مقتطفات من روائع نونية ابن القيم

ابو حامد

عضو مميز
إنضم
14 مارس 2008
المشاركات
1,109
التفاعل
15 0 0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اترككم معى مقتطفات من روائع نونية ابن القيم رحمه الله

ومن عنده اضافه فاليتفضل مشكورا

________________________________________________​


يا خاطب الحور الحسان وطالبا لوصالهن بجنة الحيوان
لو كنت تدري من خطبت ومن طلبت بذلت ما تحوي من الأئمان
أو كنت تعرف أين مسكنها جعلت السعي منك لها على الأجفان
أسرع وحث السير جهدك إنما مسراك هذا ساعة لزمان
فاعشق وحدث بالوصال النفس وابذل مهرها ما دمت ذا إمكان
واجعل صيامك دون لقياها ويو م الوصل يوم الفطر من رمضان
واجعل نعوت جمالها الحادي وسر نحو الحبيب ولست بالمتواني
واسمع إذن أوصافها ووصالها واجعل حديثك ربة الإحسان
يا من يطوف بكعبة الحسن التي حفت بذاك الحجر والأركان
ويظل يسعى دائما حول الصفا ومحسر مسعاه كل أوان
ويروم قربان الوصال على منى والخيف يحجبه عن القربان
فلذا تراه محرما أبدا ومو ضع حلة منه فليس بدان
يبغي التمتع مفردا عن حبه متجردا يبغي شفيع قران
ويظل بالجمرات يرمي قلبه هذي مناسكه بكل زمان
والناس قد قضوا مناسكهم وقد حثوا ركائبهم إلى الأوطان
وحدت بهم همم لهم وعزائم نحو المنازل ربة الإحسان
رفعت لهم في السير أعلام الوصا ل فشمروا يا خيبة الكسلان
ورأوا على بعد خياما مشرفا ت مشرقات النور والبرهان
فتيمموا تلك الخيام فآنسوا فيهن أقمارا بلا نقصان
من قاصرات الطرف لا تبغي سوى محبوبها من سائر الشبان
قصرت عليه طرفها من حسنه والطرف منه مطلق بأمان
ويحار منه الطرف في الحسن الذي قد أعطيت فالطرف كالحيران
ويقول لما أن يشاهد حسنها سبحان معطي الحسن والإحسان
والطرف يشرب من كؤوس جمالها فتراه مثل الشارب النشوان
كملت خلائقها وأكمل حسنها كالبدر ليل الست بعد ثمان
والشمس تجري في محاسن وجهها والليل تحت ذوائب الأغصان
فيظل يعجب وهو موضع ذاك من ليل وشمس كيف يجتمعان
ويقول سبحان الذي ذا صنعه سبحان متقن صنعة الإنسان
لا الليل يدرك شمسها فتغيب عند مجيئه حتى الصباح الثاني
والشمس لا تأتي بطرد الليل بل يتصاحبان كلاهما أخوان
وكلاهما مرآة صاحبه إذا ما شاء يبصر وجهه يريان
فيرى محاسن وجهه في وجهها وترى محاسنها به بعيان
حمر الخدود ثغورهن لآلئ سود العيون فواتر الأجفان
والبرق يبدو حين يبسم ثغرها فيضيء سقف القصر بالجدران
ريانة الأعطاف من ماء الشبا ب فغصنها بالماء ذو جريان
لما جرى ماء النعيم بغصنها حمل الثمار كثيرة الألوان
فالورد والتفاح والرمان في غصن تعالى غارس البستان
والقد منها كالقضيب اللدن في حسن القوام كأوسط القضبان
في مغرس كالعاج تحسب أنه عالي النقا أو واحد الكثبان
لا الظهر يلحقه وليس ثديها بلواحق للبطن أو بدوان
لكنهن كواعب ونواهد فثديهن كأحسن الرمان
والجيد ذو طول وحسن في بيا ض واعتدال ليس ذا نكران
يشكو الحلي بعاده فله مدى السأيام وسواس من الهجران
والمعصمان فإن تشأ شبههما بسبيكتين عليهما كفان
كالزبد لينا في نعومة ملمس أصداف در دورت بوزان
والصدر متسع على بطن لها والخصر منهما مغرم بثمان
وعليه أحسن سرة هي زينة للبطن قد غارت من الأعكان
حق من العاج استدار وحشوه حبات مسك جل ذو الإتقان
وإذا نزلت رأيت أمرا هائلا ما للصفات عليه من سلطان
لا الحيض يغشاه ولا بول ولا شيء من الآفات في النسوان
فخذان قد حفا به حرسا له فجنابه في عزة وصبيان
قاما بخدمته هو السلطان بينهما وحق طاعة السلطان
وهو المطاع إذا هو استدعى الحبيب أتاه طوعا وهو غير جبان
وجماعها فهو الشفاء لصبها فالصب منه ليس بالضجران
وإذا أتاها عادت الحسناء بكرا مثل ما كانت مدى الأزمان
وهو الشهي ألذ شيء هكذا قال الرسول لمن له أذنان
يا رب غفرا قد طغت أقلامنا يا رب معذرة من الطغيان
أقدامها من فضة قد ركبت من فوقها ساقان ملتفان
والساق مثل العاج ملموم به مخ العظام تناله العينان
والريح مسك والجسوم نواعم واللون كالياقوت والمرجان
وكلامها يسبي العقول بنغمة زادت على الأوتار والعيدان
وهي العروب بشكلها وبدلها وتحبب للزوج كل أوان
أتراب من واحد متماثل سن الشباب لأجمل الشبان
بكر فلم يأخذ بكارتها سوى ال محبوب من إنس ولا من جان
يعطى المجامع قوة المائة التي اج تمعت لأقوى واحد الإنسان
ولقد أتانا أنه يغشى بيو م واحد مائة من النسوان
ورجاله شرط الصحيح رووا لهم فيه وذا في معجم الطبراني
وبذاك فسر شغلهم في سورة من بعد فاطر يا أخا العرفان
هذا دليل أن قدر نسائهم متفاوت بتفاوت الإيمان
وبه يزول توهم الإشكال عن تلك النصوص بمنة الرحمن
في بعضها مائة أتى وأتى بها سبعون أيضا ثم جا ثنتان
فتفاوت الزوجات مثل تفاوت ال درجات فالأمران مختلفان
وبقوة المائة التي حصلت له أفضى إلى مائة بلا خوران
وأعفهم في هذه الدنيا هو ال أقوى هناك لزهده في الفاني
فاجمع قواك لما هنا وغض من ك الطرف واصبر ساعة لزمان
ما هاهنا والله ما يسوى قلا مة ظفر واحدة من النسوان
ونصيفها خير من الدنيا وما فيها إذا كانت من الأثمان
لا تؤثر الأدنى على الأعلى فإن تفعل رجعت بذلة وهوان
وإذا بدت في حلة من لبسها وتمايلت كتمايل النشوان
تهتز كالغصن الرطيب وحمله ورد وتفاح على رمان
وتبخترت في مشيها ويحق ذا ك لمثلها في جنة الرضوان
ووصائف من خلفها وأمامها وعلى شمائلها وعن أيمان
كالبدر ليلة تمه قد حف في غسق الدجى بكواكب الميزان
فلسانه وفؤاده والطرف في دهش وإعجاب وفي سبحان
تستنطق الأفواه بالتسبيح إذ تبدو فسبحان العظيم الشان
والقلب قبل زفافها في عرسه والعرس إثر العرس متصلان
حتى إذا واجهته تقابلا أرأيت إذ يتقابل القمران
فسل المتيم هل يحل الصبر عن ضم وتقبيل وعن فلتان
وسل المتيم أين خلف صبره في أي واد أم بأي مكان
وسل المتيم كيف حالته وقد ملئت له الأذنان والعينان
من منطق رقت حواشيه ووج ه كم به للشمس من جريان
وسل المتيم كيف عيشته إذا وهما على فراشيهما خلوان
يتساقطان لآلئا منثورة من بين منظوم كنظم جمان
وسل المتيم كيف مجلسه مع ال محبوب في روح وفي ريحان
وتدور كاسات الرحيق عليهما بأكف أقمار من الولدان
يتنازعان الكأس هذا مرة والخود أخرى ثم يتكئان
فيضمها وتضمه أرأيت مع شوقين بعد البعد يلتقيان
غاب الرقيب وغاب كل منكد وهما بثوب الوصل مشتملان
أتراهما ضجرين من ذا العيش لا وحياة ربك ما هما ضجران
يا عاشقا هانت عليه نفسه إذ باعها غبنا بكل هوان
أترى يليق بعاقل بيع الذي يبقى وهذا وصفه بالفاني
 
يا أيها الرجل المريد نجاته*** إسمع مقالة ناصح معوان
كن في أمورك كلها متمسكا*** بالوحي لا بزخارف الهذيان
وانصر كتاب الله والسنن التي*** جاءت عن المبعوث بالفرقان
واثبت بصبرك تحت ألوية الهدى*** فإذا أصبت ففي رضا الرحمن
وادرأ بلفظ النص في محر العدا*** وارجمهم بثواقب الشهبان
لا تخش كثرتهم فهم همج الورى*** وذبابه أتخاف من ذبان
واشغلهم عند الجدال ببعضهم*** بعضا فذاك الحزم للفرسان
فاجعل لقلبك هجرتين ولا تنم*** فهما على كل امرئ فرضان
فالهجرة الأولى الى الرحمن بالـ*** اخلاص في سر وفي اعلان
فالقصد وجه الله بالأقوال وال*** اعمال والطاعات والشكران
فبذاك ينجو العبد من أشراكه*** ويصير حقا عابد الرحمن
والهجرة الأخرى الى المبعوث بالـ*** حق المبين وواضح البرهان
فيدور مع قول الرسول وفعله*** نفيا وإثباتا بلا روغان
ويحتكم الوحي المبين على الذي*** قال الشيوخ فعنده حكمان
لا يحكمان بباطل أبدا وكل*** العدل قد جاءت به الحكمان
وهما كتاب الله أعدل حاكم*** فيه الشفا وهداية الحيان
والحاكم الثاني كلام رسوله*** ما ثم غيرهما لذي ايمان
فاذا دعوك لغير حكمهما فلا*** سمعا لداعي الكفر والعصيان
قل لا كرامة لا ولا نعمى ولا***طوعا لمن يدعو الى طغيان
وإذا دعيت الى الرسول فقل لهم*** سمعا وطوعا لست ذا عصيان

فاحمد الهك أيها السني اذ*** عافاك من تحريف ذي بهتان
والله لولا الله حافظ دينه*** لتهدمت منه قوى البنيان
 
يرد على الروافض

ثم اسمعوا ماذا الذي يقضي لكم*** وعليكم فالحق في الفرقان
لبستم معنى النصوص وقولنا*** فغدا لكم للحق تلبيسان
من حرف النص الصريح فكيف لا*** يأتي بتحريف على إنسان
يا قوم والله العظيم أسأتم *** بأئمة الاسلام ظن الشاني
ما ذنبهم ونبيهم قد قال ما*** قالوا كذاك منزل الفرقان
ما الذنب الا النصوص لديكم*** اذ جسمت بل شبهت صنفان
ما ذنب من قد قال ما نطقت له*** من غير تحريف ولا عدوان
هذا كما قال الخبيث لصحبه*** كلب الروافض أخبث الحيوان
لما أفاضوا في حديث الرفض عند القبر لا تخشون من انسان
يا قوم أصل بلائكم ومصابكم*** من صاحب القبر الذي تريان
كم قدم ابن أبي قحافة بل غدا*** يثنى عليه ثناء ذي شكران
ويقول في مرض الوفاء يؤمكم*** عني أبو بكر بلا روغان
ويظل يمنع من امامة غيره*** حتى يرى في صورة ميلان
ويقول لو كنت الخليل لواحد*** في الناس كان هو الخليل الداني
لكنه الأخ والرفيق وصاحبي*** وله علينا منه الاحسان
لكن رب العالمين وجنده** ورسوله المبعوث بالقرآن
هم يشهدون بأنكم أعداء من*** ذا شأنه أبدا بكل زمان
ولأي شيء كان أحمد خصمكم**** اعني ابن حنبل الرضي الشيباني
ولأي شيء كان بعد خصومكم*** أهل الحديث وعسكر القرآن
ولأي شيء كان أيضا خصمكم*** شيخ الوجود العالم الحراني
أعني أبا العباس ناصر سنة المختـ***ـار قامع سنة الشيطان
والله لم يك ذنبه شيئا سوى*** تجريده لحقيقة الايمان
اذ جرد التوحيد عن شرك كذا*** تجريده للوحي عن بهتان
فتجرد المقصود عن قصد له*** فلذاك لم ينصف الى انسان
ما منهم أحد دعا لمقالة*** غير الحديث ومقتضى الفرقان
فالقوم لم يدعو الى غير الهدى*** ودعوتم أنتم لرأي فلان
شتان بين الدعوتين فحسبكم*** يا قوم ما بكم من الخذلان
يا قوم والله العظيم كذبتم*** وأتيتم بالزور وبالهتان
ونسبتم العلماء للأمير الذي*** هم منه أهل براءة وأمان
والله ما أوصاكم أن تتركوا*** قول الرسول لقولهم بلسان
كلا ولا في كتبهم هذا بلى*** بالعكس أوصاكم بلا كتمان
اذ قد أحاط العلم منهم أنهم*** ليسوا بمعصومين بالبرهان
كلا وما منهم أحاط بكل ما*** قد قاله المبعوث بالقرآن
فلذاك أوصاكم بأن لا تجعلوا*** اقوالهم كالنص في الميزان
لكن زنوها بالنصوص فإن توا***فقها فتلك صحيحة الأوزان
لكنكم قدمتم أقوالهم*** أبدا على النص العظيم الشان
قلنا لكم فتعلموا قلتم أما*** نحن الأئمة فاضلوا الأزمان
من أين والعلماء أنتم فاستحوا*** اين النجوم من ثرى التحتاني
ان أنتم الا الذباب اذا رأى*** طعما فيا لمساقط الدبان
واذا رأى فزعا تطاير قلبه*** مثل البغاث يساق بالعقبان
واذا دعوناكم الى البرهان كا***ن جوابكم جهلا بلا برهان
 
في جناية التأويل على ما جاء به الرسول

هذا وأصل بلية الاسلام من*** تاويل ذي التحريف والبطلان
وهو الذي قد فرق السبعين بل*** زادت ثلاثا قول ذي البرهان
وهو الذي قتل الخليفة جامع ال*** قرآن ذا النورين والاحسان
وهو الذي قتل الخليفة بعده*** أعني عليا قاتل الأقران
وهو الذي قتل الحسين وأهله*** فغدوا عليه ممزقي اللحمان
وهو الذي أنشأ الخوارج مثل انشـ***ـاء الروافض أخبث الحيوان
ولأجله شتموا خيار الخلق بعـ***ـد الرسل بالعدوان والبهتان
فجرى على الاسلام أعظم محنة*** وخمارها فينا الى ذا الآن
فأساسها التأويل ذو البطلان لا*** تأويل أهل العلم والايمان
قد كان أعلم خلقه بكلامه*** صلى عليه الله كل أوان
يتأول القرآن عند ركوعه*** وسجوده تأويل ذي برهان
هذا الذي قالته أم المؤمنـ***ـين حكاية عنها بلسان
فانظر الى التأويل ما تعني به*** خير النساء وافقه النسوان
أتظنها تعني به صرفا عن ال***معنى القوي لغير ذي الرجحان
أفبعد ذا الانصاف ويحكم سوى*** محض العناد ونخوة الشيطان
وتحيز منكم اليهم لا الى القـ***ـرآن والآثار والايمان
جعلوا كلام شيوخهم نصا له الأ***حكام موزونا به النصان
وكلام باريهم وقول رسولهم*** متشابها محتملا لمعان
فتولدت من ذينك الأصلين أو*** لاد بئس الوليد وبئست الأبوان
عرضوا النصوص على كلام شيوخهم*** فكأنها جيش لذي السلطان
ان وافقا قول الشيوخ فمرحبا*** أو خالفت فالدفع بالاحسان
وكذاك أعداء الرسول وصحبه*** وهم الروافض أخبث الحيوان
نصبوا العداوة للصحابة ثم سـ*** ـموا بالنواصب شيعة الرحمن
العلم قال الله قال رسوله*** قال الصحابة هم أولو العرفان
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة*** بين الرسول وبين رأي فلان
 
في تعيين أن أتباع السنة والقرآن طريقة النجاة من النيران

يا من يريد نجاته يوم الحسا***ب من الجحيم وموقد النيران
اتبع رسول الله في الأقوال والأ***عمال لا تخرج عن القرآن
وخذ الصحيحين الذين همـ***ـا لعقد الدين والايمان واسطتان
واقرأهما بعد التجرد من هوى*** وتعصب وحمية الشيطان
واجعلهما حكما ولا تحكم على*** ما فيهما أصلا بقول فلان
ماذا ترى فرضا عليك معينا *** إن كنت ذا عقل وذا ايمان
عرض الذي قالوا على أقواله*** أو عكس ذاك فذانك الأمران
هي مفرق الطرقات بين طريقنا*** وطريق أهل الزيغ والعدوان
واجعل جلوسك بين صحب محمد*** وتلق معهم عنه بالاحسان
وتلق عنهم ما تلقوه هم*** عنه من الايمان والعرفان
والجهل داء قاتل وشفاؤه*** امران في التركيب متفقان
نص من القرآن أو من سنة*** وطبيب ذاك العالم الرباني
والعلم أقسام ثلاث ما لها*** من رابع والحق ذو تبيان
علم بأوصاف الاله وفعله*** وكذلك الأسماء للرحمن
والأمر والنهي الذي هو دينه*** وجزاؤه يوم المعاد الثاني
والكل في القرآن والسنن التي*** جاءت عن المبعوث بالفرقان
والله ما قال امرؤ متحذلق*** بسواهما الا من الهذيان
ان قلتم تقريره فمقرر*** بأتم تقرير من الرحمن
أو قلتم إيضاحه فمبيّن***بأتم إيضاح وخير بيان
أو قلتم إيجازه فهو الذي*** في غاية الايجاز والتبيان
أو قلتم معناه هذا فاقصدوا*** معنى الخطاب بعينه وعيان
أو قلتم نحن التراجم فاقصدوا المـ***ـعنى بلا شطط ولا نقصان
أو قلتم بخلافه فكلامكم*** في غاية الانكار والبطلان
 
عودة
أعلى