بسم الله الرحمن الرحيم
..........................
مقدمة
لم يعرف التاريخ العربي المعاصر منذ استقلال الدول العربية وتحررها عملاً عربياً عدوانياً أخّر مسيرة الأمة واستنزف قواها مثل الغزو العراقي للكويت عام 1990 والحقيقة أن الأراضي الكويتية كانت دائماً ومنذ الاستقلال مطمعاً لحكام العراق سواء في عهد الملكية الهاشمية أو ما بعدها وتراوحت هذه الأطماع بين الضم الكامل للأراضي الكويتية أو ضم بعض الأراضي مثل الجُزُر والمناطق الحدودية الشمالية كحد أدنى لهذه المطامع إلاّ أن أيّاً من حكام العراق السابقين لم يكن قادراً على تحقيق تلك الأطماع في ذلك الوقت نتيجة للمحاذير العربية والرادع الدولي من جهة ومشاكل العراق وصراعاته الداخلية من جهة أخرى.
ومنذ تولّي الرئيس العراقي صدام حسين، السلطة في العراق، وبروز طموحاته إلى الهيمنة على منطقة الخليج وأحلام الزعامة العربية، بدأ السير على طريق تحقيق هذا الحلم فكانت الحرب ضد إيران، التي تواصلت ثماني سنوات (1980 ـ 1988) خرج العراق بعدها مثقلاً بالديون والمشاكل الداخلية العديدة وفي ظل هذه الضغوط الاقتصادية والمالية كان أمام القيادة العراقية خياران
1/ تخفيض الإنفاق العسكري الذي تضخم خلال الحرب ضد إيران.
2/ تنمية موارد العراق الاقتصادية، وإيجاد مصادر دخْل إضافية.
ولما كان الخيار الأول يعني خفض حجم القوات المسلحة العراقية وتسريح أعداد ضخمة من هؤلاء الرجال وازدياد مشكلة البطالة وانكماش الصناعات الحربية التي تخدمه وهي الدعامات الأساسية لتحقيق طموحات القيادة العراقية فلم يكن ذلك الخيار مرغوباً فيه من تلك القيادة ومن ثم اتجهت إلى الخيار الثاني.
ونظراً إلى أن تنمية موارد العراق تحتاج إلى سنوات طويلة ولا سيما النفط الذي تحكم أسعاره السوق العالمية فقد وجدت القيادة أن أسهل الحلول وأسرعها لمواجهة مشاكلها الاقتصادية وتحقيق طموحاتها السياسية في آن واحد هو استثمار آلتها الحربية الضخمة، في التحرك جنوباً للاستيلاء على الكويت وثرواتها الضخمة وهو ما سيعوضها لو نجحت فيه عن الفشل الذي لحق بها على الجبهة الإيرانية بل يعوض من خسائرها ويزيد من سيطرتها على الخليج بامتلاك سواحل الكويت وجُزُرها وموانئها فضلاً عن أنه يمكن تبرير الغزو بأنه جاء انطلاقاً من الحقوق التاريخية التي ترى أن الكويت جزء من ولاية البصرة إبّان العهد العثماني.
ومما لا شك فيه أن العراق خطط مهاجمة الكويت منذ فترة طويلة ربما منذ صدور قرار مجلس الأمن الرقم 598 في 20 يوليه 1987 بوقف إطلاق النار بين العراق وإيران الذي بدأ سريانه في 20 أغسطس 1988.
ويعزز هذا الاحتمال العوامل التالية:
1/ تحييد مراكز المعارضة المنتظرة لهذا الغزو بمحاولة احتواء مصر في مجلس التعاون العربي الذي سعى العراق من خلاله إلى عزل سورية عن التجمعات الإقليمية.
2/ تحييد المملكة العربية السعودية من خلال اغتنام فرصة زيارة الملك فهد بن عبدالعزيز إلى العراق في 25 مارس 1989لتوقيع اتفاقيتَي عدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم استخدام القوة بين المملكة العربية السعودية والعراق لطمأنة المملكة وعدم إثارة مخاوفها في بداية الغزو وتبعه اتفاق مماثل مع البحرين في ديسمبر من العام نفسه.
3/ إغداق المعونات على بعض الدول العربية في محاولة ناشطة لكسب الأنصار والمؤيدين.
4/ تشدد الخطاب السياسي للقيادة العراقية في مواجَهة إسرائيل لكسب تأييد الشارع العربي خاصة الشعب الفلسطيني الذي يوجد عدد كبير من أبنائه في الكويت وكان لهم دور فعال في مساندة الغزو داخل الكويت فيما بعد.
ومن ثم بدأت القيادة العراقية تُعد العدة من أجل تنفيذ مخططها:
1/ مع بداية عام بعد انتهاء الحرب العراقية/ الإيرانية بدأ العراق ينفذ برنامجاً مكثفاً لتطوير تسليح قواته تقليدياً / فوق تقليدياً إذ قُدّرت ميزانيته، عام 1990 بنحو 12.9 مليار دولار.
2/ ومنذ 23 فبراير 1990، بدأ الرئيس العراقي صدام حسين يُعِدّ ويمهد لغزو الكويت سياسياً عندما أعلن عبْر التليفزيون الأردني، عقب وصوله إلى عمّان لحضور مؤتمر مجلس التعاون العربي:
3. وفي أول أبريل 1990 أعلن الرئيس العراقي في خطابه أمام قادة وضباط القوات المسلحة العراقية كذلك، أن العراق يمتلك أسلحة كيماوية مزدوجة وأنها أسلحة ردع كافية لمواجهة السلاح النووي الإسرائيلي.
4/ مطالبة دول الخليج بإسقاط ديونه على أساس أنه كان يدافع عنها ضد إيران.
5/ ومنذ منتصف يوليه 1990 بدأ الرئيس صدام حسين يخطط لغزو الكويت عسكرياً ويمهد له سياسياً.
وكان لاستمرار التوتر والنزاع بين دولتَي العراق والكويت أسباب عديدة فعلى الرغم من موافقة العراق على ترسيم حدوده مع دولة الكويت عام 1932، قبْل إعلان استقلاله إلاّ أنه دأب في مواقفه الداعية إلى أن الكويت جزء من دولة العراق ومما لاشك فيـه أن هذه المطامع أثارت مشاعر دولة الكويت ودول عربية أخرى.
وترجع المطامع العراقية إلى سببَين رئيسيَّين:
1/اقتصادى يتيح له السيطرة على آبارنفط الروضتين والتحكم في 20% مـن احتياطي النفط العالمي واستغلال المنشآت والموانئ النفطية الكويتية من خلال ضـم الكويت.
2/إستراتيجي/عسكري من خلال إيجاد منفذٍ بحريٍّ إلى مياه الخليج العربـي مما يحقق له مركزاً بحرياً متميزاً ويوفر له ميزة عسكرية في المنطقة فضلاً عن استغلال الجزر البحريـة الكويتية في الخليج (وربة وبوبيان) لما تحققه له من أهمية إستراتيجية تمكنه من التحكم في المياه المفتوحة، لتأمين ممر شط العرب، وبذلك تنتهي مشاكله الحدودية مع إيـران في هذه المنطقة.
وقد بدأ النزاع الأخير بين دولتَي العراق والكويت بمهاجمة الرئيس العراقي في خطابه في 17 يوليه 1990 بعض الدول الخليجية وحذرها من أنه سيبادر إلى فعل مؤثر يعيد الأمور إلى مجاريها الطبيعية ويعيد الحقوق المغتصبة إلى أهلها واتهمها بأنها عميلة للولايات المتحدة الأمريكية وتنفّيذ سياستها في المنطقة العربية مما أدى إلى الإضرار بالأمن الوطني العربي .
وأدّى تفاقم المشكلة إلى التدخل العربي والإقليمي والدولي من خلال المؤتمرات والنداءات والتحذيرات واللقاءات ولكنها فشلت جميعاً وكان آخرها مؤتمر جدة الذي عقد بين الوفدَين العراقي والكويتي في 31 يوليه 1990 وانتهي إلى الفشل كذلك بل زاد المشكلة تعقيداً.
