حرب الأيام الستة من الأسطورة إلى الواقع .إسرائيل بدأت الإعداد لحرب يونيو منذ عام 1963

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
حـرب الأيام الستة ... إسرائيل بدأت الأعداد لحرب يونيو منذ عام 1963 جزء 2 - من 3

حرب الأيام الستة من الأسطورة إلى الواقع
إسرائيل بدأت الإعداد لحرب يونيو منذ عام 1963

جزء 2 - من 3

حـرب الأيام الستة
...
بقلم الكاتب الفرنسي بيير رازو
إسرائيل بدأت الإعداد لحرب يونيو منذ عام 1963




تكملة للموضوع أدناه الذي يدونه الكاتب الفرنسي ، عن حرب 1967 وخلفيات نكستها ، لا يجب أن يخفي عن بالنا ، أن نكسة حرب 1967 ، تتميز بما يلي ولا تتميز به أي حرب أخري في العالم ....

وأعيد سطور المقدمة ، مرة أخري ، لأحتمال قراءة البعض لجزء معين قبل الجزء الأخر

وألفت النظر إلي بداية إستعداد إسرائيل للحرب .. وإلي بداية حرب اليمن ... وتورط مصر فيها ... والأخبار التي أذاعتنها مخابرات إسرائيل عن توريط إسرائيل لمصر في حرب اليمن ، تمهيدا لحرب 1967 .....


1 - كانت هناك خطط عسكرية "مصرية" موضوعة ... للهجوم والدفاع

2 - نفذت الحرب ، تبعا للخطط الأسرائيلية ... ولم تحظي الخطط المصرية باي فرصة لأثبات فعاليتها

3 - جميع ما يوجد من خرائط مصرية عن تخطيط هذه الحرب ، لا يتفق مع الواقع علي أرض المعركة

4 - يحتفظ العدو ... "الجيش الأسرائيلي" ... بخرائط تبين سير المعارك .. تبعا لخطته وتنفيذ الحرب ... بينما تتميز الخرائط المصرية حتي وقوع الحرب ، بعدم تمثيلهم للواقع

5 - تتسم المعلومات التي تنشر عن سير معارك هذا الحرب بصفة عالية من "الدقة" ... عند مقارنتها ، بمعلومات الطمس الدعائي الذي تميزت به أجهزة الأعلام العربي

6 - تتسم المعلومات المنشورة ذلك الوقت ، بالتخبط ومحاولات التقليل من أهمية ما حدث ... بل وتضليل "الشعب" ...

7 - ينشر الأسرائيليين والدول الغربية العديد من أحداث معارك ومقاومة بطولية ، قامت بها كتائب من الجيش المصري في سيناء ، وما زالت الأجهزة الأعلامية المصرية ، والعربية تسبو في نوم عميق ولا تنشر تلك المعلومات للشعب من أجل المعرفة

8 - عدم الشجاعة والجرأة في مناقشة أخطائنا ، بشكل موضوعي بعيد عن الغوغائية والديماجوية والعاطفية ، مما يزيز في طمس الحقائق وزيادة "الشك" فيما ينشر علي الصعيد العربي

9 - تمتليء العديد من الكتب الغربية التي نشرت عن هذه الحرب ، بإحتوائهم علي العديد من المعلومات والخرائط والصور ... بينما تمتليء الكتب العربية القليلة جدا ، والتي نشرت عن هذه الحرب ، بمحاولات "بائسة" لطنس الأحداث واللجوء إلي "التعبيرات" الفارغة ... دفاعا عن أشخاص ... بينما يتناسون هدف توضيح الأحداث ... بنشر الحقائق ... "المؤلمة" حقا

10 ما زالت أحداث هذه الحرب تستدعي البحث المتوسع .... وتوسيع النشر للقاريء العربي ... حتي نتعلم من الأخطاء وإحتمال تكرارهم

لذلك ، سأواصل النشر للقاريء العربي ن واضع أمامه كافة ما أحصل عليه من معلومات وخرائط وأحداث ، وأتمني أن يبتعد البعض عن العاطفية .. ويلجئوا للموضوعية في المناقشة


فيما يلي ، ما يدونه الكاتب الفرنسي بيير رازو ، عن حرب الأيام الستة



د. يحي الشاعر



حرب الأيام الستة من الأسطورة إلى الواقع
إسرائيل بدأت الإعداد لحرب يونيو منذ عام 1963

جزء 2 - جزء 3

حـرب الأيام الستة
...
بقلم الكاتب الفرنسي بيير رازو
إسرائيل بدأت الإعداد لحرب يونيو منذ عام 1963



يلقي المؤلف بيير رازو الضوء هنا على موازين القوى عشية 5 يونيو 1967، حيث يفاجئنا بالعديد من العناصر التي تبدو لنا مثيرة للدهشة، فهو يؤكد أنه خلافاً لما نتوقع فإن موازين القوى العددية لم تكن في صالح العرب، وأن قسماً محدوداً من القوات العربية هو الذي كان جاهزاً لخوض المعارك فضلاً عن النقص الكبير في التجهيزات والأعتدة، من دون أن ننسى وجود خمسين ألف جندي مصري في اليمن.

وهو لا ينسى أن يوضح لنا أن طاقم الفنيين الإسرائيليين لم يكن يحتاج إلا إلى عشر دقائق لتجهيز الطائرة للإقلاع على حين أن الطاقم العربي المناظر كان يحتاج إلى ساعتين لإنجاز المهمة نفسها. دخلت إسرائيل حرب 5 يونيو 1967 وهي على يقين كامل بأنها تحظى بتفوق تقني عسكري واضح. وكانت قد حضّرت لتلك الحرب طويلا وبسرّية كاملة، كي تستفيد من عنصر المفاجأة. وفي معرض توصيف القوى العسكرية وبنية الجيوش يحدد المؤلف أن العقيدة العسكرية السوفييتية فرضت
نفسها تدريجيا في مصر وسوريا. كانت مصر تتبنى قبل ذلك العقيدة العسكرية البريطانية حتى أواخر عقد الخمسينات الماضي وتبعت سوريا خطاها، بينما بقي الأردن «مخلصا» للنموذج البريطاني. اعتمد النموذج السوفييتي أساسا على الهجوم المعاكس وعلى إستراتيجية الحشود البشرية الكبيرة
والمدفعية القوية والجيش المحمول آليا. وتأسست الخطة القتالية على مبدأ السيف والدرع، وذلك بمعنى أن يقوم «الدرع» في المرحلة الأولى من القتال بواسطة مدفعية جيدة التحصين في مواجهة العدو المهاجم.

وبعد أن يتم التوصل إلى جعل حركة الدبابات العدوّة بطيئة أو حتى توقيفها تماما، تقوم المدفعية عندها بقذف وابل من النيران خلفها من أجل منع وصول أية إمدادات لوجستية.

وعندما تضعف قوى العدو تبدأ المرحلة الثانية بحيث تقوم لدبابات التي بقيت حتى تلك اللحظة بعيدة عن المعركة هجوم مضاد قوي. هكذا بعد «الدرع» الواقي ها هو «السيف» دخل في المعركة.

وبهذا المعنى اعتمدت العقيدة العسكرية السوفييتية على بدأ التكامل بين مختلف أدوات المعركة الحديثة، أي إعطاء همية كبيرة للمدرعات وللمدفعية المتحركة ولوسائل الدفاع لجوي ومضادات الدروع. وبقي دور الطيران ثانويا في تلك لرؤية العسكرية السوفييتية.


رؤيتان للمعركة

يشير مؤلف الكتاب إلى أنه عشية حرب يونيو 1967 كانت مصر حدها هي التي تمتلك عددا كبيراً من الوحدات المنظّمة لى هذه الدرجة أو تلك على أساس النموذج السوفييتي. أما لقوات البرّية السورية والأردنية فكانت أقل عددا بكثير كنها كانت تمتلك قدرا كبيراً من المرونة.

على الجانب الإسرائيلي، يقوم الجيش على أساس وجود أعداد بيرة من الاحتياطيين المدرّبين. وقد تمّ منذ البداية بنّي إستراتيجية هجومية تعتمد خاصة على مبدأ نقل لمعركة إلى الخارج واعتماد مبدأ الهجوم السريع بحثا عن لاستفادة من عنصر المفاجأة؛ مع التأكيد على ضرورة متلاك التفوق الجوي.
وفي يونيو 1967 تلخّصت الرؤية الإسرائيلية للمعركة، كما قدمها مؤلف هذا الكتاب، بأن يقوم سلاح الطيران في لمرحلة الأولى بتأمين التفوق الجوّي بكل الوسائل قبل لقيام بأي تحرك برّي، وخاصة بواسطة الدبابات التي يعتمد ليها الإسرائيليون كثيرا في عمليات الهجوم.

وعشية بداية الحرب كان قوام الجيش المصري 000 500 جندي، ان نصفهم تقريبا يعملون في إطار الإدارة، بينما كان امقاتلون الميدانيون يبلغون 000 250 رجل تدعمهم 1300 بابة، و1200 عربة مصفّحة وألف مدفع. ومنذ بداية الأزمة ع إسرائيل أصدر المشير عبد الحكيم عامر الأوامر بتطبيق
الخطة الدفاعية «القاهرة» والتي كانت قد أُعدّت في السنة لمنصرمة وتقضي باللجوء إلى دفاع متحرك في أعماق سيناء.

هكذا جرى على جناح السرعة إرسال 000 140 جندي تدعمهم 950 بابة و1000 عربة مصفحة و840 مدفعا ثقيلا. وكان اللواء بد الغني الجمصي رئيس العمليات قد نشر في سيناء 38 تيبة منها 20 كتيبة مشاة وعشرة كتائب مدفعية وخمس كتائب درعات وكتيبتان آليتان وكتيبة مظليين.

لقد جرى تطبيق تكتيك الدرع والسيف. وكانت الأوامر التي صدرها القادة المصريون واضحة وبسيطة وهي الاستعداد لمستمر للتحرك إذا قام العدو بأي هجوم. وكان الخبراء لإستراتيجيون العسكريون المصريون على ثقة كبيرة أن واتهم قادرة على صد أي هجوم يقوم به الإسرائيليون.

وكانوا على اقتناع أيضا بأنهم يستطيعون جذب طليعة الجيش لإسرائيلي إلى منطقة يمكن عند وصوله إليها القيام بهجوم ضاد فعال، لاسيما وأن موازين القوى أفضل بالنسبة لهم ما كان الأمر عام 1948 وعام 1956.

فهذه المرّة يمتلكون تفوّقا عدديا يميل كثيرا لصالحهم بالتالي لم تكن تخطر لهم فكرة إمكانية الهزيمة. كانت هي يضا الفكرة الثابتة لدى الضباط الصغار في سلاح البر لمصري الذين كانت قد جرت ترقيتهم في الأسابيع الأخيرة ن شهر مايو وجرى إرسالهم مباشرة للالتحاق بوحداتهم في يناء. وكانت الخطط تقضي أن يقوم الطيران المصري بضرب لطائرات والمراكز الحساسة للقيادة الإسرائيلية.

وكان الجيش الملكي الأردني الذي قام على ما تبقى من لقوات التي أسسها غلوب باشا، تحت قيادة حابس المجالي ساعده الشريف ناصر بن جميل.

كان عدد القوات المسلحة الأردنية 000 55 عسكري تمتلك 288 بابة و210 عربات مصفّحة و263 مدفعا ثقيلا.

وكانت تلك القوات موزعة بين 9 كتائب مشاة وكتيبتين درعتين ولواء مستقل مكلّف بحماية العاصمة الأردنية.

وفي طلع يونيو 1967 كانت توجد ثماني كتائب أردنية في الضفة لغربية بمواجهة الجيش لإسرائيلي، حيث لم تكن تفصل ينهما في بعض الأحيان إلا عدة مئات من الأمتار.

وكانت إحدى المهمّات الأساسية الملقاة على عاتق الجيش لأردني الدفاع عن القدس القديمة بأي ثمن، كانت أفضل لوحدات موجودة فيها. وكان قسم مهم من المدفعية الأردنية د وُضع في منطقة اللطرون.

احتفظ الملك حسين بثلاث كتائب و28 دبابة على الضفة لشرقية لنهر الأردن. وجرى تعزيز ال000 40 جندي أردني لموجودين في الضفة الغربية بعدد من قوات الكوماندوس لمصرية بعد توقيع اتفاقية للدفاع المشترك بين الملك سين والرئيس المصري عبد الناصر. بالإضافة إلى الكتيبة لثامنة العراقية المحمولة آليا. جرى تكليف الفريق عبد لمنعم رياض رسميا بالقيادة العربية العسكرية الموحّدة، أ التنسيق بين مختلف الجيوش.

كان الجيش السوري بجنوده البالغ عددهم 000 80 رجل تحت يادة الفريق حافظ الأسد الذي كان وزيرا للدفاع آنذاك.

وكان رئيس الأركان هو اللواء أحمد سويداني. كانت القوات لبرية تعد 550 دبابة و585 عربة مصفحة و460 مدفعا ثقيلا وزعة بين 15 كتيبة منها 11 كتيبة مشاة، حيث كان أكثر من صف القوات المسلحة في هضبة الجولان بشكل مستمر.

وكانت سوريا قد أقامت شبكة دفاعية مهمة على أعالي لجولان شملت 265 مدفعا وأكثر من مئة دبابة موجودة في نادق من بينها عدة عشرات من دبابات «بنزير-4» التي كانت رنسا قد سلمتها لسوريا في مطلع سنوات الخمسينات.

وكانت فرنسا في تلك الفترة تريد تقوية نفوذها في المنطقة لى الرغم من جلائها عنها منذ نهاية الحرب العالمية لثانية. كانت سوريا آنذاك قريبة من المعسكر الغربي بالتالي كان تزويدها بالأسلحة يندرج في منطق الكتل الذي ان يترسخ ويقسم العالم إلى معسكرين. لكن وجدت فرنسا فسها أمام مشكلة أنها من جهة تريد تزويد سوريا بأسلحة عطي أثرا له مصداقيته.

ولكن بحيث لا تصل إلى حد يعتبره الإسرائيليون انقلابا في لتحالفات، ذلك أن الدولة العبرية كانت قد أقامت شراكة ستراتيجية مع الحكومة الاشتراكية الفرنسية.

وكانت أعداد كبيرة من القوات السورية قد تمركزت في مدينة لقنيطرة والمناطق القريبة منها. وهذه المدينة معروفة قليديا بأنها «عاصمة» الجولان. وتشير التقديرات لمقدّمة في تحليلات المؤلف إلى أن بنية الجيش السوري انت ذات طبيعة دفاعية، وأنها كانت تتبنّى النموذج لسوفييتي كخطة لمواجهة أي هجوم إسرائيلي محتمل.

أمّا الجيش اللبناني فقد كانت قواته تعد 000 14 جندي يمتلك 60 دبابة و70 مدفعا. ولم يكن في الواقع قادرا على د هجوم إسرائيلي كبير.


على الجانب الإسرائيلي

في المعسكر الآخر، الإسرائيلي، كان عدد القوات يصل إلى 00 225 جندي وكان رئيس الأركان هو الجنرال إسحق رابين نائبه الجنرال حاييم بارليف. وبلغ عدد الدبابات 1000 بابة و680 مدفعا ثقيلا و1500 عربة مصفحة.

وكان الإسرائيليون قد حشدوا نصف قواتهم البرية على لحدود المصرية بقصد القيام بعمل عسكري كبير ضد الجيش لمصري. وكانت تلك القوات موزعة بين ثلاثة فرق من أصل لفرق الإسرائيلية الستة بقيادة كل من الجنرالات إسرائيل ال وأبراهام يوفي وأرييل شارون. وفي الوقت نفسه شكّل لإسرائيليون قوة ضاربة من المظليين ومن القوات البحرية في أفق القيام بهجوم على شرم الشيخ.

ونشر الإسرائيليون أيضا فرقة في شمال منطقة الضفة الغربية فرقة بقيادة الجنرال «ايلاد بيليد»، وكان وجودها في ذلك الموقع من أجل القيام بعمل سريع ضد الأردن أو ضد سوريا. وبنفس الوقت نشروا عدة كتائب على الساحل، وكتيبة من المشاة عند مشارف القدس.

كانت موازين القوى العددية تبدو للوهلة الأولى أنها تميل كثيرا لصالح الجيوش العربية، لكن مؤلف هذا الكتاب يرى أن الأمر لم يكن كذلك في الواقع. ذلك أن قسما فقط من القوات العربية كان جاهزا بالفعل لخوض المعارك. هذا بالإضافة إلى نقص التجهيزات، وعدم الجاهزية الكاملة لقسم من هذه
الأعتدة. ثم كان هناك حوالي 000 50 جندي مصري يتواجدون في اليمن.

على العكس كانت جميع الأعتدة في إسرائيل بحالة جاهزية كاملة. لكن كان هناك حوالي 000 100 شخص ليسوا جاهزين للمشاركة المباشرة في العمليات العسكرية إذ كانوا يشغلون مناصب إدارية في مختلف القطاعات.

وفي المحصلة تشير الأرقام المقدّمة إلى أن عدد القوات البرّية الحقيقية الجاهزة للانخراط في المعارك هو 000 140 بالنسبة لمصر و000 32 بالنسبة لسوريا و000 40
بالنسبة للأردن و3000 من العراق، أي ما يبلغ مجموعه 000 215 مقاتل مقابل 000 125 في إسرائيل.

وكان عدد الكتائب العربية كلها 55 كتيبة مقابل 21 بالنسبة لإسرائيل؛ ومن الدبابات كان مجمل ما تمتلكه الجيوش العربية 1520 دبابة مقابل 1050 في إسرائيل و1230 عربة مصفحة مختلفة على الجانب العربي مقابل 1450 لدى إسرائيل، وبالنسبة للمدافع كان هناك 1410 لدى الجيوش العربية و650 على الجانب الإسرائيلي.

هذا يعني أن الفارق العددي «الفعلي» رغم الفارق السكاني الهائل، لم يكن مثلما كان يقال، هذا فضلا عن أن القيادة العربية لم تكن موحّدة بالفعل على عكس الواقع الإسرائيلي.



ماذا عن الطيران؟

كانت القوات الجوية الإسرائيلية عشية حرب يونيو 1967 تحت إمرة الجنرال مردخاي هود الذي كان قد خلف منذ فترة قصيرة الجنرال عزرا وايزمان. كان سلاح الجو ذاك يضم 000 20 عنصر، بعد دعوة الاحتياط، ويمتلك 237 طائرة مقاتلة من بينها 70 طائرة ميراج-3 و45 طائرة ميستير و39 سوبرميستير و36 اوراجان و25 فوتور و22 فوجا.

والباقي طائرات نقل وتموين. كانت أغلبية الطائرات المقاتلة من صنع فرنسي وكذلك تسليحها، وبلغ عدد الطيارين 300 طيار نصفهم من الاحتياط. وامتلك الإسرائيليون عشية حرب يونيو 1967 ست محطات رادار.

وكانت الجيوش العربية مزوّدة بشكل خاص بطائرات وأعتدة سوفييتية الصنع، وكانت قادرة على التدخل مباشرة في حالة نشوب حرب مع إسرائيل.

كان سلاح الجو المصري تحت إمرة اللواء محمد صدقي محمود.

وكان ذلك السلاح يمتلك 420 طائرة من بينها 120 ميج-21 و60 ميج-19 و100 ميج-17 و40 ميج-15 و30 سوخوي-7 و40 اليوشن-28 و30 طائرة تي. يو-16. وكانت بعض الطائرات من
طراز تي. يو-16 مزوّدة بصواريخ جو-أرض، بينما كانت بعض الطائرات المعدّلة تستطيع القيام بعمليات الاستطلاع من ارتفاع شاهق.

بالإضافة إلى الطائرات المقاتلة كان سلاح الجو المصري يتصرف ب350 طائرة للدعم من بينها 98 طائرة نقل و42 طائرة عمودية (هليكوبتر). وكانت هذه الطائرات كلها موزعة بين 40 سربا مجموعة في تسع كتائب جوية تنتشر على 20 مطارا حربيا. وكانت كل كتيبة تمتلك ثلاثة أسراب كمعدّل يضم كل منها حوالي 15 طائرة. وبلغ مجموع عدد الطيارين المصريين عشية حرب يونيو 1967 حوالي 700 طيار. وكانت شبكة الكشف عن الطائرات تضم 50 محطة رادار.

وكان سلاح الدفاع الجوي يمتلك 1000 مدفع مضاد للطيران و30 محطة صاروخية أرض-جو مزوّدة ب200 صاروخ من طراز سام-2.

بدا سلاح الجو المصري قويا ومتوازنا، ولكنه كان يعاني من بعض مواطن الضعف، وينقل المؤلف عن العقيد تحسين زكي -نقلا عن كتاب «تاريخ سلاح الجو المصري» لديفيد نيكول الصادر في واشنطن عام 1996- قوله: «قبل حرب يونيو 1967 بقليل، كان طيراننا يقوم بمناورات جوية لاختبار فعالية نظام دفاعاتنا الجوية ضد الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض.

ولم تتوصل محطات الكشف الجوي أبدا إلى رصد الطائرات التي كانت تطير على ارتفاع أقل من 400 متر، ذلك أن الرادارات السوفييتية التي كنّا نستخدمها آنذاك كانت من طراز قديم نسبيا، وعاجزة عن كشف الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض.

وأمام النتائج غير المرضية الحاصلة نظّمت قيادة القوات الجوية اجتماعا في معهد دراسات الدفاع في ألماظة قرب القاهرة. وجرت دعوة عدد من الخبراء السوفييت لحضوره. انتهى ذلك الاجتماع فجأة بعد أن اعتبر أحد أولئك الخبراء أن منظومة الرادار ليست مسؤولة عن ذلك، ولو أنه قبل بفائدة إجراء بعض التعديلات الطفيفة على الرادارات وعلى مواقع صواريخ سام الواقعة شمال منطقة قناة السويس لاختلف الموقف كثيراً».

وينقل المؤلف أيضا اعتمادا على المرجع نفسه ما قاله اللواء قدري الحميد وجاء فيه: «كنا نعرف أننا نمتلك ميزة بالقياس إلى الإسرائيليين ذلك أننا كنا مجهّزين بعدد كبير من طائرات الميج-21 والميج-19 والسوخوي-7 التي كانت متفوقة على ما تمتلكه القوات الجوية الإسرائيلية، باستثناء طائراتهم الممتازة من طراز ميراج.

مع ذلك لم نكن نعرف سوى القليل جدا عن نظرية المعركة الجوية، فالروس زودونا بالعتاد الجيد، لكنهم لم يعلمونا التكتيكات الجيدة. لقد درّبونا على الطيران على مستوى عال والطيران الليلي، أي على عكس ما واجهناه تماما أثناء حرب يونيو 1967».

من جانب آخر دلّت عدة شهادات على أن التقنيين الجويين المصريين كانوا يحتاجون إلى ساعتين آنذاك من أجل تجهيز طائرة مقاتلة للقيام بمهمة بينما لم يكن يستغرق ذلك إلا عشر دقائق بالنسبة للتقنيين الإسرائيليين.

وتتم الإشارة هنا أيضا إلى الإعاقات التي كانت تترتب على آلية عمل القيادة والتراتيبة المفرطة بحيث كان هناك نقص كبير في عملية التواصل بين مسؤولي القوى الجوية ومسؤولي القوات المسلّحة الآخرين. بل لم تكن هناك خطط محددة لتنسيق عمل الطيران مع عمل سلاح الدفاع الجوي. باستثناء
الإيعاز للطيارين بالابتعاد عن مناطق انتشار بطاريات إطلاق الصواريخ المضادة للطيران تجنبا لوقوع أي خطأ.

لكن رغم هذا كله، يؤكد المؤلف على أن عناصر القوات الجوية المصرية كانوا على درجة جيدة من الحماس وكان مستوى تدريب الطيارين جيدا؛ وعلى مستوى طياري حلف وارسو آنذاك.

وكان سلاح الجو السوري بقيادة الفريق حافظ الأسد يضم 12 سربا لما مجموعه 116 طائرة مقاتلة، من بينها 36 طائرة ميج-21 و60 ميج- 17 و12 ميج -15 والباقي طائرات دعم من نقل وتموين. بالإضافة إلى 50 طائرة للتدريب كان يمكن استخدامها في عمليات «دعم النار» عن قرب. وكانت سوريا متلك عشر محطات رادار على مجمل ترابها الوطني مع 1000 دفع مضاد للطيران.

أما القوات الجوية الأردنية المتواضعة بقيادة اللواء الح الكردي، فلم تكن تمتلك سوى 29 طائرة مقاتلة مؤلفة ن 21 طائرة هنتر و9 طائرات فامبير موزعة بين سربين حدهما في مطار عمان والآخر في المفرق. وكان هناك سرب الث «قيد الإنشاء» حيث جرى تزويده بعدة طائرات
انتوم-18 أميركية الصنع.

لكن هذا السرب جرى تحويله إلى قاعدة أمريكية في تركيا بل يومين من اندلاع الحرب. وكان سلاح الطيران الأردني متلك 10 طائرات نقل و12 طائرة عمودية.

لكنه لم يكن يمتلك سوى محطة رادار واحدة منصوبة على جبل جلون في شمال الأردن. لكن تلك المحطة، ومن خلال وجودها لى ارتفاع 1350 مترا عن سطح البحر، كانت قادرة على كشف
مجمل النشاطات الجوية الإسرائيلية تقريبا.

ولم تكن وسائل الدفاع الجوي الأردنية تشكل تهديدا كبيرا النسبة للطيارين الإسرائيليين إذ لم يكن يوجد فوق لتراب الأردني سوى 143 مدفعا مضادا للطيران. لكن لطيارين الأردنيين كانوا مصدر تهديد حقيقي إذ كانوا على رجة عالية من التدريب، لاسيما أن المدرّبين الإنكليز قد ستمروا في وجودهم بالأردن.

وكان سلاح الطيران العراقي يمتلك 120 طائرة مقاتلة من ينها 32 طائرة ميج-21 و12 ميج-19 و24 ميج-17 و30 طائرة نتر و12 تي. يو-16 و10 اليوشن-28 و20 طائرة نقل و18 ائرة عمودية. وكانت الطائرات العراقية المكرّسة إمكانية التدخل في الحرب موجودة في قاعدة بقلب الصحراء
بموقع غير بعيد عن الحدود الأردنية.

وأخيرا لم يكن سلاح الجو اللبناني يمتلك أكثر من 12 ائرة مقاتلة من طراز «هنتر»، أي سرب وحيد، بالإضافة إلى ربع طائرات للنقل و9 طائرات عمودية. وكان لبنان قد طلب راء 12 طيارة ميراج-3 من فرنسا ولكن لم يكن من المرتقب سليمها قبل مطلع عام 1968.

وبشكل إجمالي كان مجموع الطائرات المقاتلة التي تمتلكها لجيوش العربية 697 طائرة مقابل 237 طائرة لدى إسرائيل 144 طائرة نقل لدى العرب مقابل 45 لدى إسرائيل و96 ائرة عمودية (هليكوبتر) عربية مقابل 44 إسرائيلية، أي ا يشكل إجمالا 937 طائرة مختلفة لدى المعسكر العربي
مقابل 326 لدى إسرائيل.

هذا يعني أن ميزان القوى الجوي كان يميل عدديا لصالح لعرب بواقع ثلاث طائرات مقابل طائرة واحدة إسرائيلية.

لكن مؤلف هذا الكتاب يشير إلى أن ثلث القوات الجوية لعربية لم يكن جاهزا للدخول في المعارك، بسبب نقص لطيارين المؤهلين أحيانا ونقص الصيانة أحيانا أخرى بحيث كان ميزان القوى الجوي الحقيقي هو ثلاث طائرات ربية مقابل طائرتين إسرائيليتين.



استعداد منذ عام 1963

كان الجنرال إسحق رابين قد أصبح رئيسا لأركان الجيش لإسرائيلي عام 1963 ومنذ ذلك الحين أعدّ خطة للمعركة قوم على أساس عناصر ثلاثة هي: المفاجأة والتفوق الجوي المواجهة الحاسمة مع الجيش المصري. ورأى الإستراتيجيون لعسكريون الإسرائيليون فيما يخص هذا العنصر الأخير، أي
المواجهة مع الجيش المصري، أنه ينبغي أن تكون في أبعد قطة ممكنة داخل شبه جزيرة سيناء.

بالنسبة لعنصر المفاجأة رأى الإسرائيليون أن جوهره يكمن ي الهجوم على المصريين قبل أن يستكملوا تحضيراتهم، التفوق الجوي حددوه في القيام بهجوم جوي يؤدي إلى تعطيل ريع للطيران المصري ثم الطيران العربي كله إذا بدا ذلك روريا. وكان الإسرائيليون قد قاموا بتنشيط كبير
لأجهزتهم الاستخبارية خلال الفترة التي سبقت حرب يونيو 967.

وذلك بقصد الحصول على مختلف المعلومات المفيدة حول مواقع مركز الوحدات العسكرية العربية الأساسية. وخلال الأيام لتي سبقت اندلاع الحرب قام الجنرالات الإسرائيليون تحريك وحداتهم العسكرية بأكبر قدر ممكن من السرّية كي ا يجذبوا اهتمام المصريين.

أمّا على الجبهتين السورية والأردنية فقد كانت خطط الحرب لإسرائيلية ذات طابع دفاعي بالدرجة الأولى، ذلك أن لجهد الأساسي كان موجها ضد الجيش المصري. وكان الجنرال وشي دايان يريد بكل السبل تجنب خوض معركة على عدة جبهات ي الوقت نفسه. وكان يتأمل، على غرار ما جرى أثناء
العدوان الثلاثي مصر عام 1956، أن يبقى الملك الأردني سين بعيدا عن المعركة في المرحلة الأولى من حملة كان دفها الأكبر هو هزيمة الجيش المصري.

وهكذا حرص الإسرائيليون على أن تبدو حربهم ليست موجهة ضد لأردن. من هنا كانت مهمة الجنرال «أوزي ناركيس» قائد بهة الوسط، و«دافيد اليعازر» قائد جبهة الشمال هي ذات طبع دفاعي بحت بواسطة أعداد معدّات قليلة جدا.

وضمن إطار إستراتيجية الانفراد بكل جبهة عربية على حدة، ا كان للجنرال اليعازر أن يتحرك مهما كان الموقف الذي تخذه الجيش السوري. ذلك أن مثل ذلك التحرك والقيام هجوم يستهدف هضبة الجولان السورية، كان مرتبطا بتلقي عزيزات كبيرة من الجبهتين الأخريين.

أما الجنرال ناركيس فقد كانت المهمات الملقاة عليه تتمثل ي القيام بعمليات محدودة جدا تستهدف السيطرة على القدس لقديمة والرقابة على الجسور الواقعة على نهر الأردن.

وما يؤكده مؤلف الكتاب هو أن التحضيرات لحرب 1967 قد جرت نذ فترة طويلة من قبل الجنرالات الإسرائيليين، وأن تلك لحرب كانت تلوح في الأفق بوضوح، وأن إسرائيل كانت تسعى لى كسب أراضٍ عربية جديدة.

وذلك مهما استخدمت من حجج، مثل القول إن المدافع لأردنية تطال تل أبيب والمدفعية السورية لا تكف عن دك لمستعمرات الإسرائيلية عند شواطئ بحيرة طبرية والمدن لإسرائيلية على أقل من 10 دقائق من المطارات المصرية في يناء وعلى أقل من 4 دقائق من القواعد الأردنية.

وصبيحة الخامس من يونيو 1967، انطلقت آلة الحرب لإسرائيلية للقيام بتنفيذ خططها المبيّتة.


-----------------------




 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى