أنظمة الدفاع الجوي الصينية.
مقدمة عامة
تعود جذور أنظمة الدفاع الصينية إلى العصور القديمة، حيث كانت الصين رائدة في تطوير الأسلحة والحصون. في العصر الإمبراطوري (من عهد أسرة تشين 221 ق.م. إلى تشينغ 1912 م.)، اعتمدت الدفاع على السور العظيم كحاجز استراتيجي ضد الغزوات الشمالية، وطور الصينيون أسلحة متقدمة مثل:
البارود (اختراع في القرن التاسع الميلادي خلال أسرة تانغ).
المدافع النارية والصواريخ الأولية (في أسرة سونغ، القرن الثالث عشر).
القوس المتكرر (chu-ko-nu) الذي يطلق 10 سهام في 15 ثانية.
بعد سقوط الإمبراطورية عام 1912، شهدت الصين فترة فوضى (حروب الأمراء، الغزو الياباني 1937-1945)، مما أضعف قدراتها الدفاعية. تأسست جمهورية الصين الشعبية عام 1949، واعتمدت في البداية على المساعدات السوفييتية (1950): نقل تكنولوجيا دبابات T-34، طائرات MiG-15، وصواريخ.
الانشقاق الصيني-السوفييتي (1960) دفع بكين نحو الاكتفاء الذاتي. أطلقت مشاريع نووية سرية، نجحت في تفجير أول قنبلة ذرية عام 1964، ثم قنبلة هيدروجينية عام 1967. خلال الحرب الباردة، ركزت على حرب العصابات والدفاع الشعبي (مبدأ ماو تسي تونغ: "الشعب هو البحر والجيش هو السمك").
في الثمانينيات، بدأت الإصلاحات العسكرية تحت دينغ شياو بينغ: تقليص الجيش من 4.5 مليون إلى 2.3 مليون جندي، وزيادة الإنفاق على التكنولوجيا. حرب الخليج الأولى (1991) كشفت تخلف الصين، مما أطلق برنامج "الثورة في الشؤون العسكرية" (RMA). منذ التسعينيات، حققت قفزات نوعية:
- إطلاق أول حاملة طائرات "لياونينغ" (2012، بعد تجديد سفينة سوفييتية).
- تطوير صواريخ باليستية مضادة للسفن (DF-21D، "قاتل الحاملات").
- برنامج الفضاء العسكري (أقمار تجسس، أسلحة مضادة للأقمار).
بدأت الصين تطوير أنظمة الدفاع الجوي في الخمسينيات بالاعتماد الكامل على التكنولوجيا السوفييتية:
- 1950: استلام أنظمة S-75 (SA-2) السوفييتية، استخدمت في حرب فيتنام (نسخة HQ-1/HQ-2 محلية الصنع).
- 1960: بعد الانشقاق الصيني-السوفييتي، بدأت الصين الهندسة العكسية لـS-75، مما أنتج HQ-2 (1967)، أول نظام دفاع جوي صيني مستقل.
- 1970-1980: تطوير HQ-61 (قصير المدى، أرض-جو)، لكن كان محدود الفعالية.
النقلة النوعية جاءت في التسعينيات بعد حرب الخليج (1991):
- كشفت الحرب عن تفوق الدفاع الجوي المتكامل (Patriot vs Scud).
- أطلقت الصين برنامج "الدرع الذهبي" (Golden Shield) لتطوير شبكة دفاع جوي متعدد الطبقات.
- 1990: شراء S-300PMU-1 من روسيا (1993)، ثم هندسة عكسية أنتجت HQ-9 (1997، دخول الخدمة 2001).
منذ 2000، تحولت الصين إلى الاكتفاء الذاتي مع دمج تقنيات غربية مسروقة/مقلدة (إسرائيلية، أمريكية، روسية):
- تطوير رادارات AESA، صواريخ عمودية الإطلاق (VLS)، وأنظمة قيادة وسيطرة متكاملة (C4ISR).
- 2010: ظهور أنظمة الجيل الجديد (HQ-9B, HQ-22, HQ-16).
- 2020: دخول أنظمة ليزر وهيبيرسونيك مضاد، ودمج الذكاء الاصطناعي في الكشف/التتبع.
سنحاول في هذا الموضوع تغطية أهم أنظمة الدفاع الجوي الصينية فمتابعة شيقة للجميع.
التعديل الأخير: