فرحة.. اجتياز خط موريس
في ربيع 1958 تلقى الضابط علي منجلي أمرا من قيادة الولاية بالالتحاق بتونس، بعد ظهور بوادر سوء تفاهم مع مجلس الولاية، وقد خرج مرفوقا بفوج مدعم (15نفرا) كان علي بوحجة من بين عناصره.
وحسب الشاهد فإن الخروج، كان عقب معركة جبل مرمورة الشهيرة التي قتل فيها العقيد ''جان بيار بروتيي'' أحد ''صقور'' جيش الاحتلال الذين شاركوا في حرب الهند الصينية، وكان ذلك في أواخر مايو من نفس السنة، كانت نقطة الانطلاق من جبال هوارة حيث وجد منجلي ورفاقه في مساعدتهم كلا من الضابطين محمد عطايلية والهاشمي حجريس، اللذين دلاهم على المسالك الآمنة نسبيا وكيفية اجتياز خط موريس الشهير.
وتمت عملية المرور بالحفر تحت الخط بين نقطتين للمراقبة.. وعند الوصول إلى آخر خط من الشبكة استعمل الثوار المقص مما تسبب في حدوث إنذار، أعقبه فورا سيل من النيران المتدفقة من المدفعية بمختلف أنواعها، وقد سارع أفراد الفوج في الانتشار بعد العبور فلم يصيب أحد بأذى. ويروي بوحجة في هذا الصدد الطرفة التالية: طلب إليه القائد منجلي أن يعد عناصر الفوج للتأكد من عدم إصابة أو فقدان بعضهم، غير أن فرحة العبور والارتباك الذي صاحبها جعلته أول وهلة يتوقف عند 15 فقط (بدل16)، فلما قدم له هذا الرقم طلب منه أن يعيد العملية من جديد، وكانت النتيجة مماثلة للأولى.. وتكرر الطلب للمرة الثالثة والرابعة إلى أن تفطن منجلي للأمر، لقد نسي بوحجة إحصاء نفسه!
حلّ منجلي ورفاقه في الحدود التونسية ضيوفا على المجاهد عبد الرحمان بن سالم قائد الفيلق الثاني، المتمركز يومئذ بناحية ''منقار البطة'' مقابل الزيتونة وعين الكرمة بالتراب الجزائري. وقد بادر القائد الميداني بوضع منجلي ورفاقه في الصورة، مشيرا أول وهلة إلى وجود نوع من التمايز بين ''جماعة الحدود'' وجماعة ''تونس العاصمة''، وبعد ذلك التحقوا بقاعدة الولاية الثانية بغارديماو، حيث يوجد مكتب القاعدة، بينما كان الجنود التابعون له موزعين بناحية الزيتون، وكانوا في وضعية مادية ومعنوية سيئة. ترك منجلي رفاقه ناحية غارديماو، ودخل العاصمة التونسية مرورا بحمام الانف حيث المكتب الرئيسي لممثلي الولاية الثانية.
كانت قيادة الثورة يومئذ منشغلة بأمرين:
ـ إعادة هيكلة المناطق الحدودية، بعد ''أزمة قيادة العمليات العسكرية'' النواة الأولى لهيئة أركان القوات المرابطة بهذه المناطق.
ـ التحضير للإعلان عن ''الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية''.
هذا الانشغال جعل منجلي يتوجه إلى القاهرة، لبحث مصيره ورفاقه مع كبار المسؤولين وفي مقدمتهم الثلاثي كريم ـ بن طبال ـ بوالصوف.
وبعد الإعلان عن الحكومة (19 سبتمبر 1958) وصدور قرار ''إنشاء هيئتي أركان الشرق والغرب بدل ''الكوم''، عاد منجلي رفقة الثلاثي المذكور الذي كلف بداية بلم شتات عناصر الولاية الثانية، قبل أن تسند إليه مهمة تأسيس قيادة الحدود الشرقية، وكان من القرارات الأولى التي اتخذها المسؤول الجديد نقل مقر مكتب الولاية الثانية من حمام الأنف وتونس إلى غار ديماو، ليعيش بين الجنود ويساهم في عين المكان بالحفاظ على قدراتهم القتالية والمعنوية.
في ربيع 1958 تلقى الضابط علي منجلي أمرا من قيادة الولاية بالالتحاق بتونس، بعد ظهور بوادر سوء تفاهم مع مجلس الولاية، وقد خرج مرفوقا بفوج مدعم (15نفرا) كان علي بوحجة من بين عناصره.
وحسب الشاهد فإن الخروج، كان عقب معركة جبل مرمورة الشهيرة التي قتل فيها العقيد ''جان بيار بروتيي'' أحد ''صقور'' جيش الاحتلال الذين شاركوا في حرب الهند الصينية، وكان ذلك في أواخر مايو من نفس السنة، كانت نقطة الانطلاق من جبال هوارة حيث وجد منجلي ورفاقه في مساعدتهم كلا من الضابطين محمد عطايلية والهاشمي حجريس، اللذين دلاهم على المسالك الآمنة نسبيا وكيفية اجتياز خط موريس الشهير.
وتمت عملية المرور بالحفر تحت الخط بين نقطتين للمراقبة.. وعند الوصول إلى آخر خط من الشبكة استعمل الثوار المقص مما تسبب في حدوث إنذار، أعقبه فورا سيل من النيران المتدفقة من المدفعية بمختلف أنواعها، وقد سارع أفراد الفوج في الانتشار بعد العبور فلم يصيب أحد بأذى. ويروي بوحجة في هذا الصدد الطرفة التالية: طلب إليه القائد منجلي أن يعد عناصر الفوج للتأكد من عدم إصابة أو فقدان بعضهم، غير أن فرحة العبور والارتباك الذي صاحبها جعلته أول وهلة يتوقف عند 15 فقط (بدل16)، فلما قدم له هذا الرقم طلب منه أن يعيد العملية من جديد، وكانت النتيجة مماثلة للأولى.. وتكرر الطلب للمرة الثالثة والرابعة إلى أن تفطن منجلي للأمر، لقد نسي بوحجة إحصاء نفسه!
حلّ منجلي ورفاقه في الحدود التونسية ضيوفا على المجاهد عبد الرحمان بن سالم قائد الفيلق الثاني، المتمركز يومئذ بناحية ''منقار البطة'' مقابل الزيتونة وعين الكرمة بالتراب الجزائري. وقد بادر القائد الميداني بوضع منجلي ورفاقه في الصورة، مشيرا أول وهلة إلى وجود نوع من التمايز بين ''جماعة الحدود'' وجماعة ''تونس العاصمة''، وبعد ذلك التحقوا بقاعدة الولاية الثانية بغارديماو، حيث يوجد مكتب القاعدة، بينما كان الجنود التابعون له موزعين بناحية الزيتون، وكانوا في وضعية مادية ومعنوية سيئة. ترك منجلي رفاقه ناحية غارديماو، ودخل العاصمة التونسية مرورا بحمام الانف حيث المكتب الرئيسي لممثلي الولاية الثانية.
كانت قيادة الثورة يومئذ منشغلة بأمرين:
ـ إعادة هيكلة المناطق الحدودية، بعد ''أزمة قيادة العمليات العسكرية'' النواة الأولى لهيئة أركان القوات المرابطة بهذه المناطق.
ـ التحضير للإعلان عن ''الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية''.
هذا الانشغال جعل منجلي يتوجه إلى القاهرة، لبحث مصيره ورفاقه مع كبار المسؤولين وفي مقدمتهم الثلاثي كريم ـ بن طبال ـ بوالصوف.
وبعد الإعلان عن الحكومة (19 سبتمبر 1958) وصدور قرار ''إنشاء هيئتي أركان الشرق والغرب بدل ''الكوم''، عاد منجلي رفقة الثلاثي المذكور الذي كلف بداية بلم شتات عناصر الولاية الثانية، قبل أن تسند إليه مهمة تأسيس قيادة الحدود الشرقية، وكان من القرارات الأولى التي اتخذها المسؤول الجديد نقل مقر مكتب الولاية الثانية من حمام الأنف وتونس إلى غار ديماو، ليعيش بين الجنود ويساهم في عين المكان بالحفاظ على قدراتهم القتالية والمعنوية.