قدّر المدير التنفيذي للمركز الإسلامي في العاصمة الكورية الجنوبية "سول" منير أحمد أعداد الكوريين الذين ينشغلون حاليًا بدراسة الدين الإسلامي بأكثر من 50 ألفًا، مشيرًا إلى أن الكثيرين منهم أعلنوا اعتناقهم الإسلام.
وقد دفعت الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة على غزة، وقبلها الغزو الأمريكي لأفغانستان آلاف الكوريين الجنوبيين إلى التعرف على الإسلام في بلد لا يعتنق غالبية سكانه أي دين ويعيش ثقافة منغلقة، نادرًا ما تقبل الآخرين.
وينشغل آلاف الكوريين في التعرف على تعاليم الدين الإسلامي في مراكز ومساجد قليلة جدًا في كوريا الجنوبية، بينها مركز وحيد في العاصمة سول.
وقال أحمد: إن المركز يستقبل يوميًا الراغبين في التعرف على الدين الإسلامي، والكثيرون منهم سمعوا عن الإسلام عبر وسائل الإعلام، خصوصًا عن أوضاع المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان.
وأضاف أن "أعداد الراغبين في التعرف على الإسلام ارتفعت بصورة كبيرة بعد الحرب "الإسرائيلية" على غزة مطلع العام الجاري".
وحسب أحمد فإن ما متوسطه 15 كوريًا يزورون المركز الإسلامي في سول بشكل فردي يوميًا، ويطلبون التعرف على الإسلام، أو الاطلاع على أنشطة المركز، فضلاً عن الزيارات الجماعية التي تنظمها بعض الجهات الاعتبارية، مؤكدًا أن "نحو 50% من الزوار الجادين والمهتمين فعلاً بالإسلام يعتنقونه في وقت لاحق".
واعلنت سيدة كورية إسلامها في المركز الإسلامي الذي تتردد عليه منذ عامين.
وقالت كانغ اين مي: إنها "تحولت من المسيحية إلى الإسلام لأن العقيدة الإسلامية تتحدث عن إله واحد، وهو ما يتوافق أصلاً مع الإنجيل الذي تعلمناه في المدرسة الابتدائية".
وأشارت إلى أن قرارها باعتناق الإسلام يأتي بعد دراسة استمرت عامين لتعاليم الدين الإسلامي، مشيرة إلى أنها "قرأت العديد من الكتب التي حصلت عليها من المركز الإسلامي". وتستذكر مي بدايات اهتمامها بالإسلام عندما قرأت موضوعًا يتهم المسلمين بـ"الإرهاب" وهو ما عزز من اهتمامها للتعرف على تفاصيل هذا الدين لتجد أن الإسلام على العكس دين تسامح.
ومع الزيادة اليومية في أعداد معتنقي الإسلام من الكوريين، يقول منير أحمد: إن المسلمين ما زالوا يواجهون الكثير من العوائق والمشاكل، ومن أبرزها عدم وجود هيئة موحدة ومستقلة تدير شؤونهم وتنظم أحوالهم، وتمثلهم في الخارج.
ومن التحديات التي تواجه المسلمين وفق مدير مركز سول "عدم وجود مدارس إسلامية، إضافة لقلة المساجد، كما أن الترجمة الكورية الوحيدة لمعاني القرآن الكريم قديمة جدًا وتحتاج إلى مراجعة، فضلاً عن أن العشرات من كتب الفقه والحديث وأمهات الكتب الإسلامية لا تزال غائبة عن اللغة الكورية ولم يتم ترجمتها بعد".
ورغم أن عدد المسلمين في كوريا سواء من أهل البلاد الأصليين أو من الأجانب الوافدين لا يزال غير معروف حيث لا توجد إحصاءات تحدد أعدادهم، فإن أحمد يؤكد أن أعدادهم كبيرة، ويتزايدون بصورة يومية.
لكنَّ انفتاح الكوريين على الإسلام ليس محصورًا في وسائل الإعلام والمراكز والمساجد القليلة العدد، وإنما لعب التجار العرب على قلتهم دورًا مهمًا في لفت أنظار الكوريين إلى الإسلام. ويقول تاجر عربي متزوج من كورية اعتنقت الإسلام إن الأنشطة التجارية التي يمارسها المسلمون تشكل عاملاً مهماً في جذب اهتمام الكوريين وأنظارهم إلى هؤلاء الوافدين الجدد.
وتحولت مطاعم عربية تتجمع في أحد شوارع سول الشهيرة إلى ما يشبه المنتديات التي تجتذب مئات الكوريين يوميًا، وتؤلف قلوبهم، وتدفعهم للسؤال عن الإسلام، أو عن الثقافة العربية التي لا يعرفون عنها الكثير.
وحتى ما قبل سنواتٍ قليلة لم يكن الكوريون يفهمون معنى كلمة "حلال" بينما تتصدر هذه الكلمة اليوم عدة مطاعم كبرى تعود لعرب وأتراك في شارع "إيتاون" الشهير وسط العاصمة سول، وأغلب مرتادي هذه المطاعم من سكان البلاد الأصليين من غير المسلمين.
ومع ذلك فإن عددا من الصعوبات تواجه تواصل أكبر لهؤلاء الوافدين مع السكان منها انغلاق بعض المجتمعات على الآخرين فضلاً عن مصاعب أخرى تتعلق باللغة.
رد: الآلاف من الكوريين يدرسون الدين الإسلامي بعد حرب غزة
تاريخ الأسلام في كوريا بدعوة وجهود من أهل السنة والجماعة
بداية ظهور الإسلام
لم تعرف بعد متى كانت الصلة الأولى مابين المسلمين و الكوريين. بحسب العديد من المصادر فقد بدأت هذه الصلة ما بين العرب المسلمين و شبه الجزيرة الكورية للمرة الأولى في منتصف القرن التاسع الميلادي.
لأن الإسلام قد ظهر في منتصف القرن السابع الميلادي و توسع ليشمل بلاد العجم. فقد كانت هناك اتصالات مابين العرب و العجم المسلمين وبخاصة مع الصين بشكل مستمر و توسعت فعالياتهم في القرن التاسع لتمتد إلى شبه الجزيرة الكورية من خلال إنشاء ممر بحري لهذا البلد. كان ذلك بالفترة التي قامت بها مملكة شيلا على توحيد الأجزاء الثلاثة لشبه الجزيرة.
وفي تلك الفترة لم يثبت أن الإسلام كان قد دخل كدين وإنما كانت هناك تبادلات تجارية و ثقافية ما بين المسلمين و الكوريين و ذلك إما من خلال الزيارات المباشرة للتجار العرب المسلمين أو عن طريق الصين بطريقة غير مباشرة.
وقد لوحظ وجود أثار لسلع تجارية و صناعات إسلامية كان مجتمع مملكة شيلا يستخدمها.
مع بداية القرن الحادي عشر كانت البلاد تحت حكم مملكة كوريو و قد قام التجار و على نطاق واسع بأعمال تجارية مع الحكومة الكورية آنذاك. كما صدرت أوامرعديدة من قبل ملوك كوريو و التي تعطي الكثير من التسهيلات للتجار العرب المسلمين و سمح لهم بممارسة شعائرهم الدينية كالصلاة و الصوم.
وأيضا لم يتوفر دليل واضح على نشر الإسلام في تلك الفترة من قبل التجار العرب.
وفي عام 1270 و عندما حكم المغول كوريا, حضر معهم العديد من المسلمين و قد كان معظمهم من أواسط آسيا و استوطنوا بشكل دائم بفضل المعاملة الحسنة للمسلمين و فرص الحياة الاقتصادية الجيدة. كما أنهم حازوا على العديد من الميزات في كل أجزاء البلاد وشكلوا هيئاتهم الاجتماعية الخاصة في عاصمة كوريو وخارجها و كانوا يحتفون بمناسباتهم و يرتدون أزيائهم الإسلامية. بالإضافة إلى أنهم بنوا مسجدا سمي بـ وتعني هذه الكلمة حرفيا (قاعة الاحتفالات) و سمي القائمين على الدعوة آنذاك بالدورو و الذين تم اختيارهم من قبل المجموعات الإسلامية لمتابعة أمور الدعوة بما يتناسب مع الشريعة الإسلامية. من وقت لآخرحيث كان مجلس الحكم الكوري يدعو هؤلاء الدورو للحضور كضيوف شرف خلال احتفالات البلد و إظهار أمور دينهم كقراءة القرآن الكريم و الدعاء بالعمر المديد لحياة ملوك تلك الفترة و ازدهار البلد, وقد كانت الأدعية تتلى بالغة العربية أيضا.
وفي عام 1427 و تحت القانون الجديد لمملكة تشوسون (1329 - 1910 ) واجهت الفعالية الإسلامية مخاطر عديدة و حرم عليهم ممارسة شعائرهم الدينية و منعت عليهم شعائرهم الدينية و لبس العمائم. كافة هذا الأمر دعا المستوطنين المسلمين و الذين كانوا أصحاب مراكز اجتماعية و اقتصادية عالية التوقف على إقامة الشعائر الدينية و الدعوة التي مارسوها لفترة 150 عاما. بذلك توقفت مع بداية القرن الخامس عشر كل الدعوات الإسلامية بتاريخ كوريا القديم.
وفي عام 1920 بدأ التواصل مابين المسلمين و الكوريين مرة أخرى بعد أن حضرت جالية من المسلمين التركمان و عددهم حوالي 200 شخص من أواسط روسيا هربا بدينهم من الحكم البلشفي هناك و أقاموا بشكل دائم في عدد من المناطق الكورية.
من خلال عملهم الجاد و تجارتهم الرابحة تناموا من تشكيل حياتهم الاجتماعية, كما شكلوا هيئاتهم و المسماة بـ و عاشوا بشكل مريح و اشتروا أبنيتهم بوسط سيؤول كما أقاموا مسجدا و مدرسة في سيؤول و مقبرة إسلامية بضواحي المدينة.
ولكن المسلمين التركمان و الذين عاشوا في كوريا منذ عام 1920 اضطروا للهجرة نتيجة للتغيرات السياسية التي حصلت مع استقلال كوريا عام 1945 و انقسامها إلى قسمين شمالي و جنوبي.
وبعد عام 1950 هاجر معظم التركمان إلى الولايات المتحدة و كندا و استراليا و تركيا ما عدا عائلة أو عائلتين حيث بقوا حتى عام 1960.
بداية تأسيس المجتمع الإسلامي الحديث
في عام 1955 ظهرت هيئة إسلامية جديدة من خلال مجموعة الجنود الأتراك المشاركين بالحرب الكورية مابين عامي 1950 - 1953 تحت قيادة الأمم المتحدة.
وقد كان الجنود الأتراك بالإضافة لواجبهم على تحقيق السلام و الحرية يعملون أيضا على نشر الدين الإسلامي مما دعا المسلمين الكوريين الأوائل على فتح مركز إسلامي في كوريا.
ومن هؤلاء الجنود المدعو عبد الغفور قره إسماعيل اوغلو و الذي كان إماما للجنود الأتراك.
في البداية قام الإمام عبد الغفور بتعليم الإسلام للأشخاص الذين يرتادون المعسكر التركي ثم انتقل إلى إلقاء المحاضرات حول الإسلام على العامة من الناس. نتيجة لذلك تجمع حوله بعض الكوريين لاهتمامهم بالإسلام و منهم عبد الله كيم يو دو - عمر كيم جين كيو - محمد يون دونج يونج و هؤلاء كانوا أول جيل مسلم تمت هدايتهم للإسلام على يد الإمام عبد الغفور.
و لنشر الإسلام بشكل فعال أسس الكوريون في أيلول 1955 جمعية سميت بالجمعية الإسلامية الكورية و قد كانوا يقيمون الصلوات مع الجيش التركي كما دعوا الإمام عبد الغفور لإلقاء محاضرات عن الاسلام مما أتاح لعدد كثير من الكوريين بأخذ فرصة التعرف على الدين الإسلامي.
وفي عام 1956 أنشأت بخيام عسكرية مدرسة تشونج - جين للتعليم الإعدادي و ألإسلامي و ركزت على تعليم الأولاد الفقراء و قد اهتدى العديد منهم إلى الإسلام.
وفي يوليو عام 1956 توسعت نشاطات الدعوة باستلام الإمام الشاب زبير قوش و التي بدأها الإمام عبد الغفور, وقد أقيمت مؤتمرات و اتصالات على نطاق واسع و نجح الإمام زبير بإقامة مسجد مؤقت بخيمة عسكرية كبيرة مع مئذنة, و بذلك عدت كأول مسجد في كوريا. و نظرا لجهوده الجبارة وصل عدد المسلمين في كوريا حتى تاريخ مغادرته عام 1957 إلى 208 مسلم.
الستينات
اخذ الإسلام بالتوسع بشكل تدريجي في كوريا منذ عرف بواسطة الأئمة و الجنود الأتراك. وقد أظهرت العديد من الهيئات في الدول الإسلامية اهتماما كبيرا بالمسلمين الكوريين. ففي عام 1959 قام عمر كيم جين كيو ( رئيس الجمعية الإسلامية الكورية) يرافقه السيد صبري سوجونج كيل بالسفر إلى العديد من الدول الإسلامية مثل ماليزيا و باكستان و المملكة العربية السعودية و لمدة عامل كامل حيث عملا على طلب المساعدة و شرح الأمور الصعبة التي يواجهها المجتمع الإسلامي في كوريا. وخلال تواجدهم في المملكة العربية السعودية قاما على أداء فريضة الحج ليسجلا كأول حجيج كوري.
و نتيجة لسفرهم الطويل أوفدت ماليزيا بأيلول 1961 السيد عبيد الله لزيارة كوريا و التحقق من أوضاع المسلمين فيها. بعدها تم إعطاء 11 منحة دراسية لمدة ستة أشهر عام 1962 و ذلك لدراسة الدين الإسلامي بماليزيا و قد كان من ضمن المجموعة ثلاث نساء.
كما قام السيد عبد الرزاق بتكليف من رئيس الوزراء الماليزي و السيد حاجي نوح المتحدث باسم البرلمان الماليزي بزيارة كوريا في نوفمبر 1962 حيث ناقشوا مشروع بناء مسجد مع إخوانهم الكوريين وقد تم التبرع بمبلغ 33000 دولار من قبل السيد رئيس الوزراء الماليزي من أجل بناء مسجد في سيول.
وبهذا المبلغ بدأت الجمعية ببناء المسجد بمنطقة سانج-دو دونج في أكتوبر 1964 و لكن هذا المشروع لم يتم نظرا لانقسام الجمعية إلى أقسام عديدة و صغيرة.
فترة التحول و التطوير 1965 - 1976
تطور أداء الدعوة الإسلامية على يد مجموعة من المسلمين عام 1965 و تم لم شمل المسلمين تحت قيادة مؤسسة واحدة و موحدة و في أبريل 1965 تم إنشاء إتحاد المسلمين الكورية و مازال قائما حتى الآن.
أسس هذا الإتحاد مسجدا مؤقتا مع مكاتبه بمنطقة ونهيورو بمدينة سيؤول و مارست فعاليات الدعوة الإسلامية. لقد حققوا العديد من القفزات النوعية من خلال تطوير علاقات الأخوة مع العديد من الهيئات و المنظمات الإسلامية في العالم الإسلامي. وتلك الفترة قام مولانا سيد جميل ( رئيس جمعية القرآن الكريم في باكستان ) بزيارة كوريا. وقد كان في كل زيارة يقوم بها يعطي انطباعات عظيمة لدى المسلمين الكوريين كما اعتبروه إماما للمسلمين الكوريين.
وفي عام 1967 بدأت الهيئة بإصدار صحيفة باللغتين الكورية والإنجليزية لتنشر بها آخر تطورات الدعوة داخليا و خارجيا.
وبعد انتقال مكاتب الإتحاد و المسجد إلى منطقة ناميونج دونج طورت الدعوة الإسلامية عملها من خلال إقامة المحاضرات و توزيع الكتيبات للتعريف بالإسلام كما أوفدت بعض الطلبة المسلمين إلى البلدان الإسلامية ليكونوا حملة للدعوة في المستقبل.
هذا الأمر أدى إلى ارتفاع واردات الإتحاد ما أعطى الفرصة لبناء مسجد و مركز إسلامي حيث كان مقرا للدعوة الإسلامية أيضا.
وعند ظهور الحاجة الملحة للنفط توجهت أنظار الدولة الكورية بشكل مفاجئ و باهتمام كبير للدول الإسلامية. بذلك تحقق حلم بناء مسجد بشكل كامل و ذلك عندما تبرعت الحكومة الكورية بقطعة أرض مساحتها 5000 متر مربع لبناء مسجد و مركز إسلامي في سبتمبر 1970.
وفي منتصف السبعينات و نظرا للتطور السريع في كوريا ظهر الإسلام بحلة جديدة عندما فتحت العديد من الدول الإسلامية ذراعيها و منحوا العديد من المساعدات للمسلمين الكوريين حيث وصل إجمالي تلك المنح إلى 400000 دولار أمريكي.
وفي أكتوبر 1974 بدأت الأعمال الإنشائية بمسجد سيؤول المركزي و المركز الإسلامي. وقد انتهت عملية البناء بعد سنتين حيث أقيم حفل الافتتاح في 21 مايو 1976 بحضور أكثر من 50 شخصية من 17 دولة إسلامية و لاحقا لهذا الحفل قام العاملون على الدعوة الإسلامية في تلك الدول بتقديم المنح و والثناء على نشر الدعوة الإسلامية في كوريا.
وبعد عام 1976 أتت ظروف ممتازة لنشر الإسلام بين الكوريين بعد بناء المسجد و قيام بعض الشركات الكورية بتعهدات بناء في الشرق الأوسط. و نظرا لوجود عدد كبير من العاملين لدى هذه الشركات في الشرق الأوسط و أبدوا اهتماما بالإسلام قام الاتحاد بفتح معهد لتعليم اللغة العربية بالمركز الإسلامي في يونيو 1976.هذا وقد قام العاملون على الدعوة بالإضافة لتعليم اللغة العربية للكوريين من غير المسلمين بنشر تعاليم الدين الإسلامي وقد أعتنق العديد منهم الإسلام بعد الانتهاء من فترة الدراسة مما ضاعف عدد المسلمين الكوريين خلال فترة قصيرة.
كما قام الإتحاد بترجمة و إصدار الكتب حول الإسلام في يوليو 1976 حيث طبعت سلسلة من 17 كتيب باللغة الكورية و تم توزيعها مجانا. بنفس الوقت استمر إصدار الصحيفة الأسبوعية و مجلة الإسلام بشكل دوري للتعريف بفعاليات الدعوة لدى الإتحاد كما صدر تفسير للقرآن الكريم مترجما الي اللغة الكورية.
وبالإضافة إلى تلك الفعاليات فقد تم إعطاء تسهيلات لتعليم المسلمين من أجل تهيئة جيل لقيادة هذه الدعوة في المستقبل.
وفي مايو 1977 زار السيد عبد الله علي المطوع مسجد سيؤول المركزي و اقترح بناء كلية إسلامية مما شجع القائمين على الهيئة العمل على إنشاء هذه الكلية و أقاموا جمعية لتأسيس الكلية الإسلامية. حيث أخذت هذه الكلية وبشكل قوي عندما قام معالي الأمير نايف (وزير الداخلية السعودي) بزيارة كوريا في أيلول 1979 و وعد بتأمين الموارد المالية لهذا العمل.
وفي أكتوبر 1979 و خلال الفترة الثانية للحاجة الملحة للنفط تمت حملة الحج برئاسة الشيخ سليمان لي هيو (المدير العام للإتحاد) حيث قام بالاتصال مع عدد من قادة المسلمين في المملكة العربية السعودية و طلب منهم تزويد كوريا بالنفط بشكل خاص, وقد استجابت حكومة المملكة و وافقت على تزويد كوريا بالنفط بشكل خاص.
وفي عام 1980 قام الرئيس الكوري السيد تشي كيو ها بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية و أقام اتفاقية بين البلدين من ضمنها المساعدة على إنشاء كلية إسلامية في كوريا. وبناءا على هذه الاتفاقية تبرعت الحكومة الكورية بقطعة أرض مساحتها 430000 متر مربع في منطقة يونج إن و التي تبعد 50 كيلومتر عن مدينة سيؤول و كلا البلدين أقاما جمعية مشتركة من أجل إنشاء الكلية الإسلامية. في ديسمبر 1982 ناقشت الجمعية المشروع و تقررت التكاليف على نفقة المملكة العربية السعودية.
وفي سبتمبر 1977 طورت الدعوة الإسلامية نشاطها و أقامت جمعية للطلبة المسلمين في كوريا و لم تكتف هذه الجمعية بنشاطها على الطلاب المسلمين وإنما امتدت للتعريف بالإسلام لدى الوسط الطلابي بشكل عم من خلال إلقاء المحاضرات و الاجتماعات الأسبوعية في كل جامعة, كما شملت نشاطاتها إقامة معرض شتوي للثقافة الإسلامية بوسط سيؤول العاصمة برعاية من إتحاد المسلمين الكوري و سفارات الدول الإسلامية في كوريا. وقد حققت هذه المعارض نتائج عظيمة بجعل عامة الناس من غير المسلمين أن تتفهم الإسلام بشكل صحيح و ساهمت في زيادة فعاليات الدعوة الإسلامية.
أيضا في عام 1983 و تحت رعاية منظمة الشباب المسلم العالمية ( وامي ) يقام مخيم للشباب وبكل صيف في كوريا مما يؤمن للطلبة التدريب على الحياة الإسلامية و يزيد من معرفتهم حول أمور دينهم و يتم إيفاد بعض التلاميذ لدراسة الإسلام لدى العديد من الدول الإسلامية.
ومع توسع الحركة الاقتصادية في الشرق الأوسط بفترة السبعينات قام العديد من الكوريين بزيارة الدول الإسلامية مما زاد اهتمامهم بالإسلام هناك و استجابة للحاجة الملحة أقام الإتحاد فرعا للدعوة و مركزا إسلاميا في مدينة جدة بمارس 1978 بمساعدة كريمة من الشيخ عمر عبد الله كامل و بذلك المركز تقام المحاضرات و الدروس التعليمية للكوريين من غير المسلمين هناك مما دعا حوالي 8000 منهم إلى اعتناق الإسلام حتى الآن.
وفي تموز 1979 أقيم فرع أخر للدعوة في مخيم الزهراء بالكويت بمقر شركة سام هو كونستركشن. وانتقل الشيخ سليمان لي هينج لاي (الإمام الحالي لمسجد سيؤول) لنشر الإسلام بين العمال الكوريين و قد أسلم على يده حوالي 3000 منهم لغاية يوليو 1984.
أيضا تم افتتاح فرع للإتحاد في اندونيسيا عام 1982
الحركات الفعالة للدعوة الإسلامية ابتدأت منذ افتتاح مسجد سيؤول المركزي و المركز الإسلامي و توسعت بخطى ثابتة إلى العديد من المناطق خارج سيؤول فتشكل تجمع إسلامي في مدينة بوسان منذ عام 1976 و مدينة كوانجو منذ عام 1978 و مدينة جنجو منذ عام 1986.
كما تم بناء مساجد في المدن المذكورة برعاية كريمة من بعض رجال الأعمال المسلمين من ليبيا و الكويت و مصر. ثم بني مسجد آخر بمدينة أنيانج في ابريل 1986 على نفقة الشيخ حسين يو شانج الذي اشترى كنيسة من ماله الخاص و حولها إلى مسجد.
وقد تم افتتاح مساجد مؤقتة في منطقتي أولسان و تشيجو.
أربعون عاما مضت على زرع البذرة الأولى للإسلام في كوريا و قد أنبتت هذه البذرة حوالي 40000 مسلم يزيدون برعاية الله و عونه مع 5 مساجد و 6 أفرع تحت قيادة إتحاد المسلمين في كوريا و الذي يشكل الجسد السليم للدعوة الإسلامية في كوريا.
وفي نوفمبر 2000
تم الأمير عبد الله بتبرع مبلغ قدره 300000 دولار لإنشاء مدرسة خلال زيارته لكوريا.
وفي اكتو بر 2001
تم افتتاح مدرسة الأمير سلطان بن عبد العزيز هدفها النهائي إقامة أرضية لمعهد الثقافة الإسلامية في كوريا بتفعيل المدرسة بالإضافة للتعليم الروحي لخمسة عشر طالبا لكل محاضرة.
وفي نوفمبر 2002
تم افتتاح المركز الإسلامي بمبنى مؤلف من 4 طوابق.
إتحاد الأجانب و المؤلف غالبا من مسلمين من بنجلادش بدؤوا حملة لجمع التبرعات و جهزوا الأموال لرفع بناء مسجد. و بجمع الأموال و دعم من إتحاد المسلمين الكوري تم شراء المبنى و سمي بمركز الانسان المسلم.
وعام 2003
قام إتحاد المسلمين الكوري بافتتاح عيادة مجانية للعمال الأجانب العاملين في كوريا من أجل الفحص و الاستشارات الطبية كل شهر ومقر هذه العيادة المسجد المركزي بمدينة سول و تعمل هذه العيادة على العلاج الغربي و الشرقي.
كان ويرتاد هذه العيادة شهريا أكثر من 100 عامل ليتم الكشف الطبي عليهم و إعطائهم المشورة الطبية و العلاج اللازم.
وفي آب 2004
تم إنشاء مقبرة للمسلمين.
واقترح سعادة السفير القطري بكوريا السيد عبد الرزاق عبد الغني مشروع انشاء المقبرة للمسلمين لضرورتها ومقرها أحد الجبال. و بفضل الدعم المادي من الحكومة القطرية تمكن إتحاد المسلمين الكوري من تأمين قطعة أرض مساحتها 3800 متر مربع في حديقة مقبرة جندالريا الواقعة بمدينة تشونجو.
وفي اكتو بر 2004
تم افتتاح مركز بوبيونج الإسلامي المؤلف من ثلاثة طوابق, وقد تم بناؤه على نفقة الأخوة المسلمين الأجانب بمنطقة إنشن.