حرب أكتوبر
– الحلقة الثانية وعشرون -
.. حاييم بارليف خطط للثغرة ونفذها شارون .. ونفخ فيها كيسنجر إعلاميا وسياسيا
أسرار تأتى ... بعد دهور ... ليعرف الشعب المصرى والعربى ، ماذا كان يدور خلف ظهره ...
يحى الشاعر
المصدر
[URL="http://www.el-wasat.com/images/spacer.gif"][/URL][URL="http://www.el-wasat.com/images/spacer.gif"][/URL]
تشير البرقية التي نستعرضها في وثيقة اليوم إلى الأخبار المتوفرة لدى السفارة الأمريكية بالقاهرة من مصادر استخباراتها ومصادر أخرى ، وتفيد الصورة بأن معارك ضارية دارت يومي 17 و 18 أكتوبر شرق القناة بين القوات البرية المختلفة ، وغرب القناة بين قوة المدرعات الإسرائيلية التي عبرت إلى غرب القناة والقوات المصرية. وأن المعركة دارت رحاها كلها على الأرض وأن التدخل الجوي كان محدودا.
وكان مجلس الحرب الإسرائيلي ، الذي عقد برئاسة رئيسة الوزراء الإسرائيلية يوم 12 أكتوبر 1973 في تل أبيب، قد استمع من الجنرال حاييم بارليف بعد استدعاءه للخدمة، وتعيينه ممثلاً لرئيس الأركان في القيادة الجنوبية ، استمع إلى عرضه للخطة "غزالة" للعبور غرب القناة. وقد اعترض أكثر القادة العسكريين على هذه الخطة ، وكان السبب الرئيسي للاعتراضات، الخشية من الخسائر التي قد تتعرض لها القوات الإسرائيلية، عند عملها غرب قناة السويس، مع وجود الفرقتين المدرعتين المصريتين في الغرب، مع غيرهما من اللواءات المدرعة التابعة للفرق المشاة الآلية، كاحتياطي للجيوش الميدانية، مما يوفر حشد كبير من الدبابات يربو على 400 دبابة. ولكن بعد عمليات التطوير المصرية المحدودة شرقا والوقفة العبوية الطويلة ، فإن جهود تطوير العمليات فشلت وبعدها، أصبح حجم الدبابات المصرية في الغرب يصل إلى 150 دبابة فقط، وهو ما أقنع مجلس الحرب الإسرائيلي باعتماد الخطة "غزالة".
كانت الخطة "غزالة" (الاسم العبري هو Abiray Lev ويعني القلب الشجاع، وسميت بالغزالة نتيجة ترجمة خطأ من العبرية إلى الإنجليزية.) لها أهداف استرتيجية وتكتيكية وهي:
• الإخلال بالتوازن الاستراتيجي للقوات المصرية شرق وغرب القناة.
• حصار القوات المصرية، في رؤوس الكباري شرق القناة، وتدميرها، واستعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل يوم 6 أكتوبر 1973.
• وإذا لم يتيسر ذلك فإن الحد الأدنى يكون فرض الحصار على الجيشين الثاني والثالث (أو أحدهما) وعزل القوات المحاصرة، عن قياداتها في الغرب.
• الاستيلاء على مدينة غرب القناة (الإسماعيلية أو السويس أو كليهما) لاستغلال ذلك إعلامياً ونفسيا.
• استغلال أعمال قتال القوات الإسرائيلية في الغرب في تحرك سياسي ودبلوماسي واسع، تمهيداً، لفرض المطالب الإسرائيلية، بعد وقف إطلاق النار.
كانت إسرائيل على استعداد للقيام بمغامرة عسكرية محسوبة، غرب القناة دون أن تتورط قواتها في امتداد بعيد، يصعب معه تأمين أعمال قتالها، أو أن تزج بنفسها في مواجهة مع الكثافة السكانية المصرية في الدلتا. لذلك كانت أهدافها محصورة بين الاستيلاء على أهداف استراتيجية تحقق لها مكاسب سياسية وإعلامية، مثل مدن القناة، والمعروفة عالمياً لارتباطها بقناة السويس، أو اكتساب مساحة من الأرض غرب القناة (حتى 30 كم غرب)، مما يوفر لها ميزتين:
• الأولى: عسكرية بوقوف قواتها على خط من الهيئات الجبلية المرتفعة، والمسيطرة على محاور الحركة في الضفة الغربية. ( جبال جنيفه، وشبراويت والجوزة الحمراء والقط والحافة البيضاء.)
• والثانية: سياسية بالعمل على إعادة فتح قناة السويس. وكان هذا الهدف في ذهن القيادة الإسرائيلية السياسية والعسكرية دائماً، في تصور تطور الأوضاع التي وصلت إليها القوات الإسرائيلية عقب حرب يونيه 1967.
لقد استغلت إسرائيل والولايات المتحدة الثغرة الإسرائيلية إعلاميا وسياسيا إلى أقصى حد – كما سنرى في الحلقات القادمة – ولكن على الأرض كانت الخسائر ضخمة على الجانبين وكانت الاشتباكات على الأرض لا تنقطع.
صورة الوثيقة
<IMG style="WIDTH: 300px; ; WIDTH: expression(this.width > 450 ? 300 : true)" alt="اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي" src="http://www.el-wasat.com/images/wathaeq/watheqa_37_1.gif" border=0>
ترجمة الوثيقة
سري
من : السفارة الأمريكية في القاهرة
نسخة إلى السفارة في تل أبيب – فوراً
18 أكتوبر 1973
الموضوع : الوضع العسكري المصري
1- إن جميع المؤشرات تبين أن المعارك التي جرت أمس 17 أكتوبر واليوم في القطاع الأوسط على الجانب الشرقي لقناة السويس هي معارك ضخمة وبخسائر ضخمة لكلا الجانبين وربما تكون البداية لإختبار القوة الحقيقية على أرض سيناء.
2- المصادر الإعلامية في القاهرة تتحدث عن اشتباكات عنيفة بالمدرعات ويدعم ذلك تقارير مصادر الإستخبارات الأمريكية بأن الجيش المصري في 17 أكتوبر خسر 86 دبابة ( الإسرائيليون يقولون إن خسائر المصرين ما بين 90 إلى 100 دبابة ). نفس مصدر الإستخبارات قال إن المصريين خسروا 630 قتيلاً و 780 جريحاً ولم يبين المصدر إن كانت هذه هي كل الخسائر البشرية أم أنها تمثل الخسائر على هذا الجزء من الجبهة وبالتأكيد فإن أكبر هذه الخسائر كان في قطاع الإسماعيلية.
3- نفس المصدر قال إن المصريين خسروا بعض الأراضي في القطاع الأوسط وربما تكون بيانات الناطق العسكري المصري تؤكد هذه المعلومات عندما قال إن القوات المصرية قد توغلت لمسافة 16 كيلو مترا داخل سيناء. وبالنظر إلى المعلومات السابقة بأن المصريين قد أحتلوا مواقع بعمق 20 كيلو مترا قبالة الإسماعلية فإن هذا يبين أنهم خسروا أراضٍ في هذا القطاع قدرها 4 كيلو مترا.
4- هناك مؤشرات أخرى تكشف أن الأوضاع يوم 17 أكتوبر لم تكن على الوجه المطلوب بالنسبة للمصريين وذلك أنهم لم يصدروا إلا بيانا عسكريا واحدا متأخراً مساء أمس ولم يصدر أي بيان حتى هذه اللحظة يوم 18 اكتوبر. وقد أخبرَنا مراسل محطة NBC التلفزيونية والذي كان من المفترض أن يذهب إلى جبهة القناة اليوم أن هيئة الإستعلامات المصرية أبلغته بتأجيل هذه الزيارة إلى وقت لاحق.
5- الصورة عندنا أن المصريين والإسرائيلين مشتبكون في معارك مدرعات ضخمة منذ صباح أمس وأن المبادرة ربما تكون انتقلت لأيدي الإسرائيلين ولو بشكل مؤقت. إنه من المبكر أن نحكم الآن لكننا ربما نشهد الآن إختبار القوة الحقيقي بين القوات المصرية والإسرائيلية على الأرض. وبالنظر إلى الأحداث منذ 6 اكتوبر فإن إحتمال قيام الطائرات الإسرائيلية بدور مؤثر هي احتمالات ضعيفه.
إلى : وزير الخارجية – واشنطن – فوراً
نسخة إلى السفارة في تل أبيب – فوراً
18 أكتوبر 1973
الموضوع : الوضع العسكري المصري
1- إن جميع المؤشرات تبين أن المعارك التي جرت أمس 17 أكتوبر واليوم في القطاع الأوسط على الجانب الشرقي لقناة السويس هي معارك ضخمة وبخسائر ضخمة لكلا الجانبين وربما تكون البداية لإختبار القوة الحقيقية على أرض سيناء.
2- المصادر الإعلامية في القاهرة تتحدث عن اشتباكات عنيفة بالمدرعات ويدعم ذلك تقارير مصادر الإستخبارات الأمريكية بأن الجيش المصري في 17 أكتوبر خسر 86 دبابة ( الإسرائيليون يقولون إن خسائر المصرين ما بين 90 إلى 100 دبابة ). نفس مصدر الإستخبارات قال إن المصريين خسروا 630 قتيلاً و 780 جريحاً ولم يبين المصدر إن كانت هذه هي كل الخسائر البشرية أم أنها تمثل الخسائر على هذا الجزء من الجبهة وبالتأكيد فإن أكبر هذه الخسائر كان في قطاع الإسماعيلية.
3- نفس المصدر قال إن المصريين خسروا بعض الأراضي في القطاع الأوسط وربما تكون بيانات الناطق العسكري المصري تؤكد هذه المعلومات عندما قال إن القوات المصرية قد توغلت لمسافة 16 كيلو مترا داخل سيناء. وبالنظر إلى المعلومات السابقة بأن المصريين قد أحتلوا مواقع بعمق 20 كيلو مترا قبالة الإسماعلية فإن هذا يبين أنهم خسروا أراضٍ في هذا القطاع قدرها 4 كيلو مترا.
4- هناك مؤشرات أخرى تكشف أن الأوضاع يوم 17 أكتوبر لم تكن على الوجه المطلوب بالنسبة للمصريين وذلك أنهم لم يصدروا إلا بيانا عسكريا واحدا متأخراً مساء أمس ولم يصدر أي بيان حتى هذه اللحظة يوم 18 اكتوبر. وقد أخبرَنا مراسل محطة NBC التلفزيونية والذي كان من المفترض أن يذهب إلى جبهة القناة اليوم أن هيئة الإستعلامات المصرية أبلغته بتأجيل هذه الزيارة إلى وقت لاحق.
5- الصورة عندنا أن المصريين والإسرائيلين مشتبكون في معارك مدرعات ضخمة منذ صباح أمس وأن المبادرة ربما تكون انتقلت لأيدي الإسرائيلين ولو بشكل مؤقت. إنه من المبكر أن نحكم الآن لكننا ربما نشهد الآن إختبار القوة الحقيقي بين القوات المصرية والإسرائيلية على الأرض. وبالنظر إلى الأحداث منذ 6 اكتوبر فإن إحتمال قيام الطائرات الإسرائيلية بدور مؤثر هي احتمالات ضعيفه.
6- نفس مصدر الإستخبارات أفادنا أن إسرائيل خسرت 16 طائرة ، 12 منها على جبهة القناة يوم 17 أكتوبر.
التعديل الأخير: