16 كلمة غيرت مجرى حياتي ... من كتاب جورج تينيت المدير السابق لوكالة سي.آي. إيه Cia

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
عرض كتاب -

من كتاب " في قلب العاصفة : سنواتي في الـ "
سي.آي. إيه CIA
ألمؤلف
جورج تينيت المدير السابق
لوكالة المخابرات الأمريكية ..

16 كلمة غيرت مجرى حياتي !!




أسرار تأتى ... بعد دهور ... ليعرف الشعب المصرى والعربى ، ماذا كان يدور خلف ظهره ...


يحى الشاعر


المصدر

http://www.el-wasat.com/details.php?id=3884



16 كلمة غيرت مجرى حياتي
3884bbb.jpg
الحلقة الـ 21 من كتاب" في قلب العاصفة : سنواتي في الـ " سي.آي. إيه "
المؤلف : جورج تينيت المدير السابق لوكالة المخابرات الأمريكية

في دهاليز السياسة الأمريكية لكل شيء وجهان.. وجه حقيقي.. وآخر مزيف.. أما متى يتم استخدام أحد هذين الوجهين فهذه هي القضية ، التي يحاول تينيت هنا عرضها من خلال سرده لقصة 16 كلمة قلبت الدنيا في أمريكا ، وفي 16 يوماً فقط ، رأساً على عقب.. ولسان حال تينيت هنا في هذا الجزء يقول إن رجال بوش وتشيني ورايس لا مكان عندهم للقانون.. لا مكان للأخلاق.. لا مكان للصدق.. ولا مكان للحقيقة.. كل شيء عندهم له وجهان.. وجه حقيقي.. وآخر مزيف.. جاهز لاستخدامه وقت اللزوم.. أما وقت اللزوم فيعني عندما تقع الفأس في الرأس ، ويفتضح أمرهم في قضية ما.. وهنا يكون السؤال : من الضحية ؟!.. وهنا أيضاً يثور السؤال : هل سيكون للكذب حدود أم أنه عملية مفتوحة لا تقف عند حد.. ولا تنتهي عند مرحلة ؟!
ترجمة الأستاذ / مجدي كامل
" كوندي لدي مشكلة "..
هذه هي العبارة التي كانت تكرهها مستشارة الأمن القومي الأمريكي عندما أتفوه بها أمامها. ولكن ليس بدرجة كرهي أنا لهذه العبارة. ولكن من سوء حظي أن مهام وظيفتي تقتضي مني استخدام هذه الكلمات. وقد اضطررت لاستخدام هذه العبارة مرة أخري في منتصف شهر يونيوعام 2003. فقد اتصلت بها لأقول إنه قد حان الوقت بأن نعترف – من وقت سابق في الحقيقة - بأن بعض الكلمات في خطاب الرئيس عن حالة الاتحاد قبل ستة أشهر لم يكن يجب أن تكون فيه.. وهذه الكلمات الـ 16 التي كنت أعنيها هي : " علمت الحكومة البريطانية أن صدام حسين سعى مؤخرا للحصول على كميات مهمة من اليورانيوم من افريقيا ".. هذه الكلمات التي خلقت – فيما بعد – عاصفة نارية ، ولكنها يوم خطاب الاتحاد بالكاد لوحظت.
وتبدأ هذه القصة يوم 5 أكتوبر عام 2002 ، حيث كنت أعمل في مكتبي عندما جاءني عدد من ضباطي يقولون لي إنهم يواجهون متاعب في إقناع البيت الأبيض بحذف من الخطاب الذي يستعد الرئيس بوش لإلقائه في " سينسيناتي ".
فقد أكدت المسودة السادسة للخطاب أن نظام صدام " ضبط وهويحاول شراء 500 طن متري من أكسيد اليورانيوم من مصادر في إفريقيا ".
ونتيجة لتحليلاتهم ، قال لي ضباطي أننا لا ينبغي أن نوافق على هذا البيان. وعندما كنت أقدم شهادتي أمام الكونجرس في اليوم السابق بخصوص هذه المسألة ، كنت أعرف أن العكس صحيح تماما ً.
التقطت سماعة الهاتف ، واتصلت بستيفن هادلي. وكان حديثي معه مقتضب ومباشر.. قلت : ستيف احذف هذا الجزء. وقلت له إنه لا يريد أن يجعل من الرئيس " شاهد عيان " في هذه القضية. وقلت له أن ما لدينا من حقائق تدحض ما ينوي الرئيس قوله في خطابه.

