صاروخ صيني يصيب الولايات المتحدة بالهلع / عصام عراف
11/10/2009
يروى عن القائد الصيني، دِنچ كْسياو پِنچ، رائد النهضة الاقتصادية الحديثة في الصين، أنه نصح زملاءه قائلا: "لا تجاهروا بقوتكم، اغتنموا الفرص، واعملوا كل ما في وسعكم لبلوغ غايتكم".
وقعت نصيحة القائد على آذان صاغية وعقول واعية! انتفض الصينيون وهبوا لبناء الصين الحديثة فحققوا نموا اقتصاديا أدهش العالم، في الوقت ذاته كانوا يعكفون بصمت على تطوير صناعتهم العسكرية والقدرة القتالية لجيشهم.
في سنة 2003 ، في ما يبدو أنها كانت زلة لسان، أعلنت القيادة الصينية عن "الصعود السلمي" للصين، بيد أن كلمة "صعود"، أثارت قلق الأميركيين، واعتبروها تهديدا مبطنا، فما كان من الصينيين إلا أنهم صاغوها من جديد في السنة التالية لتصبح "التطور السلمي".
استمرت السواعد الصينية في العمل الدؤوب حتى قُدِّرَ إنتاجها القومي لهذه السنة بما يقارب 3.4 تريليون دولار لتحتل المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة (14 تريليون) واليابان (4.3 تريليون) بعد أن كانت ألمانيا تحتل تلك المرتبة. من المتوقع أن يتفوق الإنتاج الصيني على الياباني خلال أعوام قلائل وعلى الأميركي خلال عقدين أو ثلاثة.
في شهر نيسان من العام المنصرم 2008 نشر في لسان حال القوات المسلحة الصينية "الموجز العسكري"، مقال بعنوان: "لقد ولت إلى غير رجعة، حقبة الانضباط في سياسة الأمن القومي"
في سنة 1978 انطلقت الصين تحت قيادة دنچ في أربعة مجالات لبناء الصين الحديثة قبل حلول القرن الحادي والعشرين، وكان آخرها تحديث القوات المسلحة، بيد أن "الموجز العسكري" يشير إلى أن القيادة الصينية الحالية بزعامة هو جِنتاو تهتم بتحديث قوتها العسكرية كاهتمامها بتطوير القوة الاقتصادية.
ليس سرا، أن الولايات المتحدة، ترقب منذ أمد بعيد، بقلق بالغ، نمو القدرة العسكرية للصين، رغم أن الخبراء يعتقدون أن الجيش الأميركي يتقدم عن الصيني بما يقرب من ثلاثة عقود، ولن يستطيع أن يهدد الهيمنة الأميركي في المحيط الهادي. برزت تلك الهيمنة للعيان سنة 1996 عندما بدا أن الصين لن تتردد في استعمال القوة لضم جزيرة تايوان التي انفصلت عنها بقيادة شان كاي شيك إثر استيلاء الشيوعيون، بقيادة ماو تسي تونچ على الحكم سنة 1949، إزاء ذلك التهديد أرسلت واشنطون حاملتي طائرات من الأسطول السابع ومعهما عدد من البوارج لترابط بالقرب من مضيق تايوان. آثرت الصين عدم المواجهة وانتهت الأزمة بسلام.
يقول المحلل العسكري راندي شرايڤَر:
"إن من الخطأ مقابلة القوة العسكرية الصينية بالأمريكية بالوسائل التقليدية، لأن الذي يجب أن يُأخذ بعين الاعتبار هو قدرة الجيش الصيني على شل القوة الضاربة لأميركا وحلفائها في أي مواجهة قادمة وهنا يكمن الخطر الحقيقي الذي يواجه الهيمنة العسكرية الأميركية الحالية".
يقول المحلل ريموند پريتشِت، الذي يعمل في المؤسسة البحرية الأميركية، إن الصين تعكف على تطوير سلاح جديد ألقى الرعب في قيادة البحرية الأميركية، السلاح هو عبارة عن صاروخ عابر للفضاء ذو رأس شديد الانفجار يستطيع أن يبيد حاملة طائرات. جاء في تقرير مؤسسة البحرية، أن مدى الصاروخ الصيني "دونچ فِنچ" يقرب من ألفي كيلومتر وأن سرعته تبلغ عشرة أضعاف سرعة الصوت وأن باستطاعة صاروخ كهذا شل حاملة طائرات إذا ما أصابها.:b070[1]:
هذا هو الجواب الذي أعدته الصين بعد الدرس الذي تلقته من أزمة سنة 1996. لم يكن بوسع الروس حتى الآن إنتاج شيء مماثل، إنها قفزة تكنولوجية صينية، لم يسبق لها مثيل، وستغير موازين القوى وتجعل من القوة البحرية الأميركية سلاحا غير ذي جدوى في أي مجابهة محتملة مع الصين، بل أنه يفقد الولايات المتحدة قدرتها على الردع في أي أزمة قد تقع في المستقبل. يعتقد شرايڤر أن الصاروخ الصيني سيكون صالحا للاستعمال خلال عامين وهذا يعني أن قطع الأسطول الأميركي ستبقى على بعد ألفي كيلومتر من حدود الصين وعندئذ لن تكون لها أي قيمة قتالية تذكر.
هذا التطور الذي يحل مع الذكرى الستين للثورة الصينية سوف يضع حدا للهيمنة الأميركية المستمرة في المحيط الهادي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
من يقرأ تاريخ الصين يعرف أن القرن التاسع عشر كان عصر إذلال للصينيين لم يشهدوا له مثيلا في تاريخهم. هزموا هزيمة منكرة في حروب الأفيون الأولى والثانية ضد البريطانيين حتى أن الحاكم الصيني لولاية "هيبي" وقع عن حصانه مغشيا عليه عندما رأى، لأول مرة، إحدى السفن الحربية البخارية تبحر في نهر "يانچ تسي" لأنه أيقن أن بلاده لا قبل لها بالتغلب على آلة الحرب المتطورة تلك. خلال المفاوضات الصينية - البريطانية التي أدت إلى إعادة "هونچ كونچ" إلى السيادة الصينية، كان الصينيون لا يفتأون يذكرون البريطانيين بالشروط المزرية التي فرضتها عليهم بريطانيا لكي تفرض عليهم حرية التجارة التي كانت لا تعني في الواقع سوى حرية بيع الأفيون لملايين الصينيين وتدمير المجتمع الصيني واستباحة الأنهار والموانئ أمام الأوروبيين. أما السبب الحقيقي لذلك فكان الفائض التجاري الضخم لصالح الصين الناجم عن التجارة بين الطرفين حيث أخذت الفضة الأوروبية التي كانت تنتهب من أمريكا الجنوبية تتكدس في خزائن الصين وذلك لحاجة الأوروبيين إلى المنتجات الصينية كالحرير والخزفيات والشاي وغير ذلك.
تعلم الصينيون الدرس وكان لهم من الماضي اعتبار، ولذلك نراهم اليوم، وبحق يعدون العدة لحماية الفائض الضخم لصالحم في تجارتهم مع أمريكا خاصة والعالم عامة، ليس سرا أن الولايات المتحدة مدينة للصين بما يقارب ثلاثة أرباع تريليون دولار.
سؤال يتبادر إلى الذهن:
"إذا ما نجحت الصين في إنتاج مثل هذا الصاروخ المتطور، ولم تجد له أميركا الجواب الشافي، ثم قررت الصين، أن من مصلحتها أن تزود به الدول التي ترغب في إبعاد خطر الآلة العسكرية الأميركية عن حدودها، كروسيا وڤنزويلا وإيران وكوريا الشمالية وغيرها، ألن يكون ذلك منعطفا تاريخيا في العلاقات الدولية؟
ألا يستطيع صاروخ عملاق كهذا أن يشل المطارات العسكرية لأيام وأسابيع قد تكون كافية لحسم نتيجة الحرب بين طرفين؟
هل من الممكن أن تجد أمريكا جوابا تبعد به هذا الخطر الداهم؟ في اعتقادي أن ذلك ليس من السهل، لأن الذي يستطيع أن يبني مثل هذا الصاروخ يستطيع أيضا أن يزوده بأجهزة تمويه وتضليل، تمنع أي صاروخ معترض من إصابته، كما أن الصينيين يستطيعون أن يمطروا الهدف بوابل من هذه الصواريخ وعندئذ يكون من الصعوبة بمكان اعتراضها وإسقاطها جميعا ويكفي أن يصاب الهدف بقذيفة واحدة حتى يتم القضاء عليه.
* عصام زكي عراف
معليا الجليل الغربي
11/10/2009
يروى عن القائد الصيني، دِنچ كْسياو پِنچ، رائد النهضة الاقتصادية الحديثة في الصين، أنه نصح زملاءه قائلا: "لا تجاهروا بقوتكم، اغتنموا الفرص، واعملوا كل ما في وسعكم لبلوغ غايتكم".
وقعت نصيحة القائد على آذان صاغية وعقول واعية! انتفض الصينيون وهبوا لبناء الصين الحديثة فحققوا نموا اقتصاديا أدهش العالم، في الوقت ذاته كانوا يعكفون بصمت على تطوير صناعتهم العسكرية والقدرة القتالية لجيشهم.
في سنة 2003 ، في ما يبدو أنها كانت زلة لسان، أعلنت القيادة الصينية عن "الصعود السلمي" للصين، بيد أن كلمة "صعود"، أثارت قلق الأميركيين، واعتبروها تهديدا مبطنا، فما كان من الصينيين إلا أنهم صاغوها من جديد في السنة التالية لتصبح "التطور السلمي".
استمرت السواعد الصينية في العمل الدؤوب حتى قُدِّرَ إنتاجها القومي لهذه السنة بما يقارب 3.4 تريليون دولار لتحتل المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة (14 تريليون) واليابان (4.3 تريليون) بعد أن كانت ألمانيا تحتل تلك المرتبة. من المتوقع أن يتفوق الإنتاج الصيني على الياباني خلال أعوام قلائل وعلى الأميركي خلال عقدين أو ثلاثة.
في شهر نيسان من العام المنصرم 2008 نشر في لسان حال القوات المسلحة الصينية "الموجز العسكري"، مقال بعنوان: "لقد ولت إلى غير رجعة، حقبة الانضباط في سياسة الأمن القومي"
في سنة 1978 انطلقت الصين تحت قيادة دنچ في أربعة مجالات لبناء الصين الحديثة قبل حلول القرن الحادي والعشرين، وكان آخرها تحديث القوات المسلحة، بيد أن "الموجز العسكري" يشير إلى أن القيادة الصينية الحالية بزعامة هو جِنتاو تهتم بتحديث قوتها العسكرية كاهتمامها بتطوير القوة الاقتصادية.
ليس سرا، أن الولايات المتحدة، ترقب منذ أمد بعيد، بقلق بالغ، نمو القدرة العسكرية للصين، رغم أن الخبراء يعتقدون أن الجيش الأميركي يتقدم عن الصيني بما يقرب من ثلاثة عقود، ولن يستطيع أن يهدد الهيمنة الأميركي في المحيط الهادي. برزت تلك الهيمنة للعيان سنة 1996 عندما بدا أن الصين لن تتردد في استعمال القوة لضم جزيرة تايوان التي انفصلت عنها بقيادة شان كاي شيك إثر استيلاء الشيوعيون، بقيادة ماو تسي تونچ على الحكم سنة 1949، إزاء ذلك التهديد أرسلت واشنطون حاملتي طائرات من الأسطول السابع ومعهما عدد من البوارج لترابط بالقرب من مضيق تايوان. آثرت الصين عدم المواجهة وانتهت الأزمة بسلام.
يقول المحلل العسكري راندي شرايڤَر:
"إن من الخطأ مقابلة القوة العسكرية الصينية بالأمريكية بالوسائل التقليدية، لأن الذي يجب أن يُأخذ بعين الاعتبار هو قدرة الجيش الصيني على شل القوة الضاربة لأميركا وحلفائها في أي مواجهة قادمة وهنا يكمن الخطر الحقيقي الذي يواجه الهيمنة العسكرية الأميركية الحالية".
يقول المحلل ريموند پريتشِت، الذي يعمل في المؤسسة البحرية الأميركية، إن الصين تعكف على تطوير سلاح جديد ألقى الرعب في قيادة البحرية الأميركية، السلاح هو عبارة عن صاروخ عابر للفضاء ذو رأس شديد الانفجار يستطيع أن يبيد حاملة طائرات. جاء في تقرير مؤسسة البحرية، أن مدى الصاروخ الصيني "دونچ فِنچ" يقرب من ألفي كيلومتر وأن سرعته تبلغ عشرة أضعاف سرعة الصوت وأن باستطاعة صاروخ كهذا شل حاملة طائرات إذا ما أصابها.:b070[1]:
هذا هو الجواب الذي أعدته الصين بعد الدرس الذي تلقته من أزمة سنة 1996. لم يكن بوسع الروس حتى الآن إنتاج شيء مماثل، إنها قفزة تكنولوجية صينية، لم يسبق لها مثيل، وستغير موازين القوى وتجعل من القوة البحرية الأميركية سلاحا غير ذي جدوى في أي مجابهة محتملة مع الصين، بل أنه يفقد الولايات المتحدة قدرتها على الردع في أي أزمة قد تقع في المستقبل. يعتقد شرايڤر أن الصاروخ الصيني سيكون صالحا للاستعمال خلال عامين وهذا يعني أن قطع الأسطول الأميركي ستبقى على بعد ألفي كيلومتر من حدود الصين وعندئذ لن تكون لها أي قيمة قتالية تذكر.
هذا التطور الذي يحل مع الذكرى الستين للثورة الصينية سوف يضع حدا للهيمنة الأميركية المستمرة في المحيط الهادي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
من يقرأ تاريخ الصين يعرف أن القرن التاسع عشر كان عصر إذلال للصينيين لم يشهدوا له مثيلا في تاريخهم. هزموا هزيمة منكرة في حروب الأفيون الأولى والثانية ضد البريطانيين حتى أن الحاكم الصيني لولاية "هيبي" وقع عن حصانه مغشيا عليه عندما رأى، لأول مرة، إحدى السفن الحربية البخارية تبحر في نهر "يانچ تسي" لأنه أيقن أن بلاده لا قبل لها بالتغلب على آلة الحرب المتطورة تلك. خلال المفاوضات الصينية - البريطانية التي أدت إلى إعادة "هونچ كونچ" إلى السيادة الصينية، كان الصينيون لا يفتأون يذكرون البريطانيين بالشروط المزرية التي فرضتها عليهم بريطانيا لكي تفرض عليهم حرية التجارة التي كانت لا تعني في الواقع سوى حرية بيع الأفيون لملايين الصينيين وتدمير المجتمع الصيني واستباحة الأنهار والموانئ أمام الأوروبيين. أما السبب الحقيقي لذلك فكان الفائض التجاري الضخم لصالح الصين الناجم عن التجارة بين الطرفين حيث أخذت الفضة الأوروبية التي كانت تنتهب من أمريكا الجنوبية تتكدس في خزائن الصين وذلك لحاجة الأوروبيين إلى المنتجات الصينية كالحرير والخزفيات والشاي وغير ذلك.
تعلم الصينيون الدرس وكان لهم من الماضي اعتبار، ولذلك نراهم اليوم، وبحق يعدون العدة لحماية الفائض الضخم لصالحم في تجارتهم مع أمريكا خاصة والعالم عامة، ليس سرا أن الولايات المتحدة مدينة للصين بما يقارب ثلاثة أرباع تريليون دولار.
سؤال يتبادر إلى الذهن:
"إذا ما نجحت الصين في إنتاج مثل هذا الصاروخ المتطور، ولم تجد له أميركا الجواب الشافي، ثم قررت الصين، أن من مصلحتها أن تزود به الدول التي ترغب في إبعاد خطر الآلة العسكرية الأميركية عن حدودها، كروسيا وڤنزويلا وإيران وكوريا الشمالية وغيرها، ألن يكون ذلك منعطفا تاريخيا في العلاقات الدولية؟
ألا يستطيع صاروخ عملاق كهذا أن يشل المطارات العسكرية لأيام وأسابيع قد تكون كافية لحسم نتيجة الحرب بين طرفين؟
هل من الممكن أن تجد أمريكا جوابا تبعد به هذا الخطر الداهم؟ في اعتقادي أن ذلك ليس من السهل، لأن الذي يستطيع أن يبني مثل هذا الصاروخ يستطيع أيضا أن يزوده بأجهزة تمويه وتضليل، تمنع أي صاروخ معترض من إصابته، كما أن الصينيين يستطيعون أن يمطروا الهدف بوابل من هذه الصواريخ وعندئذ يكون من الصعوبة بمكان اعتراضها وإسقاطها جميعا ويكفي أن يصاب الهدف بقذيفة واحدة حتى يتم القضاء عليه.
* عصام زكي عراف
معليا الجليل الغربي
http://www.arabs48.com/display.x?cid=6&sid=54&id=66168