>.. حـدث فـي غـــــزة : صـــور بـــلآ ألـــوآن

ءامن

عضو
إنضم
18 أغسطس 2010
المشاركات
14
التفاعل
0 0 0
غزة – وكالة قدس نت للأنباء
صور وجدران تاريخية وأرقام وعدسات وألوان وورد ومشاهد للغروب ولوحات فنية رسمت بدون ألوان ووضعت على حائد أبيض اللون ولكن الغريب بأنها من غزة ولكن ليست غزة التي تعرفونها أنتم إنما التي يعرفوها هم .

كاميرات أقل ما يمكن وصفها بالبسيطة يستخدمها فريق مصورين فلسطين في قطاع غزة، الذي يحلمون بأن يزور كل شارع وزقاق من أزقة فلسطين التاريخية وتوثيقها بالصورة للحفاظ عليها من التهويد وخاصة في ظل الممارسات الإسرائيلية اليومية بحقها ، فهي بالنسبة لهم لأن جميلة جداً أكرمها الله غز وجل بالجبل والسهل والأغوار (وجعل فيها من الطبيعة الجميلة والمناخ الراقي .

محمود أبو حمدة 20عاماً ,صديق الحشرات,أو الدكتور مبدع أحد أعضاء فريق مصورين فلسطين، يقول :"أول صورةً في حياته كانت ربما غربية في نظر الناس عند نشرها عبر شبكة الإنترنت لكن عندما صورتها بكاميرا جوالي (n73) كنت لمجرد معجب بها فقط فبدأت أفكر في سر جمالها فكانت البداية ".

وتابع أبو حمدة :" بدأت أبحث عن أي جهة تحتاج لمصور فكانت أصور لكثير من الجهات بدون مقابل من أجل أن أمتلك كاميرا ، ومع كل صورة أصورها كانت عشقي للتصوير يزيد, حتى تمكنت من شراء كاميرا بسيطة جداً ".

الدكتور المبدع صريح جداً فيضيف بابتسامة هادئة :" بدأت أقف بين كبار المصورين بغزة وأحمل كاميرا بسيطة جداً فكنت أسمع منه الكثير من المصطلحات الخاصة بالتصوير فتظهر ملامح الإحراج على وجهي لأنني في بداياتي، فقررت وقتها أن أكون مثلهم فأخذت أبحث عبر الإنترنت عن كل ما يتعلق بالتصوير الفوتوغرافي ، وتعرفت على أنواع الكاميرات والعدسات وسجلت في أكبر المنتديات المختصة بالتصوير وكنت أشارك في صور بسيطة عن غزة فكان كبار المصورين العالميين يعلقون عليها ".

ويطمح صديق الحشرات وهو اللقب الذي أطلقه رواد منتدى مصورين فلسطين على محمود بسبب صورة الجميلة لعالم الحشرات في غزة أن يكون أسمه أحد أشهر أسماء المصورين بالعالم والوطن العربي بشرط أن تكون فلسطين مذكورة قبل اسمه قائلاً : "عندما أشارك في مهرجان دولي أو عربي أو حتى في المنتديات الدولي أكتب في توقيعي على الصورة من غزة محمود أبو حمدة ".

بينما ابن المخيم الفلسطيني المصور حسام سالم 20عاماً الذي يستيقظ صباحاً حاملاً كاميراته الصغيرة باحثاً عن صورة قد شاهدها في منامه لطفلة فلسطينية تسكن في مخيمه وهي تقف في طابور المدرسة وتحي علمها الفلسطيني.

يقول سالم :" أركز في تصويري على الأطفال في داخل المخيم فأنا أشاهد في عيونهم الأمل بالعودة إلي بيوتهم التي هاجروا منها أبائهم تحت تهديد السلاح خلال النكبة " ، مشيراً أن صورة الأطفال تكون أكثر تعبيراً من العديد من الصور الأخرى كونها تحمل في مضمونها رسالة واضحة وقوية .

محمد زكريا الأغا مهندس كمبيوتر من مدينة غزة يقول :" بدأت حكايتي مع التصوير قبل عام فكنت أنشر بعض الصور بالمنتديات المتخصصة بالصورة فكانت تنال إعجاب الكثير من روادها مما دفعني لحب التصوير فتعرفت على فريق مصورين فلسطين، حيث يجمعنا هدف وأحد وهو إظهار غزة بصورتها الجميلة الأصيلة " .

وفيما يتعلق بالعلاقة ما بين المصور والمهندس ابتسم الأغا وقال :" الحب هو الذي جمع بين المصور والمهندس فأنا أحب الالكترونية جداً فدفعني ذلك لشراء كاميرا لأتعرف على إمكانياتها خاصة أن عالمهم واسع ثم تحول ذلك إلي حب إظهار الجمال بغزة ".

