قلق إسرائيلي من تكرارها

riman

عضو
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
1,622
التفاعل
16 0 0
قلق إسرائيلي من تكرارها..
مصر تحتفل بالذكرى الـ 36 لانتصار حرب أكتوبر

KoT63398.jpg

تحتفل مصر اليوم الثلاثاء ومعها جماهير الأمة العربية بالذكرى الـ 36 لنصر اكتوبر العظيم ، ففي مثل هذا اليوم عام 1973 حقق المقاتل المصري معجزة بكل المقايس عندما عبر قناة السويس وحطم خط بارليف ولقن قادة العدو الإسرائيلي درسا مؤلما في فنون الحرب بعد ان أذل اعناقهم ومرمغ انوفهم على تراب سيناء التي كانت وستظل مقبرة للغزاة.
فقد نجحت القوات المسلحة في بناء نفسها من جديد بعد نكسة 1967 وقررت أن تدخل حرب الاستنزاف لتكون مدرسة قتالية تعيد الثقة للمقاتل المصري وتكشف زيف أسطورة الجندي الإسرائيلي.. ويقدم فيها رجال قواتنا بطولات نادرة سبقت سيمفونية أكتوبر التي عزفها المصريون في 1973 اعداداً وتخطيطاً وتنفيذاً..
الأمر الذي أبهر العالم وأعتي أكاديمياته العسكرية ووقف الجميع إجلالاً واحتراماً للمقاتل المصري الذي تغلب علي المستحيل بعينه ولم ترهبه أسلحة العدو الحديثة.. أو حصونه المنيعة.. أو طائراته العصرية ولكنه مضي يأخذ ثأره ويرد اعتباره ليؤكد الجميع أنه بالفعل خير أجناد الأرض.
ويكفي الزعيم المصري الراحل محمد أنور الساادات أنه اتخذ قرار الحرب فى ظل معطيات كانت تشير وقتها إلى عدم قدرة الأمة العربية على تحدى الأسطورة العسكرية الإسرائيلية التى تضخمت بعد هزيمة يونيو/حزيران 1967 ، وكانت سنوات الإعداد للحرب هى السبب فى نجاح ذلك العمل الكبير الذى غير مجرى التاريخ.
ولم يكن نصر أكتوبر 73 حدثاً عابراً في حياة المصريين.. بل كان نصراً أعاد الحياة لأمة بأكملها كادت تلفظ أنفاسها.. بعد أن تعرضت لنكسة في 5 يونيه 1967 أبسط ما يقال عنها انها كارثة.. ولكن بإرادة الرجال وبعزيمة المصريين وبسواعد خير جنود الأرض استطاعت مصروجيشها العظيم أن تتجاوز المحنة وقررت أن تخوض جولة حاسمة ترد فيها اعتبار العسكرية المصرية التي ظلمت في حرب لم تخضها في 67.
وكانت إسرائيل قد أمضت السنوات الست التي تلت حرب يونيو/حزيران في تحصين مراكزها في الجولان وسيناء، وأنفقت مبالغ ضخمة لدعم سلسلة من التحصينات على مواقعها في مناطق مرتفعات الجولان وفي قناة السويس، فيما عرف بخط بارليف والذي إقترحه ( حاييم بارليف ) رئيس الاركان الإسرائيلي من أجل تامين إسرائيل.

وخط بارليف هذا كان يعتبر آنذاك أقوى خط دفاعى في التاريخ الحديث، حيث كان يبدأ من قناة السويس وحتى عمق 12 كم داخل شبه جزيرة سيناء على إمتداد الضفة الشرقية للقناة، وكان يتكون من تجهيزات هندسية ومرابض للدبابات والمدفعية وتحتله احتياطيات من المدرعات ووحدات مدفعية ميكانيكية ، بطول 170 كم على طول قناة السويس.
وأثبتت حرب أكتوبر بكل المعايير ضرورة التضامن والتعاون بين الدول العربية من أجل وحدة الصف العربى فى مواجهة أى عدوان يواجه الأمة العربية فالتفاف الدول العربية حول مصر ودول المواجهة وما قدمته من تأييد معنوى ومادى واستخدامهم لسلاح البترول أثناء المعركة أسهم كل ذلك فى تحقيق النصر وأصبح العرب القوة السادسة على مستوى العالم وبدأت أى قرارات دولية تسعى لكسب العرب.
ولم تكن الحرب، حرب تحرير للأرض المصرية فقط بل كانت تحرير للارادة المصرية، وشهادة خالدة للقوات المسلحة الباسلة القادرة على تحقيق الأمن والاستقرار لمصر وهو ليس بجديد عليها ، فقد قهرت جيوش المعتدين من قبل.
لقد خاضت القوات المسلحة المصرية بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء، حرب أكتوبر بأداء رائع وبسالة فائقة ستظل على مدى التاريخ معينا لا ينضب للمحللين والدارسين حيث أشادت مراكز البحوث فى جميع أنحاء العالم بالأسلوب العلمى فى إدارة المعركة من حيث التخطيط الجيد لها ، والتنظيم المتكامل والتعاون التكتيكى والاستراتيجى لوحداتها العسكرية ، وفى متابعة العمليات الحربية وأسلوب اتخاذ القرارات فى الوقت المناسب والسرعة المطلوبة.
ويحمل السادس من أكتوبر العديد من المعانى والدروس من أهمها أنها أعادت لشعب مصر ثقته بقواته المسلحة والتى أثبتت أن العبرة بالرجال وليس بالسلاح فقد كان المقاتل المصرى هو العنصر الحاسم وراء هذا الانتصار وتحطيم خط بارليف ذلك الحاجز المنيع الذى ذاب تحت أقدام المصريين.
وسوف يظل السادس من أكتوبر من كل عام على مدى التاريخ يوما لن ينسى، لأنه يعيد إلى الأذهان ذكرى من أعز وأغلى الذكريات .. ذكرى نصر أكتوبر المجيد ، الذى أكد لشعوب العالم أجمع قدرة وكفاءة المقاتل المصرى فى مواجهة العدوان والدفاع عن أرضه المغتصبة.

الانتصار العظيم


تعتبر حرب أكتوبر هي إحدى جولات الصراع العربي الإسرائيلي، حيث كانت حربا لاسترداد شبه جزيرة سيناء والجولان السورية التي سبق أن احتلتهما إسرائيل عام 1967 ، والمحصلة النهائية لهذه الحرب المجيدة كانت تدمير خط بارليف وعبور قناة السويس واسترداد أجزاء منها ومن ثم استراد سيناء كاملة.
واندلعت الحرب عندما قام الجيشان المصري والسوري بهجوم خاطف على قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي كانت منتصبة في شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان ، وهي المناطق التي احتلها الجيش الإسرائيلي من مصر وسوريا في حرب 1967.
في يوم 6 أكتوبر الذي وافق عيد الغفران اليهودي، قامت مصر وسورية بهجوم موحد مفاجئ بهدف استرداد الأرض التي احتلتها إسرائيل بالقوة، حيث هاجمت القوات السورية تحصينات وقواعد القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، بينما هاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس و في عمق شبه جزيرة .
وافتتحت مصر حرب 1973 بضربة جوية قادها الرئيس حسني مبارك قائد القوات الجوية في حرب أكتوبر أصابت أكثر من 95% من الأهداف التي خططت لها وأصبح العدو لا يري.. لا يسمع.. لا يتكلم.. ولا يستطيع السيطرة علي جبهة القتال من هول المفاجأة الصاعقة التي هوت علي رأسه وقطعت أوصاله.. وكان من المخطط أن تتم ضربة جوية ثانية إلا أن نجاح الضربة الأولي المذهل أغني عن تنفيذ الثانية.
وكانت الضربة الاولى عبر مطار بلبيس الجوي الحربي(يقع في محافظة الشرقية - حوالي 60 كم شمال شرق القاهرة) وتشكلت من نحو 222 طائرة مقاتلة عبرت قناة السويس وخط الكشف الراداري للجيش الإسرائيلي مجتمعة في وقت واحد في تمام الساعة الثانية بعد الظهر على ارتفاع منخفض للغاية.
وقد إستهدفت محطات الشوشرة والإعاقة في أم خشيب وأم مرجم ومطار المليز ومطارات أخرى ومحطات الرادار وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.
تحقق هذا الإنجاز بأقل خسائر ممكنة. فقد بلغت خسائرنا 5 طائرات. 20 دبابة. 280 شهيداً ويمثل ذلك 2 ونصف% من الطائرات و2% من الدبابات و3% من الرجال وهي خسائر قليلة بالنسبة للأعداد التي اشتركت في القتال.

وفي نفس الوقت خسر العدو 25 طائرة و120 دبابة وعدة مئات من القتلي مع خسارة المعارك التي خاضها وسقط خط بارليف الذي كان يمثل الأمن والمناعة لإسرائيل. وهزيمة الجيش الإسرائيلي الذي رددوا عنه أنه غير قابل للهزيمة فقد سقط منها 15 حصنا تمثل عدد حصون خط بارليف فقد قيمته العسكرية بعد أن سقط نصف عدد الحصون وفقد حوالي 100 دبابة تمثل ثلث دباباتهم التي تقاتل في الخط الأمامي.
في الساعة الثانية وعشرين دقيقة كانت المدفعية قد أتمت القصفة الأولي والتي استغرقت 15 دقيقة وتركزت علي جميع الأهداف المعادية التي علي الشاطيء الشرقي للقناة إلي عمق يتراوح ما بين كيلومتر ونصف وفي التوقيت التي رفعت فيه المدفعية القصفة الثانية علي عمق 1.5كم إلي 3كم من الشاطيء الشرقي بدأت موجات العبور الأولي من سرايا النسق الأول من كتائب النسق الأول المشاة في القوارب الخشبية والمطاطية وذلك في الفواصل من النقط الحصينة.
مع تدفق الموجات الأولي من المشاة بدأ الإبرار البحري لمفرزتين من اللواء 130 مشاة ميكانيكي البرمائي المستقل كانت كل منهما تتكون من كتيبة ميكانيكية مدعمة وذلك عبر البحيرة المرة الصغري بغرض الاندفاع شرقا والاستيلاء علي مدخل مضيق الجدي ومضيق متلا بالتعاون مع قوة الابرار الجوي التي سيتم إبرارها طائرات هليكوبتر خلف خطوط العدو ومع تدفق موجات العبور بفاصل 15 دقيقة لكل موجة وحتي الساعة الرابعة والنصف مساء تم عبور 8 موجات من المشاة وأصبح لدي القوات المصرية علي الشاطيء الشرقي للقناة خمسة رءوس كباري قاعدة كل منها حوالي 6كم وعمق كل منها 2كم.
وفي نفس وقت عبور موجات المشاة كانت قوات سلاح المهندسين تقوم بفتح ثغرات في الساتر الترابي لخط بارليف عبر تشغيل طلمبات المياه وإزاحة أطنان الأمتار المكعبة من الرمال.
وحين فتح الثغرات قامت وحدات الكباري بإنزالها وتركيبها في خلال من 6 - 9 ساعات حتي تركيب جميع الكباري الثقيلة والخفيفة والهيكلية والناقلات البرمائية.
وفي خلال الظلام أتمت عملية العبور حتي أكملت 80 ألف مقاتل مشاة و800 دبابة ومدرعة ومئات المدافع.
على الجبهة السورية وبنفس التوقيت شنت الطائرات السورية هجوما كبيرا على المواقع والتحصينات الإسرائيلية في عمق الجولان وهاجمت التجمعات العسكرية والدبابات ومرابض المدفعية الإسرائيلية ومحطات الرادارات وخطوط الإمداد وحقق الجيش السوري نجاحا كبيرا وحسب الخطة المعدة بحيث انكشفت أرض المعركة امام القوات والدبابات السورية التي تقدمت عدة كيلو مترات في اليوم الأول من الحرب مما اربك وشتت الجيش الإسرائيلي الذي كان يتلقى الضربات في كل مكان من الجولان.
قلق اسرائيلي
وبعد 36 عاما على تلك الحرب .. مازالت حالة القلق والتوتر يعانى منها المجتمع الإسرائيلى حتى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلى قال لابد أن يبذل الجيش كل ما بوسعه لتجنب ما حدث فى عام 1973.
واعترف المؤرخ العسكرى الإسرائيلى المعروف أورى ميلشتاين بان انتصار الجيش المصري فى حرب اكتوبر عام 1973 كان بجدارة، مؤكداً أن سلاح الجو الإسرائيلى كاد يتعرض للتدمير أثناء الحرب، بسبب صواريخ "سام 6" التى استخدمها الجيش المصرى.
ووصف ميلشتاين ثغرة الدفرسوار بأنها كانت "خطوة عسكرية استعراضية" لم تغير من نتيجة الهزيمة الإسرائيلية، كما أنها لم تقلل شيئاً من الانتصار المصرى، مشيراً إلى أن الجيش المصرى حقق أهدافه من وراء الحرب، ونجح فى عبور القناة، ونشر قواته داخل سيناء.
وتوقع المؤرخ الإسرائيلى، فى حوار مطول لإذاعة "أورشليم" الجديدة، بمناسبة ذكرى أكتوبر، إن إسرائيل لن تصمد فى مواجهة مصر إذا اندلعت حرب جديدة، خاصة أن الحرب المقبلة لن تدور فى الميادين العسكرية فقط، بل قد تلجأ مصر لقصف العمق الإسرائيلى بالصواريخ المتطورة، بما يهدد بإصابات بالغة فى صفوف المدنيين، قد تؤدى إلى انهيار إسرائيل، مشيراً إلى أن ثقافة الشارع الإسرائيلى تقوم على الصراخ والبكاء، ولا يتحمل الإسرائيليون مواجهة مقاتلين يتحلون بالعناد والشراسة أثناء القتال.
واتهم المؤرخ العسكرى الجيش الإسرائيلى برفض الاعتراف بالهزيمة، والإصرار على عدم الكشف عن جميع الوثائق المتعلقة بهذه الحرب، وقد أدى إخفاء هذه الوثائق إلى منع إسرائيل من فرصة استيعاب جميع الدروس المستفادة من الحرب رغم مرور 36 عاماً على الهزيمة التى يعرف الإسرائيليون عنها القليل جداً.
وقال ميلشتاين إن سلاح الجو الإسرائيلى لم تكن لديه القدرة على تحييد الصواريخ الدفاعية المصرية، وكان سيتعرض لضربة قاصمة لو نفذ ضربة استباقية للقوات المصرية، كما أن عملية الدفرسوار كانت مجرد خطوة معنوية، وتكشف عن خطة سيئة عسكرياً، ولم يكن لها أى جدوى، والادعاء بأنها دليل على الانتصار "كذب وتلفيق".
وكشف المؤرخ الإسرائيلى أن موشى ديان جمع الصحفيين فى اليوم الثالث للحرب، ليعترف بالهزيمة وبسقوط خط بارليف، لكن جولدا مائير ورؤساء التحرير حجبوا ذلك عن الرأى العام.


مصير قادة إسرائيل بعد الهزيمة

قبل وأثناء حرب السادس من أكتوبر 1973 كان يحكم إسرائيل جيلا كاملا منذ عام 1948، وكان هذا الجيل هو "الواجهة الديموقراطية" للحكم الديكتاتورى للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية التى كانت تحكم إسرائيل، وكان لهذا الجيل دور فى خداع الرأى العام الأمريكى، حتى أعلنت بعض الأقلام العالمية أكثر من مرة أن إسرائيل هى الدولة الوحيدة فى الشرق الأوسط التى تمارس الديموقراطية ومن أبرز ممثلى هذا الجيل:
"حاييم وايزمان".. أول رئيس لدولة إسرائيل.
"دافيد بن جوريون".. أول من خطط ورأس أول وزارة إسرائيلية، وكان أول من أعلن عن إنشاء الدولة الجديدة يوم 15مايو 1948، وقد توفى بن جوريون عقب الحرب بشهرين فقط أى فى أول ديسمبر 1973.
"ليفى أشكول".. رئيس الوزراء الذى عاش أكبر حلم لإسرائيل.. حلم انتصار حرب الأيام الستة فى يونيو عام 1967.
"موشى شاريت".. أضعف رئيس وزراء إسرائيلى حيث أنه كان الوحيد بين ساسة إسرائيل الذى طالب بالتعايش مع الدول العربية..
"جولدا مائير".. السيدة التى أطلقوا عليها "رجل إسرائيل القوى" والتى هاجرت من روسيا إلى أمريكا ثم إلى فلسطين..
"موشى ديان".. الذى كانت الدعاية الإسرائيلية تصفه بأنه أكبر عقلية عسكرية فى القرن العشرين، والذى إنهار تماما فى اليوم الرابع من حرب أكتوبر..
"دافيد اليعازر" رئيس الأركان الذى شاهد أول هزيمةعسكرية إسرائيلية، والذى كان كبش الفداء للمؤسسة العسكرية، ولموشى ديان نفسه وهو ما ترتب عليه استقالته بعد إتهامه بالقصور والتردد..
وباستقالة جولدا مائير أثناء حرب أكتوبر، ووفاة بن جورين اختفى هذا الجيل تماما ليتولى القيادة جيلا جديدا كان ممثلا فى "اسحق رابين" أول جنرال يتولى رئاسة الوزراء الإسرائيلية بعد أن انكشف للعالم كذب أسطورة الديموقراطية الإسرائيلية الزائفة، وأيضا تلاشى أسطورة التفوق العسكرى الإسرائيلى الذى لا يقهر..فقد انهارت الأساطير على أيدى المصريين يوم السادس من أكتوبر عام 1973.


 
عودة
أعلى