العراق تعزز أسطولها من مقاتلات إف-١٦ بعقد أمريكي بقيمة ٢٥٢ مليون دولار

amigos

عضو
إنضم
16 فبراير 2025
المشاركات
2,077
التفاعل
3,165 94 3
الدولة
Tunisia
صفقة أمريكي تؤمن دعم تفوق العراق الجوي في مواجهة التهديدات الإقليمية (مصدر الصورة:  U.S. Air Force)
صفقة أمريكي تؤمن دعم تفوق العراق الجوي في مواجهة التهديدات الإقليمية (مصدر الصورة: U.S. Air Force)


أكد موقع Army Recognition أن الولايات المتحدة الأمريكية منحت عقد دعم كبير للعراق بقيمة 252 مليون دولار للحفاظ على أسطولها من مقاتلات إف-16 وتشغيله في قاعدة الشهيد اللواء الركن علي فلاح الجوية، ويأتي هذا الاتفاق في إطار برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية (Foreign Military Sales) ويعد إشارة واضحة على تعميق الشراكة الدفاعية طويلة الأمد بين واشنطن وبغداد.
ويهدف العقد إلى ضمان استمرار الجاهزية التشغيلية للطائرات العراقية، مما يعزز من قدرات البلاد في الحفاظ على الأمن الإقليمي ومواجهة التهديدات المستمرة، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة مع إيران والجماعات المسلحة الموالية لها.

تفاصيل العقد وطبيعة الخدمات المقدمة​

ووفقا لإعلان وزارة الدفاع الأمريكية (U.S. Department of War) بتاريخ 21 نوفمبر 2025، تم منح العقد لصالح شركة "فيكتراس سيستمز" (Vectrus Systems LLC) لدعم برنامج مقاتلات إف-16 العراقية في قاعدة الشهيد اللواء الركن علي فلاح الجوية (المعروفة سابقا بقاعدة بلاد) شمال بغداد، ويبلغ إجمالي قيمة العقد 252,050,925 دولارا أمريكيا، مع تخصيص ما يقرب من 124 مليون دولار من أموال برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية (FMS) عند التوقيع.
ويصنف العقد بأنه عقد خدمات غير محدد القيمة والكمية (Indefinite-Delivery/Indefinite-Quantity) بنظام "التكلفة زائد أجر ثابت" (Cost-Plus Fixed-Fee)، مما يضمن استمرارية تقديم الخدمات حتى سبتمبر 2026.
زتشمل مسؤوليات المقاول دعم العمليات الأساسية للقاعدة، وخدمات الدعم اللوجستي والحياتي، وتأمين الحماية الشاملة للأسطول، ويتضمن ذلك إدارة المرافق، وخدمات المدرج وال Hangar، والتخزين، وإدارة الوقود، وضمان استقرار أنظمة الطاقة والمياه والإسكان والاتصالات، ويضمن هذا النموذج وجود بيئة عمل مستقلة ومتوقعة لطواقم الصيانة والأسلحة والطيارين، مما يزيد من فعالية الأسطول ويقلل من التأثر بالتقلبات في مستويات التهديد والضغوط السياسية.
المقاتلة الأمريكية متعددة المهام F-16 (مصدر الصورة: National Security Journal‏)
المقاتلة الأمريكية متعددة المهام F-16 (مصدر الصورة: National Security Journal‏)الأهمية الاستراتيجية لقاعدة الشهيد علي فلاح والمنظور الجيوسياسي
وبحسب الموقع لا يمكن فهم الثقل الاستراتيجي لهذا العقد دون استيعاب الأهمية المحورية لقاعدة الشهيد اللواء الركن علي فلاح الجوية، فهي تقع على بعد 60 إلى 70 كيلومترا شمال بغداد في محافظة صلاح الدين، وتستضيد أسراب مقاتلات إف-16 العراقية (F-16IQ) وتعتبر المحور الرئيسي لعمليات الضربة الجوية ذات الأجنحة الثابتة، وتشمل هذه العمليات ضربات متكررة ضد بقايا تنظيم "داعش" (ISIS) في كركوك وصلاح الدين وجبال حمرين وعلى طول الحدود السورية، فخلال الحملة ضد "داعش"، نفذت المقاتلات العراقية ضربات عبر الحدود داخل سوريا بالتنسيق مع قوات التحالف والحكومات المجاورة.
ومع ذلك تعرضت القاعدة مرارا لهجمات بالصواريخ والقذائف نسبت إلى فصائل موالية لإيران، مما أسفر عن إصابات بين العناصر العراقية والمقاولين الأجانب وكشف عن نقاط ضعف في أمن المحيط والدفاعات ضد القذائف، لذا فإن الاستثمار في أمن القاعدة والدعم اللوجستي فيها يهدف إلى سد فجوة حماية طويلة الأمد.
أما جيوسياسيا يأتي هذا الدعم في سياق المواجهة المتجددة بين الولايات المتحدة وإيران، بما في ذلك الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية والتهديدات الإيرانية بالانتقام من القواعد والأفراد الأمريكيين في المنطقة، ويسعى الدعم إلى تعزيز مرونة الحليف في مواجهة الأزمات على الجناح الغربي الإيراني.

الآثار المستقبلية على العلاقات الثنائية وقدرات العراق الذاتية​

وأشار الموقع إلى أن هذا العقد يمثل تطورا ناضجا في العلاقة الدفاعية العراقية الأمريكية، فمن خلال إدارة العقد من قبل مركز إدارة دورة حياة القوات الجوية (Air Force Life Cycle Management Center) في قاعدة رايت-باترسون الجوية (Wright-Patterson Air Force Base)، يتم دمج برنامج إف-16 العراقي في هياكل الرقابة نفسها التي تدعم الأساطيل الحليفة الأخرى على المدى الطويل.
وبالنسبة للعراق يدعم هذا الاتفاق عملية موازنة دقيقة بين تأكيد السيادة، والحفاظ على الشراكات الأمنية، وإدارة الحساسيات المحلية إزاء الوجود العسكري الأجنبي، ويمنح العقد الحكومة العراقية الاستقرار والوقت اللازمين لتوسيع كوادرها من الفنيين واللوجستيين وقوات الأمن القادرة على تحمل مسؤولية أكبر في المستقبل، فالهدف النهائي هو ضمان أن أي سحب مستقبلي للقوات الأمريكية النظامية لا يؤدي إلى انهيار القدرات الجوية العراقية، كما حدث سابقا عند انسحاب المقاولين، وبالتالي فإن تعزيز قاعدة الشهيد علي فلاح كمركز آمن وفعال يضمن أن يحتفظ العراق بذراع جوي موثوق وقادر على التشغيل البيني (Interoperable)، جاهز للمساهمة في استقرار المنطقة في أي أزمات إقليمية مقبلة.

 
الشق اكبر من الرقعه , دون قرار سياسي سيادي لن تفيد هذه الصفقات
 
عودة
أعلى