هذا الموضوع لكاتبه خالد عمر بن ققه كاتب جزائري معروف الحقيقة عبر في هذا المقال عن رايي وعن فكرة كانت تلازمني طوال اليمين الاخيرين وكنت اود كتابتها في شكل موضوع لكن افتقاري للتعبير السليم للعربية منعني من ذلك لكن الاستاذ خالد عبر عن كل شيئ في هذا المقال
المطلب من الاخوة هو التعليق عليه باحترافية والرجاء الرجاء الرجاء من كل الاطفال الذهاب واللعب بعيدا نريد بعض الاحترافية في التعليق والمناقشة بعيدا عن سفاسف الامر فالموضوع خطير جدا
الموضوع منقول للامانة من صحيفة الشروق الجزائرية حيث للكاتب عمود خاص
المطلب من الاخوة هو التعليق عليه باحترافية والرجاء الرجاء الرجاء من كل الاطفال الذهاب واللعب بعيدا نريد بعض الاحترافية في التعليق والمناقشة بعيدا عن سفاسف الامر فالموضوع خطير جدا
في المؤتمر الذي شهدته مدينة جوبا في السودان وضم 24 حزبا، في منتصف الشهر الجاري، وحمل عنوان "الحوار الجنوبي ـ الجنوبي حول مستقبل الجنوب" تحضيرا للاستفتاء الذي سيجري في التاسع من يناير المقبل.. في هذا المؤتمر طرحت جملة من القضايا المتعلّقة بمستقبل الجنوب مع ترتيب مكشوف للانفصال، منها: شكل الحكم بعد الانفصال، وتوزيع المناصب الأمنية داخل جيش الجنوب وداخل الشرطة بين مختلف الأحزاب، وكيفية توزيع الثروة بين كل أحزاب الجنوب وعدم استئثار الحركة الشعبية بها، والموقف من الأقليات داخل الجنوب وكيفية التعامل معها، وكيفية الحسم في قضية إقليم أبيبي الغني بالبترول، وشكل العلاقة مع دولة الشمال والعلاقات مع بقية الجوار . .. إلخ .
- القضايا السابقة وغيرها، تعتبر نتيجة حتمية إذا انتهى الاستفتاء إلى الانفصال ـ وهو ما يرجّح المراقبون حدوثه ـ لكن المثير في ذلك المؤتمر أن معظم المسيرين الفعليين، كانوا موظفين تابعين للخارجية الأمريكية، وللموساد، بالاضافة إلى مشاركة واسعة للكنائس الغربية، جاء ذلك من خلال قيام ثمانية قساوسة بالتحدث خلال الجلسات المختلفة، وركزوا جميعا في تدخلاتهم على أهمية عدم العودة إلى الحرب، حسب ما نشر على موقع ( إخوان أون لاين ).
- كل هذا كان منتظرا، لكن ما يعد جديدا في ذلك المؤتمر، هو ما كشف عنه "سمسون لينو"، القيادي البارز في الحركة الشعبية، من وجود خطتين: الأولى تخص انفصال دارفور والنوبة عن السودان بعد انفصال الجنوب طبعا، على اعتبار أن هذا الأمر موجود في المواثيق الدولية والخطط الغربية والأمريكية التي دعت إلى انفصال الأقليات مثلما حدث في البوسنة وتيمور الشرقية وأريتيريا .
- والخطة الثانية، تخصّ ما سيحدث في مصر، حيث ستقام دولة للأقباط، وهنا استدل سمسون لينو بما درسوه في الجامعات الأمريكية، لجهة التأكيد على أن حدود مصر الأصلية من الاسكندرية وحتى الجيزة، وبقية المساحة من الفيوم إلى أقاصي الصعيد هي دولة قبطية، على أن يتم ضم أسوان والنوبة إلى بلاد النوبة في السودان، لتكون دولة واحدة مثلما كانت في الماضي .
- ويرى سمسون ـ دائما على حسب موقع إخوان أون لاين ـ أن الخطط الانفصالية لن تؤثر على استقلال المنطقة؛ ذلك لأن القوة هي التي تحمي أصحابها رافضا التدخل العربي، خاصة تحركات عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال القمة العربية الأخيرة في مدينة سرت الليبية، حول رفض الجامعة انفصال الجنوب، مضيفا : أن المسؤولين العرب يقولون كلاما لهم في الجنوب بتدعيم الانفصال، ثم يفاجأون بهم يقولون كلاما آخر ضده في المؤتمرات والأحاديث الصحفية .
- وحول إعلان ـ دائما المصدر إخوان أون لاين ـ الاتحاد الإفريقي عدم دعمه للانفصال، ودعوته إلى الوحدة، خوفا من أن يتم تصدير الانفصال لبقية الدول الأفريقية، أكد سمسون لينو: أنه لا يهمّهم أفريقيا أو جامعة الدول العربية أو غيرهما، إنما يهمهم الاستقلال والسيادة، وأنه على مصر أن تكون أول دولة تعترف بدولة جنوب السودان، لما في ذلك حماية لمصالحها في مياه النيل .
- ليس لدي أي شك ـ ولو للحظة واحدة، وأتمنى مخلصا أن أكون مخطئا ـ من أن مصر ستكون أول دولة تعترف باستقلال الجنوب، وهي الآن، قبل الاستفتاء، تقيم علاقات على مستوى رسمي مع حكومة الجنوب، ولها تمثيل دبلوماسي في الجنوب، كما لها علاقات علمية مع الجامعات، ورحلات الطيران...الخ، وما نراه من مساعٍ مصرية هذه الأيام هي دبلوماسية اللحظة الأخيرة، من ذلك الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية المصري أبو الغيط وعمر سليمان مدير المخابرات، التي قد تمثل بداية الاعتراف بدولة الجنوب.
- مصر، بنظام حكمها الحالي، تعتقد أنها تحافظ على مصالحها القطرية حين تعترف في المستقبل القريب بانفصال الجنوب في السودان لحسابات تتعلق بمياه النيل وبالوجود الإسرائيلي هناك، لكن هي في حقيقة الأمر تابعة في قرارها للإرادة العالمية الكبرى، التي قد تكون مناقضة لمصالحها، وقد سبق لها أن وقفت ضد مصالحها القطرية حين قبلت باحتلال العراق بمباركة ومشاركة عربية، لهذا أقول: ويل لمصر من هذا الاستفتاء، فإذا كانت حكومة السودان ستدفع ثمن أخطائها السياسية، والتي يمكن أن تتغير في المستقبل فإن قيام دولة الجنوب المستقلة هو حصار لمصر، وهي بداية لتقسيمها يإدارة بعض من أهلها، وحين كنا نقول إن العراق سيحتل من طرف الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة، رفض كثير من المثقفين العرب هنا الرأي، حجّتهم أنه لا يمكن عودة الاستعمار في القرن 21، ورأينا أن حجتهم داحضة ونحن اليوم بعد سبع سنوات من احتلال العراق، نعيش احتلالا عاما في دولنا .
- ليست مصر وحدها هي المعنية بالاستفتاء حول الانفصال أو الوحدة في جنوب السودان، بالرغم من أن كل المصائب والفتن التي تعيشها الدول العربية هدفها في النهاية الضغط على مصر، إذا لم يكف الأعداء خروجها عن الصف العربي بعد معاهدة كامب ديفيد، ولا تراجعها عن قناعاتها الثورية ومبادئها القومية، ولا حتى القيام بدور العرّاب للعدو الإسرائيلي في العالم العربي، إنما يريدونها مقسّمة، مفككة، هزيلة، غارقة في صراع داخلي، يحرّكه الأغبياء والأتباع وهو ما يظهر على السطح بين الفينة والأخرى، بالرّغم من ادعاء كثيرين بوطنية مزيفة تتراجع أمام حسابات عقديّة أو طبقية .
- ليست مصر المعنية وحدها، فالمناطق التي تمثل ثقلا في العالم العربي، سواء على مستوى الأطراف أو حتى على مستوى المركز، هي الأخرى معنية أيضا، نذكر هنا الجزائر والسعودية، حيث ستدفعان ضريبة المساحة والثروة والموقع مستقبلا، وسيكون انفصال الجنوب نذير شؤم لهما.
- فبالنسبة للجزائر، ستعمل قوة دولية من أجل اقتطاع جزء من أراضيها ـ إن استطاعت ـ وكذلك ليبيا وتشاد ـ لإقامة دولة للتوارق على غرار دولة الأكراد في العراق، وحتى لو طرحت مسألة حكم ذاتي لهم، فهي أيضا خطوة خطيرة في المستقبل، وبالرغم من أن هناك دعوات من التيار الفرنكو ـ بربري أثرّت سلبا على الوحدة الوطنية، إلا أنها ستبوء في النهاية بالفشل، لعوامل كثيرة منها، أن اختلاط الأنساب والدّماء، ومنها البيئة الدينية المحافظة لدى كثير من سكان منطقة القبائل مثلا، والأكثر من الرّوح الوطنية العالمية، وقد استمعت هذا الصيف لشاب من منطقة القبائل متزوّج من مدينة تبسّة، يقول: "إن مواجهتنا للحكومة في منطقة القبائل هدفه المطالبة بالحقوق... نحن لا نقف على الطرف النقيض للدولة الجزائرية، ولسنا في موقع العدو لها، لكن نتمنى بأن يطالب كل الشعب بحقوقه مثلنا، إننا لا نود أن تكون خارج الفعل الوطني العام، غير انّنا نرفض السكوت عن حقوقنا في وقت زادت فيه ثروة البلاد، واستشرى الفساد ".
- مهما يكن، فإن الجزائر ستكون مرشحة، بسبب مساحتها أولا وثروتها ثانيا، وإصرارها على استقلال قرارها السياسي، وثورة شعبها، ورفض التواجد الغربي خاصة الأمريكي في منطقة الساحل، ستكون مرشّحة لتقسيمات باتت وشيكة في حال انفصال جنوب السودان، وليس من باب التهويل القول: إنه في حال استمرار المظالم والفساد ستحاول بعض المناطق الحصول على حقها بالقوة، وهناك ضعاف النفوس، الذين يمكن أن يقفوا ضد الوحدة الوطنية، مثلما تخلوا عن المبادئ الكبرى بل وعن الالتزام الديني بمجرد وصولهم إلى السلطة، فمن كان يتصور أن ثوار الأمس القريب ـ مجاهدين ـ يرفضون اليوم تجريم فرنسا الاستعمارية، ولنا في سنوات الدم الماضية تجربة مؤكدة على أن الجماعات الدينية المتطرّفة حين تمكّنت، استغلت بعض المناطق من البلاد وسمتّها مناطق محررة .
- السعودية بدورها مؤهلة لدفع الثمن الباهظ في حال انفصال جنوب السودان، ولن تغنيها أو تحميها صفقات الأسلحة مع الولايات المتحدة البالغة 60 مليار دولار، حيث هناك أنفس مستعدة للانفصال داخلها إما لمظالم مذهبية أو مناطقية، وإن كانت هذه لا تخيفنا بقدر خوفنا من ثلاثة أمور ـ قد يشجع عليها انفصال جنوب السودان ـ أولها: الذاكرة الإسرائيلية الباحثة عن عودة إلى المدينة المنورة، انتقاما من التاريخ الإسلامي في بداية نشأته، وثانيها: الجماعات الدينية التي تود محاربة أمريكا والغرب عبر تدمير الدولة السعودية، وهي بذلك تحدث فتنة وفسادا، لهذا لا يمكن السكوت عنها، لأنها تحارب أهل الجزيرة العربية، ولا تحارب الأعداء، بل إنها تتحالف، بقصد أو بدونه، معهم من أجل إضعاف العرب، وثالثها: الدعوة العلنية من بعض المسلمين لتدويل المناطق المقدسة في مكة والمدينة، وهكذا نجد أنفسنا أمام سيناريوهات وشيكة لتقسيم السعودية إلى ثلاث دول ضعيفة .
- المشروع الغربي ـ الصهيوني مقبل أيّها العرب، المنشغلون بأموالكم وأهليكم، أو الغارقون في حياة العبث والفساد، مع أن مواقف حلفاء إسرائيل تقوم على فكرة أساسية هي أن لا تكون أي دولة عربية في حجمها الراهن أكبر من دولة إسرائيل، وقد رأينا ما آل إليه العراق، لأنه رفض منذ 1948 قيام دولة إسرائيل، أو إقامة علاقة سلام معها.. فويل لنا جميعا من انفصال جنوب السودان، خاصة وأن ثقافة الانفصال أصبحت هي الحل في نظر من يحاولون الهروب من الظلم والفساد داخل الوطن.
الموضوع منقول للامانة من صحيفة الشروق الجزائرية حيث للكاتب عمود خاص