المقاومةضد الغزو الأمريكي لقندهار والدروس المستفادة

إنضم
13 أغسطس 2009
المشاركات
144
التفاعل
2 0 0

الجزء الأول؛ برنامج الجيش الامريكي:

يحبذ الجيش الأمريكي العمل في ليالي الشتاء لعدة أسباب، من أهمها اعتماده على الحرب النفسية والتي تنسجم مع برودة الجو وظلام الليل وما يطويه من مجهول، كذلك طول الوقت الذي يتيح له فرصة ضرب أكبر عدد ممكن من الأهداف، كما أن برودة المناخ في الشتاء تساعد أفراده في حالة إذا ما قرر التقدم على الأرض.

وحتى ندخل في صلب الموضوع يعتمد العدو في حربه على ثلاثة موضوعات رئيسية:

أولاً؛ الحرب النفسية:

المعركة الأمريكية هي معركة نفسية تعتمد على الإعلام وسحر المايكرفون، فإدارة الحرب - وكما نرى هذه الأيام - تبدأ في بث وطرح موضوعات تتعلق بالحرب وأسلوبها، والأسلحة المستخدمة فيها، والفترة الزمنية التي تستغرقها، كما تقوم بإلقاء أطنان من المنشورات تتبجح فيها وتأمر وتنهى وكأنها ملكت الأمر، فتقوم بتهديدات مستمرة للقيادات ومطالبتها بالاستسلام.

كما يحرص الجيش الامريكي على إفساد الوسط المحيط بخصمه ببذل المكافآت السخية لمن يقتل القائد الفلاني أو يدل عليه، بل وتطرح أيضا شكل النظام القادم ومن هي شخصياته ويستمر الطرح ممثلا نوعاً من الإرهاب لإرادة الخصم بحيث تحاصره معنوياً، وللأسف فإن الإعلام العربي أحد وسائل هذه الحرب النفسية بكافة أشكاله.

وهذه الحملة لاقت نجاجا في بعض جوانبها في أفغانستان بسبب عدم وجود الحملة المضادة للحرب النفسية بكافة وسائلها.

وتمثل أبرز نجاحات الحملة الإعلامية في الدور الذي مارسته إذاعة الـ "بي بي سي" الناطقة بالبشتو في الحرب، فنظراً لعدم وجود إذاعة واسعة الانتشار للطالبان وندرة الاتصالات بين المجموعات في المناطق المختلفة انفردت هذه الإذاعة بالساحة الأفغانية وروجت كماً هائلاً من التزييف والأكاذيب عن معارك وهمية ووضعت لها نتائج كسرت بها الإرادة القتالية لمقاتلي تلك المناطق، مما أفقد صف الطلاب اتزانه وتسببت في كثير من الانحيازات التي لم يكن لها أي مبرر.

وانحصر الجهد الإعلامي للمقاومة في ما تبثه قناة الجزيرة ومواقع المقاومة على الشبكة، إلا أنه كان جهداً للخارج لم يستفيد منه الشعب الأفغاني.

ولكن هذه الحملة فشلت في باقي الجوانب، ومن أهمها فشلها الذريع في إفساد الوسط الأفغاني، فعلى الرغم من استخدامها للعناصر الشيوعية السابقة من أبناء الشعب إلا انها لم تنجح على مستوى الوسط المحيط بالمقاومة، وأكبر دليل على هذه هو فشل الجيش الأمريكي في القضاء على قيادات المقاومة، وما زالو يعيشون بينهم رغم المكافآت المهولة والتي وصلت إلى خمسة وعشرين مليون دولار مقابل رأس بعض اقادة المقاومة.

النقطة الثانية والهامة والتي تؤكد فشل الحملة النفسية؛ هي أنها لم تنجح في قتل الإرادة القتالية لدي المقاومة، فقد أثرت فيها أثناء الجولة الأولى من القتال فقط، وكما نرى نحن والمتابعون من أبناء الأمة كم القتلى من الجيش الأمريكي وحلفاؤهم والذي يتستر عليه الإعلام العالمي، ناهيك عن المحاولات العديدة لاغتيال رموز حلفاء الامريكان، وعلى رأسها "كرزاي" الذي استبدل كافة حراسه الأفغان بحراس أمريكان.

ومما هو معلوم لمن مارس الحرب؛ أنها عبارة عن عدد من المعارك، أن أغلب المعارك التي بدأت بعد إعادة الترتيب والتنظيم في صفوف المقاومة كلها لصالح االمقاومة
: أن هذا النوع من الحرب الذي يمارسه المقاومة يعتمد طول الزمن واستنزاف العدو ارهاقه، ولا يعتمد التشبث بالأرض.

ثانياً؛ الحرب الجوية:

الجندي الأمريكي لا يصلح للقتال، هذه الحقيقة يعرفها قادة البنتاجون كما نعرفها نحن وكل من اشتبك معهم، ودعاية هوليود لا يمكن أن تنجح في ميدان القتال الحقيقي، ولهذا السبب وأسباب أخرى؛ تعمد القيادة الأمريكية إلى العمل من خلال القوات الجوية والقصف الصاروخي لإخلاء الأرض من أي مقاومة تمهيداً لتقدم خيال المآته الأمريكي.

بدأ الهجوم الأمريكي بقصف عنيف للمواقع التي تم رصدها واعتبرت - بحسب ظنهم - قواعد للمقاومة ومخابئ لبعض القيادات، واستخدمت في قصفها مقاتلات الجيت السريعة وصواريخ كروز، وقد بلغ عدد الصواريخ التي قصفت في الليلة الأولى أكثر من أربعمائة صاروخ متنوع على مجمع سكني للمقاومة تم إخلاؤه قبل الحادي عشر من سبتمبر.

هذا القصف دمر ربع المساكن - 20 بيتاً - بنسب متفاوته، وتوالى القصف بنفس الأسلوب من بعد صلاة العشاء إلى قريب الفجر، واستمر هذا الأمر ثلاثة أسابيع كانت النتيجة النهائية له كالأتي؛ تدمير شبه كامل للمجمع السكني الداخلي والخارجي - مساحتة تزيد قليلاً عن نصف كم مربع - وأحب أن أؤكد أنه طوال هذه الفترة لم يقصف لنا أي موقع عسكري من المواقع الموجودة في المنطقة والتي لا يبعد بعضها عن المجمع السكني أكثر ثلاثمائة متر، كما لم نفقد خلالها أي مقاوم، فقد كان العدو في هذه الفترة محروماً من الاستطلاع الأرضي، وكان تجهيزالمقاومة للميدان رائعاً.

توقف القصف على مواقع المقاومة واستمر على بعض مواقع المقاومة، ومن خلال تعاون المخابرات الباكستانية وكذلك الروسية؛ تم إعطاء خرائط لبعض مواقع المقاومة والتي كانت أصلاً مواقع قديمة للجيش الأفغاني والقوات الروسية، فضربت مستودعات الذخيرة ودمرت هذه المواقع

عجزت القدراته التكنولوجية للامريكان عن إحداث الأثر المطلوب فاعتمد العدو العمل بالعنصر البشري الذي كان يحدد الموقع ومن ثم يتبعه القصف من الوحدات الجويه.

واستمر القصف بعد ذلك بشكل فاتر، حيث لم يكون هناك أي أهداف ذات قيمة في المدينة العريقة قندهار، وخلال هذه الفترة بدأ التشويش على الاتصالات اللاسلكية للمقاومة، كما تم تنشيط عدد من العملاء الأفغان المرتبطين بالمخابرات الباكستانية لجلب معلومات حديثة عن الأهداف داخل المدينة وتحديد عدد من المؤسسات الحكومية.

ومع نهاية شهر شعبان وبداية شهر رمضان بدأ القصف مرة أخرى، وبأسلوب أخر تمثل في شكلين:

الأول: استهداف المدنيين - على حد وصفهم - بقصف على المدينة والقرى المحيطة بها.

استهدف القصف عدداً من المباني ذات الصفة الإسلامية والعسكرية، فقصفت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قصف مبنى إدارة شؤون الحج، وقصف عدد من المستودعات الغذائية، وقصف "قول أردو" وهو موقع القوات المدافعة عن المدينة، كما تم قصف عدد من بيوت قيادات المقاومة، وفي خارج المدينة تم قصف عدد من القرى المجاورة، كما كثف القصف على الطرق، فحرقت السيارات، وخاصة شاحنات الوقود.

أسفر هذا القصف عن وقوع العديد من الخسائر البشرية في صف الشعب الأفغاني - رجالاً ونساءاً وأطفالاً بلغ اجماليه 34، منهم 26 رجل، و 6 نساء وطفلين - - واستمر القصف بهذا الشكل إلى بداية الأسبوع الأخير من رمضان.

الثاني: قصف المواقع العسكرية تمهيداً لتقدم القوات الأرضية.

لم ينجح القصف الأمريكي على النقاط الدفاعية في إحداث أي أثر، سواء للموقع وما فيه من أسلحة أو حتى للأفراد المرابطين به، وبالطبع لم تكن القوات الأمريكية البرية لديها نية للدخول إلى قندهار بعد ثلاث تجارب مريرة لُقنت فيها دروساً في فنون القتال البري؛ عملية بيت الملا عمر بقندهار، عملية مطار سفار جنوب قندهار، عملية على معسكر المقاومين البلوش في جبل ملك بالقرب من حدود أفغانستان الجنوبية مع باكستان -

وبناء على نتائج العمليات السابقة؛ دفعت القيادة الأمريكية با"جل أغا" ليتولى هو وأتباعه العمل الأرضي، على أن تقوم القوات الأمريكية بتقديم التمهيد الناري الجوي والإسناد الجوي أثناء المعارك، في هذه المرحلة استخدمت القوات الأمريكية كل ما تصل إليه يديها من أسلحة، فظهرت في سماء قندهار طائرات "البي 52" وألقت القذائف ذات السبعة طن، ومشطت منطقة القتال بكل ما وصلت إليه تكنولوجيا العصر من مقذوفات ذكية وغبية وصواريخ كروز والقنابل متعددة الأطنان، وكانت طائرات الهلكوبتر والجيت و "السي 130" و "البي 52" يتبادلون سماء قندهار خلال الأربع والعشرين ساعة في حملة محمومة، لم تهدأ ليلاً أو نهاراً.

كانت نتائج هذه الفترة كالأتي؛ استشهاد عدد من المقاومة يقدر بـ 22 أخ، وضُربت لنا فيها عدد من السيارات ودبابتين، ولم يفلح الجيش البري الامريكي في التقدم شبراً واحداً على الأرض - كما سنذكر في البند التالي -

ثالثاً؛ التقدم الأرضي:

أخر موضوع في الحرب الأمريكية هو التقدم البري للجندي الأمريكي والذي استعاضت عنه - بعد فشله الذريع في عمليات بسيطة جدا - بالمقاتل الأفغاني الباقي من مخلفات الشيوعيين ومن المرتزقة المجندين بالمال والمتمثلة في قوات "جل أغا".

تقدمت قوات العدو البرية والتي تعمل تحت راية الامريكان من محور واحد فقط، على أمل أن تقوم بنشر القوة بعد عبور الجسر الرئيسي ثم الانطلاق نحو مطار قندهار وتجهيزه لاستقبال الطائرات الأمريكية، ثم التحضير لاقتحام المدينة التي تقع على بعد 25 كم منه.

وهذا لم يتحقق فقد استمرت المعركة البرية خمسة أيام متواصلة، ليلاً ونهاراً، على موجات متتالية، فما أن ينتهي القصف حتى يبدأ الهجوم البري، وما أن ننتهي من صده حتى يبدأ القصف، وهكذا خمسة أيام دون توقف، فأزيز الطائرات لا يغادر السماء، أصوات الانفجارات لم تصمت، زخات الرصاص على أشدها، التشويش على أجهزة الاتصال.

لقد كانت معركة شرسة بذل الامريكان فيها كل ما يمكنه من قدرات، وقد شجعه على ذلك أن أرض المعركة سهلة منبسطة تتخللها بعض المزروعات وبعض الأنهار والأودية، فلم يكن في المنطقة أي تضاريس وعرة تعيق تقدم العدو، إلا إرادة القتال في قلوب المقاومةواستبسالهم في الدفاع عن العاصمة قندهار.

بذل الجيش الامريكي
وسعه في المعركة لكنه فشل في أن يتجاوز الجسر الرئيسي، ومع كل تقدم له يسقط في كمين معد بإتقان ومنفذ ببراعة، وتوالت الخسائر فيه حتى تجاوزت قدرته على العودة مرة أخرى، فتسمر في مكانه خلف الجسر ولم يعد يفكر بعبوره مرة أخرى.

لقد خسر الامريكان المعركة البرية
وتلخيصاً للعرض السابق، نقول: أن الجيش الامريكي قام بالأتي:

1) الحرب النفسية: تشويه الحقائق واختلاق الأكاذيب، التهديد، شراء الذمم، المنشورات، الـ "بي بي سي"، عرض الجيش الأمريكي في صورة مضخمة، تضخيم الأله العسكرية وقدراتها الخارقة، المكافآت المالية نظير معلومات عن القيادات... الخ.

2) الحرب الجوية: القصف الجوي بالطائرات الهليكوبتر والجيت و الـ "سي 130" والـ "بي 52" واستخدام صواريخ كروز والقذائف زنة السبعة أطنان لضرب المراكز الحيوية والبنية التحتية، استخدام مرشدين أرضين، التشويش على أجهزة الاتصال، ضرب المدنيين، دعم التقدم البري.

3) التقدم البري: ويعتمد فيه على قوات المنافقين المدعومة بسلاح الجو أو على قواته مع المعدات العسكرية الأرضية والمدعومة جواً، وهي القوات التي لم تحقق أي نجاح في أي معركة خاضتها.

استخدمت الولايات المتحدة كل ما يمكنها من تحقيق أهدافها من الحرب، وكانت النتائج في ضوء ما طرحوه من أهداف وحتى يومنا هذا؛ فشلا ذريعاً مقارنة بالحشد والإمكانيات والنفقات والتحالف الذي وجهوه للحرب، مقابل ما يملكه المقاومون وما تكبدوه من خسائر - في نظرهم - وما هو عليه الوضع الآن في السنة الثانية للحرب.

فلم يتحقق الأمن والأمان المزعوم، كما لم تعتقل قيادة المقاومة، كما لم نرى أي برنامج سياسي واضح للتحالف الامريكي في كابل، والولايات الأفغانية التي توحدت وانتشر فيها الأمن في عهد طالبان أصبحت اليوم أثراً بعد عين، ولهذا لم تستطيع أمريكا أن تغير من نظرة الشعب الأفغاني لها، وفي الواقع أن الحكومة المفروضة في كابل لا تسيطر إلا على القصر الذي تقيم فيه، وقوات التحالف اليوم تختلق الأعذار لتغادر أفغانستان.

؛ البرنامج الذي طبقته المقاومة لمواجهة الجيش الامريكي:





وحتى تكون الصورة واضحة؛ فلقد بدأنا برنامج الدفاع عن مطار قندهار قبل أحداث سبتمبر بأسبوعين ومعهم فقط 25 مقاوم واحتياطي في المدينة يقدر بـ 50 مقاوم، وقد تضاعف هذا العدد خلال الشهرين التاليين حتى بلغ أقصاه في رمضان فوصل العدد إلى 800 مقاوم، يزيد عدد القادمين من خارج أفغانستان من كافة أنحاء العالم عن الثلثين.


؛ البرنامج العسكري:

قامت المقاومة بترتيب برنامج مرن يتناسب مع نوع التهديد القادم ويحد منه ويستوعب الزيادة العددية ، كما أن البرنامج تطور تدريجياً وطبيعياً تبعاً للظروف الميدانية والتي كانت تفرض نفسها على الجميع.

قبل الحادي عشر من سبتمبر وضعت المقاومة الخطة الدفاعية بناء على تقدير موقف مفاده؛ أن اهتمام الامريكان سوف ينصب أولاً على مركزين لاحتلالهما ومن ثم العمل على المدينة، وفي أضعف التوقعات فإنهم سوف يحاولون تنفيذ هجومين سريعين على نفس المركزين بغرض التصوير والبهرجة الإعلامية، وكان قرار المقاومة منع كلا التوقعين وعدم السماح لهم بالنزول على أرضيهما طالما توجد مقاومة بالمنطقة، كان المركزين هما؛ معسكر أبو عبيدة البنشيري المجاور للمجمع السكني، والمركز الثاني؛ هو مطار قندهار والذي يبعد عن المركز الأول أربعة كم.

أما بعد الحادي عشر من سبتمبر؛ فقد أعدنا ترتيب العمل العسكري في القطاع بالكامل، والذي تطور أكثر من مرة ليلائم الوضع العام، ولكنه استقر في النهاية على الشكل التالي:

1) قطاع عمليات المطار والمعسكر.

2) قطاع عمليات المدينة.

3) قوة الطوارئ.

قطاع عمليات المطار والمعسكر:

تم نشرالمقاومة أمام منطقة المطار والمعسكر لمسافة 6 كم، محتلين بذلك شرق وغرب محور التقدم الرئيسي، تم تقسيم مجموعة القتال إلى ثلاث وحدات غير نظامية، وحدة تحتل شرق الطريق والاخرى غربه والثالثة تحتل الخط الثاني، كانت الوحدات مقسمة لمجموعات من عشرة أفراد وموزعين على مناطق متباعدة نسبياً في النهار، وتقارب من بعضها البعض ليلاً في شكل كمائن تلتحم وقت العمل، ويسهل انفصالها وتفرقها بعده مباشرة.

لمتشكل المقاومة قطاعات عسكرية كبيرة حتى لا يسبب لها الطيران خسائر فادحة، واعتمدو أسلوب المجموعات الصغيرة ذات الكفاءة القتالية العالية، ودعمو كل مجموعة بعدد من قدامى المقاومين ممن خاضوا العديد من المعارك، مشكلين بذلك عدداً من الكمائن المعدة للعدو وتم وضعها على محور التقدم الرئيسي وكذلك المحاور الثانوية، مغطين بذلك كامل المساحة التي من الممكن أن يتقدم أو يتسلل العدو من خلالها.

تم نشر هذه القوات في خنادق رئيسية وبديلة، وتم تمويه هذه الخنادق بعناية بحيث يصعب على العدو رصدها، كما تم نشر البعض الأخر في عدد من المباني الخربة والتي كانت منتشرة بشكل كبير في المنطقة.

كان الخط الأول مزوداً بعدد من الهاونات المتوسطة وبعض المدافع عديمة الارتداد وشبكة من الرشاشات الثقيلة المحمولة على السيارات والمضادة للطائرات، كما تم تزويد المجموعات بعدد من صواريخ "سام سبعة"، كما تم دعمهم براجمة صواريخ عيار 107 مم محمولة على سيارة "بيك آب" كان لها أثر كبير في إسقاط خسائر ضخمة في أفراد العدو.

وإلى الخلف من المطار وباتجاه المدينة؛ كان هناك خط ثاني يشبه الخط الأول ويزيد عليه وجود عدة مجاري مائية جافة استفاد المقاومين منه في أعمال التستر والتقدم والارتداد، ولهذا الخط مهمتين، الأولى؛ تقديم الإسناد الناري الثقيل لمجموعات الكمائن بالخط الأول، والثانية؛ العمل كخط أول لصد هجوم العدو في حالة تجاوزه للكمائن.

خلف هذا الخط كان مركز الرصد على امتداد الجبل الذي عليه أجهزة "الربيتر"، وكان في موقع متوسط بين المطار والمدينة.
قطاع عمليات المدينة:

بعد هذا تبدأ المدينة، وقد قسمت القوة لتعمل فيها على شكلين، قوة أمن داخلي وقوة حماية عسكرية، تعمل على محاور الاقتراب من المدينة مشكلة خطاً ثالثاً خلف مجموعات المطار، وكأنها تحاصر قندهار من جميع الاتجاهات وبعضها مدفوع على الطرق.

أولاً؛ المحور الشرقي والشمال الشرقي: فعلى الطريق القادم من طرف باكستان ماراً بالمطار متجهاً للمدينة، وضعو مجموعة القائد الميداني أبو مصطفى العراقي رامي صواريخ "سام 7" وهو ضابط مساحة سابق بالجيش العراقي - رمى أكثر من عشرين صاروخاً من بداية شهر رمضان - وبجواره مجموعة احد قادة الميدان سوري الجنسية ومجموعة قائد ميدان أبو عبد الرحمن المصري - وهو ضابط مدرعات سابق بالجيش المصري - ويعملان على قطع الطريق القادم من كابل بالتناوب أو دعم لأبي مصطفى أو موحد وقت الحاجة.

ثانياً؛ المحور الجنوبي القادم إلى المدينة: وعليه أيضاً ممرين، أحدهما قادم من خلف المطار موازي للطريق العام، والثاني قادم من طرف مجموعة قرى "جل أغا" وعمل على غلق هذا المحور كلا من القائدين النجدية والملا بلال المكي.

ثالثاً؛ المحور الغربي القادم من مدينة هيرات: ويعمل عليه ثلاث مجموعات، الأولى مجموعة المدرب فراس اليمني التي كانت في معسكر الفاروق، وقد احتلت في مطلع رمضان ولسوالي ميوند على بعد 30 كم من قندهار، ثم على مدخل المدينة مجموعتين، الأولى مجموعة أبو مصعب الأردني [1]، والتي جاءت من هيرات بعد سقوطها ولها قصة بطولية في إنقاذ مساعد الوالي أثناء سقوط المدينة، ومجموعة شريف المصري ومعه المقاومين الذين وصلوا حديثا من البوسنة للمشاركة في الدفاع عن افغانستان

رابعاً؛ المحور الشمالي الغربي: وكان يحتله الزبير الحائلي ويؤمن الطرق الفرعية القادمة من طرف ولاية أرزجان.

أما قوات الأمن داخل المدينة؛ فكانت تحت قيادة أبو ياسر الجزائري ويساعده أبو الطيب، وعملت هذه المجموعة ليلاً ونهاراً وقبضت على عدد من الجواسيس وسلمتهم لأمن المقاومة، وبعد الأسبوع الأول من رمضان كانت مسيطرة على المدينة ليلاً إلى جوار بوسطات المقاومة، وكانوا موزعين في أنحاء المدينة، بلغت هذه المجموعات قرابة السبعين شاباً، أما القوات العسكرية المدافعة عن المدينة فقد قاربت المئتين وسبعين شاباً.

قوة الطوارئ:

استلم هذه القوة القائد حمزة الزبير وكانت تسمى "مجموعةالفدائيين"، وكانت فكرتها عبارة عن مجموعة انتشار سريع ذات مهام متعددة وذات جاهزية للتحرك إلى أي منطقة للتدخل كقوة دعم أو إغارة، وكانوا مجهزين بسيارات" كرولا استيشن" وبداخلها كل ما يحتاجونه من أسلحة مضادة للدروع واخرى مضادة للطائرات وهاون كومندز، بخلاف القنابل والتسليح الشخصي، وجعل معه أفضل المقاتلين المخضرمين وأكثرهم حماسة وشجاعة، ومعهم أكثر الشباب تميزاً من حيث اللياقة والقوة البدنية والجرأة في القتال والمهارة في استخدام الأسلحة والمعدات العسكرية بكافة أنواعها، لقد كانت مجموعة رائعة وكانوا دائماً مستعدين وجاهزين للتواجد في أي نقطة خلال الزمن المحدد.

فوائد ميدانية مهمة:

1) تحويل القوة العسكرية - الجيش - إلى وحدات صغيرة ذات إمكانيات إدارية جيدة يوفر علينا الخسائر الكبيرة من طرف، كما يساعد على السيطرة على كافة المحاور وبأقل عدد ممكن، كما أن تحويل الشعب إلى مليشيات مسلحة يجعل مهمة العدو مستحيلة.

فالقطع العسكرية الكبيرة - الجيوش - تكون معضلة في الشؤون الإدارية، كما تكون ذات مساحة أرضية كبيرة يصعب إخفاؤها عن الرصد الجوي أو مقذوفات الطيران.

2) كانت فكرة السيارات "الكرولا" من أروع الأفكار والتي أثبتت كفاءة وقدرة على المناورة والخداع ومارست أعمال غير عادية طوال فترة المعركة مع الأمريكان، وكانو ينتندرون؛ بأن اليابانيين لو شاهدوها لسجلوا لها إعلانات، فقد كانت رائدة في الأرضي السهلة، كما كانت سلسة المناورة في المناطق الجبلية، كانت سريعة وخفيفة وتتسع لطاقم من أربعة بكامل مهماتهم العسكرية، ولم ينتبه العدو لإستخدامنا لها كما لم تتعرض معظمها لقصف مباشر، عدا تلك التي قتل فيها النساء - سنذكر القصة في مكانها -

3) اتفقت المقاومة على إيقاف إطلاقات جميع الرشاشات المضادة للطيران، بسبب أن هذه الطائرات خارج المدى من طرف، ومن طرف أخر تقوم هي بتحديد موقع الرشاشات ومن ثم قصفها، والخطة عندنا تفويت هذه الفرصة على الطائرات، وترتيب استخدام أسلحة الدفاع الجوي من صواريخ "سام 7" وستنجر والشلكات والرشاشات الأخرى على سيارات، بحيث تكون كافة المضادات الجوية لدينا محمولة وغير ثابتة في موقع وحسنة التمويه وينتضرون حتى تأتي الطائرات الهليكوبتر وفي حاله هبوطها في أي محاولة للإبرار، ساعتها ينتفضون بكل الأسلحة عليها، وقد فاجأنا العدو بذلك وأسقطو له طائرة عندما حاول اقتحام بيت الملا عمر، ومن المفيد أن نقول أن صاروخ "سام 7" لم يكن مفيداً أبداً.

4) الشئون الإدارية:للمقاومة

كان لديهم مرونة كبيرة في الشؤون الإدارية، حيث عملو بشكل بين المركزية واللامركزية طوال فترات المعركة، فقد كان لكل مجموعة صغيرة مطبخها الخاص بها وكانت تكتب طلباتها التي تصلها من خلال وحدتها الأم، وعندما احتدت المعارك قامو بتشكيل مطبخ مركزي، كان يوفر ثلاث وجبات ساخنة طوال فترات القتال وفي مواعيدها المحددة.

الخيل والدرجات النارية:

حل الخيل محل السيارات في نقل الإداريات، كما كان لمعسكر أبي عبيدة ثلاثة درجات نارية استخدمها المقاومون خلال الأيام السابقة وأثبتت جدواها، وكانت فكرة ناجحة تماماً لم ينتبه لها الأمريكان ولم يطلقوا عليها صاروخاً واحداً، رغم أنها كانت تجري على الطريق رافعة الجرحى وذاهبة بالطعام والماء والمعلومات وغيرها، والطائرات بجميع أنواعها فوق رؤوسهم، حتى أن بعض الشباب اشتروا لأنفسهم درجات نارية وبدءوا يقاومون عليها ويعملون في خدمة الجبهة، وأطلقوا عليها اسم "الخيل الحديدة".

5) برنامج الإخلاء للأسر:

قامت المقاومة با إفراغ المدن الكبرى من النساء والأطفال وإرسالهم إلى القرى، لتأهيلها للدفاع والقتال لفترات طويلة، لقد كان عدد الأسر في قندهار 116 أسرة، يبلغ متوسط عدد أفرادها 464 فرد، كما بلغ المقاتلين المقاومين في قندهار 800.

ونستطيع أن نقول: أنه من وقت بدأ القصف في 20/رجب - 7/أكتوبر - إلى أن وصلو إلى زرمت في 22/رمضان؛ بلغ عدد الخسائر 79، منهم ست نساء وطفلين،

6) إخلاء الجرحى خلال فترات المعركة:

لم تترك المقاومة جريحاً في مستشفى المدينة، وكانت تبادر بإرسالهم بعد إسعافهم إلى باكستان، وتم ذلك أيضاً في أحلك الأوقات، وفي يوم الانحياز؛ بقي في المستشفى 15 مقاتل فقط، تم تهريب التسعة الذين يمكنهم الحركة، أما الستة الأخرين؛ فلم يقووا على ذلك فتم تسليحهم ا وبقوا على الرغم من عدم قدرتهم على الحركة يقاومون الأمريكان حتى اغتالوهم في المستشفى بإلقاء القنابل وقذائف الـ "أر بي جي" عليهم ومن ثم حرقهم،

7) إنشاء الخنادق المسقوفة بأكثر من مدخل داخل حدائق البيوت؛ لتلافي القصف أو سقوط الحجارة وسد المداخل، هذا بالنسبة لسكان المدن أو المناطق المتوقع حدوث قصف بها.

أما المدافعين عن المدن؛ فألف باء العسكرية يبدأ بحفر الخندق، ولكن تكمن العبقرية في تحديد المكان الذي ينشأ فيه الخندق بحيث يؤدي مهمته الدفاعية على أكمل وجه.

إضافة إلى الخنادق نقول: أن القتال في المناطق المكشوفة دون وجود غطاء جوي أو حتى وسائل دفاع جوي جيدة؛ مقامرة كبيرة ويجب على المدافع التستر بالمناطق الوعرة، فغابة المباني بالمدن تعرقل حسابات العدو وكذلك المناطق المزروعة تساعد في إخفاء الموقع وتيسر أعمال الكمائن لأي وحدات برية مهاجمة.
وأن يتم التدريب على أعمال الاستطلاع والكمائن والإغارة والعمل بالمجموعات الصغيرة، والبعد كل البعد عن العمل بالقطع الكبيرة.

8)باختيار الميدان المناسب وإعداده بحيث يتيح الالتحام مع الخصم الأرضي حال تقدمه ووقوعه في منطقة الكمين، لأن ذلك يفقد القوات الجوية كل مقدراتها ويبقيها خارج الصراع حتي يتم قطع التماس، وفي هذه الكمائن سيفقد العدو أكبر خسائره البشرية.

9) يستحيل الانتصار على الشعوب مهما ملك العدو من أسلحة وقدرات فنية وتكنولوجية راقية،

ويتحدد في عدد من العناصر، أهمها؛ القضاء على قوات المرتزقة التي تقاتل نيابة عن الجندي الأمريكي، وهذه الفئة ضعيفة عسكريا مهزوزة نفسيا مرتزقة ليس لها قضية، وكان تمثيلها في الحرب تافهاً.

أيضاً إن أي دولة تمتلك صواريخ دفاع جوي جيدة وذات مدى كبير يمكنها أن تهزم الولايات المتحدة الأمريكية شر هزيمة، ما لم تستخدم هذه الأخيرة أسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها لحسم المعركة، فالقوات الأمريكية لا تمتلك مقاتل يمكنه التقدم واحتلال الأرض والعمل الجوي لا طائل منه ما لم يكن هناك الجندي الذي يتقدم ليرفع الراية على الأرض المحررة.

الأمر الآخر والهام؛ هو كسب المعركة السياسية الإقليمية، بحيث لا يسمح بوجود دولة أو حكومة تمارس نفس الدور الذي مارسته دول الجوار، وهذا هو الدور الأخطر والذي كان له الأثر الأكبر في أفغانستان، فهي التي قدمت الأرض التي تنطلق منها القوات العسكرية الأمريكية، وهي التي وفرت المعلومات الاستخباراتية لهم، وهي التي قدمت لهم أيضاً عناصر المنافقين كبديل
10) الاتصالات الجيدة؛ فالعدو يعمل على قطع الاتصالات وإحداث ربكة من الممكن أن تكون ضارة جدا، ولهذا فوجود بدائل لها مهم جداً من أرقى تكنولوجيا إلى العودة واستخدام السعاة.

سرد ملخص لأخر خمسة أيام حول أحداث قندهار:

وفي اليوم التالي بدأت بشائر النصر عندما قرر الأمريكان أخيراً دفع قوات "جل أغا" للتقدم على الأرض، قائلين؛ أنهم دكوا المنطقة خلال الأيام السابقة ولا يوجد الآن رصد لقوات على الأرض فعليكم التقدم، تقدم العدو فوصلوا إلى الجسر المكسور وبدءوا بالتقدم إلى نقاط الكمائن.

تعجب أحد المقاومين من شكل السيارة المترددة على الجسر والقادمة من اتجاه العدو، فتقدم إليها على حذر مستتراً قدر الاستطاعة ومعه مخابرته ينقل لقائده أبي الحسن الوضع، حتى إذا فاجأهم فروا منه فاطلق عليهم النار وتراشقوا بزخات الرصاص وهم يهربون، إذاً هذا أول جس نبض للتأكد من خلو المنطقة.

ثم اشتعل الجحيم في المنطقة أتت الطائرات من كل مكان وبكل أنواعها الـ "سي 130" بشلكاتها تضرب والجيت بالصواريخ والهليكوبتر بالصواريخ والرشاشات، وتحولت المنطقة إلى كتلة من النيران لأكثر من ساعة، ثم بدأت قوات "جل أغا" التقدم مرة أخرى وهي متيقنة أنه لم يعد هناك كائن يتنفس في المنطقة غيرها، وما أن دخلت منطقة القتل حتى انهالت عليها قذائف المقاومة من كل حدب وصوب وحصدوهم حصداً بأسلحتهم الرشاشة، و وقتل ا منهم الكثير وأسروا منهم اثنين وفر الباقون.

ولم يستطيع الطيران التدخل بسبب الالتحام بين الصفين، فقد كان الكمين معداً إعداداً رائعاً، وأدى المقاومين دورهم ببراعة،

بسرعة عاد الوضع لما كان عليه قبل أن تعود الطائرات التي بدأت أصواتها في الظهور، هذه المرة مسحت الطائرات الأرض مسحاً وظلت لساعتين أو أكثر تقصف المنطقة واحد
أنهى الأمريكان القصف قريب المغرب والناس صيام في حفرهم لم يصنعوا الطعام، فأرسلت

بدأ الليل يدخل ولا زال القصف مستمراً، ولمح المقاومين أضواء سيارات قادمة مرة أخرى، وهنا طلب احد القادة الميدانيين - الذي كان يسمي دبابته بالفيل - من احد المقاومين أن يراقب السيارات حتى إذا وصلت إلى النقطة المتفق بادرها باطلاق النار من الدبابة

كان الكلام واضحاً على المخابرة؛ الطائرات في السماء تحوم والسيارات على الأرض تتحرك ببطء شديد، لقد اصاب القائد بدبابته السيارة الأولى، وترتد كافة السيارات على أدبارها وتعود الطائرات لتفتش طوال الليل؛ أين هذا الفيل؟! ولم تستطيع الأباتشي أن تجده، ولم تقوى قوات "جل أغا" على هجوم آخر خلال الليل.



توقفت المعارك في معظم أفغانستان، وبدأت المعركة في قندهار من طرف المطار ومن طرف أورزجان، وكنا لم نغط بعد هذا القطاع،طلب المقاومين تعزيزات من خوستوإرسال مجموعة لسد هذه الثغرة، وفي اليوم التالي عندما بدأت المحاولات المتكررة من الطيران ومجموعة "جل أغا" للتقدم وبدأ الشباب لصد الهجوم، ضُربت الشاحنتين الراجمتين للصواريخ وقتل العاملين عليها وكانت أخر مجموعة أفغانية ، فطلب المقاومين العرب منهم أسلحة وذخائر فسلموا لهم مستودعات المطار، وكانالقاومين بقتصدون في رمايات الكلاشنكوف لقلة ذخائره.

عندما فقد رمايات الشاحنتين؛ دفعو السيارة التي عليها الراجمة في الحال فأعادت الأمور إلى نصابها واستطاعو بخبرتهم أن يديرو الراجمة المحمولة بمرونة ومهارة عسكرية نادرة، فحولو نقاط تجمع مجموعات "جل أغا" إلى جحيم، ولم يعد للطيران هدفاً في المنطقة إلا البحث عن الراجمة المتحركة، ولما يأسوا من العثور عليها قرروا ضرب القرية بالكامل، فجاءت طائرات الـ "بي 52" وقصفت الجبال والسهول، ومرت على القرية التي بها الراجمة ولم تترك بيتا إلا قصفته حتى وصلت إلى المكان الذي فيه الراجمة وانهار المكان، وأصبحت القرية كلها في سحابة من التراب والدخان والبارود.

وانقطع الاتصال مع مجموعة الراجمة، وبعد نصف ساعة سمع صوت قائد الراجمه هادئاً على المخابرة يطلب بعض أدوات الحفر، فأدركو أن لديه شيئاًَ، لقد أصيبت الراجمة بعد ثلاثة أيام بلياليها من القتال الشرس وقتل من طاقمه احد المقاتلين

بدأت مجموعات المطار تتعب من استمرار القتال، فهي تقاتل طوال النهار وتحرس طوال الليل،

واستعرت المعركة، واستمرت خمسة أيام متصلة على وتيرة واحدة، كلها مسجلة نجاحاً ساحقاً للمقاومة بعدد قليل من المقاومة،

واشتد القصف جداً على المنطقة، وشاركت دبابات و الشلكا التي تملكها المقاومة، وكانت بينهم وبين الطائرات مبارزات عجيبة جداً، فالطائرات في السماء تطلق النار في كل مكان، وهما على الشلكا يطلقان النار عليها، فلا طلقاتهم تصل للطائرات البعيدة ولا صواريخ الطائرات نالت منهما، وظلت المبارزة لفترة طويلة.

اصيبت احدىدبابات المقاومة لقد جاءها صاروخان، أحدهما مباشر والآخر بجوارها، ونجا الطاقم بالكامل وجرحاحد المقاومين وأصيب بشظية في رأسه عطلت عمل الجزء الأيسر من جسمه، تعافى منه بعد أربعة أشهر إلا أثر بسيط في يده اليسرى، وعاد الآن يمارس التدريب قريباً من الحدود الأفغانية في أحد المعسكرات السرية.

بهذا الشكل فقد المقاومون الدعم الثقيل من الدبابات وكذلك الراجمات، وهذا أمر خطير ولكن العدو كان قد فقد عدداً كبيراً من أفراده، كما أن إرادته القتالية كسرت تماماً، فلم يبادر إلا بالرمايات البعيدة ولم يستطيع الأمريكان بعدها أن يدفعوهم مرة أخرى إلى الأمام، وانتصرالمقاومون في المعركة البرية التي استمرت خمسة أيام متصلة على الرغم من فقدان المقاومون لأي سلاح حديث مضاد للطائرات وامتلاك العدو لكل شيء من طلقة الـ "إم 16" إلى القنابل ذات السبعة والثمانية طن التي غربلت المنطقة ولم تفلح في زحزحة المقاومة شبراً واحداً إلى الوراء.


أربعة قتلى وجريحين محصلة العملية التي قضى المقامون فيها على كل إرادة للقتال لدى العدو، حيث كانت أعمال الايام التالية لهم لإثبات الحضور في المنطقة فقط.
 
رد: المقاومةضد الغزو الأمريكي لقندهار والدروس المستفادة

مقطع من فلم وثائقي يتحدث عن الجيش الافغاني ويعترف 85% من الجيش الافغاني مدمنين حشيش ويقاتلون وهم في حالة تعاطي
 
عودة
أعلى