كاترينا ليونج الصينية الفاتنة قصة أغرب من الخيال

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
كاترينا ليونج الصينية الفاتنة قصة أغرب من الخيال" خادمة الصالون " !!




منقول من جريدة الوسط



د يحي الشاعر

كاترينا ليونج الصينية الفاتنة قصة أغرب من الخيال" خادمة الصالون " !!
spacer.gif
p_comment_06.gif
spacer.gif
12 مارس 2008 - 12:14 مساء
28038bg.jpg
الحلقة السابعة من كتاب " حرب الجواسيس في القرن الـ21"
بقلم الكاتب الصحفي الكبير/ مجدي كامل.
لأن الإغراء كان و لا يزال أحد أخطر أسلحة الجاسوسية ، فقد شهد القرن الواحد و العشرين تفجر فضائح تجسس لعبت الحسناوات الفاتنات دور البطولة المطلقة فيها .. و من هؤلاء كانت كاترينا .. شباب و حيويه .. فاتنة و ساحرة .. و جمالها لا يقاوم !!
حكاية كاترينا ليونج الصينية الفاتنة أغرب من الخيال .. أطلق عليها رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي " أف . بي . آي " اسماً كودياً خلال اتصالاتهم الخاصة بمراقبة تحركاتها .. هذا الاسم هو " خادمة الصالون " !!
كانت كاترينا - التي ولدت في الولايات المتحدة لأبوين صينيين هاجرا من وطنهما في السبعينيات ، قد عادت من زيارة لبكين حين اتصلت بمكتب التحقيقات الفيدرالي في سان فرانسيسكو .
و لم تكن تلك هي الزيارة الأولى التي تقوم بها كاترينا إلى وطن أجدادها لرؤية أقاربها وللتعرف على جذورها وتراثها . إلا أن تلك الزيارة كانت مختلفة بعض الشيء . وحين تحدثت كاترينا مع أحد ضباط المكتب شرحت له أنها عادت توا من الصين وأنها تريد مقابلة أحد المسؤولين في المكتب " لأمر مهم " .
وحدد لها الضابط موعدا مع مسئول بالمكتب ، وحين التقت به هذه المرأة الساحرة قالت له بصوت مضطرب إن المخابرات الصينية طلبت منها العمل لحسابها في الولايات المتحدة .
على الفور تم تشكيل فريق خاص من الضباط ترأسه واحد من أقدر المتخصصين في مكافحة التجسس الصيني وهو مسؤول مهم بالمكتب يدعى وليام كليفلاند الذي عمل – آنذاك - مسؤولا عن مكافحة التجسس في كل منطقة الساحل الغربي بالولايات المتحدة.


ارتبطت كاترينا بعلاقة حميمة مع كليفلاند ، واتفق الاثنان على أن يلتقيا بصورة أسبوعية في غرفة بأحد الفنادق على تخوم سان فرانسيسكو، وواصلت كاترينا مهمتها في خداع المخابرات الصينية عبر " تلقيمها " المعلومات التي يقدمها لها سميث.
02_k.jpg

وبدأ تطبيق الإجراءات التقليدية وأهمها التحقق من أن خادمة الصالون ليست عميلة مزدوجة، أي أنها ليست بالفعل جاسوسة صينية " فبركت " قصة محاولة المخابرات الصينية تجنيدها لتخترق مكتب التحقيقات الفيدرالي، وكان اول هذه الاجراءات هو تعريض كاترينا لاختبار كشف الكذب ، وبعد ذلك تم استجوابها عشرات المرات - على فترات متباعدة - حول ما حدث لها خلال زيارتها الاخيرة لموطن أجدادها، وصولاً الى أدق التفصيلات، لون قميص من جندها وماذا فعل ودقائق ما حدث لحظة بعد الأخرى.​
واجتازت خادمة الصالون كل تلك الاختبارات بنسبة 100% فقد تحالف ذكاؤها وجمالها وبراءة تصرفاتها لنقلها من اختبار الى الآخر بسلاسة دون عقبات، وتم الاتفاق مع كاترينا على ايهام المخابرات الصينية بانها بدأت بالفعل العمل لحسابها، وكان ذلك يعني ان على المكتب ان يقدم لها على نحو منتظم معلومات لارسالها الى بكين، وهي معلومات ينبغي ان يكون بعضها صحيحا حتى يتضح للمخابرات الصينية عند اختبار صحة تلك المعلومات ان جاسوستهم الفاتنة ناجحة في اداء عملها، اما المعلومات الباقية فقد كانت حشواً فارغاً لا يمكن لبكين ان تتحقق من انه كذلك. وكلف المكتب ضابطا يدعى جاي سميث بالاشراف المباشر على كاترينا، فيما كلف كليفلاند بتولي مسؤولية هذا الملف باكمله.
وخلال ذلك ارتبطت كاترينا بعلاقة حميمة مع كليفلاند ، واتفق الاثنان على أن يلتقيا بصورة أسبوعية في غرفة بأحد الفنادق على تخوم سان فرانسيسكو، وواصلت كاترينا مهمتها في خداع المخابرات الصينية عبر " تلقيمها " المعلومات التي يقدمها لها سميث.
ويبدو أن كليفلاند أحب كاترينا، إذ أنه اصطحبها ذات مرة إلى اجتماع ضيق لضباط مكافحة التجسس، وقدمها بزهو قائلاً: إنها نموذج لعملية خداع بالغة الفعالية، وفي خلال تلك العلاقة لاحظ كليفلاند أن العلاقة بين كاترينا وسميث بدت ودية أكثر مما ينبغي، فقرر مراقبة الاثنين، إلى أن تبين أنهما يلتقيان - أسبوعيا ايضا، ولكن في غرفة فندق آخر.

وبعد فترة تبين بالفعل ان كاترينا «جندت» سميث للعمل لحساب المخابرات الصينية، وانها كانت تحصل منه على المعلومات لترسلها إلى بكين.
01_k.jpg
ويقول كليفلاند بعد ذلك إنه شعر بالتمزق لأنه كان قد تجاوز الخمسين من العمر فيما كانت كاترينا قد تجاوزت - بقليل - نصف ذلك، وهكذا قرر مواصلة علاقته بها رغم علمه بعلاقتها مع سميث، واستمرت الأمور على هذا المنوال، وأقنع كليفلاند نفسه أن أمر العلاقة بين سميث وكاترينا قد تكون نزوة عابرة.
إلا أن كليفلاند لاحظ أن عدداً من أهم مصادر مكتب التحقيقات عن انشطة المخابرات الصينية، سواء كانت تلك المصادر في الصين أو في الولايات المتحدة قد اسكتت فجأة ويقول كليفلاند في ذلك انه احصى تسعة مصادر للمعلومات توقفت عن العمل تماما أو اختفت من شاشة رادار مكتب التحقيقات في غضون ستة أشهر.​
وشعر الضابط المخضرم بحيرة شديدة، فاذا قام بابلاغ رؤسائه فان التحقيقات ستكشف لابد عن تورطه في علاقة غرامية مع الصينية اللعوب، وان لاذ بالصمت فان هذا " الثقب " الامني في عمل المكتب لابد ان يتسع، فضلا عن آثاره المدمرة على أمن الولايات المتحدة.
وبعد تردد قرر كليفلاند ان يبلغ رؤساءه ، فجلس مع واحد منهم يعرفه جيدا، واخبره بالقصة كاملة، وعقد هذا المسؤول اجتماعا طارئا مع مسؤولين آخرين، ووضعت كاترينا وسميث تحت المراقبة الدقيقة، واخفيت في الغرفة التي يلتقيان بها كاميرات فيديو وميكروفونات، ووضعت ميكروفونات اخرى في سيارتها ومنزلها كما وضع هاتفها تحت المراقبة.
وبعد فترة تبين بالفعل ان كاترينا «جندت» سميث للعمل لحساب المخابرات الصينية، وانها كانت تحصل منه على المعلومات لترسلها إلى بكين وصدر الامر بالقبض على كاترينا وسميث وبوقف كليفلاند عن العمل حتى انتهاء التحقيق واعترف سميث بجريمته، وحصل على عرض من المدعى في المقابل بالاستمرار في تقاضي معاشه التقاعدي، وتلقى حكماً بالسجن عشرة أعوام، اما كاترينا فقد اضطر الادعاء إلى الافراج عنها بعد ان ارتكب المحققون اخطاء قانونية تمكن الدفاع من استخدامها للطعن في المحاكمة على أسس شكلية وفاز الدفاع، ولا يعرف أحد السبب الذي ادى بالتحقيق إلى ارتكاب تلك الاخطاء وما إذا كان " سحر " خادمة الصالون تدخل في الأمر.
غير ان جيرتز لم يكن يعرض هذه القصة من باب التشويق والاثارة بل كان يقدمها في سياق سرد مداخلة مترابطة مفادها ان الولايات المتحدة لا تستطيع ان تحمي اسرارها، وان الاسرار التي تتسرب إلى خارج البلاد - لاسيما في مجال تطوير التكنولوجيا العسكرية - تقدر قيمتها بمليارات الدولارات من حيث ما انفق لتطوير هذه التكنولوجيا، فضلاً عن الاحتياج لتطوير تكنولوجيا معاكسة تحبط تأثير ما وصل إلى ايدي الخصوم والذي صنعه الأمريكيون انفسهم ثم ما لبث الجواسيس ان نقلوه إلى دول اخرى لتقوم باستنساخه ويبرهن جيرتز على ذلك بمسلسل من الوقائع التي استخرجها من ملفات مكتب التحقيقات الفيدرالي.
 
عودة
أعلى