شكوك وتخبط في رئاسة الوزراء الإسرائيلية .. من الوثائق السرية الأمريكية

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
حرب أكتوبر – الحلقة الثانية -
..
من الوثائق السرية الأمريكية
شكوك وتخبط في رئاسة الوزراء الإسرائيلية



أسرار تأتى ... بعد دهور ... ليعرف الشعب المصرى والعربى ، ماذا كان يدور خلف ظهره ...


يحى الشاعر


المصدر
اقتباس:
spacer.gif
spacer.gif
2215hessen.gif

لم تعلم المخابرات الإسرائيلية والأمريكية أن الحرب قد أوشكت في أوائل أكتوبر عام 1973 حيث ظن جهازالمخابرات الحربية الإسرائيلية ورئاستها أن القوة العسكرية القومية سوف تعمل على إخماد الحرب ، لذا فقد استبعد أية إحتمالات لنشوب صراع حتى عام 1975 حين يصبح لدى مصر وسوريا إمكانيات جوية أفضل ، كما أن الزعماء السياسيين والعسكريين في إسرائيل كان لديهم نظرة دونية ويحتقرون قدرات العرب الحربية ، وبدأت الإشاعات تزداد في ربيع 1973 وحتى سبتمبر من نفس العام حول نوايا مصر وسوريا بإشعال الحرب في القريب العاجل وقد ورد لإسرائيل تحذيرات بذلك.
وقام الملك حسين-عاهل الأردن- بتوجيه تحذيرات لرئيسة الوزراء الإسرائيلية – جولدا مائير – في أواخر سبتمبر بأن القوات السورية قد اتخذت مواقعها للهجوم . كانت هذه التطورات محل قلق لإسرائيل ولكن جهاز المخابرات لديها كان يخطط لحرب أكبر ، ففي الرابع من أكتوبر ، تلقت إسرائيل عددا من الإشارات تفيد اقتراب الحرب ، بينما كان السوفيت قد بدأوا في إجلاء عائلات مستشاريهم لدى مصر وسوريا ، كما تلفى الموساد تحذيرا من مصدر سري رفيع المستوى حول احتمالية شن هجوم منسق وأن استطلاعات جوية اكتشفت زيادة في عدد المدافع المنتشرة بطول قناة السويس ، وفي اليوم التالي الموافق 5 أكتوبر وعندما قلت احتمالية نشوب الحرب لدى المخابرات العسكرية الإسرائيلية ، طلبت مائير من واشنطن أن تشاركها سياساتها ، حيث تلقى مساعد الرئيس لشئون الأمن القومي – برنت شكروفت – تلك الرسالة العاجلة في وقت متأخر من ذلك اليوم.











watheq7.jpg
ترجمة الوثيقة:

سري للغاية
عبر القنوات الخاصة
سري للغاية – وثيقة حساسة – للمشاهدة بالعين فقط
تسلم إلى " بيتر رودمان " في ظرف مشمع
5 أكتوبر 1973
إلى: وزير الخارجية " كيسنجر "
من: " برنت شكروفت " مساعد الرئيس بشؤون الأمن القومي

الوزير" شاليف" اتصل بي الساعة 5:30 مساءً وأبلغني الرسالة التالية من رئيسة الوزراء " جولدا مائير"
1- المعلومات المؤكدة لدينا توحي بإستعدادات عسكرية في مصر وسوريا وأن قواتهما في حالة تأهب . كما يوجد تركيز للقوات العسكرية على خطوط المواجهة معنا . السبب وراء هذه التحركات وهذه التعبئة يرجع إلى واحد من الإحتمالين التاليين:

a. أن مصر أو سوريا أو كليهما يعتقد أن إسرائيل تنوي شن هجوم عسكري عليهما أو على أحدهما.
b. أنهما أو احدهما ينوي شن هجوم على إسرائيل.

2- إن كان الإحتمال الأول وأنهم يتخوفون من أن إسرائيل سوف تشن هجوما عليهم ، نؤكد لكم أن هذا التخوف بلا أي أساس ونؤكد لكم بشكل شخصي أن إسرائيل ليست لديها النية لشن هجوم عسكري على مصر أو سوريا إننا على النقيض من ذلك نريد المساهمه في إزالة التوتر العسكري في المنطقة . وعلى هذا الاساس نريد منكم إبلاغ العرب والسوفيت بموقفنا هذا لإزالة الشكوك لديهم وحتى يعود الهدوء للمنطقة.

3- إذا شنت مصر أو سوريا هجوماً عسكرياً نريدكم أن توضحوا لهم مقدماً أن إسرائيل سترد بقوة كبيرة وبحزم . نرجوا ان تقوموا بإبلاغ العرب والسوفيت من خلال القنوات المتاحة لديكم.
تعليق
wasat_small.gif
:

التقديرات الإسرائيلية في تحليل المعلومات الاستخباراتية كانت ضعيفة ومتهافتة ، وربما كانت السبب المباشر في ميل الأمريكان لنفس النتائج الخاطئة.
الموقف الأردني يبدو مريبا في ذلك الوقت.
كانت مصر وسوريا في تلك الساعات الحاسمة تنسق مواقفها بحكمة ودقة وبمعزل عن الإتحاد السوفيتي. وكانت الولايات المتحدة ترى في السوفيت البوابة الطبيعية للتفاهم السياسي مع مصر وسوريا ، فقطعت على نفسها سبل الاتصال والمعلومات الطبيعية.
غدا نواصل نشر هذه الوثائق السرية.
في حلقة الغد ، برقية عاجلة من تل أبيب إلى كيسنجر قبل ساعتين فقط من نشوب الحرب تعكس حالة الذعر والتخبط في مكتب رئيسة الوزراء الإسرائيلية.





 
عودة
أعلى