ذكــرى معركة التل الكبير 13/1/1952م

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
ذكــرى معركة التل الكبير 13/1/1952م


أرسل الى أحد الأبناء الأعزاء من لأعضاء السطور التالية .... ولم يدرى ، أن سطوره ، قد جذبت الى ذهنى ذكــريات أيام خالدة ... مرت أمام عيناى ... مثل فيل ســريع ... ملىء بقصص وحوادث وذكريات طفولة ... "معركة التل الكبير" .... ويشاء الله ، أن تلعب "قرية التل الكبير" دورا كبيرا فى حياة مصر ... نسيناه جميعا ... وأقول الحق ... كانت "التل الكبير" قد ... إختفت فى ذكرياتى بالمرة ...


ولكن سطوره هزتنى ... وتذكرت النحاس باشا .. الملك فاروق .. مجلة آخر ساعة .. مجلة روز اليوسف الثورية ومقالات إحسان عبدالقدوس .. جريدة المصرى .. حزب السعديين .. حزب الوفد .. أنباء راديو القاهرة وكيف أننا كنا نلصق آذاننا الى الراديو لنسمع الأخبار ..ز طلقات الرصاص خلال الليل والنهار .. إستشهاد الطفل نبيل منصور .. معركة الأسماعيلية .. حريق القاهرة .. مظاهرات الطلبة "والتلاميذ" .. أول ضربة بالخرزانة من عسكرى "بلوكات جنود النظام" ... لسؤالى ..ز "ليه المظاهرة دى " .. رغم أننى كنت طفل .. الهتافات "تحيا مصر حرة ..ز يسقط الأنجليز ..ز يسقط الأستعمار ... " يا أحلاهم من سنوات وأيام ...

ثم بدأت البحث .. "السريع" وقبل أن أدخل فيما أتذكر ... لنقرأ ما يكتب وكتب عن التل الكبير ... ومعركتها ..

لقد مرت على مصر حروب .. وهزمات .. وإنتصارات وخيبات ظن ... وإنقلابات .. وتغييرات سياسية وإقتصادية وأصبحنا نتطلع الى المستقبل .. منتظرين .. بل خائفين أحيانا مما قد يأتى به القدر ..


"الكلام الرسمى أولا" ...

[FONT=Arial (Arabic)]دخلت الجيوش البريطانية البلاد في 26 سبتمبر 1882 بعد معركة التل الكبير حيث هزموا الحركة القومية التي قادها عرابي ,وأنقذوا .بطلهم الخديوي توفيق الذي كان له الفضل في إطلاق أيديهم في السياسة الداخلية لمصر ...[FONT=Arial (Arabic)]ظلت مصر تحت الاحتلال البريطاني يحكمها ظاهريا ملك من عائلة محمد علي حتى عام 1952، عندما قاد الجيش المصري - ووراءه .معاناة شعب - الثورة الجمهورية والتي أدت إلى إعلان جمهورية مصر العربية[/FONT][/FONT]



سطور الأبن العزيز
بالمناسبة..... اليوم 13 يناير يوافق ذكرى معركة التل الكبير عام 1950 , و قد كنت قد كتبت كلمتين عن هذه المناسبة ..... هذه هى الكلمات التى كتبتها :

يعتبر يوم 13 يناير من كل عام هو العيد القومي لمدينة التل الكبير حيث شهد المركز يومي 12-13 يناير سنة 1952 معركة من أكبر المعارك التي دارت بين الفدائيين والقوات البريطانية لقد خرجت عن مفهوم حرب العصابات بل تحولت إلى ساحة قتال حقيقية واشترك فيها فصائل من طلبة جامعة القاهرة ومجموعة من الضباط الأحرار ومتطوعين من أهالي التل الكبير وقد بدأت المعركة بدخول قطار محمل بالجنود والذخيرة من محطة التل الكبير قادماً من الإسماعيلية تمهيداً لدخوله إلى منطقة المعسكرات الإنجليزية بالتل الكبير وعلى الخط الفرعي الذي وصل بين محطة التل الكبير ومنطقة المعسكرات كان الفدائيون قد أعدو كميناً لاصطياد هذا القطار بمن فيه وتم نسف الخط الحديدي لحظة مرور القطار وبدأت عملية الهجوم على القطار وحاول الإنجليز إنقاذ القوات المحصورة بالقطار فدفعوا بتعزيزات من القوات المدرعة واستمر القتال حتى حلول الظلام وانسحب الفدائيين إلى داخل التل الكبير كما قاموا بفتح كوبري التل الكبير لمنع الإنجليز من عبوره بقواتهم المدرعة

