يهوذا الصحراء والعجل الذهبي (مقال)
بسم الله الرحمن الرحيم،
في أرض الرمال الواسعة، حيث تتراقص السرابات كأوهام الطامعين، وتغني الرياح أناشيد القبائل القديمة، كان هناك شعب يتيه في صحراء السياسات والتحالفات. خرجوا من عبودية الخوف، يحملون في قلوبهم وعداً بأرض مباركة، لكنهم سرعان ما نسوا العهد الأول.
أصموا آذانهم عن الصوت الإلهي، جمعوا ذهبهم، ذلك البريق الزائل من النفوذ والمال والوعود الأجنبية، وصنعوا عجلاً ذهبياً، يلمع تحت شمس الصحراء الحارقة.
رقصوا حوله فرحين، يقولون: "هذا هو إلهنا الذي أخرجنا من الضيق! سنمشي طريقنا بمعزل عن قيدار الصحراء، ذلك الأسد النائم في الرمال الشمالية، الذي يمتد نفوذه كجذور النخيل العميقة، لا تُقتلع ولا تُتجاوز."
كان قيدار الصحراء رجلاً قوي البنيان، صلب العود، يقيم في خيمة واسعة من الحرير الأخضر، محاطاً بآبار النفط التي تفيض كأنهار جنة، وبجيوش كالرمال المتحركة التي تبتلع الواهمين الطامعين.
قدراته ضخمة كالجبال التي تحمي حدوده، وثروته كالنجوم التي لا تُحصى في سماء الليل الصافي. لم يطلب العبادة، بل الاحترام فقط، والاعتراف بأن الصحراء واحدة، وأن طرق القوافل تمر من بوابته. بوابته وحده.
لكن أصحاب العجل، في غرورهم، قالوا: "سنتحالف مع الشرق البعيد والغرب النائي، سنبني تحالفات جديدة، وننفذ سياساتنا دون استشارة حادي الصحراء. العجل الذهبي سيحمينا، بريقه سيخدع الأعداء، وصوته الهادر وإن كان مصنوعاً من معدن بارد سيهزم السماء."
فبدأوا يرقصون أكثر، يبنون قصوراً من السراب، يرسمون خرائط جديدة تتجاهل الجذور العميقة. حاولوا عبور الصحراء بمعزل عن قيدارها، يتحالفون مع الظلال المتحركة، يعبدون الإغراءات الزائلة: تحالفات مع الفرس القدماء المتهالكين، أو مع الإسرائيليين المتقلبين، أو مع الانفصاليين الذين يرفضون الانسجام مع التيار الكبير.
لكن الصحراء لا ترحم الغافلين. سرعان ما سيذوب العجل الذهبي تحت لهيب الشمس، سيتحول إلى بركة من المعدن المنصهر، يحرق أقدام الراقصين. ستنهار التحالفات كالسراب، وستنكشف السياسات المستقلة كوهم، فالرياح العاتية قادمة من الشمال، رياح الصحراء، و ستجتاح كل شيء.
قدرات قيدار الصحرآء الضخمة، التي بناها عبر سنين من الصبر والحكمة، ابتلعت المتمردين، هزمت الطامعين سحقاً، إذ لا يمكن تجاوز جذور النخيل دون أن تنهار الأرض تحت الأقدام.
في النهاية، عاد الناجون يزحفون على الرمال، يطلبون الغفران من قيدار الصحراء، يعترفون أن النفوذ الحقيقي ليس في البريق الزائل، بل في القوة الثابتة التي لا تُهزم. الصحراء واحدة، والطريق الآمن يمر من بوابة قيدار، فمن حاول تجاوزها، هلك في السراب.
وهكذا، في أرض المشرق العتيقة، يستمر الدرس الأزلي القديم: العجل الذهبي يذوب، دوما يذوب، أما قيدار الصحراء فيبقى، شاهداً على أن القوة الحقيقية لا تُتجاوز، بل لا خيار آخر إلا أن تُحترم.
قهراً،،
Alucard
بسم الله الرحمن الرحيم،
في أرض الرمال الواسعة، حيث تتراقص السرابات كأوهام الطامعين، وتغني الرياح أناشيد القبائل القديمة، كان هناك شعب يتيه في صحراء السياسات والتحالفات. خرجوا من عبودية الخوف، يحملون في قلوبهم وعداً بأرض مباركة، لكنهم سرعان ما نسوا العهد الأول.
أصموا آذانهم عن الصوت الإلهي، جمعوا ذهبهم، ذلك البريق الزائل من النفوذ والمال والوعود الأجنبية، وصنعوا عجلاً ذهبياً، يلمع تحت شمس الصحراء الحارقة.
رقصوا حوله فرحين، يقولون: "هذا هو إلهنا الذي أخرجنا من الضيق! سنمشي طريقنا بمعزل عن قيدار الصحراء، ذلك الأسد النائم في الرمال الشمالية، الذي يمتد نفوذه كجذور النخيل العميقة، لا تُقتلع ولا تُتجاوز."
كان قيدار الصحراء رجلاً قوي البنيان، صلب العود، يقيم في خيمة واسعة من الحرير الأخضر، محاطاً بآبار النفط التي تفيض كأنهار جنة، وبجيوش كالرمال المتحركة التي تبتلع الواهمين الطامعين.
قدراته ضخمة كالجبال التي تحمي حدوده، وثروته كالنجوم التي لا تُحصى في سماء الليل الصافي. لم يطلب العبادة، بل الاحترام فقط، والاعتراف بأن الصحراء واحدة، وأن طرق القوافل تمر من بوابته. بوابته وحده.
لكن أصحاب العجل، في غرورهم، قالوا: "سنتحالف مع الشرق البعيد والغرب النائي، سنبني تحالفات جديدة، وننفذ سياساتنا دون استشارة حادي الصحراء. العجل الذهبي سيحمينا، بريقه سيخدع الأعداء، وصوته الهادر وإن كان مصنوعاً من معدن بارد سيهزم السماء."
فبدأوا يرقصون أكثر، يبنون قصوراً من السراب، يرسمون خرائط جديدة تتجاهل الجذور العميقة. حاولوا عبور الصحراء بمعزل عن قيدارها، يتحالفون مع الظلال المتحركة، يعبدون الإغراءات الزائلة: تحالفات مع الفرس القدماء المتهالكين، أو مع الإسرائيليين المتقلبين، أو مع الانفصاليين الذين يرفضون الانسجام مع التيار الكبير.
لكن الصحراء لا ترحم الغافلين. سرعان ما سيذوب العجل الذهبي تحت لهيب الشمس، سيتحول إلى بركة من المعدن المنصهر، يحرق أقدام الراقصين. ستنهار التحالفات كالسراب، وستنكشف السياسات المستقلة كوهم، فالرياح العاتية قادمة من الشمال، رياح الصحراء، و ستجتاح كل شيء.
قدرات قيدار الصحرآء الضخمة، التي بناها عبر سنين من الصبر والحكمة، ابتلعت المتمردين، هزمت الطامعين سحقاً، إذ لا يمكن تجاوز جذور النخيل دون أن تنهار الأرض تحت الأقدام.
في النهاية، عاد الناجون يزحفون على الرمال، يطلبون الغفران من قيدار الصحراء، يعترفون أن النفوذ الحقيقي ليس في البريق الزائل، بل في القوة الثابتة التي لا تُهزم. الصحراء واحدة، والطريق الآمن يمر من بوابة قيدار، فمن حاول تجاوزها، هلك في السراب.
وهكذا، في أرض المشرق العتيقة، يستمر الدرس الأزلي القديم: العجل الذهبي يذوب، دوما يذوب، أما قيدار الصحراء فيبقى، شاهداً على أن القوة الحقيقية لا تُتجاوز، بل لا خيار آخر إلا أن تُحترم.
قهراً،،
Alucard

