- إنضم
- 29 يناير 2010
- المشاركات
- 209
- التفاعل
( بسم الله الرحمن الرحيم )
مفاعل في حجم رأس الدبوس
مفاعل في حجم رأس الدبوس
اكتشاف العنصر :
في عام 1952 م ، وبعد البحث في حطام القنبلة الهيدروجينية الأولى – التي فجرتها الولايات المتحدة في مجموعة جزر أنوتيك بالمحيط الهادي – تمكن العالمان الأمريكيان ( كوننجام ) و ( اسبراي ) العاملان بهيئة الطاقة الذرية الأمريكية من اكتشاف العنصر 252 في الجدول الدوري والمسمى بـ ( كاليفورنيوم Californim).
تمكن العالمان من تصنيع هذا المصدر في مفاعلات نووية خاصة بكميات صغيرة جدا ؛؛
معلومات عن الـ ( كاليفورنيوم 252 ) :
يعد العنصر ( كاليفورنيوم 252 ) من أدق العناصر وأغزرها وأكثرها تكلفة حتى إنه لا ينتج منه سنويا أكثر من 0.2 جرام فقط .
نعم جزئين من عشرة أجزاء من الجرام فقط سنويا .
لكن لهذه الكمية مزايا وفؤائد لا حصر لها .
فهذا المصدر فريدا من نوعه من بين 2000 نظير مشع ؛ إذ أنه تبعث منه نيوترونات بكميات رهيبة تصل إلى 2 تريليون نيوترون في الثانية لكل جرام واحد فقط ، ( أي 2 × 1000000000000 ) .
والميزة الكبرى لهذه النيوترونات الدقيقة أنها تحوي نفس خواص النيوترونات المتولدة من المفاعل الذري ( ولنتخيل جراما منها يطلق 2 تريليون نيوترون ذريا كل ثانية J ) لذا يعتبر الجرام منها مفاعلا ذريا بالغ الدقة والصغر وفائدته لا توصف مقارنة بتكلفته مهما كانت باهظة قياسا بالمفاعلات التقليدية الأخرى.
الميزة الأخرى التي يتميز بها هذا المصدر هو أنه يتحلل ببطء فيطلق فيضا من النيوترونات لفترة كبيرة ( فترة عمر النصف له 2.6 سنة ولنتخيل الكمية التي يطلقها خلال تلك الفترة ) .
يفضل استخدام الكاليفورنيوم 252 لسهولة نقله بطريقة غير مكلفة ودون مخاطر المفاعلات التقليدية والمعجلات و التبريد وخلافه من مشاكل الأمان النووي المعروفة .
استخدامات (Californium 252 ) :
له العديد من الاستخدامات منها ما هو سري لا ندري عنه شيئا ومنها ما هو معروف وهو ما سنذكره هنا .
1- المجال العسكري :
يستخدم في التصوير الإشعاعي ؛ حيث أن المواد ذات الكثافة المنخفضة مثل المركبات العضوية والعناصر الخفيفة والبلاستيك والماء لها معامل امتصاص كبير للنيوترونات البطيئة لذا يمكن التمييز بين العناصر الخفيفة والثقيلة وهو ما يفيد في معرفة موضع الفراغات أثناء تصنيع مادة الصواريخ .
2- الطب الشرعي :
يستفيد مجال الطب الشرعي من هذا المصدر في الجرائم البالغة الأهمية والشديدة الغموض إذ أن طريقة التحليل التنشيطي بالنيوترونات دقيقة جدا في التعرف على العناصر بالغة الصغر .
( نبسطها للجماعة اللي بيحبوا يستوعبوا كويس J )
مثلا تمكن رجال الطب الشرعي باستخدام هذا المصدر من كشف بقايا مسحوق ناري ( وكلنا نعلم أنها ذرات لا تُرى مطلقا ) على يد المشتبه به وأمكن ربطها بالجريمة لتطابقها بين العينات المأخوذة من المجرم وبين مسرح الجريمة وهو ما يطلق عليه رجال الطب الشرعي مصطلح ( البصمات الذرية ) .
3- المجال الطبي :
ويستخدم هذا الجانب في مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية ومراكز البحوث في علاج السرطان وهو جانب مثمر جدا إذ أن هذا المصدر هو الأكثر مناسبة لمقاومة السرطان .
كذلك يستخدم في تصوير أنسجة الجسم اللينة أثناء الفحوص الطبية وهو ما تعجز عنه الأجهزة الأخرى .
4- المجال الجيولوجي :
يستخدم الـ ( كاليفورنيوم – 252 ) في المجال الجيولوجي للكشف عن المعادن كالذهب والنحاس والحديد بما يطلق عليه الجيولوجيون بـ ( طريقة التحليل التنشيطي ) وهي باختصار أن يحفر الجيولوجيون نفقا صغيرا وعميقا ثم يدلَى فيه المصدر المشع ويترك لساعات لتشعيع المعادن مؤقتا ويرفع بعدها المصدر المشع ليستبدل بكشاف الاشعاع الحساس الذي يسجل الأشعة الصادرة من ناصر التربة والتي تختلف من عنصر لآخر .
وهذه الطريقة تمكننا من معرفة عناصر التربة وأنواعها في وقت ضئيل جدا دون اللجوء للوسائل القديمة فهي توفر وقتا كبيرا وتعمل على عمل مسح شامل في مساحات واسعة في مجال التنقيب .
كذلك يستخدم بنفس الطريقة في الكشف عن الفحم الذي يحتوي على نسب عالية من الكبريت ( الغير مرغوب فيه ) وفصله عن الفحم المطلوب اقتصاديا المحتوي على كبريت أقل .
كذلك تفيد هذه الطريقة في تحديد موقع الطبقات الجيولوجية الحاملة لزيت البترول .
5- البحث التاريخي :
استخدم الـ ( كاليفورنيوم 252 ) في العديد من الأبحاث التاريخية وحسم العديد من القضايا التاريخية الشائكة والتي دار حولها الجدل كثيرا .
فمثلا تمكن الباحثون باستخدام هذه المادة من اكتشاف سر موت الامبراطور ( نابليون بونابرت ) عندما كشفوا – باستخدام التحليل النيوتروني المذكور أعلاه – عن وجود كميات كبيرة جدا للزرنيخ في شعره الأمر الذي دلّ على موته مسموما وحسم هذه القضية .
كذلك – وبنفس الطريقة – استخرج الباحثون جثة الملك ( ايريك الرابع ) ملك السويد من قبره وتأكدوا من موته مسموما لتصدق الإشاعات التي ترددت منذ أكثر من أربعمائة سنة بهذا الصدد .
ما ذكرته قطرة من بحر وأتمنى أن أكون قد أفدت وإن كان ثمة تقصير فالكمال لله وحده J
بقلمي ؛؛؛
Field_Marshall
Field_Marshall
