أهلا مجدد اخي نونو تايغر وزادك الله شرفا.
بالنسبة لكلامك فقلت أنني لا أنكر شيء من مسؤولية العثمانيين وهذا راجع الى سياستهم اللامركزية في حكم الأقاليم في امبراطوريتهم الغير متجانسة عرقية ودينيا ولذلك انصب اهتمامها على المركز والجيش(ولذلك برعو في الصناعة الحربية لفترة ويكفيهم أضخم مدفع في وقتها وهو المدفع العثماني اضافة لتجميعهم الغواصات في أخر عهدهم) ولذلك تركت الأقاليم الأخرى للولاة والحكام المحليين الذين قصروا في تحديث البلاد.
وعموما ففي فترة ما بعد الحروب الصليبية والغزو المغولي ساد شعور في العالم الاسلامي(والعثمانيين جزء منه) بأنه مستهدف من جميع القوى الغير اسلامية ولذلك انغلق على نفسه ورفض كل أجنبي(تستطيع لمس ذلك من استقراء المدونات القهية التي ألفت في تلك الفترةحيث تجد فيها رفضا شاملا لكل ما هو من الخارج دون ضرورة قصوى حتى لو لم يكن مخالفا لللاسلام).
وعلى كل ففي العصر المملوكي(الذي يبدأ من سقوط بغداد الى دخول العثمانيين الى البلاد العربية) لا أنكر أنه سادت حركة تأليف واسعة في الفقه والأدب والعلوم الطبيعية ولكنها كانت عبارة عن شروح لمتون الكتب السابقة وكان الابداع والابتكار قليلا فاذا ضربنا لك في الفقه مثال نجد أن باب الاجتهاد أغلق وساد فقط تأليف الكتب الشارحة لكتب الفقهاء السابقين مع التعليقات والحواشي.
واذا ضربنا لك مثالا في الأدب فان الشعر السائد في ذلك الوقت غلبت عليه الصنعة البديعية والاقتباس والزخرف دون سلاسة أشعار العصور السابقة(وان كان شيء من هذا بدأ مع العصر العباسي الثالث) ولذلك ضرب أحد الشعراء مثلا للشعر الذي ساد في ذلك الوقت بقوله:
أطالع كل ديوان أراه***ولم ازجر عن التضمين طيري
أضمن كل بيت فيه معنى***فشعري نصفه من شعر غيري
وعلى ذلك قس باقي النشاطات الثقافية.
اضف الى ذلك أمر أخي الكريم وهو أن اكتشاف البرتغاليين لطريق رأس الرجاء الصالح ثم احتلالهم لمضائق هرمز والبحر الأحمر حول طريق التجارة الى الهند من أوروبا عن البلاد العربية وقد كان هذا ضربة لموارد العالم الاسلامي مما اثر على حالة الرخاء الاقتصادي في البلاد الاسلامية وهذا بدوره يؤثر على المستوى الثقافي وهذا حصل في الفترة قبيل مجيء العثمانيين.
وعلى كل فمن باب الانصاف فانه يحسب للعثمانيين وقوفهم في وجه الاسبان في مشروعهم لاحتلال شمال افريقية والبرتغاليين الذين فكرو في اختراق البحر الأحمر وصولا للحرمين الشريفين ضمن خطة اوروبية لاخضاع العالم الاسلامي.
وعلى كل فلكل في التاريخ حسناته وسيئاته.
تقبل تحياتي أخي الكريم.