وفي الصباح بدأ الهجوم على التل الكبير ومحاولة اقتحام الكوبري إلا أنهم فشلوا وبعد الخسائر الجسيمة التي منيت بها القوات البريطانية تراجعوا إلى معسكر اتهم الكائنة بمعسكر عزت شرف الموجود حالياً شرق مدينة التل الكبير وقد استشهد في هذه المعركة سبعة من الفدائيين منهم:( أحمد المنيسي-عمر شاهين-عبد الحميد عبد الله ) وهم من طلبة جامعة الأزهر كما أسر سبعة من الفدائيين قام الإنجليز بتعذيبهم ثم قتلهم وقد علقت جريدة التايمز الإنجليزية على المعركة ( أن معظم الضباط الإنجليز الذين اشتركوا في القتال متفقون على أن المصريين حاربوا ببسالة وأن الكثير منهم يصيبون الأهداف بإحكام وكان من الشجاعة النادرة أن يتصدى هؤلاء المصريون لثلاث مجموعات من قوات المشاة الإنجليزية التى تعتبر من خيرة القوات التى تؤيدها الدبابات


نتيجة البحث ، وفى رأئى أن السطور التالية تحذى بالألوية ... لصدقهم ... وأهمية ما فيهم من تفاصيل
وقد نسختهم من الموقع التالى




شهداء معركة التل الكبير 13/1/1952م

شهداء (الإخوان) في معارك القناة (1951م-1954م) (2)
إخوان أون لاين - 11/03/2004


وصف المعركة
في صبيحة يوم 9/11/1951م وبعد أداء صلاة الفجر في كلية العلوم، اتخذ (30) شابًا من شباب الجامعة مكانهم في عربة كبيرة، وانطلقت العربة بهم إلى قرية تقع إلى جوار (فاقوس)، مملوكة للأخ "إبراهيم نجم"- رئيس (الإخوان) بفاقوس- حيث استمر التدريب تحت قيادة المجاهد "حسن عبد الغني" لمدة أسبوعين، وبعد استكمال التدريب تم توزيع القوة على عدة مواقع، أهمها (القرين) و(أبوحماد) و(التل الكبير).

وكان هناك تركيز على معسكرات الإنجليز بالتل الكبير وبالذات طرق المواصلات المؤدية إليها، وأهمها القطارات، وجاءت هذه الفرصة في 12 يناير 1952م، هذا اليوم الذي شهد عمليةً واسعةً، بدأت عاديةً، ثم تطورت تطورًا لم يكن في الحسبان.

في صباح ذلك اليوم 12 يناير 1952م كان هناك بعض الشباب يلبسون الملابس الزرقاء، التي يلبسها عمال السكك الحديدية، ويضعون على رؤوسهم قبعات ضخمة، ويحملون على أكتافهم (مقاطف) من الخوص، معلقة على أطراف رافعات حديدية من تلك التي يستعملها العمال لإصلاح القضبان، ثم توقَّفوا عند نقطة على الحدود، وأخذوا يصلحون القضبان في تلك المنطقة، وبعد نصف ساعة تفرَّقوا عائدين إلى البلدة.


إلا أن أحدهم توقَّف على مقربة من المزارع، واختار نقطةً كثيرة الحفر وجلس فيها، وبعد أكثر من ساعتين ظهر قطار قادم على مهَلٍ، وحين أصبح مُحاذيًا للمنطقة- التي يجلس فيها صاحبنا -حرك هذا يده بقوة ضاغطًا على جهاز تفجير الألغام، فدوَّى انفجارٌ هائلٌ، وأخذت عربات القطار تنهار وتسقط على جانبيها، وأطلق حُرَّاس القطار النار في كل الاتجاهات، ولكن صاحبنا كان قد غادر المنطقة، وفي اليوم التالي جاءت مجموعةٌ من الجنود الإنجليز لإصلاح القضبان، وبينما هم منهمكون في العمل، إذا بالنيران تُطلق عليهم من بنادق الشباب الذي كان يختفي في الزروع المحيطة، فسقط منهم ثلاثة قتلى على الفور.

ولم يبادر الشباب إلى الانسحاب- كما هي العادة- ولكنهم استمروا في إطلاق النار، وما لبثت سيارات المعسكرات الإنجليزية القريبة أن اندفعت إلى ساحة المعركة، وقامت بعملية تطويق للمنطقة بأكملها لتمنع الشباب من الانسحاب والفرار.

ووصلت قوة العدو إلى كتيبة كاملة تؤازرها خمس دبابات وعدد من السيارات المصفَّحة، وبعد ساعات تمكن الإنجليز من محاصرة البلدة والمزارع المجاورة، ورغم أن الحصار قد ضاق على الشباب، واتضح أن لا نجاةَ لهم إلا بالتسليم، إلا أنهم استمروا في إطلاق النار واصطياد جنود العدو، حتى نَفِدت ذخيرتُهم تمامًا، واستُشهِد عددٌ منهم، ووقع الباقون في الأسر.

واستُشهد في المعركة اثنان من شباب (الإخوان)، وهما الشهيد "أحمد المنيسي" والشهيد "عمر شاهين"، واستُشهد معهما عدد (6) من الفلاحين والخفراء النظاميين، وعلقت الصحف البريطانية على المعركة فقالت صحيفة (نيوز كرونيكل): "إن المعركة إحدى المعارك الكبيرة التي ثبت فيها المصريون ولم يركنوا إلى الفرار، وقالت جريدة (الديلي ميرو): ظل المصريون يحاربون لواء (الكاميرون) و(الهايلاندرز) باستماتةٍ عجيبة

ikhwan1203.jpg

الشهيد "أحمد المنيسي

شهداء معركة التل الكبير


(1) الشهيد / أحمد المنيسي 13/1/1952م


.الشهيد "أحمد فهمي المنيسي"، رفيق جهاد "عمر شاهين"، ورفيق شهادته، فإذا ذكر أحدهما كان الآخر حاضرًا حتمًا.

"شاهين" و"المنيسي" شهيدا (الإخوان) في معركة التل الكبير، وشاهدا عدل، على جهاد (الإخوان) وتضحياتهم، وطهارة دعوتهم، ونجاح تربيتهم، وأكرِم بهما من شاهدين شهيدين.

وشهيدنا "أحمد المنيسي"، من أبناء مدينة (فاقوس)، وطالِب بالسنة الثانية بكلية الطب جامعة القاهرة، وكان متفوقًا في دراسته، وبرز في ميدان الجهاد حتى نال الشهادة.

وصفه أحد إخوانه بقوله: " كان ملتزمَ الصمت والهدوء، وبرزَ كعملاق كبير يقف إلى جوار "عمر"، وكان لا يقل روعةً عن "عمر".. كان إنسانًا في كل تصرفاته، يملأُ الحبُّ قلبَه والرقة والصفاء، مع رجولة غامرة وشخصية قوية"، وجاءت معركة التل الكبير، وكان أول شهدائها.

يصف أحدُ زملائه تلك اللحظات بقوله: "في هذه اللحظة الحرجة أقبل علينا زميلنا "علي إبراهيم"- وهو يزحف تحت وابلٍ من نيران العدو- وطلب منَّا رباطًا معقَّدًا لأن "أحمد المنيسي" كان قد أصيب برصاصة، وتطوَّع زميلنا (إدوارد) بالمجازفة بحياته لإنقاذ "أحمد"، ولكن بعد فوات الأوان فقد لقي الرجل ربه"، وجرت الأحداث سريعةً وخاطفةً، ووجدنا أنفسَنا بين يدَي العدو، ثم دفعونا بشدةٍ إلى مكانٍ بعيدٍ حيث وجدنا الشهيد "أحمد المنيسي" غارقًا في دمائه.

وسار أبناء (فاقوس) والشرقية في موكب وداعٍ حزينٍ يودعون الشهيد "أحمد المنيسي" وإخوانه الستة، في نفس الوقت الذي كانت القاهرة تودِّع رفيق جهاده "عمر شاهين".



شهداء (الإخوان) في معارك القناة (1951م-1954م) (3)
إخوان أون لاين - 20/03/2004




(2) الشهيد عمر شاهين
( 13/ 1/1952)




omar1.jpg
الشهيد عمر شاهين




"عمر شاهين" شهيد من شهداء الدوحة المباركة، دعوة (الإخوان المسلمون).
استشهد وهو في العشرين من عمره، ليشهد، أن دين الله ودعوته والجهاد في سبيله أغلى من حياته كلها، وشهد له الجميع، بدءًا من زملائه في الجامعة، وإخوانه في الدعوة والجهاد، وقادته في معسكرات التدريب وساحة الجهاد، وأمته جمعاء يوم خرجت عن بكرة أبيها تودع جنازته، حتى أعداءه الذين شهدوا له ولإخوانه بالشجاعة والثبات، وقطع زعيمهم تشرشل إجازته وقال: "لقد نزل الميدان عنصر جديد".

يصفه الأخ المجاهد "حسن دوح" بقوله "كان عمر نموذجًا للشاب الذي يتمناه كل أب ليكون له ابنًا، وكل صديق ليكون له خليلاً وكل امرأة ليكون رجلها، وكل ابن ليكون ابن عمر".

كل ما تحب أن تراه في شاب يمكنك أن تجده في عمر، فيه جمال الرجولة بكل ما تحمله هذه العبارة، قسمات وجهه نضرة رائعة، عضلاته قطعة من صلب، فارع الطول، سوي البنيان، راسخ الخطوات مهيب النظرات، تتمثل فيه القوة والرقة، الإصرار والحنان، الجمال والرجولة.

كان "عمر" مجموعة من الرجال في رجل واحد، إذا التمست الرجل التقي العابد وجدته فيه، وإذا شئت بطلاً رياضيًا أثار إعجابك وحماسك، وهو مع هذا كله محب للعلم والدرس مغرم بالتعمق في الفلسفة وعلم النفس في غير جدل أو مراء.

وأجمل ما في عمر طفولة روحه التي تتضح براءةً وطهرًا في قسمات وجهه، وكأن الرافعي يعنيه وهو يقول: "إذا اكتملت للرجل رجولة أعماله، عادت إليه طفولة روحه".

ولد شهيدنا الكريم عام 1931م بالقاهرة، وارتبط بدعوة (الإخوان المسلمون) في سن مبكرة لم يكن قد تجاوز السادسة عشرة من عمره، وشاركه في الارتباط بالدعوة أخواه "وائل شاهين" و"نعمان شاهين"، فكانوا من بين أعضاء شعبة الإخوان بالعباسية.

وفي منزلهم الذي كان يطل على ميدان العباسية، كان يجتمع مجموعة من شباب الإخوان بعد صلاة المغرب يوميًا، وذلك لدراسة طرق مقاومة الإنجليز بما يتفق مع إمكانياتهم البسيطة في ذلك الوقت، واجتمع الرأي على مهاجمة جنود الطيران الإنجليز أثناء عودتهم من السينما داخل المعسكرات بجوار كلية البوليس إلى مكان مبيتهم الواقع بين مستشفى الدمرداش وجامعة عين شمس، وكان لهم في هذا الأسلوب تجارب ناجحة وموفقة، وكانت هذه أول خطوات شهيدنا في ميدان الجهاد.

واشترك شهيدنا في المظاهرات العاصفة التي كان يقوم بها الإخوان حينذاك من أجل نصرة قضية فلسطين، وتأييد مطالب مصر في الجلاء والاستقلال.

حتى إذا جاء عام 1947م وفي نهايته أعلن عن فتح باب التطوع للجهاد في فلسطين، كان من أوائل المتقدمين للتطوع للجهاد، وانتظم في معسكرات التدريب بالهايكستب؛ انتظارًا للسفر إلى فلسطين للمشاركة في الجهاد هناك.

وعلى الرغم من أنه لم يكن قد بلغ السابعة عشرة، إلا أن نشاطه وحيويته وإقباله على التدريب واستعداده النفسي، كان له خير شفيع عند قادته.

وكان من رأي بعض الإخوان أن ينتظر الشباب حديث السن لاستكمال جوانب التربية المختلفة من ثقافة وغيرها أولاً ثم يفسح لهم مجال المشاركة الجهادية بعد ذلك، وكان لهم حوار ونقاش طويل مع "عمر" اضطره لموافقتهم، والعودة من المعسكر إلى القاهرة لمواصلة الدراسة فقد كان طالبًا بالمرحلة الثانوية حينذاك، ولكن جاءت نذر المحنة الأولى بحل جماعة (الإخوان المسلمون)، واعتقال قادتها وشبابها، فظل في المعتقل فترةً، حتى أُفرج عنه، وواصل دراسته إلى أن التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة.

وجاء عام 1951 وتجمع الشباب الجامعي تحت قيادة الإخوان، فأقيمت معسكرات التدريب استعدادًا للقتال في جامعة القاهرة وعين شمس والإسكندرية.

وفي معسكر جامعة القاهرة كانت فرصة شهيدنا الذهبية، والذين رافقوا "عمر" في المعسكر يجمعون على أنه كان أبرز شخصية في كل شيء، كان رائعًا في تدريبه، رائعًا في خلقه، حتى إن قادة المعسكر وضعوه في صفوف القادة وأسندوا إليه قيادة مجموعة من زملائه.

وبعد انتهاء فترة التدريب، كان تزاحم الشباب شديدًا للسفر إلى الميدان فتقرر إجراء قرعة بين طلبة الإخوان المنتمين للمعسكر، وطرح اسم "عمر شاهين" في القرعة، لكنه لم يفز فأصابته كآبة نفسية شديدة ارتسمت على قسماته البريئة حتى تأثر له إخوانه، وتحايلوا بصورة ما لإجراء قرعة أخرى فكان من الفائزين، فاندفع بكل مشاعره وعواطفه يُهنئ إخوانه ويهنئ نفسه وأعلن عن إقامة حفل بمناسبة نجاحه في القرعة وبلوغه العشرين من عمره.

وفي صباح اليوم التاسع من نوفمبر، سافرت الكتيبة الأولى من شباب الجامعة إلى فاقوس؛ حيث أقامت معسكرًا للتدريب هناك استعدادًا للبدء في القتال، وكان شهيدنا أحد الأفراد البارزين في هذا المعسكر.

وذات يوم زار المعسكر المجاهد الكبير "كامل الشريف" القائد الفعلي لمجاهدي الإخوان في القنال، ورأى شهيدنا المبرور، فكتب عنه تلك الكلمة الطيبة، تحت عنوان "شهيد":
"لا أدرى لماذا ترى أحد الوجوه أحيانًا فيظل عالقًا في ذهنك بشكل بارز، كأنه عنوان لقصة مثيرة لم تكمل فصولها بعد.

وقد ترى هذا الوجه وسط مجموعة كبيرة من الناس لا يتميز عنها بشيء، بل ربما كان فيهم هذا الوجه وحده دون الناس جميعًا، وتظل تنتظر خاتمة القصة تحت هذا العنوان البارز.

لقد مرت بي هذه التجربة مرات عديدة خلال حملة فلسطين، وكانت هذه الوجوه عناوين لقصص من سير البطولة والاستشهاد، حتى تكرر مني أكثر من مرة أن أُشير على بعض أصحاب هذه الوجوه، وأقول مازحًا، هذا شهيد، وتصدق الأيام ظني بعد قليل، حتى أصبح الإخوان يخافون من نظرتي تلك ويرونها فألاً غير مرغوب فيه.

إن أوصافًا معينة يلتقي فيها أصحاب هذه الوجوه التي مرت بي: إشراق واضح لا تخطئه العين، وصفاء روحي تحس به، وعكوف على العبادة، كأنَّ صاحبها مقبل على لقاء قريب، وحركات سريعة نشطة كأن قوة داخلية تحركه، تريد أن تشده إلى أعلى وتنطلق به بعيدًا.

لقد رأيت هذه الشارات كلها في عمر شاهين، يوم زرت مجموعة الإخوان الجامعيين لأحيي أفرادها عندما وصلت إلى أحد معسكرات التدريب في الشرقية، وكانت المجموعة تستعد لتناول طعام الغداء، ولفت نظري شاب حديث السن وسيم الخلقة يقفز من مكان إلى مكان وفي فمه صفارة ويصدر أوامره، ثم يطوف على إخوانه ليستمع إلى مطالبهم، ثم يمزح مع هذا، ويربت على كتف ذاك، وسألت أحد الإخوان ولعله الأخ "حسن دوح" عن اسمه فقال: "عمر شاهين" فقلت له هامسًا ما أظن صاحبك هذا إلا شهيد، وكانت هذه المرة الأولى والأخيرة التي رأيت فيها هذا الشهيد الكريم".

وبعد انتهاء مدة التدريب- توزعت الكتيبة على مواقع متعددة، وكانت قوة الشهيد "عمر شاهين" ترابط في التل الكبير، وبدأ "عمر" وزملاؤه يعدون لأول معركة منظمة مع الأعداء، وجاءت هذه المعركة سريعًا يوم 13 يناير 1952م.

في صباح ذلك اليوم بدأت أحداث المعركة، وكانت له فيها مواقف مشهودة، يرويها أحد إخوانه المشاركين في المعركة فيقول: "شاهدنا جنود الإنجليز وهم يتجمعون حول مكان الانفجار يحاولون معرفة حقيقته، وكانت فرصة متاحة لنا لنقتلهم جميعًا، ولكن الشهيد "عمر" أصدر إلينا أوامره بعدم إطلاق النار أو إلقاء القنابل؛ لأنه لاحظ وجود عساكر مصريين بين الجنود الإنجليز، وتفتق ذهن الشهيد "عمر" عن حيلة طيبة، فألقى بقنبلة صوتية باتجاه الجنود فولوا هاربين وأسرعنا نصيد عساكر الإنجليز.

إنني لا أملك وأنا أصف المعركة إلا أن أسجل إعجابي بالشهيد "عمر"، فقد كان- رحمه الله- كتلة من النشاط والحيوية، والقدرة على الحركة مع احتفاظه بابتسامته الهادئة وكأنه يلعب في فريق كرة، وعندما استعصى علينا الانسحاب، ومن بعيد جاءنا صوت الشهيد "عمر" وهو ينادي بأعلى صوته مطالبًا إيانا بالانسحاب، ثم خفت صوته ولم نسمعه بعد ذلك.

يقول الأسرى: إن الإنجليز كانوا ينظرون بخوف شديد إلى "عمر" وهو مضرج بدمائه، كانوا يتخيلونه حيًا وقادرًا على مطاردتهم، حتى إن بعضهم همَّ بوخزه مرارًا بسلاحه للتأكد من موته.

وخرجت القاهرة عن بكرة أبيها تستقبل شهيدها المبرور، وكان يوم تشييع جنازته يومًا مشهودًا، كانت جنازته تمتد حوالي 3 كم، وتضم ربع مليون مواطن تقريبًا، وكان يسير في مقدمة الجنازة كبار رجال الدولة وأساتذة الجامعة بأروابهم التقليدية وجميع الطلبة والطالبات، وكان التنافس بين الأساتذة على حمل نعش الشهيد يُثير الإعجاب، وتقدم الأستاذ المرشد "حسن الهضيبي" والدكتور "عبدالوهاب مورو" لحمل النعش على فترات طويلة، وفي ميدان الأوبرا بكت القاهرة، بل وبكت الأمة وهي تودع ابنها البار المبرور.

--------------
المرجع: (موسوعة شهداء الإخوان المسلمين في مصر)- عبد الحليم الكناني

........." إنتهى

السطور والقصة وتفاصيلها ... فيها عبرة .... للشباب جميعا ...

يمكنكم أن تتصوروا شعورى كطفل وقتها ... وكنت أشاهد كيف أن شقيقى محمد هادى رحمه الله يشترك مع محمد شاكر مخلوف وبعض "ضباط" الجيش ... عرفتهم فيما بعد ... فى تدعيم طلبة الجامعة
فى القاهرة لمقاومة معسكرات الأنجليز فى القنال .. وكنت أشاهد بإعجاب ، كيف أن ألأخوان المسلمين ... يقودون حركة التحرير ضد الأحتلال الأنجليزى ... وكنت أشاهد كيف أن شقيقى عبدالمنعم أيضا يشترك فى المعارك الليلة ضد معسكرات الأنجليز فى بورسعيد ...

كل ذلك أثر على نفسى ... وبدأت من تلك الأيام ... "وليس إبتداء من أيام الثورة" المشاعر الوطنية والرغبة والتصميم على مقاومة الأحتلال الأنجليزى وتحرير مصر ...


هذه الفترة التى تعتبر أهم فترة فى حياة كل شــاب من عمرى .. بل أنها قد أثرت على موقف ضباط القوات المسلحة ... قبل الأنقلاب الثورى 1952


لم يدرى الأبن العزيز ، كيف أن سطوره هزتنى ...

لذلك ، سأنشر بعض الأحداث عن هذه السنوات الخالدة ... ولا بد أن لا ننكر الدور الوطنى الذى قامت به كافة التكتلات السياسية والدينية والأخوة الأقباط فى سبيل حرية مصر





د. يحى الشاعر
 
التعديل الأخير:
ثورة عرابي مشهور او مايسمونه الاخوان في مصر هوجه عرابي
شكرا لك دكتور يحي
 
مثل هذه القصص ومثل هؤلاء الابطال هم من يجب ان نكتب سيرهم في الكتب المدرسية للاطفال من اول ابتدائي الى الباكلوريوس
هؤلاء فتية امنو بربهم فزادهم ايمانا
وتقبلهم عنده نحسبهم من الشهداء ان شاء الله
 
مثل هذه القصص ومثل هؤلاء الابطال هم من يجب ان نكتب سيرهم في الكتب المدرسية للاطفال من اول ابتدائي الى الباكلوريوس
هؤلاء فتية امنو بربهم فزادهم ايمانا
وتقبلهم عنده نحسبهم من الشهداء ان شاء الله

كنا نقرأ تلك القصص بالتفصيل في المدارس ... وكان يجب علينا أن نعرف التاريخ ألأسلامي والمعارك الأسلامية والتاريخ القومي المصري والعربي ... وفتوح العرب ودخول إسبانيا .. الخ الخ

علي ما يظهر ، فقد أصبحت الأن ...السطحية مقياس العلم والتاريخ

خسارة ...

أمة بدون تاريخ ... هي أيضا بدون مستقبل ....

وهنا يكمن "مفتاح اللغز" ...

الجـــهل بتاريخ الوطن ....




د. يحي الشاعر
 
عودة
أعلى