر» يحوي نظاماً رقمياً للتحكم بتوزيع الطاقة للبرج والأسلحة ونظم المراقبة. كذلك، تم تحديث وتزويد شبكات الميركافا بنظام ربط خارجي لاسلكي، ما يتيح لدبابات الجيل الرابع مشاركة معلومات من مجسّات الاستشعار وشاشات العرض البانورامية مع الدبابات المتقاربة أو وحدات أخرى.
«تروفي» لا يعجب الأميركيين
طوّرت هيئة الصناعات العسكرية الإسرائيلية «رافاييل» ودائرة الأبحاث والتطوير نظام الدفاع الناشط «تروفي» (أو «معطف الريح» بالعبرية)، أحد أنظمة التدريع الرئيسية، بهدف تأمين أكبر قدر ممكن من الحماية للدبابات.
ووقّعت شركة «جنرال ديناميكس» الأميركية اتفاقية مع هيئة الصناعات العسكرية الإسرائيلية لتجهيز المدرعات الأميركية بهذا النظام الجديد، غير أن هذا الاتفاق لم يدخل حيّز التنفيذ نتيجة تساؤلات عديدة حول «تروفي».
ومع حلول منتصف عام 2007، اتخذت وزارة الدفاع الإسرائيلية قراراً بتدريع الجيل الجديد من «ميركافا 4» بنظام «تروفي»، كما تم ترشيح النظام لحماية المدرعة الجديدة «نمير».
يمثّل «تروفي» منطقة حماية نصف دائرية حول الآلية. ويتألف من ثلاثة عناصر رئيسية تقوم بـ: تحديد التهديد، تعقّبه واعتراضه.
ويتألف جهاز «تحديد التهديد» من مجموعة مجسّات استشعار، بينها رادارات مسطّحة، موزّعة بطريقة «استراتيجية» في الآلية لتأمين تغطية وحماية دائرية شاملة.
لحظة تحديد التهديد، تفتح مجموعة «الإجراء المضاد»، وهي عبارة عن جهاز يتحرك تبعاً لاتجاه التهديد، حيث تتم عملية الإطلاق أوتوماتيكيّاً في مسار مقذوفي لاعتراض التهديد من على مسافة بعيدة نسبياً.
بحسب ما تذكر تقارير أميركية، صُمّم نظام «تروفي» ليرسل «شظايا شعاعية» قادرة على اعتراض أي تهديد «حراري» (أي من خلال تعقّب حرارة الجسم المتّجه إلى الآلية) بما في ذلك صواريخ «أر بي جي» على بعد 10 إلى 30 متراً من سطح الآلية المدرعة، علماً بأنه يجري باستمرار تطوير مجموعة «الإجراء المضاد» في النظام لتكون قادرة على التعامل مع كل التهديدات ذات «الطاقة الحركية» في المستقبل.
تمّ تصميم «تروفي» ليعمل في بيئة حاشدة (حيث تعمل المدرعات الى جانب المشاة)، وفي مختلف الظروف المناخية. وحين يكون خارج العمل، يُحفظ النظام تحت درع على سطح الآلية.
إشارة الى أن النظام قادر على إعادة التشغيل والإطلاق أوتوماتيكياً في مواجهة مجموعة تهديدات أو هجمات متلاحقة.
ومع ذلك، وبالرغم من عمليات التطوير المستمرة، يعاني النظام من نقاط ضعف واضحة كان لها الأثر الأكبر في تقديرات وتقارير عسكرية أميركية أدت الى رفض استخدام النظام كوسيلة رئيسية لحماية القوات في العراق.
وتتمثل أبرز نقاط الضعف في:
ـــــ عدم توافر قدرات إعادة إطلاق أوتوماتيكياً.
ـــــ إحدى أهمّ سلبيّات «تروفي» أنه غير قادر على التعامل مع التهديدات التي تزيد سرعتها عن سرعة الصوت (معدل 340 متراً في الثانية).
ـــــ متى تمّ تشغيل النظام في مواجهة صاروخ مضاد للدروع، تصبح الجهة الأخرى مكشوفة لصاروخ ثانٍ، أي باستطاعة «تروفي» حماية محور واحد من جوانب الآلية فقط، ما يعني أنه يجب وضع أكثر من نظام على كل آلية في أكثر من جانب.
ـــــ الأضرار الجانبية: في ساحة معركة ضيقة، يستطيع «تروفي» اعتراض صاروخ مضادّ للدروع، لكنه قد يقتل 20 جندياً إسرائيلياً (قريبين من الآلية).
خيارات المقاومة
يدّعي الإسرائيليون بأن نظام «تروفي» يوفر حماية كاملة للدبابة من كل الاتجاهات، إلا أن علامات استفهام عديدة تُطرح حول مدى فاعلية النظام، ويشير إليها رفض الجيش الأميركي حتى اللحظة استخدامه على دبابته وآلياته في العراق.
كذلك، يشير العميد في قسم إدارة الأنظمة في الجيش الأميركي جيفري سورنسون إلى أنه حتى الآن لم يجر تقويم للأضرار التي قد يسبّبها «تروفي» في صفوف القوات المحيطة بالآلية.
في أيلول 2006، اختبر الجيش الأميركي مجموعة أنظمة تدريع، لكن لم يكن «تروفي» ضمن الخيارات. وقد برّر حينها العميد سورنسون هذا القرار بالقول إن «نظام تروفي غير فعّال»، مشيراً إلى أن الإسرائيليين يعملون على هذا النظام منذ 10 سنوات من دون نتيجة. وأضاف «لو كان هذا الشيء يعمل جيداً، فلماذا لم يوضع على الدبابات التي دخلت الى لبنان؟».
وبحسب التقارير المختلفة، لا يبدو أن النظام المذكور قد أوجد الحلول التي يبحث عنها الجيش الإسرائيلي لحماية آلياته ودباباته.
وبغض النظر على قدرة الصناعات العسكرية على معالجة نقاط الضعف وتطوير عمل نظام «تروفي»، فإن عمل الإسرائيليين الحثيث على نظام «ايرون فيست» (القبضة الحديدية) على نحو موازٍ لـ«تروفي»، والبحث في إمكان وضع النظامين معاً على الآليات، يدلّ دلالة قاطعة على عدم اقتناع الجيش الإسرائيلي بفاعلية النظام «تروفي».
أضف الى ذلك، مسألة الوقت والتمويل اللازمين لتوفير هذا النظام لجميع الآليات، مع ملاحظة عامل مهم في هذا المجال يكمن في أنه على الرغم من أن القسم اللوجستي وقوات الدعم في الجيش الإسرائيلي هي التي تدير خطوط إنتاج الميركافا، إلا أن 25 في المئة فقط ينتجها فعلياً الجيش، فيما تُنتج 75 في المئة من مجمل دبابات الميركافا شركات تسلّح محلية.
كذلك تبرز إشكالية عدم وجود حل واقعي في حال تعرّض الآلية لأكثر من صاروخ في الوقت نفسه.
في الخلاصة، تعترف تقارير أميركية بأن مواد ناسفة تزن نصف طن قادرة على وضع حدّ لفاعلية نظام «تروفي» في حالات عمله النموذجية، ولميركافا الجيل الرابع بكل تعديلاتها.
ومن المعروف أن رجال المقاومة استخدموا، في تموز 2006، عبوات تراوح وزنها بين 150 و500 كيلوغرام لإعاقة تقدم الدبابات الإسرائيلية. ويروي المقاومون أن الإسرائيليين، عندما تقدموا مرات عديدة في عيتا الشعب ومارون الراس لسحب دباباتهم، لم يجدوا سوى قطع صغيرة متناثرة بفعل العبوات.
لقد أظهرت الاختبارات والدراسات التي أجراها الخبراء الأميركيون والإسرائيليون على الدبابات المستهدفة في حرب تموز، ومن بينها 18 دبابة ميركافا من الجيل الرابع، أن حزب الله يعلم تماماً نقاط ضعف الميركافا، ويملك المعلومات والقدرات اللازمة للتعاطي مع التعديلات الجديدة، أي ما يكفي من صقيع للتعامل مع هذا المعطف.
وأصدر معهد «جايمس تاون» للدراسات الأمنية وشؤون مكافحة الإرهاب تقريراً بحثياً تحت عنوان «إبداعات حزب الله في استخدام السلاح ضد الدروع» في حرب تموز 2006، خلص الى أن «أحد أهم الجوانب التي ينبغي التحقيق فيها في الجانب الإسرائيلي هو الخاصرة الضعيفة للفيالق المدرعة في مقابل الأسلحة المضادة للدروع المتميزة بصغر حجمها وسهولة نقلها وسبل توجيهها».
ويوضح التقرير أن «إبداع حزب الله في استخدامه سلاحاً ضد الدروع كان السبب وراء معظم الخسائر الإسرائيلية، كما أنه أعطى لهذه الأسلحة الصغيرة، لكن الفعالة، أهمية جديدة في مجال التكتيك الميداني».
يملك حزب الله القدرات اللازمة للتعاطي مع التعديلات الجديدة
ويعدد التقرير «التشكيلة الواسعة» من الأسلحة ضد الدروع التي يمتلكها حزب الله، والتي تشمل «الصواريخ الموجهة سلكياً وقاذفات «ار بي جي». كما تتضمن التشكيلة الصاروخ الأوروبي «ميلان» والصواريخ «سبيغوت» و«ميتيس» و«ساغر» ذات التصميم الروسي، فضلاً عن «كورنيت» الذي زوّدته به سوريا، وهو صاروخ قادر على استهداف الطائرات المروحية المحلّقة على علوّ منخفض».
أما عن الهدف الاستراتيجي لحزب الله من استخدام هذه الصواريخ فهو شلّ دبابة الميركافا «التي صمّمت لتوفير الحماية القصوى لطاقمها، عبر التدريع الثقيل وفتحات الهروب الخلفية، علماً بأن التشديد على سلامة الطاقم هو ليس ببساطة لأسباب إنسانية، فإسرائيل غير قادرة على تأمين أعداد لامحدودة من الطواقم المدربة والجاهزة للقتال في حال ارتفاع الخسائر.
هناك حكمة عسكرية أميركية شائعة تفيد بأن «الدبابة الجيدة هي الدبابة التي تضمّ طاقماً جيداً». فهل استعاد الجندي الإسرائيلي حقاً عنصر الثقة اللازمة للجلوس في آليات يمكن أن تتحوّل إلى نعوش لمن فيها.
تدريع بقيّة الآليات
كجزء من تطوير عائلة الميركافا، تقوم هيئة الصناعات العسكرية بتطوير «شاسي» هذه الدبابة ليلائم مجموعة من العربات الثقيلة التدريع التي صُممت لعمليات متعددة المهام في الحروب الكلاسيكية كما في المعارك غير المتكافئة.
في هذا السياق، أنتج مكتب برنامج الميركافا، نماذج عدة من ناقلات الجند المسماة «نمير» التي ترتكز على «شاسي» الميركافا. وقد تم إنتاج نوعين من ناقلات الجند المدرعة المزودة بدرع الميركافا المركب والقادرة على حمل 12ــ 13 جندياً: قائد الدبابة، والسائق، وعامل محطة الأسلحة وجنود مجهزين بعتاد كامل. كذلك نزع كوة السائق ووضع درع إضافية مكانها. وتم تعزيز الجانب السفلي بصفيحة مجوّفة لحماية الطاقم من الألغام. فضلاً عن تركيب محطة نيران يجري التحكّم بها لاسلكياً، وتتضمن مدفعاً رشاشاً من عيار 7,62 ميليمترات وآخر من عيار 12,7 ميليمتراً مرتبطة بأنظمة رؤية وتحكم خاصة بها.
وكما هي الحال في ميركافا الجيل الرابع، ستحوي «نمير» مركزاً للقناص على باب الدخول الخلفي.
ومن المتوقع أن تتيح المركبات الجديدة القيام بعمليات فعالة «في ظروف خانقة» خلال مدة زمنية طويلة، لهذا فهي مصممة بحيث توفر فسحة داخلية واسعة للطاقم، بالإضافة إلى قدرة استيعابية لعمليات تحميل وتفريغ سريعة للطاقم.
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي اختبر «بنجاح» نموذجاً معدّلاً من «نمير» مزوداً بمدفع من عيار 30 ميليمتراً مرتفعاً يجري التحكم به عن بعد.
ومن بين التعديلات الأخرى لآليات مختلفة: عربة استرجاع مدرعة وعربات دعم الفرق المزودة بجميع المعدات اللازمة للصيانة خلال المعارك والدعم. كذلك تلحظ التعديلات المستقبلية وجود منصة إطلاق صواريخ متعددة الاستخدامات تتيح ضرب أهداف خارج نطاق الرؤية.
من المفترض أن تدخل نمير خطوط الإنتاج الفعلية في العام الجاري، على أن يبدأ إنتاج نموذج مطوّر يرتكز على شاسي «ثوري» بحلول عام 2015.
أما التعديل الأبرز في صناعة «نمير»، فيكمن في كونها أخف وزناً، والعمل جار على تحديد وزنها بنحو 35 طناً، مع المحافظة على أنظمة الحماية الخاصة بالميركافا.
عملية خفض الوزن تتم أساساً من خلال إزالة البرج واستبداله بمدفع وقاذف صواريخ مدمج يتم التحكم به عن بعد، وعبر استخدام نظام الدروع الفاعل بدلاً من الدرع التقليدية الأثقل وزناً، على أن تكون الآلية الجديدة قادرة على نشر أنظمة غير مأهولة وصواريخ تؤمن اشتباكات مباشرة وغير مباشرة بواسطة نظام يتيح رؤية للأهداف غير منظورة (أي خارج نطاق الرؤية البصرية).
http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?Action=&Preview=no&ArticleID=14903