عصام العطار باع نفسه للشيطان !!
منقول من جريدة الوسط
د. يحي الشاعر
17 مارس 2008 - 01:14 مساءعصام العطار باع نفسه للشيطان !!
الحلقة العاشرة من كتاب " حرب الجواسيس في القرن الـ21"بقلم الكاتب الصحفي الكبير/ مجدي كامل.
طرحت عملية تساقط جواسيس إسرائيل في قبضة الأمن المصري - تباعاً - في السنوات الأولى من القرن الواحد و العشرين الكثير من الاسئلة حول حقيقة ما يحدث .. وكيف يتم تجنيد عملاء وجواسيس جدد للكيان الصهيوني ، وزرعهم في مصر في ظل معاهدات واتفاقيات سلام منذ ما يقرب من 28 عاما .
و الارقام تؤكد ان عدد الجواسيس الذي كشف عنهم وقت 'السلام' بين مصر واسرائيل اكثر من الجواسيس الذين كشف عنهم وقت الحرب.. بعض الجواسيس والعملاء كلفوا بعمليات تخريبية في المجتمع المصري من ترويج وتهريب المخدرات ونشر الرذيلة ، و البعض الآخر بجمع معلومات بالغة الحساسية .. و كان من الطبيعي أن يلتقطوا بعض أصحاب نقاط الضعف ، و ينفذوا إليهم منها ، كي يتم الإيقاع بهم ، و تجنيدهم لتنفيذ المهام المطلوبة !!
و مع ذلك فلم تكن قضية الجاسوس محمد عصام غنيم العطار والمتهم بالتخابر مع 'إسرائيل' ضد مصر قضية عادية حيث تحمل دلالات وعلامات استفهام كثيرة فإسرائيل كشفت من خلال هذه القضية أنها تبحث بالفعل عن شباب فقد هويته ووطنيته وتقوم بتجنيده عن طريق المال والنساء للحصول علي معلومات وبيانات تضر بمصلحة البلاد !
و عصام العطار الجاسوس الذى اعترف بارتداده عن الاسلام ، و بشذوذه الجنسى ، و اقامة علاقة مثلية محرمة ، مع ضابط الموساد”دانيال ليفى” ، الذى جنده هو للأسف الشديد حفيد الشيخ العلامة “حسن العطار” رحمه الله !
و الشيخ حسن العطار هو رائد من رواد مصر الحديثة ، و اول من نادى بأصلاح الازهر الشريف فى القرن 19 لمواكبة العصر و تدريس العلوم مثل الطب و الهندسة و الحساب و نادى بالاجتهاد فى العلوم الدينية بحيث لا يجب ان نقف عند ما تركه السلف بدون تفكير ، و يكفيه انه أستاذ الشيخ رفاعة الطهطاوى أحد أهم و أشهر من تخرجوا على يديه من تلامذته ، و الصديق الحميم للمؤرخ الشهيرعبد الرحمن الجبرتى !
استمر ولاء عصام العطار للموساد الإسرائيلي داخل حدود دولة تركيا قبل أن تفكر أجهزة المخابرات الإسرائيلية في استغلاله للقيام بوظيفة أخري ، في بلد آخر ، بعد أن أصبح عجينة طيعة يتم تشكلها كيفما اتفق ، و لعبة في أيدي الشياطين يحركونها في أي وقت يشاءون .
بدأت القصة في بداية شهر يوليو 2001 ، عندما كان المتهم محمد عصام العطار يدرس في السنة الثالثة بكلية العلوم جامعة الأزهر، حيث بدأت عوامل الانقسام في الشخصية تظهر بوادرها لدي محمد العطار والذي اعترف أمام النيابة أنه وصل إلي مرحلة عدم حب الوطن أو الاخلاص له وادعي أن تحوله في هذا التوقيت ناتج عن سخطه تجاه المجتمع والحياة .
وقال إن السبب الرئيس في ذلك هو حياة اليأس التي عاش فيها بسبب عدم استقرار أسرته وانفصال والده عن والدته منذ طفولته .
ومن خلال اعترافاته التفصيلية أمام نيابة أمن الدولة العليا المصرية ، حاول المتهم إلقاء المسئولية علي ظروفه الاجتماعية والعائلية وقال : وصلت إلي حالة صعبة أصبحت أكره كل شيء من حولي.. وقررت في هذه الأثناء الهروب من مصر والاتجاه إلي أي دولة أخري حيث وقع تفكيري علي دولة تركيا بسبب سهولة الحصول علي تأشيرة سياحة حيث وصلت إلي أنقرة وهناك فكرت في الذهاب إلي السفارة الإسرائيلية لعرض خدماتي عليها أو مساعدتي في تدبير فرصة عمل حيث تم استقبالي بطريقة طيبة .
ومن خلال عدة اختبارات لي تأكدوا أنني علي ولاء كامل لهم وخاصة بعد ابلاغهم بنيتي ترك ديانة الاسلام واعتناق المسيحية.
والسبب أنه يكره أفكار الاسلام وخاصة التي تدعو إلي تعدد الزوجات وهذا يؤدي علي حسب قوله إلي حدوث مشاكل أسرية كثيرة !!
و بعد أسابيع قليلة أطمأنت المخابرات الإسرائيلية في أنقرة إلي نية محمد العطار وكتبت تقارير إلي رؤسائها في تل أبيب تشير إلي أنه صيد ثمين وأنه يمكن تجنيده في أكثر من دولة أوربية للحصول علي معلومات عن المصريين والعرب المقيمين في هذه الدولة.
و بعد الحصول علي الموافقات بدأت بالفعل أولي خطوات تجنيد الجاسوس محمد عصام العطار .. وكانت نقطة البداية هي أنقرة ، من خلال مقهي يجتمع فيه المصريون والعرب باسم " مقهي مصر " ويقع بالقرب من السفارة المصرية بأنقرة !
ومن خلال هذا المقهي ، وبسبب اجادة محمد العطار اللغة العربية ، استطاع استقطاب العديد من المصريين والعرب ، وعمل صداقات قوية معهم ، في إطار الخطة ، التي رسمها له جهاز الاستخبارات الإسرائيلي " الموساد !
وخلال 6 أشهر ، تمكن العطار من تقديم تقارير عن الحياة اليومية لهؤلاء المصريين ، تتحدث عن طرق معيشتهم ، وأسلوب عملهم ، وعدد أولادهم ، بالاضافة إلي أن التقارير تضمنت أيضا الطباع و الخصال و الحالة النفسية و المزاجية ، و مدى حبهم للمال والنساء ، بالاضافة إلي معرفة أماكن اقامتهم في القاهرة وأقاربهم وذويهم ، حيث كان العطار يسجل جميع الملاحظات الدقيقة عن كل شخصية مصرية أو عربية ، وكأنه يكتب قصة حياة كل منهم !!
وكان دوره ينتهي فقط عند كتابة هذه التقارير ، وتسليمها إلي ضابط الموساد الإسرائيلي دانيال ليفي وشهرته " إيفي " ، والذي كان يتولي مهمة تدريبه ومراقبته في تركيا ، أما أهمية هذه التقارير فكانت المخابرات الإسرائيلية عن طريق هذا الضابط تقوم من جانبها بتشكيل فريق عمل منفصل يتولي دراسة المعلومات والبيانات الموجودة في هذه التقارير دراسة وافية ودقيقة ، ثم يتم انتقاء العناصر الملائمة ، التي تحصل علي درجات كبيرة تتيح للمخابرات سهولة تجنيدها ، وكانت الشروط والصفات المطلوبة أن يكون العنصر ، الذي يقع الاختيار عليه يتمتع بحب جارف للنساء والمال كشرط أساسي ، بالاضافة الي ميوله المتضاربة نحو الاسلام ، أو المصريين والعرب !!
و استمر ولاء عصام العطار إلي المخابرات الإسرائيلية داخل حدود دولة تركيا ( 6 أشهر ) بعدها فكرت أجهزة المخابرات الصهيونية في استغلاله للقيام بوظيفة أخري ، في بلد آخر ، في الوقت الذي أصبح فيه هو لعبة شطرنج ، يتم تحريكها في أي وقت تشاء فيه المخابرات الإسرائيلية.
فكانت المعلومات المطلوبة طبقا للشخصية التي تقوم بالوظيفة هو ملف الاقباط ومدي ملاءمة تجنيدهم لصالح إسرائيل ، وخاصة عندما اعتنق الجاسوس محمد عصام العطار الدين المسيحي ، ووافق علي تغيير اسمه من محمد عصام غنيم العطار إلي جوزيف رمزي عطار ، يعتنق الكاثوليكية ، وبسبب اضرابه عن الزواج ، وكرهه الشديد للنساء ، تحول الجاسوس إلي شخصية شاذة جنسيا ، تبحث دائما عن المال والممارسات الشاذة !!
وخلال شهور قليلة ، استطاع الموساد بقيادة الضابط تونجاي جوماي توفير فرصة عمل للجاسوس محمد عصام العطار في أحد البنوك الكبيرة في مدينة تورنتو.
و في بداية يناير 2002 ، كانت المخابرات الإسرائيلية قد طلبت من العطار السفر إلي كندا في مهمة جديدة ، وهي البحث عن المصريين والعرب هناك ، وكتابة تقارير عنهم من أجل تجنيدهم !!
ومن خلال وثيقة اقامة باسم جوزيف رمزي عطار ، وصل الجاسوس إلي كندا في الوقت الذي كانت المخابرات المصرية تتابع تحركاته أولا بأول منذ وصوله إلي تركيا ، وقيام المخابرات الإسرائيلية بتجنيده حيث كان في استقباله في كندا ، كمال كوشيا ضابط المخابرات الإسرائيلية التركي الأصل ، والذي وفر للعطار وظيفة في أحد مطاعم الوجبات السريعة . وعلى مدى عامين متتاليين ، قدم العطار تقارير كثيرة قدرت بالآلاف إلي جهاز المخابرات الإسرائيلية ، كشف خلالها عن الاشخاص المصريين والعرب ، الذين يمكن تجنيدهم !!
انظر إليه يقول في اعترافاته : بالفعل قدمت العديد من المصريين والعرب لكن كان دوري يقتصر فقط علي كتابة التقارير ، التي تتضمن سلبيات وايجابيات عديد من الشخصيات سواء رجال أعمال أو طلبة دارسون.. وكان التركيز الأكبر علي مئات من الطلبة ، الذين يلجأون إلي كندا عن طريق وثائق الهجرة المنتشرة في القاهرة " .
وأشار في اعترافاته أيضاً إلي أنه كان يختار من بين مئات العرب والمصريين الشباب ، الذي لا يرغب في العودة إلي مصر أو دولته ، حيث استطاع أن ينقل الحياة اليومية لهؤلاء الاشخاص لجهاز المخابرات الإسرائيلية ، وأنه بالفعل كان يتقاضي نظير ذلك مبالغ مالية باهظة ، لكنه كان يقوم بانفاقها أولا بأول بناء علي تعليمات ضباط المخابرات الإسرائيليين حيث كان يطلب منه عدم ايداعها في حسابات بنكية لعدم افتضاح أمره .
وفي بداية عام 2003 ، وصلت إليه معلومات انه لابد من سفره إلي مدينة تورنتو ذات الكثافة الكبيرة من المصريين والعرب ، حيث استقبله هناك ضابط الموساد تونجاي جوماي ، وشهرته " دانيال " الذي استقبله ، و وفر له شقة فاخرة في إحدي ضواحي مدينة " تورنتو " بالاضافة إلي قيامه بشراء سيارة مرسيدس آخر موديل .
وخلال شهور قليلة ، استطاع الموساد بقيادة الضابط تونجاي جوماي توفير فرصة عمل للجاسوس محمد عصام العطار في أحد البنوك الكبيرة في مدينة تورنتو . وكان الهدف من ذلك اطلاعه علي حسابات المصريين والعرب ، والحصول علي عناوينهم ، وأرقام هواتفهم المحمولة والأرضية ، والحصول أيضا علي كافة المعلومات والبيانات المدونة في أوراقهم الموجودة في البنك ، حيث كان الجاسوس يقدم - يوميا - ملفا كاملا عن هذه الشخصيات ، وما تحمله من صفات سلبية وايجابية .
واعترف الجاسوس أمام المحققين المصريين بأنه تأكد أن الموساد قام بتجنيد عدد كبير من هؤلاء الاشخاص ، وأن العدد الكبير كان من المصريين ، لأنه لاحظ وجود تغييرات علي شخصياتهم ، أو تعاملاتهم معه ، وأن غالبية منهم ، كانوا يملكون حسابات بسيطة في البنك تغيرت أحوالهم المالية بصورة كبيرة إلي الأفضل خلال شهور قليلة !!
واعترف المتهم أن غالبية الذين تم تجنيدهم كانوا من الاقباط الموجودين في كندا و أنه بسبب ولائه الشديد في اداء عمله كان ضباط المخابرات الإسرائيلية ، الذين يقومون بتوجيهه في كندا يؤكدون أنه نجح في كل المهام ، التي كلف بها ، وأنه سوف يحصل علي تأشيرة دخول إسرائيل قريبا للإقامة والعيش فيها ، بالاضافة الي توفير فرصة عمل مرموقة له هناك ، وأنهم وعدوه بذلك بعد حصوله علي الجنسية الكندية ، التي حصل عليها بالفعل في نوفمبر 2006 !
و يقول إنه بعدها طلب من ضابط الموساد تونجاي جوماي وشهرته دانيال السماح له بالحصول علي اجازة لمدة شهر إلي القاهرة لزيارة اقاربه ، في الوقت نفسه كانت المخابرات المصرية تتابعه خطوة بخطوة ، حيث اقتربت ساعة الصفر ، لالقاء القبض عليه ، وهي الفرصة التي انتظرتها الجهات الأمنية علي مدار 6 سنوات متواصلة ، حتي يذهب الجاسوس بنفسه إلي وطنه ، الذي تجرد من حنسيته ، وديانته !
وفي مطار القاهرة الدولي ، كانت أجهزة المخابرات في استقبال الجاسوس ، الذي لم يفطن إلي أن ضباطها يتابعونه لحظة بلحظة !
و بالفعل تم القبض عليه في المطار ، حيث تم اقتياده إلي نيابة أمن الدولة العليا ، وخضع إلي تحقيقات مكثفة ، اعترف خلالها بكل جرائمه - تفصيليا - وعثر معه علي جهاز موبايل نوكيا N70 ، حيث عثرت الجهات الأمنية علي أرقام تليفونات شخصيات كثيرة مصريين وعرب مقيمين في كندا وتركيا ، بالاضافة الي هواتف ضباط الموساد الإسرائيلي ، الذين قاموا بتجنيده في تركيا وكندا .
واعترف المتهم في النيابة أن هذه الأرقام تخصهم ، وأنهم كانوا يتحدثون إليه من خلالها . و قررت النيابة احالته للمحاكمة العاجلة ، مع ضباط الموساد الثلاثة ، و وجهت النيابة إليهم تهمة الاشتراك في جريمة التخابر للاضرار بمصلحة مصر ، بالاضافة إلي تقديم رشوة دولية للمتهم محمد العطار لتقديم بيانات ومعلومات من شأنها الإضرار بمصالح البلاد.
" ان محمدا لم يسئ الي التاريخ العريق لعائلة العطار وانما اساء فقط الي نفسه وهو وحده الذي يتحمل نتيجة جريمته النكراء ورفض عم محمد العطار ان نقوم بتصويره قائلا: 'ارجوكم لا داعي للتصوير وكفي ما نحن فيه من الم"وهكذا لم تكن هناك ثمة مفاجأة علي الإطلاق في تطابق اعترافات الجاسوس المصري محمد عصام العطار, ومذكرات هيئة الأمن القومي, إلي نيابة أمن الدولة العليا منذ عام2002 وحتي القبض عليه, فالمذكرات كانت دقيقة ووافية وراصدة لكل حركات الجاسوس أولا بأول .
و في الوقت الذي كان العطار ينتظر إحالته هو و ثلاثة ضباط إسرائيليين هاربين بكندا وتركيا (سيحاكمون غيابيا ) إلي محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ لتورطهم في التجسس لمصلحة إسرائيل ، هرعت السلطات الإسرائيلية لمعرفة ما إذا كانت مصر لديها اتفاقيات تبادل متهمين مع كندا وتركيا , و قال راديو الجيش الإسرائيلي أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تجري حاليا مراجعة لمعرفة وجود مثل هذه الاتفاقيات مع البلدين . وقالت صحيفة " جيروزاليم بوست " الإسرائيلية: إن الوزارة أعربت عن قلقها الشديد في حال وجود مثل هذه الاتفاقيات لأنها ستجعل الأمور أكثر تعقيدا علي الجانب الإسرائيلي لاستعادة ضباطهم .
و لكن و بالتحديد في الحادي والعشرين من شهر ابريل عام 2007 ، قال القضاء المصري كلمته ، حيث قضت محكمة أمن الدولة العليا "طوارئ" المصرية بالسجن 15 عاما على محمد العطار المتهم بعد إدانته بتهمة التجسس لمصلحة الكيان الصهيوني بالتعاون مع ثلاثة من ضباط الموساد و الحصول على 56 ألف دولار للتجسس على مصريين وعرب خلال المدة التي أمضاها في كندا وتركيا وبمحاولة جمع معلومات عن الاقباط المصريين بالخارج.
كما صدر حكم مماثل على الإسرائيليين الثلاثة غيابيا مع غرامة قدرها عشرة آلاف جنيه مصري . و قد صدر الحكم بحضور مندوب من السفارة الكندية، حيث يحمل المتهم الجنسية الكندية .
و قد عبرت أسرة العطار عن صدمتها و ذهولها لما فعله عصام .. و قال عمه المهندس حاتم العطار بمرارة و أسى : " 'لقد نزل علينا الخبر كالصاعقة وحتي الآن هناك حالة ذهول تنتاب الأسرة من هول المأساة ، فلم يصدق أحد ان محمداً – و خسارة الاسم فيه - باع نفسه ووطنه للشيطان ، ووالده يمر بحالة اكتئاب مؤلمة " .. و اضاف انه " يرفض الدفاع عن شخص خان وطنه مهما كانت درجة قرابته ، وأعلن انه يشدد علي الجميع عدم توكيل محامين للدفاع عن محمد العطار امام القضاء " .
و قال : " ان محمدا لم يسئ الي التاريخ العريق لعائلة العطار وانما اساء فقط الي نفسه وهو وحده الذي يتحمل نتيجة جريمته النكراء ورفض عم محمد العطار ان نقوم بتصويره قائلا: 'ارجوكم لا داعي للتصوير وكفي ما نحن فيه من الم " .
وعن حياة ونشأة محمد العطار قال عمه : ان والد محمد انفصل عن والدته قبل ولادته ببضعة اشهر وقضي محمد الـ 15 عاما الأولي من حياته بعيدا عن والده، بعد ذلك بدأ يتردد علي والده وحاول ان يقيم معه بصفة دائمة ولكنه لم يقض معه سوي اسبوع واحد ثم عاد مرة أخري الي والدته وكان يقيم لدي جدته والدة امه ".
اضاف حاتم العطار ان محمدا " انقطع بعد ذلك فترة طويلة عن زيارة والده ولم يظهر الا بعد وفاة جده حيث جاء الينا لتقديم واجب العزاء وكان ذلك في عام 2001 وقال لنا انه تخرج في كلية العلوم قسم الكيمياء والتحق بعد فترة وجيزة من تخرجه باحدي شركات البترول وهو الامر الذي سعد به والده جدا، لكن اخباره انقطعت مرة اخري ولم نعرف انه قد سافر الي الخارج إلا بعد مرور عام تقريبا علي سفره " !
و يمضي العم فيقول إنه بعث له برسالة عبر البريد الالكتروني يخبره فيها بأنه يقيم في ولاية شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية وانه يعمل باحدي شركات البترول هناك. وتابع حاتم العطار انه ظل يتبادل الرسائل الالكترونية مع ابن شقيقه فترة وجيزة ارسل محمد له خلال هذه الفترة صورة شخصية له عبر البريد الالكتروني ثم قطع محمد بعد ذلك رسائله الي عمه ومنذ ثمانية اشهر فقط بعث محمد رسالة الي عمه حيث سأله عن والده وبقية افراد الاسرة ولكن في هذه المرة قال لعمه انه انتقل الي استراليا وارسل له عدة صور ليقنعه بانه يقيم هناك.
أنه منذ إعلان مصر عن محاولتها لاستخدام الطاقة النووية في أواخر عام 2006 وإسرائيل لا يغمض لها جفن, فقد أوعزت إلي خلاياها النائمة من الجواسيس في هذا المجال الحيوي تحديدا باستباق الزمن
اضاف حاتم العطار قائلا انه لم يخطر علي باله ابدا ان يكون كل ما قاله ابن شقيقه مجرد اكاذيب ولم يكن هناك داع للتحقق من صدق كلامه كونه يقيم بأمريكا او استراليا. ولفت النظر إلي انه لم يكن لديه أدني شك ان محمدا جاسوس ويعمل لمصلحة المخابرات الاسرائيلية فلم تكن تصرفاته او سلوكياته توحي بأي شيء من هذا القبيل.
ويتابع حاتم العطار قائلا: انقطعت اخبار محمد ايضا حتي فوجئنا بهذا الخبر المشئوم من خلال مكالمة هاتفية من احد الاشخاص يخبرنا فيها بالقبض علي محمد بتهمة التخابر لمصلحة العدو الاسرائيلي بعدها اصيب والده بحالة اكتئاب شديدة .
وانهي عم الجاسوس كلامه بأن الكيان الصهيوني يختار دائما فريسته بعناية شديدة كي يدمر رموز الوطن ، وهو يعلم مدي عراقة عائلة العطار" .
أما زوجة الجاسوس فقالت إن كل ما تعرفه عن القصة أن زوجها قال إنه بسبيله لحضور مؤتمر تنظمه إحدي شركات الكومبيوتر في مجال تخصصه( الطاقة النووية!!) و لكنه عاد فأخبرها في وقت لاحق أن المؤتمر هو غطاء لشيء آخر غريب وأنه سيبلغ السفارة المصرية بما حدث.. وأضافت أنها لم تكن تعلم بواقعة القبض عليه في المطار إلا عندما تم تفتيش منزلها و مصادرة جميع أوراقه ومستنداته علي ذمة التحقيق..
والواقع أنه منذ إعلان مصر عن محاولتها لاستخدام الطاقة النووية في أواخر عام 2006 وإسرائيل لا يغمض لها جفن, فقد أوعزت إلي خلاياها النائمة من الجواسيس في هذا المجال الحيوي تحديدا باستباق الزمن, وسرقة الوثائق ومعرفة ما يدور في ذهن صانع القرار المصري, ولم يكن محمد السيد صابر, إلا واحدا من هؤلاء الجواسيس سابقي التجهيز إذ التقطه الموساد وجنده عبر شخصين, الأول ياباني هو فيرو أيزو والثاني أيرلندي ويدعي برايم بيتر ليحملاه إلي هونج كونج ويسلماه جهاز كومبيوتر شخصي لاب توب به برنامج متقدم يستطيع أن يفك به شفرات أي شبكة حاسبات في أي مؤسسة في مصر خصوصا في مفاعل أنشاص التجريبي الخاضع أصلا للتفتيش الدولي و لكن و كالعادة كانت المخابرات المصرية لهم بالمرصاد !!