هل تشكل الطائرات دون طيار صداعاً مزمناً للخطوط الجوية التجارية في الشرق الأوسط؟
10/08/2010 05:03 PM
http://www.defense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.com/CMS/NewsImages/UAV2.jpg 10/08/2010 05:03 PM
[FONT="]لورا دن وآيات توفيق، باحثتان في مؤسسة إينجما، دبي[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]باتت المركبات الجوية دون طيار [/FONT][FONT="]UAV[/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]Unmanned Aerial Vehicle,[/FONT][FONT="] التي يطلق عليها أيضا تسمية [/FONT][FONT="]Drones[/FONT][FONT="] (أي اليعسوب أو ذكر النحل)، جزءاً لا يتجزأ من الترسانة العسكرية لدى معظم الجيوش[/FONT][FONT="]،[/FONT][FONT="] إذ يطور 32 بلداً على الأقل هذا النوع من الطائرات، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية صاحبة أكبر أسطول بينها. فقد ازداد المخزون العسكري للولايات المتحدة الأميركية من 50 طائرة إلى حوالى 7 آلاف طائرة خلال السنوات العشر الأخيرة. [/FONT]
[FONT="]وتوفر الطائرات دون طيار مهاما حيوية للعمليات العسكرية. ونظراً للطبيعة[/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]المتقلبة للأمن في منطقة الشرق الأوسط، فهي تلعب دوراً أساسياً ضمن القوات العسكرية المسلحة. وينطبق هذا بصورة خاصة على العراق وأفغانستان وباكستان، حيث تستعمل تلك الطائرات في مهام الاستخبار والاستطلاع والمراقبة [/FONT][FONT="]ISR[/FONT][FONT="] لدعم عمليات مكافحة العصيان المسلح على الأرض. [/FONT]
[FONT="]وتعتبر طائرات [/FONT][FONT="]UAV[/FONT][FONT="] صغيرة الحجم بالمقارنة مع الطائرات التجارية المخصصة لنقل الركاب، وغالبيتها مصمم ليكون خفيا؛ فهي لا تظهر دائماً على شاشات الرادار، كما أنها غير مزودة بنظام تفادي الارتطام بالطائرات الأخرى [/FONT][FONT="]Traffic Collision Avoidance Systems, TCAS[/FONT][FONT="]. لذا، تعد هذه الطائرات كابوسا حقيقيا للطيار التجاري؛ فهي دون طيار ولا تستطيع معداته اكتشافها، ولا حتى هو قادر على رؤيتها عندما ينظر من النافذة، في حال فعل ذلك أصلا. [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]تمتلك بلدان الشرق الأوسط، ودول مجلس التعاون الخليجي خاصة، صناعة طيران ناشطة لاسيما بتواجد أسرع شركات الطيران نمواً في العالم، إذ يتمتع الشرق الأوسط بالموقع الأفضل والأنسب لخدمة بلدان الشرق كما الغرب، بالإضافة إلى قدرته على اجتذاب الركاب إلى المنطقة سواء من أجل الأعمال أو المتعة. [/FONT]
[FONT="]وتلائم ظروف الخليج عملية تواصل الاستثمار في مجال الطيران، بفضل إنشاء مركز لخدمات الطيران في إمارة العين في الإمارات العربية المتحدة، حيث ستكون من ضمن نشاطاته تصنيع هياكل خاصة بالطيران من أجل بعض أبرز مصنعي الطائرات في العالم.[/FONT]
[FONT="]بالإضافة إلى ذلك، يُعمل حاليا على استكمال بناء مطار المكتوم الدولي، في منطقة جبل علي في دبي. وقد تم بدأ استقبال طائرات الشحن الجوي أواخر شهر حزيران/ يونيو 2010، على أن يُفتتح أمام الركاب في بداية ربيع العام2011. ومن المتوقع أن يستقبل المطار سنوياً، بعد اكتمال بنائه، ووفقا للمخطط الموضوع، 12 مليون طن من البضائع وحوالي 120 مليون راكب سنوياً. [/FONT]
[FONT="]بالإضافة إلى كل ذلك، حصلت صناعة الطيران في الإمارات العربية المتحدة على دعم كبير في العام الحالي خلال معرض فارنبورو الجوي عندما وقّعت شركة طيران الإمارات عقداً بمبلغ 9.1 مليارات دولار لشراء 30 طائرة بوينغ 777 بعد شهر من توقيعها عقد بمبلغ 11 مليار دولار لشراء 32 طائرة ايرباص طراز [/FONT][FONT="]A380 [/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]بقية مناطق الشرق الأوسط ليست بعيدة جداً عن كل ذلك. فقد قامت شركة الطيران القطرية بتوقيع عقد بمبلغ 122 مليون دولار مع شركة [/FONT][FONT="]Bombardier[/FONT][FONT="] في المعرض نفسه. وقد وجدت دراسات قامت بها الرابطة الدولية للنقل الجوي أن النقل الجوي في منطقة الشرق الأوسط قد ازداد بنسبة 18 بالمائة منذ صيف العام 2009. كما أن الصناعة المحلية للطائرات دون طيار [/FONT][FONT="]UAV[/FONT][FONT="] هي الأخرى تنمو بشكل متواز للصناعات الجوية التجارية. فقد أعلنت شركة [/FONT][FONT="]Finmeccanica[/FONT][FONT="] عن مشروع مشترك مع شركة[/FONT]
[FONT="]Abu Dhabi Autonomous System Investments, ADASI[/FONT][FONT="] لتطوير طائرات بدون طيار تعمل على علو متوسط، وذلك في معرض باريس الجوي الذي جرى في العام الماضي. وقد كشفت الصناعات الجوية/ الفضائية التركية[/FONT][FONT="]TAI [/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]Turkish Aerospace Industries,[/FONT][FONT="] مؤخراً النقاب عن قيامها بتصميم وتصنيع طائرة دون طيار أطلق عليها اسم [/FONT][FONT="]Anka[/FONT][FONT="] في معرض فارنبورو الجوي لهذا العام أيضاً والتي سوف تكون جاهزة للعمل كلياً في العام 2012.[/FONT]
[FONT="]مع تواجد هذا الكم الهائل من الحركة الجوية التجارية والعمليات العسكرية للطائرات بدون طيار في المنطقة، هنالك أسباب تثير قلق المسؤولين المحليين. وقد برز هذا الأمر بشكل جلي عندما طُلِب من طائرة ركاب تغادر مطار بغداد بأن تأخذ الاحتياطات الكافية لتفادي طائرة بدون طيار. وهنالك العديد من[/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]الإشاعات عن حصول حوادث مماثلة. فتصادم في الجو بين تلك الطائرات سوف يعتبر كارثة طيران كبيرة مروّعة، وقد لا تقتصر أضرارها على خسائر في أرواح المدنيين فحسب، بل أنه ونظراً للحساسيات المتواجدة في المنطقة، فقد يثير هذا الحدث ثائرة المجتمعات المختلفة ناهيك عما تسببه للكثير من التأويلات والتخمينات. فحادثة شركة الطيران الإيرانية تقفز إلى الذاكرة في هذه النقطة بالذات، حيث قام صاروخ موجه تابع للبحرية الأميركية عن طريق الخطأ بإسقاط طائرة ركاب مدنية إيرانية وعلى متنها 290 راكبا في العام 1988 ، ما أثار الكثير من الجدل والخلافات وتسبب في إفساد العلاقات بين البلدين. [/FONT]
[FONT="]هذا، وقد صرحت الوكالة الأميركية للجمارك وحماية الحدود بان الطائرات بدون طيار التي تستعملها معرّضة للحوادث بنمط يفوق سبعة أضعاف الخطر التي تشكله طائرات الدورية العادية بشكل عام. وهنا علينا أن نتذكر بأن الكلفة الزهيدة التي يحتاج إليها تطوير طائرة بدون طيار مقابل الطائرة العادية، قد أدى إلى توافر تلك الطائرات عدة مرات أكثر من توافر الطائرات التي تحتاج إلى طيار، مما أغرق الفضاء الجوي العالمي بها. علماً أن معظم تلك المركبات غير مزودة بالمعدات القادرة على توفير السلامة واكتشاف الطائرات الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، فإن طائرات[/FONT][FONT="] UAV[/FONT][FONT="] الإستراتيجية المصممة للمهام طويلة المدى أصبحت أكبر حجماً بحيث يصل باع بعضها إلى طول باع طائرات الركاب التجارية النفاثة – مما يزيد في احتمالات الارتطامات الكارثية[/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]المميتة في الجو. [/FONT]
[FONT="]إن مشاركة طائرات [/FONT][FONT="]UAV[/FONT][FONT="] المجال الجوي نفسه مع الطائرات التجارية، يطرح العديد من المشاكل بالنسبة لطياري الخطوط الجوية التجارية. فالطائرات دون طيار التي تقوم بمهام المراقبة تحلق على ارتفاع 20 ألف قدم بينما تحلّق طائرات الخطوط الجوية التجارية على ارتفاع 30 ألف قدم، ولا بد لهذه الطائرات أن تصادف طائرات [/FONT][FONT="]UAV[/FONT][FONT="] أثناء صعودها أو هبوطها. وتعتبر تلك الفترة من فترات عبء العمل الشاق الإضافي بالنسبة لهؤلاء الطيارين.[/FONT]
[FONT="]ويصبح الأمر مسألة عامل إنساني خلال تلك الفترة حيث أن قدرة الطيار على معالجة المعلومات تنخفض، كما يتأثر أيضاً تفكيره وسرعة اتخاذه للقرار. وتشير الإحصاءات التي تمت مراجعتها منذ 50 سنة إلى الآن في مجال الطيران التجاري، أن 92 بالمائة من حوادث الطيران تحدث في تلك الفترات الحرجة. [/FONT]
[FONT="]في أيامنا هذه تتمتع الطائرات التجارية بأنظمة تحكم بالطيران متطورة عالية الأتمتة. وبالرغم من أنه لدى طياري الخطوط الجوية التجارية ما يسمى بمراقبة إجبارية لخط النظر، ولكن عند الصعود والهبوط بالطائرة يكون الطيار منهمكاً في مراقبة أنظمة التحكم بالطيران. فيكون تركيزه منصباً على مؤشرات ورأسه منخفضاً للنظر إلى الساعات وشاشات العرض ولا ينظر عبر النافذة. وكون طائرات [/FONT][FONT="]UAV[/FONT][FONT="] لا تظهر دائماً على شاشات الرادار وليست مزودة بأنظمة تلافي الحوادث، [/FONT][FONT="]TCAS[/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]Traffic Collision Avoidance Systems,[/FONT][FONT="] فمن الصعب على الطيارين أن يتلافوا تلك الطائرات. [/FONT]
[FONT="]إن استعمال الطائرات بدون طيار[/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]UAV [/FONT][FONT="]، وأخطار[/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]التصادم قد تتكاثر في منطقة الشرق الأوسط، مع تنامي الزخم التجاري وازدياد الحاجة إلى مراقبة الحدود والشواطئ. السؤال هنا هو كيف يمكن تحاشي أخطار التصادم في الجو؟ والجواب هو : يجدر بالجانبين أن يكونا على علم بالأخطار، خصوصاً بالنسبة لمشغلي الخطوط الجوية التجارية. ويمكن لصناعة الطيران أن تبدأ باتخاذ الإجراءات والتدابير للتعامل مع هذه المشكلة؛ بادئ ذي بدء الاعتراف بوجود وتحديد الخطر، وتقييم عبء العمل بالنسبة للطيارين للوقوف على كيفية التعامل مع السيناريوهات إثناء عملية المحاكاة. وقد يؤدي هذا إلى تغيير في الإجراءات بالإضافة إلى المزيد من التدريبات لتحسين قدرات الطيارين في التعامل مع المشاكل الناشئة.[/FONT]
[FONT="]غالبية المهام العسكرية تكون سرية لأسباب معروفة؛ إلا أن إرسال تحذيرات للخطوط الجوية عن احتمال تواجد طائرات [/FONT][FONT="]UAV[/FONT][FONT="] في أماكن محددة من الفضاء الجوي المخصص للطيران التجاري قد يكون مفيداً، بالرغم أن الأمر لن يكون ممكناً في حال القيام العسكريين بتنفيذ عمليات سرية. وقد يكون من المفيد أيضاً، بالرغم من أن ذلك سوف يتسبب باضطرابات كبيرة، أن يقوم العسكريون بحجز مناطق " منفصلة" في الفضاء الجوي مخصصة للطائرات دون طيار، فيقومون بالتحكم بتلك المناطق ويحظر استعمالها على الطائرات المدنية. [/FONT]
[FONT="]وثمة خيار آخر يقضي بجمع وإرسال معلومات عن حركة الملاحة الجوية لمشغلي طائرات [/FONT][FONT="]UAV[/FONT][FONT="] بغية التعاون معهم. تلك المعلومات يمكن الحصول عليها أيضاً بواسطة الرادارات العسكرية الأرضية، التي يمكنها الكشف عن كافة المركبات الجوية المتواجدة في الجو أو من برج التحكم بالملاحة الجوية من المطارات المدنية المتعاونة والمتواجدة على مقربة من مسارات الطائرات العاملة دون طيار.
[/FONT]
[FONT="]يقوم العسكريون في الوقت الراهن بالعمل على تطوير تكنولوجيات "الاستشعار والتفادي" [/FONT][FONT="]Sense and Avoid[/FONT][FONT="] بغرض تبييت قدرات [/FONT][FONT="]TCAS[/FONT][FONT="] دقيقة داخل الطائرات دون طيار دون أن يحد ذلك من حمولتها الإجمالية. ففي شهر تموز/ يوليو 2010، أعلنت مختبرات الأبحاث التابعة لسلاح الطيران الأميركي [/FONT][FONT="]AFRL[/FONT][FONT="] بأن هنالك خوارزميات يتم تصميمها خصيصاً لتسمح للطائرات بدون طيار أن تندمج في مسارات الطيران التقليدية، بالإضافة إلى قدرتها على[/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]حساب المسار المقرر أن تمر منه سائر المركبات الأخرى. وسوف تسمح تلك الخوارزميات للطائرات دون طيار بالقيام أوتوماتيكياً بمعالجة معلومات حركة الملاحة الجوية ناهيك عن قدرتها على القيام بوضع تقييم دقيق يمكن الاعتماد عليه لمعرفة ما إذا كان الارتطام في الجو ممكنا أم لا.[/FONT]
[FONT="]بشكل عام، فإن تطوير تقنيات وتكنولوجيا تفادي الاصطدام قد أصبحت عالية الأهمية، خصوصاً بالنسبة للعسكريين كونه من المتوقع في القريب العاجل أن يفوق عدد الطائرات بدون طيار المتوافرة بشكل كبير عدد المشغلين المؤهلين لتوجيهها. ومن المنتظر أن يتضاعف في المستقبل المنظور اعتماد طائرات[/FONT][FONT="]UAV[/FONT][FONT="] كبيرة غير مأهولة لنقل البضائع التجارية، مما سوف يتسبب بازدياد الازدحام في الفضاء الجوي الدولي أكثر مما كان عليه من قبل. وقد أصبح من المحتم نشر[/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]الوعي والإدراك واعتماد المزيد من الأبحاث والتطوير التكنولوجي الذي يركز على خلق قدرات جديدة في مجال تحاشي الاصطدامات الجوية التي قد تجنبنا كوارث جوية كبيرة في المستقبل. [/FONT]
[/FONT]
[FONT="]يقوم العسكريون في الوقت الراهن بالعمل على تطوير تكنولوجيات "الاستشعار والتفادي" [/FONT][FONT="]Sense and Avoid[/FONT][FONT="] بغرض تبييت قدرات [/FONT][FONT="]TCAS[/FONT][FONT="] دقيقة داخل الطائرات دون طيار دون أن يحد ذلك من حمولتها الإجمالية. ففي شهر تموز/ يوليو 2010، أعلنت مختبرات الأبحاث التابعة لسلاح الطيران الأميركي [/FONT][FONT="]AFRL[/FONT][FONT="] بأن هنالك خوارزميات يتم تصميمها خصيصاً لتسمح للطائرات بدون طيار أن تندمج في مسارات الطيران التقليدية، بالإضافة إلى قدرتها على[/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]حساب المسار المقرر أن تمر منه سائر المركبات الأخرى. وسوف تسمح تلك الخوارزميات للطائرات دون طيار بالقيام أوتوماتيكياً بمعالجة معلومات حركة الملاحة الجوية ناهيك عن قدرتها على القيام بوضع تقييم دقيق يمكن الاعتماد عليه لمعرفة ما إذا كان الارتطام في الجو ممكنا أم لا.[/FONT]
[FONT="]بشكل عام، فإن تطوير تقنيات وتكنولوجيا تفادي الاصطدام قد أصبحت عالية الأهمية، خصوصاً بالنسبة للعسكريين كونه من المتوقع في القريب العاجل أن يفوق عدد الطائرات بدون طيار المتوافرة بشكل كبير عدد المشغلين المؤهلين لتوجيهها. ومن المنتظر أن يتضاعف في المستقبل المنظور اعتماد طائرات[/FONT][FONT="]UAV[/FONT][FONT="] كبيرة غير مأهولة لنقل البضائع التجارية، مما سوف يتسبب بازدياد الازدحام في الفضاء الجوي الدولي أكثر مما كان عليه من قبل. وقد أصبح من المحتم نشر[/FONT][FONT="][/FONT][FONT="]الوعي والإدراك واعتماد المزيد من الأبحاث والتطوير التكنولوجي الذي يركز على خلق قدرات جديدة في مجال تحاشي الاصطدامات الجوية التي قد تجنبنا كوارث جوية كبيرة في المستقبل. [/FONT]
[FONT="][/FONT][FONT="][/FONT]