تُعتبر الطائرات العمودية بمثابة السلاح الذي تتّحد فيه أو من خلاله عدة مهام للقوات الجوية، أو البحرية، أو البرية، إضافة إلى الدفاع الجوي، وهي من بين الأسلحة الأكثر تأقلماً مع الأدوار القتالية التكتيكية، والمعطيات المتغيرة في ساحات المعارك الميدانية. وإذا كان ينظر في السابق إلى سلاح العموديات كأداة فعّالة، لكن مكمّلة في محيط دفاعي أو هجومي مكثَّف، فإن التطورات المتلاحقة لهذا السلاح والإضافات النوعية تجعل منه أداة رئيسة للحسم أحياناً في المواجهات المباشرة، أو لتوفير الظروف المساعدة على تحقيق نصر عسكري.
على ضوء تحوُّل مناطق الأزمات وتزايد عمليات التدخُّل لاحتواء أو إدارة النزاعات الإقليمية، فإن الطائرة العمودية بطرازاتها المختلفة ووسائط النشر المتنوعة لم تعد تلعب دوراً مكمِّلاً فحسب في مجالات السيطرة والتحكُّم ، وتلافي التهديدات، والانخراط المباشر في العمليات القتالية، بل أصبحت عنصراً مركزياً في سيناريوهات الحسم والدعم اللوجستي.
وقد يكون تجاوز حقبة الحرب الباردة عاملاً إضافياً في تطوّر تسليح واستخدام الطائرات العمودية، نظراً لتعددية الأخطار من جهة، وللقدرة العالية على التأقلم مع الوضعيات القتالية التي يتمتع بها هذا السلاح من جهة ثانية.
وكانت الولايات المتحدة قد قامت بتسليح الطائرات العمودية أثناء الحرب العالمية الثانية؛ ففي عام 1942م، تم تحميل المدفع عيار (20) مم على الطائرة (R-5) ، وبنهاية الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي، استخدم الجيش الأمريكي الطائرة (H-34)، كقاعدة لإطلاق الصواريخ جو-أرض، ومنها المقذوف Bullpup.
وتُعتبر فرنسا من الدول الرائدة في استخدام الطائرات العمودية لقتال الدبابات؛ ففي حرب الجزائر (1954 1962م)، سلَّحت الطائرات (ALOUETTE II) بالصواريخ (SS-10/11) لحماية القوات، ورأت فرنسا في إطار اشتراكها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن الحل الوحيد لمواجهة الأعداد المتزايدة من الدبابات الشرقية هو الحصول على طائرات عمودية خفيفة، مسلّحة بصواريخ مضادة للدروع، مثل الصواريخ (SS-10)، الموجهة بالسلك، من الطائرة (SA-315)، ثم أعقب ذلك تطوير هذا الصاروخ إلى الصاروخ (SS-11) لمواجهة دبابات القتال الرئيسة.
واستخدم الجيش الأمريكي الفكر الفرنسي نفسه في تحميل الصواريخ على الطائرة (UH-1)، ثم استخدم الصاروخ (TOW) على الطائرة (UH-1S) في حرب فيتنام عام 1962م، وبعد ذلك، تم تحميل الصاروخ نفسه على الطائرة (UH-1G-COBRA)، ثم الطائرة (UH-1Q)، فالطائرة (UH-1W).
وإبّان فترة الحرب الباردة، طوّرت عموديات الهجوم لتلبّي الطلب الغربي على مواجهة احتمال اختراق المدرعات السوفيتية المتوقع عبر أوروبا الوسطى، وكانت النتيجة طائرة ثقيلة ذات ثمن باهظ نسبياً مجهّزة بأسلحة موجهة متعددة مضادة للدروع، وبمستشعرات للنهار والليل.
ولتدمير دبابة القتال الرئيسة، استخدمت في البداية الذخيرة شديدة الانفجار بواسطة المدافع، مثل مدفع (البازوكا)، الذي كانت تحمله الطائرة العمودية الأمريكية (BELL H-13) عام 1950م، ومع تطوّر دروع الدبابات من حيث السُمك والتقنية، كان التطور في نظام توجيه المقذوفات، بحيث يتم مهاجمة الدبابة من أعلى، حيث توجد أضعف منطقة تدريع في الدبابة.
وقدَّمت حرب أكتوبر 1973م في الشرق الأوسط للطائرات العمودية المسلحة الشروط المثلى للعمل في ظروف جوية مناسبة للعمل ضد حشود الدبابات والمركبات المدرعة المنتشرة فوق أرض صحراوية مكشوفة، وبرز دور هذه الطائرات في حرب (فوكلاند) (2 أبريل 14 يونيو 1982م)، لتنفيذ مهام الإسناد الجوي لأعمال قتال القوات البحرية الملكية البريطانية، حيث قامت هذه الطائرات بالعديد من المهام، مثل: الاستطلاع والإنذار والحراسة، ونقل القوات والإمدادات بين قطع الأسطول، والإعاقة اللاسلكية، ومهاجمة الأهداف الأرضية والبحرية.
وفي أثناء الحرب العراقية الإيرانية، تمكّنت العموديات المسلحة من المشاركة بفاعلية في كسر حدّة الهجمات المدرعة الكثيفة لكلا الجانبين ومنعها من المناورة والاندفاع في العمق.
وتعاظم دور الطائرات العمودية في عمليات عاصفة الصحراء، فقد أظهرت قدراتها على القيام بالعديد من المهام، واعتبرت من أهم العوامل التي ساعدت على تنفيذ مبدأ المعركة البر-جوية بنجاح، إذ قامت بتنفيذ عمليات الإبرار في عمق الجبهة العراقية والاستطلاع الجوي، بالإضافة إلى مهام السيطرة والحرب الإلكترونية، وقد أظهرت الطائرات الأمريكية (Apache) قدرة قتالية عالية في مهاجمتها لمواقع الرادار العراقية، مما أدى إلى فتح ثغرة في الحقل الراداري، ساعدت على انطلاق حوالي (100) طائرة أمريكية قاذفة-مقاتلة دون أن تكتشف، ودمّرت أهدافها في بغداد والمدن العراقية، كما تم استخدام الطائرات العمودية في تنفيذ مهام القتال البحري ضد القوات البحرية، حيث قامت (4) طائرات طراز (Lynx)، المزوّدة بصواريخ (Sea Skua) بإغراق وشلّ قدرة تشكيل بحري عراقي.
وفي الحرب الأمريكية الأخيرة على أفغانستان والعراق، اشتهرت الطائرة العمودية الأمريكية (Apache AH-64) بصفة خاصة، وظهرت العموديات الهجومية المتخصصة التي تتمتع بهياكل نحيلة وقمرات بمقاعد ترادفية (Tandem)، ونشأت الحاجة إلى تصميم نموذج ذي سرعة عالية، بتسليح ثقيل لقمع النيران الأرضية، ومواكبة العموديات الأبطأ، التي كانت تنقل جنوداً وإمدادات، وكان على هذه الطائرة مواجهة التطوّر المستمر في المدرعات من حيث خفة الحركة، والتدريع، والتسليح.
ومع استخدام معدّات إدارة النيران والمقذوفات الحديثة، يمكن للطائرات العمودية أن تعيد تشكيل المعارك، كما ظهر ذلك في عدد من الحروب منخفضة الحدّة، حيث تتطوّر العموديات الهجومية باستمرار، وتقدم الولايات المتحدة أقوى هذه العموديات، وهما (كوبرا)، و (أباتشي)، وكذلك تقدّم روسيا (مي 28)، و (كاموف 50)، بينما تقدّم أوروبا (تايجر)، و (أجوستا)، وتقدم دولة جنوب أفريقيا (رويفالك)، وهناك عموديات أخرى يمكن تسليحها بصواريخ مضادة للدروع وتعمل ضمن نظم قتالية تستخدم الليزر والرادار.
تطور تقنية توجيه المقذوفات
كان الجيل الأول من المقذوفات المضادة للدروع يستخدم أسلوب التوجيه بالسلك، مثل نظام (SS-10/11)، الذي كانت تسلّح به الطائرات العمودية الفرنسية (SA-316 Alouette III)، و (Bell209/AH-1 Huey، و نظام (ساجر) (Sagger)، الذي سلّحت به الطائرة الروسية (Mi-8/17) المعروفة لدى حلف شمال الأطلسي باسم: (Hip).
أما الجيل الثاني من المقذوفات المضادة للدروع، فكان يستخدم أسلوب التوجيه النصف آلي بالسلك، ومن هذا الجيل نظام (Tow)، المستخدم مع الطائرة (كوبرا) طراز (AH-1)، والطائرة (منجوستا) (A-129 Mangusta)، والطائرة (MD-500)، والطائرة الروسية (Mi-28)، المعروفة لدى حلف الناتو باسم (هافوك) (Havoc).
وفي الجيل الثالث من المقذوفات المضادة للدروع يتم توجيه المقذوفات بركوب شعاع الليزر، ومن هذالجيل الصاروخ (هلفاير) (hellfire) في الطائرات (أباتشي) (AH-64)، و (AH01W)، و (سوبر كوبرا) (super Cobra)، و (لينكس) (AH-9L Ynx)، والصاروخ (Swift) في الطائرة (رويفالك) (Csh-2).
أما الجيل الرابع من المقذوفات المضادة للدروع، فيعمل بأسلوب التوجيه الآلي باستخدام باحث حراري، مثل الصاروخ (ترايجات) (Trigat/Lr)، أو باستخدام باحث راداري ملليمتري، كما في نظام (Longbow) الأمريكي، ونظام (Aegswallow) الألماني.
العموديات الأمريكية
اشتهرت العمودية الأمريكية (أباتشي) بصفة خاصة بفضل الفعالية المتميزة التي برهنت عنها خلال حرب تحرير الكويت في مهام الهجوم الأرضي والمساندة الميدانية، خصوصاً ضد المدرعات ومرابض المدفعية، وتجمعات القوات البرية. وتشكّل هذه العمودية حالياً أهم طرازات العموديات الهجومية المضادة للدروع في صفوف القوات الجوية الأمريكية، وكذلك لدى عدد من جيوش حلف شمال الأطلسي، وهي تعتبر من العموديات الأكثر فعالية من نوعها في العالم، خصوصاً لتسليحها الذي يتألف من صواريخ مضادة للدروع، موجهة بالليزر من طراز (هلفاير) (Hellfire)، إلى جانب قذائف صاروخية ومدافع رشاشة، كما تستطيع هذه الطائرة حمل الصواريخ جو-جو من أجل الدفاع عن نفسها ضد الطائرات
العمودية الأخرى
وتعمل الطائرات (أباتشي) لدى سلاح الجو الإسرائيلي وبعض الدول الخليجية، وتستخدم الطائرة نظاماً ليزرياً لتحديد المدى، وتعيين الموقع، وقد زوّد الطراز (AH-64D Longbow) برادار ميلليمتري للعمل خلال مختلف الظروف الجوية، كما أن تطوير (أباتشي) إلى الطراز (Longbow) برهن على أن تحسين المستشعرات في الطائرة العمودية ومعدات الرؤية الليلية لا يقل أهمية عن نوع الأسلحة التي تحملها هذه المنصات الجوية.
وتُعتبر الطائرة العمودية (سوبر كوبرا) (AH-1W Super Cobra) طائرة الهجوم الرئيسة في ميادين القتال بالنسبة لمشاة البحرية الأمريكية منذ دخول هذه الطائرة الخدمة عام 1986م، وهي مسلّحة بمدفع طراز (M 197) الثلاثي، عيار (20) ملم، والذي يثبّت في برج المقدمة، ويمكنها حمل صواريخ (تو)، و (هلفاير) الموجهة المضادة للدروع، وصواريخ عيار (70) ملم غير الموجهة، بالإضافة إلى صواريخ (سيدويندر) (sidewinder) طراز (Aim-9L)، و (سايدارم) (Sidearm) طراز (AGM-122A) المضادة للإشعاع.
وقد بدأ سلاح المشاة البحرية الأمريكية عام 1994م، بتزويد عمودياته الهجومية (سوبر كوبرا) بنظام التهديف ليلاً، الذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء، وبمستشعرات تليفزيونية تعمل بواسطة ضوء النهار، ومحدد ليزري يستخدمه الكاشف التلسكوبي لصاروخ (تو) بالطائرة، ويؤمّن هذا النظام قدرات الإطلاق الليلية لكل من: الصواريخ (هلفاير)، والصواريخ عيار (57،2) بوصة، والمدفع عيار (20) ملم، مع تشغيل محسّن أثناء النهار، حتى في الأجواء التي يسودها غبار المعارك ودخانها، وتتميز الطائرة (سوبر كوبرا) الحالية بمرونة بين الطائرات العمودية الهجومية، وهي مسلّحة بالصواريخ (هلفاير)، و (تو)، و (سايد ويندر).
ويجري تحويل الطائرة (OH-58A)، لتكون أشدّ قوة باستخدام جهاز تنشين محمول على سارية، وركن زجاجي للطيار، مع إمكانية تركيب صواريخ (هلفاير) المضادة للدروع، وصواريخ (ستنجر) جو-جو، وصواريخ عيار(70) ملم، ومدفع عيار (50) ملم.
ويهدف برنامج التطوير الأمريكي (H-1)، إلى إعادة بناء وتطوير وتصنيع واختبار طائرات الجيل القادم (UH-1Y)، و (AH-1Z)، حيث يتم إعادة تجهيز الطائرة طراز (AH-1Z) بالكابينة الزجاجية الرقمية، المتوافقة مع التجهيز المتكامل لنظم الأجهزة الإلكترونية بالطائرة. ويهدف البرنامج إلى إعادة تصنيع وتجديد وتطوير عدد (180) طائرة عمودية قديمة طراز (AH-1W)، والتي تُعرف باسم (كوبرا)، وعدد (100) طائرة من طراز (UH-1N)، والتي تُعرف باسم (هيوي) (Huey)، والموجودة في الخدمة في مشاة البحرية الأمريكية منذ فترة طويلة، بحيث يتم تحويل هذه الطائرات إلى طائرات هجومية مسلحة طراز (AH-1Z). وسوف توضع هذه الطائرات تحت اسم (طائرات برنامج H-1) لصالح قوات مشاة البحرية الأمريكية، حيث يُقدّم هذا البرنامج حلاً لمشاكل الطائرات القديمة بإعادة تجديدها وتطويرها، بالإضافة إلى إطالة أعمار الطائرات القديمة، وزيادة قدراتها على البقاء والمنافسة بعد التطوير، وزيادة قيمتها العملياتية.
كما يهدف برنامج التطوير (H-1)، إلى إنتاج (85%) من الأجزاء العامة للطائرتين إنتاجاً مشتركاً، بحيث تستخدم أجزاء وقطع غيار الطائرة نفسها (AH-1Z) في الطائرة (UH-1Y)، ويؤدي هذا إلى توفير مالي كبير، ويتجنّب مطالب العمالة المتزايدة، وبرامج التدريب المنفصلة لكل طائرة، والازدواج في الدعم اللوجستي، هذا بالإضافة إلى تجهيز الطائرات بمعدات ملاحية متطورة، تضمن لها البقاء، وتشتمل على مستقبل رادار إنذار، ومشغل دقيق (Microprocessor)، ومكتشف تحذير ضد أشعة الليزر والصواريخ الموجهة نحو الطائرة، ووعاء يحمل رقائق معدنية.
وكفاءة أداء الطائرة (AH-1Z) تُعتبر أفضل (3) أو (4) مرات على الأقل بالنسبة للطائرة القديمة (كوبرا) (AH-1W) ، أما الطائرة (UH-1Y)، فسوف تتضاعف حمولتها بالنسبة لسابقتها (هيوي)، ويكمن التطوير الأساسي في الطائرات الجديدة في نظم الأجهزة الإلكترونية المتكاملة، والقمرة (الكابينة) الزجاجية، المتوافقة تماماً مع أجهزة الاتصال، ووصلة نقل البيانات Data Link، ونظام تحديد الموقع (GPS)، ونظام الملاحة، وشاشات العرض متعددة الوظائف، وأجهزة كمبيوتر تخطيط المهام، والخرائط المتحركة، ونظام الملاحة الذي يتكامل مع إمكانات الخرائط الرقمية بالطائرة، ونظام تخطيط الطيران المحمول للقوات البحرية، الذي يعمل بديلاً للنظام السابق، الذي كان موجوداً في الطائرات الأمريكية.
ويتم تعزيز الطائرات الجديدة باستخدام نظام التصويب الآلي، وإمكانات شاشات العرض العلوي التي تعمل مع خوذة الطيار ونظام الرؤية، بالإضافة إلى نظام الملاحة والرؤية الذي تم تركيبه على الطائرات الجديدة، ويمكن لجهاز التتبّع العمل مستقلاً، بالإطباق على الهدف وتتبعه آلياً باستخدام نظام العمل آلياً، وتتكامل هذه المستشعرات مع نظام إدارة النيران من خلال استخدام أجهزة حاسب تخطيط المهام، وهذه النظم المتطورة تعطي لقوات مشاة البحرية (المارينز) القدرة على تحديد هوية الهدف (صديق أم معادي) من على مسافات بعيدة آمنة، وهذه المسافات التي يتم تحقيقها الآن تعتبر أبعد على الأقل من (3) إلى (4) مرات من المسافات التي تحققها مستشعرات الجيل الأول، التي كانت موجودة على الطائرات القديمة قبل إعادة بنائها وتطويرها.
والعموديات الجديدة سوف تعمل في تعاون وثيق مع قوات المارينز لتقديم الدعم المباشر للقوات البرية، مع الوضع في الاعتبار إمكانية الطيران والقتال في المدن باستخدام أسلحة ذات كفاءة عالية تم اختبارها وتجربتها مع المستشعرات التي تعمل بدقة عالية ونظم الرؤية.
ولن تتهاون قوات مشاة البحرية الأمريكية في زيادة معدلات الإصابة بالنيران الصديقة، كما حدث في عمليات عاصفة الصحراء عام 1991م، حيث تستطيع النظم الحديثة رؤية الأهداف وتحديدها، وتمييز الأهداف الصديقة والمعادية بكفاءة عالية، واستخدام الأسلحة والمدافع على الأهداف المطلوب تدميرها فقط، بحيث لا يتم إطلاق النار على الأهداف الصديقة، أو حتى على الأهداف المعادية التي تم إصابتها أو تدميرها من قبل.
العموديات الأوروبية
تُعتبر العمودية الإيطالية (A129) أخف عمودية هجومية حالياً، وقد حلّقت للمرة الأولي في عام 1983م، وبدأ تسليمها في عام 1990م، واستفاد الإنتاج الحالي من الخبرة العملية في الصومال، وينسجم عموماً مع النموذج التصديري الدولي، الذي يتمتع بمدفع ذي ثلاث مواسير، عيار (30) ملم، ويدار بخمس شفرات، وبمحركات بقدرة (1335) حصاناً، وتؤمّن وزن إقلاع مقداره (5100) كجم، وتبلغ سرعتها القصوى (390) كم-ساعة.
ويجري إنتاج الطائرة العمودية (تايجر) (Tiger) في طرازين طراز مسلح بصواريخ مضادة للدروع، وصواريخ جو-جو، وطراز آخر للدعم العسكري، مسلّح بمدفع عيار (30( ملم، وبصواريخ غير موجهة وصواريخ جو-جو، وتتضمن (تايجر) تقنيات جديدة، مثل استخدام المكونات المصنوعة من المواد المركبة (Composite)، بالإضافة إلى تكنولوجيا متقدمة لصناعة المروحة وإلكترونيات الطيران، وهي أخف من العموديتين (AH-64)، و (AH-1Z)، ويبلغ وزن إقلاعها (6000) كجم، وهي مجهزة بمحركين بقدرة (1285) حصاناً لكل منهما، وتبلغ سرعة تجوالها القصوى (280) كم-ساعة.
وقد أقلعت العمودية (تايجر) للمرة الأولى في عام 1991م، وبدأ إنتاجها على أساس (160) عمودية، على أن يتم اقتسامها بالتساوي بين فرنسا وألمانيا، وكان من المفروض أن يكون هناك في البداية نموذجان: النموذج الأول مضاد للدبابات، وهو (Tiger UHT) (لألمانيا)، و (HAC) (لفرنسا)، مع نظام رؤية مركّب على سارية، وصواريخ (هوت) (Hot)، أما النموذج الثاني، فهو (Tiger HAP) لدعم النيران (لفرنسا)، مع نظام رؤية مركّب على السطح، ومدفع عيار (30) ملم.
وتخلّت فرنسا عن النموذج المضاد للدبابات (HAC)، وستتسلم بدلاً من ذلك (40) عمودية (Tiger HAP)، و (40) عمودية (Tiger HAD)، التي لها دور مزدوج، وطوّرت أصلاً لأسبانيا (طلبت منها 24 عمودية)، وهي مجهزة بمحركات أقوى بنسبة (14%)، وبنظام تصويب علي السطح، وبمدفع عيار (30) ملم، وبأربعة صواريخ من نوع (Tiger LR)، وقد طلبت استراليا (32) عمودية (Tiger ARH) لتقوم بدور استطلاع مسلح، واعتمد تطويرها على العمودية (HAP)، ولكنها مزودة بمحدد ليزري لاستعمال صواريخ (هلفاير).
وتقوم حكومة جنوب أفريقيا بإنتاج نظام تسليح للعمل على العمودية البولندية (W-32Kol) الهجومية، ويشمل هذا النظام مجموعة من الأسلحة، منها (8) صواريخ ومدفع رشاش عيار (40) ملم، كما يضم النظام خوذة تصويب ميكانيكية، ونظام توازن له قدرة على تتبع الهدف آلياً.
العموديات الروسية
طوّرت روسيا الطائرة العمودية (Kamov Ka-50)، والعمودية (Mil Mi 28) مزدوجة المقعد، وصالحة للعمل في جميع الأحوال الجوية، وستزود هذه الطائرات بصواريخ طراز (AT-6) المضادة للدروع، وصواريخ جو-جو طراز (SA-16)، وستحل هذه الطائرة محل الطائرة (Mi-24) واسعة الاستخدام كطائرة هجومية، والتي تسوّق حالياً تحت اسم (Mi-35)، وهذا النوع من العموديات مسلح برشاش طراز (جاتلينج) (Gatling) عيار (7،2) ملم، وبمدفع عيار (22) ملم، وصواريخ عيار (80) ملم، أو صواريخ طراز (Shturn) المضادة للدروع.
وقد بدأت القوات الجوية الجزائرية برنامج تحديث لأسطولها من العموديات الروسية من طراز (Mi-24) المعروف في الغرب باسم (Hind)، وذلك بالتعاون مع جنوب أفريقيا، وبدأ العمل في يونيو 2006م، في تحديث (22) طائرة من أصل (33) طائرة يشملها البرنامج. وسوف يتم التحديث بأنظمة مستخدمة في الطائرة العمودية الهجومية المتقدمة في جنوب أفريقيا (رويفالك) (Rooivalk)، ويشمل التحديث المدفع ثنائي السبطانة عيار (20) ملم، سريع الطلقات، والذي يتم تلقيمه آلياً، وشريحة متنوعة من قنابل السقوط الحر، ومجموعة من نظم الحماية الذاتية، ونظام كهروبصري للتصويب والكشف، والصواريخ الليزرية المضادة للدروع، ذات الرؤوس الترادفية، التي تنتجها جنوب أفريقيا.
العمودية (رويفالك)
الطائرة (رويفالك) (Rooivalk) ، (أُطلق هذا الاسم تيمّناً بنوع من الطيور المعروفة في جنوب أفريقيا) التي تنتجها دولة جنوب أفريقيا، مزودة بجهاز تصوير حراري، وتليفزيون يعمل بالضوء الخافت، ونظام ليزري لتعيين الموقع وتحديد المدى، وهي مسلحة بمدفع عيار (30) ملم، أو (20) ملم، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للدروع، وصواريخ جو-جو.
ويمكن القول إن مستوى (رويفالك) تقريباً في مستوى العمودية الأوروبية (تايجر)، وتستخدم مجموعة دفع تشبه تلك المستخدمة في الطائرة (بوما) (Puma)، ولكنها تتضمن شاشة عرض حديثة، ورخص سعرها يجعلها من العموديات المرغوبة.
والعمودية (رويفالك) مزدوجة المقاعد، ويشبه تصميمها العمودية الأمريكية (أباتشي)، وتعمل بمحركين توربينيين، وتصنّف من فئة عموديات الهجوم والقتال، وجهزت بأنظمة طيران متطورة، تسمح لها بالتحليق المنخفض، وبإطلاق صواريخ موجهة تلقائياً، ووزنها فارغة (5730) كجم، أي أثقل بكثير من (تايجر).
وقد بدأ إنتاج هذه الطائرة للقوات الجوية في جنوب أفريقيا في عام 1999م، ومن المتوقع أن تطلب (ماليزيا) حوالي (40) طائرة، إلاّ أن حالة الركود العام في الاقتصاد الآسيوي أدى إلى التراجع عن نصف الصفقة.
وقد اقترحت الشركة المنتجة للطائرة (رويفالك) نسخة بحرية مزودة برادار للبحث في البرج، وأجنحة أقصر، مع صندوق للتروس خاص بالطفو، بالإضافة إلى تحريك عجلة الذنب إلى الأمام بمقدار مترين
على ضوء تحوُّل مناطق الأزمات وتزايد عمليات التدخُّل لاحتواء أو إدارة النزاعات الإقليمية، فإن الطائرة العمودية بطرازاتها المختلفة ووسائط النشر المتنوعة لم تعد تلعب دوراً مكمِّلاً فحسب في مجالات السيطرة والتحكُّم ، وتلافي التهديدات، والانخراط المباشر في العمليات القتالية، بل أصبحت عنصراً مركزياً في سيناريوهات الحسم والدعم اللوجستي.
وقد يكون تجاوز حقبة الحرب الباردة عاملاً إضافياً في تطوّر تسليح واستخدام الطائرات العمودية، نظراً لتعددية الأخطار من جهة، وللقدرة العالية على التأقلم مع الوضعيات القتالية التي يتمتع بها هذا السلاح من جهة ثانية.
وكانت الولايات المتحدة قد قامت بتسليح الطائرات العمودية أثناء الحرب العالمية الثانية؛ ففي عام 1942م، تم تحميل المدفع عيار (20) مم على الطائرة (R-5) ، وبنهاية الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي، استخدم الجيش الأمريكي الطائرة (H-34)، كقاعدة لإطلاق الصواريخ جو-أرض، ومنها المقذوف Bullpup.
وتُعتبر فرنسا من الدول الرائدة في استخدام الطائرات العمودية لقتال الدبابات؛ ففي حرب الجزائر (1954 1962م)، سلَّحت الطائرات (ALOUETTE II) بالصواريخ (SS-10/11) لحماية القوات، ورأت فرنسا في إطار اشتراكها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن الحل الوحيد لمواجهة الأعداد المتزايدة من الدبابات الشرقية هو الحصول على طائرات عمودية خفيفة، مسلّحة بصواريخ مضادة للدروع، مثل الصواريخ (SS-10)، الموجهة بالسلك، من الطائرة (SA-315)، ثم أعقب ذلك تطوير هذا الصاروخ إلى الصاروخ (SS-11) لمواجهة دبابات القتال الرئيسة.
واستخدم الجيش الأمريكي الفكر الفرنسي نفسه في تحميل الصواريخ على الطائرة (UH-1)، ثم استخدم الصاروخ (TOW) على الطائرة (UH-1S) في حرب فيتنام عام 1962م، وبعد ذلك، تم تحميل الصاروخ نفسه على الطائرة (UH-1G-COBRA)، ثم الطائرة (UH-1Q)، فالطائرة (UH-1W).
وإبّان فترة الحرب الباردة، طوّرت عموديات الهجوم لتلبّي الطلب الغربي على مواجهة احتمال اختراق المدرعات السوفيتية المتوقع عبر أوروبا الوسطى، وكانت النتيجة طائرة ثقيلة ذات ثمن باهظ نسبياً مجهّزة بأسلحة موجهة متعددة مضادة للدروع، وبمستشعرات للنهار والليل.
ولتدمير دبابة القتال الرئيسة، استخدمت في البداية الذخيرة شديدة الانفجار بواسطة المدافع، مثل مدفع (البازوكا)، الذي كانت تحمله الطائرة العمودية الأمريكية (BELL H-13) عام 1950م، ومع تطوّر دروع الدبابات من حيث السُمك والتقنية، كان التطور في نظام توجيه المقذوفات، بحيث يتم مهاجمة الدبابة من أعلى، حيث توجد أضعف منطقة تدريع في الدبابة.
وقدَّمت حرب أكتوبر 1973م في الشرق الأوسط للطائرات العمودية المسلحة الشروط المثلى للعمل في ظروف جوية مناسبة للعمل ضد حشود الدبابات والمركبات المدرعة المنتشرة فوق أرض صحراوية مكشوفة، وبرز دور هذه الطائرات في حرب (فوكلاند) (2 أبريل 14 يونيو 1982م)، لتنفيذ مهام الإسناد الجوي لأعمال قتال القوات البحرية الملكية البريطانية، حيث قامت هذه الطائرات بالعديد من المهام، مثل: الاستطلاع والإنذار والحراسة، ونقل القوات والإمدادات بين قطع الأسطول، والإعاقة اللاسلكية، ومهاجمة الأهداف الأرضية والبحرية.
وفي أثناء الحرب العراقية الإيرانية، تمكّنت العموديات المسلحة من المشاركة بفاعلية في كسر حدّة الهجمات المدرعة الكثيفة لكلا الجانبين ومنعها من المناورة والاندفاع في العمق.
وتعاظم دور الطائرات العمودية في عمليات عاصفة الصحراء، فقد أظهرت قدراتها على القيام بالعديد من المهام، واعتبرت من أهم العوامل التي ساعدت على تنفيذ مبدأ المعركة البر-جوية بنجاح، إذ قامت بتنفيذ عمليات الإبرار في عمق الجبهة العراقية والاستطلاع الجوي، بالإضافة إلى مهام السيطرة والحرب الإلكترونية، وقد أظهرت الطائرات الأمريكية (Apache) قدرة قتالية عالية في مهاجمتها لمواقع الرادار العراقية، مما أدى إلى فتح ثغرة في الحقل الراداري، ساعدت على انطلاق حوالي (100) طائرة أمريكية قاذفة-مقاتلة دون أن تكتشف، ودمّرت أهدافها في بغداد والمدن العراقية، كما تم استخدام الطائرات العمودية في تنفيذ مهام القتال البحري ضد القوات البحرية، حيث قامت (4) طائرات طراز (Lynx)، المزوّدة بصواريخ (Sea Skua) بإغراق وشلّ قدرة تشكيل بحري عراقي.
وفي الحرب الأمريكية الأخيرة على أفغانستان والعراق، اشتهرت الطائرة العمودية الأمريكية (Apache AH-64) بصفة خاصة، وظهرت العموديات الهجومية المتخصصة التي تتمتع بهياكل نحيلة وقمرات بمقاعد ترادفية (Tandem)، ونشأت الحاجة إلى تصميم نموذج ذي سرعة عالية، بتسليح ثقيل لقمع النيران الأرضية، ومواكبة العموديات الأبطأ، التي كانت تنقل جنوداً وإمدادات، وكان على هذه الطائرة مواجهة التطوّر المستمر في المدرعات من حيث خفة الحركة، والتدريع، والتسليح.
ومع استخدام معدّات إدارة النيران والمقذوفات الحديثة، يمكن للطائرات العمودية أن تعيد تشكيل المعارك، كما ظهر ذلك في عدد من الحروب منخفضة الحدّة، حيث تتطوّر العموديات الهجومية باستمرار، وتقدم الولايات المتحدة أقوى هذه العموديات، وهما (كوبرا)، و (أباتشي)، وكذلك تقدّم روسيا (مي 28)، و (كاموف 50)، بينما تقدّم أوروبا (تايجر)، و (أجوستا)، وتقدم دولة جنوب أفريقيا (رويفالك)، وهناك عموديات أخرى يمكن تسليحها بصواريخ مضادة للدروع وتعمل ضمن نظم قتالية تستخدم الليزر والرادار.
تطور تقنية توجيه المقذوفات
كان الجيل الأول من المقذوفات المضادة للدروع يستخدم أسلوب التوجيه بالسلك، مثل نظام (SS-10/11)، الذي كانت تسلّح به الطائرات العمودية الفرنسية (SA-316 Alouette III)، و (Bell209/AH-1 Huey، و نظام (ساجر) (Sagger)، الذي سلّحت به الطائرة الروسية (Mi-8/17) المعروفة لدى حلف شمال الأطلسي باسم: (Hip).
أما الجيل الثاني من المقذوفات المضادة للدروع، فكان يستخدم أسلوب التوجيه النصف آلي بالسلك، ومن هذا الجيل نظام (Tow)، المستخدم مع الطائرة (كوبرا) طراز (AH-1)، والطائرة (منجوستا) (A-129 Mangusta)، والطائرة (MD-500)، والطائرة الروسية (Mi-28)، المعروفة لدى حلف الناتو باسم (هافوك) (Havoc).
وفي الجيل الثالث من المقذوفات المضادة للدروع يتم توجيه المقذوفات بركوب شعاع الليزر، ومن هذالجيل الصاروخ (هلفاير) (hellfire) في الطائرات (أباتشي) (AH-64)، و (AH01W)، و (سوبر كوبرا) (super Cobra)، و (لينكس) (AH-9L Ynx)، والصاروخ (Swift) في الطائرة (رويفالك) (Csh-2).
أما الجيل الرابع من المقذوفات المضادة للدروع، فيعمل بأسلوب التوجيه الآلي باستخدام باحث حراري، مثل الصاروخ (ترايجات) (Trigat/Lr)، أو باستخدام باحث راداري ملليمتري، كما في نظام (Longbow) الأمريكي، ونظام (Aegswallow) الألماني.
العموديات الأمريكية
اشتهرت العمودية الأمريكية (أباتشي) بصفة خاصة بفضل الفعالية المتميزة التي برهنت عنها خلال حرب تحرير الكويت في مهام الهجوم الأرضي والمساندة الميدانية، خصوصاً ضد المدرعات ومرابض المدفعية، وتجمعات القوات البرية. وتشكّل هذه العمودية حالياً أهم طرازات العموديات الهجومية المضادة للدروع في صفوف القوات الجوية الأمريكية، وكذلك لدى عدد من جيوش حلف شمال الأطلسي، وهي تعتبر من العموديات الأكثر فعالية من نوعها في العالم، خصوصاً لتسليحها الذي يتألف من صواريخ مضادة للدروع، موجهة بالليزر من طراز (هلفاير) (Hellfire)، إلى جانب قذائف صاروخية ومدافع رشاشة، كما تستطيع هذه الطائرة حمل الصواريخ جو-جو من أجل الدفاع عن نفسها ضد الطائرات
العمودية الأخرى
وتعمل الطائرات (أباتشي) لدى سلاح الجو الإسرائيلي وبعض الدول الخليجية، وتستخدم الطائرة نظاماً ليزرياً لتحديد المدى، وتعيين الموقع، وقد زوّد الطراز (AH-64D Longbow) برادار ميلليمتري للعمل خلال مختلف الظروف الجوية، كما أن تطوير (أباتشي) إلى الطراز (Longbow) برهن على أن تحسين المستشعرات في الطائرة العمودية ومعدات الرؤية الليلية لا يقل أهمية عن نوع الأسلحة التي تحملها هذه المنصات الجوية.
وتُعتبر الطائرة العمودية (سوبر كوبرا) (AH-1W Super Cobra) طائرة الهجوم الرئيسة في ميادين القتال بالنسبة لمشاة البحرية الأمريكية منذ دخول هذه الطائرة الخدمة عام 1986م، وهي مسلّحة بمدفع طراز (M 197) الثلاثي، عيار (20) ملم، والذي يثبّت في برج المقدمة، ويمكنها حمل صواريخ (تو)، و (هلفاير) الموجهة المضادة للدروع، وصواريخ عيار (70) ملم غير الموجهة، بالإضافة إلى صواريخ (سيدويندر) (sidewinder) طراز (Aim-9L)، و (سايدارم) (Sidearm) طراز (AGM-122A) المضادة للإشعاع.
وقد بدأ سلاح المشاة البحرية الأمريكية عام 1994م، بتزويد عمودياته الهجومية (سوبر كوبرا) بنظام التهديف ليلاً، الذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء، وبمستشعرات تليفزيونية تعمل بواسطة ضوء النهار، ومحدد ليزري يستخدمه الكاشف التلسكوبي لصاروخ (تو) بالطائرة، ويؤمّن هذا النظام قدرات الإطلاق الليلية لكل من: الصواريخ (هلفاير)، والصواريخ عيار (57،2) بوصة، والمدفع عيار (20) ملم، مع تشغيل محسّن أثناء النهار، حتى في الأجواء التي يسودها غبار المعارك ودخانها، وتتميز الطائرة (سوبر كوبرا) الحالية بمرونة بين الطائرات العمودية الهجومية، وهي مسلّحة بالصواريخ (هلفاير)، و (تو)، و (سايد ويندر).
ويجري تحويل الطائرة (OH-58A)، لتكون أشدّ قوة باستخدام جهاز تنشين محمول على سارية، وركن زجاجي للطيار، مع إمكانية تركيب صواريخ (هلفاير) المضادة للدروع، وصواريخ (ستنجر) جو-جو، وصواريخ عيار(70) ملم، ومدفع عيار (50) ملم.
ويهدف برنامج التطوير الأمريكي (H-1)، إلى إعادة بناء وتطوير وتصنيع واختبار طائرات الجيل القادم (UH-1Y)، و (AH-1Z)، حيث يتم إعادة تجهيز الطائرة طراز (AH-1Z) بالكابينة الزجاجية الرقمية، المتوافقة مع التجهيز المتكامل لنظم الأجهزة الإلكترونية بالطائرة. ويهدف البرنامج إلى إعادة تصنيع وتجديد وتطوير عدد (180) طائرة عمودية قديمة طراز (AH-1W)، والتي تُعرف باسم (كوبرا)، وعدد (100) طائرة من طراز (UH-1N)، والتي تُعرف باسم (هيوي) (Huey)، والموجودة في الخدمة في مشاة البحرية الأمريكية منذ فترة طويلة، بحيث يتم تحويل هذه الطائرات إلى طائرات هجومية مسلحة طراز (AH-1Z). وسوف توضع هذه الطائرات تحت اسم (طائرات برنامج H-1) لصالح قوات مشاة البحرية الأمريكية، حيث يُقدّم هذا البرنامج حلاً لمشاكل الطائرات القديمة بإعادة تجديدها وتطويرها، بالإضافة إلى إطالة أعمار الطائرات القديمة، وزيادة قدراتها على البقاء والمنافسة بعد التطوير، وزيادة قيمتها العملياتية.
كما يهدف برنامج التطوير (H-1)، إلى إنتاج (85%) من الأجزاء العامة للطائرتين إنتاجاً مشتركاً، بحيث تستخدم أجزاء وقطع غيار الطائرة نفسها (AH-1Z) في الطائرة (UH-1Y)، ويؤدي هذا إلى توفير مالي كبير، ويتجنّب مطالب العمالة المتزايدة، وبرامج التدريب المنفصلة لكل طائرة، والازدواج في الدعم اللوجستي، هذا بالإضافة إلى تجهيز الطائرات بمعدات ملاحية متطورة، تضمن لها البقاء، وتشتمل على مستقبل رادار إنذار، ومشغل دقيق (Microprocessor)، ومكتشف تحذير ضد أشعة الليزر والصواريخ الموجهة نحو الطائرة، ووعاء يحمل رقائق معدنية.
وكفاءة أداء الطائرة (AH-1Z) تُعتبر أفضل (3) أو (4) مرات على الأقل بالنسبة للطائرة القديمة (كوبرا) (AH-1W) ، أما الطائرة (UH-1Y)، فسوف تتضاعف حمولتها بالنسبة لسابقتها (هيوي)، ويكمن التطوير الأساسي في الطائرات الجديدة في نظم الأجهزة الإلكترونية المتكاملة، والقمرة (الكابينة) الزجاجية، المتوافقة تماماً مع أجهزة الاتصال، ووصلة نقل البيانات Data Link، ونظام تحديد الموقع (GPS)، ونظام الملاحة، وشاشات العرض متعددة الوظائف، وأجهزة كمبيوتر تخطيط المهام، والخرائط المتحركة، ونظام الملاحة الذي يتكامل مع إمكانات الخرائط الرقمية بالطائرة، ونظام تخطيط الطيران المحمول للقوات البحرية، الذي يعمل بديلاً للنظام السابق، الذي كان موجوداً في الطائرات الأمريكية.
ويتم تعزيز الطائرات الجديدة باستخدام نظام التصويب الآلي، وإمكانات شاشات العرض العلوي التي تعمل مع خوذة الطيار ونظام الرؤية، بالإضافة إلى نظام الملاحة والرؤية الذي تم تركيبه على الطائرات الجديدة، ويمكن لجهاز التتبّع العمل مستقلاً، بالإطباق على الهدف وتتبعه آلياً باستخدام نظام العمل آلياً، وتتكامل هذه المستشعرات مع نظام إدارة النيران من خلال استخدام أجهزة حاسب تخطيط المهام، وهذه النظم المتطورة تعطي لقوات مشاة البحرية (المارينز) القدرة على تحديد هوية الهدف (صديق أم معادي) من على مسافات بعيدة آمنة، وهذه المسافات التي يتم تحقيقها الآن تعتبر أبعد على الأقل من (3) إلى (4) مرات من المسافات التي تحققها مستشعرات الجيل الأول، التي كانت موجودة على الطائرات القديمة قبل إعادة بنائها وتطويرها.
والعموديات الجديدة سوف تعمل في تعاون وثيق مع قوات المارينز لتقديم الدعم المباشر للقوات البرية، مع الوضع في الاعتبار إمكانية الطيران والقتال في المدن باستخدام أسلحة ذات كفاءة عالية تم اختبارها وتجربتها مع المستشعرات التي تعمل بدقة عالية ونظم الرؤية.
ولن تتهاون قوات مشاة البحرية الأمريكية في زيادة معدلات الإصابة بالنيران الصديقة، كما حدث في عمليات عاصفة الصحراء عام 1991م، حيث تستطيع النظم الحديثة رؤية الأهداف وتحديدها، وتمييز الأهداف الصديقة والمعادية بكفاءة عالية، واستخدام الأسلحة والمدافع على الأهداف المطلوب تدميرها فقط، بحيث لا يتم إطلاق النار على الأهداف الصديقة، أو حتى على الأهداف المعادية التي تم إصابتها أو تدميرها من قبل.
العموديات الأوروبية
تُعتبر العمودية الإيطالية (A129) أخف عمودية هجومية حالياً، وقد حلّقت للمرة الأولي في عام 1983م، وبدأ تسليمها في عام 1990م، واستفاد الإنتاج الحالي من الخبرة العملية في الصومال، وينسجم عموماً مع النموذج التصديري الدولي، الذي يتمتع بمدفع ذي ثلاث مواسير، عيار (30) ملم، ويدار بخمس شفرات، وبمحركات بقدرة (1335) حصاناً، وتؤمّن وزن إقلاع مقداره (5100) كجم، وتبلغ سرعتها القصوى (390) كم-ساعة.
ويجري إنتاج الطائرة العمودية (تايجر) (Tiger) في طرازين طراز مسلح بصواريخ مضادة للدروع، وصواريخ جو-جو، وطراز آخر للدعم العسكري، مسلّح بمدفع عيار (30( ملم، وبصواريخ غير موجهة وصواريخ جو-جو، وتتضمن (تايجر) تقنيات جديدة، مثل استخدام المكونات المصنوعة من المواد المركبة (Composite)، بالإضافة إلى تكنولوجيا متقدمة لصناعة المروحة وإلكترونيات الطيران، وهي أخف من العموديتين (AH-64)، و (AH-1Z)، ويبلغ وزن إقلاعها (6000) كجم، وهي مجهزة بمحركين بقدرة (1285) حصاناً لكل منهما، وتبلغ سرعة تجوالها القصوى (280) كم-ساعة.
وقد أقلعت العمودية (تايجر) للمرة الأولى في عام 1991م، وبدأ إنتاجها على أساس (160) عمودية، على أن يتم اقتسامها بالتساوي بين فرنسا وألمانيا، وكان من المفروض أن يكون هناك في البداية نموذجان: النموذج الأول مضاد للدبابات، وهو (Tiger UHT) (لألمانيا)، و (HAC) (لفرنسا)، مع نظام رؤية مركّب على سارية، وصواريخ (هوت) (Hot)، أما النموذج الثاني، فهو (Tiger HAP) لدعم النيران (لفرنسا)، مع نظام رؤية مركّب على السطح، ومدفع عيار (30) ملم.
وتخلّت فرنسا عن النموذج المضاد للدبابات (HAC)، وستتسلم بدلاً من ذلك (40) عمودية (Tiger HAP)، و (40) عمودية (Tiger HAD)، التي لها دور مزدوج، وطوّرت أصلاً لأسبانيا (طلبت منها 24 عمودية)، وهي مجهزة بمحركات أقوى بنسبة (14%)، وبنظام تصويب علي السطح، وبمدفع عيار (30) ملم، وبأربعة صواريخ من نوع (Tiger LR)، وقد طلبت استراليا (32) عمودية (Tiger ARH) لتقوم بدور استطلاع مسلح، واعتمد تطويرها على العمودية (HAP)، ولكنها مزودة بمحدد ليزري لاستعمال صواريخ (هلفاير).
وتقوم حكومة جنوب أفريقيا بإنتاج نظام تسليح للعمل على العمودية البولندية (W-32Kol) الهجومية، ويشمل هذا النظام مجموعة من الأسلحة، منها (8) صواريخ ومدفع رشاش عيار (40) ملم، كما يضم النظام خوذة تصويب ميكانيكية، ونظام توازن له قدرة على تتبع الهدف آلياً.
العموديات الروسية
طوّرت روسيا الطائرة العمودية (Kamov Ka-50)، والعمودية (Mil Mi 28) مزدوجة المقعد، وصالحة للعمل في جميع الأحوال الجوية، وستزود هذه الطائرات بصواريخ طراز (AT-6) المضادة للدروع، وصواريخ جو-جو طراز (SA-16)، وستحل هذه الطائرة محل الطائرة (Mi-24) واسعة الاستخدام كطائرة هجومية، والتي تسوّق حالياً تحت اسم (Mi-35)، وهذا النوع من العموديات مسلح برشاش طراز (جاتلينج) (Gatling) عيار (7،2) ملم، وبمدفع عيار (22) ملم، وصواريخ عيار (80) ملم، أو صواريخ طراز (Shturn) المضادة للدروع.
وقد بدأت القوات الجوية الجزائرية برنامج تحديث لأسطولها من العموديات الروسية من طراز (Mi-24) المعروف في الغرب باسم (Hind)، وذلك بالتعاون مع جنوب أفريقيا، وبدأ العمل في يونيو 2006م، في تحديث (22) طائرة من أصل (33) طائرة يشملها البرنامج. وسوف يتم التحديث بأنظمة مستخدمة في الطائرة العمودية الهجومية المتقدمة في جنوب أفريقيا (رويفالك) (Rooivalk)، ويشمل التحديث المدفع ثنائي السبطانة عيار (20) ملم، سريع الطلقات، والذي يتم تلقيمه آلياً، وشريحة متنوعة من قنابل السقوط الحر، ومجموعة من نظم الحماية الذاتية، ونظام كهروبصري للتصويب والكشف، والصواريخ الليزرية المضادة للدروع، ذات الرؤوس الترادفية، التي تنتجها جنوب أفريقيا.
العمودية (رويفالك)
الطائرة (رويفالك) (Rooivalk) ، (أُطلق هذا الاسم تيمّناً بنوع من الطيور المعروفة في جنوب أفريقيا) التي تنتجها دولة جنوب أفريقيا، مزودة بجهاز تصوير حراري، وتليفزيون يعمل بالضوء الخافت، ونظام ليزري لتعيين الموقع وتحديد المدى، وهي مسلحة بمدفع عيار (30) ملم، أو (20) ملم، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للدروع، وصواريخ جو-جو.
ويمكن القول إن مستوى (رويفالك) تقريباً في مستوى العمودية الأوروبية (تايجر)، وتستخدم مجموعة دفع تشبه تلك المستخدمة في الطائرة (بوما) (Puma)، ولكنها تتضمن شاشة عرض حديثة، ورخص سعرها يجعلها من العموديات المرغوبة.
والعمودية (رويفالك) مزدوجة المقاعد، ويشبه تصميمها العمودية الأمريكية (أباتشي)، وتعمل بمحركين توربينيين، وتصنّف من فئة عموديات الهجوم والقتال، وجهزت بأنظمة طيران متطورة، تسمح لها بالتحليق المنخفض، وبإطلاق صواريخ موجهة تلقائياً، ووزنها فارغة (5730) كجم، أي أثقل بكثير من (تايجر).
وقد بدأ إنتاج هذه الطائرة للقوات الجوية في جنوب أفريقيا في عام 1999م، ومن المتوقع أن تطلب (ماليزيا) حوالي (40) طائرة، إلاّ أن حالة الركود العام في الاقتصاد الآسيوي أدى إلى التراجع عن نصف الصفقة.
وقد اقترحت الشركة المنتجة للطائرة (رويفالك) نسخة بحرية مزودة برادار للبحث في البرج، وأجنحة أقصر، مع صندوق للتروس خاص بالطفو، بالإضافة إلى تحريك عجلة الذنب إلى الأمام بمقدار مترين