هكذا دافع بن باديس عن الرسول الكريم
طرقيون حاولوا اغتياله ويهود سبّوا النبي في حضرته
2008.04.16
الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم بدأت منذ فجر الإسلام، وذكر القرآن الكريم مواقف عديدة تعامل فيها النبي وصحابته مع المسيئين بالحكمة، تماما كما فعل امامنا الشيخ عبد الحميد بن باديس مع المسيئين للرسول صلى الله عليه وسلم من يهود قسنطينة والمسيحيين الفرنسيين وبعض المسلمين من الطرقيين..
وحتى معركة اليهود مع سكان قسنطينة التي اندلعت عام 1934 وسماها الشيخ بن باديس بفاجعة قسنطينة جاءت على خلفية جملة ".. النبي نتاعكم" قالها يهودي يدعى "إلياهو خليفي" اقتحم مائضة جامع الأخضر بقسنطينة فسبّ المصلين فلم يلتفتوا إليه وعندما سب "نبيهم محمد" ثارت ثائرتهم ووقعت واحدة من أشد المعارك ما بين اليهود والمسلمين في تاريخ صراعهم الذي بدأ منذ خيبر وبلغ أحداث غزة الأخيرة وما زال إلى يوم القيامة.الشيخ بن باديس الذي خص قراءه في "الشهاب" بسبع مقالات مطولة عن كيفية الصلاة والسلام على الرسول وآله كانت مواقفه في منتهى الحكمة إزاء ما تعرض له نبي البشرية من إساءة في عصرالإمام عبد الحميد بن باديس.
أنشأ مولودية قسنطينة في عيد "المولد"
حتى قصيدة "شعب الجزائر مسلم" التي يحفظها كل الجزائريين أنشدها العلامة بن باديس في ذكرى المولد النبوي الشريف وكل قصائده التي ما زالت بيننا مليئة بسيرة النبي الطيبة ومنها "المجد لله ثم المجد للعرب- من أنجبوا النبي الإنسان خير نبي".. ولم تكن تمر ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم دون أن يشارك بن باديس في وضع صرح ثقافي أو علمي أو حتى رياضي، كما ساهم في إنشاء نادي مولودية قسنطينة عام 1939 واختار له دون الأسماء كلمة (مولودية) تيمنا بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وفي جولته الصحفية إلى منطقة القبائل عام 1930 التي قادته إلى تازملت وآقبو وسيدي عيش وعزازڤة وتيزي وزو وتيڤزيرت نصح الشيخ أهل القبائل بأن يسموا أبناءهم محمد وليس محند حتى لا يتم تحريف اسم النبي المذكور في القرآن الكريم، خاصة أن جولة الشيخ في بلاد القبائل تزامنت مع منع الحكومة الفرنسية في تلك السنة الشيخ من إلقاء الدروس كما جاء في عدد أوت 1930 من "الشهاب". وقد تجاوب القبائل بشكل لافت مع الشيخ بن باديس، ويمكن البحث في أرشيف أبناء المنطقة الذين ولدوا في الثلاثينيات من القرن الماضي للتأكد من أن (محمدا) كانت له الغلبة بين الأسماء.
دافع عن الرسول فتعرض لمحاولة اغتيال
كان من بين ما يثير الشيخ بن باديس من الطرقيين أنهم في زرداتهم يرفعوا أصواتهم بالقول "صلوا على النبي" فتجيبهم النساء برفع أصواتهن بالزغاريد حتى يرتج المكان، وهو ما علق عليه الشيخ بن باديس بالقول (الشهاب -ديسمبر 1929).. من أبشع المنكر أن تستعمل عبادة من أشرف العبادات، وهي الصلاة على النبي، في إثارة هذه المعصية النسوانية، وختم بالقول "فليحذر الناس من ذلك، وليغيروه بما قدر" وفتح الشيخ ورفقاؤه من العلماء النار على الطرقيين الذين يسيئون للرسول باستعماله لأغراض دنيوية إلى أن تعرض لمحاولة اغتيال نظير كتاباته المدافعة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، كما جاء في مجلة "الشهاب" عام 1926، حيث روى قصة محاولة اغتيال الشيخ بن باديس رفيق دربه مبارك الميلي كما روتها جريدة "لاديباش دو كونستونتين" في عدد 30 جويلية 1927 بقلم صحفي فرنسي رمز لاسمه بـ (ن.ل) كما كتب عن الحادثة الشيخ أحمد حماني والأمين العمودي، وكان الشيخ بن باديس قد بدأ حملته المدافعة عن رسول الإسلام منذ عام 1925 وخص زاوية العليويين بانتقاد شديد متهما إياهم بادعاء العصمة والخوارق والإساءة للنبي الكريم بزرداتهم التي عاثت فسادا، وساهم في المعركة بقلمه حسن أرزقي والطيب العقبي، وتحدثت "الشهاب" عن تجاوزات المدعو بن عليوة فقالت إنه اشترى قصرا في العاصمة به حمام أوروبي وهاتف وبستان يطل على البحر، وكان أتباعه يعتقدون بعلمه للغيب وتصرفه في الكون ويجتمع كل صباح ومساء بالرسول صلى الله عليه وسلم ليتحدثا في شؤون الكون، وأمام الهجمات الباديسية تزعزع عرش العليويين فخططوا لاغتيال الشيخ بن باديس، ففي إحدى الليالي القسنطينية الباردة بينما كان الشيخ بن باديس عائدا إلى منزله بعد أن قدم درسا بعد العشاء في الجامع، وفي حدود التاسعة ليلا في نهج "السود" وفي منحدر "مايو" هاجمه رجل كان مختفيا بمكان مظلم وانهال عليه بهراوة حيث أصابت ضربة منها رأس الشيخ عبد الحميد وكادت أن تكون القاضية، وانتظر المجرم سقوط الشيخ أرضا حيث أخرج من جيبه موسا (بوسعاديا) -كما ذكرت الشهاب- وحاول غرسه في صدر العلامة، ولكن الشيخ غلبه وتملص من قبضته وكاد أن يحجزه، لكنه هرب فأسرع محبو العلامة وقبضوا على المجرم واقتادوه إلى مركز الشرطة حيث اعترف بجريمته، وأبان التحقيق أنه من سكان برج بوعريريج، وقال في التحقيق إن باديس يستحق الموت لأنه لا يصدق بكرامات أولياء الله الصالحين، كما اعترف بأن الزاوية العلوية بمستغانم هي التي بعثته، وهذا ما قاله أمام قاضي الاستنطاق مسيو أودوانو الذي أمر بتحويل المجرم إلى محكمة الجنايات. تمر الآن أزيد عن 82 سنة عن محاولة اغتيال الشيخ بن باديس وما زال المشعوذون يستعملون الرسول صلى الله عليه وسلم لأجل بلوغ مآربهم المالية واللا أخلاقية.. وللأسف لا بن باديس لهم!!
يهودي سبّ النبي محمد والقسنطينيون قتلوا العشرات منهم
إلى غاية 1934 لم يكن يهود قسنطينة قد أبانوا احقادهم لمسلمي المدينة، خاصة أن شعلة الإمام السلفي بن باديس قد فعلت فعلتها، فعاد القسنطينيون بقوة لدينهم الحنيف وسنة نبيهم المصطفى إلى أن استفزهم ذات سبت بمائضة جامعة الأخضر العريق الذي ما زال قائما لحد الآن، يهودي يدعى "إلياهو خليفي" الذي وجد في صلاة العشاء إثني عشر مصليا فقال لهم إنه كشف عوراتهم، وكما جاء في "الشهاب" على لسان الشيخ بن باديس فإن الوغد اليهودي سبهم قائلا "... النبي نتاعكم" فخرج المصلون ومعهم سكان قسنطينة في ثورة عارمة، وتمكن قيّم المسجد من تهدئتهم وأقنعهم باتباع القانون وتقديم شكوى لمصالح الأمن بحي رحبة الصوف، ولكن الشرطة الفرنسية فرقت الناس وطمأنتهم بمعاقبة اليهودي من دون فعل أي شيء، فعاد اليهودي رفقة زوجته في سب النبي محمد وهما يطلان من نافذتهما، ثم تجمع عدد من اليهود وراحوا يسبون النبي الكريم والمسلمون يردون، وتطور السب إلى قذف بالحجارة والكوانين، ليتفاجأ المسلمون بأن اليهود يستعملون الرصاص حيث زودهم الاستعمار الفرنسي بالسلاح وحرم المسلمين منه، وحاول مفتي قسنطينة تهدئة الناس ولكنهم اتهموه بالعمالة والسلبية، واستدعى مدير الشرطة "فيزرو" الشيخ بن باديس وترجاه أن يهدىء الناس فتكلم الشيخ بالعربية وترجم له السيد يحيى أحمد فقال إن الإسلام علمنا احترام الأديان والرجال لأجل ذلك كظمنا غيضنا، ولكن هذا الدين العظيم ونبيه يتعرضان للسب من اليهودي، وقال القائم العام أو مير المدينة (لانديل) إن العدالة ستعاقب اليهودي خليفي إلياهو، ورد عليه بن باديس بأنه يستطيع تهدئة المسلمين في كل شيء سوى أن يهان دينهم ورسولهم الكريم، وطالب الشيخ من "المير" أن ينزع السلاح من اليهود حتى لا تحدث الفاجعة، ولكن طلبه سقط في الماء، ثم جاء جمع من اليهود وحبرهم فقام بن باديس بتذكيرهم بإساءة أبنائهم للعائلات القسنطينية العريقة مثل بن جلول وبن البجاوي وبوشمال وللشيخ أيضا، وقال إن كل ذلك يهون، لكن سب الرسول غير مقبول إطلاقا، فاعتذر اليهود كالعادة وانصرف الجميع، ثم اجتمع بن باديس وبن جلول بالآلاف من المصلين في جامع "الكبير" وشارع الطريق الجديدة وتمكن الرجلان من تهدئة الثائرين الذين قرروا الانتقام للرسول صلى الله عليه وسلم، وفي اليوم الموالي، وبينما كان الشيخ يقدم محاضرة في جمعية التربية والتعليم اندلعت مشادات في رحبة الصوف ما بين اليهود والمسلمين، حيث استعمل اليهود الرصاص واعترفت جريدة L'action Française الفرنسية بأن عائلة زاوي اليهودية هي التي أشعلت الفتنة باستعمالها للرصاص، وهاجم المسلمون الدكاكين اليهودية التي كانت مقفلة فكسروا أبوابها ومزقوا ما فيها من قماش وأوراق مالية وكسروا الأثاث وأشعلوا النار وقتلوا حوالى ثلاثين يهوديا، ولم يستطع اليهود سوى من قتل مسلمين اثنين رغم استعمالهم للسلاح الناري.