في الوقت نفسه ، بعث مساعدي التنفيذي بمذكرة إلى كاتب خطابات الرئيس وكذلك هادلي لتأكيد مخاوفنا. وتقول المذكرة في جزء منها : " احذفوا جملة " صدام حاول شراء أكسيد اليورانيوم لأن الكمية المذكورة محل خلاف ، كما أن مسألة الحصول عليها من المصدر المذكور لا يمكن تأكيدها. وقد أبلغنا الكونجرس أن البريطانيين بالغوا في هذه القضية.

ولكن في النهاية قال بوش إن العراقيين لديهم في مخازنهم بالفعل 550 طناً من أكسيد اليورانيوم !!
والذي حدث هو أن البيت الأبيض حذف العبارة من مسودة الخطاب ، ولكن في اليوم التالي ، وكان يوم أحد ، بعث أحد كبار محللينا بمذكرة أخري على 1600 شارع بنسلفانيا " البيت الأبيض " يذكر فيها أن أسباب طلبنا حذف هذا الجزء من خطابه هي : (1) الدليل ضعيف ، وأحد المنجمين المذكورين كمصدر لليورانيوم في النيجر كانت مياه الفيضانات قد أغرقته منذ زمن. والآخر يقع تحت سيطرة السلطات الفرنسية (2) كمية اليورانيوم المذكورة لا تعني الكثير للعراقيين لأن لديهم بالفعل مخزون كبير من أكسيد اليورانيوم في مخازنهم ( 3 ) لقد أطلعنا الكونجرس على النقطة (1) و( 2 ) ، وأبلغناهم بأن هذه القصة ضخمت ، وأن هذه إحدي قصتين اختلفنا فيهما مع البريطانيين.
وقد وجه مايك موريل هذه المذكرة كما كتب بخط يده : إلي رايس وهادلي وجيرسون : هذه المذكرة تم إرسالها إلي البيت الأبيض " ( مايك جيرسون هو كبير كتاب خطابات الرئيس ).
ورغم كل ذلك ، وجدنا قصة يورانيوم النيجر أو" الكعكة الصفراء " ، بعد ثلاثة أشهر ، في خطاب الرئيس بوش عن حالة الاتحاد ، الذي ألقاه في العام 2003.
وراحت الأزمة تتصاعد في الصحافة. وفي شهر مايو كتب نيكولاس كريستوف في صحيفة " نيويورك تايمز " يقول إن مبعوثاً أمريكياً تم إرساله إلي النيجر ، ليعود ويبلغ سي آي إيه والخارجية الأمريكية بأن القصة مفبركة. ولكن إدارة بوش بقيت على تمسكها بها.
قررت تحمل جزء من المسئولية عن فقرة " كعكة النيجرالصفراء " في خطاب بوش
لأتلقى بعض الضربات عنه رغم تحذيراتي لرايس وهادلي وكاتب خطابات الرئيس !!
bush004.jpg
وعادت القصة للأضواء من جديد عندما بدأ محرر شئون المخابرات المعروف بصحيفة " واشنطون بوست " يطرح الأسئلة بشأن سفير أمريكي سابق قال إن " سي. آي. إيه" أرسلته بناء على طلب نائب الرئيس ديك تشيني للتأكد من حقيقة صفقة يورتنيوم النيجر. وعندما حاول بينكوس استطلاع رأينا حول هذه المعلومات ، وجد المكتب الصحفي للوكالة نفسه في حاجة إلي يوم أو يومين لمعرفة ما كان يتحدث عنه. والحقيقة أن هذا السفير كان قد تم إرساله بواسطة إدارة العمليات بالوكالة ، قبل 16 شهراً من سؤال بينكوس ، وتوصل إلي نفس النتيجة ، وكان المكتب الصحفي في حاجة لمعرفة من كانوا على صلة بمهمة السفير. وفي النهاية ، أبلغ المكتب الصحفي كريستوف بأن قصة السفير حقيقية ، ولكن المهمة لم يكن لها أية صلة بنائب الرئيس ديك تشيني ، ولم يتم إخطاره أبداً بزيارة السفير للنيجر ، وكل ما تم إطلاعه عليه هو نتائج تحقيقاتنا في القصة بشكل عام.
ولكن ما لم يعرفه رجالنا في المكتب الصحفي هو أن كريستوف عرف بأمر زيارة السفير من السفير نفسه جوزيف ويلسون ، الذي أرسلته "سي. آي. إيه " للقيام بالمهمة. أما كيف جرت الزيارة ، فقد كان هذا السؤال هو محور ما تلقيناه من نائب الرئيس ووزارة الخارجية واستخبارات وزارة الدفاع التي طلبت منا تزويدها بكل ما لدينا من معلومات في هذا الصدد.
وقد كانت إدارة العمليات في وكالتنا قد أسندت مهمة تقصي الحقائق في النيجر لويلسون لأنه كان معروفاً جيداً لدينا ، حيث قام من قبل بمهمة كلفناه بها ، كما كانت زوجته تعمل لدينا بالوكالة.

ولم يكن من المفاجئ لنا أن ينفي المسئولون في النيجر لويلسون إبرام أية صفقة يورانيوم مع صدام. ولم يقدم ويلسون حتى تقريراً بهذا النفي إلينا ، بل نقله بلسانه لاثنين من محللينا في بيته حيث قدم لهما عشاء صينياً.
وكان ملخص ما قاله هو: مسئولو النيجر نفوا قيامهم ببيع أي كعكة صفراء للعراق ، ولكن مسئولا واحدا قال إن العراق لطالما كان يسعى لتوسيع علاقاته التجارية مع النيجر ، ويفترض أن اليورانيوم ربما يكون هدف العراق من السعي الحثيث لتوسيع هذه العلاقات. ورغم اسقاطنا قصة يورانيوم النيجر هذه من حساباتنا ، بعد ثبوت عدم صحتها ، وإبلاغنا مكتب نائب الرئيس ديك تشيني بالنتيجة النهائية ، إلا أننا فوجئنا بعد خطاب الاتحاد ، أن كتب بينوكوس من جديد قصة السفير ويلسون ، وقامت الدنيا ولم تقعد في وسائل الإعلام ، ومن جديد راح تشيني يقول إن " سي. آي. إيه " فشلت في إبلاغنا بالحقيقة !!
ومع الوقت انزوت حكاية يورانيوم النيجر ، وبدت وكأنها أصبحت طي النسيان. وبالنسبة لي لم تكن ذات أهمية ، أو مصدر أي نوع من القلق بالنسبة لي في ربيع ذاك العام.
وبعد القاء بوش لخطابه ، اتصلت بكوندوليزا رايس في يونيو لإبداء انزعاجي لسرد الرئيس قصة يورانيوم النيجر كدليل ضد صدام ، رغم تنبيهنا لعدم صحتها.
وبعد عدة أيام ، اتصلت بي كوندي ، لتبلغني بأن البيت الأبيض لن يصدر أي بيان يقول فيه بأن قصة يورانيوم النيجر لم يكن من الواجب تضمينها خطاب الرئيس موضحة أن قرار استخدامها كدليل ضد صدام على سعيه لامتلاك أسلحة دمار شامل لم يكن قرارها.
وفي فجر السادس من يوليو وقت تلقي موجز أقوال الصحف الذي يعده لي - يومياً - مساعدي المكلف بذك ، فوجئت بالسفير ويلسون ، الذي أدرك أن الاستمرار في تزويد كريستوف وبينوكس بالمعلومات لن يحقق أهدافه ، يكتب مقالاً في صحيفة " نيويورك تايمز " بعنوان : " ما لم أجده في النيجر ".
وبينما أشعلت مقالات كريستوف وبينوكس شرارة غضب في البيت الأبيض ، أحدث مقال ويلسون ، وظهوره بعد ذلك على شاشة التيليفزيون عاصفة من النيران ليؤكد أن بوش وإدارته قد تجاهلوا تأكيداته بأن قصة يورانيوم النيجر كاذبة وغير حقيقية.
وبعد أن أصبحت القضية موضوع الساعة أضطر آري فليشر المتحدث باسم الرئيس بوش على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض آري فليتشر إصدار بيان اعتذار للأمريكيين يعترف بوش فيه بأنه كان من المفروض ألا يتم ذكر هذه القصة في خطابه.. " نحن آسفون ".. " هناك أخطاء وقعت " . وهكذا اضطر بوش لعمل ما طالبت كوندي به قبل اسابيع قليلة.. وهكذا كان من المفترض أيضاً أن تنتهي الضجة بمجرد تراجع الرئيس عن هذا الخطأ. ولكن بدأت الألسنة في الإدارة تحمل بعضها البعض مسئولية ما حدث ، دون الظهور ، بل من خلال " مصادر رسمية لم تفصح عن نفسها " ، وراح منتقدو إدارة بوش ينعتون الرئيس بـ " الكذاب " علناً.
كشفوا عن هوية " فاليري " عميلة " سي. آي. إيه "وانتهكوا القوانين بدلاً من حمايتها
واضطر هادلي نائب رايـس وليبي رجل تشينـي للإعتراف بجريمتهم أمام المحكمة !!

وبفعل الحملات الرهيبة التي تعرض لها الرئيس بوش ، وكذلك أفراد إدارته ، بسبب افتضاح أمر صفقة اليورانيوم ، قررتُ أن أتحمل المسئولية عن الرئيس ، وأتلقى عنه بعض الضربات ، واتصلت بستيفن هادلي ، وقلت له سأتحمل المسئولية مع بوش ، وسأعترف بمسئولية الوكالة عن التقصير وبذل ما يستحق من جهد وضغط لإقناع الرئيس بحذف فقرة النيجر ، رغم حقيقة أننا حذرنا البيت الأبيض وهادلي ورايس وكبير كتاب خطابات الرئيس ، وبعثنا بمذكرتين من قبل الخطاب ، نؤكد فيهما ضرورة حذف القصة من الخطاب.
وهنا قال لي هادلي " إنها مسئولية مشتركة جورج ".
ولهذا السبب ، توقعت تماماً أن تعلن كوندي في بيان رسمي انضمامها لي في تحمل المسئولية.
والحقيقة أنني أعترف بأنني كان علي أن أضغط بكل قوة لكي أحذر الرئيس نفسه من الكلمات الـ 16 في خطابه ، وأقول أيضاً إنني اكتفيت بكل ما فعلته من تحذيرات شفهية وتحريرية ومنها تحذيرات بعثت بها إلي البيت الأبيض ، مفترضاً أنها ستصل الرئيس ، ولا يتم توجيهها لهادلي وكوندي.
وبمجرد أن أنهيت مكالمتي مع ستيف هادلي ، استدعيت بيل هارلو كاتب كلماتي وخطاباتي ، وقلت له إنني قررت إصدار بيان أحمل نفسي فيه جزءاً من اللوم عن فقرة النيجر ، التي وردت في خطاب الرئيس ، وإنني أريده مقتضباً ، وواضحاً ، لا يقبل التأويل ، ولكن يذكر فيه تعاملنا مع قضية يورانيوم النيجر بكل شفافية ، وضوح ، ودون لبس ، مع الالتزام المطلق بذكر الحقيقة ، والتأكيد على تحذيراتنا من تضمينها في الخطاب ، باعتبارها واقعة غير صحيحة.
لا مكان للحقيقة عند صقور الرئيس ، والصدق ليس في أجندتهم
وحكمة البوشيين عنما تواجههم مشكلة : نحن ومن بعدنا الطوفان !!
leby.jpg

وبينما ننقح البيان الذي سأدلي به مراراً وتكراراً ، اتصل بي ستيفن هادلي يطلب مني الاتصال بـ سكووتر ليبي رئيس أركان ديك تشيني نائب الرئيس لأناقش معه بياني ، فرفضت أن أفعل ذلك ، مؤكداً إنه بياني أنا ولا دخل لأحد به. ووصلتني تقارير بأن ليبي وكارل روف مستشار بوش يريدان مطالعة بياني.. ، ولكنني لم أكن أعرف وجهة نظرهما بالنسبة لطلبهما هذا.
وفي تلك الأثناء ، تلقي بيل هارلو كاتب خطاباتي اتصالاً قطع عليه مواصلة مراجعة وتنقيح بياني.. كان المتصل هو بوب نوفاك كاتب المقال المعروف يقول إن مصدرين من الإدارة أبلغاه أن السبب الرئيسي لاختيار " سي آي. إيه " السفير ويلسون للسفر إلي النيجر هو أن زوجته تعمل بالوكالة ، ولولاها ما وقع عليه الاختيار للمهمة. وهنا أكد له هارلو أن هذه المعلومات غير صحيحة ، وحذره من الإفصاح عن اسم مسز ويلسون. ولم يكن بمقدور هارلو– بحكم القانون ، وحقيقة أن مثل هذه المكالمات تجري من خلال هواتف غير مؤمنة – أن يكشف لنوفاك أن اسم فاليري ويلسون يخضع لقانون السرية ، لأنه لو فعل سيكون قد انتهك القواعد والقوانين المعمول بها.

ولكن نوفاك لم يعمل بتحذير هارلو، وبعد أسبوعين تقريباً نشر نوفاك مقالة كشف فيه عن شخصية فاليري ويلسون ، فأرسلنا محامو "سي. آي إيه" إلي وزارة العدل ، وقدموا دعوى جنائية ضد نوفاك.
وحدث أن أخذ هادلي مسودة بياني ومررها إلي رايس ، التي كشفت عنها للرئيس على متن طائرته بعد أيام. قبل أن توعز لهادلي أن يسلخ منها اعترافي فقط بالتقصير ، وينشره على النحو الذي خرجت به وكالة رويترز على سبيل المثال : " البيت الأبيض يتهم " سي. آي. إيه " بتضليله في قضية يورانيوم النيجر ".
وراحت كوندي تقول للصحافة إن "سي آي إيه" لم تتعمد هذا الخطأ ، وأن الرئيس لا يزال يضع ثقته في مديرها تينيت !
ومن هنا كان التوتر غير العادي بيني وبين كوندوليزا رايس ونائبها في مجلس الأمن القومي ستيفن هادلي ، وخاصة بعد أن واجهتها في نقاش داخلي بأحد الاجتماعات حول الأسباب التي دعت الرئيس للقول خطأ في خطاب حالة الاتحاد عام 2003، إن العراق يسعى للحصول على يورانيوم من أفريقيا ،وما حدث بعد ذلك. وأذكر أن كولن دعاني بعد ظهر يوم أحد. ووصف لي ما اطلق عليه " نقاشاً ممتعاً " دار في الطائرة الرئاسية ، قبل أيام ، حول " ما اذا كان يجب على البيت الابيض الاستمرار في دعم تينيت كمدير لوكالة الاستخبارات المركزية. وقال باول " " في النهاية رد الرئيس بالإيجاب وعلانية. ولكن باول أكد لي " أن بقية المسؤولين ، ونائب الرئيس ديك تشيني ، بصفة خاصة ، كانت لديهم وجهة نظر اخرى ".

16 كلمة في الخطاب قلبت الدنيا فوق رأسي في 16 يوماً وحولت حياتي إلي جحيم
وأدركت بعدها أن العاصفة لن تهدأ وأن علاقتـي بإدارة بوش قد تغيرت إلي للأبد !!

وعودة إلي قضية الكشف عن هوية عميلة المخابرات المركزية فاليري ويلسون ، فقد تسارعت الأحداث ، وتمت إحالة القضية للمحقق الخاص باتريك فتزجيرالد لمعرفة ما إذا كان هناك تصرف غير قانوني في تسريب هوية عميلتنا فاليري.
وقد اتهم السفير ويلسون مسؤولي البيت الابيض بتسريب المعلومات عن عمل زوجته المخابراتي الى الصحافة ، كإنتقام منه لانتقاده حرب بوش على العراق.
وبعد سماع شهادات كبار الشخصيات في الإدارة ، أصدرت هيئة المحلفين العليا إدانة لـ لويس ليبي كبير مساعدي نائب الرئيس ديك تشيني ، وستيفن هادلي نائب مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس.
وقال هادلي في لقاء مع الصحفيين : " كان يجب ان أتذكر وقت خطاب حالة الاتحاد أنه كان هناك جدال مرتبط بمسألة اليورانيوم ". وأضاف : " كان ينبغي أن أطلب حذف الكلمات الست عشرة ، التي تتعلق بالموضوع ، أو أن أخطر مدير المخابرات المركزية جورج تينيت بأنني لم أفعل. ولو كنت فعلت ذلك لكان هذا الجدال الدائر كله قد تم تفاديه ". وقال هادلي للصحفيين "اتضح لي الآن أنني قصرت في أداء تلك المسؤولية ". ومضى هادلي يقول أنه لم يتذكر اعتراضات وكالة المخابرات المركزية ، التي جاءت في مذكرتين ومحادثة هاتفية معي في الأيام ، التي سبقت خطاب بوش.
وأوضح هادلي أن مذكرتي وكالة المخابرات المركزية اللتين أرسلتا اليه تم العثور عليهما بعد الخطاب بمدة طويلة.
وكانت القضية من الاتساع بحيث تم أخذ أقوال بوش وتشيني فيها ولكن دون حلف اليمين ، كما شملت مات كوبر من مجلة " تايم " وجوديث ميلر من " نيويورك تايمز " وجلين كيسلر من " واشنطن بوست " وتيم روسيرت من " إن بي. سي ".
أما ليبي فقد علم بهوية زوجة ويلسون من رئيسه تشيني نائب الرئيس قبل أن يكشف عنها لصحيفة " نيويورك تايمز " !
وهكذا فإنني وبعد مرور 16 يوماً على ظهور مقال نوفاك في صحيفة " نيويورك تايمز " ، الذي تناول فيه قضية 16 كلمة من كلمات خطاب الرئيس .. في هذه الفترة القصيرة تغيرت علاقتي بإدارة بوش للأبد.
انتظرونا غدا في الحلقة قبل الأخيرة.
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى