يوم تفوق الصاعقة ومعركة راس العش

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
يوم تفوق الصاعقة ومعركة راس العش
**‏ قوات الصاعقة المصرية اختارت يوم معركة رأس العش التي وقعت يوم‏30‏ يونيو‏1967‏ موعدا لاحتفالها السنوي بيوم التفوق الذي هو حصاد سنة فكر وعرق وجهد‏..‏ والجهد في الصاعقة ليس أي جهد‏..‏ هو قوة وصلابة وجرأة‏..‏ هو قدرات لا يقدر عليه إلا الرجال الأشداء الذين في صدورهم قلوب عامرة عفية بالقوة والشجاعة والانتماء‏..‏ قلوب مستحيل أن يتسلل إليها أو يقترب منها خوف أو ضعف أو تخاذل‏!‏

شرفت بحضور احتفال الصاعقة بيومها الذي أقيم في أنشاص معقل القوات الخاصة وحضره المشير طنطاوي وزير الدفاع والفريق سامي عنان رئيس الأركان وكبار قادة القوات المسلحة وقادة الصاعقة السابقون‏!‏

تابعت علي مدي ساعتين مايستحق أن يقدم في يوم التفوق‏!.‏ شاهدت أداء لا يقدر عليه إلا رجال الصاعقة ورأيت مستوي تدريب راقيا تستحقه الصاعقة من فدائييها‏..‏ الجنود والصف والضباط‏!‏

لم أكن أتفرج علي احتفال إنما معارك مختلفة الأشكال‏..‏ بداية من القتال بدون سلاح ونهاية بدوريات إغارة من السماء والأرض فيها كل أنواع الأسلحة‏..‏ وما رأيته تخطي مرحلة الامتياز بمراحل بما يؤكد أننا أمام مقاتلين ليس لهم حل لما هم عليه من خبرات وقدرات واستعداد تام لتنفيذ أي مهام في أي وقت ومكان‏!‏

انتابتني مشاعر كثيرة متباينة أولها وآخرها الاطمئنان‏!.‏ نعم أحسست باطمئنان هائل وكيف لا أطمئن ومثل هؤلاء الرجال المقاتلين في مصر؟‏.‏ كيف لا أطمئن وقد رأيت بقلبي وعقلي قبل عيني كفاءات قتالية قادرة علي حماية حدود الوطن؟‏.‏

شعرت بالاطمئنان والفخر والكبرياء والشموخ وأيضا شعرت بالحزن‏!‏ الاطمئنان والفخر والكبرياء والشموخ هو من جيش مصر ومقاتلي مصر ورجال مصر ممثلين في قوات الصاعقة‏...‏ أما الحزن فهو من حملة اليأس والتيئيس التي تقودها بعض الفضائيات وتعتمد علي مصريين يعيشون بيننا وينهشون ليل نهار في لحمنا‏!‏

حزين علينا ومنا‏!‏ حزين علينا من ابتلاعنا طعم اليأس والتيئيس الذي أرادوه أن يكون حالا لنا من خلال حملة مخطط لها بعناية وتشارك فيها بشكل أساسي بعض الفضائيات العربية‏..‏ وحزين منا لأننا نتفرج علي ما يحدث وكأنه لا يعنينا‏!.‏ حزين منا لأن من يقومون بتنفيذ حملة السفالة والتشويه مصريون لحم أكتافهم من خير مصر ولأجل حفنة دولارات ينهشون ليل نهار في جسد مصر‏!‏

حزين لأن أغلبية شباب مصر وقعت فريسة اليأس والتيئيس وإفساد الفيديو كليبات ومواقع الانترنت‏!‏

حزن لأن الأغلبية العظمي من شباب مصر محاصرة بحملات اليأس والتيئيس والأكاذيب وفساد الفيديو كليب ومواقع الانترنت وشائعات الطابور الخامس‏!‏

حزين لأننا تركنا الشباب يري ما يرونه هم وليس مايراه الوطن‏!‏ الوطن يري كل الصورة‏..‏ المضيء منها والمظلم فيها‏..‏ والوطن يريد لشبابه أن يري أيضا الجانب المضيء لأنه لو رآه وتعرف عليه فسوف ينجذب له ويدخل فيه ويصبح جزءا منه‏..‏ وجيش مصر العظيم إيجابية من إيجابيات كثيرة مضيئة موجودة والدليل هؤلاء الرجال‏..‏ رجال الصاعقة الذين أعطوا لقائدهم العام في يوم احتفالهم تمام الاستعداد بالأداء لا الكلام والأداء الذي رأيته يؤكد أن مصر بخير مادام علي أرضها مثل هؤلاء الرجال الأشداء وأن الذي حدث قبل‏40‏ سنة في مثل هذه الأيام من شهر يونيو مستحيل أن يتكرر لأن جيش مصر قناعته أن القوة هي التي تفرض السلام وتجبر الآخرين علي احترام السلام ويقيني أنا الشخصي أن جيش مصر قوي‏!‏

.................................................. ............‏
**‏ مصادفة غريبة نتج عنها تزامن أغرب لتاريخين كلاهما لا ينسي والحكاية تستحق وقفة توضيح لشباب مصر خاصة ولكل من يريد الحقيقة عموما‏!‏

احتفال الصاعقة بيوم التفوق مفروض أن يقام يوم‏30‏ يونيو الذي هو يوم ذكري معركة رأس العش التي هي الموعد السنوي لاحتفالات الصاعقة‏..‏ لكن الظروف شاءت تعديل هذا الموعد لموعد آخر لكنه تغير إلي الموعد الذي أقيم فيه الاحتفال وتصادف أنه يوم الثلاثاء‏5‏ يونيو الذي يواكب ذكري مرور‏40‏ سنة علي هزيمة‏1967..‏ ليصبح احتفال الصاعقة بتفوقها في نفس ذكري أسوأ هزيمة لحقت ببلد‏!‏ هذا التزامن قد يراه البعض غير مناسب وكيف نحتفل في نفس يوم الهزيمة؟‏.‏

وأنا أراه مناسبا جدا لأن فيه إثباتا لا يقبل أي شك لعبقرية شعب أفرز من صلبه رجالا زرعوا بإرادتهم في رحم الهزيمة بذرة الانتصار‏!‏

في‏5‏ يونيو‏1967‏ انهزمنا في الساعات الأولي من صباح هذا اليوم لتنتهي الحرب قبل أن تبدأ وقبل أن يطلق أي مصري طلقة واحدة‏!.‏ انتهت الحرب بعد ساعات من قيامها من طرف واحد هو الذي ضرب وهو الذي دمر وهو الذي حرق والطرف الآخر الذي هو نحن يتفرج وينتظر قرار الحرب وطال الانتظار ساعات وفي النهاية جاء القرار‏..‏ لكنه قرار انسحاب علي الكيف‏..‏ يعني كل واحد ينسحب بطريقته وهي نظرية لم تحدث من قبل ولن تحدث من بعد وبها ومعها تعرض جيش مصر إلي مهانة ما بعدها مهانة‏..‏ وهل هناك أسوأ من تعليمات بترك العتاد والسلاح والعودة تجاه الغرب بدلا من التقدم للشرق وسط سيمفونية فوضي لا مثيل لها في التاريخ بسبب قرار انسحاب تحول معه جيش نظامي يحتل مواقع دفاعية إلي فلول قوات شاردة لا نظام يحكمها ولا تعليمات تربطها وكان طبيعيا أن يحدث ماحدث لها‏!‏

خبراء العسكرية في العالم قبل أن تنتهي ساعات يوم‏5‏ يونيو كانوا قد أيقنوا أنه لا قائمة لجيش مصر قبل سنين طويلة لأن الهزيمة الأثقل والأصعب هي التي لحقت بالجانب النفسي للمصريين‏!‏ كل الدنيا اتفقت علي أن مصر انتهت ولا قائمة لها قبل عقدين علي الأقل‏!‏

وسط هذا الظلام الحالك تحركت أيام يونيو بطيئة وكأنها تريد أن تجثم علي صدورنا العمر كله‏!.‏ أيام سوادها لا ينبئ بأنه يمكن لبصيص نور أن ينفذ منها‏..‏ وأي نور ننتظره والقوات الشاردة شاردة في صحراء سيناء ومن فوقها وخلفها وعلي أجنابها الصهاينة يعربدون ويقتلون ويسحلون ويدفنون المصريين أحياء‏..‏ باختصار يفعلون ما يشاءون في ملعب لا أحد غيرهم فيه‏!‏

يونيو قارب علي الانتهاء والصهاينة غير مصدقين ماحدث ومن كان يصدق أن تبدأ الحرب وتنتهي في ساعات وهي في الحقيقة حرب الساعات الست وليست الأيام الستة لأن الحرب انتهت بعد انتهاء الطيران اليهودي من ضرب وتحطيم مطارات مصر في وقت واحد صباح يوم‏5‏ يونيو والضربة خلقت صدمة والصدمة خرج عنها قرار انسحاب وكان ما كان‏..‏ فمن من اليهود تخيل أو توقع أو ظن أو حتي رأي في منامه حلما قريبا من ذلك؟‏.‏

الفرحة الطاغية للصهاينة دفعت بهم للإسراع بالاستيلاء علي بعض الجيوب التي لم يفرضوا سيطرتهم عليها في شرق القناة وأولها تلك المنطقة الموجودة بها قرية صغيرة اسمها رأس العش وتقع شرق القناة علي بعد حوالي‏14‏ كيلو جنوب بورسعيد وربما كانت طبيعة الأرض الرخوة المالحة التي لا تسمح لأي مركبات من أي نوع بالسير فيها ولذلك أي تقدم نحو بور فؤاد محكوم بطريق ممهد مواز للقناة من جهة الشرق وأقرب إلي المدق منه إلي الطريق المعبد وربما يكون هذا الوضع هو الذي جعل الصهاينة ينتظرون بعض الوقت قبل تفكيرهم في الاستيلاء علي الجيوب القليلة المتبقية في الشرق حيث الاستيلاء عليها يسهل مهمتهم في احتلال بور فؤاد التي احتلالها يمثل أهمية بالغة هي في الواقع سياسية أكثر منها عسكرية باعتبار بور فؤاد جزءا من بورسعيد وبورسعيد ليست أي مدينة إنما هي رمز صمود‏..‏ واحتلال جزء منها يعني الكثير بالنسبة لهم ومن هذا المنطلق قرروا بدء عملية تطويق بور فؤاد وهدفهم الأول رأس العش‏!‏

المخابرات الحربية المصرية رصدت طابورا مدرعا صهيونيا في القنطرة شرق يجري تجهيزه والدفع به تجاه بور فؤاد‏..‏ في المقابل الموجود من قوات مصرية تم تجميعها بعد الانسحاب يدخل في إطار خطة حماية مناطق بعينها غرب القناة خشية محاولة احتلالها ولو لبعض الوقت كنوع من الدعاية السياسية وكانت بورسعيد واحدة من هذه المناطق التي لها أولوية الدفع بقوات للدفاع عنها وتم الدفع بكتيبتي صاعقة لأجل هذه المهمة ك‏43‏ وك‏103‏ وأتوقف هنا لتوضيح نقطة ربما لا يعرفها البعض وهي أن القوات الخاصة وأقصد الصاعقة والمظلات‏..‏ لها طبيعة عمل مختلف تماما عن القوات الأخري

وهي تعتمد في نجاح مهامها علي قدرات رجالها المكتسبة من التدريب الشاق جدا الذي يمكن وصفه بأنه بالغ القسوة جدا بما يجعل التدريب في كل الأحوال أصعب من الحرب ذاتها‏..‏ ولأن رجل القوات الخاصة بإمكانه القيام بمهام خاصة فإن هذه المهام لا تصلح لها أرض مفتوحة إنما مكانها المضايق والجبال والتلال بما يعطي للقوات الخاصة فرصة عمل كمائن متعددة بعدد قليل من الأفراد وهذه الكمائن اعتمادها الرئيسي علي عنصر المفاجأة للعدو وهذا يتطلب قلوبا لا تخاف لأن المفاجأة تتطلب رباطة جأش وحبس نيران إلي أن يصبح العدو علي بعد أمتار وعندما يصل إلي أمتار من الكمين وهو لا يدري أن أمامه جهنم تنتظره نتيجة التمويه الجيد والتمركز الصحيح والتدريب الراقي والشجاعة البالغة وفجأة تأخذ العدو المفاجأة عندما يجد نفسه وسط جهنم من كثافة النيران وخضة النيران‏..‏ وقد ينهي الكمين علي العدو المتقدم وقد يتراجع العدو تاركا خسائره وفي الحالتين الكمين أدي دوره وهو منع تقدم العدو‏..‏ وهذا المنع هو أساس عمل القوات الخاصة صاعقة كانت أو مظلات‏..‏ حيث غالبا ما تكون مهامها خلف خطوط العدو وهدفها تعطيل تقدم العدو وإحداث أكبر خسائر به‏!‏

وهذا ما فعلته الصاعقة في معركة رأس العش‏!‏ المتاح من قوات فصيلة صاعقة من ك‏43‏ صاعقة وفصيلة أخري معاونة من ك‏103‏ صاعقة والمهمة محددة وواضحة وصريحة‏..‏ وقف أي تقدم للعدو تجاه بور فؤاد‏!.‏

إذن الفصيلة التي تم دفعها إلي الشرق مطلوب منها ألا يتقدم صهيوني واحد خطوة واحدة والدفاع عن الموقع حتي آخر رجل‏!‏

الأفراد الذين خاضوا هذه المعركة الفاصلة قرابة الـ‏30‏ مقاتلا والضباط الذين شاركوا في المعركة التي بدأت‏30‏ يونيو وانتهت‏4‏ يوليو هم الملازمين جابر الجزار واستشهد في المعركة وعبد الوهاب الزهيري وخليل جمعة وفتحي عبد الله ونادر محمود عبد الله وهؤلاء الضباط مع جنودهم وصف ضباطهم خاضوا واحدة من أهم المعارك الحربية في تاريخ الصراع العربي الصهيوني والأهمية أوضحها في هذه النقاط‏:‏

‏1‏ ـ رأس العش هي أول مواجهة حقيقية بين مقاتلين مصريين وصهاينة حيث لم تحدث من قبل مثل هذه المواجهة التي فيها الطرفان وجها لوجه‏..‏ لا حدثت في‏1948‏ ولا في‏1956‏ ولا في الـ‏25‏ يوما التي مرت علي حرب يونيو‏1967.‏

‏2‏ ـ رأس العش تجيء بعد زلزال عسكري بدأ في‏5‏ يونيو ومستمر لمدة‏24‏ يوما ونحن في اليوم الـ‏25‏ وإما أن يواصل استمراره ونواصل تراجعنا أو‏!‏

‏3‏ ـ رأس العش هي المعركة الأخيرة التي خيارنا فيها‏..‏ إما أن نعرف بعدها أننا أحياء أو تعرف الدنيا كلها أننا أموات من قبل‏5‏ يونيو‏!‏

وسط هذا المناخ وتلك الظروف وهذه الحقائق بدأ العدو تقدمه بطابور مدرع له أول يمكن رؤيته لكنه بلا آخر من طوله ومن عدد المجنزرات التي تسير به وفي المقابل الموجود في رأس العش خمسة أو ستة كمائن متعددة والسلاح الرئيسي أربيجيهات من النوع القديم لكن القيمة ليست السلاح إنما هي فيمن يحمل هذا السلاح‏!.‏ صحيح أنه‏r.b.j‏ قديم لكن الأصح أنه علي أكتاف مقاتلين ليس في قاموس اللغة كلمات يمكن بها وصف جرأتهم وشجاعتهم ورباطة جأشهم وانتمائهم وإيمانهم بربهم وبقدراتهم وبقضيتهم وبعدم خوفهم من الموت‏!‏

وصل الطابور المدرع الصهيوني إلي مشارف رأس العش وأول كمين ينتظره بحبس للنيران إلي أن أصبحت أول دبابة وسط الكمين لتنطلق أول قذيفة‏r.b.j‏ ومعها أصيبت الدبابة وتم القضاء علي طاقهما وبدأت واحدة من أشرس المعارك بين نيران كمين من أسلحة صغيرة ونيران كل أنواع المجنزرات وأمام صلابة وشجاعة رجال الصاعقة ارتد الطابور المدرع تاركا خسائر وراءه ومجهزا نفسه لجولة أخري كان رجال الصاعقة في انتظارها لتستمر المعركة طوال ساعات الليل والعدو لم يتقدم خطوة واحدة وكيف يتقدم والرجال متمسكون بالأرض حتي آخر رجل منهم‏!‏

واستمرت المعركة يوم‏1‏ يوليو بعد وصول إمدادات للطابور المدرع الذي يحارب فصيلة من الصاعقة كمائنها تتحرك من شرق القناة إلي غربها واضعة العدو في حيرة من حجم القوات التي تحاربه ومساحة الأرض التي هم عليها والواقع أنها عدة كمائن لكن كفاءتها وشجاعة رجالها أوهمت العدو بأنها قوات كبيرة لديها قدرة إطلاق نيران كثيفة والذي أصاب العدو الصهيوني بالجنون أن كمائن الصاعقة دمرت فوق الـ‏15‏ دبابة وسيارة مجنزرة واستولت علي سيارة ذخيرة تم ترحيلها إلي غرب القناة من جهة بورفؤاد‏!.‏

وسط هذه المعارك الواضح منها شراسة واستبسال رجال الصاعقة أيقن الصهاينة يوم‏4‏ يوليو استحالة تقدمهم مترا واحدا فقرروا وقف نزيف الخسائر بالانسحاب من هذا الجحيم الذي عرف اليهود منه أن المصريين لحمهم بالفعل مر‏!‏ وبقيت رأس العش طاهرة مصرية في أيدي القوات المصرية‏ وظلت هامة مصر مرفوعة عالية‏ تحية لرجال الصاعقـة الذين أذاقــــوا الصهاينة مرارة الهزيمة في عز فرحتهم بحرب الساعات الست‏!‏ وتحية إلي جيش مصر العظيم في الأمس واليوم والغد وكل غد‏.‏
 
كل عام والصاعقة بخير وفي تقدم وتفوق دائما ................
 
ما كادت مصر تبدأ بحرب الأستنزاف ... حتي إهتز العالم .... خوفا ... فقد كانوا يعلمون ، أن مصر قد غدر بها


د. يحي الشاعر



page044tr8.jpg
 
معلومات قيمة جدا جداااااااااااااااااااااااااااااا
 
تحيه الى رجال مصر رجال الصاعقه وكل ثانيه وهم بخير حفظهم الله
 
مشكووووووووووووووووووووووووووووور
 
عودة
أعلى