بوش وصقوره وصلوا البيت الأبيض والنية مبيتة لغزو العراق ... من كتاب سي.آي. إيه Cia

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
– الحلقة الثانية عشر -
من كتاب " في قلب العاصفة : سنواتي في الـ "
سي.آي. إيه CIA
ألمؤلف
جورج تينيت المدير السابق
لوكالة المخابرات الأمريكية ..

بوش وصقوره وصلوا البيت الأبيض والنية مبيتة لغزو العراق



أسرار تأتى ... بعد دهور ... ليعرف الشعب المصرى والعربى ، ماذا كان يدور خلف ظهره ...


يحى الشاعر




المصدر






بوش وصقوره وصلوا البيت الأبيض والنية مبيتة لغزو العراق
3163The_New_Conv1.jpg
الحلقة الثانية عشرة من كتاب " في قلب العاصفة : سنواتي في الـ " سي.آي. إيه "
المؤلف: جورج تينيت المدير السابق لوكالة المخابرات الأمريكية

يتهم تينيت في هذا الجزء من كتابه كبار مسئولي إدارة الرئيس بوش بأنهم كانوا يبيتون النية لغزو العراق حتى من قبل تولي بوش السلطة ، رغم حقيقة أن المعلومات الاستخبارية - حينئذ - لم تكشف عن أي دليل يشير إلي تورط صدام في هجمات 11 سبتمبر.. وفي مقدمة لائحة اتهامه يأتي نائب الرئيس ديك تشيني ومنظر المحافظين الجدد ريتشارد بيرل ونائب وزير الدفاع بول وولفويتز, الذين ربطوا بخبث قرار حرب العراق بهجمات 11 سبتمبر لتبريرها , مشيرا الى أن التحقيقات التي أجرتها وكالة الاستخبارات المركزية لم تثبت حيازة نظام صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل , ولكن خطة الإطاحة بصدام كانت جاهزة حتي من قبل هجمات 11 سبتمبر

ترجمة الأستاذ / مجدي كامل
في اليوم التالي لهجمات 11سبتمبر, التقيت بالمسؤول السابق في وزارة الدفاع وأحد أبرز مفكري المحافظين الجدد ريتشارد بيرل , بينما كان خارجًا من البيت الأبيض. وقد فوجئت ببيرل , الذي لم يكن يشغل منصبًا رسميًا في الإدارة الأميركية , يقول : على العراق أن يدفع ثمن ما حدث بالأمس. إنه يتحمل المسؤولية. وقد صدمني ما سمعت , فالتفت إلى الخلف سائلاً نفسي: " ما الذي يتحدث عنه هذا الرجل بحق الجحيم ". كما رحت أتساءل عن سبب وجود بيرل في البيت الأبيض في أولى ساعات صباح ذاك اليوم تحديدًاً ؟!.

بوش وصقوره وصلوا البيت الأبيض والنية مبيتة لغزو العراق !!
و استغلوا أجواء سبتمبرلغسل مخ الأمريكيين وكسب تأييدهم للحرب !!
سيظل الموعد المحدد ، الذي أصبح فيه غزو العراق أمراً حتمياً ، أحد أكبر الألغاز بالنسبة لي. فقد كنت في الفترة التي أعقبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، والشهور أيضاً التي سبقتها ، مشغولاً إلى حد الهوس بالحرب على الإرهاب.
و لم تكن الليالي الطويلة التي جافاني فيها النوم في تلك المرحلة لها أي صلة بصدام حسين ، وإنما كانت القاعدة هي التي تسيطر علي الكوابيس التي كانت تداهمني في نومي ، ولم يكن السؤال هو : ماذا لو ضربت ؟ ".. وإنما كان حول الشكل الذي ستتخذه ضربتها المقبلة بمعنى : كيف ستضرب ؟.

وكنت أقدح زناد تفكيري حول ما يمكننا عمله لتعطيل وعرقلة ومنع مثل هذا الهجوم. وعندما أعود بذاكرتي للوراء ، فإنني أتمنى لو كان بمقدوري أن أعطي مجهوداً واهتماماً مماثلاً للعراق. ففي ضوء جميع الأخطاء الفادحة التي قدر للإدارة الأميركية الوقوع فيها ، كان العراق يستحق مساحة أكثر من وقتي. ولكن عذري هو أن ما كان لدينا في تلكم الفترة من حقائق مجردة ، لم يكن ليجعلني أتصور أن هناك أي داع أو ضرورة لتحرك قطار الغزو وبمثل هذه السرعة.
فكثير من أفراد إدارة بوش كان العراق يمثل شغلهم الشاغل حتي من قبل وصولهم معه للسلطة ، ولدى وصولهم كان العراق يسيطر علي تفكيرهم. فبعد إعلان بوش رئيساً ، وقبل توليه الفعلي للسلطة بوقت قصير ، كان ديك تشيني قد طلب من ويليام كوهين وزير الدفاع الذي كان يغادر منصبه تقديم تقرير شامل وكامل عن العراق ، والخيارات المتاحة فيما يتعلق بهذا البلد. وبالنسبة لي كان الأمر يبدو طبيعياً أن يتم إحاطة الرئيس الجديد وبسرعة بكل ما يتعلق بالقضايا محل اهتمام الولايات المتحدة.

فقد كانت أطقم مقاتلاتنا الجوية تحرس المنطقة المحظور الطيران فوقها شمال العراق وسط مخاطر كبيرة ، في الوقت الذي كانت فيه العقوبات المفروضة ضد صدام تتآكل بخطى منتظمة.

رجال بوش ومنظروهم حاولوا مداراة فشلهم في سبتمبر
بفبركة علاقة وهمية بين العراق والقاعدة وأسلحة الدمار !!
وكان هناك ومنذ البداية ثمة دليل علي أن نائب الرئيس ديك تشيني لديه نية مبيتة للتدخل في توجيه مسار عمل وكالة المخابرات المركزية وما تقوم به من جمع معلومات وإعداد تقارير.
وقد تركت قضية لويس ليبي ( مدير مكتب ديك تشيني نائب الرئيس الذي أدانته المحكمة بتهمة تسريب اسم فاليري بليم ويلسون العميلة السرية بوكالة الاستخبارات المركزية "سي.آي.ايه " الى الصحافة ) تركت هذه القضية وما أثير خلال المحاكمة من أن اعتراف ليبي بأن تشيني هو الذي أمره بأن يكشف للصحفيين اسم فاليري ، انطباعاً بأن هناك شكل ما من أشكال الحرب تدور بين " سي. آي. إيه " ومكتب نائب الرئيس. ولو كانت هناك حرب فهي من جانب واحد ( مكتب تشيني ) فنحن بهذا المعنى لسنا بمقاتلين.
وحتى هذه اللحظة ، رأيت تشيني مهتماً بأحوال الوكالة ، ومستمراً في طرح الأسئلة الصعبة ، وكنت أرحب بأسئلته ، ما دمت أجيب بما لدي من حقائق ومعلومات ، وليس ما يود الطرف الآخر سماعه.

ولكن حدث ما أثار حفيظة العاملين بوكالتي.. فقد بات مسئولو إدارة بوش لا هم لهم سوي العراق وبالتحديد علاقة العراق بتنظيم القاعدة ، وكلما أكدنا لهم أن معلوماتنا لا تظهر أي صلة بين الطرفين ، لا يستسيغوا الرد. وقد جاءت إلي في أحد أيام عام 2002 جامي ميسيك التي تشغل منصب كبير محللينا في الوكالة تشكو من أن عدداً من صانعي السياسات بإدارة بوش حددت منهم سكوتر ليبي وبول وولفويتز يظهرون الامتعاض وعدم الرضا عن ردودنا علي أسئلتهم المتكررة فيما يتعلق بتورط العراق في علاقات مع تنظيم القاعدة. وما كان مني إلا أن قلت لها قولي لمحللينك أن يردوا عليهم في المرة القادمة بعبارة مقتضبة هي : ردنا هو نفسه كما المرة السابقة.
والحقيقة أن التركيز علي العراق بواسطة كبار المسئولين في إدارة بوش كان هو شغلهم الشاغل ومنذ البداية. ولم لا وقد كان بول وولفويتز وريتشارد بيرل ودوجلاس فيث من بين ثمانية عشرة شخصاً وقعوا علي رسالة علانية صادرة عن جماعة أطلقوا عليها اسم " مشروع القرن الأمريكي الجديد " ويطالبون فيها بإسقاط صدام حسين.
و غالباً ما يُنسى أيضاً أن تغيير النظام في العراق كان سياسة رسمية معلنة أيضا ً لإدارة الرئيس بيل كلينتون ، وكان الهدف من قانون تحرير العراق الذي أعلنه الكونجرس في عام 1998. وقد تم تخصيص 100 مليون دولار لوزارة الخارجية لاستخدامها في عملية السعي لوضع نهاية لنظام صدام.
وفي بداية عمل إدارة بوش اقترح وزير الخارجية كولين باول تخفيف العقوبات الدولية علي العراق ، واستبدالها بما اصطلح علي تسصميته بـ " العقوبات الذكية ".. وفي أوائل عام 2001 ، تحدث عن أن أمريكا يتم اغتيالها سياسياً أمام محكمة الرأي العام العالمي لوجود انطباع في العالم بأن أطفال العراق يموتون جوعاً بسبب هذه العقوبات.

و اقترح باول من أجل تحسين صورتنا في العالم أن يتم استبدال العقوبات القائمة بأخري " ذكية " تتركز أكثر علي المشتروات العسكرية. ولكن باقي أفراد الإدارة رفضوا قائلين بأن هذا سيسمح لصدام بالمراوغة واستعادة برامج أسلحته ولكن مع تمسك باول باقتراحه ، وافقوا علي " العقوبات الذكية " ، ولكن أيضاً اطاحوا بها بسرعة كأن لم تكن !
وفي يوم 7 فبراير عام 2001 ، وبعد أقل من اسبوعين علي تولي الإدارة الجديدة ، ترأست كوندوليزا رايس ( كوندي ) اجتماعاً للجنة كبار المسئولين الأمنيين في البيت الأبيض وتركز حول العراق. وكان معي في ذلك الجتماع نائب جون ماجلوغين. وكما جرت العادة في العديد من الاجتماعات التي تمت في بداية عهد إدارة بوش ، فقد بدا أن الهدف منه هو جمع المعلومات ، وتحديد المهام البيروقراطية ، حتي تتمكن الحكومة فيما بعد من رسم سياستها العامة في هذا الصدد.
وكان موضوع العراق قد انزوى بعيداً عن بؤرة الاهتمام في ربيع وصيف ذلك العام – علي الأقل بالنسبة لي – حيث استرعت الكثير من القضايا الملحة اهتمامي ، ومن هذه القضايا أو الأحداث التي تم نسيانها الآن - تماماً - إجبار الصين مقاتلة البحرية الأمريكية إي بي -3 علي الهبوط في إبريل ، مما تسبب في توترات رهيبة عشناها على مدى 11 يوماً. وتمضيتي جزءاً كبيراً من شهر يونيو في الشرق الأوسط اتنقل ما بين اسرائيل والأراضي الفلسطينية للمساعدة في استقرار الموقف الأمني هناك. ولكن ذلك لا يعني أننا تجاهلنا صدام.
فقد كانت في إدارة عمليات " سي. آي. إيه " مجموعة عملياتية خاصة بالعراق تخطط لجميع العمليات السرية التي قد يطلب منها تنفيذها داخل العراق ، أو عند حدوده. وفي شهر أغسطس 2001 ، قمنا بتعيين رئيس جديد لهذه المجموعة ليس باستطاعتي الافصاح عن اسمه ، لأن الكشف عنه لا يزال قيد الحظر ، وكان هذا الضابط الذكي والمنظم الفكر أمريكي من أصل كوبي ، وكان دائماً يقول في الاجتماعات أنه لولا الإخفاق الأمريكي في عملية " خليج الخنازير " التي قامت بها الولايات المتحدة ضد كوبا ، لما قد رحل عن بلاده كوبا وجاء للإقامة في أمريكا. ويقول إن أهم الدروس المستفادة من هذه العملية ، ومن تاريخ عملياتنا غير السعيد ضد العراق منذ نهاية حرب الخليج عام 1991 أو الرسالة التي يجب أخذها في الاعتبار هي أنه لا يمكن إزاحة صدام بعمليات سرية فقط.
و قد توصل عدد من كبار مسئولي إدارة بوش أتفهم دوافعهم ، ومعهم مجموعة من منظريهم في وسائل الإعلام في أوائل عام 2002 إلي أن سي آي إيه غير مستعدة للقيام بمهمة إسقاط صدام الصعبة. ولكن القضية لم تكن كذلك على الإطلاق ، فبغض النظر عن تحليلاتنا التي تؤكد وجود عدة مستويات أمنية لحماية صدام والتي لا يمكن اختراقها بسهولة للوصول إليه ، كانت القضية بالنسبة لنا هي أننا حتى لو استطعنا الإطاحة بصدام ، يظل هناك احتمال قائم بتولي جنرال سني مكانه ، وبذل نستبدل صدام بآخر. ولكن استنتاجاتنا هذه لم تحظ برضا الإدارة التي كان هدفها أن تجعل من العراق نموذجاً للديمقراطية يُحتذى به في الشرق الأوسط.


إدارة بوش لم تجر أية نقاشات جادة حول قرار الحرب ولم تبحث احتواء العراق
و وولفويتز أصر من البداية علي إدراج صدام ضمن من يشملهم الانتقام الأمريكي!!
ولأن كل شيء تغير بعد 11 سبتمبر فقد حاول معظم مسئولي بوش إخفاء ومداراة فشلهم في التعامل مع تحذيرات سي. آي. إيه " من القاعدة باختلاق صلة تربط العراق واسلحة دماره الشامل بهذا التنظيم الإرهابي. واستغلوا تأثر الأمريكيين عاطفياً بالهجمات للتأسيس لهذه الصلة نفسياً من خلال رسالة ركزوا عليها مفادها : " نحن لن نسمح أبداً بأن يفاجئنا أحد كما حدث في 11 سبتمبر. وأننا في حالة العراق وإذا ما تآكلت العقوبات واستمر صبر المجتمع الدولي علي صدام فسوف نستيقظ ذات يوم لنجد بحوزته سلاحا نوويا ولن نكون في وضع يسمح لنا باحتواء تهديداته ".
والحقيقة أن إدارة بوش لم تجر أبداً أية نقاشات جادة حول قرارها بغزو العراق. ولم تركز إلا علي الغزو باعتباره أمراً واقعاً ، ولم تبحث ما إذا كان صدام يمثل تهديداً عاجلاً لأمن الولايات المتحدة ، وإنما كانت تعتبره كذلك ، حتي في ضوء حقيقة عدم وجود ما يدل علي ذلك. وعلي عكس ما جرت عليه العادة في هذه الأحوال لم يكلف رجال الرئيس وفي مقدمتهم نائبه تشيني نفسه حتي بإثارة احتمالات احتواء العراق.
ضابط عسكري كبير قال لـ " فيث " يوم 12 سبتمبر 2001 : لا بد من مهاجمة
القاعدة في أفغانستان.. فرد عليه : يجب أن نتوجه بحملتنا العسكرية فورا لبغداد ً !!
وبغض النظر عما ذكرته آنفاً في بداية الكتاب من أنني التقيت صدفة ريتشارد بيرل في ساعة مبكرة من يوم 12 سبتمبر ، أي بعد الهجمات بيوم واحد خارجاً من البيت الأبيض ، وصدمتي لسماعه يقول لي : علي العراق أن يدفع ثمن ما فعله بالأمس .. بغض النظر عن بيرل وما قاله ، هناك حادث آخر يبين كيف أن النية كانت مبيتة لحرب العراق. فقد أبلغني مؤخراً ضابط عسكري كبير حدث أن كان برفقة دوجلاس فيث في أوربا وقت وقوع هجمات 11 سبتمبر، وأثناء عودته معه علي متن طائرة عسكرية اليوم التالي للهجمات ، قال هذا الضابط الكبير لفيث إن القاعدة هي المسئولة عن هجمات اليوم السابق ، وأنه لا بد من القيام بحملة عسكيرة كبري ضد معاقلها في أفغانستان. وكم كانت صدمة هذا الضابط – كما روى لي – لدي سماعه فيث يرد عليه قائلاً الحملة يجب أن تتجه على الفور إلي بغداد.
رامسفيلد لم يكن متحمساً للحرب كنائبيه " فيث " و" وولفويتز "
و رايس أبلغت هاس في يوليو 2002 أن قرار الحرب اتخذ بالفعل !!
وفي اجتماعاتنا مع الرئيس في كامب ديفيد فور وقوع هجمات سبتمبر كان لدى بول وولفويتز إصرار غريب علي أن يتم إدراج صدام علي لائحة من تشملهم عملية الرد الأمريكي علي هذه الهجمات.
وفي هذه الاجتماعات لم يظهر علي رامسفيلد وزير الدفاع تأييده لهذا الربط بين صدام والهجمات ، علي عكس نائبيه المتحمسين بصورة غريبة.
و بالنسبة لكوندوليزا رايس فقد كانت تشارك هؤلاء تحمسهم للحرب. وقد أبلغني ريتشارد هاس مدير التخطيط السابق في وزارة الخارجية ( رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في الوقت الراهن ).. أبلغني أن رايس قالت له في يوليو عام 2002 إن القرار تم اتخاذه بالفعل ، وما لم يخضع العراق لكل شروطنا وطلباتنا فإن الحرب ستقع لا محالة.

فوجئت بتشيني يقفز علي عمل سي. آي. إيه يمهد في خطاب للحرب متهماً
صدام بحيازته سلاحاً نووياً في القريب العاجل سيضرب به أمريكا وحلفاءها !!
لم يقف الأمر عند هذا الحد ، فكم شعرت بالغرابة أيضاً عندما فوجئت بخطاب ألقاه نائب الرئيس تشيني في 26 اغسطس 2002 أمام حشد من المحاربين القدامى قال فيه : «ليس هناك أدنى شك في أن صدام حسين لديه الآن أسلحة دمار شامل ، وهو يحشدها الآن لكي يستخدمها ضد أصدقائنا وحلفائنا وضدنا ". كما قال تشيني في نهاية خطابه : " هناك كثيرون منا علي قناعة بأن صدام سيمتلك سلاحاً نووياً في أقرب وقت ".
وهكذا اقتحم تشيني مجال عملنا ، وجافى الحقيقة ، وتحدث دون الرجوع لنا لكي ننفي ما وصل إليه من خلال تحليله الاستخباراتي الخاص ، حيث تجاوز فيما وصل إليه ما يمكن لتحليلات الوكالة أن تدعمه وقد كان ينبغي علي أن أبلغ تشيني بذلك ، ولو في لقاء يقتصر علينا نحن الاثنين ولكنني لم أفعل. وفي مساء يوم الجمعة 6 سبتمبر عام 2002 ، اجتمع فريق عمل الرئيس للأمن القومي وبمشاركة سي آي إيه في اجتماعات لبحث ما سنفعله مع العراق ، وقدم فريق رايس تقارير كثيرة تؤسس للحرب وتضع تصورات لما يمكن أن تجري عليه.
حذرتهم كتابياً من كل ما يجري الآن في العراق ولكنهم لم يستمعوا لي
و أكدت لهم أن الفوضى ستعم والإرهاب سيتصاعد ضد الأمريكيين !
وكنت قد قدمت في اجتماع سابق في 13 أغسطس 2002 ، ورقة بالغة الأهمية بتاريخ بعنوان " العاصفة الكاملة ـ الاستعداد للنتائج السلبية لغزو العراق ".
وتطرح هذه الورقة السيناريوهات الأسوأ التي يمكن أن تقابلنا أثناء محاولتنا تغيير النظام في العراق. وينص ملخص الورقة على أنه في أعقاب غزو تقوده أميركا للعراق ، فإنها ستواجه نتائج سلبية فيما يتعلق بالعراق نفسه ، وبالمنطقة ، وما يتجاوزها ، وهذه النتائج تشمل مايلي:
  • الفوضى وتمزق وحدة أراضي العراق
  • فقدان للاستقرار يهدد الأنظمة في الدول العربية الرئيسية.
  • اتساع هائل في نطاق الإرهاب العالمي ضد المصالح الأميركية يغذيه العداء الديني المتزايد للولايات المتحدة.
  • انقطاعات كبرى في الإمداد بالنفط وتوترات شديدة في التحالف الأطلسي.. هكذا كان تحذيري لهم من العديد من المصاعب التي برزت فيما بعد غزو العراق.
انتظرونا غدا في الحلقة الثالثة عشرة.
 
عودة
أعلى