اذا تطرقنا باسلوب علمي الى تاريخ المدفعية نجدها في المقام الاول تمثل مكسبا ثقافيا وفي المقام الثاني ابداعا وابتكارا تكنولوجيا لوسائل الرمي والمقذوفات والتطور في مجال الذخائر الذي انجر عنها تحولات في الجانب التكتيكي والتقني بهدف تقوية الكثافة النارية وزيادة مدى الرمي ورفع دقة الاصابة وتقليص اوقات المناورة.
سمحت هذه التطورات للمدفعية الميدانية ان تكون اليوم السلاح الذي غالبا ما يعتمد عليه القرار في حقل المعركة )يث دائما ما شكل ربح الوقت هاجسها الاساسي والذي انتهى باعطاء نتائج متوقعة بقضل التكنولوجيا الجديدة والبحوث التي تسمح حاليا الية معطيات الرمي التوفيق بين الكثافة النارية ووفعاليتها مع اجال تزويدها قد تحقق اليوم . .............. تنظيم المدفعية لقد عرفت المدفعية استقرارا في تنظيمها الهيكلي منذ ابتكار البطارية ذات ست مدافع في باب الواد بالجزائر سنة 1568 ،من طرف علي لعجل الذي حكم الجزائر في الفترة ما بين 1568-1571 حسب الرسم الذي وضع لمدينة الجزائر سنة 1570 هذا التنظيم لا يزال ساري المفعول الة يومنا هذا في العديد من الجيوش وللرفع من الكثافة النارية والمحافظة لا دوامها تتجه بعض الجيوش نحو تنظيم البكارية ذات ثمانية قطع ( مدافع - هاوتزر -هاونات - او راجمات )،في المقابل سمح تحسين المقذوفات بقضل التكنولوجيا الجديدة للمدفعية بان تتطور وتصبح على الهيئة التي هي عليها اليوم : قوية . فعالة . متحركة . ميكانيكية وتطورية في هياكلها وطريقة استعمالها.
المقذوف المتفجر
منذ القرن الخامس عشر والمقذوف المتفجر يتم تفجيره بواسطة مشعل امامي لمقذوف عبر ايقاده من فوهة الماسورة مع اشعال فتيل البارود لدفع المقذوف من مؤخرة المدفع وكان هذا المقذوف يشكل خطرا كبيرا حتى ضهور كل من الصمامة الزمنية سنة 1850 ثم صمامة الاصطدام سنة 1875 ثم الصمامة اللاسلكية ،ودائما في هذا السياق حري بنا ان نذكر ماقدمه الانجليزي هنري شاربنل سنة 1784 باضافة الكرات الحديدية داخل المقذوف والتي استعملت لاول مرة سنة 1808
الحلزونات
بعدما انجز البريطاني روبينز سنة 1742 الحلزونات في ماسورة البندقية استغرق تحقيقها في ماسورة المدفع اكثر من قرن بسبب كروية المقذوف والتعمير من الفوهة وكانت اول تجربة لادماج المدفع سنة 1844 للمقدم الايطالي بيامنتي كفالي في سنة 1857 صنع اول مدفع يحتوي على 24 حلزونة بفرنسا وتم استعماله لاول مرة بالجزائر وفي سنة 1861 اضاف البروسيون حلقة من الرصاص للمقذوف اسهم في اعطائه حركة دورانية .
الفولاذ
ظهرت تقنية صناعة اول مدفع فولاذي سنة 1858 بمؤسسة كروب الالمانية وفي سنة 1866 تمكنت هذه المؤسسة من اضافة التعمير من الخلف
يتبع ............ المصادر مجلة الجيش الجزائري العدد 30 مارس 2004 ملاحظة الموضوع حصري للمنتدى
ان علاقة رجوع الماسورة وحاملها كانت محلا للدراسات الاولى التي قام بها الالماني موسنر سنة 1891 وبعده العثيد الفرنسي دي بور البير الذي ركب اول جهاز الاعادة والرجوع على مدفع 75 مم سنة 1897 وسمي بالمدفع m 1897وانتج منه 4000 نموذج هذا الابتكار سمح لسلاح المدفعية بان يرز كسلاح رئيسي في الاصابة النارية بغرض تفكيك التشكيل القتالي المهاجم وتوفيق الاختراقات وتخريب المنشات الهندسية خلال الحربين العالميتين
صورة للمدفع الفرنسي ام 1897
ان زيادة الحاجة للمناورة بنيران التركيز المكثف بالمدفعية الثقيبة اوجبت اللجوء الى السكك الحديدية في 23 مارس 1918 وبالتالي ظهر المدفع ذو العيار 210 مم المشهور ببرنا الصغيرة ذات الخصائص التالية كدى رمي 120 كلم ووزن القطعة 260 طن ويوم 27 ماي من نفس السنة ظهرت الى الوجود برتا الكبيرة تقصف بعيار 240 مم وفي سنة 1943 ظهر المدفع k5 التابع للمدفعية البحرية ذو 280 مم
كما شهدت هذه الفترة استعمال واسع للهاونات ذات عيار 420 مم التي تدمر وتسكت اي نقطة داخل الخنادق صورة للمدفع بيركا الكبيرة
الكا 5 الالماني
وبالتوازي مع التطورات الهائلة لقطع المدفعية واستجابة لمختلف المهام التكتيكية خطت وتيرة التكور للمقذوفات خطوات جبارة اسفرت عن تطوير المقذوفات التالية
* مقذوفات شديدة الانفجار والشظايا
تُعتبر المدفعية - بصورة عامة - صنف أساسي Main Assort من صنوف القوات البرية، وهي التي تحقق القدرة النارية لتلك القوات عند خوضها الأعمال القتالية، أو العمليات الحربية. وكانت المدفعية تُعتبر - أيضاً - أكبر صانع - أو مسبب - للضحايا في حروب القرن العشرين السابقة، ولم ينحسر دورها مطلقاً بظهور الأسلحة الصاروخية كوسائط نيران أساسية في ميدان المعركة، وإنما أصاب تطور ها بعض الجمود ولم تتغير منذ الحرب العالمية الثانية وحتى منتصف الخمسينيات، حيث اتجهت الدول الكبرى نحو التأكيد على الأسلحة النووية بدلاً من التقليدية، ففي تلك الفترة نسقت كميات كبيرة من المدافع، وبخاصة من قوات الدول الأوروبية الشرقية.
أدى إدخال السلاح الصاروخي النووي - وبخاصة في المستويات التكتيكية - إلى التحسين المستمر لوسائط الصراع المسلح، ووضعت أمام المدفعية متطلبات جديدة لتطويرها اللاحق، تتلخص هذه المتطلبات في: زيادة مدى الرمي، وقدرة المناورة، وإنتاجية النيران، وخفة الوزن، وتأمين الحماية لأفراد الطاقم المدفعي من تأثير الأسلحة التقليدية بشكل عام، والأسلحة النووية بشكل خاص. وباتت الدول - غير النووية - تسعى دائبة للحصول على الأعتدة المدفعية من الطرازات والأجيال الجديدة، وبخاصة المدفعية ذاتية الحركة.
يجدر بنا - بعد هذه المقدمة عن مدفعية الميدان - أن نتعرف على النماذج والطرازات الموجودة في التسليح العالمي، مستعرضين أبرز مواصفاتها الفنية (التكنولوجيه)، وخصوصاً الطرازات أو النماذج المتوفرة حالياً في تسليح القوات البرية العربية، وبعض دول الجوار الجغرافي.
أولاً : عموميات عن مد فعيةالميدان
يتحقق النجاح في المعركة الحديثة بالجهود المشتركة لجميع الصنوف والقوى، ويعتبر التعاون فيما بينها، ومع القوات الخاصة والجوار، الشرط الأساسي لتحقيق النصر في المعركة، وتعتبر مدفعية الميدان القوة النارية الضاربة Strike Fire Power الرئيسة للقوى البرية، وهي تتميز بمدى رميها الكبير (العميق)، وقوتها النارية الهائلة، وقدرتها على المناورة بالنار والعتاد، حيث تفتح نيران المدفعية لقواتنا (الصديقة) الطريق في الهجوم، وتغلق الطريق على العدو في الدفاع.
وتعتبر الرمايات الكثيفة Density of Fire، والمناورة الواسعة بالوحدات (القطعات) والنيران في حقل المعركة، الأساس في الاستخدام القتالي للمدفعية. إن مدفعية الميدان قادرة على تنفيذ المهمات التالية:
- تدمير وإبطال مدفعية وهاونات العدو والوسائط النارية الأخرى والقوى الحية المعادية.
- تدمير الدبابات والقانصات ( المدرعة) المعادية.
- تهديم المنشآت الدفاعية الميدانية والحصينة.
- شل قيادة قوات العدو وعمل مؤخراته (اللوجيستية، والإدارية).
- منع العدو من تحقيق المناورة والقيام بالأعمال الدفاعية وترميم الأهداف المخربة.
وتتحقق النتائج الحاسمة والسريعة لأعمال مدفعية الميدان بما يلي:
- حشد التجميع الرئيس (الأساسي) للمدفعية في الوقت المناسب على اتجاه الضربة الرئيسة في الهجوم، وعلى أهم اتجاهات الجهد الرئيس في الدفاع.
- تكثيف وتركيز نيران المدفعية على أهم أغراض (أهداف) Toirgets وتجمعات العدو.
- الاعتماد على المفاجآت بالنيران الفعالة.
- القيادة المرنة الأكيده لنيران المدفعية في المعركة (والعملية).
- التعاون المستمر مع الصنوف الأخرى، والطيران، والجوار، أثناء سير الأعمال القتالية.
- الحصول على معلومات الاستطلاع في حينه.
- الاستفادة القصوى من نيران (خصائص) العتاد المدفعي، ورفع الكفاءة التدريبية للطواقم المدفعية.
يرى الخبراء الاختصاصيون الأمريكيون، أن المدفعية والقطعات الصاروخية الداخلة في تسليح القوات البرية الأمريكية، هي صنف أساسي من صنوف القوات، التي تؤمِّن الدعم الناري للقوى البرية، والصراع ضد وسائط التدخل الجوي المعادي، وتُقسم القوات البرية في الولايات المتحدة الأمريكية إلي: مدفعية ميدان، ومدفعية مضادة للطائرات، وتصنف حسب العيارات، والوزن، وأسلوب التحرك إلى: مدفيعة خفيفة، ومتوسطة، وثقيلة. لكن الخبراء الروس الاختصاصيين يعطون لمدفعية الميدان استقلالاً ذاتياً، ويفصلون بينها وبين المدفعية المضادة للطائرات، حيث يلحقون هذه الأخيرة بصنف مستقل بذاته هو "قوات الدفاع الجوي". وبعض الدول يلحق هذه الأخيرة بالقوات الجوية.
على كل الأحوال، تنتمي إلى المدفعية الميدانية في جيش الولايات المتحدة مجموعات (منظومات) الأجهزة الصاروخية الموجهة وغير الموجهة من فئه "أرض - أرض"، والهاونات على مختلف عياراتها، والراجمات الصاروخية (مدفعية الجيش)، والقذائف الموجهة المضادة للدروع. ويوجد في تسليح قطعات مدفعية التشكيلات البرية الأمريكية واحتياط القيادة العامة، أجهزة مدفعية ذات سبطانات عيار 105 ملم، و 155ملم و 175 ملم، و 2ر203 ملم قذافات ومدافع، ويوجد في كتائب المشاة المحمولة (المشاة) والدبابات، هاونات عيار 7ر106 ملم، وفي سرايا (وحدات المشاة المحمولة) هاونات عيار 81 ملم، وسوف نقتصر في هذه المقالة على دراسة المدافع ذات الرمي المنحني (القوسي) فقط.
كانت أهم التحسينات التي أجريت على المدفعية - من أجل زيادة قدرتها على المناورات - باتجاه إعطاء المدفع The gun إمكانية الحركة الذاتية، دون الحاجة إلى القطر، وذلك بتركيبها على عربات مدرعة مجنزرة، وهذه الميزة تمكن المدفعية من مرافقة الدبابات في ميدان المعركة، وتمكنها من التمتع بسرعة رد الفعل، حيث تستطيع فتح النيران من الحركة أو بعد حوالي دقيقة من الوقوف. ويستطيع بعضها تنفيذ الرماية الدائرية، والمناورة مباشرةً بعد الرمي (اتباع تكتيك أطلق وانسحب) وقابلية التمويه بسهولة، بينما يحتاج المدفع المتطور إلى حوالي نصف ساعة لتجهيزه بعد الوقوف. وتقدم المدافع الذاتية الحركة الحماية للأطقم من شظايا الأسلحة الخفيفة، وبعضها يقدم الحماية ضد الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.
ثانياً : المدفعية المقطورة Tractor-Drawn Artillery
في استعراض الطرازات فى مدفعية الميدان الداخلة حالياً في التسليح العالمي، أمكن حصر حوالي (16) طرازاً فى المدفعية المقطورة، منها (10) قذافات Howitzers، و (3) مدافع- قذافة Howitzer/gun، و (3) مدافع The gun، لكن هذا لا ينفي وجود طرازات أو مدافع من أجيال أقدم منها، وكذلك وجود طرازات (وأجيال) من مدفعي ميدان (مقطورة) من صنع دول أخرى غير الدول الصانعة التي سنذكرها لاحقاً "أنظر الجدول 1".
ثالثاً: المدفعية ذاتية الحركة Self-propelled Artillery
بدأ تطور المدفعية ذاتية الحركة عشية الحرب العالمية الثانية وفي أثنائها، حيث ركبت المدافع على هياكل الدبابات لتسمح للدعم الناري والمحافظة على مرافقة الهجوم السريع، حيث دخل المدفع السوفيتي ذاتي الحركة (سو -14) المركب على الدبابة الروسية (ت -34) في المعركة في عام 1940م، كما دخل المدفع الأمريكي الذاتي الحركة (م -7) المركب على الدبابة الأمريكية (م -2) في الخدمة عام 1942م، ومذ ذلك الحين أخذت المدفعية ذاتية الحركة في التطور بعد الحرب العالمية الثانية بوتائر
عالية، وتم تصنيعها بأعداد كبيرة، ودخلت في تسليح القوات المسلحة في معظم دول العالم، وحلت محل المدفعية المتطورة؛ وبالرغم من ذلك فقد أبقت غالبية الدول على قطع من المدفعية المقطورة حتى الآن.
وقد أمكن حصر حوالي (14) طرازاً من المدفعية ذاتية الحركة الداخلة حالياً في تسليح الدول الصناعية الكبرى، وفي تسليح دول الوطن العربي ودول الجوار الجغرافي، ولعل أشهر تلك الطرازات هما: المدفع الأمريكي نموذج (م-109) عيار 155 ملم، والمدفع الأمريكي الآخر نموذج (م -110) عيار 2ر203 ملم. وهما الأوسع انتشاراً في الدول العربية وإسرائيل وإيران. وفى الوجهة الإجمالية فإن المدفعية ذاتية الحركة يتميز منها - في الوقت الحاضر ستة من فئة (القذاف) وثلاثة من فئة (مدافع-قذاف)، وخمسة من فئة (مدفع)، وسوف نستعرض بعض المواصفات الأساسية لتلك الفئات:-
وتجدر الاشارة إلى أن هناك 18 دولة من الدول العربية (باستثناء العراق والصومال وجيبوتي وجزر القمر) تملك حوالي (10857) فوهة مدفعية ميدان من فئات متنوعة، ويقابلها في ذلك الكيان الصهيوني الذي يملك في الوقت الراهن حوالي (1550) فوهة مدفعية ميدان، منها (400) مدفع مقطور، و (1150) مدفعاً ذاتي الحركة، وتملك إيران في قواتها البرية حوالي (2284) فوهة مدفع، منها (1995) فوهة مدفع مقطور، وزهاء (289) مدفعاً ذاتي الحركة من عيارات مختلفة.
رابعاً : قذائف مدفعية الميدان والنماذج الصاروخية
من الصعوبة بمكان أن نعدد لكل طراز من مدفعية الميدان - السالفة الذكر - أنواع القذائف التي تُرمى بواسطته، ولكن يمكن القول- باستثناء العيارات أقل من 122 ملم - إن جميع هذه الطرازات أو الفئات مصممة لترمي جميع أنواع قذائف المدفعية التقليدية - والتي سنذكرها لاحقاً - ماعدا قذائف المدفعية الصاروخية الموجهة، حيث لا ترمي هذه الأخيرة سوى في العيارين 155 ملم و 2ر203 ملم الأميركية الصنع.
1. أنواع قذائف مدفعية الميدان (التقليدية) العادية:
أمكن حصر زهاء (14) نوعاً من تلك الذخائر التي ترمى بواسطة المدفعية، سواءً كانت مقطورة أو ذاتية الحركة. وحتى أريح القارئ من عناء الترجمة من اللغة الانجليزية إلى اللغة العربية، فإني سوف أذكر كل نوع بالرمز الوارد في تقارير وكتب الميزان العسكري التي تصدر عن مراكز الدراسات الاستراتيجية الدولية، وهذه الأنواع هي:-
2. أنواع القذائف الصاروخية الموجهة التي تُرمى بواسطة مدفعية الميدان:
يرى الخبراء العسكريون الغربيون أن الذخائر Munitions والقذائف الموجهة Gvided Missiles التي تطلقها مدفعية الميدان والمدفعية الصاروخية، هي الواسطة الأساسية لزيادة الرمي في مدفعية الميدان، والواسطة الفعالة للصراع ضد الدبابات أو المدرعات على مسافات بعيدة، وبالرمي من مرابض رمي مستورة. ويجب أن تتوفر في هذه الذخائر العالية الدقة المتطلبات (أو الشروط) التالية:-
أ- ألا يقل مدى طيران القذيفة عن 80% من مدى طيران القذيفة العادية.
ب - ألا تزيد عن 9ر0 من الخطأ الدائري المحتمل للقذائف العادية.
ج - المحافظة على الفعالية حتى فى ظروف التشويش (ستائر دخانية، غبار، أهداف كاذبة).
د - مدى عمل نظام التوجيه الذاتي يؤمِّن إمكانية الدلالة على الأهداف حتى على مسافة التقاط الهدف من قبل رأس التوجيه الذاتي من 2 - 5كم.
تدل المعطيات على أنه يوجد لدى الدول الغربية عدة طرازات (نماذج) من القذائف الموجهة التى ترمى بواسطة مدفعية الميدان والهاونات والراجمات الصاروخية، مثل: القذيفة كوبر هيد (م -712)، والقذيفة ساد ارم (م -836)، والقذيفة (م -281.أ) وقذيفة الهاون (بوسارد) الألمانية الصنع، وقذيفة الهاون (ستريك) السويدية الصنع، والقذيفة (جامب) Gamp الأمريكية الصنع. ولابأس أن نذكُر بشيء من الإيضاح بعض المواصفات الأساسية لبعض القذائف الموجهة الأمريكية الصنع، وسوف نأخذ لهذا الغرض القذائف الأكثر شهرةً وتداولاً، وهي:
1. القذيفة الموجهة الصاروخية طراز "كوبر هيد" المجتمع -712:
النوع: قذيفة copper head M-712 صاروخية موجهة، أمريكية الصنع، تاريخ الصنع: 1986م، العيار: 155 ملم، مدى الرمي الأقصى: حتى 40كم، احتمال إصابة الهدف بالطلقة الأولى: 8ر0، وزن القذيفة: 3ر62 كلغ، الطول: 1380 ملم، نوع نظام التوجيه: نصف إيجابي، ليزري، نوع الهدف الذي يمكن التأثير عليه: أهداف مدرعة مختلفة، واسطة إيصال القذيفة "كوبر هيد" إلى الهدف: المدافع الأمريكية عيار 155 ملم، وبخاصة المدفع القذاف طراز (م - 109 أ-6) عيار 155 ملم ذاتي الحركة.
2. القذيفة الصاروخية الموجهة طراز "ساد زرم" المجتمع - 836:
النوع: قذيفة sadarm M-836 صاروخية موجهة، أمريكية الصنع، تاريخ الصنع: 1987م، العيار: 2ر203 ملم، مدى الرمي الأقصى: 22 كم، احتمال إصابة الهدف بالطلقة الأولى: 2ر0 - 5ر0، الوزن: 92 كلغ، طول القذيفة: 1140 ملم، نوع نظام توجيه القذيفة: سلبي- راديو متري، نوع الهدف الذي يمكن التأثير عليه: دبابات وعربات مدرعة، واسطة إيصال القذيفة "ساد زرم" إلى الهدف: القذاف الأمريكي طراز (م -110) عيار 2ر203 ذاتي الحركة.
خامساً : آفاق تطور مدفعية الميدان وذخائرها
إن الاتجاهات الأساسية لتطوير نُظم المدفعية ذات السبطانات في دول حلف الناتو سوف تُتخذ - كما في الماضي - بناءً على مقتضيات نظريات خوض الأعمال القتالية الموضوعة والمزمع وضعها، وهنا لابد أن نذكّر في هذا السياق بتتالي تلك النظريات القتالية في المعركة الحديثة المشتركة التي سادت في العقود الثلاثة من النصف الثاني من القرن العشرين الماضي من المعركة "الجوية - البرية" التي طُبقت في حرب الخليج الثانية عام 1991م عند تحرير الكويت، إلى معركة "الصراع ضد الأنساق الثانية" والاحيتاطات التي سادت قبيل مطلع القرن الحادي والعشرين الحالي، إلى معركة "الحرب غير المتماثلة" التي خاضتها القوات الأمريكيه مع قوات التحالف في أفغانستان عام 2001م، إلى "المعركة للاتماسية" التي خاضتها قوات التحالف الدولي عام 2002م وانتهت باحتلال العراق الشقيق.
لكن أعمال تحديث سلاح المدفعية Artilley Weapon تتجه بشكل عام نحو خمسة إتجاهات متلازمة، هي: القوة النارية، والحركية، والحيوية، والديمومة، والاستقلالية التكتيكية. ويُعطى التركيز أو الأولوية في التحديث إلى مسألة "زيادة القوة النارية"، حيث يرى الخبراء الأطلسيون أن زيادة ملحوظة في القوة النارية Fire Power لسلاح المدفعية ذات السبطانات ستتحقق من خلال: زيادة مدى الرمي، وسرعة الرمي، ودقة الرمي. كما أن إمكانية الرمي لمسافات بعيدة قد تتحقق في المستقبل القريب عن طريق استخدام قذئف ذات أشكال (ايروديناميكية) أي (طيرانية) مُحسَّنة مزودة بمولدات غازية وقذائف صاروخية إيجابية، وتحسين الخصائص المدفعية (الباليسيتة) داخل السبطانات كزيادة طول السبطانة وحجم التلقيم ... إلخ.
لكن الاتجاه المستقبلي الأكثر نجاعةً وجدوى في زيارة مدى الرمي وهي: استخدام طرق القذف غير التقليدية، إذ إن مدى الرمي في عام 2015م من المدافع ذات السبطانات المحدثة سوف يصل إلى 30-40 كلم (وحتى 50 كلم بالنسبة لبعض أنواع المدافع)، وذلك حسب نوع القذيفة. أما الزيادة الملحوظة في سرعة الرمي فإنها سوف تتحقق - بصورة عامة - بنتيجة استخدام تكنولوجيا مواد القذف السائلة ( قد تصل سرعة الرمي القصوى إلى 12-16 قذيفة في الدقيقة)، إضافة إلى بقية الاتجاهات التي ذكرت آنفاً، كالحركية، والحيوية، والاستقلالية التكتيكية، والتي تحتاج إلى بحث مستفيض لا يتسع المجال لايراده في هذه المقالة المختصرة.
وفي كل حالة من هذه الحالات، فإن زيادة (رفع) المستوى التكنولوجي للمدفعية ذات السبطانات سوف تتم - بوجه عام - نتيجة صنع مدافع جديدة وتحديث النماذج الموجودة. ومن المعروف أن المدافع القذافة ذاتية الحركة من عيار 155 ملم طراز (م-109-901-M) الأمريكي الصنع تشكل العمود الفقري لسلاح المدفعية ذات السبطانات في الجيش الأمريكي، وهذه المدافع موجودة في كافة التشكيلات البرية "الثقيلة"، أما المدافع من عيار 105 ملم فإنها موجودة في الفرق "الخفيفة"، والمدافع من عيار 2ر203 ملم موجودة في قوام كتائب المدفعية العائدة للفيالق البرية الأمريكية.
ومن أجل تحسين المستوى التكنولوجي وإطالة مدة الاستثمار في الخدمة، خصصت المدافع ذاتية الحركة من الأنواع المذكورة أعلاة، وفي مراحل مختلفة لمراحل تحديث وتجديد عدة. والمدافع ذاتية الحركة المحدثة من عيار 155 ملم طراز M-109.A3 تدخل في تسليح القوات البرية لأغلب الدول الأعضاء في حلف الناتو منذ عام 1978م.
1. عملية تحديث المدفع طراز (م-109 أ10-2) :
منذ مطلع التسعينيات من القرن المنصرم، بدأت المرحلة الأخيرة للتحديث الجذري والعميق لهذا الطراز، وأسفرت عن تزويد هذا النوع من المدافع بنظام قيادة النيران الذي يؤمن الربط الطبوغرافي المستقل ذاتياً، والاستقبال الآلي للمعطيات عن الهدف من مركز قيادة النيران أو من وسائط الاستطلاع، والحساب السريع والدقيق لقيم الرمي، وتوجيه المدفع بناءً على القيم المحسوبة.
وهذا الطراز المحدث للمدفع المذكور يتمثل في المدفع عيار 155 ملم ذاتي الحركة طراز CGM-1090A.6 أو يسمى (بابلادين) Baladin، والمدى الأفقى للرمي بهذا المدفع حتى 40كم - بالقذائف الإيجابية الصاروخية وحتى 30 كم - بالقذائف العادية.
أما تلك المدافع الأخرى - مثل المدفع عيار 105 ملم المقطور و 105 ملم ذاتي الحركة و 2ر203 ملم المقطور وذاتي الحركة - فإنها لا تعتبر مدافع واعدة (مستقبلية)، ولا يخطط لصنع الجديد منها حتى الآن، حيث يتوقع ألا يتم التحديث لمدافع الميدان المقطورة إلا عن طريق بعض التحديث للمدافع 105 ملم- قذاف مقطور طراز M-119 و M-102، وللمدافع 155 ملم-قذاف مقطور طراز M-198، باتجاه زيادة المدى وسرعة الرمي.
2. عملية صنع مدفعية ميدان جديدة مستقبلية:
إن مدفع الميدان الواعد (المستقبلي) الذي سيدخل ميدان تسليح القوات البرية لدول حلف الناتو في مطلع هذا القرن الجديد الحالي (في غضون 2005-2010م) هو من طراز AC (كروسادير) Crosadir، وهذا النظام يتألف من المدفع القذاف عيار 155 ملم ذاتي الحركة، وآلية النقل والتلقيم المدرعة. والمدى الأفقي لرمي هذا المدفع الجديد بالقذائف المعدلة طراز XM-982 قد تصل إلى 48 كلم. ووفق اعتقاد قيادة حلف الناتو، فإن هذا المدفع المستقبلي سيكون الواسطة الأساسية للتأثير الناري في قوام مجموعات (منظومات) الاستطلاع النارية العاملة في التشكيلات المشتركة البرية الأمريكية والأطلسية (اللواء- الفرقة).
3. تحديث وتطوير ذخائر مدفعية الميدان:
يعتبر تحديث ذخائر المدفعية أحد الطرق والأساليب الأساسية لتحسين الإمكانات القتالية لمدفعية الميدان، ولذلك فإن الجهود الكبرى لخبراء حلف الناتو سوف تتركز على صنع قذائف للمدافع والهاونات (المورتر)، التي تؤمِّن التأثير على العدو على عمق تراتيبه القتالية وبنسبة استهلاك مقبولة، حيث لاتزال الاتجاهات الأساسية لتطوير ذخائر المدفعية اتجاهات تقليدية في الوقت الحاضر، أي زيادة قوة الفعل (التأثير) ضد الهدف وزيادة مدى الرمي ودقتة.
ومن أجل تحقيق الزيادة الكافية لفعالية رمي المدفعية من مرابص الرمي المستورة على أهداف مدرعة ومصفحة، يجري العمل في الولايات المتحدة ودول حلف الناتو الصناعية على صنع وتحديث ذخائر المدفعية ذات الدقة العالية. وحتى منتصف عقد التسعينيات لم يكن في حوزة القوات البرية الأمريكية سوى القذيفة طراز "كوبر هيد" ذات الدقة العالية.
ويجري العمل في الوقت الحاضر على صنع قذائف ذات دقة عالية من الجيل الثاني والجيل الثالث، لتطبيق مبدأ "اطلق وانس" المعروف، حيث يتوقع أن يصل احتمال نسبة إصابة الأهداف بالقذائف المستقبلية ذات الدقة العالية حتى 7ر0-9ر0، ولبلوغ هذه المعدلات لابد من زيادة كبيرة في ضمانة ودقة اكتشاف الهدف وملاحقته والتسديد عليه في ظروف التشويشات الطبيعية والاصطناعية (المنظمة). وخير اتجاه مستقبلي لحل هذه المشكلة هو استخدام رؤوس التوجيه الذاتي المركبة (المختلفة). ومن أجل تدمير الأهداف المدرعة الخفيفة - بما في ذلك قواعد الإطلاق ذاتية الحركة - يجري تصميم وصنع العناصر القتالية من نوع "سادارم" لتعبئتها في قذائف المواقع من عيار 155 ملم (بمعدل عنصرين قتالين في القذيفة الواحدة). والمقصود بكلمة "عنصر قتالي" هنا، هو الرأس الحربي شديد الانفجار.
ان استعمال الدبابة خلال الحرب العالمية الثانية ادى الى ابتكار المقذوفات ذا الحشوة الجوفاء قادرة على اختراق جميع المدرعات على مسافة 1500 متر ومن ثم فقد سمح التطور التكنولوجي من اكتساب ذخائر مدفعية مضادة للوسائل والافراد بمفعول تدميري لا مثيل له
ارغمت المناورة لمختلف الاسلحة ذات الوتيرة العالية المدفعية على اتباع وتيرة قتال الجنود المحتاجين للدعم
شهد هذا المطلب ميلاد المدافع المحملة على عربات تسمى ذاتية الحركة
ان وتيرة عمليات القتال وضرورة تدمير الخصم ادت بالالمان لابتكار سلاح فعال بالحرب العالمية الثانية ويتعلق الامر بالصاروخين v1وv2 اللذان قصفا لندن سنة 1944 وكانت خسائرها مدمرة ومعتبرة كما شهدت الحرب ضهور راجمات الصواريخ الالمانية نيبلويفر والروسية كاتيوشا الالمانيerfenebelwr
كاتيوشا الروسي
مدفعية ميدان متحركة
الوسائل المساعدة على ادارة النيران لقد مكن نظام البحث والتحديد للاهداف وطذا تحضير عناصر الرمي من طرف الانسان من ان تكتسب اليوم اتوماتيكيا بفضل الذكاء اللكتروني الاصطناعي الذي ظهر في المدفعية منذ السبعينات هذا النجاح التكنولوجي سمح بربح الوقت بواسطة ارسال اتوماتيكي سريع ودقيق للاوامر ومعطيات الرمي مما انعكس ايجابا على اقتصاد الذخيرة والمستخدمين وذلك بفضل
* ادماج الحواسيب الالكترونية سنة 1945 في دراسة البالستيك الخارجي لاجراء التطبيقات للمعادلات وهي مئات الالاف من العمليات في اوقات قياسية انذاك من اجل تحديد مكان المقذوف وفي اي نقطة على منحنى تحليقه
* استعمال الاجهزة السمعية البصرية والالكترونية للرصد المنحنى الحقيقي للمقذوف -التودوليت الملاحق للمقذوف
موضوع أكثر من رائع ، ومدفعية الميدان أثبتت أنها السلاح الأفضل لعمليات الإشباع الناري ، بل وبفضل أنظمة السيطرة على النيران الحديثة والقذائف الذكية ، أمكنها إصابة أهداف نقطوية بعيدة وخارج خط البصر . موضوع أكثر من رائع كما عودنا إستاذنا الزعيم ، وكل الشكر لتعقيب أخونا إف 15 .
إن مدفع الميدان الواعد (المستقبلي) الذي سيدخل ميدان تسليح القوات البرية لدول حلف الناتو في مطلع هذا القرن الجديد الحالي (في غضون 2005-2010م) هو من طراز AC (كروسادير) Crosadir، وهذا النظام يتألف من المدفع القذاف عيار 155 ملم ذاتي الحركة، وآلية النقل والتلقيم المدرعة. والمدى الأفقي لرمي هذا المدفع الجديد بالقذائف المعدلة طراز XM-982 قد تصل إلى 48 كلم. ووفق اعتقاد قيادة حلف الناتو، فإن هذا المدفع المستقبلي سيكون الواسطة الأساسية للتأثير الناري في قوام مجموعات (منظومات) الاستطلاع النارية العاملة في التشكيلات المشتركة البرية الأمريكية والأطلسية (اللواء- الفرقة).
ان مشروع الكروسيدر Crosadir قد تم ألغاءه من قبل القيادة الأمريكية وتم استبدال المشروع بمشروع جديد للمدفع المستقبلي الجديد NLOS-C هذا المدفع من انتاج شركة FCS Future combat systems وقد تم انتاج اول 6 قطع من المدفع لغرض التجارب عام 2008 ويتوقع ان بيدا الأنتاج بهذا المدفع عام 2010 وسوف يتم تزويد الجيش الأمريكي ب 18 نظام في عام 2012 , وللمدفع نفس المواصفات التي ذكرتها تقريباً وشكراً للموضوع الرائع ... وهذة صورة المدفع :
كان اثقل استعمل من حيث كبر حجم القذائف من نصيب الالمان في الحرب العالمية الثانية عندما قاموا بمهاجمة مدينة سوفيتية و من ضمن شروط خاصة جدا بمدفعية جد ثقيلة ، ادت الى تدمير المدينة بشكل كبير
كذلك عندما هاجم الامركيان ايطاليا استعمل الالمان مدافعهم السوبر الموضوعه على سكة الحديد في مهاجمة القوات الامريكية و ان لم تكن ذات تاثير كبير سوى النفسي منه
و حاليا هناك اتجاه المتمثل بمدفعية الميدان المحمولة على الشاحنات و منها الكروسير الفرنسي و الشهير الجي 6 الجنوب افريقي
كذلك لا ننسى النظام الروسي الشهير سميراش و الذي تملكه عدد من الدول العربية
تعتبر المدفعية أكبر صانع للضحايا في حروب القرن العشرين السابقة، ولم ينحسر دور المدفعية مطلقا بظهور الأسلحة الصاروخية التكتيكية كوسائط نيران أساسية في ميدان المعركة, وإنما أصاب تطور المدفعية بعض الجمود، ولم تتغير منذ الحرب العالمية الثانية حتى منتصف الخمسينيات، حيث اتجه كلا حلفي الناتو ووارسو نحو التأكيد على الأسلحة النووية بدلا من التقليدية، وفي تلك الفترة نسقت كميات كبيرة من المدافع، خاصة من القوات السوفييتية. أدى إدخال السلاح الصاروخي النووي، خاصة في المستويات التكتيكية إلى التحسين المستمر لوسائط الصراع المسلح، ووضعت أمام المدفعية متطلبات جديدة لتطويرها اللاحق، تتلخص أهم هذه المتطلبات في زيادة مدى الرمي، وقدرة المناورة، وإنتاجية النيران، وخفة الوزن، وتأمين الحماية لأفراد الطاقم من تأثير الأسلحة التقليدية بشكل عام والأسلحة النووية بشكل خاص.
من أهم التحسينات التي أجريت على المدفعية من أجل زيادة قدرتها على المناورة، إعطاء المدفع إمكانية الحركة الذاتية، دون الحاجة إلى القطر، وذلك بتركيبه على عربات مدرعة مجنزرة، وهذه الميزة تمكن المدفعية من مرافقة الدبابات في الميدان، وتمكنها أيضا من التمتع بسرعة رد الفعل، حيث تستطيع فتح النيران من الحركة أو بعد نحو دقيقة من الوقوف، ويستطيع بعضها تنفيذ الرماية الدائرية، والمناورة مباشرة بعد الرمي (اتباع تكتيك أطلق وانسحب)، وقابلية التمويه بسهولة، بينما يحتاج المدفع المقطور إلى نحو نصف ساعة لتجهيزه بعد الوقوف، وتقدم المدافع الذاتية الحركة الحماية للأطقم من شظايا الأسلحة الخفيفة، وبعضها يقدم الحماية ضد الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.
أولا: المدفعية الذاتية الحركة
بدأ تطوير المدفعية الذاتية الحركة عشية الحرب العالمية الثانية وفي أثنائها، حيث ركبت المدافع على هياكل الدبابات لتسمح للدعم الناري بالمحافظة على مرافقة الهجوم المدرع السريع. ودخل المدفع السوفييتي ذاتي الحركة سو – 14 المركب على الدبابة ت – 35 في المعركة في عام 1940، كما دخل المدفع الأمريكي الذاتي الحركة م – 7 المركب على الدبابة م2 في الخدمة عام 1942. استمر تطوير المدافع الذاتية الحركة بعد الحرب العالمية الثانية بوتائر عالية، وتم تصنيعها بأعداد كبيرة، ودخلت في تسليح القوات المسلحة في معظم دول العالم، وحلت محل المدفعية المقطورة، وبالرغم من ذلك فقد أبقت غالبية الدول على قطع من المدفعية المتطورة حتى الآن. يصنف الأمريكيون المدفعية ضمن صنفين أساسيين، مدفعية الدعم القريب، ومدفعية الدعم العام، وتنفذ مدفعية الدعم القريب مهام الدعم الناري المباشر للوحدات المقاتلة على الخطوط الأمامية، وتدمير الأغراض على الخطوط الدفاعية الثانية. وفي الدعم العام تسيطر المدفعية على المناطق حتى عمق 30 كم، بينما تسيطر الصواريخ على المسافات الأبعد من ذلك، وفي السنوات الأخيرة جرب رجال المدفعية إيصال طلقات المدفع إلى مسافات أبعد، من خلال الطاقة الذاتية العالية والقذائف الصاروخية، لكنهم قابلوا بعض المشكلات في دقة الرمي، والمردود، وفي تمزق السبطانات، وانفجار الضغط الزائد على الطاقم. طورت بريطانيا مدفعيتها، وأنتجت في نهاية الحرب العالمية الثانية المدفع الذاتي الحركة طراز «ارشر» عيار 76.2 ملم، وفي الستينيات أنتجت المدفع الذاتي الحركة طراز «أبوت – ف ف – 433» عيار 105 ملم. وتقوم الآن كل من بريطانيا، وألمانيا الغربية، وإيطاليا بإنتاج مدفع جديد متطور من عيار 155 ملم، سيدخل الخدمة بنموذجين، الأول مقطور طرازه «ف ن – 70»، والثاني ذاتي الحركة طراز «س ب – 70». في فرنسا تم تركيب المدفع عيار 105 ملم على هيكل الدبابة إم إكس 13 في بداية الخمسينيات. وإنتاج مدفع ذاتي الحركة إم إكس – 105، وفي نهاية السبعينيات تم تطوير الدبابة ذاتها، ليركب عليها مدفع من عيار 155 ملم. وأنتج المدفع إم إكس – ج سي ت. وتقوم فرنسا حاليا بتطوير مدفع حديث من عيار 155 ملم باسم «ت. د». استمر الاتحاد السوفييتي في الخمسينيات في أعمال البحث الخاصة بتطوير مدفعية الميدان السوفييتية، وأسفرت الأعمال التجريبية لتركيب المدافع على قاعدة متحركة عن ظهور المدفع الذاتي الحركة سو – 100 عيار 100 في منتصف الخمسينيات والذي لا يزال قيد الاستخدام. وتتابع ظهور الطرازات الأخرى من مختلف العيارات، وتم إنتاج المدفع الخفيف ذاتي الحركة «أ – و– 57» من عيار 57 ملم، الذي يزن نحو 3 أطنان، والمدفع «أ سو – 85» من عيار 85 ملم الذي يزن نحو 14 طنا. وزودت قوات الدفاع الجوي بهذين الطرازين، لسهولة نقلهما جوا الجوي بهذين الطرازين، لسهولة نقلهما جوا إلى أرض المعركة، وإنزالهما من طائرات النقل العسكرية بالمظلات. كما تم إنتاج المدافع من عيار 122 ملم بنموذجين، المقطور من طراز «د – 74»، وذاتي الحركة من طراز «سو – 122» والمدافع 152 ملم بنموذجين أيضا، المقطور من طراز «د – 20»، وذاتي الحركة من طراز «سو – 152». وتم تطوير وسائط القطر بحيث استخدمت القاطرات المجنزرة للقطر في ميدان المعركة، وعربات القطر على عجلات للمسافات البعيدة. ووضعت المدافع القذافة الجديدة من العيارين في تسليح وحدات المدفعية ضمن قوام تشكيلات القوات المدرعة والميكانيكية، لزيادة مدى نيرانها، وقدرتها على المناورة، ولزيادة فعالية مدفعية هذه التشكيلات. إن استخدام الدبابات الكثيف في الأعمال القتالية، وزيادة سماكة درعها، وقدرتها العالية على الحركة والمناورة، يتطلب تطوير المدفعية «م/ د» لزيادة قدرتها على خرق الدروع، وذلك بزيادة السرعة الابتدائية للطلقة، وباستخدام القذائف ذات الحشوة الجوفاء، وباستخدام السبطانات القصيرة والمدافع عديمة التراجع، وبتركيب هذه المدافع على هياكل الدبابات لتكون ذاتية الحركة، وأدى ذلك إلى الحصول على مدافع ثقيلة من أجل الوصول إلى سرعة ابتدائية عالية وقوة نفاذ للطلقة. من هذا العرض نرى أن المدفعية تطورت بشكل ملموس منذ الحرب العالمية الثانية حتى يومنا هذا. لكن التطورات التي حصلت في ذخائر المدفعية، ومنظومات قيادة نيرانها كانت أكبر وأوسع، وأدت إلى زيادة دقة رمايات المدفعية وفعاليتها، وتعدد أوجه استخدامها. وأصبحت المدفعية قادرة على إطلاق القذائف الشديدة الانفجار وذات الحشوة الجوفاء، والدخانية، والمضادة للدروع والأشخاص، باستخدام التوجيه الليزري، واللاسلكي، والأشعة تحت الحمراء، وباستخدام مبدأ التوجيه الذاتي إلى الهدف عند الانطلاق، أو في المرحلة النهائية من طيران القذيفة على محركها. يستخدم الأمريكان حاليا القذائف م – 546 المضادة للأشخاص التي تحتوي القذيفة منها على 8000 شظية سهمية. والقذائف «م – 413»، و»م – 444» التي تحتوي على رمانات صغيرة ضد الأشخاص. وأعار الأمريكان اهتماما خاصا لتطوير (القذائف التقليدية المحسنة) التي هي عبارة عن حواضن تقذف ذخائر صغيرة أو عناصر استشعار، من هذه القذائف ما يحمل 88 لغما ثنائي الغرض، بحشوة مختلطة فعالة ضد الدروع الخفيفة والعربات والأشخاص، ومنها ما يحمل 9 ألغام مغناطيسية ضد الدرع، وباستطاعتها، كما يقال، إيقاف أية دبابة في الوقت الحاضر، وإذا لم تنفجر هذه الألغام على أهدافها، فإنها تدمر نفسها ذاتيا بعد فترة معينة من الزمن. في الجانب الآخر، عمل السوفييت أيضا على تطوير ذخائر المدفعية، واستخدموا منجزات العلم لرفع مستوى (القذائف التقليدية المحسنة). نظرا للتطور الكبير الذي حصل في المدفعية من حيث قدرة المناورة العالية وإنتاجية النيران الغزيرة وقدرتها، تطلب ذلك تزويدها بوسائط الاستطلاع البصرية والصوتية والرادارية، وبوسائط الاتصال الموثوقة، وتم تزويد وحدات المدفعية بأجهزة الرؤية الليلية، وقوائس المسافة المختلفة، والليزرية منها، ووسائط الربط الطبوغرافي الجيوديزي، وبأجهزة التسديد المتطورة التي تعتمد على الحواسب الإلكترونية، وذلك للإسراع في عملية إعداد عناصر الرمي، وتحقيق دقة النيران وفعاليتها، بغض النظر عن الوقت من اليوم، والفصل من السنة، وحالة الجو.
ثانيا: المدفعية الصاروخية الميدانية
لقد حاصرت التكنولوجيا العصرية المدفعية من عدة اتجاهات، ومن هذه الاتجاهات المهمة المدفعية الصاروخية المعروفة باسم أرغن ستالين، وكانت القذائف الصاروخية من أوائل أنواع المدفعية المتطورة، وكان يجدد تطويرها من جيل لآخر في محاولات مستمرة للاستفادة من ميزاتها، خصوصا إمكانية إطلاقها من قواذف خفيفة رخيصة نسبيا. لقد لعب الهجوم بالصواريخ الكثيفة دورا مهما في مبدأ قوة النيران السوفييتية منذ الحرب العالمية الثانية، باستخدام نظام كاتيوشا، إلا أن هذه النظم كانت تعاني مشكلة دقة الإصابة، خاصة عند الرمي على المسافات البعيدة، لذلك كانت تستخدم من مسافات قريبة لإشباع منطقة محددة بالنيران، والآن تجاوزت المدفعية الصاروخية مشكلة الدقة، وأصبح في الإمكان مقارنتها بأفضل أنواع المدافع التقليدية، وذلك بفضل استخدام مجموعة من تقنيات الصنع الحديثة. يملك السوفييت عدة طرازات مختلفة من راجمات الصواريخ من عيار 122 ملم حتى 250 ملم، مركبة على شكل مجموعات حتى 40 صاروخا، لكن الأكثر شيوعا منها عيار 122 ملم طراز ب م – 21 ذو 40 سكة توجيه صواريخ، يبلغ مدى إطلاقها 21 كم، ويمكن أن ينفذ الإطلاق بفصيلة واحدة خلال زمن أقل من دقيقة واحدة، أو ينفذ على رشقات منتخبة، ويمكن إعادة تذخير قاعدة الإطلاق خلال 10 دقائق. وكذلك تنتج ألمانيا الغربية المدفعية الصاروخية من طراز لارس معتمدة على خبرتها المكتسبة من الحرب العالمية الثانية، وهو من عيار 100 ملم، يركب على العربة 36 صاروخا، ويبلغ مدى الرمي 10 – 12 كم. أما دول حلف الناتو التي تتحدث منذ بداية السبعينيات عن تفوق مدفعية حلف وارسو كما ونوعا على مدفعيتها، فتعمل حاليا على إنتاج نظام للمدفعية الصاروخية، تشترك في صنعه أمريكا، وألمانيا الغربية، وبريطانيا، وفرنسا، وهو عبارة عن قاعدة إطلاق متطورة من طراز «م ل ر س» تحمل 12 صاروخا من عيار 227 ملم، ويبلغ وزن الرأس الحربي للصاروخ 159 كجم، ويحتوي على 644 قنبلة صغيرة طراز «م – 77» يبلغ وزن كل منها 230 جراما، وتستطيع الراجمة الواحدة إطلاق 7728 قنبلة صغيرة من صواريخها الـ12 خلال أقل من 60 ثانية، ولمسافة 30 – 32 كم، لضرب أهداف خفيفة التسليح، كبطاريات المدفعية والصواريخ والمشاة. وننوه في هذا البند أن الكيان الصهيوني يملك في الوقت الحاضر نوعين من المدفعية الصاروخية أنتجا في مؤسسة الصناعات الإسرائيلية، وهما النموذجان «لار» و»مار»:
1 – قاعدة الإطلاق الصاروخية طراز ( lar – 160 ) الإسرائيلية الصنع:
أنتجت في عام 1984م، وتزود بها الجيش الإسرائيلي، حيث استعملت الدبابة الفرنسية الخفيفة (طراز amx – 13 ) كقاعدة متحركة لحمل القذائف، وتحمل قاعدة الإطلاق حاضنين من هذه القذائف في كل منها 18 مزخفة أنبوبية الشكل، وبالإضافة إلى قواعد الإطلاق فإن سرية بطارية الراجمات (160 – lar ) تضم في قوامها «فيرا» أي نظام قيادة النيران وآليات نقل الذخائر عيار 160 ملم، وآلية رافعة (لإعادة تلقيم قواعد الإطلاق). ولقد صنع القسم المدفعي لقواعد الإطلاق بشكل مستقل، يمكن تركيبه على مختلف القواعد المتحركة (المجنزرة منها وغير المجنزرة)، ويراوح عدد مزاحف الإطلاق في القاعدة الواحدة بين 18 و26 و36 و50 مزحفة. وتعبأ رزم المزاحف ذات الأنابيب البلاستيكية الزجاجية التي تأخذ شكل الحاضن الكثيف كخلية الفحل بالصواريخ غير موجهة عيار 160 ملم، وتسد بإحكام في المصنع المنتج، وتشغل آليات التوجيه بواسطة نواقل كهربائية هيدروليكية، وتضم الوحدة النارية للنظام (لار – 160) صواريخ غير موجهة من أربعة أنواع، تختلف عن بعضها بعضا بالأقسام القتالية أحدها على شكل حاضن مزود بـ144 عنصرا قتاليا متشظيا– حشوة جوفاء من طراز « m – 77» الأمريكي الصنع.
2 – قاعدة الإطلاق الصاروخية طراز ( mar – 350 ) الإسرائيلية الصنع:
هي نظام صاروخي جديد أجريت عليه التجارب منذ أوائل التسعينيات، ويبلغ مداه 70 كم، قسمه المدفعي مركب أيضا على قاعدة مجنزرة لدبابة فرنسية خفيفة من نوع (amx – 13 ) يضم نظام قيادة النيران (فيرا) في حد ذاته: صواريخ إحكام خاصة، ورادار ملاحقة لتتبع محارك ومسارات الصواريخ، وآلة حاسبة إلكترونية، والرادار والآلة الحاسبة الإلكترونية مثبتان على العربة ذات الصندوق الواحد. ويستطيع نظام ( فيرا ) واحد تقديم الخدمة إلى أربع قواعد إطلاق، ووضعت في الأقسام القتالية لصواريخ الإحكام غير الموجهة عيار (350 ملم) العواكس والمضخات للإرشادات الرادارية. وهكذا، فإن الصواريخ الأربعة تطلق بالفواصل الزمنية المحددة، ويتولى الرادار ملاحقة محارك تحليق هذه الصواريخ بصورة آلية. وتقوم الآلة الحاسبة الإلكترونية بمقارنة القيمة الوسطية للمحارك الأربعة مع المحارك الحسابية ثم تحدد التصحيحات التي يتم إدخالها إلى ردارات أجهزة التسديد.
ثالثا: قذائف مدفعية الميدان والنماذج الصاروخية
من الصعوبة أن نعدد لكل طراز من مدفعية الميدان أنواع القذائف التي ترمى بواسطته- خاصة نماذج المدفعية ذاتية الحركة- ولكن يمكن القول– باستثناء العيارات أقل من 122 ملم– إن جميع هذه الطرازات أو الفئات مصممة لترمي جميع أنواع قذائف المدفعية التقليدية– التي سنذكرها لاحقا– ما عدا قذائف المدفعية الصاروخية الموجهة، حيث لا ترمي هذه الأخيرة سوى العيارين 155 ملم، 203.2 ملم الأمريكية الصنع.
1 – أنواع قذائف مدفعية الميدان (التقليدية) العادية:
أمكن حصر زهاء 14 نوعا من الذخائر التي ترمى بواسطة المدفعية، سواء كانت مقطورة أو ذاتية الحركة، وهذه الأنواع هي: متفجرة، ومتشظية، وحارقة، ودخانية، وملغمية، وثاقبة، ومضيئة، ومضادة للدروع، وكيميائية، وعنقودية، وانشطارية... إلخ.
2 – أنواع القذائف الصاروخية الموجهة التي ترمى بواسطة مدفعية الميدان:
يرى الخبراء العسكريون الغربيون أن الذخائر manitions والقذائف الموجهة guided missiles التي تطلقها مدفعية الميدان، والمدفعية الصاروخية هي الواسطة الأساسية لزيادة الرمي في مدفعية الميدان والواسطة الفعالة للصراع ضد الدبابات أو المدرعات على مسافات بعيدة، وبالرمي من مرابض رمي مستورة، ويجب أن تتوافر في هذه الذخائر العالية الدقة المتطلبات (أو الشروط) التالية: ا- ألا يقل مدى طيران القذيفة عن 80 % من مدى طيران القذيفة العادية. ب- ألا تزيد على 0.9 من الخطأ الدائري المحتمل للقذائف العادية. ج– المحافظة على الفعالية حتى في ظروف التشويش (ستائر دخانية، غبار، أهداف كاذبة). د – مدى عمل نظام التوجيه الذاتي الذي يوفر إمكانية الدلالة على الأهداف حتى مسافة التقاط الهدف من قبل رأس التوجيه الذاتي من 2 – 5 كم. تدل المعطيات على أنه يوجد لدى الدول الغربية عدة طرازات (نماذج) من القذائف الموجهة التي ترمى بواسطة مدفعية الميدان، والهاونات، والراجمات الصاروخية، مثل القذيفة «كوبرهيد» ( m – 712 )، والقذيفة «ساد أرم» (m – 836 )، والقذيفة ( م – 281. أ )، وقذيفة الهاون (بوسارد) الألمانية الصنع، وقذيفة الهاون (ستريك) السويدية الصنع، والقذيفة (جامب gamp) الأمريكية الصنع، ولا بأس أن نذكر بشيء من الإيضاح بعض المواصفات الأساسية لبعض القذائف الموجهة الأمريكية الصنع، وسنأخذ لهذا الغرض القذائف الأكثر شهرة وتداولا وهي: 1 – القذيفة الموجهة الصاروخية طراز «كوبرهيد» المجنحة m – 712 :
النوع: قذيفة m – 712 copper head صاروخية موجهة، أمريكية الصنع تاريخ الصنع: 1986. م، العيار : 155 ملم، مدى الرمي الأقصى: حتى 10 كم، احتمال إصابة الهدف بالطلقة الأولى 0.8، وزن القذيفة : 62.3 كجم، الطول: 1380 ملم، نظام التوجيه: نصف إيجابي ليزري، نوع الهدف الذي يمكن التأثير عليه: أهداف مدرعة مختلفة، واسطة إيصال القذيفة «كوبرهيد» إلى الهدف: المدافع الأمريكية عيار 155 ملم، وبخاصة المدفع القذاف طراز ( m – 109 ) عيار 155 ملم، ذاتي الحركة.
2– القذيفة الصاروخية الموجهة طراز «سادارم» المجنحة m – 836 :
النوع: قذيفة m – 836 sadarm صاروخية موجهة، أمريكية الصنع، تاريخ الصنع : 1987. م، العيار : 203.2 ملم، مدى الرمي الأقصى : 22 كم، احتمال إصابة الهدف بالطلقة الأولى (0.2 – 0.5)، الوزن: 92 كجم، طول القذيفة: 1140 ملم، نظام توجيه القذيفة: سلبي راديومتري، نوع الهدف الذي يمكن التأثير عليه: دبابات، وعربات مدرعة، واسطة إيصال القذيفة «سادأرم» إلى الهدف: القاذف الأمريكي، طراز (m – 110) عيار 203.2 ملم، ذاتي الحركة.
رابعا: آفاق تطور مدفعية الميدان وذخائرها
1 – المدفعية ذات السبطانات والهاون:
إن الاتجاهات الأساسية لتطوير نظم المدفعية ذات السبطانات في دول الناتو سوف تتحدد– كما في الماضي– بناء على مقتضيات نظريات خوض الأعمال القتالية، الموضوعة والمزمع وضعها. لكن أعمال تحديث سلاح المدفعية تتجه بشكل عام نحو زيادة القوة النارية والحركية، والحيوية، والديمومية، والاستقلالية التكتيكية. يرى الخبراء الأطلسيون أن زيادة ملحوظة في القوة النارية لسلاح المدفعية ذات السبطانات ستتحقق من خلال زيادة مدى الرمي، وسرعة الرمي، ودقة الرمي. كما أن إمكانية الرمي لمسافات بعيدة قد تتحقق في المستقبل القريب عن طريق استخدام قذائف ذات أشكال إيروديناميكية (طيرانية) محسنة مزودة بمولدات غازية، وقذائف صاروخية إيجابية، وتحسين الخصائص الدفعية (الباليستية) داخل السبطانات (زيادة طول السبطانة، وحجم التلقيم... إلخ)، لكن الاتجاه المستقبلي الأكثر نجاعة وجدوى في زيادة مدى الرمي هو استخدام طرق القذف غير التقليدية، إذ إن مدى الرمي في عام 2015، ومن مدافع ذات سبطانات محدثة سيصل إلى 30 – 40 كم (حتى 50 كم، بالنسبة لبعض أنواع المدافع)، وذلك حسب نوع القذيفة. أما الزيادة الملحوظة في سرعة الرمي، فإنها سوف تتحقق، بصورة عامة، بنتيجة استخدام تكنولوجيا مواد القذف السائلة (قد تصل سرعة الرمي القصوى إلى 12 – 16 قذيفة في الدقيقة). الزيادة الكبيرة لمعدلات (مؤشرات) الحركية سوف تتحقق، في المستقبل المنظور على حساب زيادة سرعة التحرك لنظم المدافع ذاتية الحركة (توافر إمكانية الحركة الذاتية للمدافع المقطورة)، وتخفيض الأوزان، ومقاييس الأبعاد، وتخفيض الزمن اللازم للانتقال من وضعية المسير إلى الوضعية القتالية، وبالعكس. وستضاف الحيوية (الديمومة) للمدافع ذات السبطانات، عن طريق زيادة قدرتها على الحماية الذاتية، وتخليصها من نقاط الضعف، أما الاستقلالية التكتيكية الذاتية لمدافع المستقبل، فإنها ستتحقق بنتيجة تحديث وسائط التوجيه والرابط الطبوغرافي، وأنظمة الكمبيوتر المحمولة على منظومة المدفع، وهذا يوفر: - الربط الطبوغرافي الذاتي. - الاستلام الآلي للمعطيات عن الهدف من مركز قيادة النيران، أو من وسائط الاستطلاع المؤتمتة مباشرة. - الحساب السريع والدقيق للمعطيات الأولية اللازمة للرمي، وتوجيه المدفع حسب القيم المحسوبة، والتحكم المضمون بنظام التلقيم الآلي، واستعادة التسديد بعد الإطلاق، وبكلمة أخرى يمكن القول إنه ينبغي تأمين درجة عالية من الأتمتة لجميع عمليات تحضير وتنفيذ الرمي، وذلك عن طريق تزويد مدافع المستقبل بأنظمة قيادة النيران، ويمكن أن تشتمل في أفضل الحالات على وحدة (بلوك) الربط الطبوغرافي والتوجه، وحاسب إلكتروني مع شاشة صغيرة ومرسل– مستقبل أوامر آلي، ومرمز. مرتبط (متقاطع) مع الحاسوب الإلكتروني، وجهاز إلكتروني آلي متقاطع مع الحاسوب الإلكتروني لتركيب (تحديد) الصاعق أو المفجر، أذرع الوصل لتوجيه المدفع، واستعادة التسديد بعد الرمي، ومجسات مختلفة. وفي كل حالة من هذه الحالات، فإن زيادة (رفع) المستوى الفني للمدفعية ذات السبطانات ستتم بوجه عام بنتيجة صنع مدافع جديدة، وتحديث النماذج التي تشكل العمود الفقري لسلاح المدفعية ذات السبطانات في الجيش الأمريكي، والمدافع القاذفة ذاتية الحركة من عيار 155 مم طراز «1 م – 109» الأمريكي الصنع. وهذه المدافع موجودة لدى جميع التشكيلات البرية «الثقيلة»، أما المدافع من عيار 105 مم، فإنها موجودة لدى الفرق «الخفيفة»، والمدافع من عيار 2، 2.3 مم موجودة في قوام كتائب المدفعية العائدة للفيالق البرية. ومن أجل تحسين المستوى التكنولوجي وإطالة مدى الاستثمار في الخدمة خضعت المدافع القاذفة ذاتية الحركة من الأنواع المذكورة أعلاه، وفي مراحل مختلفة لمراحل تحديث وتجديد عدة. والمدافع ذاتية الحركة المحدثة من عيار 155 مم طراز «إم – 109 أ 2 / أ 3» تدخل في تسليح القوات البرية لأغلب الدول الأعضاء في حلف الناتو منذ عام 1978. ومنذ مطلع التسعينيات بدأت المرحلة الأخيرة للتحديث الجذري والعميق لهذا الطراز، وأسفر عن تزويد هذا النوع من المدافع نظام لقيادة النيران يؤمن الربط الطبوغرافي المستقل ذاتيا، والاستقبال الآلي للمعطيات عن الهدف من مركز قيادة النيران أو من وسائط الاستطلاع، والحساب السريع والدقيق لقيم الرمي، وتوجيه المدفع بناء على القيم المحسوبة. وهذا الطراز المحدث للمدفع المذكور يتمثل في المدفع 155 مم طراز «cgm – 109 – a6» أو ما يسمى (بالادين)، والمدى الأقصى للرمي بهذا المدفع حتى 40 كم بالقذائف الإيجابية الصاروخية وحتى 30 كم بالقذائف العادية، أما تلك المدافع الأخرى مثل المدفع عيار 105 مم مقطور، و105 مم ذاتي الحركة، و2، 2.3 مم المقطور وذاتي الحركة، فإنها لا تعتبر مدافع واعدة (مستقبلية)، ولا يخطط لصنع الجديد منها حتى الآن. ومن المتوقع ألا يتم تحديث مدافع الميدان المقطورة، إلا عن طريق بعض التحديث للمدافع 105 مم/ قذائف مقطورة، طراز «1 م – 119» و»1م – 102»، وللمدافع 155 مم/ قذائف مقطورة طراز «1م – 198» باتجاه زيادة المدى، وسرعة الرمي فقط. لكن مدفع الميدان الواعد (المستقبلي)، الذي سيدخل ميدان تسليح القوات البرية لدول حلف الناتو في مطلع القرن القادم (في غضون 2005 – 2010)، من طراز «a c « (كروسادير) هذا النظام يتألف من المدفع القذاف 155 مم ذاتي الحركة، وآلية النقل والتلقيم المدرعة، والمدى الأقصى لرمي المدفع « a c» (كروسادير) بالقذائف المعدلة طراز «xm – 982 « قد يصل إلى 48 كم، وباعتقاد قيادة حلف الناتو، فإن هذا المدفع سيكون الواسطة الأساسية للتأثير في قوام مجموعات (منظومات) الاستطلاع الناري العاملة في التشكيلات المشتركة البرية الأمريكية والأطلسية (اللواء، الفرقة). سيتعاظم في المستقبل القريب أيضا دور مدافع الهاون كوسائط للدعم الناري المباشر، وهذا مرده قبل كل شيء إلى التوجه الواسع نحو استخدام التشكيلات الخفيفة من القوات المشتركة ( على سبيل المثال عند الحاجة إلى القيام بمهام حفظ السلاح خلال النزاعات الإقليمية... وغير ذلك). ستتركز الجهود الأساسية لتطوير مدافع الهاون على إكسابها تلك الخصائص القتالية مثل: الحيوية أو الديمومة العالية، والاستقلالية الذاتية التكتيكية، والقدرة العالية على المناورة والحركية على أرض المعركة، وإمكانية استخدام القذائف ذات الدقة العالية (عيار 120 مم «بوسارد «)، وكذلك سرعة رد الفعل عند تسلم الأمر بفتح النار، عن طريق تشكيل أنظمة هاون مصفحة ذاتية الحركة، وذات دقة عالية مع أتمتة عمليات التوجيه (التسديد) والتلقيم، وتحضير وإدخال المعطيات الأولية للرمي. إن مدافع الهاون المستقبلية هي تلك المدافع التي تتوافر فيها الشروط والمتطلبات التي تتناسب مع شروط المدافع التي يجري صنعها الآن في الولايات المتحدة وبريطانيا، وهي من عيار 120 مم ذاتية الحركة طراز «فامس – q a m c « ومدى الرمي المحتمل بالقذائف العادية 8 – 10 كم، وبالقذائف الصاروخية– الإيجابية (بما في ذلك القذائف ذات الدقة العالية) 12 – 15 كم، وبسرعة رمي قصوى 10 – 15 طلقة في الدقيقة. وبذلك وبنتيجة تنفيذ الأبحاث والدراسات والتجارب العلمية الجارية في دول حلف الناتو على نطاق واسع، فإن القوات البرية ستحصل في خلال السنوات العشر– الخمس عشرة القادمة، على جيل جديد من نماذج مدفعية الميدان ذات الدقة العالية.
2 – منظومات الرمي الصبيبي الصاروخية (راجمات الصواريخ):
في السنوات الأخيرة من القرن الماضي أخذت تتعاظم أهمية منظومات الرمي الصبيبي الصاروخي كإحدى الوسائط الأكثر فعالية بين وسائط مدفعية الميدان، خاصة المدفعية ذاتية الحركة، ومن بين المميزات الإيجابية لراجمات الصواريخ قدرتها على توجيه الضربات الكثيفة المفاجئة إلى حشود القوى الحية والأعتدة العسكرية المعادية بكثافة نيران غزيرة، وبالتالي فعاليتها العالية في التأثير في الأهداف الجماعية، وحركية قواعد الإطلاق، وقدرتها على المناورة والبساطة والضمانة في التصميم (التركيب)، والإمكانات الكبيرة الكامنة لاستخدام صواريخ من أنواع مختلفة. وهنا تجدر الإشارة على وجه الخصوص إلى دور راجمات الصواريخ في التنفيذ الناجح لمهام تغطية الجنبات المكشوفة، وتدمير الإنزالات الجوية المحمولة جوا، ووقف تقدم العدو المتوغل في عمق الدفاع، ولذلك، فإن اتساع دائرة المهام التي تنفذ بواسطة راجمات الصواريخ منوط بالتنوع الكبير لنماذج هذه الراجمات ذات الإمكانات الفنية المختلفة. إن أهم الشروط والمتطلبات العملياتية– التكتيكية التي يعتمدها الخبراء في دول حلف الناتو خلال عملية تحديث راجمات الصواريخ هي: التأثير المضمون في الأهداف الجماعية بجميع أنواعها، وفي كامل عمق المنطقة التكتيكية لقوات العدو ( 25 – 30 كم )، ثم الحيوية (الديمومة) العالية، ثم إمكانية النقل جوا (الجوقلة)، وأخيرا الاستخدام العام والمتنوع لقاعدة الإطلاق الحاملة. ومن أجل تحقيق هذه المطالب والشروط، فإن تحديث راجمات الصواريخ يسير على الاتجاهات التالية: زيادة مدى الرمي، وزيادة دقة الرمي، وزيادة فعالية التأثير في الأهداف الجماعية بمختلف أنواعها، وتخفيف الوزن، وإمكانية الاستخدام لإطلاق أنواع أخرى من الصواريخ. ومن المفترض أن تتحقق الزيادة عن طريق زيادة العيار، واستخدام خلائط الوقود الجاف ذي الطاقة الكبيرة، وتحديث وتصميم (تركيب) قواعد الإطلاق والقذائف وتكنولوجيا صناعتها. وفي الولايات المتحدة يجري صنع راجمة صواريخ من نوع ( er – mlrs ) يصل مداها إلى نحو 45 كم، ومن أجل زيادة دقة الرمي لهذه المنظومة ستزود بحاسوب خاص يسمح بالتعامل مع سرعة الريح واحتسابها، وإضافة إلى ذلك، فإن زيادة دقة الرمي تتحقق عن طريق تحديث أجهزة قيادة النيران، والربط الطبوغرافي، واتباع أنظمة مثالية ومتقنة لتنفيذ الرمي، فنظام قيادة النيران الذي تزود به الآن راجمة الصواريخ «ميلرز» هو من طراز (إيغكس i f e x ) يوفر الزيادة في دقة الرمي، ويساعد على تطبيق مبدأ «أطلق، بدل المربض». وتتحقق الزيادة في فعالية التأثير عن طريق زيادة الرؤوس الحربية (الحشوات القتالية)، وصنع رؤوس أو عبوات قتالية انشطارية معبأة بعناصر قتالية دقيقة التسديد من نوع «ساد أرم» أو «bat»، وكذلك عن طريق زيادة عدد الألغام والقذائف المستخدمة، والذخائر الذكية المصغرة أو المفكرة. في الوقت الحاضر تجري الأبحاث والدراسات الرامية إلى تطوير (تعديل) الراجمة «ميلرز»، وتحويلها إلى منظومة دفاعية– صاروخية عالية الحركة وذات قدرة كبيرة على المناورة والتنقل من طراز ( himars ) «هيمارس» محمولة على قاعدة (شاسي)، سيارة شحن متوسطة الحمولة (5. طن)، ويمكن نقل هذه المنظومة جوا بواسطة طائرات من نوع (c – 130 )، وعليها يوجد صاروخ واحد، أو حاضن واحد للنقل والإطلاق. إن إمكانية استخدام هذه الراجمات لإطلاق أنواع أخرى من الصواريخ تتحقق عن طريق صنع أنظمة جديدة على قاعدة (منصات) الراجمة «ميلرز» الأمريكية الصنع من أجل إطلاق صواريخ «أتاكمز».. وغيرها. إن التحليلات الجارية في مجال تحديث راجمات الصواريخ تساعد على الاستنتاج بأن الجيش الأمريكي (القوات البرية) سيحصل عام 2015 على راجمات صواريخ من أنواع مختلفة مثل: «م ل ر س» و»أير – م ل ر س» و»هيمارس» مسلحة بصواريخ محدثة غير موجهة، وذات رؤوس حربية معبأة بأربعة عناصر قتالية عالية الدقة والتسديد من نوع ( ساد أرم )، أو بعنصر قتالي واحد على التسديد والدقة من نوع (بات)،
خاتمة: تجدر الإشارة إلى أن هناك 18 دولة عربية (باستثناء العراق، والصومال، وجيبوتي، وجزر القمر) تملك نحو 10857 فوهة مدفع ميدان من فئات مختلفة، ويقابلها في ذلك الكيان الصهيوني الذي يملك في الوقت الراهن 1550 فوهة مدفع ميدان منها 400 مقطورة، ونحو 289 مدفعا ذاتي الحركة، وتملك إيران في قواتها البرية نحو 2284 فوهة مدفع منها نحو 289 مدفعا ذاتي الحركة من عيارات مختلفة.