وبعد ساعات قليلة على فشل مباحثات جدة وفي الساعة 1630 الأول من أغسطس 1990 هبطت الطائرة العراقية القادمة من جدة وعلى متنها الوفد العراقي برئاسة عزة إبراهيم الذي توجَّه مباشرة إلى مقر الرئيس العراقي وعلى مدى عشر دقائق، استمع صدام لتقرير نائبه ومن الفور استدعى الرئيس العراقي الفريق نزار عبدالكريم الخزرجي رئيس أركان الجيش العراقي والفريق أياد فتيح خليفة الرادي قائد قوات الحرس الجمهوري والفريق سعدي طعمة عباس الجبوري قائد العمليات الخاصة في قوات الحرس الجمهوري وكلاًّ من قائد القوات الجوية وقائد الدفاع الجوي وبعض قادة الفيالق الأخرى.
وتوجهوا جميعاً يتقدمهم الرئيس العراقي صدام حسين على متن ثلاث طائرات عمودية إلى قاعدة الزبير الجوية ومنها أقلتهم السيارات إلى مقر قيادة قوات الغزو، في مدينة صفوان حيث اجتمع الرئيس مع القادة وتأكّد من تفهم المرؤوسين للخطة التفصيلية لغزو الكويت وحدد توقيت بدء المعركة الذي اختاره ليكون في الساعة 2400 /يوم 1 أغسطس حتى تتمكن القوات العراقية احتلال مدينة الكويت مع أول ضوء من يوم 2 أغسطس.
وفي منتصف ليلة 1/2 أغسطس 1990 الموافق يوم الخميس الحادي عشر من شهر محرم 1411 هـ، فاجأ العراق العالم أجمع عندما دفع قواته عبر الحدود العراقية/ الكويتية وكان أول بيان يسمعه العالم عن الغزو العسكري العراقي لدولة الكويت يأتي عبر الإذاعة الكويتية نفسها قبل الاستيلاء عليها إذ أصدرت وزارة الدفاع الكويتية بياناً في السادسة من صباح ذلك اليوم أعلنت فيه للشعب الكويتي نبأ الغزو العراقي للكويت.
ولم يدُر في خلد الكويتيين وهم يفيقون في الصباح على دوي المدافع وزخات الرشاشات وأزيز الطائرات أن بلدهم أصبح محتلاً من قِبل الجيش العراقي وأن حكومتهم الشرعية قد رحلت إلى المملكة العربية السعودية فعلى الرغم من فشل مباحثات جدة إلاّ أنه لم يكن هناك مظاهر في الكويت تدل على وصول الأزمة إلى طريق مسدود واستطراداً لم يكن هناك استعدادات عسكرية على صعيد الدفاع عن الحدود أو تأمين المنشآت الحيوية في الداخل. وعلى الرغم من ذلك، فقد خاضت القوات الكويتية الموجودة في الخدمة آنئذٍ عدة معارك محدودة حول قصر دسمان وعلى مفترق الطرق عند المطلاع والجهراء ومعسكرات الجيش والقيادة العامة وفي الجيوان وجزيرتَي فيلكا وبوبيان.
ويرجع السبب في سرعة الاجتياح العراقي إلى افتقار الجيش الكويتي إلى الحرفية في القيادة والتنظيم، وإلى عدده القليل فضلاً عن افتقاده الخبرة في مقابل الجيش العراقي الضخم المتمرس بالحرب عبْر صراعه مع إيران الذي دام ثماني سنوات وعلى الرغم من حالة الفوضى التي عاشها الجيش الكويتي في اليوم الأول للغزو، إلاّ أن بعض قواته البرية استطاعت الانسحاب إلى أراضي المملكة العربية السعودية كما لجأ بعض الطائرات الحربية الكويتية إلى القواعد الجوية في المملكة.
إن الغزو لم يقع مصادفة بل كان مخططاً له سياسياً وعسكرياً قبل أكثر من عامين في إطار خطة خداع إستراتيجي وسياسي وإعلامي وهكذا كان يوم الغزو محدداً قبْل أن تبدأ مباحثات جدة، التي عمل العراق على إفشالها كي يتخذها ذريعة لتنفيذ مخططه لغزو الكويت.
وقد ارتكبت الكويت خطأً عندما وثقت بالقيادة العراقية على الرغم من معرفتها جيداً أطماعها فيها ومحاولاتها السابقة لضمها وكانت هذه الثقة الزائدة سبباً في مأساة الشعب طيلة سبعة أشهر هي عمر الاحتلال العراقي للكويت إذ إن الكويت لم تضع في إستراتيجيتها تصورات دفاعية تجاه العراق ولم تضع قواتها في حالة تأهب حتى لا تستفز القيادة العراقية حتى عندما ترددت الأنباء عن الحشود العسكرية العراقية نحوها والتي رُصدت فعلاً لم تصدق كذلك أي احتمال لاجتياح عسكري عراقي كامل لها.
ولذلك لم تُنشأ أي تجهيزات هندسية دفاعية على حدودها مع العراق تشمل موانع مضادّة للدبابات أو للأفراد أو غيرها من الموانع العسكرية الدفاعية الأخرى ولم ترفع حالات الاستعداد القتالي لقواتها المسلحة ولم تفكر في تحالفات ولا في استدعاء قوات عربية أو صديقة وذلك استناداً إلى الثقة الزائدة بالعراق نتيجة لمواقفها السابقة المؤيدة له طيلة سنوات حربه ضد إيران.
وكان الوضع على الجانب العراقي مختلفاً تماماً فقد كانت المنطقة الجنوبية العراقية تشهد نشاطاً عسكرياً كبيرا لاستكمال الاستعدادات القتالية وقد استغل العراق الوضع العسكري بعد سريان وقف إطلاق النار بينه وبين إيران في 20 أغسطس 1988، وعمد إلى تحركات عسكرية علنية، على أساس أنها أعمال مألوفة، مستغلاً إياها كجزء من الخداع الإستراتيجي حتى لا يتنبه الكويتيون إلى وجود حركة غير عادية عندما تحين لحظة اختراق الحدود.
..............................................
وضعت القيادة العراقية في حسبانها عدة اعتبارات عند تخطيطها الغزو تتلخص في الآتي:
على المستوى العسكري
استغلال القوة الضاربة لقوات الحرس الجمهوري من أجل تنفيذ عملية هجومية سريعة تحقق الأهداف السياسية.
تحقيق نسبة تفوّق عالية على كلٍّ من القوات الكويتية وباقي قوات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وكون القوات العراقية هي أقوى قوة في المنطقة ويمكنها تنفيذ مهامها بنجاح بعد أن تم رفع قدراتها القتالية.
مهاجمة مدينة الكويت والسيطرة السريعة عليها من خلال السيطرة على مراكز القيادة والسيطرة والأهداف الحيوية في الدولة مثل قصر الامارة ومقر رئاسة الوزراء ومقر وزارة الدفاع ومبنى الإذاعة والتليفزيون إضافة إلى المنشآت الحيوية المهمة.
استخدام طابور خامس داخل الكويت يساعد في عملية الإرشاد والتوجيه للقوات المهاجمة.
على المستوى السياسي العربي
ضعف النظام العربي وعدم قدرته على اتخاذ القرار المجمع أو عجزه عن رد فعل مضادّ تجاه الغزو.
ارتباط مصر واليمن والأردن بالعراق في مجلس التعاون العربي قد يلزمها على الأقل الحياد تجاه الغزو وربما تبادر مصر إلى إغلاق قناة السويس وإعاقة أي عمليات إمداد عبرها ويعمد اليمن إلى إغلاق مضيق باب المندب.
استعانة الكويت بقوات أجنبية إن أقدمت على ذلك سوف يزيد من انشقاق الصف العربي وانقسامه مما يجعل احتلال الكويت أمراً واقعاً، ويحدّ من ردود الفعل الخارجية.
استغلال ورقة قضية فلسطين للمقارنة بين احتلال العراق الكويت واحتلال إسرائيل فلسطين.
على المستوى السياسي الدولي
الولايات المتحدة غير مرتبطة بالكويت باتفاقية دفاع مشترك فاحتمال تدخّلها يكاد يكون منعدماً.
تحييد باقي الدول الكبرى بضمان استمرار تدفق النفط العراقي والكويتي بعد الغزو والتلويح بعمليات نسف آبار النفط في حالة التدخل.
عدم مغامرة المعسكر الغربي باستخدام التصادم المسلح لما له من تأثير عكسي في النظام العالمي الجديد في تكتلاته السياسية ـ الاقتصادية (أوروبا ـ أمريكا ـ شرقي آسيا).
