رغم مرور سبع سنوات عليها، لا تزال كارثة سقوط الطائرة التابعة لطيران الخليج مساء الأربعاء 23 أغسطس/آب 2000م محفورة في ذاكرة البحرينيين وجميع من عايش تلك الحادثة وبالأخص أقارب المسافرين على تلك الرحلة المنكوبة. وقد سقطت طائرة الإيرباص A320-212 الرحلة رقم GF072 بالمقربة من سواحل مطار مملكة البحرين الدولي الذي كانت متوجهة له بعد أن أقلعت من مطار القاهرة الدولي بقيادة الطيار البحريني إحسان شكيب ومساعده العماني خلف العلوي، مما أدى إلى مقتل جميع من كان على متن الطائرة من طاقم وركاب والبالغ مجموعهم 143 شخصاً. إلا أن نتائج التحقيقات في أسباب الحادثة لم تعلن إلا في 15 يوليو/تموز 2002م أي بعد قرابة السنتين من الحادثة، حيث شكلت هيئة للتحقيق بالحادثة مكونة من أفراد من السلطات البحرينية وخبراء فرنسيين بالإضافة إلى ممثلين من شركة إيرباص. وقد خلص التقرير إلى أن سبب الحادثة هو خطأ الطيار بشكل رئيسي بعكس ما استبعدته طيران الخليج بعد أيام من الحادثة، إلا أنه نفى أن يكون هنالك عامل أوحد تسبب في الكارثة، ورجح بأن السبب كان خليطاً مميتاً من العوامل تسببت في سقوط الطائرة. وفيما يلي ملخص الأحداث الأخيرة للرحلة المنكوبة :
مع وصول الطائرة للأجواء البحرينية يطلب الطاقم من المطار الإذن بالهبوط على مدرج المطار، ويعطى الإذن بالهبوط على المدرج رقم 12، وأغلق الطاقم الطيار الآلي من العمل حال رؤية المدرج. بسبب السرعة الزائدة عن الحد المعتمد للاقتراب لمدرج وعدم الانخفاض بالدرجة الكافية، يخفق الطيار في الهبوط على المدرج في الوقت المناسب. ينفذ الطيار مناورة غير معتمدة بالالتفاف الدائري 360 درجة ومحاولة الرجوع مرة أخرى للمدرج حيث كانت الطائرة قريبة وعلى علو منخفض، بدل الذهاب بعيداً بالطائرة والرجوع مرة أخرى كإجراء معتمد.
عند الاقتراب كانت هناك انحرافات بالطائرة عن خط الرحلة المفترض، لكن مساعد الطيار الذي كان واجبه أن يتابع هذه المعطيات لم ينبه الطيار لذلك، ويعتقد أن السبب في ذلك هو استعراض الطيار مهاراته على مساعده في بداية الرحلة مما تسبب بحالة من الخجل لدى الطيار المساعد.
يعتقد أنه في محاولة الطيار للالتفاف الدائري للهبوط في المدرج، عانى الطاقم من نوع خاص من اختلال المعرفة بالمكان، ففي حين أنه كان يتعامل مع إنذار السرعة الزائدة بالطيارة، قام الطيار بخفض مقدمة الطائرة حيث ظن الطاقم بأنه كان يرتفع بالطائرة في حين أنه كان في انخفاض!
لم يستشر الطيار مساعده فيما يجب عمله حيث كان يمكنه أن يستأنس باقتراح من شخص ذو خبرة موجود بجانبه، وقد يرجع ذلك إلى نقص في التدريب مما أدى إلى قصور في عمل الطاقم كفريق!
لم يكن نظام تحليل بيانات الرحلات الخاص بطيران الخليج يعمل بشكل فعال حين الحادثة، إضافة إلى أن قسم سلامة الرحلات كان يعاني من نقص، مما أدى إلى قصور في إدراك الشركة لبعض إجراءات السلامة الوقائية.
أشار التقرير أيضاً إلى أن ساعات تدريب الطيارين على هذه النوعية من الطيارات لم يكن بالدرجة الكافية لتفادي المشاكل والحالات الحرجة التي قد تطرأ في الجو، وأوصت بزيادة ساعات التدريب وتحسينها من حيث النوعية.
منقول من: أسامة الكوهجي- الجزيرة توك- البحرين