ويتابع الأغا في أجمل صورة صورها :" كانت في ذكري النكبة الفلسطينية فكانت لجد وحفيده يمسكون أيديهم وبينهم قرص الشمس متدلي من يد الجد مفتاح بيته القديم في الخط الخضر"، مشيراً أن هذه الصورة التي وضع منها نسخة مكبرة في بيتهم ليشاهدها أبناءه الأطفال مع كل صباح تدل على تمسك الفلسطينيين بأرضهم.

أما المهندس المعماري وأحد مصورين الفريق محمود أبو حية اعتبر التصوير الفوتوغرافي مرتبط بشكل قوي بالهندسة المعمارية قائلاً :" حب الصورة عندي كان موجود منذ الطفولة وتخصصي جعلني أهتم بالتصوير بشكل أكبر لوجود جزء من مجالي له علاقة في توثيق التراث العمراني ".

وحول إذا كان أبو حية قد صُور شيء من تصاميمه المعمارية بعد أن تم إنشائها قال:" هناك العديد من المنشئات شاركت في تصميمها وصورتها في عدستي في مرحل إنشائها كنوع من التوثيق المعماري المصور ".

بينما شادي العصار الذي أكتشف هوايته في التصوير من خلال إعجاب أصدقائه بتصويرهم خلال المناسبات السعيدة يقول :" كنت أحب التصوير منذ صغري فكنت أصور بكاميرا الفيلم في الرحلات والمناسبات وجمعت مئات الصور المطبوعة لي ولا أصدقائي والعائلة ".

وتابع العصار :" في أحد الأيام صورت وردة على جوالي أعجبتني كثير فاحتفظت فيها ثم صورت نحلة على وردة وكانت بنفس الجمال وقتها انتبهت لتصوير الورود بدأت أعشق التصوير ".

وأشار العصار إلى أنه أصابه هاجس التصوير كما يقول خلال وجوده في منتزه الأزهر بغزة حيث شاهد معرضاً للصور لفريق مصورين فلسطين فتعرف على أعضاء الفريق وتواصل معهم من خلال موقعهم .

وفيما يتعلق في شعور شادي خلال التصوير قال:" أشعر بمتعة كبيرة جداً وكأنني ارسم لوحة جميلة فأنا أحلم بأن امتلك كاميرا احترافية وأصبح مصور صحفي ".

بداية الحكاية

دائما ما يكون وراء كل فكرة جميلة شخصاً مجهولاً فكان لا بد أن يظهر هذه المرة ليحكى لنا حكاية الذين يعرفوا غزة بالصورة المصور وصاحب فكرة فريق مصورين فلسطين إياد الجندي قال رداً على سؤالي من تكونوا أنتم وكيف نشئتم :" نحن مجموعة الشباب الفلسطيني من جميع التخصصات والمجالات الحياتية تجمعنا خلال ورشة تدريبية في منتدى شارك الشباب، بمدينة غزة قبل عامين ".

وتابع الجندي :" الورشة كانت تضم ما بين (14-16) شباب رشح منهم أربعة شباب كنا نجتمع كل يوم بعد التدريب ونتحدث في أمور التصوير وحالة مدينة غزة, حيث نريد إظهار صورة غزة الجميلة إلي جانب تجميع أكبر عدد من المهتمين في مجال التصوير والمصورين ضمن إطار معين بهدف تعزيز مفهوم إظهار صورة غزة الجميلة ".

وأوضح الجندي نشر ما تم تصوره عبر المنتديات المواقع المتخصصة بالصورة, قائلا:" فقررنا في إحدى الاجتماعات أن يكون لنا كيان ووجود خاص بينا وموقعاً نشر من خلاله صورنا فأنشأن منتدى (منتدى مصورين فلسطين ) على شبكة الإنترنت."

كما وبين أنه وبإمكانيات بسيطة وذاتية تكمن الفريق من عقد العديد من المعارض منها معرض الصور الفوتوغرافية : غزة بعيوننا ( الأول في قطاع غزة ) ومعرض الصور الفوتوغرافية - عبر البريد - رام الله .

وفيما يتعلق بالمعيقات التي توجه الفريق قال الجندي:" هناك العديد من المعيقات تواجهنا ومنها أن أعضاء الفريق لا يحملون بطاقات صحفية مما يعرضهم دائما للمشاكل مع المواطنين خاصة في ظل عدم تقبل المواطنين لفكرة التصوير في بعض الأوقات "، مشيراً إلي عدم اهتمام العديد من الجهات المعنية في قطاع غزة في مجال التصوير مما يجعل ذلك حملاً كبيراً على الفريق.

ما حدث في غزة كان بين أربعة جدران في غرفة صغيرة بيضاء اللون بالمركز الفرنسي بمدينة غزة .. فهل ستخرج هذه الصور التي بلا ألوان خارج الجدران ..؟؟

تقرير/ سلطان ناصر
 
عودة
أعلى