تطور أعمال القتال، خلال مرحلة الصمود حـرب الأستنزاف يونيو 67 حتى آخر 1970

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
تطور أعمال القتال، خلال مرحلة الصمود حــرب الأستنزاف منذ يونيو 1967 حتى آخر 1970

اشتملت هذه المرحلة على بعض العمليات المهمة، التي كان لها التأثير الكبير على المستوى المحلي والعربي والعالمي وهي:


معركة رأس العش:
في الأول من شهر يوليه 1967. إن نجاح القوات المصرية، ذات القدرات المحدودة في ذلك الوقت وبسالتها، ضد قوات معادية متفوقة تساندها القوات الجوية "الذراع الطويلة لإسرائيل" كما يطلقون عليها، أثار مشاعر المقاتلين على طول خط الجبهة حمية وحماساً واستعداداً للمواجهة المنتظرة.

معارك القوات الجوية،
ففي خلال يومي 14، 15 يوليه 1967، نفذت القوات الجوية المصرية طلعات هجومية ضد القوات الإسرائيلية في سيناء، أحدثت فيها خسائر فادحة، بل أدّت إلى فرار بعض من الأفراد الإسرائيليين من مواقعها. ومن هنا زادت الثقة لدى المقاتلين في قواتهم الجوية بعد هذه العملية الناجحة.

معارك المدفعية:
كان الاشتباك الكبير الذي ركزت فيه المدفعية المصرية كل إمكانياتها في قطاع شرق الإسماعيلية، في 20 سبتمبر 1967، والذي تمكنت فيه من تدمير وإصابة عدد غير قليل من الدبابات الإسرائيلية، وصل إلى تسع دبابات مدمرة، فضلاً عن الإصابات في الدبابات الأخرى وعربتين لاسلكي، وقاذف مدفعية صاروخية، بالإضافة إلى 25 قتيلاً، 300 جريح منهم ضابطين برتبة كبيرة.

إغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية إيلات
(شكل 3) (21 أكتوبر 1967): إذ تمكنت زوارق الصواريخ البحرية المصرية من إغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية (إيلات) في منطقة شمال شرق بورسعيد، وتُعَدّ هذه المعركة أول استخدام للصواريخ سطح/ سطح. وكانت خسارة فادحة للقوات البحرية الإسرائيلية، خاصة وأن هذه المدمرة كانت تمثل أهمية كبيرة للبحرية الإسرائيلية في ذلك الوقت، كما كانت خسائرها كبيرة في الأرواح، الأمر الذي دفعها لاستئذان مصر عن طريق الأمم المتحدة في البحث عن قتلاها والغرقى، في منطقة التدمير، شمال بورسعيد، واستمرت في عمليات البحث والإنقاذ لأكثر من 48 ساعة بعد أن وافقت مصر على ذلك.

أدت هذه المعارك، التي شملت الأفرع الرئيسية الثلاث للقوات المسلحة المصرية، إلى بعث الثقة في النفس والقادة والسلاح، بالإضافة إلى المردود الكبير والهائل على معنويات الشعب المصري والعربي، والمردود السلبي والإحباط على المستوى الإسرائيلي، حيث أثبتت هذه العمليات أن القوات المسلحة المصرية ليست بالجثة الهامدة، كما كانت تدعي إسرائيل.


الدفاع الإيجابي والمواجهة خلال مرحلة الصمود (شكل4)

مع تطور العمليات العسكرية في هذه المرحلة وارتفاع الكفاءة القتالية للقوات تسليحاً وتدريباً ورسوخ إرادة القتال، بدأت العمليات الإيجابية من خلال تصعيد العمليات الدفاعية النشطة. ومن أجل توفير أكبر قدر من المعلومات الدقيقة عن القوات الإسرائيلية المنتشرة شرق القناة، بدأت قواتنا في دفع الداوريات، شرقاً، حيث كانت تدفع ليلاً وفي صمت في قوارب مطاطية صغيرة أو سباحة، وتعود قبل أول ضوء اليوم التالي.

وبعد نجاح هذه الداوريات وازدياد الثقة بها، طُوِّرت إلى داوريات خلف الخطوط "في عمق الدفاعات الإسرائيلية"، لتعود بعد عدة أيام، كانت تصل إلى عشرة أيام، ومعها حصيلة من المعلومات الدقيقة والوثائق الهامة، ونماذج من الأسلحة والمعدات الإسرائيلية. كما نفذت أعمال إيجابية لمجموعات خلف الخطوط دُفعت بهدف إحداث أكبر خسائر في القوات الإسرائيلية، والتعرض لخطوط مواصلاتها، وإزعاجها وإرباك قياداتها.

ومع استكمال الخطوط الدفاعية وتماسكها، في نطاقات عميقة غرب القناة، تكونت احتياطيات الجبهة خفيفة الحركة. وكانت الخطط النيرانية تعتمد، على المدفعية، بأعيرتها المختلفة. وعندما بدأت الدّاوريات المصرية المقاتلة (من المشاة والقوات الخاصة والمهندسين) في التسلل شرقاً، ومهاجمة المواقع الدفاعية الإسرائيلية، مع التركيز ضد المناطق الإدارية الإسرائيلية "ذخائر ـ وقود ـ مياه …الخ"، وكانت المدفعية تؤمن أعمالها بالنيران.

كما استمرت معارك المدفعية، والتراشق بالنيران طوال مرحلة الصمود، اسْتُهلكت فيها آلاف الأطنان من الذخائر بمعدل فاق جميع الحروب السابقة.

إضافة إلى نشاط أفراد القناصة المهرة، الذين دُرّبوا لقنص أفراد العدو وقادته، سواء في نقاط المراقبة، أو أثناء تحركهم على الضفة الشرقية للقناة.

وعلى صعيد رد الفعل الإسرائيلي، بعد معركة رأس العش في الأول من يوليه 1967، قامت القوات الإسرائيلية يوم 4 يوليه 1967، بمحاولة فاشلة لإنزال لنشات وقوارب في قناة السويس في مناطق: القنطرة، وكبريت والشط، وبور توفيق، لإبراز سيطرتها على القناة. إلا أن القوات المصرية تصدت لها، في البر والبحر والجو، مما أدى إلى إفشال جميع المحاولات بعد أن أصيب لإسرائيل 8 طائرات، و8 زوارق بحرية، فضلاً عن إصابة وتدمير 19 دبابة، و18 مركبة مدرعة، و27 مركبة محملة بالذخائر، إضافة إلى خسائر كبيرة في الأفراد. في حين كانت خسائر القوات المصرية 25 شهيد، و108 جرحى. وفي المعدات 3 طائرات، وزورقان بحريان".

ولعل مجمل أحداث شهر سبتمبر 1967، والنشاط المعادي الإسرائيلي جوا وبحراً، قد أبرزت رد الفعل المصري للانتقام، سواء ضد المحاولات الإسرائيلية لإنزال زوارق بحرية في مياه القناة والخليج، أو الاختراقات الجوية، أو القصف النيراني بالدبابات والمدفعية، والأسلحة الأخرى.

واستمر تبادل المبادأة، وردود الأفعال بين الجانبين. فبعد ثلاثة أيام من تدمير المدمرة ايلات، أي في 24 أكتوبر 1967، وجّهت القوات الإسرائيلية على طول الجبهة، قصفات نيرانية مركزة، ضد مدن القناة ومصانعها، وضد المدنيين. وبطبيعة الحال، كان رد القوات المصرية الفوري عليها، حيث اشتعل القتال بالتراشق النيراني، على مدى 24 ساعة متصلة، تكبد فيها الجانبان كثيراً من الخسائر، خاصة في الأفراد المدنيين المتبقين بمدن القناة.

وفي 3 يناير 1968، حاولت هيئة قناة السويس فتح ممر الملاحة بالقناة. فدفعت زورق لاستطلاع مجرى القناة، إلاّ أن القوات الإسرائيلية فتحت نيرانها عليه، مما اضطر طاقم الزورق إلى العودة. ثم جرت محاولة مرة أخرى، قبل ظهر اليوم نفسه، وفشلت للمرة الثانية. وعند ذلك، تصاعدت الاشتباكات على كلا ضفتي القناة، وشملت الجبهة كلها.

وقد انتقلت ردود الفعل، كذلك، إلى الجانب الإسرائيلي، في نهاية مرحلة الصمود، (في يونيه 1968)، بسبب تكثيف القوات المصرية، من عمليات دفع الداوريات والكمائن إلى الضفة الشرقية للقناة، وبمعدل شبه يومي، وفي مناطق متفرقة وغير متوقعة، مع نجاح معظمها في تحقيق نتائج جيدة، من تدمير، وخطف أسرى، ووثائق، وأسلحة، والعودة بمعلومات قيمة. فكثفت القوات الإسرائيلية نشاط طيرانها، ضد أهداف مدنية في العمق، مع تصيعدها للقصف المدفعي والدبابات، والتي شملت، أحياناً، مواجهة الجبهة بالكامل. واستمر الحال على هذا المنوال طوال مرحلة الصمود، التي استنزفت وأجهدت القوات الإسرائيلية، في حرب طويلة ثابتة، لم يتعودوا عليها.



أعمال الأفرع الرئيسية، خلال مرحلة الصمود
القوات البحرية:

شملت هذه المرحلة إعداد القوات البحرية، ورفع كفاءتها القتالية من خلال التدريب، وتطوير التسليح. وتركز تدريبها، أولاً، على صد وإحباط الأعمال البحرية التعرضية المفاجئة، والتدريب المشترك، مع كل من القوات البرية والجوية.

إضافة إلى صقل مهاراتها في مناورات بحرية مشتركة، مع وحدات المجموعة الخامسة السوفيتية في البحر الأحمر. كما طُور تسليح بعض القطع، خاصة في مجال الصواريخ سطح/ سطح، ووحدات الحرب الإلكترونية.

وفي مجال تجهيز مسرح العمليات البحري، شمل هذا النشاط التنسيق، مع كل من السودان واليمن الجنوبي والصومال، لتأمين انتشار ومناورة المدمرات والغواصات في البحر الأحمر، بما يحقق سرية وسهولة فتحها للقتال البحري. وكذلك، تحسين نظم المراقبة الفنية والبصرية، كما اُنشأت قاعدة مرسى مطروح البحرية، وقاعدة البحر الأحمر البحرية.

ولم تقتصر العمليات البحرية في معارك الاستنزاف، على الوحدات البحرية فحسب، بل شهدت عمليات رجال الصاعقة البحرية، خلال هذه المرحلة العديد من النشاط القتالي شرقي القناة (كمائن ـ زرع ألغام على طرق التحركات الإسرائيلية، وغيرها).

كما أسهمت الغواصات بدور حيوي في الاستطلاع (شكل5)حيث أدت سبع عمليات، استغرقت كل منها حوالي عشرين يوماً، تجوب فيها الغواصات المياه الإسرائيلية، وتصور سواحلها، وتستطلع محطات الرادار.


القوات الجوية

بانتهاء حرب يونيه 1967، كانت القوات الجوية قد خسرت معظم طائراتها. كما فقدت أربعة مطارات في سيناء، فضلاً عن القواعد الجوية، الثلاث غرب القناة (أبو صوير ـ فايد ـ كبريت)، التي أصبحت تحت تأثير النيران الإسرائيلية المباشرة.

وتحركت القوات الجوية، خلال هذه المرحلة، في ثلاثة اتجاهات:
الاتجاه الأول: دعم القوة البشرية، خاصة لأطقم الطيران والعناصر الفنية، وإعادة تسليح التشكيلات الجوية، بالطائرات والمعدات والأسلحة، لتعويض ما دمرته الحرب، مع إعادة تنظيم القوات الجوية، وبناء التشكيلات الجديدة لدعم قدراتها القتالية.

الاتجاه الثاني: إنشاء قواعد ومطارات جديدة، وإنشاء تحصينات في القواعد الجوية والمطارات القديمة والجديدة، لوقاية مراكز القيادة والطائرات والمعدات الفنية.

الاتجاه الثالث: التدريب المكثف للقيادات والتشكيلات الجوية ، وتطوير الأسلحة والمعدات، للتغلب على بعض أوجه القصور فيها، ودعم وتطوير التأمين الفني والهندسي والإداري، للقوات الجوية.


قوات الدفاع الجوي

كانت الخطوة الأولى خلال هذه المرحلة، هي تجميع قوات ووسائل الدفاع الجوي، في كيان موحد كفرع رئيسي، يتبع القيادة العامة للقوات المسلحة. ففي فبراير 1968، صدر القرار الجمهوري الرقم 199، بإنشاء قوات الدفاع الجوي. وحدد بداية يوليه، من العام نفسه، لإتمام الاستعداد.

وكانت مهمة هذه القوات تحقيق الدفاع الجوي، عن الدولة ومسارح عملياتها. وكان هذا يعني بوضوح، أن على هذه القوة الوليدة، أن تكون قادرة على شل فاعلية أقوى عناصر القوة الإسرائيلية، وهي القوات الجوية. وبدأ الإعداد والتجهيز لمنظومة متكاملة، بدءاً بتحديد شبكات الاستطلاع والإنذار، بأجهزة رادار متعددة الأنواع والمهام، تساندها شبكة مراقبة جوية لاكتشاف الطائرات المعادية مبكراً، والتبليغ عنها، ثم يجيء دور الأسلحة الإيجابية، التي تشمل مجموعة متنوعة من معدات القتال، تبدأ بالمقاتلات الاعتراضية، وهي خط الدفاع الأول ضد الهجمات الجوية المعادية، تليها الصواريخ الموجهة أرض/جو، المعروفة باسم "سام Sam"، ثم المدفعية المضادة للطائرات.

أما الحرب الإلكترونية، فكان دورها حيوياً في منظومة الدفاع الجوي (استطلاع إلكتروني ـ إعاقة ـ وأخيراً اتخاذ الإجراءات المضادة للإعاقة المعادية).




يحى الشاعر




ist031ia1.jpg



ist041oo6.jpg


ist051jv9.jpg


ist071nd2.jpg



ist081uq2.jpg






ist101cy2.jpg


ist111rp8.jpg





ist121di9.jpg


ist131we0.jpg





ist151az4.jpg










 
مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووور
 
عودة
أعلى