البريطانيون يقتلون كونستابل ألمرور - لطفى قامش- شهيد البوليس .(الجزء الثانى) ..!!!!

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
.........البريطانيون يقتلون كونستابل ألمرور "لطفى قامش" شهيد البوليس .(الجزء الثانى) ..!!!!
من أسرار المقاومة السرية المسلحة فى بورسعيد 1956


فوجى العسكرى الأنجليزى بما حدث ، فقد كان هذا آخر ما يتوقعه ... "أزاى .. ده هوه سيد ، بس نسى أن اللى واقف قدامه " ســـيد عـــربى .... وظهرت عوامل الذهل على وجهه الذى احتمر لونه ، بينما ترددت مرة أخرى هتافات المواطنون الذين شاهدوا هذه الواقعة وجرأة "قــامش" ضد البريطانيين والعدوان وايدن وترددت وارتفعت الهتافات بإسم "الله أكبر" مرات عديدة
.....
.........
ازداد الموقف حدة، عندما شاهد جنود الداورية ألأنجليزية مايحدث امامهم وماكادوا يسمعون الهتاف بإسم "ألله أكبر ومصر وجمال عبد الناصر " حتى نزل الى قلوبهم الفزع والرعب ....وارادوا التخلص من المأزق، ولم يدروا ما يجب عليهم عمله ... ـن يهربوا أو لا...!!!!
.....
.........
لم يكن معهم جهاز اللاسلكى الذين كانت تحمله معظم الداوريات المترجلة لكى يطلبون النجدة من زملائهم
.....
.........
وفى هذه اللحظة، فقد الجندى البريطانى أعصابه بعد الأهانة المباشرة والتحدى الشخصى السافر الذى اظهره له "لطفى قامش" ، الذى رفض الاستطياع للبريطانيين وسماع امرهم لأزالة ماكتبه زملاؤه المواطنون أحتجاجا على العدوان الغدر
.....
.........
وفجأة وبدون انذار سابق بدأو يطلقون نيران ومدافعهم ألرشاشة "ستين" بل اطلقوا بندقياتهم "لى أنفيلد" فى تجاه المواطنون وفى ناحية الكونستابل قامش ، لتفريقهم من حولهم والتمكن من الهرب، رغم عدم ضرورة ذلك ، فقد وقف المواطنون صفا منتظما وخوفا من غضب ألمواطنين ألمتجمعين إستمر أفراد ألداورية ألمعتدية فى إطلاق ألرصاص عشوا فى الهواء وفوق رؤس ألمواطنين ألمتجمعين وهم ينسحبون إلى ناحية شارع ألكورنيش،
.....
.........
فقد ألجنود ألأنجليز أعصابهم , و اطلقوا نيران مدافعهم ألرشاشة فجأة ناحيته " الكونستابل لطفى قامش"
...
......
بسبب " الكونستابل لطفى قامش" الذى أصبح رمزا ... أهـــانهم ..جندى البوليس المصرى الذى يشبه شكله اللواء عــامر ...ويعلم الله الشعور فى الجندى البريطانى فى هذه اللحظة ... الحقد ...
.....
.........
فأصابت عدة طلقات " الكونستابل لطفى قامش" رحمه ألله إصابة خطيرة فى بطنه وسقط على الأرض والدماء تسيل من جانبه الأيمن ... وبالقرب منه أخرون ... جرح وقتل بعضهم
.....
.........
ازداد الموقف حدة، عندما شاهد المواطنون ماحدث امامهم وترك بعضهم الطابور المنظم ... مـتـجـهـا وكله غضب ، يحملون صفيحة الجاز اللى فى إيدهم حت يضربون بها جنود الداورية الأنجليزى .... وترددت مرة أخرى هتافات المواطنون الذين شاهدوا هذه الواقعة وجسد "قــامش" على الأرض أمامهم ودمائه تنزف ....لأم يصرخوا ... لم يبكوا ... لم يهللوا ولكن .... .ترددت وارتفعت الهتافات بإسم "الله أكبر" مرات عديدة
.....
.........
ماكاد جنود الداورية ألأنجليزية يسمعون الهتاف بإسم "ألله أكبر ومصر " حتى نزل الى قلوبهم الفزع والذعر ووالرعب .فهربـــربو.وهرولوا ... ناحية شارع "صلاح سليم" خوفا على حياتهم ....فى الطريق الى الكورنيش ، حيث كانت تتواجد منهم داوريات ومعسكرات إقامة فى المدارس والمنازل
... وفى خلال ذلك ، سمعت داورية بريطانية راكبة ، صوت الطلقات ، ..فأتجهت لمصدرها وشاهدوا زملائهم ، وهم يهربون ... زى ما بنقول ، الجلابيت فى سنانهم وفكوا ...بينما التحقت بهم سيارات لورى محملة بالجنود المسلحين ....
.....
.........
قفزوا من عرباتهم ... وأقاموا كــردون ....حول المنطقة ...!!!
وفى هذه اللحظة ، كان العديد من مواطنى ألشعب يحملون جسد " الكونستابل لطفى قامش" الذى ثار ضد هذا ألعدوان ويسرعون به مهرولين وهو ينزف الدماء إلى ألمستشفى ألأميرى ألمجاور
.... وضع فى غرفة ذات سريرين صودف أنها على الناصية ، شباك يطل على شارع "أوجينا .. صفية زغلول " والآخري تطل على مبانى بلوكات جنود النظام ، كان يمكن نها رؤية مكتب " الكونستابل لطفى قامش" فى إدارة ألمرور، .... واسرع الأطباء اليه لمعالجته ....
.... ومن هناك وصلتنا فى غرفتنا بقسم بوليس العرب ... أخبار الحادث فتوجه يحى الشاعر اليه لزيارته فورا حاملا اليه تأكيدنا بأننا لن نترك هذه الحادثة تمر دون عقاب ......
.... وماكاد " الكونستابل لطفى قامش" يلاحظنى أدخل غرفته التى امتلأت بالعديد من المواطنين حتى مد إلى رحمه ألله، يده أليسرى وكان يعلم أننى أعمل فى ألمقاومة ألسرية وقال لى
" قـتـلونى ياشـاعـر قتلونى، أوصـيـك إنـتـقـم لى ياشاعر والنبى انتقم لى "
.... نظرت اليه ... والتقت عيوننا .... .... ولم أكن أدرى ، ولكننى أحسست أنها لآخر مرة ...، أردت أن أجيبه ، ولكن كلماتى إختنقت فى حلقى ... فلم أتمكن من النطق ...
.... وأحنيت رأسى علامة على الموافقة ..."حـــاضـــر ... "
وعته بينى وبين نفسى ، وشهد على الله ، فى قسمى ...فقد منعنى حزنى وأساى ما الحديث ... من إمكانية النطق والحديث ....
.... كان ألمى يقطع أشجانى ويمزق قلبى ....
... خشيت أن يرى دمــوعى ... وأحسست أن نظراتنا تلتقى لآخــر مرة .... ضغطت على يديه فى حنان ... ، وأحنيت رأسى ... وأستدرت ..... لآغادر الغرفة ....
... مــا كدت أغادرها وأغلق بابها خلفى ، حتى تنهدت من أعماق قلبى ... وكلى أسى وحزن ... فأرتكنت بظهرى على الحائط ....
.... وســالت دموعى على وجنتى ....
... كانت هذه آخر مرة أرى "كونستابل المرور الشجاع " لطفى قامش ... !!!!
..... ولقد أوفيت بقسمى وبوعدى له.... وأنتقمت لـــه ...
..........................عفــوا .... انتقمنــا لــه ..... !!!! ... زملائى وأنا ....!!!!!
واستشهد " الكونستابل لطفى قامش" رحمه ألله بعد يومين بينما كان يؤدى واجبه وينظم وقوف الجمهور لشرائهم حاجتهم من "جاز الكيروسين " ...ووكان شهيدأ للبوليس في سبيل راحة المواطنين وحصولهم على ضرورياتهم
....كانت غرفة " الكونستابل لطفى قامش" مزارآ لأهل بورسعيد وألمسؤلين فيها ....كان رحمه ألله محبوبا جدا من ألأهالى لأخلاقه ألعالية جدآ
..........وفقدنا شخصية محبوبة فى بورسعيد ، تستحق أن يطلق إسمها على شارع أو حارة أو مبنى أو قاعة إجتماعات فى مبنى المحافظة .... .... ؟؟؟؟
إذا تتاح لنا الفرصــة بعد عدة أشهر ، لتكريمه ، ليس فقط بالميدالية ، ولكن بالتقدير والأحترام ... وحتى نبين للعالم كله ، إننا " لا ولـــــــم نـنـسـى ......رجالنــا ...وأبـــطـــالـــنـــا ......"

[/URL]



د. يحى الشاعر

مقتطف من سطور كتابى
" الوجه الآخر للميدالية، حرب السويس 1956 ،
أسرار المقاومة السرية فى بورسعيد"
بقلم يحى الشاعر
الطـبعة الثـانية 2006 ، طبعة موسعة
رقم الأيداع 1848 2006
الترقيم الدولى ISBN 977 – 08 – 1245 - 5
 
عودة
أعلى