لا يزال صوت الأذان يتردد فوق كثبان رأس الخيمة – لكن قريبًا، سيتردد صوت ماكينات القمار أيضًا.
في منطقة كانت تحظر حتى تطبيقات البوكر، تبني الإمارات أول كازينو لها على الإطلاق، مشروع “وين” العملاق بقيمة 5.1 مليار دولار، الذي ينهض من رمال جزيرة المرجان المستصلحة.
إنه نسخة من لاس فيغاس في إمارة محافظة بالكاد تمتلك طرقًا معبدة، ويُسوّق له على أنه “تنويع اقتصادي”.
هذا هو التبرير الرسمي. أما الحقيقة فهي أكثر قسوة: رأس الخيمة مفلسة بمعايير الخليج.
نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي فيها يبلغ 31 ألف دولار – أي نصف ما هو عليه في أبوظبي تقريبًا.
الصناعات الخزفية والدوائية لا تسد العجز، لذا تتجه الإمارة نحو السياحة، والرذيلة، وجيوب الأجانب.
الطرح الإعلامي عبقري: كازينو “للوافدين”، لا للمواطنين – مع ثغرة أخلاقية مضمّنة.
منتجع “وين” يعد بـ1500 غرفة، و22 مطعمًا، ومتاجر فاخرة، و12 مسبحًا. معظم العاملين سيأتون من الخارج. ومعظم الأرباح ستغادر البلاد.
بالنسبة للعائلات الحاكمة، الكازينو ليس عن القمار – بل عن شراء مكانة قبل أن تسبقهم دبي أو أبوظبي.
تحصل “وين” على حصرية لمدة 15 عامًا؛ وتحصل رأس الخيمة على 15 عامًا من الندم.
الدين يحرّم القمار، والمعارضة ممنوعة – لذا تسير الصفقة بهدوء. الحكومة تقول إنها “ستحسن جودة الحياة”. السكان يقولون إن المستشفيات لا تزال لا تعمل.
هذه ليست قصة كازينو. إنها قصة بقاء – إمارة صغيرة تبيع مبادئها الأخلاقية لتبقى في اللعبة.
دبي ستراقب الأرباح تتدفق، ثم تبني نسختها الخاصة، الأكبر والأكثر بريقًا… وستُترك رأس الخيمة مع الرمال، والديون، وشعار “وين” يتلاشى تحت شمس الصحراء.
البيت يربح دائمًا. خصوصًا عندما يكون البيت هو فيغاس.



