الأمــبراطــورية الأمـــريكية
هــذا هو التعبير الحقيقى الواقعى لمجــرى الحــوداث الآن...
كنا نشك فى نيات أمريكا ... بعد ظهور مشروع إيزنهاور سنة 1957 ، وكيف أن جمال عبدالناصر هاجمه ... وكان مشروعه ملفوف ... إذ أعلن الرئيس الأمريكي دوايت ايزنهاور عن مشورع ايزنهاور الذي تقدم بموجبه بلاده مساعدات عسكرية واقتصادية لدول الشرق الأوسط لرفع قدرتها على وقف أي زحف شيوعي للمنطقة ومقاومة أي مشروع سوفياتي يرمي إلى السيطرة على المنطقة
وكنا نتناقش فى بيروت مع بقية المثقفين "العرب" وكيف توقعاتنا من الاستراتيجية الامريكية تجاه العالم العربى والاسلامى وهل هناك ما قد يسمى مشروع الشرق الاوسط الكبير ، وإذا كان ذلك هدف الولايات المتحدة الأمريكية فى القرن 21 ....
كانت الحرب الباردة ما زالت مستمرة .. وكانت تحديات جمال عبدالناصر تقلق الغرب وكانت حركة القومية العربية تسير بخطى ثابته فى إتجاه مستقبل مزدهر ، بدأ بإعلان الوحدة بين سوريا ومصر
وتوالت النكسات .. والحروب .. والتراجع العربى .. الى حد الأنقماص "المذل المهين" ...
والآن ...
هاهنا ومرة أخرى وبحق يتسرب الينا الشك ونعيد تداول فى الاستراتيجية الامريكية تجاه العالم العربى والاسلامى ومشروع الشرق الاوسط الكبيرونظرا لأهمية الموضوع ، فسوف أنشره بشكل منفصل ، حتى لا تضيع مناقشته ، فى سراديب موضوعنا الحالى وحت يفى كل منهم حقه فى المناقشة
فيما يلي تقرير رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية عن مجلة فورين أفيرز ... !!!
تكمن أهمية التقرير التالى "المترجم" فى تقييمه للموقف وفى توقعاته للمنطقة والدول العربية مستقبلا يزيد من أهمية التقرير التالى ، تناوله للوضع فى مصر وتوقعاته ...
تم نسخ المشاركة من موقع "منتديات الفكر العربى" الذى يتمتيز يإشتراك العديد من "الشخصيات" السياسية والأقتصادية والمفكرين ى الدول العربية ...
لذلك ، أنقله حرفيا
الفكر العربى القومى
يحى الشاعر
" .....
محمد الشرقاوي قال:الشرق الأوسط الجديد نهاية عصر
ريتشارد هاس
رئيس مجلس العلاقات الخارجية الخارجية الأمريكية عن مجلة فورين أفيرز
بعد أكثر من قرنين على وصول نابوليون إلى مصر، الذي مهّد لنشوء الشرق الأوسط الحديث، وبعد حوالي 80 عاماً على تفكك الإمبراطورية العثمانية، و50 عاماً على زوال الاستعمار، وأقل من
20 عاماً على انتهاء الحرب الباردة، انتهى العصر الأمريكي رابع العصور في تاريخ المنطقة الحديث من دون أن تتحقق الرؤى حول نموذج أوروبي قائم على أسس السلام والازدهار والديموقراطية. في المقابل نشأ شرق أوسط جديد تسبب في أضرار هائلة، ليس فقط على المنطقة بل على الولايات المتحدة والعالم.
وإذا كانت طبيعة العصور الأربعة قد تمّ تحديدها من خلال نمط التفاعل بين القوى الداخلية والخارجية المتنافسة، مع اختلاف في الموازين، فإنّ سمات العصر المقبل ستتميّز بتأثير ضعيف للاعبين الخارجيين، في مقابل تنامي دور القوى الداخلية. إذ من المتوقع أن تتولى القوى الراديكالية الحكم، ما سيؤدي إلى إحداث تغيير في حالة الأمر الواقع القائمة حالياً، بحيث تصبح عملية تشكيل الشرق الأوسط الجديد من الخارج أمراً في غاية الصعوبة، مشكّلة بذلك التحدي الأكبر لسياسة الولايات المتحدة الخارجية في العقود المقبلة، بموازاة التعاطي مع الدينامية الآسيوية.
وفيما يعتبر المؤرخون أن ولادة الشرق الأوسط المعاصر جاءت في أواخر القرن التاسع عشر، يشير آخرون إلى أن أولى مؤشراتها كانت مع توقيع معاهدة السلام بين روسيا والسلطنة العثمانية في العام ,1774 في حين جاء دخول نابوليون السهل إلى مصر ليظهر للأوروبيين أنّ المنطقة جاهزة للغزو، وليدفع بالمثقفين العرب والمسلمين، على غرار ما يحدث اليوم، إلى التساؤل حول أسباب انحطاط حضارتهم بالمقارنة مع أوروبا المسيحية.
وتزامناً مع بداية انحطاط السلطنة العثمانية، بدأ الأوروبيون يتوغلون في المنطقة، حيث برزت <المسألة الشرقية> التي بحثت في كيفية التعاطي مع نتائج انهيار السلطنة، بحيث سعت الأطراف إلى الاستفادة من الحدث المرتقب كل بحسب مصلحته.