وربما كان الرئيس العراقي يراهن على حدوث واحد أو أكثر من الاحتمالات الأربعة التالية:
1_ قتْل أو أسْر أُسْرة الصباح كلها حتى لا يكون هناك مُطالب بعرش أو حكم.
2_ إحجام خادم الحرمَين الشريفَين عن استدعاء أي قوات أجنبية إلى أراضي المملكة حتى لا يثير مشاعر العالم الإسلامي.
3_ ترحيب المعارضة الكويتية بزوال حكم أُسْرة الصباح فهي ستكون خير معِين له.
4_ مساندة الاتحاد السوفيتي له كما حدث في الماضي الذي لن يسمح بصدور أي قرار عن مجلس الأمن يؤثر أو يعرقل خططه للاحتلال وتكريسه خاصة أن هناك معاهدة تعاون وصداقة تربطه بالاتحاد السوفيتي منذ 9 فبراير 1972
........................................
تخطيط العملية
وضعت خطط العمليات، والتصديق عليهافي سرية كاملة وعلى أعلى مستوى وبدءاً من 27 يوليه 1990 توالى إصدار المهام إلى المرؤوسين حتى مستوى قائد لواء ومساء الأول من أغسطس أثناء الاجتماع الذي عقده الرئيس العراقي مع قادة القوات المسلحة العراقية في صفوان أكّد المهام وحدّد توقيت بدء تنفيذ العملية.
فكرة العملية الهجومية الإستراتيجية العراقية وهدفها
تحت ستر الليل تخترق القوة الرئيسية الحدود العراقية /الكويتية وتقترب بسرعة من الأهداف الحيوية داخل مدينة الكويت (العاصمة) وتسارع في أسْر أمير دولة الكويت والأُسرة الحاكمة وأعضاء الحكومة الكويتية وتدمير القوات المسلحة الكويتية والسيطرة على مصادر الثروة والمنشآت النفطية على امتداد السواحل الكويتية على أن تُنفَّذ العملية تحت غطاء مطلب وطني من قيادة ثورية جديدة (حكومة مؤقتة) والوصول في النهاية إلى الحدود الدولية الكويتية/ السعودية وتأمينها والاستعداد لتنفيذ أي مهام .
...................................
التحضيرات للغزو!oh::
فكرة العملية الهجومية الإستراتيجية للجبهة الجنوبية
بإعادة تجميع للقوات في أسرع وقت ممكن، وبأعمال الخداع واستغلال عدم رفع درجة الاستعداد القتالي للقوات الكويتية والسرعة وخفة الحركة في أعمال قتال القوات البرية وأعمال قتال القوات البحرية والقوات الجوية والإبرار الجوي حيث يهاجم الفيلق الثامن حرس جمهوري نسق أول الجبهة الجنوبية من الحركة بتوجيه ضربة رئيسية ذات شعبتَين وأخرى ثانوية.
والوصول إلى الحدود الدولية الكويتية/ السعودية كمهمة مباشرة للجبهة الجنوبية في نهاية يوم 2 / 3 أغسطس (ي/ي2 عمليات)مع الاحتفاظ بفرقة مدرعة وأخرى مشاة آلية من الفيلق السابع تكون احتياطي الجبهة لتنفيذ أي مهام أخرى تبعاً لتطور الموقف.
مهمة الجبهة الجنوبية
تنفذ قوات الجبهة الجنوبية عملية هجومية إستراتيجية في الاتجاه الإستراتيجي الجنوبي (الكويت/ السعودية) بقوات الفيلق الثامن والوحدات الملحقة بالاشتراك مع أفرع القوات المسلحة ووحدات المظلات والقوات الخاصة وتهاجم الكويت بهدف احتلالها والوصول إلى الحدود الدولية وتأمينها كمهمة مباشرة للجبهة الجنوبية والاستعداد بعد وقفة قصيرة لاستكمال العملية الهجومية التالية تبعاً لتطور الموقف وبأوامر من القيادة العامة العراقية.
التجميع القتالي لقوات الجبهة الجنوبية
الفيلق الثامن حرس جمهوري (4 فِرق)/ فرقة مدرعة/ فرقة مشاة آلية / اللواء 95 المظلي /اللواء 26 المشاة إبرار بحري (لواء مشاة مستقل دُرِّب على أعمال الإبرار البحري قبل بدء العمليات).
فوجَي استطلاع الكتيبتين 65 و68 المغاوير (كوماندوز) قوات خاصة 6 ألوية مدفعية ميدان (تابعة للقيادة العامة).
وبذلك يقدَّر حجم قوات الجبهة الجنوبية المخصصة للغزو بحوالي 6 فِرق بلغ عددها نحو 88 ألف جندي مدعمين بحوالي 690 دبابة و1000 عربة مدرعة و556 قطعة مدفعية ميدان و144 طائرة مقاتلة قاذفة و60 طائرة مقاتلة و36 طائرة عمودية مسلحة.
تشكيل قتال العملية لقوات الجبهة الجنوبية
تتشكل قوات الجبهة الجنوبية من نسق واحد واحتياطي أسلحة مشتركة، إضافة إلى احتياطي إستراتيجي من القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية، كالآتي:
النسق الأول (الفيلق الثامن حرس جمهوري)
مهمة الفيلق الثامن
تدير قوات الفيلق الثامن وأسلحة دعمها عملية هجومية إستراتيجية بالتعاون مع القوات الجوية والبحرية ووحدات المظلات والقوات الخاصة لاحتلال الكويت والوصول إلى الحدود الدولية الكويتية / السعودية وتأمينها على أن تنفذ العملية الهجومية الإستراتيجية في 2 يوم قتال من خلال ضربتين:
ضربة رئيسية ذات شعبتَين
الأولى/ بقوة الفرقة 9 المشاة الآلية (توكلنا على الله) من اتجاه أم قصر، إلى الصبية ـ جسر بوبيان ـ الجهراء ـ مدينة الكويت ـ الفحيحيل ـ الزور حتى الحدود الدولية الكويتية ـ السعودية.
الثانية/ بقوة الفرقة 23 المدرعة (حمورابي) من اتجاه صفوان إلى العبدلي ـ مفرق الجهراء ـالأحمدي ـ الوفرة حتى الحدود الدولية الكويتية ـ السعودية.
ضربة أخرى (ثانوية)
بقوة الفرقة 21 المدرعة (المدينة المنورة) من اتجاه خضر الماء إلى الشقايا ـ المناقيش ـ الأحمدي ـ الوفرة حتى الحدود الدولية الكويتية ـ السعودية.
............
المهمة المباشرة للفيلق الثامن
تتحرك قوات الفيلق الثامن وأسلحة دعمها للهجوم من غير اتصال خلال منتصف ليلة 1/2 أغسطس (ليلة ي ـ 1/ي عمليات) وتخترق الحدود الدولية الشمالية الكويتية وتصد وتدمر الهجمات المضادّة للاحتياطيات التكتيكية الكويتية ثم تواصل هجومها مع القضاء على جيوب المقاومة في مواجهتها وتستولي على الخط العام "كاظمة ـ مفرق الصبية ـ الأطراف خلال يوم 2 أغسطس (يوم ي عمليات) محققة بذلك المهمة المباشرة للفيلق.
المهمة التالية للفيلق الثامن
تطور قوات الفيلق الثامن هجومها في العمق تجاه الحدود الدولية بالتعاون مع وحدات المظلات والقوات الخاصة وتحت ستر أعمال قتال القوات الجوية والبحرية تصدّ وتدمر باقي احتياطيات القوات الكويتية ثم تتابع التقدم وتستولي على خط الحدود الدولية الكويتية /السعودية وتؤمنه يوم 3 أغسطس (يوم ي 2 عمليات) كمهمة تالية وتستعد لمواجهة أي تدخّل من جانب القوات السعودية.
يحتل الفيلق الثامن مدينة الكويت خلال عمليته الهجومية ويخصص ما لا يقلّ عن فرقة مشاة لتأمينها وتنظيم الدفاعات حولها مع الاستعداد لصدّ قوات الإبرار المعادية وتدميرها والقضاء على مجموعات التخريب داخل نطاق مسؤولية الفيلق.
التجميع القتالي لقوات الفيلق الثامن
تتكون قوات الفيلق الثامن الحرس الجمهوري من أربع فِرق وبعض عناصر الدعم الأخرى كالآتي:
(أ) الفرقة 23 المدرعة (حمورابي).
(ب) الفرقة 9 المشاة الآلية (توكلنا على الله).
(ج) الفرقة 21 المدرعة (المدينة المنورة).
(د) فرقة مشاة.
(هـ) اللواء 95 المظلي.
(و) اللواء 26 المشاة إبرار بحري (لواء مشاة مستقل دُرِّب على أعمال الإبرار البحري قبل بدء العمليات).
(ز) فوجَي استطلاع.
(ح) الكتيبتين 65 و68 المغاوير (كوماندوز) قوات خاصة.
(ط) مجموعة مدفعية الفيلق.
(ي) 4 ألوية مدفعية ميدان (تابعة للقيادة العامة).
...............................
تشكيل قتال العملية لقوات الفيلق الثامن
تتشكل قوات الفيلق الثامن من نسقين واحتياطي أسلحة مشتركة كالآتي:
(أ) النسق الأول، ويتكون من:1/ الفرقة 9 المشاة الآلية (توكلنا على الله)/2 الفرقة 23 المدرعة (حمورابي).
(ب) النسق الثاني ويتكون من الفرقة 21 المدرعة (المدينة المنورة)بمهمة تنفيذ الضربة الثانوية من اتجاه خضر الماء إلى الشقايا ـ المناقيش ـ الأحمدي ـ الوفرة وتطور الهجوم في العمق تجاه الحدود الدولية بالتعاون مع قوات النسق الأول للفيلق ووحدات المظلات والقوات الخاصة وتحت ستر أعمال قتال القوات الجوية والبحرية تصدّ وتدمر باقي احتياطيات القوات الكويتية ثم تتابع التقدم وتستولي على خط الحدود الدولية الكويتية/ السعودية وتؤمنه يوم 3 أغسطس (يوم ي 2 عمليات) كمهمة تالية للفيلق وتستعد لمواجهة أي تدخّل من جانب القوات السعودية.
(ج) في الاحتياطي فرقة مشاة بمهمة الدفاع عن مدينة الكويت على أن تدفع إلى المدينة في يوم (ي2 عمليات) قبل قيام الفرقة 9 المشاة الآلية بتطوير الهجوم في العمق باتجاه الحدود الدولية الكويتية ـ السعودية.
......................
احتياطي الجبهة الجنوبية (الاحتياطي العملياتي)
مهمة احتياطي الجبهة
يستعد احتياطي الجبهة الجنوبية لتنفيذ أي أعمال، تخصَّص لها من قِبل قيادة الجبهة الجنوبية، في مصلحة أعمال قتال الفيلق الثامن.
.......................
التجميع القتالي لاحتياطي الجبهة الجنوبية
يتكون احتياطي الجبهة الجنوبية (الاحتياطي العملياتي) من:
(أ) فِرقة مدرعة، من الفيلق السابع.
(ب) فرقة مشاة آلية، من الفيلق السابع.
(ج) مجموعة مدفعية الفيلق السابع.
(د) لواءين مدفعية ميدان (تابعة للقيادة العامة).
ج. الاحتياطي الإستراتيجي (احتياطي القيادة العامة) .
......................
مهمة الاحتياطي الإستراتيجي
يستعد الاحتياطي الإستراتيجي (احتياطي القيادة العامة) لتنفيذ أي أعمال تخصَّص لها من قِبل القيادة العامة في مصلحة أعمال قتال الجبهة الجنوبية.
يعاون أعمال قتال الفيلق الثامن بلواء صواريخ تكتيكي/عملياتي (تعبوي) ويوجِّه ضربات صاروخية في مصلحة أعمال قتال قوات الفيلق الثامن.
.................
التجميع القتالي للاحتياطي الإستراتيجي
يتكون الاحتياطي الإستراتيجي من:
(أ) فرقة مدرعة/ (ب) فرقة مشاة آلية/ (ج) لواءين مظليَّين/ (د) لواء قوات خاصة (المغاوير) /(هـ) لواء صواريخ أرض ـ أرض إستراتيجي/تعبوي (عملياتي).
...............................
مهام الأفرع الرئيسية
....
مهام القوات الجوية
تنفيذ الاستطلاع الجوي في نطاق هجوم الفيلق الثامن وحتى عمق دولة الكويت والمناطق المجاورة.
توفير الحماية لقوات الفيلق الثامن بالتعاون مع قوات الدفاع الجوي.
قتال احتياطيات القوات الكويتية على المستويات المختلفة أثناء تحركها وفتحها للقتال.
إبرار قوات الإبرار الجوي، وتأمينها ومعاونتها في أعمال قتالها.
تأمين منطقة العمليات، ومنع أي تدخّل معادٍ، غير متوقع.
.................
مهام القوات البحرية
أ. حماية جانب القوات البرية، العاملة بحذاء الساحل الكويتي ومعاونتها.
ب. تدمير العدو البحري، في البحر، وفي قواعده البحرية.
ج. تأمين أعمال قتال قوات الإبرار البحري، ومعاونتها.
د. حماية النقل البحري الصديق، والتعرض للنقل البحري المعادي.
هـ. تأمين منطقة العمليات، ومنع أي تدخّل معادٍ، غير متوقع.
........................
مهام قوات الدفاع الجوي
أ. استطلاع العدو الجوي، وإنذار القوات في الوقت الملائم.
ب. منع أعمال الاستطلاع الجوي المعادي، وتدمير طائراته، المخترقة للمجال الجوي.
ج. حماية التجميع الرئيسي للقوات البرية، والقواعد، البحرية والجوية، والمطارات، والأهداف والمنشآت الحيوية في الدولة، بالتعاون مع المقاتلات، ووسائل الدفاع الجوي للقوات، البرية والبحرية.
د. الاشتراك في حصار العدو جواً.
.................
القيادة والسيطرة
مركز عمليات القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية المتقدم.
أ. المكان: منطقة البصرة.
ب. القائد: الفريق الأول نزار عبدالكريم الخزرجي، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة العراقية.
ج. المهام: قيادة عملية غزو الكويت وإدارتها.
....
مركز قيادة الجبهة الجنوبية (قيادة قوات الغزو)
أ. المكان: منطقة جبل سنام.
ب. القائد: الفريق أياد فتيح خليفة الرادي، قائد قوات الحرس الجمهوري.
ج. المهام: إدارة العملية الهجومية الإستراتيجية لغزو الكويت.
........
مركز قيادة الفيلق الثامن من الحرس الجمهوري
أ. المكان: يفتح مركز قيادة متقدم في صفوان.
ب. القائد: اللواء نجم الدين.
ج. المهام: إدارة أعمال قتال قوات الفيلق الثامن، خلال العملية الهجومية لغزو الكويت.
د. محور الانتقال: صفوان ـ العبدلي ـ الجهراء ـ مدينة الكويت ـ الأحمدي.
هـ. توقيت بدء العملية: الساعة 2400، يوم 1 أغسطس 1990.
........................
تخطيط الخداع الإستراتيجي والعملياتي (التعبوي)
يصاحب العملية خطة خداع إستراتيجي تُبنى على أساس أن العراق لا يريد حرباً ولا يعتزم اللجوء إلى عمل عسكري بحجة أنه يعرف مرارة الحروب ونفقاتها وأن الخلاف بينه وبين الكويت، هو خلاف بين أفراد عائلة واحدة وأن القضية تتعلق في نهاية الأمر بمسائل هي من اختصاص الأمة العربية.
يظهر تحرك قوات الحرس الجمهوري في جنوبي العراق كأنه تدريب مشترك مع قوات المنطقة الجنوبية ويراوح بُعد مسرحه عن الحدود العراقية ـ الكويتية بين 70 و80 كم.
خُطِّط خداع القوات الكويتية القريبة من الحدود ودورياتها الاستطلاعية، من خلال تعويدها سماع أصوات جنازير الدبابات وتحركات القوات العراقية على مقربة منها ليلاً ولعدة أسابيع مع الإعلان أن هذه التحركات هي لأغراض التدريب العسكري.
..........................
يتبع ان شاء الله......
..........................
مقدمة
لم يعرف التاريخ العربي المعاصر منذ استقلال الدول العربية وتحررها عملاً عربياً عدوانياً أخّر مسيرة الأمة واستنزف قواها مثل الغزو العراقي للكويت عام 1990 والحقيقة أن الأراضي الكويتية كانت دائماً ومنذ الاستقلال مطمعاً لحكام العراق سواء في عهد الملكية الهاشمية أو ما بعدها وتراوحت هذه الأطماع بين الضم الكامل للأراضي الكويتية أو ضم بعض الأراضي مثل الجُزُر والمناطق الحدودية الشمالية كحد أدنى لهذه المطامع إلاّ أن أيّاً من حكام العراق السابقين لم يكن قادراً على تحقيق تلك الأطماع في ذلك الوقت نتيجة للمحاذير العربية والرادع الدولي من جهة ومشاكل العراق وصراعاته الداخلية من جهة أخرى.
ومنذ تولّي الرئيس العراقي صدام حسين، السلطة في العراق، وبروز طموحاته إلى الهيمنة على منطقة الخليج وأحلام الزعامة العربية، بدأ السير على طريق تحقيق هذا الحلم فكانت الحرب ضد إيران، التي تواصلت ثماني سنوات (1980 ـ 1988) خرج العراق بعدها مثقلاً بالديون والمشاكل الداخلية العديدة وفي ظل هذه الضغوط الاقتصادية والمالية كان أمام القيادة العراقية خياران
1/ تخفيض الإنفاق العسكري الذي تضخم خلال الحرب ضد إيران.
2/ تنمية موارد العراق الاقتصادية، وإيجاد مصادر دخْل إضافية.
ولما كان الخيار الأول يعني خفض حجم القوات المسلحة العراقية وتسريح أعداد ضخمة من هؤلاء الرجال وازدياد مشكلة البطالة وانكماش الصناعات الحربية التي تخدمه وهي الدعامات الأساسية لتحقيق طموحات القيادة العراقية فلم يكن ذلك الخيار مرغوباً فيه من تلك القيادة ومن ثم اتجهت إلى الخيار الثاني.
ونظراً إلى أن تنمية موارد العراق تحتاج إلى سنوات طويلة ولا سيما النفط الذي تحكم أسعاره السوق العالمية فقد وجدت القيادة أن أسهل الحلول وأسرعها لمواجهة مشاكلها الاقتصادية وتحقيق طموحاتها السياسية في آن واحد هو استثمار آلتها الحربية الضخمة، في التحرك جنوباً للاستيلاء على الكويت وثرواتها الضخمة وهو ما سيعوضها لو نجحت فيه عن الفشل الذي لحق بها على الجبهة الإيرانية بل يعوض من خسائرها ويزيد من سيطرتها على الخليج بامتلاك سواحل الكويت وجُزُرها وموانئها فضلاً عن أنه يمكن تبرير الغزو بأنه جاء انطلاقاً من الحقوق التاريخية التي ترى أن الكويت جزء من ولاية البصرة إبّان العهد العثماني.
ومما لا شك فيه أن العراق خطط مهاجمة الكويت منذ فترة طويلة ربما منذ صدور قرار مجلس الأمن الرقم 598 في 20 يوليه 1987 بوقف إطلاق النار بين العراق وإيران الذي بدأ سريانه في 20 أغسطس 1988.
ويعزز هذا الاحتمال العوامل التالية:
1/ تحييد مراكز المعارضة المنتظرة لهذا الغزو بمحاولة احتواء مصر في مجلس التعاون العربي الذي سعى العراق من خلاله إلى عزل سورية عن التجمعات الإقليمية.
2/ تحييد المملكة العربية السعودية من خلال اغتنام فرصة زيارة الملك فهد بن عبدالعزيز إلى العراق في 25 مارس 1989لتوقيع اتفاقيتَي عدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم استخدام القوة بين المملكة العربية السعودية والعراق لطمأنة المملكة وعدم إثارة مخاوفها في بداية الغزو وتبعه اتفاق مماثل مع البحرين في ديسمبر من العام نفسه.
3/ إغداق المعونات على بعض الدول العربية في محاولة ناشطة لكسب الأنصار والمؤيدين.
4/ تشدد الخطاب السياسي للقيادة العراقية في مواجَهة إسرائيل لكسب تأييد الشارع العربي خاصة الشعب الفلسطيني الذي يوجد عدد كبير من أبنائه في الكويت وكان لهم دور فعال في مساندة الغزو داخل الكويت فيما بعد.
ومن ثم بدأت القيادة العراقية تُعد العدة من أجل تنفيذ مخططها:
1/ مع بداية عام بعد انتهاء الحرب العراقية/ الإيرانية بدأ العراق ينفذ برنامجاً مكثفاً لتطوير تسليح قواته تقليدياً / فوق تقليدياً إذ قُدّرت ميزانيته، عام 1990 بنحو 12.9 مليار دولار.
2/ ومنذ 23 فبراير 1990، بدأ الرئيس العراقي صدام حسين يُعِدّ ويمهد لغزو الكويت سياسياً عندما أعلن عبْر التليفزيون الأردني، عقب وصوله إلى عمّان لحضور مؤتمر مجلس التعاون العربي:
أن البلد، الذي يكون له النفوذ في الخليج، يكون له الهيمنة على نفطها، ومن هنا، فإن هذا البلد (أي العراق) سوف يكون قادراً على ممارسة تفوّقه كقوة عظمى فلن يكون هناك قوة أخرى تستطيع منافسته في المنطقة
3. وفي أول أبريل 1990 أعلن الرئيس العراقي في خطابه أمام قادة وضباط القوات المسلحة العراقية كذلك، أن العراق يمتلك أسلحة كيماوية مزدوجة وأنها أسلحة ردع كافية لمواجهة السلاح النووي الإسرائيلي.
4/ مطالبة دول الخليج بإسقاط ديونه على أساس أنه كان يدافع عنها ضد إيران.
5/ ومنذ منتصف يوليه 1990 بدأ الرئيس صدام حسين يخطط لغزو الكويت عسكرياً ويمهد له سياسياً.
وكان لاستمرار التوتر والنزاع بين دولتَي العراق والكويت أسباب عديدة فعلى الرغم من موافقة العراق على ترسيم حدوده مع دولة الكويت عام 1932، قبْل إعلان استقلاله إلاّ أنه دأب في مواقفه الداعية إلى أن الكويت جزء من دولة العراق ومما لاشك فيـه أن هذه المطامع أثارت مشاعر دولة الكويت ودول عربية أخرى.
وترجع المطامع العراقية إلى سببَين رئيسيَّين:
1/اقتصادى يتيح له السيطرة على آبارنفط الروضتين والتحكم في 20% مـن احتياطي النفط العالمي واستغلال المنشآت والموانئ النفطية الكويتية من خلال ضـم الكويت.
2/إستراتيجي/عسكري من خلال إيجاد منفذٍ بحريٍّ إلى مياه الخليج العربـي مما يحقق له مركزاً بحرياً متميزاً ويوفر له ميزة عسكرية في المنطقة فضلاً عن استغلال الجزر البحريـة الكويتية في الخليج (وربة وبوبيان) لما تحققه له من أهمية إستراتيجية تمكنه من التحكم في المياه المفتوحة، لتأمين ممر شط العرب، وبذلك تنتهي مشاكله الحدودية مع إيـران في هذه المنطقة.
وقد بدأ النزاع الأخير بين دولتَي العراق والكويت بمهاجمة الرئيس العراقي في خطابه في 17 يوليه 1990 بعض الدول الخليجية وحذرها من أنه سيبادر إلى فعل مؤثر يعيد الأمور إلى مجاريها الطبيعية ويعيد الحقوق المغتصبة إلى أهلها واتهمها بأنها عميلة للولايات المتحدة الأمريكية وتنفّيذ سياستها في المنطقة العربية مما أدى إلى الإضرار بالأمن الوطني العربي .
وأدّى تفاقم المشكلة إلى التدخل العربي والإقليمي والدولي من خلال المؤتمرات والنداءات والتحذيرات واللقاءات ولكنها فشلت جميعاً وكان آخرها مؤتمر جدة الذي عقد بين الوفدَين العراقي والكويتي في 31 يوليه 1990 وانتهي إلى الفشل كذلك بل زاد المشكلة تعقيداً.
وبعد ساعات قليلة على فشل مباحثات جدة وفي الساعة 1630 الأول من أغسطس 1990 هبطت الطائرة العراقية القادمة من جدة وعلى متنها الوفد العراقي برئاسة عزة إبراهيم الذي توجَّه مباشرة إلى مقر الرئيس العراقي وعلى مدى عشر دقائق، استمع صدام لتقرير نائبه ومن الفور استدعى الرئيس العراقي الفريق نزار عبدالكريم الخزرجي رئيس أركان الجيش العراقي والفريق أياد فتيح خليفة الرادي قائد قوات الحرس الجمهوري والفريق سعدي طعمة عباس الجبوري قائد العمليات الخاصة في قوات الحرس الجمهوري وكلاًّ من قائد القوات الجوية وقائد الدفاع الجوي وبعض قادة الفيالق الأخرى.
وتوجهوا جميعاً يتقدمهم الرئيس العراقي صدام حسين على متن ثلاث طائرات عمودية إلى قاعدة الزبير الجوية ومنها أقلتهم السيارات إلى مقر قيادة قوات الغزو، في مدينة صفوان حيث اجتمع الرئيس مع القادة وتأكّد من تفهم المرؤوسين للخطة التفصيلية لغزو الكويت وحدد توقيت بدء المعركة الذي اختاره ليكون في الساعة 2400 /يوم 1 أغسطس حتى تتمكن القوات العراقية احتلال مدينة الكويت مع أول ضوء من يوم 2 أغسطس.
وفي منتصف ليلة 1/2 أغسطس 1990 الموافق يوم الخميس الحادي عشر من شهر محرم 1411 هـ، فاجأ العراق العالم أجمع عندما دفع قواته عبر الحدود العراقية/ الكويتية وكان أول بيان يسمعه العالم عن الغزو العسكري العراقي لدولة الكويت يأتي عبر الإذاعة الكويتية نفسها قبل الاستيلاء عليها إذ أصدرت وزارة الدفاع الكويتية بياناً في السادسة من صباح ذلك اليوم أعلنت فيه للشعب الكويتي نبأ الغزو العراقي للكويت.
ولم يدُر في خلد الكويتيين وهم يفيقون في الصباح على دوي المدافع وزخات الرشاشات وأزيز الطائرات أن بلدهم أصبح محتلاً من قِبل الجيش العراقي وأن حكومتهم الشرعية قد رحلت إلى المملكة العربية السعودية فعلى الرغم من فشل مباحثات جدة إلاّ أنه لم يكن هناك مظاهر في الكويت تدل على وصول الأزمة إلى طريق مسدود واستطراداً لم يكن هناك استعدادات عسكرية على صعيد الدفاع عن الحدود أو تأمين المنشآت الحيوية في الداخل. وعلى الرغم من ذلك، فقد خاضت القوات الكويتية الموجودة في الخدمة آنئذٍ عدة معارك محدودة حول قصر دسمان وعلى مفترق الطرق عند المطلاع والجهراء ومعسكرات الجيش والقيادة العامة وفي الجيوان وجزيرتَي فيلكا وبوبيان.
ويرجع السبب في سرعة الاجتياح العراقي إلى افتقار الجيش الكويتي إلى الحرفية في القيادة والتنظيم، وإلى عدده القليل فضلاً عن افتقاده الخبرة في مقابل الجيش العراقي الضخم المتمرس بالحرب عبْر صراعه مع إيران الذي دام ثماني سنوات وعلى الرغم من حالة الفوضى التي عاشها الجيش الكويتي في اليوم الأول للغزو، إلاّ أن بعض قواته البرية استطاعت الانسحاب إلى أراضي المملكة العربية السعودية كما لجأ بعض الطائرات الحربية الكويتية إلى القواعد الجوية في المملكة.
إن الغزو لم يقع مصادفة بل كان مخططاً له سياسياً وعسكرياً قبل أكثر من عامين في إطار خطة خداع إستراتيجي وسياسي وإعلامي وهكذا كان يوم الغزو محدداً قبْل أن تبدأ مباحثات جدة، التي عمل العراق على إفشالها كي يتخذها ذريعة لتنفيذ مخططه لغزو الكويت.
وقد ارتكبت الكويت خطأً عندما وثقت بالقيادة العراقية على الرغم من معرفتها جيداً أطماعها فيها ومحاولاتها السابقة لضمها وكانت هذه الثقة الزائدة سبباً في مأساة الشعب طيلة سبعة أشهر هي عمر الاحتلال العراقي للكويت إذ إن الكويت لم تضع في إستراتيجيتها تصورات دفاعية تجاه العراق ولم تضع قواتها في حالة تأهب حتى لا تستفز القيادة العراقية حتى عندما ترددت الأنباء عن الحشود العسكرية العراقية نحوها والتي رُصدت فعلاً لم تصدق كذلك أي احتمال لاجتياح عسكري عراقي كامل لها.
ولذلك لم تُنشأ أي تجهيزات هندسية دفاعية على حدودها مع العراق تشمل موانع مضادّة للدبابات أو للأفراد أو غيرها من الموانع العسكرية الدفاعية الأخرى ولم ترفع حالات الاستعداد القتالي لقواتها المسلحة ولم تفكر في تحالفات ولا في استدعاء قوات عربية أو صديقة وذلك استناداً إلى الثقة الزائدة بالعراق نتيجة لمواقفها السابقة المؤيدة له طيلة سنوات حربه ضد إيران.
وكان الوضع على الجانب العراقي مختلفاً تماماً فقد كانت المنطقة الجنوبية العراقية تشهد نشاطاً عسكرياً كبيرا لاستكمال الاستعدادات القتالية وقد استغل العراق الوضع العسكري بعد سريان وقف إطلاق النار بينه وبين إيران في 20 أغسطس 1988، وعمد إلى تحركات عسكرية علنية، على أساس أنها أعمال مألوفة، مستغلاً إياها كجزء من الخداع الإستراتيجي حتى لا يتنبه الكويتيون إلى وجود حركة غير عادية عندما تحين لحظة اختراق الحدود.
..............................................
وضعت القيادة العراقية في حسبانها عدة اعتبارات عند تخطيطها الغزو تتلخص في الآتي:
على المستوى العسكري
استغلال القوة الضاربة لقوات الحرس الجمهوري من أجل تنفيذ عملية هجومية سريعة تحقق الأهداف السياسية.
تحقيق نسبة تفوّق عالية على كلٍّ من القوات الكويتية وباقي قوات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وكون القوات العراقية هي أقوى قوة في المنطقة ويمكنها تنفيذ مهامها بنجاح بعد أن تم رفع قدراتها القتالية.
مهاجمة مدينة الكويت والسيطرة السريعة عليها من خلال السيطرة على مراكز القيادة والسيطرة والأهداف الحيوية في الدولة مثل قصر الامارة ومقر رئاسة الوزراء ومقر وزارة الدفاع ومبنى الإذاعة والتليفزيون إضافة إلى المنشآت الحيوية المهمة.
استخدام طابور خامس داخل الكويت يساعد في عملية الإرشاد والتوجيه للقوات المهاجمة.
على المستوى السياسي العربي
ضعف النظام العربي وعدم قدرته على اتخاذ القرار المجمع أو عجزه عن رد فعل مضادّ تجاه الغزو.
ارتباط مصر واليمن والأردن بالعراق في مجلس التعاون العربي قد يلزمها على الأقل الحياد تجاه الغزو وربما تبادر مصر إلى إغلاق قناة السويس وإعاقة أي عمليات إمداد عبرها ويعمد اليمن إلى إغلاق مضيق باب المندب.
استعانة الكويت بقوات أجنبية إن أقدمت على ذلك سوف يزيد من انشقاق الصف العربي وانقسامه مما يجعل احتلال الكويت أمراً واقعاً، ويحدّ من ردود الفعل الخارجية.
استغلال ورقة قضية فلسطين للمقارنة بين احتلال العراق الكويت واحتلال إسرائيل فلسطين.
على المستوى السياسي الدولي
الولايات المتحدة غير مرتبطة بالكويت باتفاقية دفاع مشترك فاحتمال تدخّلها يكاد يكون منعدماً.
تحييد باقي الدول الكبرى بضمان استمرار تدفق النفط العراقي والكويتي بعد الغزو والتلويح بعمليات نسف آبار النفط في حالة التدخل.
عدم مغامرة المعسكر الغربي باستخدام التصادم المسلح لما له من تأثير عكسي في النظام العالمي الجديد في تكتلاته السياسية ـ الاقتصادية (أوروبا ـ أمريكا ـ شرقي آسيا).
وربما كان الرئيس العراقي يراهن على حدوث واحد أو أكثر من الاحتمالات الأربعة التالية:
1_ قتْل أو أسْر أُسْرة الصباح كلها حتى لا يكون هناك مُطالب بعرش أو حكم.
2_ إحجام خادم الحرمَين الشريفَين عن استدعاء أي قوات أجنبية إلى أراضي المملكة حتى لا يثير مشاعر العالم الإسلامي.
3_ ترحيب المعارضة الكويتية بزوال حكم أُسْرة الصباح فهي ستكون خير معِين له.
4_ مساندة الاتحاد السوفيتي له كما حدث في الماضي الذي لن يسمح بصدور أي قرار عن مجلس الأمن يؤثر أو يعرقل خططه للاحتلال وتكريسه خاصة أن هناك معاهدة تعاون وصداقة تربطه بالاتحاد السوفيتي منذ 9 فبراير 1972
........................................
تخطيط العملية
وضعت خطط العمليات، والتصديق عليهافي سرية كاملة وعلى أعلى مستوى وبدءاً من 27 يوليه 1990 توالى إصدار المهام إلى المرؤوسين حتى مستوى قائد لواء ومساء الأول من أغسطس أثناء الاجتماع الذي عقده الرئيس العراقي مع قادة القوات المسلحة العراقية في صفوان أكّد المهام وحدّد توقيت بدء تنفيذ العملية.
فكرة العملية الهجومية الإستراتيجية العراقية وهدفها
تحت ستر الليل تخترق القوة الرئيسية الحدود العراقية /الكويتية وتقترب بسرعة من الأهداف الحيوية داخل مدينة الكويت (العاصمة) وتسارع في أسْر أمير دولة الكويت والأُسرة الحاكمة وأعضاء الحكومة الكويتية وتدمير القوات المسلحة الكويتية والسيطرة على مصادر الثروة والمنشآت النفطية على امتداد السواحل الكويتية على أن تُنفَّذ العملية تحت غطاء مطلب وطني من قيادة ثورية جديدة (حكومة مؤقتة) والوصول في النهاية إلى الحدود الدولية الكويتية/ السعودية وتأمينها والاستعداد لتنفيذ أي مهام .
...................................
التحضيرات للغزو!oh::
فكرة العملية الهجومية الإستراتيجية للجبهة الجنوبية
بإعادة تجميع للقوات في أسرع وقت ممكن، وبأعمال الخداع واستغلال عدم رفع درجة الاستعداد القتالي للقوات الكويتية والسرعة وخفة الحركة في أعمال قتال القوات البرية وأعمال قتال القوات البحرية والقوات الجوية والإبرار الجوي حيث يهاجم الفيلق الثامن حرس جمهوري نسق أول الجبهة الجنوبية من الحركة بتوجيه ضربة رئيسية ذات شعبتَين وأخرى ثانوية.
والوصول إلى الحدود الدولية الكويتية/ السعودية كمهمة مباشرة للجبهة الجنوبية في نهاية يوم 2 / 3 أغسطس (ي/ي2 عمليات)مع الاحتفاظ بفرقة مدرعة وأخرى مشاة آلية من الفيلق السابع تكون احتياطي الجبهة لتنفيذ أي مهام أخرى تبعاً لتطور الموقف.
مهمة الجبهة الجنوبية
تنفذ قوات الجبهة الجنوبية عملية هجومية إستراتيجية في الاتجاه الإستراتيجي الجنوبي (الكويت/ السعودية) بقوات الفيلق الثامن والوحدات الملحقة بالاشتراك مع أفرع القوات المسلحة ووحدات المظلات والقوات الخاصة وتهاجم الكويت بهدف احتلالها والوصول إلى الحدود الدولية وتأمينها كمهمة مباشرة للجبهة الجنوبية والاستعداد بعد وقفة قصيرة لاستكمال العملية الهجومية التالية تبعاً لتطور الموقف وبأوامر من القيادة العامة العراقية.
التجميع القتالي لقوات الجبهة الجنوبية
الفيلق الثامن حرس جمهوري (4 فِرق)/ فرقة مدرعة/ فرقة مشاة آلية / اللواء 95 المظلي /اللواء 26 المشاة إبرار بحري (لواء مشاة مستقل دُرِّب على أعمال الإبرار البحري قبل بدء العمليات).
فوجَي استطلاع الكتيبتين 65 و68 المغاوير (كوماندوز) قوات خاصة 6 ألوية مدفعية ميدان (تابعة للقيادة العامة).
وبذلك يقدَّر حجم قوات الجبهة الجنوبية المخصصة للغزو بحوالي 6 فِرق بلغ عددها نحو 88 ألف جندي مدعمين بحوالي 690 دبابة و1000 عربة مدرعة و556 قطعة مدفعية ميدان و144 طائرة مقاتلة قاذفة و60 طائرة مقاتلة و36 طائرة عمودية مسلحة.
تشكيل قتال العملية لقوات الجبهة الجنوبية
تتشكل قوات الجبهة الجنوبية من نسق واحد واحتياطي أسلحة مشتركة، إضافة إلى احتياطي إستراتيجي من القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية، كالآتي:
النسق الأول (الفيلق الثامن حرس جمهوري)
مهمة الفيلق الثامن
تدير قوات الفيلق الثامن وأسلحة دعمها عملية هجومية إستراتيجية بالتعاون مع القوات الجوية والبحرية ووحدات المظلات والقوات الخاصة لاحتلال الكويت والوصول إلى الحدود الدولية الكويتية / السعودية وتأمينها على أن تنفذ العملية الهجومية الإستراتيجية في 2 يوم قتال من خلال ضربتين:
ضربة رئيسية ذات شعبتَين
الأولى/ بقوة الفرقة 9 المشاة الآلية (توكلنا على الله) من اتجاه أم قصر، إلى الصبية ـ جسر بوبيان ـ الجهراء ـ مدينة الكويت ـ الفحيحيل ـ الزور حتى الحدود الدولية الكويتية ـ السعودية.
الثانية/ بقوة الفرقة 23 المدرعة (حمورابي) من اتجاه صفوان إلى العبدلي ـ مفرق الجهراء ـالأحمدي ـ الوفرة حتى الحدود الدولية الكويتية ـ السعودية.
ضربة أخرى (ثانوية)
بقوة الفرقة 21 المدرعة (المدينة المنورة) من اتجاه خضر الماء إلى الشقايا ـ المناقيش ـ الأحمدي ـ الوفرة حتى الحدود الدولية الكويتية ـ السعودية.
............
المهمة المباشرة للفيلق الثامن
تتحرك قوات الفيلق الثامن وأسلحة دعمها للهجوم من غير اتصال خلال منتصف ليلة 1/2 أغسطس (ليلة ي ـ 1/ي عمليات) وتخترق الحدود الدولية الشمالية الكويتية وتصد وتدمر الهجمات المضادّة للاحتياطيات التكتيكية الكويتية ثم تواصل هجومها مع القضاء على جيوب المقاومة في مواجهتها وتستولي على الخط العام "كاظمة ـ مفرق الصبية ـ الأطراف خلال يوم 2 أغسطس (يوم ي عمليات) محققة بذلك المهمة المباشرة للفيلق.
المهمة التالية للفيلق الثامن
تطور قوات الفيلق الثامن هجومها في العمق تجاه الحدود الدولية بالتعاون مع وحدات المظلات والقوات الخاصة وتحت ستر أعمال قتال القوات الجوية والبحرية تصدّ وتدمر باقي احتياطيات القوات الكويتية ثم تتابع التقدم وتستولي على خط الحدود الدولية الكويتية /السعودية وتؤمنه يوم 3 أغسطس (يوم ي 2 عمليات) كمهمة تالية وتستعد لمواجهة أي تدخّل من جانب القوات السعودية.
يحتل الفيلق الثامن مدينة الكويت خلال عمليته الهجومية ويخصص ما لا يقلّ عن فرقة مشاة لتأمينها وتنظيم الدفاعات حولها مع الاستعداد لصدّ قوات الإبرار المعادية وتدميرها والقضاء على مجموعات التخريب داخل نطاق مسؤولية الفيلق.
التجميع القتالي لقوات الفيلق الثامن
تتكون قوات الفيلق الثامن الحرس الجمهوري من أربع فِرق وبعض عناصر الدعم الأخرى كالآتي:
(أ) الفرقة 23 المدرعة (حمورابي).
(ب) الفرقة 9 المشاة الآلية (توكلنا على الله).
(ج) الفرقة 21 المدرعة (المدينة المنورة).
(د) فرقة مشاة.
(هـ) اللواء 95 المظلي.
(و) اللواء 26 المشاة إبرار بحري (لواء مشاة مستقل دُرِّب على أعمال الإبرار البحري قبل بدء العمليات).
(ز) فوجَي استطلاع.
(ح) الكتيبتين 65 و68 المغاوير (كوماندوز) قوات خاصة.
(ط) مجموعة مدفعية الفيلق.
(ي) 4 ألوية مدفعية ميدان (تابعة للقيادة العامة).
...............................
تشكيل قتال العملية لقوات الفيلق الثامن
تتشكل قوات الفيلق الثامن من نسقين واحتياطي أسلحة مشتركة كالآتي:
(أ) النسق الأول، ويتكون من:1/ الفرقة 9 المشاة الآلية (توكلنا على الله)/2 الفرقة 23 المدرعة (حمورابي).
(ب) النسق الثاني ويتكون من الفرقة 21 المدرعة (المدينة المنورة)بمهمة تنفيذ الضربة الثانوية من اتجاه خضر الماء إلى الشقايا ـ المناقيش ـ الأحمدي ـ الوفرة وتطور الهجوم في العمق تجاه الحدود الدولية بالتعاون مع قوات النسق الأول للفيلق ووحدات المظلات والقوات الخاصة وتحت ستر أعمال قتال القوات الجوية والبحرية تصدّ وتدمر باقي احتياطيات القوات الكويتية ثم تتابع التقدم وتستولي على خط الحدود الدولية الكويتية/ السعودية وتؤمنه يوم 3 أغسطس (يوم ي 2 عمليات) كمهمة تالية للفيلق وتستعد لمواجهة أي تدخّل من جانب القوات السعودية.
(ج) في الاحتياطي فرقة مشاة بمهمة الدفاع عن مدينة الكويت على أن تدفع إلى المدينة في يوم (ي2 عمليات) قبل قيام الفرقة 9 المشاة الآلية بتطوير الهجوم في العمق باتجاه الحدود الدولية الكويتية ـ السعودية.
......................
احتياطي الجبهة الجنوبية (الاحتياطي العملياتي)
مهمة احتياطي الجبهة
يستعد احتياطي الجبهة الجنوبية لتنفيذ أي أعمال، تخصَّص لها من قِبل قيادة الجبهة الجنوبية، في مصلحة أعمال قتال الفيلق الثامن.
.......................
التجميع القتالي لاحتياطي الجبهة الجنوبية
يتكون احتياطي الجبهة الجنوبية (الاحتياطي العملياتي) من:
(أ) فِرقة مدرعة، من الفيلق السابع.
(ب) فرقة مشاة آلية، من الفيلق السابع.
(ج) مجموعة مدفعية الفيلق السابع.
(د) لواءين مدفعية ميدان (تابعة للقيادة العامة).
ج. الاحتياطي الإستراتيجي (احتياطي القيادة العامة) .
......................
مهمة الاحتياطي الإستراتيجي
يستعد الاحتياطي الإستراتيجي (احتياطي القيادة العامة) لتنفيذ أي أعمال تخصَّص لها من قِبل القيادة العامة في مصلحة أعمال قتال الجبهة الجنوبية.
يعاون أعمال قتال الفيلق الثامن بلواء صواريخ تكتيكي/عملياتي (تعبوي) ويوجِّه ضربات صاروخية في مصلحة أعمال قتال قوات الفيلق الثامن.
.................
التجميع القتالي للاحتياطي الإستراتيجي
يتكون الاحتياطي الإستراتيجي من:
(أ) فرقة مدرعة/ (ب) فرقة مشاة آلية/ (ج) لواءين مظليَّين/ (د) لواء قوات خاصة (المغاوير) /(هـ) لواء صواريخ أرض ـ أرض إستراتيجي/تعبوي (عملياتي).
...............................
مهام الأفرع الرئيسية
....
مهام القوات الجوية
تنفيذ الاستطلاع الجوي في نطاق هجوم الفيلق الثامن وحتى عمق دولة الكويت والمناطق المجاورة.
توفير الحماية لقوات الفيلق الثامن بالتعاون مع قوات الدفاع الجوي.
قتال احتياطيات القوات الكويتية على المستويات المختلفة أثناء تحركها وفتحها للقتال.
إبرار قوات الإبرار الجوي، وتأمينها ومعاونتها في أعمال قتالها.
تأمين منطقة العمليات، ومنع أي تدخّل معادٍ، غير متوقع.
.................
مهام القوات البحرية
أ. حماية جانب القوات البرية، العاملة بحذاء الساحل الكويتي ومعاونتها.
ب. تدمير العدو البحري، في البحر، وفي قواعده البحرية.
ج. تأمين أعمال قتال قوات الإبرار البحري، ومعاونتها.
د. حماية النقل البحري الصديق، والتعرض للنقل البحري المعادي.
هـ. تأمين منطقة العمليات، ومنع أي تدخّل معادٍ، غير متوقع.
........................
مهام قوات الدفاع الجوي
أ. استطلاع العدو الجوي، وإنذار القوات في الوقت الملائم.
ب. منع أعمال الاستطلاع الجوي المعادي، وتدمير طائراته، المخترقة للمجال الجوي.
ج. حماية التجميع الرئيسي للقوات البرية، والقواعد، البحرية والجوية، والمطارات، والأهداف والمنشآت الحيوية في الدولة، بالتعاون مع المقاتلات، ووسائل الدفاع الجوي للقوات، البرية والبحرية.
د. الاشتراك في حصار العدو جواً.
.................
القيادة والسيطرة
مركز عمليات القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية المتقدم.
أ. المكان: منطقة البصرة.
ب. القائد: الفريق الأول نزار عبدالكريم الخزرجي، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة العراقية.
ج. المهام: قيادة عملية غزو الكويت وإدارتها.
....
مركز قيادة الجبهة الجنوبية (قيادة قوات الغزو)
أ. المكان: منطقة جبل سنام.
ب. القائد: الفريق أياد فتيح خليفة الرادي، قائد قوات الحرس الجمهوري.
ج. المهام: إدارة العملية الهجومية الإستراتيجية لغزو الكويت.
........
مركز قيادة الفيلق الثامن من الحرس الجمهوري
أ. المكان: يفتح مركز قيادة متقدم في صفوان.
ب. القائد: اللواء نجم الدين.
ج. المهام: إدارة أعمال قتال قوات الفيلق الثامن، خلال العملية الهجومية لغزو الكويت.
د. محور الانتقال: صفوان ـ العبدلي ـ الجهراء ـ مدينة الكويت ـ الأحمدي.
هـ. توقيت بدء العملية: الساعة 2400، يوم 1 أغسطس 1990.
........................
تخطيط الخداع الإستراتيجي والعملياتي (التعبوي)
يصاحب العملية خطة خداع إستراتيجي تُبنى على أساس أن العراق لا يريد حرباً ولا يعتزم اللجوء إلى عمل عسكري بحجة أنه يعرف مرارة الحروب ونفقاتها وأن الخلاف بينه وبين الكويت، هو خلاف بين أفراد عائلة واحدة وأن القضية تتعلق في نهاية الأمر بمسائل هي من اختصاص الأمة العربية.
يظهر تحرك قوات الحرس الجمهوري في جنوبي العراق كأنه تدريب مشترك مع قوات المنطقة الجنوبية ويراوح بُعد مسرحه عن الحدود العراقية ـ الكويتية بين 70 و80 كم.
خُطِّط خداع القوات الكويتية القريبة من الحدود ودورياتها الاستطلاعية، من خلال تعويدها سماع أصوات جنازير الدبابات وتحركات القوات العراقية على مقربة منها ليلاً ولعدة أسابيع مع الإعلان أن هذه التحركات هي لأغراض التدريب العسكري.
..........................
يتبع ان شاء الله......
التعديل الأخير: