مقدمة
اندلعت الحرب العالمية الأول والجزائر في وضعية متدهورة جدا. وقد تحول الجزائريون إلى دروع بشرية تصد بهم فرنسا نيران الألـمان، خصوصا وأنها كانت تشكو من نقص ديموغرافي منذ بداية القرن العشرين. فأسرعت إلى تجنيد أكثر من ثلث المليون شاب جزائري وأرسلتهم للدفاع عن أراضيها والقيام بالأعمال والأشغال التي تتطلبها مصانعها ومزارعها.لم يقتصر المجهود الحربي الجزائري على الجانب البشري فقط بل عانت الجزائر أيضا في المجال الاقتصادي ، فأنهك بذلك المجتمع وأدى إلى تقهقره أكثر
المجهود الإقتصادي للجزائريين خلال الحرب العالمية الأولى
ففي المجال الزراعي ، ساهمت الجزائر بشكل كبير في عملية تموين فرنسا وأثناء الحرب العالـمية الأولى على الرغم من تدهور الإنتاج الزراعي الجزائري من جراء عدة عوامل ، طبيعية وسياسية وبشرية. ومثلت الحبوب الصنف الأول من الصادرات الزراعية، فأرسلت الجزائر نحو فرنسا بين 1914 و 1916 حوالي 8.314.000 قنطار من القمح ، بينما بلغت صادرات الشعير في نفس الفترة حوالي 12.770.617 قنطارا.
وقد شملت الصادرات عدة محاصيل زراعية كالطماطم والبطاطس والبيض التي وجهت لتموين الـمستشفيات التي تستقبل جرحى الحرب في فرنسا. بالإضافة إلى ذلك أرسلت إلى فرنسا 120.000 قنطار من التبغ سنة 1917 ، بعد ما كانت صادرات التبغ لا تتجاوز 80000 قنطار قبل 1914.وقد احتاجت فرنسا إلى الحلفاء ، فصدرت نحوها حمولة تزيد عن نصف مليون قنطار بين 1914 و1918 ؛ أما الزيوت فبلغت صادراتها هي الأخرى 27.730 طن في 1917. وحتى التمور الجزائرية أدرجت في قائمة الـمواد الضرورية لتموين فرنسا ، فوصلت صادراتها 294.736 قنطارا عام 1917.احتلت الثروة الحيوانية الصف الثاني في الصادرات الأساسية خلال الحرب بحيث تشير الإحصائيات الرسمية أن حجم الصادرات من الأغنام قد بلغ 2839206 رأسا في الفترة 1915 و1918. وكان لذلك أثرا سلبيا على أسعار اللحوم في الجزائر التي ارتفعت بشكل حاد ولم تعد في متناول الجزائريين مهما كانت وضعيتهم الاجتماعية.أما الـمواد الـمنجمية فشهدت بدورها زيادة كبيرة في الإنتاج الموجه للتصدير لتلبية ضرورات المصانع الحربية الفرنسية. فارتفع إنتاج الرصاص بـ 100 % بين 1915 و 1916 ليتواصل على نفس الوتيرة عام 1917. أما الزنك والفوسفات فقد تضاعف إنتاجهما بين 1915 و 1916 ، وزادت الكميات الـمنتجة من الفحم بنسبة 300 % بين 1917 و 1918
المجهود المالي للجزائريين خلال الحرب العالمية الأولى
لم يقتصر المجهود الحربي للجزائريين خلال الحرب العالـمية الأولى 1914 ـ 1918 على الجانب البشري والاقتصادي فحسب بل تعداه إلى المجهود الـمالي. ولقد اعترف الساسة الفرنسيون أنفسهم من خلال التقارير التي كانوا يزودون بها حكومتهم خلال الحرب ، أن الجزائريين يعانون من فقر كبير ومحرومون من أبسط الضروريات. مع ذلك فقد فرضت عليهم ضرائب عديدة أثقلت كاهلها حتى وصل الأمر عند الكثير منهم إلى بيع ما تبقى لهم من أملاك وأثاث لدفع ضرائب الحرب الـمسلطة عليهم.ولم يراع الفرنسيون أحوال الأهالي وفقرهم ، فكانت حصيلة الضرائب الـمباشرة وغير الـمباشرة التي جمعتها الإدارة الفرنسية تفوق الـ50 مليون فرنك فرنسي في كل سنة في الفترة 1913 ـ 1919.وخلاصة القول إن التضحيات التي فرضت على الجزائريين في إطار المجهود الحربي فاقــت كل التصورات باعتراف الـمؤرخين الفرنسيين. وكان من نتائج ذلك على المجتمع الجزائري أن تدهورت الأحوال الـمـعيشية والصحية للجزائريين ، وتعرضوا للمجاعات من جراء الجفاف ، وارتفاع الأسعار ، وندرة الـمواد الزراعية ، وفقدانهم لجزء كبير من القوة البشرية الشابة التي جندتها فرنسا في سبيل حماية ترابها وشعبها من الاجتياح الألـماني.وكان لهذه الـمرحلة الأليمة من تاريخ الشعب الجزائري أثرها العميق في تنمية الوعي الوطني وفي تحديد مسار النضال السياسي في الـمرحلة ما بعد الحرب
http://www.m-moudjahidine.dz/Histoire/Dossiers/D63.HTM
اندلعت الحرب العالمية الأول والجزائر في وضعية متدهورة جدا. وقد تحول الجزائريون إلى دروع بشرية تصد بهم فرنسا نيران الألـمان، خصوصا وأنها كانت تشكو من نقص ديموغرافي منذ بداية القرن العشرين. فأسرعت إلى تجنيد أكثر من ثلث المليون شاب جزائري وأرسلتهم للدفاع عن أراضيها والقيام بالأعمال والأشغال التي تتطلبها مصانعها ومزارعها.لم يقتصر المجهود الحربي الجزائري على الجانب البشري فقط بل عانت الجزائر أيضا في المجال الاقتصادي ، فأنهك بذلك المجتمع وأدى إلى تقهقره أكثر
المجهود الإقتصادي للجزائريين خلال الحرب العالمية الأولى
ففي المجال الزراعي ، ساهمت الجزائر بشكل كبير في عملية تموين فرنسا وأثناء الحرب العالـمية الأولى على الرغم من تدهور الإنتاج الزراعي الجزائري من جراء عدة عوامل ، طبيعية وسياسية وبشرية. ومثلت الحبوب الصنف الأول من الصادرات الزراعية، فأرسلت الجزائر نحو فرنسا بين 1914 و 1916 حوالي 8.314.000 قنطار من القمح ، بينما بلغت صادرات الشعير في نفس الفترة حوالي 12.770.617 قنطارا.
وقد شملت الصادرات عدة محاصيل زراعية كالطماطم والبطاطس والبيض التي وجهت لتموين الـمستشفيات التي تستقبل جرحى الحرب في فرنسا. بالإضافة إلى ذلك أرسلت إلى فرنسا 120.000 قنطار من التبغ سنة 1917 ، بعد ما كانت صادرات التبغ لا تتجاوز 80000 قنطار قبل 1914.وقد احتاجت فرنسا إلى الحلفاء ، فصدرت نحوها حمولة تزيد عن نصف مليون قنطار بين 1914 و1918 ؛ أما الزيوت فبلغت صادراتها هي الأخرى 27.730 طن في 1917. وحتى التمور الجزائرية أدرجت في قائمة الـمواد الضرورية لتموين فرنسا ، فوصلت صادراتها 294.736 قنطارا عام 1917.احتلت الثروة الحيوانية الصف الثاني في الصادرات الأساسية خلال الحرب بحيث تشير الإحصائيات الرسمية أن حجم الصادرات من الأغنام قد بلغ 2839206 رأسا في الفترة 1915 و1918. وكان لذلك أثرا سلبيا على أسعار اللحوم في الجزائر التي ارتفعت بشكل حاد ولم تعد في متناول الجزائريين مهما كانت وضعيتهم الاجتماعية.أما الـمواد الـمنجمية فشهدت بدورها زيادة كبيرة في الإنتاج الموجه للتصدير لتلبية ضرورات المصانع الحربية الفرنسية. فارتفع إنتاج الرصاص بـ 100 % بين 1915 و 1916 ليتواصل على نفس الوتيرة عام 1917. أما الزنك والفوسفات فقد تضاعف إنتاجهما بين 1915 و 1916 ، وزادت الكميات الـمنتجة من الفحم بنسبة 300 % بين 1917 و 1918
المجهود المالي للجزائريين خلال الحرب العالمية الأولى
لم يقتصر المجهود الحربي للجزائريين خلال الحرب العالـمية الأولى 1914 ـ 1918 على الجانب البشري والاقتصادي فحسب بل تعداه إلى المجهود الـمالي. ولقد اعترف الساسة الفرنسيون أنفسهم من خلال التقارير التي كانوا يزودون بها حكومتهم خلال الحرب ، أن الجزائريين يعانون من فقر كبير ومحرومون من أبسط الضروريات. مع ذلك فقد فرضت عليهم ضرائب عديدة أثقلت كاهلها حتى وصل الأمر عند الكثير منهم إلى بيع ما تبقى لهم من أملاك وأثاث لدفع ضرائب الحرب الـمسلطة عليهم.ولم يراع الفرنسيون أحوال الأهالي وفقرهم ، فكانت حصيلة الضرائب الـمباشرة وغير الـمباشرة التي جمعتها الإدارة الفرنسية تفوق الـ50 مليون فرنك فرنسي في كل سنة في الفترة 1913 ـ 1919.وخلاصة القول إن التضحيات التي فرضت على الجزائريين في إطار المجهود الحربي فاقــت كل التصورات باعتراف الـمؤرخين الفرنسيين. وكان من نتائج ذلك على المجتمع الجزائري أن تدهورت الأحوال الـمـعيشية والصحية للجزائريين ، وتعرضوا للمجاعات من جراء الجفاف ، وارتفاع الأسعار ، وندرة الـمواد الزراعية ، وفقدانهم لجزء كبير من القوة البشرية الشابة التي جندتها فرنسا في سبيل حماية ترابها وشعبها من الاجتياح الألـماني.وكان لهذه الـمرحلة الأليمة من تاريخ الشعب الجزائري أثرها العميق في تنمية الوعي الوطني وفي تحديد مسار النضال السياسي في الـمرحلة ما بعد الحرب
http://www.m-moudjahidine.dz/Histoire/Dossiers/D63.HTM