وجاءت الحرب العالمية الأولى لتسجل نهاية العصر الأول، وذلك بعد تفكك الإمبراطورية العثمانية ونشوء الجمهورية التركية وتقاسم غنائم الحرب بين الدول الأوروبية المنتصرة، معلنة بداية عصر الاستعمار الذي شهدت فيه المنطقة هيمنة فرنسية وبريطانية دامت نحو أربعة عقود، والذي سرعان ما انتهى في أعقاب الحرب العالمية الثانية التي استنزفت قوة الأوروبيين، بالتزامن مع بروز القومية العربية، وظهور قوتين دوليتين عظميين جديدتين على مسرح السياسة الدولية.
وفي هذا الإطار، يعتبر المؤرخ ألبرت حوارني أنّ أزمة السويس في العام 1956 كانت المؤشر على نهاية عصر الاستعمار وبداية عصر الحرب الباردة في المنطقة، لافتاً إلى أن <من يحكم الشرق الأدنى يحكم العالم، ومن له مصالح في العالم يظل مقيداً بقضايا هذه المنطقة>.
وكما في المراحل السابقة، مارست القوى الخارجية في مرحلة الحرب الباردة دوراً مهيمناً، احتفظت فيه القوى المحلية بهامش من المناورة مستفيدة من طبيعة التنافس الأميركي السوفياتي، قبل أن يبلغ هذا العصر منعطفاً، في حرب تشرين من العام ,1973 حيث وجد الأميركيون والسوفيات أنفسهم في حلقة مفرغة، فأفسحوا المجال أمام الجهود الدبلوماسية، التي أسفرت في النهاية عن توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية.
لكن من الخطأ القول إنّ العصر الثالث كان مجرد مرحلة تنافست فيها القوى العظمى بشكل منظّم، فحرب حزيران من العام ,1967 أحدثت تغيراً في موازين القوى، فيما أظهر استخدام النفط كسلاح اقتصادي وسياسي في حرب العام 1973 هشاشة الولايات المتحدة والعالم، سواء في ما يتعلق بالقدرة على تأمين النقص في الموارد النفطية والقدرة على التحكم في أسعارها، في وقت أوجدت فيه موازين الحرب الباردة إطارا سياسياً، استطاعت من خلاله القوى الإقليمية أن تحافظ على استقلالية كبيرة للعمل وفقاً لأجنداتها الخاصة.
وجاءت الثورة الإسلامية في إيران لتطيح بدعائم السياسة الأميركية في المنطقة، ولتظهر عدم قدرة القوى الخارجية على التأثير في الأحداث المحلية، عدا أن الدول العربية كانت قد نجحت في مواجهة المحاولات الأميركية لجرّها إلى مشاريع مناهضة للسوفيات، فيما أدى الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 إلى ولادة حزب الله، في وقت استنزفت فيه الحرب العراقية الإيرانية هذين البلدين طيلة عقد من الزمن.
الرعية الأميركية
أمّا العصر الرابع، والذي جاء في أعقاب انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي، فقد أتاح للأميركيين قدرة على التأثير وحرية في التحرك بشكل غير مسبوق، لجهة انتصارهم في معركة تحرير الكويت، وانتشارهم العسكري الطويل الأمد برّاً وجوّاً في شبه الجزيرة العربية، قيادة الجهود الدبلوماسية بهدف إيجاد حل شامل وموحّد للنزاع العربي الإسرائيلي، والتي بلغت ذروتها في ظل إدارة الرئيس بيل كلينتون قبل أن تفشل في مفاوضات كامب ديفيد.
ويطلق البعض على هذه المرحلة تسمية <الشرق الأوسط القديم>، الذي برز فيه العراق كنظام معادٍ لكن ضعيف، وإيران كدولة أصولية لكن مقسمة وضعيفة نسبياً، وإسرائيل الدولة النووية الوحيدة في المنطقة كأقوى لاعب إقليمي، في وقت شهدت فيه تلك المرحلة العديد من المظاهر، أبرزها التقلبات في أسعار النفط، واستمرار وجود أنظمة عربية قمعية، وصعوبة التعايش بين الإسرائيليين والفلسطينيين وبقية العرب، في ظل تفوّق أميركي.
أمّا العوامل التي أدت الى إيصال هذا العصر الى نهايته، بعد أقل من عقدين، فمنها البنيوي ومنها ما هو مستحدث ذاتياً، حيث جاء قرار غزو العراق في العام ,2003 الذي كان <العراق السنّي> من اولى ضحاياه، بعدما كان قوياً وفاعلاً بما يكفي لمواجهة إيران الشيعية، وهكذا استفاقت التوترات السنية الشيعية في هذا البلد، وعلى امتداد الشرق الأوسط بعدما كانت راكدة، حيث اتخذ الإرهابيون قواعد لهم في العراق، وقاموا بتطوير تقنياتهم وتصديرها، بحيث أصبحت مسألة الديموقراطية، مرتبطة بفقدان الأمن ونهاية التفوّق السني.
من جهة ثانية، تسبب غزو العراق بتقليص نفوذ الولايات المتحدة في العالم، نتيجة لتنامي الشعور المعادي للأميركيين وتقييد حركة جزء كبير من القوات الأميركية. فكان من سخرية القدر أن تكون حرب الخليج الأولى التي اعتبرت حرب ضرورة قد شكلت بداية للعصر الأميركي في الشرق الأوسط، فيما جاءت الحرب الثانية التي اعتبرت حرب خيار لتنهي ذلك العصر.
إلى ذلك برزت عوامل أخرى ساهمت في فقدان واشنطن نفوذها في المنطقة، ومنها انهيار عملية السلام، كنتيجة لفشل مفاوضات كامب ديفيد في العام ,2000 وضعف خليفة ياسر عرفات وصعود حماس والنزعة الإسرائيلية الأحادية وعدم قدرة ادارة بوش على مواصلة العمل الدبلوماسي، وهكذا خسرت الولايات المتحدة دوراً فريداً، كانت قد استطاعت من خلاله أن تتواصل مع العرب والإسرائيليين معاً.
عامل آخر أدى إلى انتهاء العصر الأمريكي، وهو فشل الأنظمة العربية التقليدية في مواجهة تنامي الأصولية الإسلامية، حيث فضّل الكثيرون من سكان المنطقة القادة الدينيين، عندما خيّروا بينهم وبين قادة سياسيين فاسدين، فيما انتظر الأمريكيون حتى وقوع هجمات الحادي عشر من أيلول لكي يتأكدوا من أن المجتمعات المغلقة باتت تشكل الحاضنة للأصولية.
إلى ذلك ساهمت العولمة في تغيير المنطقة، حيث بات من السهل للأصوليين الحصول على التمويل والأسلحة والمتطوعين والأفكار، فيما ساهم الإعلام الجديد، بعد انتشار الفضائيات، في تحويل العالم العربي إلى <قرية إقليمية> مسيّسة، حيث بدأت الشاشات تبث مشاهد العنف والدمار في العراق، وسوء معاملة السجناء العراقيين والمسلمين، والمآسي في غزة والضفة الغربية والآن في لبنان، ما أدى الى ازدياد المسافة بين شعوب المنطقة والولايات المتحدة، وهكذا باتت حكومات المنطقة تواجه صعوبة في التعاون مع الولايات المتحدة التي بدأ تأثيرها يتضاءل.
ماذا بعد؟
إن ملامح العصر الخامس للشرق الأوسط لا تزال في طور التشكّل، وهي تتبع بطبيعة الأحوال، ملامح نهاية العصر الأمريكي، فيما ترسم عشرات الملامح محيط الأحداث اليومية.
أولاً، ستظل الولايات المتحدة متمتعة بنفوذها في المنطقة أكثر من أي قوة أجنبية أخرى، ولكن نفوذها آيل إلى التقلص. ويعكس ذلك التأثير المتنامي لمجموعة من القوى الداخلية والخارجية، والحدود الطبيعية للقوة الأميركية، ونتائج خيارات السياسة الأميركية.
ثانياً، ستواجه الولايات المتحدة المزيد من المنافسة من قبل السياسات الخارجية لدخلاء آخرين، وفيما يقدّم الاتحاد الأوروبي مساعدة بسيطة في العراق، يتوقع أن يبادر إلى طرح مقاربة مختلفة للقضية الفلسطينية. أما الصين فستقاوم فرض ضغوطات على إيران كما ستسعى إلى ضمان إمكانية حصولها على إمدادات الطاقة. وستقاوم روسيا أيضاً فرض عقوبات على طهران وستتطلّع إلى الفرص التي تساعدها على برهنة استقلاليتها عن واشنطن. كما ستنأى كل من روسيا والصين (وعدد من الدول الأوروبية أيضاً)، بأنفسها عن الجهود الأميركية الهادفة إلى فرض إصلاحات سياسية في الدول غير الديموقراطية في الشرق الأوسط.
ثالثاً، ستصبح إيران إحدى القوتين الأكثر تأثيراً في المنطقة. ومخطئ من يقول إن طهران كانت على شفير تحولات داخلية دراماتيكية. فإيران التي تتمتع بثروة عظيمة، هي الدولة الخارجية الأكثر نفوذاً في العراق، كما أنها تمسك بسلطة مهمّة على حماس وحزب الله، وهي قوة إمبراطورية تقليدية، ذات طموحات كبيرة لإعادة رسم المنطقة على صورتها، ومن المرجح أن تترجم غاياتها على أرض الواقع.
رابعاً، ستصبح إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تتمتع باقتصاد معتدل قادر على المنافسة دولياً، وهي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تملك أسلحة نووية وقوة عسكرية كفوءة، لكن سيبقى عليها أن تتحمّل تكلفة احتلالها للضفة الغربية، وأن تتعامل مع مشكلة أمنها المهدد، لتواجه تحدّيا أمنيا متعدد الأبعاد على أكثر من جبهة. أمّا استراتيجياً، فتبدو الدولة العبرية في الوضع الراهن في موقف أضعف مما كانت عليه قبل حربها الأخيرة على لبنان، كما أن وضعها سيكون قابلاً للتدهور في حال طوّرت إيران أسلحة نووية، تماماً كما سيحصل مع الولايات المتحدة.
خامساً، لا يلوح في الأفق أي توجّه نحو عملية سلام حيوية، ففي أعقاب العملية الإسرائيلية المثيرة للجدل على لبنان، أصبحت الحكومة الإسرائيلية بزعامة حزب كاديما أضعف من أن تطلب أي دعم داخلي لأي سياسة، قد يكون لها نتائج خطرة أو قد يعقبها اعتداءات، لا سيما في ظل الانتقادات للانسحاب الأحادي، على اعتبار أن الهجمات على إسرائيل قد جاءت بعد انسحابها من لبنان وغزة، فضلاً عن أنّه، لا يوجد أي شريك فلسطيني يمكن أن يكون قادراً وتواقاً للمساومة، الأمر الذي يعيق أي فرص لطرح مبادرات للمفاوضة، في حين فقدت الولايات المتحدة الكثير من حضورها كوسيط نزيه وصادق، على الأقل في الوضع الراهن. وفي هذه الأثناء، تبدو إسرائيل ماضية في توسعها الاستيطاني، وأعمال شق الطرقات، معقدة بذلك الجهود الدبلوماسية.
سادساً، سيبقى العراق، وهو جوهر قوة العرب، في حالة من الفوضى في السنوات المقبلة، في ظل حكومة مركزية ضعيفة، ومجتمع منقسم، وسط تنامي أعمال العنف الطائفية. وفي أسوأ الأحوال، قد يصبح دولة منهزمة غارقة في حرب أهلية شاملة قد تنسحب إلى الدول المجاورة.
سابعاً، سيبقى سعر النفط مرتفعاً، نتيجة للطلب المتزايد من قبل الصين والهند، والنتائج المحدودة للجهود التي قامت بها الولايات المتحدة للجم الاستهلاك، وزيادة احتمالات حدوث نقص في التغذية النفطية، اذ من المرجح أن يتجاوز سعر برميل النفط مئة دولار (بدلاً من انخفاضه الى 40 دولارا)، حيث ستستفيد دول مثل إيران والمملكة السعودية وغيرها من الدول المنتجة للنفط بنسب غير متناسبة.
ثامناً، سيستمر <التسلّح> بنمط متسارع، بحيث تصبح الجيوش الخاصة في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية أكثر قوة. وستنبثق المليشيات، كنتيجة لضعف الدول، خاصة تلك التي تواجه عجزاً في بسط سيادتها وقدرتها على السيطرة. ومن شأن الحرب الأخيرة على لبنان أن تفاقم هذا النمط، بما أن حزب الله قد انتصر لمجرد عدم خسارته كلياً، فيما هزمت اسرائيل لأنها لم تحقق نصراً كاملاً. وبالنتيجة سيتجاسر حزب الله وأولئك الذين يحاكونه.
تاسعاً، سيبقى الإرهاب، الذي هو بحسب تعريفه الاستعمال المتعمّد للقوة ضد المدنيين في مسعى لتحقيق مآرب سياسية، سيبقى ظاهرة أساسية في المنطقة، وسيظهر في المجتمعات المنقسمة، كما في العراق، وفي المجتمعات التي تسعى فيها الجماعات الراديكالية إلى إضعاف أو إسقاط شرعية الحكومة، كما في السعودية ومصر، فيما يتوقع أن يصبح أكثر تطوراً، وأداة لمواجهة إسرائيل والولايات المتحدة وغيرها من القوى الأجنبية.
عاشراً، سيسدّ الإسلام الفراغ السياسي والثقافي السائد في العالم العربي، على نحو مضطرد، وسيشكل مؤسسة لسياسات غالبية سكان المنطقة، فالقومية العربية والاشتراكية العربية أصبحا من الماضي، والديموقراطية تنتمي إلى المستقبل المنظور، في أفضل الأحوال، حيث باتت الوحدة العربية شعاراً، وليست واقعاً. كما أن نفوذ إيران والمجموعات المرتبطة بها، تمت تقويتها، والجهود المبذولة من أجل تحسين العلاقات بين الحكومات العربية من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة في جهة أخرى قد أصبحت معقدة.
في هذه الأثناء، تتنامى التوترات بين السنة والشيعة في سائر أنحاء الشرق الأوسط، مخلفة وراءها مشاكل في الدول ذات المجتمعات المنقسمة، مثل البحرين ولبنان والسعودية.
حادي عشر، من المرجح أن تبقى الأنظمة العربية، وعلى رأسها السعودية ومصر، سلطوية، كما ستصبح غير متسامحة دينياً، ومعادية للأميركيين. وفيما أدخلت مصر، التي يشكل سكانها ثلث سكان العالم العربي، بعض الإصلاحات البناءة الى اقتصادها، فأنّها فشلت في الارتقاء بساساتها، في حين يبدو النظام منكباً على قمع من تبقى من الليبراليين، تاركاً أمام المصريين خيارين، السلطويين التقليديين أو الأخوان المسلمين. والخطورة تكمن في أن يميل المصريون نحو الخيار الثاني، ليس لأنهم يؤيدونه بالمطلق، ولكن لأنهم سئموا من الأول، وفي المقابل سيلبس النظام رداء منافسيه الإسلاميين في محاولة لتحسين جاذبيته، فيما سيعمل على أن ينأى بنفسه عن الولايات المتحدة.
أما في السعودية، فإن الحكومة والنخبة والملكية تعتمد على استخدام المداخيل النفطية الصخمة لاسترضاء المطالب المحلية بالتغيير، لكن المشكلة تكمن في أن غالبية الضغوطات التي رضخت الحكومة السعودية لها، قد أتت من اليمين المتدين، أكثر من اليسار الليبرالي، ما دفعها إلى تبني برنامج السلطات الدينية.
وأخيراً، ستظل المؤسسات الإقليمية ضعيفة ومتأخرة عن المؤسسات في أماكن الأخرى. وتستثني أبرز مؤسسة في الشرق الأوسط، وهي الجامعة العربية، دولتين هما الأقوى في المنطقة: إيران وإسرائيل. كما أن الصراع العربي الإسرائيلي، سيستمر في استبعاد إسرائيل من أي علاقة إقليمية. وسيثبط التوتر القائم بين إيران والدول العربية إمكانية بزوغ الإقليمية. وستبقى التجارة بين دول في الشرق الأوسط خجولة لأن الدول التي تقدّم سلعاً وخدمات مطلوبة بكثرة من الدول الأخرى قليلة، وستظل السلع المصنعة والمتطورة تأتي من الخارج. وستصل بعض منافع التدخل الاقتصادي العالمي إلى هذا الجزء من العالم، بصرف النظر عن الحاجة الماسة لها.
الأخطاء والفرص
رغم أن المعالم الرئيسية لهذا العصر الخامس من الشرق الاوسط الحديث ليست جذابة على الاطلاق، إلا ان ذلك لا يجب أن يكون سبباً للتسليم. الواقع أن المسألة هي نسبية، فثمة اختلاف أساسي بين الشرق الاوسط الذي يفتقد الى اتفاقات نهائية للسلام، وآخر يعرّف بالارهاب، والنزاع الاقليمي، والحرب الاهلية؛ بين أول يؤوي إيراناً قوية وثانٍ تسيطر عليه إيران؛ أو بين أول يحظى بعلاقة غير مضطربة مع الولايات المتحدة وثانٍ يملأه البغض حيالها. الوقت أيضاً يصنع الاختلاف، إذ يمكن للعصور في الشرق الأوسط أن تدوم لقرن، كما أنّ في وسعها أن تقتصر على عقد ونصف عقد من الزمن. من الواضح أن من مصلحة الولايات المتحدة وأوروبا أن تكون الحقبة المنبثقة حالياً موجزة بقدر الإمكان، وأن تستتبع بأخرى أكثر اعتدالاً.
وللتأكيد على ذلك، يحتاج صانعو السياسة الاميركيون إلى تلافي خطأين، في سعيهما لانتهاز الفرص. الخطأ الاول يكمن في الاعتماد المفرط على القوة العسكرية، فكما تعلّمت الولايات المتحدة من الكلفة الباهظة لحربها في العراق وإسرائيل في لبنان فإنّ القوة العسكرية ليست هي العلاج، كما أنّها ليست نافعة على الإطلاق في مواجهة الميليشيات المنظّمة الطليقة والإرهابيين المسلّحين بشكل جيد، والذين يحظون بتأييد شعبي محلي، والمهيأين للموت من أجل قضيتهم. كما لن يحقق شن حملة وقائية على المنشآت النووية الايرانية الشيء الكثير. إن هجوماً مماثلاً لن يفشل فقط في تدمير جميع المنشآت، بل إنه قد يقود طهران إلى إعادة بناء برنامجها بشكل أكثر سرية، وقد يؤدي إلى التفاف الايرانيين حول نظامهم، ويحثّ إيران على الثأر (على الارجح بواسطة وكلائها) ضد المصالح الاميركية في أفغانستان والعراق، وربما بشكل مباشر في الولايات المتحدة. وسيجرّ ذلك لاحقاً إلى تطرف العالمين العربي والاسلامي، وتعميم الارهاب والنشاطات المعادية لأميركا أكثر فأكثر. وسيتسبب أي نشاط عسكري ضد إيران أيضاً برفع سعر النفط إلى مستويات جديدة، مضاعفاً حظوظ السقوط في أزمة اقتصادية دولية، وركود عالمي. من أجل جميع هذه الاسباب، يجب النظر إلى القوة العسكرية على أنه الملجأ الاخير.
أما الخطأ الثاني، فيكمن في الاعتماد على انبثاق الديموقراطية لتهدئة المنطقة. صحيح أن الديموقراطيات الناضجة لا تميل إلى شن الحروب بعضها على بعض. لكن للأسف، ليس إيجاد هذا النوع من الديموقراطية الناضجة بالمهمة السهلة، وحتى لو نجح الامر في النهاية، فلن يتطلب أقل من عقود من الزمن. في هذه الاثناء، يجب أن تواصل الولايات المتحدة عملها مع العديد من الحكومات اللاديموقراطية. الديمواقراطية ليست الجواب على الارهاب كذلك، فمن الواضح أن الشبان والشابات يصبحون أقل ميلاً للتحول إلى إرهابيين كلما تقدموا في السن، إذا كانوا ينتمون إلى مجتمعات منحتهم فرصاً سياسية واقتصادية. غير أن الاحداث الاخيرة أظهرت أن حتى هؤلاء الذين يترعرعون في ظل ديموقراطيات ناضجة، كالمملكة المتحدة، ليسوا محصنين ضد الانزلاق في التطرف. إن واقعة أن كلا من حماس و<حزب الله> أصاب نجاحاً حسناً في الانتخابات ثم نفذ هجمات عنيفة، تعزز فكرة ان الاصلاح الديموقراطي ليس ضماناً كافياً. لا تنفع الدمقرطة كثيراً لدى التعامل مع الراديكاليين الذين لا تحمل برامجهم أملاً بتلقي دعم الاكثرية. إن المبادرات الأكثر نفعاً قد تكون خطوات مصممة لإصلاح الانظمة التعليمية، نشر الليبرالية الاقتصادية والاسواق المفتوحة، تشجيع السلطات العربية والاسلامية على التحدث جهاراً عن لاشرعية الارهاب وإدانة داعميه، وتناول الشكاوى التي تدفع الشباب إلى اللحاق به.
أما بالنسبة إلى الفرصتين اللتين يجب التوقف عندهما، فالاولى تكمن في التدخل بشكل أكبر في شؤون الشرق الاوسط بوسائل غير عسكرية. وبالنسبة للعراق، يجب على الولايات المتحدة، بالاضافة إلى أي إعادة انتشار لقواتها وأي تدريب للقوات العراقية، أن تؤسس منتدى إقليمياً لجيران العراق (وخاصة تركيا والسعودية) وغيرهما من الأطراف المهتمة والمتجانسة مع تلك التي ساعدت على إدارة الأوضاع في أفغانستان، إثر التدخل فيها في العام .2001 ويتطلب ذلك بشكل ضروري إشراك كل من إيران وسوريا. سوريا، التي بإمكانها أن تؤثر على حركة المقاتلين داخل العراق والاسلحة داخل لبنان، يجب أن يتم إقناعها أيضاً بإغلاق حدودها مقابل منافع اقتصادية (من الحكومات العربية، أوروبا والولايات المتحدة) ومقابل التزام بإعادة بدء محادثات حول وضع مرتفعات الجولان. هناك خطر، في الشرق الاوسط الجديد، من أن سوريا قد تكون أكثر اهتماماً بالعمل مع طهران من التعاون مع واشنطن. غير أنها انضمت بالفعل إلى التحالف الذي قادته الولايات المتحدة خلال حرب الخليج، كما شاركت في مؤتمر السلام في مدريد في العام ,1991 وهاتان دلالتان تظهران أنها قد تكون منفتحة على صفقة مع الولايات المتحدة في المستقبل.
أما في ما يتعلق بإيران فالقضية أصعب. لكن بما أن تغيير النظام في طهران ليس احتمالاً قريب الامد، يمكن أن تكون الضربات العسكرية ضد المواقع النووية في إيران أمراً خطيراً، والروادع ليست أكيدة، الدبلوماسية هي أفضل خيار متوفر لواشنطن. يجب على الحكومة الاميركية أن تفتح محادثات شاملة، من دون شروط مسبقة، حول برنامج إيران النووي ودعمها للارهاب والميليشيات الاجنبية، كما يجب منح إيران رزمة من الحوافز الاقتصادية، السياسية والامنية، بما في ذلك السماح لها ببرنامج تجريبي محصور جداً لتخصيب اليورانيوم، إذا وافقت على دخول التفتيش المكثّف.
إن عرضاً مماثلاً قد يفوز بدعم دولي واسع، وهو لازمة مسبقة إذا كانت الولايات المتحدة تريد الدعم لفرض عقوبات على إيران، أو التصعيد إلى خيارات أخرى في حال فشل الدبلوماسية. إن وضع مهل محددة علنية لعرض مماثل قد يزيد من حظوظ نجاح الدبلوماسية. يجب ان يعلم الشعب الايراني الثمن الذي سيدفعه بسبب السياسة الخارجية الراديكالية لحكومتهم. ومع قلق حكومة طهران من ردة فعل شعبية معاكسة، يصبح من الارجح أن توافق على العرض الاميركي.
تحتاج الدبلوماسية أيضاً إلى أن تبعث مجدداً في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، الذي يبقى المسألة الأهم (والأكثر تأثيراً على التطرف) بالنسبة للرأي العام في المنطقة. إن الهدف هنا ليس في جلب الاطراف إلى كمب ديفيد أو أي مكان آخر، بل ببدء إيجاد الظروف التي يمكن للدبلوماسية أن تنطلق منها بشكل نافع.
يجب أن تربط الولايات المتحدة هذه القواعد التي تعتقد انها ستشكّل عناصر اتفاق نهائي، بما في ذلك خلق دولة فلسطينية على أساس حدود 1967 (يجب ان يتم تعديل هذه الحدود لحماية أمن إسرائيل وعكس التغيرات الديموغرافية، ويجب تعويض الفلسطينيين عن أي خسائر تنجم عن هذه التعديلات).
وكلما كانت الخطة واسعة ومفصّلة، كان من الاصعب على حماس أن ترفض التفاوض وأن تميل إلى المواجهة. وانسجاماً مع هذا التصور، ينبغي على المسؤولين الاميركيين أن يجلسوا مع مسؤولي حماس، بالقدر الواجب مع قادة شين فين، الذين قاد بعضهم أيضاً الجيش الجمهوري الايرلندي. يجب النظر إلى تبادلات مماثلة ليس كمكافأة على استراتيجيات الارهابيين، بل كأدوات تحمل إمكانية تحقيق خط منسجم مع السياسة الأميركية.
وتتضمن الفرصة الثانية قيام الولايات المتحدة بعزل ذاتها، قدر الإمكان، عن حالة عدم الاستقرار في المنطقة، بما يتضمن ذلك من ضبط استهلاكها للنفط، وتخفيف اعتمادها على مصادر الطاقة في الشرق الأوسط، وأفضل الطرق لبلوغ هذه الأهداف هي تخفيض الطلب (من خلال زيادة الضرائب على الضخ، بالتزامن مع تخفيض الضرائب في أماكن أخرى، والترويج لسياسات من شأنها أن تسرّع عملية تقديم بدائل لمصادر الطاقة).
وعلى واشنطن أن تتخذ خطوات إضافية لتخفيض تعرّضها للإرهاب، وعلى غرار قابلية التعرّض للأمراض، فإن قابلية التعرض للإرهاب لا يمكن تجنبها بالكامل، لكن يبقى على الولايات المتحدة أن تبذل المزيد من أجل حماية أمنها، ومن اجل التهيؤ بشكل أفضل لمواجهة تلك المناسبات التي لا يمكن تفاديها عندما ينجح الإرهابيون في تحقيق مآربهم.
إن تجنب هذين الخطأين والإمساك بهاتين الفرصتين من شأنه أن يساعد الولايات المتحدة، لكن من المهم الإدراك بأنه لا توجد حلول سريعة وسهلة للمشاكل التي يفرضها العصر الجديد. وسيبقى الشرق الأوسط منطقة من العالم يعمّها التوتر واللااستقرار لعقود مقبلة. وكل ذلك كافٍ للشعور بالحنين للشرق الأوسط القديم.
رئيس مجلس العلاقات الخارجية عن مجلة فورين أفيرز
- ترجمة :وسام متى وجنان جمعاوي وديالا شحادة
- [/quote]
<H3 class=post-title>حدود الدم: الخارطة الجديدة للمنطقة
</H3>حدود الدم: الخارطة الجديدة للمنطقة
لماذا يتم عرض هذه الخارطة الآن؟ ولماذا تعرض في موقع عسكري أمريكي رسمي؟ منذ ايام تتناول الأوساط المثقفة والواعية في العراق, نشر خارطة جديدة لتطبيق خارطة الشرق الأوسط الجديد ، الوضع الذي حذر منه الرئيس العراقي صدام حسين قبل العدوان واحتلال العراق, ولأهمية الموضوع اعرض عليكم الخارطة الجديدة كتحذير جديد اخر للمصفقين للمشروع الأمريكي وما سيجره على المنطقة العربية من ويلات وقد بانت تباشيره المؤكدة الأن.
رؤيا تقسيميه جديدة قديمة.... العراق الخطوة الأولى
في موقع مجلة القوة العسكرية تموز 2006 , نشرت خارطة جديدة للشرق الأوسط بمقال معنون (حدود الدم) , حددت ملامح جديدة لخارطة شرق أوسطية جديدة والتقرير يفترض إن الحدود بين الدول غير مكتملة وغير نهائية , خصوصا في قارة إفريقيا التي تكبدت ملايين القتلى وبقيت حدودها الدولية بدون تغيير والشرق الأوسط الملتهب والمتوتر منذ عقود, هذه الحدود التي شكلت أوربيا (الفرنسيون والبريطانيون ) في أوائل القرن العشرين، من الدولتين اللتين كانتا تعانيان من هزائمها في القرن التاسع عشر فكان التقسيم عبئا عليها وجاء من عدم الإدراك لخطورة هذا التشكيل الذي قسم قوميات على جانبي الحدود وأصبحت كتلا قومية كبيرة ومبعثرة على جوانب الحدود لعدة دول ,وقد يضم الكيان السياسي المستقل اثنيات وطوائف متناحرة .
أن حدود الشرق الأوسط تسبب خللا وظيفيا داخل الدولة نفسها وبين الدول من خلال إعمال لا أخلاقية تمارس ضد الأقليات القومية والدينية والأثنية .أو بسبب التطرف الديني أو القومي والمذهبي.أن لم الشمل على أساس الدين والقومية في دولة واحدة لن يجعل الأقليات سعيدة ومتوافقة, إن القومية الخالصة أو الطائفة وحدها يمكن تجد مبررا لتغير الحدود ولتشكيل كيان سياسي لها كما يفترض التقرير ,وللمقارنة انظر هذه الخارطة السياسية قبل التقسيم:
http://www.armedforcesjournal.com/xml/2006..._map_before.JPG
في الرؤيا الجديدة لشرق أوسط مابعد التقسيم والذي نشر على الموقع :
http://www.armedforcesjournal.com/xml/2006...s_map_after.JPG
في هذه الرؤيا إن التقسيمات ليست على أساس خرائط معدة مسبقا بل أعدت على أساس وقائع ديموغرافية (الدين القومية والمذهبية). ولأن إعادة تصحيح الحدود الدولية يتطلب توافقا لإرادات الشعوب التي قد تكون مستحيلة في الوقت الراهن, ولضيق الوقت لابد من سفك الدماء للوصول إلى هذه الغاية التي يجب أن تستغل من قبل الإدارة الأمريكية وحلفائها. يفترض إن إسرائيل لا يمكنها العيش مع جيرانها ولهذا جاء الفصل عن جيرانها العرب, ولذا فأن الطوائف المتباينة التي لايمكن التعايش فيما بينها من الممكن تجمعها بكيان سياسي واحد.
الأكراد على سبيل المثال اكبر قومية موزعة على عدة دول بدون كيان سياسي. عليه فأن الولايات المتحدة وحلفائها لا تريد أن تفوت فرصة تصحيح (الظلم) بعد احتلال بغداد مستفيدة من فراغ القوة التي كان يشكلها العراق الذي أصبح مؤكدا الآن بأنه الدولة الوحيدة في العالم التي كانت الحاجز العظيم أمام تنفيذ المخطط الأمريكي للمنطقة.
الدول المستهدفة بالتقسيم والاستقطاع هي إيران, تركيا, العراق, السعودية وباكستان وسوريا والأمارات, و دول ستوسع لأغراض سياسية بحتة, اليمن, الأردن وأفغانستان,
الدول الجديدة التي ستنشأ..... من تقسيم العراق تنشأ ثلاث دويلات (كردستان وسنيستان وشيعستان),( دولة كردستان الكبرى),وستشمل على كردستان العراق وبضمنها طبعا كركوك النفطية وأجزاء من الموصل وخانقين وديالى,وأجزاء من تركيا ,إيران وسوريا,ارمينياواذربيجان, وستكون أكثر دولة موالية للغرب ولأمريكا.
(دولة شيعستان),وستشمل على جنوب العراق والجزء الشرقي من السعودية والأجزاء الجنوبية الغربية من إيران(الأهواز)وستكون بشكل حزام يحيط بالخليج العربي. (دولة سنيستان) ستنشأ على ما تبقى من ارض العراق وربما تدمج مع سوريا .وخلق( دولة بلوشستان الجديدة),التي ستقطع أراضيها من الجزء الجنوبي الغربي لباكستان والجزء الجنوبي الشرقي من إيران.
إيران ستفقد أجزاء منها لصالح الدولة الكردية وأجزاء منها لصالح دولة شيعية عربية وأجزاء لصالح أذربيجان الموحدة, وستحصل على أجزاء من أفغانستان المتاخمة لها لتكون دولة فارسية.
أفغانستان ستفقد جزء من أراضيها الغربية إلى بلاد فارس وستحصل على أجزاء من باكستان وستعاد إليها منطقة القبائل
السعودية ستعاني اكبر قدر من التقسيم كالباكستان وستقسم السعودية إلى دولتين ,دولة دينية (الدولة الإسلامية المقدسة) على غرار الفاتيكان , تشمل على كل المواقع الدينية المهمة لمسلمي العالم,ودولة سياسية (السعودية) وسيقتطع منها أجزاء لتمنح إلى دول أخرى(اليمن والأردن).
ستنشأ دولة جديدة على الأردن القديم بعد أن تقطع أراضي لها من السعودية وربما من فلسطين المحتلة لتشمل على كل فلسطيني الداخل وفلسطيني الشتات (الأردن الكبير).
اليمن سيتم توسعه من اقتطاع أجزاء من جنوب السعودية وتبقى الكويت وعمان بدون تغيير.
لماذا يتم عرض هذه الخارطة الآن؟...ماهو الغرض بعرضها بموقع عسكري أمريكي رسمي؟
الإدارة الأمريكية كانت قد طرحت مبادءها وتصورها عن شرق أوسط (ديمقراطي) جديد, يبدأ من إلغاء الخرائط الاستعمارية القديمة التي أنشأها الاستعمار الفرنسي والبريطاني في بداية القرن العشرين لانتفاء الحاجة إليها بسبب المتغيرات القومية والطائفية الجديدة للبلدان المعنية بالتقسيم.
التقسيم والاقتطاع وسيلة لأضعاف الدول التي تتعرض للتقسيم والاقتطاع,الدول لجديدة التي ستنشأ ستكون موالية تماما للإدارة الأمريكية بحكم العرفان بالجميل للعناصر الانفصالية المستفيدة إلى الدولة التي منحتهم الاستقلال,والدول التي ستتوسع ستكون مدينة أيضا بمولاتها لمشروع التقسيم والضم .والأردن الكبير سيكون الحل الأمثل للمشكلة الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين ونقطة جوهرية بتخليص إسرائيل من مشكلة تواجهها باستمرار وهي التغيير الديموغرافي للسكان لصالح الفلسطينيين في حال تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
لكن السؤال هل هو هذا الحل الممكن للتخلص من المشاكل التي تواجه إستراتيجية الولايات المتحدة للسيطرة على العالم وعلى مصادر الطاقة؟...أم أنها ستكون بؤر جديدة للتوتر ونوعا جديدا من الحروب بين الكيانات القديمة والجديدة(المثال الكوري) والاقتتال الداخلي والتوتر غير محسوب العواقب(تيمور الشرقية).
إن محاولة تقسيم العراق بأيدي عملاء عراقيين باتت معروفة وكشفت معظم خيوطها, فهل يمكن أن تجر الدول الأخرى بنفس الطريقة.
ربما يكون طرح الفكرة والخارطة التقسيمية مجددا هو ورقة ضغط على:
1- تركيا.... في حالة معارضتها لمشروع الدولة الكردية في كردستان العراق المقترح خلقها في حال فشل المشروع الأمريكي السياسي والعسكري في العراق لتكون كردستان المكان الأمن لقواتها في حالة انسحابها .
2-إيران....كتهديد مباشر على تدخلها السافر في العراق وتجاوزها لخطوط حمراء وضعتها الإدارة الأمريكية لها.
3- السعودية لمنعها من دعم (المتمردين) أو لفيدرالية شيعية في الجنوب.
4- باكستان.... لضمان عدم ترددها بضرب (طالبان) والعناصر الإسلامية المتشددة وضمان بقائها ضمن المشروع الأمريكي.
5- اليمن,و الأردن, لإغراقهم بحلم التوسع والأكراد بحلم خلق دولة جديدة لهم.كمكافئة غنية لمدى دعمهم للمشروع الأمريكي.
هذا هو الحلم الأمريكي, وحلم الانفصاليين والتابعين والسائرين ضد أحلام ومستقبل شعوبهم.
إن التقسيم والاقتطاع لتشكيل دولا جديدة أو توسيع لدول قديمة لا يمكن إن يمر دون, إما بالاتفاق وهو امرأ مستحيلا لدولا مستقلة ومستقرة ذات كيانات سياسية معترف بها دوليا بهذا الشكل أوان تتم بالتقسيم ألقسري بالشكل الذي ينجز حاليا في العراق. وتمنح الإدارة الأمريكية الآن وبسرعة الأولوية القصوى لأنجاحة ومن ثم تعميمه على المنطقة ككل.لقد كان من الضروري للدول المعنية بالتقسيم والاقتطاع إلى الانتباه إلى تحذيرات كان قد أطلقها الرئيس العراقي صدام حسين قبل شن الحرب الهمجية على العراق, من إن العراق سيكون الخطوة الأولى ,ومن هنا تجئ خطورة المقاومة الوطنية العراقية بكل فصائلها على مشاريع الإدارة الأمريكية وحلفائها في إفشال ليس الاحتلال نفسه ولكن إنقاذا للمنطقة كلها وللعالم من هذا الشر القادم الذي قد يؤدي بنهاية المطاف إلى إغراق العالم بسلسلة من الحروب قد تنتهي بحرب مدمرة للبشرية.
النص الإنجليزي الأصلي وصورتا الخارطة
http://www.armedforcesjournal.com/2006/06/1833899
---------------
تعليق مدير المدونة : وضعت هذا الخبر نظرا لما له من التأثير البالغ ليس في منطقة الشرق الأوسط فقط بل في العالم أجمع بما فيه اليابان
التعديل الأخير: