الجيش المصري تخطيطو بطيئ جدا في المجال الجوي وهو مع الدفاع الجوي اكثر قطاعات لم يتم تطويرها عند المصريين في فترة السيسيتحليل سريع لوضع المقاتلات المصرية.. وليه مصر مينفعش تعتمد بالكامل على التسليح الأمريكي، وليه خطوات تنويع الترسانة الجوية ضرورة أمن قومي..
لحد ٢٠١٥ كانت القوة الجوية المصرية مبنية تقريباً بالكامل على ال F-16.. مقاتلة مهمة لكن النسخة اللي اتباعت لمصر كانت محدودة القدرات الهجومية بشكل كبير بسبب القيود الأمريكية على التسليح عامة، وعلى مصر بشكل خاص..
النسخ اللي معانا عندها قدرات هجومية محدودة (Maverick، قنابل موجهة).. لكننا محرومين من ال AIM-120 AMRAAM وده معناه صفر قدرة اشتباك خلف مدى الرؤية.. ده غير إن مفيش JSOW ومفيش اختراق عميق ولا صواريخ مضادة للرادار على مستوى متقدم.. فبقت ال F-16 منصة دفاعية أكتر منها هجومية.. وطبعاً ده لسبب واحد والسبب ده معلن مش سر.. الحفاظ على التفوق النوعي لإسرائيل في المنطقة..
مصر طلبت حوالي 220 طائرة F-16 وفي الخدمة حالياً حوالي 218..ودي أرقام موثقة ومعلنة.. لكن معدلات الجاهزية القتالية مش معلنة رسمياً وفيه تقديرات انها 160–180..
ضيف لكل ده الملحق الأمني لاتفاقية السلام اللي بيقيد الانتشار الجوي القتالي في أجزاء من سيناء.. وإن كان بعد 2011 حصلت تفاهمات وسماح بعمليات جوية للطيران الحربي المصري.. لكن القيود القانونية الأصلية لسه موجودة..
لكن حصل خطوات بدأت تكسر الاعتماد الأمريكي وتنوع الترسانة.. ودي خطوات لازم نشجعها وندعمها لأنها نقطة تحول مهمة.. ومينفعش أي خلافات سياسية تخلينا ننكر أهمية الخطوات دي..
أول خطوة كانت شراء الرافال الفرنسية.. ورغم كل مشاكل الرافال لكن احياناً بيكون عوامل تانية أهم، زي وقت التسليم، وعدد المقاتلات اللي هتاخدها، والذخيرة اللي هتيجي معاها.. دي كانت أول مقاتلة في الجيش المصري معاها ذخائر هجومية كاملة..
عندك SCALP-EG لضربات عميقة 250–500 كم
عندك MICA للجو–جو
عندك AASM قنابل ذكية متقدمة
عندك Exocet AM39 مضاد للسفن
ودي قدرات عمرها ما كانت متاحة لل F-16 اللي عندنا.. ولأول مرة يبقى عندك مقاتلة تقدر تشتغل هجومياً من غير إذن أمريكي ومن غير ما تلاقي حد متحكم في قرارك في وقت أزمة وبيقلل من قوة الردع بتاعتك لأنك ببساطه معندكش مقاتلة تقدر تهاجم..
بعدها مصر اشترت الميغ 29 الروسية.. ودي إضافة تانية مهمة لأنها بتيجي برزمة ذخائر هجومية محتاجينها..
عندك ال R-77 اللي هوا نفس اللي ممنوع عنك في ال F-16 بس النسخة الروسية منه
عندك R-73 اشتباك قريب
عندك KH-31 مضاد للرادار والسفن
عندك KH-29 للاختراق وضرب الأهداف الأرضية
الميغ-29 عندها مشاكل في الرادار والصيانة والدعم الروسي اتأثر بالحرب.. بس تظل احتياج مهم لأنها بتديك قدرات هجومية مش مربوطة بسياسة أمريكا..
وبالمناسبة تاريخياً أمريكا دايما بتبيع بشروط وحسابات سياسية، على عكس روسيا.. وهنا أحب أجدد توقعي بإن سوريا هتشتري سلاح روسي وممكن صيني كتير الفترة الجاية..
وبعدها جات صفقة السوخوي-35.. دي لو كانت دخلت مصر رسمي كانت هتبقى نقلة جبارة.. لكن الصفقة اتوقفت بسبب تهديدات عقوبات كاتسا الأمريكية.. واتحول جزء كبير من التصنيع لإيران.. وده دليل تاني إن الاعتماد على السلاح الأمريكي أو النفوذ الأمريكي مش آمن ولا مضمون..
طبعاً ميراج-2000 موجوده لكن دورها تكميلي وعددها محدود (حوالي 19 طائرة).. هي أكثر تحرراً من القيود الأمريكية لكنها أقل بكتير من الرافال في القدرات والتسليح..
الملف الجديد والمهم هو مشروع المقاتلة التركية.. لحد دلوقتي مفيش وثيقة رسمية من الحكومتين، لكن فيه تقارير صناعية واستخبارات سوق بتقول إن تركيا وافقت مبدئياً على مشاركة مصر في المشروع.. وإن في مفاوضات جارية لنقل تكنولوجيا ومشاركة في الإنتاج.. لو ده اكتمل فدي نقلة استراتيجية حقيقية وممكن يفتح باب لتطوير قدرات تصنيع محلي لأول مرة في مقاتلة من الجيل الخامس/الرابع++..
لو رسمنا خط زمني فمصر استلمت اخر ٤ طائرات F16 في سنة ٢٠١٥.. وفي نفس السنة عملت صفقة الرافال، ل ٢٤ طائرة.. في ٢٠٢١ اشترينا كمان ٣٠ رافال.. وبرضو في ٢٠١٥ اتفقنا على ٤٦ ميغ روسية.. وفي ٢٠١٨ و ٢٠١٩ كان توقيع الاتفاق على السوخوي لكن زي ما قولنا للأسف امريكا وقفتها بسبب العقوبات.. وفي ٢٠٢٤ فيه اخبار لسه غير موثقة ان مصر بتتفق على المقاتلات الصينية J-10 C وفيه اخبار انها J-35 كمان..
كل ده بياخدنا لنقطة مهمة وهي إن تنويع مصادر التسليح خطوة مهمة ومصر اخدتها في وقتها.. وأكيد كان فيه جهود دبلوماسية ورا الخطوات دي لأن موضوع التفوق النوعي لإسرائيل في المنطقة مش ملف سهل.. أحد أسباب أهمية الخطوة دي هي إن اعتمادك الكامل على أمريكا في وقت علاقتك السياسية معاها مش ثابتة بيحط سلاحك الجوي كله تحت رحمة قرار سياسي خارجي.. عشان كده التنويع بيخلق منظومة ردع مستقلة.. فرنسا بتديك ذخائر عميقة.. روسيا بتديك مضاد رادار.. تركيا بتدخلك في شراكة تصنيع… وكل ده بيساعد في استقلالية قرارك وسيادتك..
المشكلة الوحيدة والمهمة في تنوع التسليح هي التكامل.. لأن عندك سلاسل إمداد مختلفة ومعدات أرضية مختلفة وتدريب وصيانة وأنظمة دعم فني مختلفة ومدارس قتالية مختلفة.. وده تحدي كبير محتاج إدارة وهندسة دقيقة.. لكن قريت من فترة إن فيه جهود تقنية مبذولة في الناحية دي في مصر..
الموضوع ده مهم لأن مصر لأول مرة بتبني استقلال قرار في قدرتها الجوية.. وبتخرج بذكاء من ركن كانت مزنوقه فيه.. حتى لو فيه تحدي التكامل بين الأنظمة دي لكن خطوة التنوع نفسها مهمة ومطلوبة بشكل عاجل ومصر كانت واعيه ليها في وقت يظل مناسب حتى لو جه متأخر شوية..
ورأيي ان كل المشاكل اللي في العالم بالإضافة لوجود ترامب والضغط الدولي على الكيان بيدينا فرصة تاريخية لاستمرار تطوير سياسة التنوع دي.. لان لو (لو يعني) العالم استقر ففرصتنا هتكون أضعف والضغط علينا هيكون أكبر من دلوقتي..
مصر للان عندها قصور كبير جوي امام القوى الاقليمية الاخرى وليست بقوة اليهود او حتى الاتراك الي امضو صفقة التايفون وناويين على الاف 35 مع شبحيتهم الي يصنعو فيها
مصر عمليا ممكن تستغل كثرة وزيادة المنتوج العالمي وسعي الجميع للمال لكي يحقق ارباح لجلب صفقات كبيرة عسكريا
الان في6 دول مصنعة للسلاح الجوي وهم الصين روسيا امريكا اوروبا كوريا الجنوبية السويد وحتى تركيا نوعا ما لذلك انت قادر على المفاوضة واستغلال الحاجة للمال للحصول على قوه جوية محترمة
تايفون مثالا او محاولة تعاقد على الجي 20 او الجي 35 لكي يصبح سلاح الجو المصري قوي جدا وفي المستوى