أكبر هزيمة في تاريخ اليهود
شهد اليهود هزيمة نكراء أمام المسلمين في معركة قسنطينة، حيث كان قتلاهم عشرة أضعاف قتلى المسلمين، وهو ما جعلهم ينقلبون بمجرد اندلاع الثورة الجزائرية إلى الصف الفرنسي وينتقمون من المسلمين في عدة مناسبات واختاروا جميعا من دون استثناء بعد الاستقلال الهجرة إلى فرنسا، وعاد القليل منهم إلى اسرائيل، ولولا إعلان السلطات الفرنسية لحالة الحصار لحدثت مجزرة حقيقية في حي المسيئين للرسول صلى الله عليه وسلم، وانتقم يهودي في اليوم الموالي بإطلاق الرصاص على طفل بمدينة عين البيضاء (ولاية أم البواقي) وتوفي الطفل في مستشفى قسنطينة، وهاجم بعد ذلك اليهود مسجد الكتانية بالحجارة وكسروا نوافذه وهشموا أحد أبوابه، وفي اليوم الموالي شيع اليهود قتلاهم في جنازة حضر إليها اليهود من عنابة وسكيكدة وجيجل وباتنة وسطيف بالآلاف وساروا من رحبة الصوف إلى جبانة الفوبور وقلوبهم محروقة تنتظر يوم الانتقام والثأر. هكذا روى الشيخ بن باديس فاجعة قسنطينة في مجلة "الشهاب" في عدد 11 ديسمبر 1934.. وتوفي الشيخ بن باديس عام 1940 أي قبل احتلال اسرائيل لفلسطين بثماني سنوات، وقبل العدوان الاسرائيلي والفرنسي والانجليزي بـ 16 سنة، وقبل نكسة 67 بـ 27 سنة، وكان بالتأكيد للشيخ رأي وفعل لو حضر كل هذه الحروب التي كانت جميعها هزائم للعرب وللمسلمين. وهكذا أحب الشيخ بن باديس الرسول صلى الله عليه وسلم فكان يسمي نفسه السلفي المتبع لسيرة خير خلق الله، وكان يعتبر الصلاة عليه صلاة قائمة ومفروضة على المسلمين، فدافع عنه في قلب باريس عندما صافر إلى فرنسا، وقالوا له إن فرنسا قوية تمتلك المدافع الطويلة، فرد بن باديس بأن مدافع الله ورسوله أطول، ورد على استفزازات المسيحيين، ودافع عنه واليهودي إلياهو خليفي ذكر النبي بسوء، ودافع عنه عندما انحرف بعض المسلمين من الطرقيين وراحوا يستعملون النبي لأغراضهم الخاصة، كهذا دافع شيخنا عن النبي من هجمات الصلبيين واليهود وأشباه المسلمين.
طرقيون حاولوا اغتياله ويهود سبّوا النبي في حضرته
2008.04.16
الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم بدأت منذ فجر الإسلام، وذكر القرآن الكريم مواقف عديدة تعامل فيها النبي وصحابته مع المسيئين بالحكمة، تماما كما فعل امامنا الشيخ عبد الحميد بن باديس مع المسيئين للرسول صلى الله عليه وسلم من يهود قسنطينة والمسيحيين الفرنسيين وبعض المسلمين من الطرقيين..
وحتى معركة اليهود مع سكان قسنطينة التي اندلعت عام 1934 وسماها الشيخ بن باديس بفاجعة قسنطينة جاءت على خلفية جملة ".. النبي نتاعكم" قالها يهودي يدعى "إلياهو خليفي" اقتحم مائضة جامع الأخضر بقسنطينة فسبّ المصلين فلم يلتفتوا إليه وعندما سب "نبيهم محمد" ثارت ثائرتهم ووقعت واحدة من أشد المعارك ما بين اليهود والمسلمين في تاريخ صراعهم الذي بدأ منذ خيبر وبلغ أحداث غزة الأخيرة وما زال إلى يوم القيامة.الشيخ بن باديس الذي خص قراءه في "الشهاب" بسبع مقالات مطولة عن كيفية الصلاة والسلام على الرسول وآله كانت مواقفه في منتهى الحكمة إزاء ما تعرض له نبي البشرية من إساءة في عصرالإمام عبد الحميد بن باديس.
أنشأ مولودية قسنطينة في عيد "المولد"
حتى قصيدة "شعب الجزائر مسلم" التي يحفظها كل الجزائريين أنشدها العلامة بن باديس في ذكرى المولد النبوي الشريف وكل قصائده التي ما زالت بيننا مليئة بسيرة النبي الطيبة ومنها "المجد لله ثم المجد للعرب- من أنجبوا النبي الإنسان خير نبي".. ولم تكن تمر ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم دون أن يشارك بن باديس في وضع صرح ثقافي أو علمي أو حتى رياضي، كما ساهم في إنشاء نادي مولودية قسنطينة عام 1939 واختار له دون الأسماء كلمة (مولودية) تيمنا بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وفي جولته الصحفية إلى منطقة القبائل عام 1930 التي قادته إلى تازملت وآقبو وسيدي عيش وعزازڤة وتيزي وزو وتيڤزيرت نصح الشيخ أهل القبائل بأن يسموا أبناءهم محمد وليس محند حتى لا يتم تحريف اسم النبي المذكور في القرآن الكريم، خاصة أن جولة الشيخ في بلاد القبائل تزامنت مع منع الحكومة الفرنسية في تلك السنة الشيخ من إلقاء الدروس كما جاء في عدد أوت 1930 من "الشهاب". وقد تجاوب القبائل بشكل لافت مع الشيخ بن باديس، ويمكن البحث في أرشيف أبناء المنطقة الذين ولدوا في الثلاثينيات من القرن الماضي للتأكد من أن (محمدا) كانت له الغلبة بين الأسماء.
دافع عن الرسول فتعرض لمحاولة اغتيال
كان من بين ما يثير الشيخ بن باديس من الطرقيين أنهم في زرداتهم يرفعوا أصواتهم بالقول "صلوا على النبي" فتجيبهم النساء برفع أصواتهن بالزغاريد حتى يرتج المكان، وهو ما علق عليه الشيخ بن باديس بالقول (الشهاب -ديسمبر 1929).. من أبشع المنكر أن تستعمل عبادة من أشرف العبادات، وهي الصلاة على النبي، في إثارة هذه المعصية النسوانية، وختم بالقول "فليحذر الناس من ذلك، وليغيروه بما قدر" وفتح الشيخ ورفقاؤه من العلماء النار على الطرقيين الذين يسيئون للرسول باستعماله لأغراض دنيوية إلى أن تعرض لمحاولة اغتيال نظير كتاباته المدافعة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، كما جاء في مجلة "الشهاب" عام 1926، حيث روى قصة محاولة اغتيال الشيخ بن باديس رفيق دربه مبارك الميلي كما روتها جريدة "لاديباش دو كونستونتين" في عدد 30 جويلية 1927 بقلم صحفي فرنسي رمز لاسمه بـ (ن.ل) كما كتب عن الحادثة الشيخ أحمد حماني والأمين العمودي، وكان الشيخ بن باديس قد بدأ حملته المدافعة عن رسول الإسلام منذ عام 1925 وخص زاوية العليويين بانتقاد شديد متهما إياهم بادعاء العصمة والخوارق والإساءة للنبي الكريم بزرداتهم التي عاثت فسادا، وساهم في المعركة بقلمه حسن أرزقي والطيب العقبي، وتحدثت "الشهاب" عن تجاوزات المدعو بن عليوة فقالت إنه اشترى قصرا في العاصمة به حمام أوروبي وهاتف وبستان يطل على البحر، وكان أتباعه يعتقدون بعلمه للغيب وتصرفه في الكون ويجتمع كل صباح ومساء بالرسول صلى الله عليه وسلم ليتحدثا في شؤون الكون، وأمام الهجمات الباديسية تزعزع عرش العليويين فخططوا لاغتيال الشيخ بن باديس، ففي إحدى الليالي القسنطينية الباردة بينما كان الشيخ بن باديس عائدا إلى منزله بعد أن قدم درسا بعد العشاء في الجامع، وفي حدود التاسعة ليلا في نهج "السود" وفي منحدر "مايو" هاجمه رجل كان مختفيا بمكان مظلم وانهال عليه بهراوة حيث أصابت ضربة منها رأس الشيخ عبد الحميد وكادت أن تكون القاضية، وانتظر المجرم سقوط الشيخ أرضا حيث أخرج من جيبه موسا (بوسعاديا) -كما ذكرت الشهاب- وحاول غرسه في صدر العلامة، ولكن الشيخ غلبه وتملص من قبضته وكاد أن يحجزه، لكنه هرب فأسرع محبو العلامة وقبضوا على المجرم واقتادوه إلى مركز الشرطة حيث اعترف بجريمته، وأبان التحقيق أنه من سكان برج بوعريريج، وقال في التحقيق إن باديس يستحق الموت لأنه لا يصدق بكرامات أولياء الله الصالحين، كما اعترف بأن الزاوية العلوية بمستغانم هي التي بعثته، وهذا ما قاله أمام قاضي الاستنطاق مسيو أودوانو الذي أمر بتحويل المجرم إلى محكمة الجنايات. تمر الآن أزيد عن 82 سنة عن محاولة اغتيال الشيخ بن باديس وما زال المشعوذون يستعملون الرسول صلى الله عليه وسلم لأجل بلوغ مآربهم المالية واللا أخلاقية.. وللأسف لا بن باديس لهم!!
يهودي سبّ النبي محمد والقسنطينيون قتلوا العشرات منهم
إلى غاية 1934 لم يكن يهود قسنطينة قد أبانوا احقادهم لمسلمي المدينة، خاصة أن شعلة الإمام السلفي بن باديس قد فعلت فعلتها، فعاد القسنطينيون بقوة لدينهم الحنيف وسنة نبيهم المصطفى إلى أن استفزهم ذات سبت بمائضة جامعة الأخضر العريق الذي ما زال قائما لحد الآن، يهودي يدعى "إلياهو خليفي" الذي وجد في صلاة العشاء إثني عشر مصليا فقال لهم إنه كشف عوراتهم، وكما جاء في "الشهاب" على لسان الشيخ بن باديس فإن الوغد اليهودي سبهم قائلا "... النبي نتاعكم" فخرج المصلون ومعهم سكان قسنطينة في ثورة عارمة، وتمكن قيّم المسجد من تهدئتهم وأقنعهم باتباع القانون وتقديم شكوى لمصالح الأمن بحي رحبة الصوف، ولكن الشرطة الفرنسية فرقت الناس وطمأنتهم بمعاقبة اليهودي من دون فعل أي شيء، فعاد اليهودي رفقة زوجته في سب النبي محمد وهما يطلان من نافذتهما، ثم تجمع عدد من اليهود وراحوا يسبون النبي الكريم والمسلمون يردون، وتطور السب إلى قذف بالحجارة والكوانين، ليتفاجأ المسلمون بأن اليهود يستعملون الرصاص حيث زودهم الاستعمار الفرنسي بالسلاح وحرم المسلمين منه، وحاول مفتي قسنطينة تهدئة الناس ولكنهم اتهموه بالعمالة والسلبية، واستدعى مدير الشرطة "فيزرو" الشيخ بن باديس وترجاه أن يهدىء الناس فتكلم الشيخ بالعربية وترجم له السيد يحيى أحمد فقال إن الإسلام علمنا احترام الأديان والرجال لأجل ذلك كظمنا غيضنا، ولكن هذا الدين العظيم ونبيه يتعرضان للسب من اليهودي، وقال القائم العام أو مير المدينة (لانديل) إن العدالة ستعاقب اليهودي خليفي إلياهو، ورد عليه بن باديس بأنه يستطيع تهدئة المسلمين في كل شيء سوى أن يهان دينهم ورسولهم الكريم، وطالب الشيخ من "المير" أن ينزع السلاح من اليهود حتى لا تحدث الفاجعة، ولكن طلبه سقط في الماء، ثم جاء جمع من اليهود وحبرهم فقام بن باديس بتذكيرهم بإساءة أبنائهم للعائلات القسنطينية العريقة مثل بن جلول وبن البجاوي وبوشمال وللشيخ أيضا، وقال إن كل ذلك يهون، لكن سب الرسول غير مقبول إطلاقا، فاعتذر اليهود كالعادة وانصرف الجميع، ثم اجتمع بن باديس وبن جلول بالآلاف من المصلين في جامع "الكبير" وشارع الطريق الجديدة وتمكن الرجلان من تهدئة الثائرين الذين قرروا الانتقام للرسول صلى الله عليه وسلم، وفي اليوم الموالي، وبينما كان الشيخ يقدم محاضرة في جمعية التربية والتعليم اندلعت مشادات في رحبة الصوف ما بين اليهود والمسلمين، حيث استعمل اليهود الرصاص واعترفت جريدة L'action Française الفرنسية بأن عائلة زاوي اليهودية هي التي أشعلت الفتنة باستعمالها للرصاص، وهاجم المسلمون الدكاكين اليهودية التي كانت مقفلة فكسروا أبوابها ومزقوا ما فيها من قماش وأوراق مالية وكسروا الأثاث وأشعلوا النار وقتلوا حوالى ثلاثين يهوديا، ولم يستطع اليهود سوى من قتل مسلمين اثنين رغم استعمالهم للسلاح الناري.
أكبر هزيمة في تاريخ اليهود
شهد اليهود هزيمة نكراء أمام المسلمين في معركة قسنطينة، حيث كان قتلاهم عشرة أضعاف قتلى المسلمين، وهو ما جعلهم ينقلبون بمجرد اندلاع الثورة الجزائرية إلى الصف الفرنسي وينتقمون من المسلمين في عدة مناسبات واختاروا جميعا من دون استثناء بعد الاستقلال الهجرة إلى فرنسا، وعاد القليل منهم إلى اسرائيل، ولولا إعلان السلطات الفرنسية لحالة الحصار لحدثت مجزرة حقيقية في حي المسيئين للرسول صلى الله عليه وسلم، وانتقم يهودي في اليوم الموالي بإطلاق الرصاص على طفل بمدينة عين البيضاء (ولاية أم البواقي) وتوفي الطفل في مستشفى قسنطينة، وهاجم بعد ذلك اليهود مسجد الكتانية بالحجارة وكسروا نوافذه وهشموا أحد أبوابه، وفي اليوم الموالي شيع اليهود قتلاهم في جنازة حضر إليها اليهود من عنابة وسكيكدة وجيجل وباتنة وسطيف بالآلاف وساروا من رحبة الصوف إلى جبانة الفوبور وقلوبهم محروقة تنتظر يوم الانتقام والثأر. هكذا روى الشيخ بن باديس فاجعة قسنطينة في مجلة "الشهاب" في عدد 11 ديسمبر 1934.. وتوفي الشيخ بن باديس عام 1940 أي قبل احتلال اسرائيل لفلسطين بثماني سنوات، وقبل العدوان الاسرائيلي والفرنسي والانجليزي بـ 16 سنة، وقبل نكسة 67 بـ 27 سنة، وكان بالتأكيد للشيخ رأي وفعل لو حضر كل هذه الحروب التي كانت جميعها هزائم للعرب وللمسلمين. وهكذا أحب الشيخ بن باديس الرسول صلى الله عليه وسلم فكان يسمي نفسه السلفي المتبع لسيرة خير خلق الله، وكان يعتبر الصلاة عليه صلاة قائمة ومفروضة على المسلمين، فدافع عنه في قلب باريس عندما صافر إلى فرنسا، وقالوا له إن فرنسا قوية تمتلك المدافع الطويلة، فرد بن باديس بأن مدافع الله ورسوله أطول، ورد على استفزازات المسيحيين، ودافع عنه واليهودي إلياهو خليفي ذكر النبي بسوء، ودافع عنه عندما انحرف بعض المسلمين من الطرقيين وراحوا يستعملون النبي لأغراضهم الخاصة، كهذا دافع شيخنا عن النبي من هجمات الصلبيين واليهود وأشباه المسلمين.