المدمرات الأمريكية Trump-class

هيرون 

فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً
طاقم الإدارة
عـضـو مـجـلـس الإدارة
إنضم
21 ديسمبر 2008
المشاركات
43,341
التفاعل
242,947 9,619 3
الدولة
Saudi Arabia
لقد هز دونالد ترامب المجال العسكري، ومرة أخرى، الساحة السياسية الدولية: فبعد أكثر من ثمانية عقود دون أن تقوم أي أحواض بناء السفن الأمريكية ببناء سفينة حربية، أعلنت البحرية الأمريكية أنها ستبدأ في بناء فئة جديدة من السفن الحربية التي ستحمل اسم الرئيس، والتي تم دمجها في إطار المفهوم الطموح لما يسمى "الأسطول الذهبي" الذي تم الترويج له من البيت الأبيض ضمن عقيدتها الدفاعية الجيوسياسية.

يمثل هذا الإعلان، الذي صدر يوم الاثنين 22 ديسمبر خلال مؤتمر صحفي في منتجع مارالاغو التابع له في بالم بيتش، فلوريدا، أحد أكثر المشاريع طموحًا في تحديث البحرية الأمريكية منذ نهاية الحرب الباردة . وخلال عرضه، لم يتردد الرئيس ترامب، كعادته، في التأكيد على أن هذه السفن الجديدة لن تكون الأقوى والأكثر تطورًا فحسب، بل ستكون أيضًا رمزًا بارزًا للتفوق البحري الأمريكي.

ما هي سفن فئة ترامب؟

حتى الآن، كل ما هو معروف هو أن البوارج الجديدة من فئة ترامب تمثل قطيعة مع التقاليد الحديثة للبحرية الأمريكية، التي أعطت الأولوية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لبناء حاملات الطائرات والمدمرات على حساب البوارج التقليدية. ومع ذلك، قرر الرئيس ترامب إحياء هذا المفهوم وتجديده، مع التركيز على الجمع بين القوة النارية والدروع المتينة والتكنولوجيا المتطورة.

كما أُعلن، من المتوقع أن تتراوح إزاحة البوارج من فئة ترامب بين 30,000 و40,000 طن، وأن تُجهز بأحدث المدافع الكهرومغناطيسية، وأنظمة دفاع صاروخي متطورة، وأنظمة طائرات مسيرة متكاملة، وهيكل مصمم لتقليل رصدها بالرادار. كما ستتضمن أنظمة قيادة وتحكم رقمية مزودة بالذكاء الاصطناعي لاتخاذ القرارات في الوقت الفعلي، وستحمل صواريخ باليستية عابرة للقارات تُطلق من سطح البحر. ومن المتوقع أن تتألف هذه الفئة في نهاية المطاف من 20 إلى 25 سفينة.

1766597638818.png
 

"الأسطول الذهبي": مفهوم ثوري

بحسب صحيفة وول ستريت جورنال، يتجاوز مفهوم "الأسطول الذهبي" مجرد بناء سفن سطحية جديدة، فهو يمثل رؤية استراتيجية يسعى البيت الأبيض من خلالها إلى إعادة تموضع الولايات المتحدة كقوة بحرية لا منازع لها بحلول منتصف القرن الحادي والعشرين. وبموجب هذه المبادرة، سيتم استثمار الموارد ليس فقط في البوارج، بل أيضاً في حاملات الطائرات من الجيل التالي، والغواصات غير المأهولة، والطرادات فائقة السرعة.

يشير مصطلح "الأسطول الذهبي"، بحسب الرئيس ترامب نفسه، إلى التميز والقوة والازدهار الذي تمثله هذه الأصول العسكرية الجديدة التابعة للبحرية الأمريكية. وقد صرّح الرئيس بأن الأسطول سيكون "ليس فقط الأقوى، بل الأكثر إبهارًا الذي شهدته البحار على الإطلاق". ويتضح جليًا التركيز على صورة الرئيس وسمعته الشخصية، مما يُسهم في ترسيخ إرثه في مجال الدفاع الأمريكي.

أثار هذا الإعلان ردود فعل متباينة داخل الولايات المتحدة وخارجها. فقد انتقد أعضاء مجلس الشيوخ والنواب الديمقراطيون الاستثمار الضخم المطلوب، متسائلين عن جدوى العودة إلى السفن الحربية في عصر تهيمن عليه الحرب السيبرانية والصواريخ بعيدة المدى. في المقابل، أكد نظراؤهم الجمهوريون، إلى جانب مستشاريهم الدفاعيين، على الأهمية الرمزية والاستراتيجية لهذه المبادرة لردع الخصوم المحتملين، في إشارة إلى الصين.

وعلى الصعيد الدولي، تابعت قوى مثل الصين وروسيا الإعلان عن كثب، ويعتقد محللو الدفاع أن "الأسطول الذهبي" قد يؤدي إلى سباق تسلح بحري جديد، مما يجبر الدول الأخرى على تسريع تحديث أساطيلها الخاصة.

يمثل بناء فئة "ترامب" عودةً إلى مكانة السفن الحربية البارزة، ولكن برؤية مُكيّفة مع التحديات الراهنة. ويمكن لمزيج التكنولوجيا المتقدمة والقوة النارية التقليدية والقدرات المستقلة أن يُعيد تعريف العمليات البحرية المستقبلية في سيناريوهات الضغط العالي. ويبقى أن نرى ما إذا كانت مغامرة إدارة ترامب ستُترجم إلى ثورة حقيقية أم إلى استراتيجية مُكلفة ومثيرة للجدل. الأمر المؤكد هو أن هذا الإعلان قد ترك بالفعل بصمةً لا تُمحى، إذ وضع القوات المسلحة الأمريكية مرة أخرى في قلب النقاش العالمي حول القوة العسكرية في القرن الحادي والعشرين.


 
عودة
أعلى