كشفت بعض التقارير الأمنية التي نشرت أخيرا، سواء في إسرائيل أو في بعض دول العالم مثل ألمانيا، عن تفاصيل جديدة وغير معروفة تتعلق بتفاصيل عملية الهجوم الإسرائيلي على منطقة دير الزور السورية عام 2007، وأسفر عن تدمير مفاعل نووي كان السوريون قد أقاموه في هذه المنطقة للقيام بتجاربهم غير الشرعية عن السلاح النووي فيه.
وتشير التقارير التي حصلت عليها "هآرتس" أيضا إلى نجاح جهاز الموساد في زرع عدد من أجهزة التنصت في بعض من الحواسيب الخاصة بكبار المسؤولين من أجل الاستماع إلى المكالمات أو حتى الأحاديث التي يجرونها، ولذلك كان الهجوم على دير الزور حيث استمعت إسرائيل إلى نص محادثة أجراها أحد المسؤولين السوريين مع مسؤول كوري شمالي، وهي المحادثة التي أكد فيها المسؤول السوري أن المفاعل النووي في دير الزور ينقصه بعض المواد اللازمة لتشغيله، وهو ما دفع بإسرائيل إلى دراسة الموقف، ومن ثم الهجوم على هذه المنطقة.
ولفتت "هآرتس" إلى أن عملية زرع أجهزة التنصت في الحواسيب ما زالت سرية إلا أن هناك بعضا من الفرضيات التي من الممكن طرحها عند الحديث عن هذه المعلومة الكبيرة، أبرزها أن جميع أجهزة الحواسيب لبعض من الماركات العالمية جميعها من الممكن أن يتم التنصت عليها بمعرفة الشركة الأم، وذلك بمعرفة كبار الأجهزة الأمنية في العالم.
وأشارت الصحيفة الى ان "المثير أن مجلة دير شبيغل الألمانية أكدت بدورها هذه المعلومة، بل وقالت ان حواسيب كبار المسؤولين السوريين، بل وبعض من القادة العرب باتت تحت السيطرة، ولعل حاسوب الرئيس السوري ذاته مرشح لأن يكون (تحت السيطرة) خاصة أن الأمر لا يتوقف فقط بمحاولة تزويد خطوط الإنتاج من الحواسيب الخاصة بأجهزة تنصت، بل يصل الأمر وفي كثير من الأحيان لوضع هذه الأجهزة بصورة غير فاعلة في الحواسيب، وبعد ذلك يتم تنشيطها آليا وترسل كل ما يقوم به جهاز الحاسوب على الفور إلى الشركة الأم (المصنعة) والتي تنقل بدورها هذه البيانات إلى الأجهزة الأمنية المعنية".
ولفتت "هآرتس" الى ان من كتب هذه التقارير هما اثنان من كبار الصحافيين الألمان، الأول وهو أريك بولات وهوليغر شتارك اللذان يغطيان الملف الاستخباراتي ويعملان من برلين، وهما أجريا مع الأسد حوارا مهما، ورغم أنهما لم يسألاه صراحة عن إمكان التجسس على حاسوبه الخاص، فانه وفي النهاية كان منفتحا وعند التلميح له بهذه النقطة أكد في تصريح خارج التسجيل بأن جميع أجهزة الاستخبارات في كل دول العالم تقوم بالمجهودات الخاصة من أجل تحقيق أمنها وأهدافها العسكرية.
القبس
7/11/2009